الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي -الجزءالسادس
نجم الدين فارس
2020 / 10 / 13 - 03:36
" الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي "
الجزء السادس
" الاستقلال والحرية بحاجة لجواب ثوري "
الكاتب / نجم الدين فارس
الترجمة / يوسف عمر
" الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي "
الجزء السادس
الاستقلال والحرية يحتاج الى رد ثوري !
ما يتم رؤيتها حتى الأن من سلوك وسياسة القوى الكوردية ، أنها عقلية وعملية ومخيلة قومية شكلية ، ولم بإستطاعتهم الكتير والخروج عن هذه الشكلية في البلدان اللاتي يقطنها الكورد ، وكذلك الأحزاب والقوى اليسارية فيما مضى وحاليا لم يستطيعوا القيام بمل نحو إنفصال الكورد كي يضع تأسيس دولتها المستقلة ضمن إطار التفكير والآراء والخطة والعمل السياسي بهدف رغبة الاستقلال وإنها الصراع القومي في المنطقة .
ليس من السهل الفصل بين التفكير والآراء والأفعال لليمين واليسار ، كما ليس ممكنا تحديد هدف ومطلب مختلف ولن تجد بينهما إختلاف سياسي .
حتى الأن ليس واضحا للعيان أيهما اليمين وأيهما اليسار ، وأيهما مع نيل الحقوق القومية ويتعامل مع المسألة بصورة ثورية ، وأيهما لايعمل من أجل ذلك .
لا يبالي الطرفان ولا يهمهما تحقيق الحقوق القومية المتساوية . حزب يطالب بالحكم الذاتي وحزب أخر ينتظر الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ، واحدهم يرى من قرارات المؤسسات التابعة للأمم المتحدة حلا للمسألة القومية ، لايمثمر عن هؤلاء شيئ ومن الإنفصال أو عدم الإنفصال بات المل في أن يقوم الأمم المتحدة بالاشراف عن إستفتاء لهذا الغرض .
الحديث عن تأسي الدولة أو العودة للمركز جزء منها يرتبط بالمطلب الأوليكارشي لمجموعة من السياسيين والعسكريين والاقتصاديين الحزبيين ، والجزء الآخر مرتبطة بعدم الدراية والامبالاة تحت عنوان الابتعاد عن الفكر القومي ، والجميع مرتبطون بحماية مصالح النخبة الأوليكارشية والبرجوازيون الصغار .
لأي غرض إن كانت مصدرها النظم ، فلن يكون بإستطاعتها تقديم الحل الجذري ، وفي المسألة القومية إذا أستخدمت في أي دولة عبارة ( تفكك الاختلافات الاجتماعية والسياسية ) بدلا عن عبارة ( القضاء على الاختلافات الطبقية ) سيفتح بابا للتساؤل والظن .
بين دولة وأخرى ن بين إقليم وأخر ، وحتى بين محلة ومحلة أخرى لايتم القضاء على بعض الاختلافات بين ظروف الحياة والمعيشة بصورة تامة ، بل بالإمكان تخفيف الاختلافات الى أدنى مستوى ، ولكن من الصعب تحقيق القضاء التام . (44)
لذا العبارات ليست ذات أهمية بالغة إذا لم يكن هنالك محاولات وأفعال من اجل التنفيذ ، ولهذا السبب ليست لها مكانة ومسار في تفكير وأراء وأفعال احزاب اليمين واليسار .
عندما يعطى البرجوازيون الصغار منصبا ومكانة في المصلحة الاقتصادية ويختلط مصالحهم مع رأسمال برجوازيو القومية الحاكمة ، حينئذ لم يكن بالنسبة لهم معالجة المسألة القومية ذو أهمية ، بل سيصبح مصدرا للكسب الوفير وتكوم الرأسمال ، كما هو الحال في الوقت الراهن حيث يتم التسويق بالرغبة القومية الكوردية من قبل الأحزاب ،مما جعل الاوليكارشيون والاحزاب السياسية يتاجرون بالرغبة والمسألة القومية ، وهذه ليست مرتبطة بدولة واحدة ، ولكن نوعية الافعال وكيفية إستخدامها واهميتها يميزهم عن بعضهم حيث يتم العمل بها بصورة متفاوتة من قبل الجميع .
وفي النهاية يعمل جميع الأطراف لتكوم الرأسمال وزيادة نسبة التجارة ويمارسون هذا النشاط المخذي عن طريق العب بمقدرات الناس وتعكير النفوس وتصفية الأجساد .
ويتم في إقليم كوردستان نفس الشيء ولايختلف عن الأقاليم والمناطق التي تتواجد فيها القضايا المختلفة والمسألة القومية حيث يتم إدارتهم من قبل البرجوازيون الصغار والاوليكارشيين ، ويظنون أنفسهم بأنهم الماكين للأقاليم والمناطق التناحرة .
بهذه الازوادجة البعيدة كل البعد عن الحقيقة والاستحقاق لهدف معالجة المسألة القومية ، يعلن اليسار عن هدفهم وسياستهم وفكرهم .
سابقا وفي الوقت الراهن الأهداف المعلنة للحزب الشيوعي يحتوي على نقطتين ، أولا : الثورة في كارفة أرجاء العراق وبناء مجتمع غير قومي ورفع الظلم عن الشعب .
ثانيا : تعريف حقوق المواطنين في كوردستان العراق بالإنفصال والإصرار على مبدا الإستفتاء . (45)
هذه العبارة فيها أقوال ومفردات متناقظة ، ومنها بناء مجتمع غير قومي ، بل من الأفضل تغيير هذه العبارة ويحل محلها ، لايكون هوية المجتمع حكرا لؤية قومية ، أي الحياة المتساوية ىالقوميات في إدارة لمجتمع من الناحيتين السياسية والاقتصادية ، وإذا كانت هنالك ثورة تعمل على هذا النحو ن سوف لن يكون للنقطة الثانية محلا أي أنباء لسنا بحاجة لذكر هذه النقطة .
لايستند النقطة الثانية على الناحية التاريخية وذرورة إنشاء الدولة الكوردية المستقلة ن بل إنها فقط إستخاثة وإعطاء أهمية لإجراء الاستفتاء تحت إشراف الامم المتحدة كحل أمثل لمعالجة المسألة القومية الكوردية في العراق .
