أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - لعنة الموت وعاقبة الضمير .














المزيد.....

لعنة الموت وعاقبة الضمير .


محمد السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 23:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ، حكاية قديمة مطروقة ومتداولة بين عامة الناس وتشير على من يرتكب جريمة قتل بحق أنسان ما وبريء ومهما تكن الاسباب والدوافع تبقى عقدة الضمير تأنب صاحبها طيلة العمر وشبح الموت يطارده . أستوقفتني تلك الحكاية وأنا أقرأ نتفاً من كتاب صدر حديثاً في أسرائيل حول أغتيال خليل الوزير ( أبو جهاد ) في العاصمة التونسية يوم 16 أبريل/ نيسان في العام 1988 ، والذي يعد الشخصية الثانية بمنظمة التحرير الفلسطينية بعد الرئيس ياسر عرفات ومن الرجال المهمين في مسارات القضية الفلسطينية وتعرجاتها .

الكتاب … يروي قصة وحياة ممن ساهم بشكل فعلي بإغتيال أبو جهاد ونهايتهم المأساوية الى حتمية الموت بطرق بشعة ومختلفة . ويتسأل مؤلف الكتاب بين المزح والجد . هل لعنة إغتيال أبو جهاد هي التي قادتهم الى هذا الموت ؟. فيشير مؤلف الكتاب قتل أبو جهاد بهذه الطريقة وأمام زوجته وأبنته هي التي قادتهم الى هذا الموت البائس والمحتوم . الروح المظلومة تطارد قاتلها .

وحدة عسكرية خاصة تابعة لهيئة الأركان العامة يقدر عددهم بالمئات الذين شاركوا في الأعداد للاغتيال من أجهزة الموساد والشاباك والمخابرات العسكرية في أستهداف بيت أبو جهاد في العاصمة التونسية ، الذي يقع في منطقة ( سيدي بو سعيد ) على بعد بضعة كيلومترات من شاطيء البحر ، والذين تسللوا من خلاله بزوارق تحت جنحة الليل . كان يسكن بجوار بيته محمود عباس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح . وأبو الهول رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية وعدد من القادة والدبلوماسيين معززة بالحراس وشرطة النجدة لكنهم الجميع صحوا وعرفوا بعد وقوع الجريمة وإختفاء الجناة . لعنة الشهيد أبو جهاد والثأر له لاحقت المنفذين الفعليين وقادتهم الى الموت المفجع وهم في ريعان شبابهم ، لم تمنحهم الحياة فرصة ولم تتركهم أثار تلك الجريمة أن ينعموا بنشوة التكريم والاهتمام .

شاحوم ليف .. وهو مخطط العملية وقائدها الفعلي وهو من أطلق الرصاص على أبو جهاد . ولقد مات في حادث مروع عام 2000 في شارع وادي عربة حيث سقط من دراجته النارية وهو يقودها بسرعة جنونية مما أدى الى تقطيع جثته الى عدة أجزاء .

إياك رغونيس .. مهندس وضابط كبير في وحدة هيئة الاركان وأحد المشاركين في اقتحام بيت أبو جهاد واغتياله ، وهو من صمم بيتاً من كارتون مطابقاً لمواصفات بيت أبو جهاد لسهولة أقتحامه . وقد مات نتيجة جلطة في الدماغ .

الجنرال عوريد رووم .. الذي مات أيضاً بالسكتة القلبية .

ويتسأل مؤلف الكتاب ؟. عن تلك العملية التي أستغرقت خمسة دقائق وثمانية رصاصات في الصدر ، لكنها سبقتها شهور في الاعداد والتخطيط بمشاركة ثلاثة ألاف شخص . ويتسأل مؤلف الكتاب عن تلك الحتمية الحياتية التاريخية في مصير هؤلاء المنفذين . هل هو القدر أم الأنتقام لدم أبو جهاد ؟.



