أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - إيّاكُم ونبِذ الشباب الذين يختلفونَ في تفكيرهم عن تفكيرِ المُجتمَع الذي يعيشونَ فيه -














المزيد.....

إيّاكُم ونبِذ الشباب الذين يختلفونَ في تفكيرهم عن تفكيرِ المُجتمَع الذي يعيشونَ فيه -


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6671 - 2020 / 9 / 8 - 20:16
المحور: المجتمع المدني
    


" تزاحُم الأفكار واضطراب المشاعر لدى الشباب وضغط الحياة وقسّوتها مع ضيقِ أُفقِ الخلاص ممّا هُم فيه يجعَل البعض منهم يضّعف وتُصبِح الحياة عندهُ ثقيلةُ كثُقل الجبال، وضيّقة كخرم إبرة لا يستطيع التنفس من خلال ثقبها، الشباب أمانة في أعناقِ الجميع، فلا يتركوا وحيدين، وهذه مسؤولية المُجتمع كلّه، ولكن الأقربون هُم الأولى بالإهتمام، إضافةً للمدرسة والجامعة والمسجد والمراكز الثقافيّة والتوعويّة والإعلام وغيرهم ممّن لهُم صلة في التأثير المجتمعي، لأنّ النفس البشرية، مُعقدة التركيب، وتحتاج لتظافُر الجميع للحفاظ عليها من المرض أو الزلل برفقٍ وبصيرة .


فثمةَ فئةٌ كبيرةٌ من الشباب، تعيشُ في وسطِ مُجتمعٍ تقليدي، لا يُجدَّد فكريًا ولا فلسفيًا، ولا يسّمَح لمَن يُبحِر في بحورِ الفلسفةِ والفكر أن يعيشَ داخل هذا المُجتمَع ؛ خوفًا مِن كسرِ قالِب العادات الضيّقة في التفكير، وتوجّسًا مِن إعادة تهيئة لنمطيّة العيش التي سارَ عليها المُجتمع قرنين من الزّمن ..

هذه الفئةُ وبسببِ اختلاف تفكيرها عن المُجتمع المُحيط بها، قَد تراها منبوذة، وغير مرغوب بالجلوسِ معها، وكثيرًا ما يتجنّب الناس أحاديثها، بل في كثيرٍ من الأحيان، ترى أبناء هذه الفئة، الأكثَر تعنيفًا وتجاهلًا في أوساطِ مُجتمعاتهم، تحت حُجّة أنّهم يمتلكونَ أفكارًا شاذّة لا تلتَقي مع أفكارِ مجتمعاتهم ولا مع فلسفتهِ في أيّ طريقٍ فكريٍّ أو فلسفيّ تسّلكه .

والعجيب بالأمر، أنّ هُناك دعوات دائمة تنتشِر بأركان المُجتمعات، تهدُف للإحتواء، والتقرّب أكثَر مِن الناس لبعضهم. لكن، هذه الدعوات لا تشّمل في طيّاتها هذه الفئات، مع أنّهُ إن كانَ هُناك فئات بحاجةٍ لمَن يحتويها ويتفهمها، فحتمًا، ستكون هذه الفئة في مُقدّمَة مِن يجِب على المُجتمعاتِ احتوائهم، بصرفِ النظرِ عن قناعات وعن أفكارِ أبنائها اللواتي يشكّلنَ صدمة كبيرة، ويزّرعنَ الخوفَ من التغيير في أوساط مجتمعاتهم .

فليسَ بالضرورة أن تكون الأفكار والفسلفة المُجتمعيّة صالحة لكُلّ زمان . فبالنسبة لي، أرى بأنّ الكثير مِن علامات الفسلفة و وأرواح الأفكار لا يملكان النّفس الكافي الذي يمّكنهما مِن قطعِ مرحلة زمنيّة طويلة، تمتَد إلى عصورٍ مُختلفة، فمّما لا شكّ فيه، أنَّ غالبيّة الفلسفة تكون مُحدّدة دونَ مُحدِّد، وكذلك الأفكار، ودائمًا ما أشبّهها بالإنسان الذي مهما تمتّع وعانى بالحياة، إلّا أنّهُ سيكون لهُ نهاية وسيتجرّع الموت في لحظةٍ ما .

