أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رائد شفيق توفيق - مواطنون بلا وطن ...















المزيد.....

مواطنون بلا وطن ...


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6680 - 2020 / 9 / 18 - 02:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ربما لا يقبل احد مني ما سطرته ادناه او يختلف معي ، لكن هذا ما اراه يقينا ، فمن له غير هذا الراي فله مني كل الاحترام ولن ارفضه اذ قد يكون اكثر صوابا مني .
في بلادي ..
في مجتمعنا أي شخص يفكر ويرى خارج ما يريدون ، هو متهم ويواجهونه بمقولتهم : (هذا قرأ كتابين) وانحرف ، في حين اصبحت لديه ( أسئلة عميقة ) والإجابات المقولبة لم ولن يقتنع بها لأنها خالية من العقل والمنطق ، لذا هم يحاربونهم وكل من هو على شاكلتهم في التفكير والتاثير ؛ فاذا كنت من ‎العقليات التي تؤمن بأن كل من يعيش معك وشريك لك في الوطن لكنه يختلف عنك (دينيا/عقائديا/مذهبيا/فكريـا) هو عدو لك بالضرورة ويجب تخوينه أو سحقه وتدميره فاسمح لي أن اقول لك بكل صراحة : انت بهذه العقلية ومن يشابهها ، احد الأسباب الرئيسة لما وصلنا إليه من تخلف وتطرف.
في بلادي كل شيء يسير بالمقلوب فالمدارس تنتج جهلة والمحاكم تنتج ظلما والمستشفيات تنتج الامراض والموتى والمؤسسات الامنية تفتك بالشعب وتعجز عن حماية نفسها ودور العبادة تنتج البلادة وتنشر التخلف والاعلام الرسمي ينشر الاكاذيب ويروج للخرافات والبرلمان يحمي اللصوص لانه قائدهم والجكومة تحارب الشعب لانها نتاج الخونة والعملاء من احزاب وكتل سياسية لان النظام لقيط ومشوه .
ضياع العراق ..
انتهى الحلم العراقي في دولة كبقية دول العالم برغم انه أقدم وأول دولة في التاريخ وأول من سن القوانين والشرائع ونظم الحياة المدنية ، وعاد العراقيون بخفي حنين ، فلا دولة ولا نظام ولا قانون ولا مستقبل ولا حاضر حتى الماضي العريق دمروه ، وتحول العراق من أعرق دولة مدنية الى دولة مليشيات وجماعات المسلحة وأمراء حروب ومكونات الخونة والعملاء الذين جائت به أمريكا الارهاب والجريمة واسست لهم نظام حكم لقيط ومشوه ميزته الرئيسة هي الفوضى والصراعات والاغتيالات والخطف وحكم عشائري بغيظ ليس فيه سوى النزاعات العشائرية والتصفيات الجسدية والثارات والفردية ناهيك عن سرقة المال العام وتمزيق العراق شعبا وأرضا وسماء كيفما يشاؤون ، هكذا تحول العراق الى خرائب منهوب الثروات تستولي عليه عصابات من الداخل والخارج ذات ولاءات خارجية جعلته مرتعا لتهريب وترويج كافة انواع المخدرات وكل انواع الجريمة وسفك دماء العراقيين الشرفاء ، حتى اصبحت امنية المواطن الحصول على كهرباء وماء ، او ان احدا ما يتفضل عليه بحماية عرضه من الأنتهاك بعد ان ضاع الامن والأمان ..
ضاع العراق وضاعت معه احلامنا الكبيرة وتحول إلى سراب ولن يعود العراق وطنا عامرا مادامت تطمع فيه وفي خيراته انظمة قذرة ويقوده عملاء مأجورين فاسدين عربا واكرادا مسلمين وغير مسلمين وتعيث فيه الميليشيات فسادا وتقتيلا وانتهاكا للحرمات .
لم ينتصر الدم على السيف ..
عسكريا خسر الحسين معركته مع يزيد وانتصر جيش عمر ابن سعد عليه واباده بعد ما خذله اهل الكوفة وخانوه وفضلوا السلامة في ابدانهم بل ان بالكثي منهم انظم الى جيش يزيد ، ثم أدرك جميع هؤلاء بعد ذلك فداحة تخاذلهم المشين والعار الذي التصق بهم أمد الدهر فهم سمعوا ورضوا ثم قالوا : لنجعل حزننا وبكاؤنا متواصلا موروثا جيلا بعد جيل ، علّ هذا البكاء يكون شفيعا كافيا عن هذا الخذلان والجبن حتى زوّق القول قائلهم افتراء وبهتانا (لقد انتصر السيف على الدم) و(تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما وانتصر) فابتدعوا فكرة ان قتل الحسين ولادة ثانية للاسلام احيته وثبتته ، يريدون بذلك مواساة الحسين كذبا ( ان قتلك وحيدا مخذولا كان امرا ربانيا محتوما لغايات نبيلة عظمى) ولكن ماذا لو لم يخن اهل الكوفة الحسين ويتنصلوا من عهودهم ولم يهربوا ، ونصروا الحسين وانتصر على يزيد وجيشه ؟ اما كان دين جد الحسين سينتصر ويقوى ويثبت ؟ اما كان ذلك سيمنع عشرات الاهوال والمصائب والمجازر التي حدثت بعد ان انتصر سيف آل امية ومروان في كل الحقب الاسلامية التي تلت ذلك؟ هل مازلتم تكذبون وتبررون وتلفون وتدورن ؟ و(ياليتنا كنا معكم نتفرّج عليكم وانتم تذبحون) .