هذه إزدواجية رؤية اليسار حول المسألة القومية ومحتوى عملية ثورية من قبل المجتمع وإند لاعها وصولا الى مستوى التغيير الجذري للمجتمع .
هل هناك ثورة قادر على إنشاء مجتمع غير طبقي وغير قومي ؟ !
لاشك إنها فقط ثورة الشيوعية العلمية القادر على إتقان هذا الدور ، وإنهاء الاختلاف الطبقي والقومي ، وإذا لم يتم إنهاء الاختلاف الطبقي ، سوف لن يكون بالإمكان إنهاء الاختلاف القومي .
الرأسمالية وسلطتها في هذا العصر وفي الماضي جني ويجني ثمار المسألة القومية ، وخير دليل على ذلك واقع الدولة السويسرية حيث يعيش فيها عدة قوميات مختلفة ، ألمانية ، فرنسية ، إيطالية وبعض قوميات أسيا و أوروبا الشرقية ، وحقوق جميع القوميات مصانة ، ومع ذلك لم يصبح المجتمع السويسري مجتمع غير طبقي ومتساوي من الناحية الاقتصادية .
كذلك ليست بدولة لايطبق فيها النظام الرأسمالي الليبرالي ، ويكافح وينهي الإضطهاد الطبقي ، وفي هذه الدولة يعيش مجموعة من الناس بارفاهية ، والبعض الآخر ليستهم حالتهم المعيشية مضمونة .
بعد ان تم تحديد سويسرا كدولة محايدة في السياسة والاهداف السياسية والعسكرية ضمن النظام السياسي الدولي .
نظمت القوميات عن طريق إنشاء نظام سياسي وكتابة منهاج وبرنامج ودستور خاص الحياة السياسية والاجتماعية في إطار الدولة .
لم يكن لك بشكل عفوي ، بل الناس من الجكيع القوميات تناغموا معها وفي أرفي ديموقراطية لعلاقاتهم استطاعوا نيل ذلك الناتج والهدف ،ولكن قد مر تلك الزمان وفقدت إعتبارها وليس بالإمكان إعادة نفس العملية ، ولن يكرر البرجوازيون والرأسماليون ماقاموا به سابقا في دولة أخرى إذا كانت على شاكلة الدولة السويسرية من حيث القوميات المختلفة .
حدثت تلك العملية في الدولة السويسرية فقط ، وذلك لأن حسب إتفاق دولي في عام 1871 بين القوى العظمى لدول العالم في تلك الحقبة الزمنية حيث تم الاتفاق على أن لايكون سويسرا ضمن الحروب والصراعات العالمية وأن لايساند أي تحالف أو صراع عالمي وإقليمي ، ولذلك ليست هذه الدولة ضمن العلاقات السياسية والقضايا والصراعات الدولية .
أي دولة عظمى لم يخلق قضية وصراع دولي في تلك المنطقة ، ولم يجعلوا من القوميات أداة للسياسة والهيمنة وصراع القوميات وإشعال الفتن داخل سويسرا ، كما حصل ويحصل في إقليم كوردستان حيث هذا الطرف وذلك الطرف يرقصان على أنغام الدول .
جميع الثروات اللاتي حدثت في السابق ، كانت للدفاع عن شكل في التملك ضد نوعية أخرى من الملكية ، ولن يكن بإمكانهم الدفاع عن تلك النوعية من الملكية دون المساس للنوعية الاخرى . (46)
الثورة التي قد تحدث في العراق يجب أن يغيير ظرف و وضع العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ويأتي بعصر جديد ومختلف .
لكن ما يتم تداوله من قبل اليسار واليمين في العراق وفي الاقليم حيث يؤشرون الى إندلاع الثورة ولا أحد يعلم ماهي نوعية الثورة وما مدى تأثيرها ؟!
هل سيكون الثورة إعادة المثال السويسري أو سيكون مغايرة ونوع مختلف ؟!
لاشك هؤلاء لم يقوموا بالثورة ولن يفعلو ، ولم يحملو رؤى وفكر ثوري . لأن في الوقت الراهن الثورة عبارة عن تغيير معنى وأهمية علاقة سياسية واقتصادية واجتماعية أنية الى علاقة إقتصادية إجتماعية مختلف تماما ومنطق عن التشكيلات والفرق الطبيقية والاجتماعية والاقتصادية ، كالذي مثبت في المجتمع حاليا .
النظم والاستفتاء تحت رعاية الأمم المتحدة لايستطيع ان يكون ردا لإنفصال القومية الكوردية وصولا الى مستوى تأسيس دولتها .
لأن الأمم المتحدة مؤسسة لإدارة سياسة القوى العظمى وفرض مصالحهم على قوى الدول الضعيفة والصغيرة ، كما كانت منظمة ( عصبة الأمم ) في السابق ذو قدرة وقابلية هزيلة وضعيفة . (47)
لذا يجب أن يكون هنالك موقف وفعل واضح وعلني مصمم على إنفصال القومية الكوردية ، وحتى لو كانت في الوقت الراهن حكومة عمالية ( حسب رؤية وأراء اليسار) في السلطة ويتسلم زمام الامور .
تحقق بهذه القومية الويلات والأفات لمرات عدة من قبل الحكومات والدول المنقسمة عليهم الكورد حيث تعرضت لشتي أنواع التنكيل والتطهير العرقي والابادة الجماعية ، ما أثرت سايكولوجية التشتت والتفرق على ذهنيتها .
لذا يجب أن يكون الهدف مع رغبة ومطلب العمال والكادحين الكورد منسجمة من الناحية العاطفية والسياسية ، ويحتاج تحقيق هذه الرغبة عملية ثورية .
بما أن النظم والاستفتاء موقف وتفكير القوى السياسية في الإقليم ، فليس بالإستطاع أن يكون هكذا موقف وتفكير أن يكون ردا لرغبة ومطلب الإنفصال .
الذي يتم بداولة دوما من قبل اليسار واليمين يحمل في طيانة وضعان مختلفان وموقفين مختلفين ، وكل ذلك وتجسدة في محتوى فكر وفعل الاوليكارشيون .
الذي يتحدث عنها اليسار حول الثورة وليس معلوما لاحد المحتوى !
