أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - رسالة مفتوحة لوزير التربية والتعليم الفلسطيني المطلوب معايير جديدة لامتحان التوجيهي في السجون














المزيد.....

رسالة مفتوحة لوزير التربية والتعليم الفلسطيني المطلوب معايير جديدة لامتحان التوجيهي في السجون


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 06:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


إذا كان الأسير الفلسطيني، يشكل الحالة الطليعية لأبناء شعبنا الفلسطيني، طليعة نضالية، سياسية، اجتماعية، مسلكية...الخ، فهذا يعني أن يكون المثال والقدوة لأبناء شعبه، وبالتالي يلقي أعباء ومهام إضافية تجاه شعبه وقضيته، وبالمقابل تقع على سلطتنا وأحزابنا وفصائلنا وجماهير شعبنا الفلسطيني مسؤوليات تجاه أسرانا في إطار التكاتف والتضامن والرعاية والدعم والإسناد والعمل على إطلاق سراحهم، وقبل الغوص في الموضوع، من الهام القول أن الأسرى ليسوا أنبياء أو قديسين وبالتالي توجيه النقد البناء للعديد من المسلكيات والممارسات ليس بالجريمة أو الكفر والإلحاد، بل العكس فإن التعامل معهم بنوع من الهالة والقداسة قد يفرز عن مظاهر وسلوكيات وتصرفات من شأنها إلحاق الضرر بالأسرى أنفسهم، وفي هذا السياق ناضل الأسرى من أجل منحهم الحق في التقدم لامتحان التوجيهي، وهذه خطوة جيدة وفي الاتجاه الصحيح، ولكن هذا الانجاز، وظف في أغراض بدلاً أن تخدم أسرانا وشعبنا الفلسطيني، فإن الامتحان بالصورة التي يجري فيها في السجون يلحق ضرراً فادحاً بالمجتمع الفلسطيني، من خلال منحها درجة علمية أو أكاديمية لأشخاص لا يستحقونها في الغالب، تحت يافطة أنهم أسرى ويجب دعمهم وإسنادهم، وهذا لا يشكل خدمة لهم ولا لمجتمعنا، بل ضرر بالغ للجانبين، وهذا بحد ذاته تعميق لمظاهر السلبية والفساد في مجتمعنا، والمسألة هنا ليست مسألة عاطفية أو خدمة تسدى للأسير، فالأسير في هذا الجانب، يجب أن لا يميز إيجابا عن أي طالب يتقدم لامتحان في الخارج، ويجب أن يخضع لنفس المعايير التي يخضع لها كل الطلبة المتقدمين للامتحان في الخارج، وما يجري على صعيد امتحان التوجيهي في السجون غير مقبول بالمطلق، ويجب على وزارة التربية الفلسطينية أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الجانب، ووقف شرعنة التجهيل، وما أود الإشارة إليه هنا، أن أغلب الأسرى المتقدمين للامتحان، بل جميعهم، لا يقومون بدراسة المواد المقررة أو حتى إحضارها، ولا أبالغ إذا ما قلت أن البعض لا يعرف هذه المواد عنوانا، ومستواه الأكاديمي لا يتعدى الابتدائية، وليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل أثناء تقديم الامتحان، بدلاً من أن تعمل قيادة الحركة الأسيرة وتأخذ موقفاً بضرورة أن يتم الالتزام بالمعايير الخاصة بالامتحان من حيث التحضير والإعداد الجيد له، ومنع الغش أو قيام أسرى غير مؤهلين بالتقدم لهذا الامتحان، إلا أننا نجد أنه يتم المبادرة إلى تشكيل لجان للغش، مهمتها حل الأسئلة للممتحنين، والأسرى والمبدعين، عفواً الذين لا يعرفون القراءة أو الكتابة يقوم أسير آخر بالنسخ عنهم، وليس حتى الحل، فالحل بحاجة لتفكير ودراسة، والنسخ عملية