الحسين لم ينتصر والدم لم يتغلب على السيف وان يزيد هو من انتصر ومازال يحكمكم بالجور والظلم
وان الاسلام تقهقر وتلاشى بموت الحسين وانكم اضعف واكثر هوانا على الناس بهزيمة الحسين مات الحسين
وترك الذلة والمهانة لكم تندبون جبنكم كل عام تبكون بؤسكم وتكالب الامم عليكم ولا تبكون الحسين الشامخ ، الحسين المغدور منكم قبل غدر ال بني مروان . الم تقل زينب: فلا سكنت العبرة ؟
كذب الموت فالحسين مخلد وعار خذلانكم في الطف ايضا مخلّدُ .
ابن رشد ..
منذ اكثر مِن ٨٠٠ عام ومازلنا ندور في ساقيه الظلام سَقطت الأندلس يوم أُحرقت كتب ابن رشد، و بدأت نهضة أوروبا يوم وصلتهم أفكاره! أول قاعدة حوّلت الإسبان والأوربيون صوبَ النّور، مقولتهُ التى حسمت العلاقه مع الدين: (الله لا يُمكن أن يُعطينا عقولاً، ثم يُعطينا شرائع مُخالفه لها)، أمّا القاعدة الثانية، فهي مقولتهُ التي حسمت التّجارة بالإديان: (التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المُجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردتَ التحكم في جاهل، عليك أن تُغلّف كلّ باطل بغلافٍ ديني).. أصدرَ رجالُ الدّين فتاواهم بحرق جميع كتبه، خوفاً من تدريسها لما تحتويه من مفاسد و كُفر وفجور وهرطقة على حدّ قولهم، وبالفعل زحف الناس إلى بيته وحرقوا كتبهُ حتى أصبحت رماداً. حينها بكى أحد تلامذتهُ بحرقة شديدة فقالَ ابن رشد جملته الشهيرة: (يا بُني، لو كنت تبكي على الكُتب المُحترقة فاعلم أنّ للأفكار أجنحة و هي تطيرُ بها إلى أصحابها، لكن لو كنت تبكي على حال العرب والمُسلمين فأعلم أنّك لو حوّلت بحار العالم لدموع لن تكفيك .
كفار قريش ..
عندما أخذ كفار قريش من كل قبيلة رجلاً وذهبوا ليقتلوا النبي محمد ، ظلوا واقفين على باب بيته طول الليل بانتظار أن يخرج لصلاة الفجر ،برغم أنهم كانوا قادرين أن يقتحموا البيت من أول لحظة ويهدموه على رأس كل من فيه .. احدهم حاول أن يقترح الفكرة مجرد اقتراح ، رد عليه أبو جهل بكل عنف : ( وتقول العرب أنا تسورنا الحيطان و هتكنا ستر بنات محمد ؟! كفار قريش كان عندهم الحد الأدنى من النخوة والرجولة ، كانوا يعرفون إن البيت فيه نساء ، ولايجوز اقتحامه ولايجوز أن يكشفوا ستر ال بيت محمد ، أو ينتهكوا خصوصيتهم ، أبو جهل حينما غضب وضرب أسماء بنت أبي بكر على وجهها طيشاً ، ظل يترجاها ويقول لها: (خبئيها عني ، خبئيها عني) أي لاتخبري أحداً ؛ أي : لا تفضحيني ويقول الناس أني ضربت إمرأة .
أبو سفيان لما كان كافراً ، خرج مع قافلة من قريش في أرض الروم ، فاستدعاهم هرقل ملك الروم ليسألهم عن محمد ، فسألهم : هل تتهمونه بالكذب ؟ هل يغدر ؟ هل يقتل ؟ أبو سفيان يقول ( فوالله ، لولا الحياء أن يأثروا علي الكذب لكذبته .. يعني رفض شتم النبي لأنه خاف إذا رجعوا مكة ، يقال إن أبا سفيان كذب ؛ خاف على سمعته وهو كافر .
العظمة هنا ليست موقف أبو جهل أو موقف أبو سفيان ؛ بل العظمة في المجتمع الجاهلي الكافر كان عنده أخلاق وعزة وإنسانية ، أما في العراق الآن فهناك سفك للدماء وهتك لحرمات البيوت على الملأ ، وتفاخر بقلة الشرف والدناءة في السلم والحرب ، الآن إذا اختلفنا مع مسلم وليس مع كافر ، نتراشق معه بالشتائم ، ونؤلف عنه القصص وكلما جاءتنا قصة عمن اختلفنا معه صدقناها وزدنا عليها ونشرناها عنه وبنينا عليها المواقف .
الدين اخلاق وليس براويز وعمائم وايات وصور تعلق على جدران البيوت .
اللغةالعربية ..
كما شرحها أستاذ لتلاميذه اذ قال :عندما تكون الأخلاق فعل ماضي ، والعنف فعل أمر، والحرب فعل مضارع، وسياسيو الصدفة فاعل، والشعب مفعول به، والمال مفعول لأجله، والفساد صفة، والرواتب ممنوعة من الصرف، والضمير غائب، والمصلحة مُبتدأ، والوطنية خبر، والصدق منفي، والكذب توكيد،وقلة الأدب تمييز، والإنتهازية مفعول مطلق، والوظيفة أداة نصب، والموظف حرف جر، والخزينة إسم مجرور ، عندها يصبح الفقر حال، والأوجاع ظرف، والحياة جامدة، والسرور مُستثنى فلا عجب في أن يكون المستقبل مبني للمجهول، ولا محل لنا من الإعراب.
نعيش في مجتمع اذا قلت لشخص ما حيوان يغضب واذا قلت له اسد يفرح مع ان الاسد حيوان .