فما الواجب الذي يجب أن يتم تنفيذها من قبل الثورة في عصر الرأسمالية وكيف يتم التغيير ؟!
الاختلاف الموجود حول محتوى الثورة في تفكير وأراء اليسار ، حيث يتول ( الاشتراكيون الليبراليين ) ألم يمن الوقت كي يظهر مواطنوا كوردستان أرائهم في إستفتاء حول الانفصال أو البقاء ضمن إطار العراق ؟ ( 48 )
يتظاهر هذا الرأي للإستفتاء مع رأي الأمم المتحدة لمعالجة القضايا ، ولغاية الأن لم يكن بإستطاعة هذه الرؤية معالجة القضايا و‘نهاء معانات الشعوب والقوميات المطالبة بالاستقلال والانفصال في إطار بلدانهم ، ويبقى السلطات بنفس المحتوى والممارسات ، ولاينهي الإضطهاد وعدم الحقوق وعبودية الإنسان .
لذا هذه المحاولات تجاه المعالجة الجذرية أفعال عقيمة ، لأن هذا العداء والتضاد وعدم العدالة يدار من قبل تظام معين ، ولايحاول معالجتها ويعتبرها مسلكا لتطور مصالحهم ، واحيانا عن طريق تدعيم العداء القومي والمذهبي والديني والثقافي يتم المراد .
إذن كيف سيحاول أن يحطم ما يستند عليه ن حتما لن يكون ، وفي بعض الحيان خوفا من الاستفتاء وعقباته يتم المنع والتضليل ويعتذر بمبررات متنوعة كالتي تحدث في الوقت الراهن حيث يتعذرون بتعابير لانستطيع ، لايجوز ن ولم يحن الأوان ..... الخ ، وفي معظم الأحيان يدافعون عن أنفسهم بالأعمال المفرطة التي يقوم بها السلطات ويكون عائقا امام محاولات الانفصال والاستقلال كي لاينال الهدف .
في المعظم الأحيان والظروف للبلدان المختلفة سيكون القضية بحاجة الى فعل وعمل ثوري من قبل العمال والكادحين ضمن القوميات المختلفة للبلدان اللاتي تتواجد فيها القضايا والرغبات القومية ، ولذا يجب على عمال القومية العربية ان يكونوا متعاونين حول إنفصال القومية الكوردية وتاسيس دولتها المستقلة ، وذلك من أجل القضاء على العبودية ، وبعد ذلك نضالهم المشترك ضد الرأسمالية وسلطاتهم .
عندما يكون الأمم المتحدة مشرفا وراعيا سوف يكون خطة الاستفتاء طريقا للمعالجة ن وعند ذلك سيتم العمل من أجل تطور وتنمية مصالح القوى العالمية العظمى والقوى الاقليمية ن ومن هنا ينبرغ القناعة العمياء وعدم الادراك للبرجوازيين الصغار حيث يظنون من النظام الرأسمالي ترسيخ مناخ ديموقراطي .
تلك البؤس والمصائب الملحقة بالعمال والكادحين والمواطنين بصورة عامة في كوردستان ، لايتم معالجته فقط بتحديد التأسيس القانوني للدولة الكوردية ، لأن تغيير السلطة والشكل السياسي للبرجوازية والاوليكارشيين في الطبقة الحاكمة بسلطة أوليكارشية القومية الخاضعة لا يأتي بالمعالجة للمسألة ، ويمكن الحل الجذري في تغيير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، ولكن مع ذلك تأسيس الدولة للقومية الخاضعة ينهي المهام الواقع على عاتق النضال والكفاح السياسي والاجتماعي.
لكن اليسار وتكافؤ رؤيتهم وأرائهم مع الأحزاب الأخرى ، سيعطي إضاءة نضال وكفاح العمال لأيديهم من دون فتيل ، ويعطنون عن فكر وقناعة متفقون عليها مع ذوي السلطة ويقولون ( بدون تحقيق حقوق كوردستان العراق عاجلا ، سوف لن بكون بالاستطاع الخروج من المصائب والقضايا المغلقة ) . (49)
هذا ليس حديث اليسار فقط ، بل الأحزاب الأخرى ومايسمى بأحزاب اليمين والأحزاب الاسلامية جميعهم متفقون على هذا الرأي . تحدثت أنفا بأن الخروج من كل هذه التراجيدية التي مرت على القومية الكوردية ، ليس بإستطاعة الحكومة أو الدولة الأوليكارشية أن يكون لها رد مقنع ، وحتى تأسيس الدولة الكوردية لايستطيع تحسين الواقع المعيشى وظروف العمل ، إذا لم يتم وضع نظام على أساس تأمين الحرية والمساواة والعدالة . سيكون تأسيس الدولة الكوردية بمثابة الرد الكافي والوافي لإنهاء الإضطهاد وحل المسألة القومية ، ورفع صرامة العنصرية القومية على قومية أخرى ، وإنها الى حد ما هام وذو شأن ن ولكنها ليست الجواب الفريد والقاطع لقضية واهات الكورد .
حسب أراء الاشتراكية الليبرالية والسياسيون الخرين عدم خروج هذه المجتمعات من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية محصورة وصغرة في عدم وجود إطار حقوقي وحدود مغترف به.
إنهم غافلون عن حقيقة دامغة حيث يعيش الكورد ضمن حدود أربعة بلدان ( العراق ، الايران ، تركيا ، سوريا ) والاطار الحقوقي للدول المذكورة مليئة بالقضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، ومن الناحية الدولية والاقليمية إنهم مبتلون بعشرات المشاكل وغارقين في الأزمات .
فضلا عن السياسة الشوفينية المتبعة من قبل السلطات ضد القوميات المختلفة تحت عنوان وحدة الوطن ، زكا هذه الممارسات من اجل البقاء في السلطة ، ويكون ضحية تمديد السلطة الألاف من المواطنين .
لذا تثبيت الحقوق القومية التامة وحقوق المساواة والحريات يمكن في إنشاء سلطة العمال الكورد ، حيث يكون حقوق الجميع محفوظة ومحترمة ، وعلى الأفراد الالتزام بالحقوق والواجبات .
