عماد نوير
الحوار المتمدن-العدد: 6670 - 2020 / 9 / 7 - 18:37
المحور:
الادب والفن
يومٌ
موغل في عمق التّقاويم
لا أعرف متى و أين و كيف
كل الأدوات معدمة
و حدها لغة التّأكيد تعلن
إنني أحببت حبة من حنطة
تتذوّق العسل منذ ألف سنة
حتى غدت فتاة بلون الجمال
و شكله و بُعده و وصفه
فاتنة جدا
بل أكثر من جدا؛ لكنها عبوسة
و كاهن أحلامي يقول:
الجميل صبوح
أنيقة جدا و من فرط أناقتها
تحسدها الأناقة؛ لكنها حكيمة
و كاهن أحلامي يقول:
الحكماء زاهدون
عنيدة جدا كأن خصامها دهرا
لكنها ناعسة رقيقة
و كاهن أحلامي يقول:
العنيد قاسٍ
لبقة جدا، لا تْملّ
لكنها كتومة
و كاهن أحلامي يقول:
اللّباقة ثرثارة
ذكية حدّ الحسد
فاتنة طول الأمد
أغنية في مسرح الأماني
بسمة في وجه منتصر
أسرّ لي كاهني:
بأنها أيقونة الأسرار
اختلقتُ أسرارا
أو عمدا صنعتُها
فقط لأودعها إيّاها
و تكون صديقتي
و ملهمتي
و صندوقي الأسود
في طائرة أيامي الباقية
بعد أن أسهبتْ بالشّرح الممل
كيف أنّي لا أصلح أن أكون حبيبا
و كيف أنها لم تكن إلّا
حبة من حنطة
مجنونة
تولد وحدها
لا تحتويها سنبلة
ختم الكاهن حبنا هكذا
أحجية عجيبة
لكنها لذيذة
عشتُ فيها غبيّا ساذجا
لكنني سعيد
سعيد جدا
فهي أيقونتي
أطالعها صلاةً
كل صباح و مساء
و كل مساء و صباح
وبينهن نوافل الأوقات
فطيفها "كتابا موقوتا"
واضبَ على رؤيته
رجل يسكنني
اعتادني
و اعتاد حُبَّ قمحيّة
عسلية
#عماد_نوير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