ميكانيكية، حتى أن البعض كاللغة الصينية يقوم برسم الأحرف، وطبعاً الأساتذة الذين ترسلهم التربية والتعليم للمراقبة على الامتحانات جزء من العملية، حيث يساهمون في هذه الخطوة والتي لها أبعاد سلبية وتدميرية على واقعنا ومجتمعنا الفلسطيني، فهم شركاء فيما يجري حيث كل الأمور تجري تحت سمعهم وبصرهم، حيث المتقدمون للامتحان يصطحبون الكتب معهم، ويقوم عدد بحل الأسئلة على اللوح وتغشيش الآخرين، وتحديد الصفحات التي عليهم النسخ منها، بل وهم أنفسهم يساهمون في الحل، وأنا الذي أكتب هذه المقالة والرسالة لكم، شاهدت عشرات الحالات التي تتقدم للامتحان وهي لا تعرف ما هي مقررات الامتحان، بل أن البعض منهم يفوض آخرين للتقدم للامتحان بدلاً منه، وطبعاً يقول له" قدم عني علمي مش أدبي"، ومعرفته بالعلمي أو الأدبي كمعرفتي بعلوم الفلك أو الذرة.
ومن هنا فإنني يا حضرة الوزير أرى بشكل عاجل أن الفوج الذي تقدم للامتحان العام الحالي أن لا يتم اعتماد نتائجه إلا من خلال عمل امتحان مستوى لكل الذين ينجحون في الامتحان، ومن يجتاز الامتحان الشامل يعتبر فقط ناجح، وفي الامتحانات والسنوات القادمة يتم التشديد على ضرورة اعتماد المعايير المتبعة في الخارج، والتحقق من هوية وشخصية الأسير المتقدم للامتحان، وضمان طرائق وآليات تعيد الثقة والهيبة لهذه الدرجة العلمية، وإلا فإن استمرار الحال على ما هو عليه، ما هو إلا شرعنة للتجهيل والتدمير الذاتي.
وأية محاولة أو نظرة لتصوير الأمر على نحو آخر، ما هي إلا تجميل وتبرير لأوضاع غير حقيقية، وصدقوني أن هناك أشخاص لم يدرسوا ولم يعرفوا أسماء المواضيع المقررة للامتحان نجحوا في سنوات سابقة، وآخرين كدوا واجتهدوا، ولم يحصلوا على المعدل الذي حصل عليه الذي لم يكد أو يجتهد، ولذلك يجب أن يكون هذا ناقوس خطر يجب التنبه له، فيكفي مجتمعنا ما فيه من أمراض اجتماعية.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقاً لا يعرف الأمريكان لماذا يكرههم الفلسطينيون والعرب؟
- مفارقات العرب والجامعة العربية
- المسيحيون الفلسطينيون جزء أصيل من النسيج الوطني والمجتمعي ال ...
- مفارقات أقوال وتعليقات
- مفارقات المعايير المزدوجة
- المجد- لهوغو شافيز- والخزي والعار لكل قادة وزعماء العرب
- لأنك محمود الزهار لا نستقبلك وعندما تصبح محمود-اولمرت- أهلاً ...
- القمة العربية والانتخابات الإسرائيلية
- عفواً مات العرب !
- هذا الزمن العربي مجيد وسافل
- مفارقات
- ما الذي يمنع فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين؟
- إعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية يجب أن يمهد لتعامل وثقافة ...
- هل تتولد وتنشأ نخب سياسية فلسطينية جديدة
- إبقوا بعيداً عنا، لا نريد نصائحكم ولا إرشاداتكم
- ما المطلوب من حماس مقدسيا
- الآن وماذا بعد
- الشعب الفلسطيني أطلق رصاصة الرحمة على قوى ما يسمى بالحالة ال ...
- لم نتمكن من معالجة أوضاع اليسار الفلسطيني بعد الانتخابات
- من يوقف صوملة المجتمع الفلسطيني


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - رسالة مفتوحة لوزير التربية والتعليم الفلسطيني المطلوب معايير جديدة لامتحان التوجيهي في السجون