لايتم تنفيذ هذه العملية عن البعد وبالأقاويل الرنانة ، بل يتم عن طريق العمل الذؤب والموقف الثوري.
يجب أن يكون ناتج هذه الثورة إنشاء نظام مشترك ومتساوي بين جميع القوميات والسكان ، وبذلك سينتجو الكورد في العراق من مصائب وأهات سياسة البرجوازيون والرأسماليون والامبراياليون .
تمت بناء الدولة كضرورة لمسك جماح تضاد الطبقات ن وفي الوقت ذاته حسب نشأتها في حدود الإصطدامات بين الطبقات ، وهذه كمقومات عامة سيصبح دولة الطبقة القومية من الناحية الاقتصادية ، كما من الطريق ذاته سيكون دولة الطبقة السياسية القومية ، وبهذا الشكل سيحصل على عوامل مساعدة جديدة للإنتاج وإضطهاد الطبقة المظلومة .
قبل كل شيء كانت الدول منذ القدم ( الدولة القديمة ) عبارة عن دولة يمتلك العبيد لإضطهاد الفلاحين المساكين والعبيد ، وكذلك الدولة النيابية الحديثة عبارة عن أداة إنتاج العمل بالأجر من قبل الرأسمال ، ومع ذلك في بعض الحالات الاستثنائية وفي بعض المراحل يصل الطبقات المناضلة الى مرتبة بحيث يكون نظير القوة ،وينال الشكل النيابي سلطة الدولة لفترة محددة ، وتجاه كلنا الطبقتين بخلف نوع من الاستقلال . (50)
لذا تأسي الدولة الكوردية في أي وقت كانت ، سيكون مجرد محاواة لإنهاء الظلم الذي يمارس من قبل الرأسماليون والأوليكارشيون ن لاشك خلق الفرصة لها أهميتها ، ولكن الإرادة والمحاولة من اجل التنفيذ لها أهمية قصوى .
بعدم وجود الارادة حتى لو كانت الفرصة متاحة ، سوف لن يتحقق الهدف ، ولكن بتزامن الارادة والمحاولة ، وإن لم يكن هناك فرصة ، سيكون من المحتمل تحقيق المطلب ، وبنسبة عالية يتوقف تحقيقها علة التنسيق والتعاون والنضال المشترك العمال والقوميات ( العربية ، الفارسية ، التركية ) حتى إذا وجدت الفرصة فإن لم يكن للطرفان تأثير على إرادة وتضامن القوميات ، سيكون إمكانية الحصول على المطلب صعبا وبعيد المنال ، كما حدثت بعد إنتفاضة عام 1991 في إقليم كوردستان وجنوب العراق ، ومن ثم بسبب الأوليكاشيون الكورد لم يتحقق شيء من تلك الرغبة .
من الغباء إذا إعتقدت هنالك ظرف أو فرصة سيتبع لك الوصول الى مبتغاك ، فإن عدمت حركة عملية لإرادة الرغبة في إنهاء الظلم القومي ، حينئذ سيصبح المسألة حديث ومحاولة دائمة ومتواصلة لنضال وكفاح كاذب لقومية أخرى يمتلك السلطة ، وبذلك يقدم خدمة لطبقة اوليكارشية سياسية واقتصادية وعسكرية ، وفي نفس الوقت يتاجر هؤلاء بالمسألة ، كالتي حدثت في كوردستان العراق عام 191 ومازال مستمرا ، وكذلك عدم الروح الثوري لعمالب القوميات ، فإن إمكان فرض إرادة الناس من قبل الأوليكارشية والبرجوازية والبرجوازيون الصغار للقومية الكوردية فلن يثمر بشيء .
كما حصلت ذلك في تسعينات القرن الماضي تجاه الشيشانيون من قبل روسيا الفدرالية ن وذلك لعدم وجود الإرادة ودعم الشعب الروسي ، ولهذا السبب ليس بالإستطاع وضع القوى الرأسمالية والدول الأوروبية تحت التغيير الجغرافي .
لم يستطع اليسار الخروج عن رؤية قادة الأحزاب السياسية الكوردية ، أي الآراء الموصولة لمسامح الناس ، فالنظير والمحتوى ذاته لنظام السلطة وحكومة الدولة ، فإنها إدارة حكم حيث أنها مطلب البرجوازيون والوليكارشيون الكورد ، ويسعون لنيل هذا المطلب .
لمعالجة القضايا القومية فإن وجدت الفرصة أو عدمت ن فيجب أن يكون هنالك محاولة للعمل الثوري ، وهذا المهام يقع على عاتق الأحرار والشيوعيون العلميين .
القوى الباحثة عن الفرصة سابقا ومازال بحثهم جاري ، لم يكونوا سوى كذبة عارية من الصحة ولم يثمر عنهم شيء ، كالتي يحدث من سياسات الأحزاب المحلية وطفيليات الإقليم حيث يتسترون بالمسألة القومية الكوردية ويسرقون ثروات البلاد .
إستثمار الفرص بحاجة لروح وسعي ثوري كي يصل للهدف المنشود ، ولهذا الغرض تلك الجهة وهذه الجهة يرقصان على نغم القوى العالمية والاقليمية .
أفكار وسياسات اليسار واليمين والاسلاميون والقوى الاخرى إن وجدت ، فليس بإمكانهم الخروج عن إطار السياسة والقانون المصاغ من قبل الدول العظمى واصحاب الفيتو يفرضون هيمنتهم على سياسات وقوانين الأمم المتحدة ن وبذلك يتم السياسية والاقتصادية والعسكرية والإجتماعية على دول العالم .
لأن سياساتهم تصب لصالح الأوليكارشية ، وفيها مكسب للبرجوازيون الصغار ، لذا لم يكن بإمكانهم كسر طلسم سياسة الراعي المتبع من قبل القوى العظمى بشكل صحيح وتام ، ويتم التوضيح والتعريف للناس عن طريق المم المتحدة ، ومن ثم التراجع والإنكسار ، ولهذا الغرض يقوم الجميع بالمتاجرة بارغبة والمطلب القومي للكورد ومسألته .
