أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - وقفة تأمّل في دلالات «عيد المرأة التونسيّة»














المزيد.....

وقفة تأمّل في دلالات «عيد المرأة التونسيّة»


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 18:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




والاجتماعي والاقتصادي والثقافي خلنا أنّها ستغيّر في طريقة فهمنا للحياة وتحليلنا للظواهر والسلوك والتصوّرات و.. ولكن يبدو أنّ مقاومة التغيير لازالت مستمرّة وحنيننا «للثوابت» متأصّل.

فعن أيّ امرأة نتحدّث؟ هل هي «المرأة التونسيّة» التي اُريد لها أن تعكس مشروع الحداثة من منظور محدّد، رسمت معالمه إرادة السياسيّ بشكل أو بآخر ؟ وهل يكفي أن تهتمّ الواحدة بمظهرها وأناقتها وطريقة كلامها ومشيتها حتى تكون حداثية ؟ ألم تتحوّل عبارة ‹المرأة التونسيّة› إلى علامة تجاريّة Label نوظّفها في معاركنا السياسيّة والأيديولوجية في الداخل، ونستثمرها في الخارج، من أجل التموقع وتحقيق الإشباع النفسيّ وإظهار شيء من الاستعلاء على الأخريات؟ وهل يقتصر الاحتفال بعيد ‘المرأة التونسيّة’ على مؤتمر يعقد في فندق ضخم ليعرض الفريق الحكومي السياسات والخطابات الرسميّة الحبلى بمصطلحات صاغها المانحون وفق تصوّراتهم لما يجب أن نكون عليه؟ وهل يكون الاحتفال بمعايدة «حراير تونس» على الفايسبوك، ونشر صور الأموات والأحياء(بورقيبة، الحداد، منوبية الورتاني... ونشر صور «السيلفي»؟

يتعيّن علينا في غمرة انتشائنا بالمكتسبات والانجازات أن نتساءل: ماذا يعني عيد ‘المرأة التونسيّة « في نظر شرائح أخرى من التونسيات لا نكترث بهنّ كالعاملات الفلاحيات، والعاملات في البيوت، والبائعات المتجولات ، و«البرباشات» في الشوارع، وعاملات الجنس والسجينات والمريضات وغيرهنّ؟ هل تحتفل المكدودات والمنسيات والمغيّبات يوم 13 أوت بالعيد أم أنّه لا وقت لديهنّ للبحث عن المعاني والحقوق فهذا «ترف» تستمتع به الأخريات؟ هل منحنا هؤلاء الصوت ومكّناهنّ من التعبير عن ذواتهنّ أم أنّنا نستثنيهنّ من دائرة تفكيرنا لأنّهنّ لا يُشبهننا ولا يمكن أن يمثّلنّ «المرأة التونسيّة»؟

قد تردُّ فئة من النساء على عمليات الفرز والعزل والجدل حول التمثيليّة بعقد ندوات تعرض فيها النساء المنتميات للنهضة رؤيتهنّ لأنفسهنّ وأدوارهنّ وتصوّراتهنّ للحاضر والمستقبل. وما كان لهنّ أن يحتفلن بالعيد لولا مباركة الحزب وتمويله لحدث يخدم مرئيّته هو بالذات، ويؤكّد انصهاره في مشروع «التونسة» و«دعم حقوق النساء». ولكنّ هل أن «للأغلبيّة الصامتة» من النساء المكدودات قدرة على ردّ أم أنّهن لا يبالين بهذا الحدث مادام الواقع يزداد بؤسا لاسيما بعد أزمة الكورونا؟.

لم تتغيّر طريقة تفكيرنا في أشكال التفاعل مع رمزيّة 13 أوت بالنسبة إلى جميع التونسيات بلا استثناء، ولم نستطع أن نغيّر من نظرتنا للأخريات لأنّ الحدود التي تفرضها الأيديولوجيا، والطبقة، والسنّ، والدين، والعنصر، واللون وغيرها لازالت فاعلة في البنية الذهنيّة. و«لا يهمّنا» أن نعرف ماذا يعني «عيد المرأة» بالنسبة إلى التونسيات السوداوات، والأمازيغيات، والمسيحيات، واليهوديات، وغيرهنّ لأنّنا تعوّدنا على التمركز الذاتي، وتضخيم أنواتنا.

لم تفتح الجمعيات النسويّة والنسائية والمواطنية باب النقاش حول الأوضاع الراهنة الخاصّة بالفتيات والنساء بعيدا عن أجندا التمويل الغربيّ، وما تقتضيه من التزام ببراديغمات محدّدة، ولم تستطع أن تتفادى تحويل العمل النسائي إلى Busness، تستفيد منه باحثات أفدنّ من سياسات المناصرةlobbying على حساب الكفاءة والمشاركة، ولم تراجع هذه الجمعيات سياساتها وعلاقاتها بالأجيال الجديدة بعيدا عن منطق الهيمنة، وما تفرضه من تراتبية ومحاصصة، وتنازع حول السلطة، وعلاقات تسلطية...

لقد أثبتنا إفلاس الأحزاب وعدم استعدادها للحكم ولكن يبدو أنّ مساءلة المجتمع المدنيّ بعد هذه العشرية، وانتقاد عمل الجمعيات النسوية والنسائية، وبيان رفضها القيام بالمراجعات وتعديل البوصلة مهمّة صعبة لا يقدم عليها إلاّ الجسورون/ات. فأنّا لنا أن نغيّر طريقة عملنا المستقبلية لمواجهة التحديات، وأوّلها استشراء كلّ أشكال العنف، ونحن لم نحرّر معارفنا Décoloniser les savoirs ولم نفكّ ارتهاننا بالماضي الاستعماري، ولم نحرّر الحركة النسويّة! Décoloniser les féminismes

وفي انتظار أن نفكّر بطريقة إدماجيّة لا تترك أيّة امرأة خارج دائرة اهتمامنا ،وأن فرض الانتقال من عيد «المرأة التونسية» إلى «عيد التونسيات» أرجو من الجميع التفكير في رمزيّة العيد بالنسبة إلى جميع التونسيات دون تمييز أو فرز، وعلى قاعدة المواطنية.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستخلص «المشيشي» الدروس من التجارب السابقة؟ ما الذي جناه ...
- التجربة التونسيّة في بؤرة التحديق
- الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف
- من ثقافة تبرير الفساد إلى التربية على ثقافة المساءلة والمحاس ...
- الترفّق بالديمقراطية الناشئة
- مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف
- الشباب والحكومة وثنائية: المركز والهامش
- عرس ديمقراطيّ أم تعرية لواقع متأزّم؟
- معركة: الصناديق
- الغنوشيّ ... والاختبار العسير
- سياسات ارتجالية
- لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه
- العنف ضدّ النساء في زمن الكورونا
- حين تتحوّل الكورونا إلى مرآة نرى فيها عيوبنا
- طقوس الموت في زمن الكورونا
- هل نحن على استعداد لمواجهة تداعيات الأزمة؟
- الكورونا بين السياسيّ والدينيّ
- 8 مارس 2020 عندما تُضرب الفتيات والنساء
- السياسة بين «الطهر والنجاسة»
- السياسة والجدل حول اللغة


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - وقفة تأمّل في دلالات «عيد المرأة التونسيّة»