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسنا بحاجة الى انتخابات مبكرة بل الى ثورة عارمة
- ما الذي يبقيك في بلد أنها ت اخلاقه؟! ...... صور عراقية قميئة
- عراق اليوم : سرقة وهدر مليارات وجهل وفساد وارهاب بكل اشكاله
- بذريعة الوقاية من فايروس كورونا ...... اجهضت الثورة وبيوت ال ...
- ما الكاظمي الا دفان جديد
- ما الكاظمي الا دفانا جديدا ..
- الفنان السويدي Magnus Lönn : يوظف جمالية الرمز والمعنى ل ...
- كورونا بين جانبين .. مشرق ومعتم
- الدياثة في زمن كورونا .... صور من العراق ...
- مليونية مقتدى مؤامرة على الانتفاظة العراقية ..... ...
- ايران تستعجل إخراج الأمريكان لإخماد الثورة العراقية ... ...
- قتل المجرم سليماني ليس دفاعا عن العراقيين .... ...
- اجهاض التظاهرات هو الهدف الستراتيجي من الهجوم الامريكي
- مبارك للمرأة انتصارها على الخرافة
- الى ابنتي مع حبي
- الشباب نفضو التراب عن وجه العراق ... قوافل شهداء السباق نحو ...
- قصص قصيرة جدا من ساحات التحرير
- ثورة تشرين فكرية ثقافية وطنية بامتياز ..... ... الشباب الثائ ...
- سقوط عادل عبد المهدي بداية النهاية ... استقالة ملغومة موجهة ...
- انه يوم العراق وشعبه ....... نسي الخونة من معممين واحزاب مع ...


المزيد.....




- ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
- الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة ...
- بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
- مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم ...
- بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- س?بار?ت ب? ?ووخاني ?ژ?مي ئ?س?د و پ?شهات? سياسيـي?کاني سوريا ...
- النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582
- الثورة السورية تسقط الدكتاتورية بعد 13 عاما من النضال


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رائد شفيق توفيق - مواطنون بلا وطن ...