تعريف كوردستان من قبل بعض الدول المختلفة بصورة رسمية ، وكذلك تثبيت التجارة والاقتصاد والدبلوماسية مع عدة أجزاء من العالم ، والإرشاد المقدم من الوليكارشية والبرجوازية والبرجوازيون الكورد ، فإنها محاولة من قبل اليمين واليسار من اجل إثبات دولة برجوازية أوليكارشية للكورد في كوردستان العراق ، والإ ليست هنالك حديث عن أية دولة وحكومة أخرى .
لاشك تأسيس الدولة الكوردية ذو اهمية ، ولكن لن يصل الى مدى أمنية عمال الكورد ، لأن مناهج النظام السياسي بات تحت سيطرة السياسيون والعسكريون ورأسماليوا الوليكارشية ، وسيكون على شاكلة إدارة المافيا .
الاصلاح في البرنامج القومي لاينهي إمتيازات القومية المسيطرةولد يشكل المساواة الكاملة ، وكما لايفكك جميع أشكال الظلم والتعسف القومي . (51)
لهذا السبب المؤيديون للحكم الذاتي وحق تقرير المصير ورؤيتهم بشأن الإنتظار لإجراء الإستفتاء والإشراف عليها من قبل الأمم المتحدة حول حق الانفصال وتعريفه رسميا في المؤسسات العالمية والإقليمية والمحلية ، ليست إلا كذبة عارية ولا أساس لها ، ولايستطيع نيل الحقوق المتساوية للقوميات ، وكذلك الحديث عن الاختلاف بين الأحزاب في كوردستان العراق ، ليس بشيء سوى تضليل الناس .
الحديث المتداول بأنهم يسعون لإجراء إستفتاء لإنفصال كوردستان العراق أو جنوب كوردستان في العراق ، ليست سوى إستهلاك للوقت وإطالة العمر السياسي والاقتصادي والاجتماعي المخجل .
لأن إذا لم يكونوا أوليكارشيين وطفيليين على إقتصاد وسياسة كوردستان الجنوبية ، هؤلاء الاسود الثلجية لو كان غابتهم إعلان الدولة ، فكان من المفروض أن يعملوا الصياغة ووضع أساس لتأسيس الدولة الكوردية من النواحي الاقتصادية والسياسة والاجتماعية والدبلوماسية ، وليس العمل لتجسيد سياسة وهدف الحزب والقبيلة ، بل كان الأجد ربهم العمل في مسار فرض سياسة الدولة ، ولا يكون طرفا ضد طرف أخر ، ولايكون الجميع خاضعين لسياسات وإقتصاد دول الجوار للإقليم ، وعدم تنفيذ أضدتهم في الداخل ضد المواطنين .
كما في السابق وبنفس الشكل عملت العشائر الكوردية ذات الحدث ضد بعضهم البعض ، ومنذ مجي الميديين كانت على هذه الشاكلة ، ويعتقد بأنها حتى قبل ذلك العصر كانت الامور تسير على نفس الشاكلة أيضا .
يذكر المؤرضون الآشوريين دور ملك نايري والمقاتلون الأشاوس لمركز كوردستان الوسط في يومنا هذا .
على مر التاريخ الاسلامي يظهر رؤساء العشائر وعشائرهم المختلفة بأنهم كانوا دوما في خدمة السلطات العليا للمنطقة . (52)
الوضع لليمين واليسار ورؤيتهم وأفعالهم يدل على إعادة نفس التاريخ لشيوخ القبائل ورؤساء العشائر والأغاةات والشيوخ ، فلم يستطيعو الاعتماد عاى أنفسهم وعدم الاستناد عاى القوى الإقليمية ، ويظهر بعض القوى المحلية أسلوب وعمل مختلف ويستندون ويعتمدون على أنفسهم .
كما حصل سابقا عندما يلتزم شيخ عشيرة صغيرة بدولة قوية ، ليست لدية شيىء يخسره ، بل من الناحية المادية سيستفيد وينال مبتغاه . (53)
المسألة القومية ومعالجتها لايرتبط بالظروف المستقرة أو الغير مستقرة والوضع السياسي المخضوض ، بل إنها مرتبطة بمستوى ودرجة التضاد القومي وصراعها القوية ، وكلما كانت أقوى سيكون المحاولة والرغبة للإنفصال أكثر جدية .
في إقليم كوردستان والدول الثلاثة الأخرى ( سوريا ، تركيا ، إيران ) المعادات القوية لرغبة ومطلب القومية الكوردية من قبل السلطات المركزية وعدم الاعتراف بصورة رسمية بالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية والحضارية من قبل الحكومات في الدول المذكورة ، وكانت دوما ظروف نيل تلك الحقوق القومية من قبل الكورد شبيهة بما حصلت سابقا في العلاقة الموجودة بين البرجوازية الانجليزية وأيرلندا ، لأن البرجوازية الانجليزية من أجل تخريب حياة الطبقة العاملة في إنجلترا قام بالترحيل القسري للإيرلنديين الفقراء ، ولم يقف بإستغلال فقر الإيرلنديين فقط ، بل عمل لتفريق البروليتريا الى جبهتين متغاصمتين .
جبهة العمال الثوريين المتحمسين وجبهة عمال أنجلوسكسون حيث كانوا هادئين ومعاملتهم إيجابية ، ولم يحدث أي إجماع وتنسيق بينهما ، بل العكس صحيح حيث كانت في جميع مراكز الانتاج الصناعي في إنجلترا جدال وتنافس عميق بين البروليتارية الانجليزية والبروليتارية الايرلندية ، وكان عامل متوسط إنجليزي يكره عامل ايراندي وينظر اليه كمنافس في الأجر وسببا لحفظ مستواه المعيشي ، ويحمل في أعماقه حقد قومي وديني وتعصب عرقي تجاه العامل الايرلندي .
ينظر اليه كما ينظر ذوي البشرة البيضاء الفقراء للعبيد وذوي البشرة السوداء في ولايات الجنوب في امريكا الشمالية ، ويقوم البرجوازية بصورة مفعلة بالحفاظ على العداء الموجود بين البروليتارية الانجليزية ويساندها ، لأنها يعلم بأن الحفاظ على أسرار جبروت إستبداد سلطتها ، تكمن في تفريق البروليتاريا . (54)
كي لايقع القوميات أو الأمم في اللعبة السياسية والاقتصادية للبرجوازيون والرأسماليين التابعين لهم ، ولا يكونون مضطرين من أجل تحقيق مرامهم أن يتخذوا قرار العنف والقتل والعداء بين القومية التي تستلم زمام السلطة والقومية المهمشة والخاضعة للبرجوازية الحاكمة ، فعلى عمال القومية الحاكمة تقديم المساندة الكاملة لإنفصال القومية المضطهدة من قبل الدولة ويكونون معهم في إتخاذ قرار الإنفصال .