في العراق لقد وقعت قصة مشابهة بتفاصيل نهايتها المأساوية في أحداث ثورة تموز 1958 أي في صبيحتها حول ما جرى بواقع مؤلم ومأساوي لاينم الا عن جهل وحقد وتخلف في أبادة العائلة المالكة والتي حكمت العراق ما يقارب أربعين عاماً عبر الإحتلال ( الأنتداب البريطاني ) . في خضم الصباح الباكر من ذلك اليوم والبيانات والأناشيد تعزف بنجاح الثورة من مبنى الصالحية والمطالبة برجال العهد السابق أن يسلموا نفسهم الى ثوار الثورة ، حيث توجهت أكثر من قوة عسكرية أخذتها حماسة الأنتصار ولعلعة البيانات الى قصر الرحاب حيث تقييم العائلة المالكة الشاب الملك فيصل الثاني وخاله ولي العهد عبد الآله وأفراد عائلتهم نساء وأطفال ، وأثناء خروجهم من الباب الخلفية وصل على رأس قوة عسكرية مدججة بانواع السلاح من معسكر الوشاش ضابط المشاة عبد الستار العبوسي . وفي لحظة خروجهم من الباب حاملين على رؤوسهم المصاحف ولافتات الاستسلام ملك ووصي ونساء وأطفال وخدم . وفي لحظة جنونية ودموية ضغط الضابط العبوسي بأصبعه على زناد سلاحه ليلقي بهم جثث هامدة في حديقة باحة القصر ولتتلقفهم الجماهير الغاضبة للتمثيل بجثثهم وسحلها في شوارع بغداد بين صدى البيانات التي تدعو الى نظام وطني جديد للانسان والحياة في مشهد تاريخي بائس ومدان ومقلوب .

من تلك اللحظة التاريخية الفاصلة في تاريخ العراق السياسي يحمل الضابط العبوسي عبأ فعلته وندم جريمته طيلة حياته حيث عاقبة الضمير ولعنة الخوف تطارده في رحاله وترحاله في منامه ويقظته ، الكوابيس تطارده في أدق تفاصيل حياته الا أن أنتهى به المطاف النهائي عام 1970 أن يدخل الى دورة المياه ويطلق رصاصة الرحمة على رأسه المحمل بالعذابات لتنتهي حياته منتحراً . ففعلها وخلص .

أستوقفني هذين الحدثين الى رواية الجريمة والعقاب لدستوفيسكي وبطلها الشاب الطموح واليافع راسكو لينتوف لينتهي به المطاف الى قتل النفس البشرية العجوز المرابية وأختها بآلة الفأس ويسرق حاجاتهما ومن تلك الليلة لم يتمتع بطعم ليلة هانئة حيث يعيش في صراع نفسي يومي على أثر فعلته مما يشعر المجتمع ومن حوله رافضيه بعد أن أنفصل عنهم أخلاقياً وضميرياً والعيون تطارده ، مما يتهم بالجنون يؤدي به الى التفكير بالانتحار بعد عذاب نفسي قاسي وخوف مستديم يتمنى الموت بكل لحظة من حياته .
محمد السعدي
مالمو / آب 2020 .



#محمد_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى مرور 13 عاماً .
- ثرثرة فوق النهرين / دجلة والفرات .
- سومريون ..سير وحكايات .
- عطشان ضيول الأيزريجاوي .. قتلوه ؟.
- تضاريس الخوف والموت .
- السفير من كابول الى البيت الأبيض عبر عالم مضطرب ؟.
- الى مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق المحترم .
- صورة ألبير كامو .
- بين قساوة الأمس وأفق التجربة . بهاء الدين نوري يهديء العلاقة ...
- .. جيفارا العراق ..
- عبد الرحمن القصاب .. المناضل المنسي
- صورة سلفادور الليندي .
- صورة البروفيسور ضياء نافع .
- صراع الرفاق الدموي في عدن .
- جون نيكسون .. John Nixon
- في حضرة عامر عبدالله .
- صورة المناضل مهدي أبن بركة .
- خواطر عن الثورة في ساحات العراق .
- سامي كمال .. الانسان والقضية .
- صفحات من كتاب سجين الشعبة الخامسة


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - لعنة الموت وعاقبة الضمير .