لذلك، يجِب على أيّ مُجتمَع توجَد به هذه الفئة، أن يتقبّلها، وأن يفتحَ لها صدّره بكُلّ رحابة، ويحتويها، ويُناقشها بما تحملهُ مِن أفكارٍ بكُلّ صبرٍ وحكمة، بمعزلٍ عن الجُمود الفكّري، وبتهميشٍ لفكرة الهزيمة والإنتصار، ومِن الواجب عليهِ أيضًا، أن يكفَّ عن التعامُل بمُعاملتي التجاهُل والإزدراء اللتان لا يأخذن الطرفين -المجتمع والشباب- إلّا إلى ما لا يُحمَد عُقباه .

فالمُجتمع الذي ينبُذ هذه الفئات، ولا يقِف على ما تحملهُ، ويُقدّرهُ ؛ هو مُجتمعُ مصيرهُ الهلاك كلّما تقدّم الزّمن به، وهو في حالةِ جمودٍ يرثى لها ..

فلا أعتقِد أنّ هُناكَ أقسى مِن أن يشعُر الإنسان بالنّبذ، لمُجرّد أنّهُ يفكّر بطريقةٍ لا تمتّ بأيّ صلةٍ للطريقة التي يُفكّر بها مُجتمعه . فالنّبذ هو أكثر قساوة على الإنسان، ولا شكّ في أنّهُ لا يوجَد شيء آخر يُزاحمهُ على صدارة التّرتيب في دوري القساوة .



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية مجهضة
- الإنفصاميّة والإنتخابات النيابية 1
- الدولة ما بينَ جُملتي -أنا الأمر- و - نحن الدولة-
- - تدّمير الثّقة، هو أخطر ما تعرّضت له هذه البلاد -
- - آيا صوفيا وتراشقات الرأي العربي 1 -
- هل العام على أعتاب نظام عالمي جديد ؟!
- - الكبار يقسونَ علينا في مُقارنات الحياة -
- موقِف وموقع الشّعب العربي إزاء قضاياه المصيريّة
- -هَل سيأخذنا قرار ضمّ الضفة إلى مزيد مِن التطبيع أم إلى حرب ...
- لنسّتقلّ استقلالاً حقيقياً ؛ لا بدَّ من الإنتصارِ على المُست ...
- المُنظمات الإنسانيّة الكاذبة، والقضيّة الفلسطينية..
- - الشّباب وتحمّل أعباء السّياسين المُنتقدين المُراوغين -
- كيّف كانَت خطورَة كورونا، وكيّف أصّبحَت ( 1) ..!!
- الحرية والقيود الطوعية
- - سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -
- الصين لَم تتّبع معاملَة المثّل مع دول العالم - ..
- - الولادة في زمن الحروب، تجعل الموت قريبا منك دائما -
- -إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -
- الحرب العالمية الثالثة.. من حرب بالرصاص إلى حرب بالكورونا
- ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة


المزيد.....




- آلاف من طالبي اللجوء غادروا ألمانيا طوعا بمقابل دعم مالي
- إردوغان يعلق على مذكرة اعتقال نتانياهو من الجنائية الدولية
- هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم ...
- 4 ملايين عائلة مهددة بالتفكك في الولايات المتحدة بسبب خطط تر ...
- أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانيا ...
- الرئيس التركي اردوغان يؤكد دعمه لقرار الجنائية الدولية باعتق ...
- كندا وكولومبيا تتعهدان باعتقال نتنياهو
- هآرتس: نتنياهو جلب مذكرة الاعتقال على نفسه والآن يتباكى بدعو ...
- هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم ...
-  مقتل واعتقال اكثر من 70 ارهابيا جنوب شرقي ايران


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - إيّاكُم ونبِذ الشباب الذين يختلفونَ في تفكيرهم عن تفكيرِ المُجتمَع الذي يعيشونَ فيه -