لاشك إذا إتخذ أي شعب قرارا كي يجعل من الشعب الآخر عبيدا ، فبذلك الخطوة يضع بيده سلاسل العبودية على عنقه .
رغبة ومطلب الماركسيون إزاحة العبودية ورفع السلاسل عن أعناق الطبقة العاملة ، وهدفهم إنهاء المشكلة التي باتت عقبة في طريق تقدم النضال السياسي والإجتماعي والإقتصادي للطبقة العاملة في الأمم المختلة لسائر البلدان .
كذلك عليهم إيضاع مرام البرجوازيون حيث يقدمون بمساندة التضاد بين القوميات من أجل مصالحهم ، وإستبعاد العمال نضالهم الحقيقي ومهامهم التاريخي .
البرجوازيون والأغاوات والشيوخ والإقطاعيون الكورد يعلمون في صف البرجوازية التركية والعربية والفارسية لخلق عقلية التضاد القومي والعشائري في القومية الكوردية بغرض الحفاط على مرتبتهم ومقامهم الطبقي .
بعد تأسيس دولة العراق في عام 1921م من قبل البرجوازيون الإنجليز ، لم يكن هنالك أية مشكلة لبرجوازيوا القوميات في تطور رأسمالهم ، بل إستطاعوا إستثمار التضاد لصالحهم .
تأسست دولة العراق بالنار والحديد وحافظت على نفسها ، وباتت هوية هذه الدولة إستخدام الأسلحة الكيماوية وعمليات الأنفال والقتل الجماعي وتدمير المدن والقرى منذ بداية الانشاء ولايزال مستمرا .
قامت برجوازيوا الأمم بسقي بساتين وغابات رأسمالهم بدماء العمال والكادخين ، وكذلك إذا وجدت في دولة ما قوميات متعددة ، سيقوم البرجوازيون بالتنسيق فيما بينهم ويستخدمون إمكانياتهم بصورة مشتركة من أجل الإستثمار الكثير في القوى العاملة ومعاداة العمال .
مع وجود كل هذه النواحي وظروف حياة ومعيشة القوميات وبسبب عدم الحصول على الحقوق ومعاداتهم ، سيعتبر الإنصال وإنشاء الدولة المستقلة للقوميات عملية تاكتيكية ، لأن الهدف من إتحاد البروليتاريا والكادحين ، القضاء على الإضطهاد وسلطة الإستبداد ، ولكن بالغرض والغضب وبدون رغبة ومطلب العمال ، فلن يتحقق الهدف بسهولة . إذن من الممكن الحصول على الهدف من خلال عملية تاكتيكية ، ويستخدم التاكتيك لمهام عملي ومن أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية .
لن يتم إستخدام التاكتيك عكس الإستراتيجية في أي مبدا سياسي ، وبالأخص في السياسة الماركسية العملية ، لذا مطلبالعنصرية يجعل اليسار أن لايقرر الإنفصال ، وذلك بدليل أن الإنفصال سيكون ضد مسار حركتهم ، وهذا لاينسجم مع عقليتهم .
لأن ظروف العلاقة الطبقية بين العمال والكادحين الكورد والعرب والقوميات الأخرى يحدد رغبة الإنفصال .
عندما يكون النضال المشترك ووجدة كفاح الطبقات في العراق متواصلة ومرتبطة ، ولم يكن للدعاية القومية ولإضطهاد القوميات وجود ولم يصبح جزء من المتاجرة للأوليكارشية القومية ، فعند ذلك لايجوز الحديث عن معالجة القضية القومية حتى لو كانت حديثا عابرا ، وذلك لأنها بعيد كل البعد عن السياسة والعملية العلمية للسياسة والنضال الطبقي ، فإذا كانت الوضعية بهذه الصورة ، فالحديث عن الإنفصال سيكون مثقلا بالعقيدة القومية ولايثمر عنها سوى الشوفينية .
فإذا تكونت لدى مجموعة قناعة على هذه الشاكلة ، فهذا يعني يفكرون بصورة مغايرة وفي مخيلتهم صياعة لعملية لوزان أخر ، ويتم تنفيذ سياسة معاقبة قومية معينة ، كما حصل سابقا تجاه القومية الكوردية وتمت تقسيمها الى أربعة أجزاء مختلفة وتوزعت على الدول الأربعة المذكورة في المنطقة.
عند الضرورة حيث يصبح الإنفصال ذا أهمية وعملية صحيحة ، وإذا وضعت كعقبة أمام النضال الطبقي المشترك لعمال القوميات المختلفة ، فبهذه الحالة يتعاونون وينسقون مع البرجوازية في إطار عملهم وحركتهم السياسية ، ويكونو محاميين وحامي لمصالح البرجوازيين الصغار وارأسماليين ، وكذلك يصبح مصدرا لإشعال التضاد وتهيج الصراع القومي بين القوميات المختلفة .
في ظل هذه العملية وفرض العبودية على قومية معينة من قبل الرأسماليين وجعل قومية أخرى مسلطة عليها ، سيكون الناتج عبودية القوميتان ، ويكون الحاصل مصلحة السلطة الرأسمالية .
جوهر السوق عبارة عن الإنتاج وصرف السلع . لذا يفكر الرأسماليون في إنتاج يكون أقل كلفة من حيث الأبدي العاملة كي يستطيع منافسة السوق وبيع بضاعة أكثر ومن ثم الحصول على الربح الكثير .
ويعود هذا التصرف الى سببان ، تخقيض أجر الأيدي العاملة ، والتسويق أو العرض والطلب ، وهذا أيضا يرتبط بكلفة أجر البضاعة المنتجة حيث سعر القوة العاملة يحدد سعر البضاعة في السوق ، كلما كانت أجر الأيدي العاملة أقل ، سيكون سعر السلعة النتجة أقل ، فبذلك يكون بالإستطاع تنظيم العرض والطلب ، وهذا أيضا يتم عن طريق تنافس العمال اللذين يتقاضون أجرا أقل ، وفي معظم الأحيان يكونون مصدرا للقضايا القومية وخلق الإختلاف بينهم .
