أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - مصيدة أوسلو ... اصطياد الأسد














المزيد.....

مصيدة أوسلو ... اصطياد الأسد


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 6660 - 2020 / 8 / 28 - 15:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يمكن اصطياد الأسد الا بالخديعة وهي الطريقة التي تم فيها اصطياد الثورة الفلسطينية والايقاع بها كليا والتشبيه باصطياد الأسد يأتي من قوته ومكانته ذلك ان ما يميز خطط اغتيال الاسد أنها يجب أن تحمي صاحبها من احتمال الوقوع في الخطأ بمعنى ان عليه ان يحكم خطته وان لا يقدم عليها الا بشرطين الشرط الاول هو استخدام الخديعة للإيقاع بالأسد القوي والشرس والذي يستحيل الانتصار عليه بالمواجهة المباشرة لذلك وجد صائدو الاسود عديد الخدع للإيقاع بالملك الاخطر والشرط الثاني انعدام احتمال الفشل فمعنى الفشل هو نهاية الصياد ومقتله ولا خيار ثالث امامه فهو اما ان ينتر او يموت وهو ما كان من امر اوسلو مع الثورة الفلسطينية التي تم خداعها مرارا وتكرارا الى ان وصلت الى قلب المصيدة مثخنة الجراح كحال الاسود عند اصطيادها.
اليوم وبعد اكثر من ربع قرن على أوسلو بات واضحا ان الاسد وقع في المصيدة لا حول له ولا قوة مقيد اليدين غير قادر على الفعل فهو بلا حلفاء وبلا اعداء في ان معا فقد تنازل علنا عن الحرب مع الاعداء واصبح غير قادر على مطالبة غيره بمواصلة تلك الحرب التي انهاها بيديه ولذا يجرؤ الجميع اليوم على التحدث علنا عن انهاء الحرب مع دولة الاحتلال في حين يجلس الاسد مقيد الاطراف في مصيدته التي دخلها بنفسه, وقد بات الجميع بلا استثناء يدرك ان الاسد قد تم اصطياده وان لا حول له ولا قوة وقد انتهى العصر الذهبي للثورة الفلسطينية حين كان يستحيل على أي كان ان يجاهر حتى بذكر اسم اسرائيل مجردا فالأسماء التي كانت مرادفة هي الكيان او العدو او المسخ او الاحتلال وما شابه وكان من الجريمة ان يتم ذكر اسم اسرائيل كدولة.
لا اعداء لإسرائيل اليوم فالجميع يسعى لنيل رضاها ومن لا يملك ذلك فهو خارج دائرة الرضا وما يجري لسوريا وايران وحزب الله اكبر دليل على ذلك ووحدنا اليوم من نستقطب الاعداء تماما كما كنا نستقطب الاصدقاء كقوة جاذبة حين كان العالم يتمنى رضا الشعب الفلسطيني فقد بات اليوم لا احد معني على الاطلاق بهذا الرضا وعلى العكس فقد اصبحوا يجاهرون بالعداء لشعبنا وقضيتنا وهناك من العرب من اعلنوا انتقالهم الى تأييد ما اسموه بالحق اليهودي في فلسطين معلنين انكارهم للحق الفلسطيني بل ان بعض رجال الدين تنكروا للفتاوي التي افتوا بها عن عدم جواز الصلح مع المحتلين وجاءوا بفتاوي تجيز وتشجع ذلك.
اليوم في فلسطين لا ثورة ولا حرب ولا مفاوضات ولا قتال لا سلام ولا ما يحزنون ولم يعد احد يطرق ابوابنا الا دولة قطر بشنطتها الشهرية لشراء صمت افواه غزة التي تعتبرها دولة الاحتلال القنبلة الموقوتة القابلة باي لحظة للانفجار بوجهها, اليوم في فلسطين لا احد ومع فلسطين لا احد, في فلسطين لا احد مع احد فالضفة وحدها وغزة وحدها والجليل وحده وكذا المثلث والنقب ووادي عارة والشاطئ والشتات صار اغتراب واصبح اللاجئ مغترب والعالم يفاوض نفسه عن مستقبلنا ونحن نواصل العداء لأنفسنا بأنفسنا حتى ان تهمة تطبيع العرب مع دولة الاحتلال وجدنا جهة فلسطينية لنتهمها تاركين المطبعين يهرولون كما يشاؤون مع علمنا انهم ينتظرون في الطابور ليفعلوا ذلك.
الضفة تعيش ازمة انفكاك الجميع من حولها والحصار السياسي والمالي غير المعلن من العرب وغيرهم وقد زادت جائحة كورونا من حدة هذه الوحدة وغزة تغلق امامها كل الابواب الا بوابات قطر وتركيا والجزر الفلسطينية في الاراضي المحتلة عام 1948م تعيش ازمة تفكك وفوضى السلاح والمخدرات والعصابات والخلافات الداخلية ويفقد الشتات حتى صفة اللاجئ ويجري توجيههم الى الهجرة والتجنيس في عديد دول الارض وانضمت عديد الدول في منح الجنسيات للفلسطينيين وفي المقدمة من هؤلاء تركيا الاكثر اعلانا عن دعم فلسطين.
لن تنفع الاسد قوته بعد ان انطلت عليه الخديعة وانقاد لها متذاكيا ولن يستطيع الفكاك من قفصه الذي وصل اليه بغبائه حين وقع في شرك الخديعة وهو لا يمكنه ابدا الاركان الى ما كان عليه خارج قفصه بعد ان تحول من اسد الى خيال مآته يأتيه الاطفال ليعرفوا شكل الذي كان يوما ملك الغابة وسيد القول والفعل وصار بلا حول ولا قوة



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمبريانولوجي - القيمة الفائضة والإستعباد عن بعد -
- خارج دائرة الفعل
- لا عاشت أوراق التوت
- قبل أن يقع الفأس في الرأس
- نجوع وخبزنا في بطونهم
- رسالة مهربة إلى عبد اللطيف اللعبي
- الجنائية الدولية ومنجل المفاوضات
- قرارات غير رشيدة
- سلاح الصمت
- فلسطين ... قضية الاشغال الشاقة
- روسيا والجسر الى الهاوية
- عجز المثقف ... سطوة السياسي
- كورونا ... تحدي اليقين وعدم اليقين
- الموت أولى يا سيدي ... رسالة الى السيد رئيس الوزراء
- كورونا أداة العالم الامبريانولوجي الجديد
- لن تنهزم الامبريالية بالوباء والأمنيات
- اعلنوا الوحدة من معازلكم
- وطن حر من فيروس الاحتلال
- الأمن الفلسطيني وأخلاق الشدائد
- كورونا ... درس الثورة القادم


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - مصيدة أوسلو ... اصطياد الأسد