كالتي يحصل في منطقة معينة حيث يعملون على زيادة نسبة البطالة وتخقيض الطلب للأيدي العاملة ، وبذلك يتم تخفيض أجر القوة العاملة للعمال في قوميتهم ، مما يؤدي هذا التصرف الى خلف نوع من الحقد والكراهية بين عمال القوميات ، وفي النهاية يعود بالربح للرأسماليين حيث يستفيدون من جهتين :
أولا يحعلون من العمال متخاصمين ، ثانيا يكون سلطتهم مامنة وليس لها منافس وضد .
كذلك يكون لها تأثير على العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة الطبقية لعمال القوميات المختلفة .
إذن يجب أن لايكون العلاقة الجغرافية الاقتصادية بالنسبة لحقوق القوميات سببا لبسط السياسة الشوفينية على القومية الخاضعة ، كما يجري في بلدان ( العراق ، ايران ، تركيا ، سوريا ) تجاه القومية الكوردية والأقليات الدينية والمذهبية .
كانت السياسة الشوفينية عبر التاريخ من إنتاج السلطة البرجوازية ولارأسمالية وإستطاع بهذه الطريقة أن يفرض سياسة المعتقد القومي على العمال ، وكان الجدير بالعمال التفكير أساسا في النضال الطبقي ، وليس التعامل فيما بينهم كما يتعامل القوميين .
إذن السوق الرأسمالي لايستطيع أن يلبي الحقوق المتساوية للقوميات . لأن الرأسمال والسوق بحاجة الى إستمرارية المشاكل والقضايا بين عمال القوميات كي يستطيع ممارسة الانتاج في القوة العاملة ويرسخ وهم القومية في تفكير العمال .
خلق أو إنشاء الجغرافية الاقتصادية المختلفة لايستطيع أن يحل أية عقدة من القضية القومية ، وهذا أصبح سببا حيث سابقا وفي الوقت الراهن بأن يكون حياة العمال والفقراء تحت رحمة النهب وسرقة المصادر الاقتصادية لمعيشتهم من قبل نخبة سياسية وعسكرية أوليكارشية في العراق وإقليم كوردستان ، ومن هنا يتبين الدفاع عن الجغرافية الاقتصادية والسياسية ليست سوى عدم الرد والتهرب من مهام حيث يؤدي بالنضال الطبقي للطبقة العاملة الى مسارها الرئيسية والتاريخية تجاه النظام الرأسمالي ، وهذا لن يكون محاولة ولاينببتق منها سلوك الشيوعية العلمية ، ولن يحصلوا على مدالية الشجاعة والتفكير .
مع ذلك هذا نوع من الموقف والتفكير وجزء من عدم الفهم من الرغبة والمطلب الماركسي للعمال وعدم العمل بمسار واقع معالجة القضية حيث باتت ثقلا على كاهل الطبقة الكادحة والمضطهدة من العمال والفقراء في هذه الدولة .
أصبح سببا بالغا لعبودية العمال أمام الرغبة القومية ، وكذلك يحصل الميتافيزقيون في تيار التطور المادي للمجتمع على التحاليل من الخبرة ولايبالون بالجانب الآخر للغابة .
يحدد المجربون وذوي الخبرة مواقفهم وأفعالهم لأية ظاهرة على أساس الخبرة .
عندما يتم الحديث عن العلاقة القومية للطبقة العاملة في العراق ، ويتم التطرف لهذه المسألة بعدم الإدراك والمفهومية ، سيكون بزوغ العنف القومي على المحك ةيصعب معالجته .
كلما كانت إتحاد العمال في العالم وتوصيد موقفهم وهدفهم ذو أهمية في النضال العالمي للعمال ، فعلى ذات الشاكلة في بعض الأحيان تأسيس دولة صغيرة والإنفصال على الدولة التي كانت تابعة لها سيكون لها اهميتها بالنسبة للنضال المشترك للطبقة العاملة في العالم ، وهذه حسب ظروف علاقات تلك الطبقة ، حيث يتم تفريقهم تحت عنوان القوميات المختلفة .
حول هذه الحالة وعلاقة العمال الإنجليز وإيرلندا قام ماركس بشرحة بصورة مفصلة ( الشرط المسبق لإستقلال الطبقة العاملة الإنجليزية عبارة عن مبادلة المرتبة القسرية الأونيونية ، او عبودية إيرلندا لتحالف تام وحر إذا كان ممكنا ، أو إنفصال نهائي وتام لو كانت ضرورية وذو أهمية ) . (55)
في الحقيقة ليس هنالك أكثر تضليلا من أن يتم الغصب وبعملية فعلية ويكون لها وجهة شوفينية ويقول اما عن طريقي أو على حسابك ستنشا العلاقة الممية للعمال .
في الماضي ولغاية الآن يحاول الايرلنديون الإنفصال عن الملكية البريطانية العظمى ، ومرت على هذه القضية أحزاب وحركات سياسية شتي حيث لم يكن في محتوى فكرتهم أي شيء عن الانفصال والاستقلال ، وجعلوا من العمال ضحيا لمصالحهم ولم يحصلو على الاستقلال .
يوجد هذه المشاكل فقط في البلدان التي تعيش فيها القوميات المختلفة ن ويقعون تحت تأثير السلطة المستبدة للدولة المركزية ، مثل الكشمير في الهند وإقليم كتلونيا في إسبانيا حيث يسعى هذا الاقليم دوما للإنفصال عن دولة إسبانيا الاتحادية ، وكل يوم وفي كل مرة يعبرون بصورة مختلفة عن رغبتهم في الانفصال ، وحتى في ملاعب كرة القدم يظهرون هذه النية والرغبة .
إذا إنعدمت الحياة في موقع كبير ، فمن الأفضل تقسيمه ، ولو كانت الحياة والمعيشة في موقع منقسم أفضل للجميع ويسوده الإطمئنان ، فإذن برأي الحياة في بقعة منقسمة خالية من الحرب ، أفضل بكثير من موقع كبير يسوده الحرب والعنف والقلق النفسي .
في الحقيقة يحتاج التقسيم الى حس وتفكير وعمل ثوري مليء بالرغبة والمطلب .
أفكر بأنه كان من الأفضل إذا مارس عمال القوميات حياتهم السياسية والاجتماعية والإقتصادية ضمن إطار دولتهم ، لأن القوى عند ذلك لن يقوم بزجهم في حرب بإسم القومية ورغبتها ، حيث أن الحرب أساسا لايخص العمال ، بل أنه رغبة ومطلب الرأسماليون وسلطاتهم ، ويستفيدون من الإنشقاق بين العمال ، والتشبع من ممارسة حقوق الدولة يمتد نحو الإتساع وتكوين الرغبات الطبقية للطبقة العاملة تجاه الرأسمالية المحلية في الدولة ، حيث في إستدارة يظهر كثوري وينشر بلاغ الإستقلال ، والآن يصبح عقبة أمام تطور الرغبة الطبقية للطبقة المقابلة .
عند ذلك يصبح النضال المشترك مع الطبقة العاملة في القوميات الأخرى من أولوياتها ضد عدم العدالة والحقوق اللتان يعاني منها الطبقة العاملة .
لهذا السبب يقوم البرجوازية المحلية باللعب والإتهذاء بمقدارت الطبقة العاملة ، ولايفكر بالإستقلال وبأسباب ودلائل مختلفة وعن طريق المؤمرات يهمش تلك الرغبة ويحصرها في إطار مصالحها .
كما يحصل في إقليم كوردستان تجاه المواطنين من قبل الأوليكارشيون الأقتصاديون والعسكرين ، لأنها يجوز أن تخسر القليل من الحرية ، ولكن يستطيع ترويج السلطة المشبعة للإنتقام . (56)
لذا ينزلق هؤلاء نحو سلطات المنطقة ، وكل جهة يميل لدولة ويعمل كما يطلب بها أجندة الدولة التي يميل اليها ، ولن يتحقق الإستقلال في ظلهم إلا إذا قام القوى العالمية العظمى بتفعيل هذا المهام .
لذا عندما يغير الحس القومي ورئيس العشيرة ينظم لدولة معينة ويرتبط بها ، فلا يستطيع أن يفعل شيئا سوى التحييز والإنضمام لتلك الدولة أو دول أخرى كي ينال مساندتهم ، فالصراع والتضاد بين رؤساء العشائر يصبح مصدر وتخثر الإرتباط والإنضمام للدول ، والمقصود الدول التي تريد أن يكون لها موطيء قدم في كوردستان .
دوما يسعون وراء إرتباط مغاير لعدوهم ، وبهذه الصورة سيستند القومي والغريم المحلي والمركزي جميعا الى أبعد حدود على الشغب والمشاكل لصالح دول الجيران ، وحسب إتقان عملهم سيثبتون التزامهم وولائهم . (57)
كان العراق منذ القدم ولايزال محلا للصراع المذهبي والديني والقومي ، وإندلعت فيها حروب دموية والآلاف من المواطنين في هذه البقعة الجغرافية أصبحوا ضحايا ، وباتت الحياة بصورة تأخية حالة مستعصية ، والقدرة على تمكين تعايش المجموعات الدينية والمذهبية والإثنية في دولة العراق مستحيلة .
لذا الحياة في البساط العراقي الكبير أصبح شبيها بالموت للمجموعات المختلفة ولايمكنهم أن ينالوا فيها الراحة .
تقسيم العراق سيقدم رغبة ومطلب العمال خطوة الى الأمام ، وسيكون الطبقة الأوليكارشية الإقتصادية والعسكرية للكورد والعرب والمافيا وتجار الدم أمام المسائلة والإبادة ، لذا لن يتحقق الحقوق المتساوية للقوميات تحت طائلة الأوليكارشيون ، بل هذه العملية أيضا واجب ثوري للعمال والكادحين والشيوعيين العلميين ويتم تنفيذها عن طريقهم .
لهذا السبب يجب أن يقرروا كما وضعناه سلفا ، بأن إنفصال إيرلندا عن بريطانيا مستحيلة ، ولكن في الوقت الراهن أعتقد بأن هذا الإنفصال عملية فلا بد من إحرائها ، ومع أن الإتحادية الفدرالية ، سيصبح عقبة وحاجز أمام الإنفصال . (58)
" المصادر "
44/ ماركس – أنجلس ، رسائل مختارة 1844 – 1895 ( رسالة من أنجلس الى بيبل ، 18-28 أزار 1875 ) دار التقدم ، موسكو ، طبح في الاتحاد السوفيتي 1982 ، ص 215 .
45/ منصور حكمت ، لة بةرطريكردندا ............ بؤ ثيَشةوة ، العدد 21 ص 5 .
46/ ماركس – أنجلس ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) مختارات في أربعة أجزاء ، الجزء الثالث ، دار التقدم ، موسكو ، 1970 ص 328 .
47/ نجم الدين فارس ، خولي هةفتانةي نةتةوة يةكطرتوةكان ، جارٍداني فرة جةمسةري بوو ، سايتةكاني ، بيركردنةوة ، دةنطةكان ، ثيَنوسةكان
48/ منصور حكمت المصدر السابق ، ص5
49/ نفس المصدر ص5
50/ ماركس – أنجلس ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) مختارات في أربعة أجزاء ، الجزء الثالث ، دار التقدم ، موسكو ، 1970 ص410 .
51/ لينين – المسائل القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، ص227 .
52/ مارتن ظان ثرونةسن ، ئاغا و شيَخ و دةولَةت ، وةرطيَرٍاني ، د. كورد عةلي ، مةكتةبي بير و هؤشياري ( ى . ن .ك ) دةزطاي ضاث و ثةخشي حةمدي ، سليَماني ضاث 2010 ، بةرطي يةكةم ، ل 213
53 / نفس المصدر ، ص235
54/ ماركس – أنجلس ، بصدد الثورة الاشتراكية ، مجموعة من المقالات ( كارل ماركس ، من مقال " بلاغ سري" كتب نحو 28 أزار (مارس) 1870) ، ترجمة الياس شاهين ، دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1983 ص153
55/ نفس المصدر السابق ص154