أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل احمد - شبكات التضامن الاجتماعي والقضاء على الميليشيات














المزيد.....

شبكات التضامن الاجتماعي والقضاء على الميليشيات


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6648 - 2020 / 8 / 16 - 23:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان احدى اهم المطالب الجماهيرية الرئيسية في العراق هي القضاء على الميليشيات والأحزاب والتنظيمات السياسية والدينية والطائفية. الميليشيات تعتبر عقبة امام أي تغير سياسي واجتماعي في العراق ويجب إزاحتها ويجب تجفيف مصادر تمويلها ودعمها. الميليشيات هي مصدر نشر الخوف والإرهاب منهاجها القتل والأغتيالات وخطف الناشطيين وتغييبهم في المعتقلات السرية.. هذه المليشيات سلاح الفساد وجنوده للقضاء على التظاهرات والأحتجاجات الجماهيرية. وتنفذ سياسات وأجندات رؤسائها من دول الجوار كأيران والسعودية بشكل مباشر وتركيا وقطر والكويت والأمارات بشكل غير مباشر وبأشراف من القوى العظمى كأمريكا. تلك الميليشيات تمثل اليوم القانون والقضاء في العراق ولها اليد الطولى في كل شيء سواء في السياسة أو الأقتصاد. لا شيء يمر بدون موافقتها وضمان حصتها بدأ من تشكيل الحكومة وأختيار كابينتها مرور بالقرارات السياسية والأقتصادية وأحيانا حتى في التفاصيل الصغيرة..
ان لا أمريكا ولا الغرب ولا دول المنطقة لها مصلحة في القضاء على هذه الميليشيات وانما تجري مصالحهم تحت عباءة هذه المليشيات. كما وأن المؤسسات الدينية من مرجعيات وغيرها مستفيدة من هذه الميليشيات حيث تستخدمها لأغراضها ومصالحها مقابل تقديم الدعم الديني لها.. ولهذا تختلف مصالح الجماهير المحرومة من الطبقات العمالية والكادحة والمعدومين عن مصالح السياسيين والطائفيين ويرون في القضاء على هذه المليشيات مصلحة كبيرة في تقدمهم نحو القضاء على الفقر والبطالة. وتحقيق الأستفرار السياسي وتحقيق الأمان الأجتماعي والأقتصادي والسياسي.. وان مطلب القضاء على الميليشيات هو مطلب الجماهير الرئيسي.. ولهذا القضاء عليها لا يتم من طريق التشكيلات الحكومية أمثال حكومة العبادي وعبد المهدي والكاظمي كون هذه الميليشيات مساهم رئيسي في تشكيل هذه الحكومات، وانما القضاء عليها يتم فقط عن طريق الجماهير المحرومة نفسها وفي أماكن معيشتها أي محلات السكن والمناطق الشعبية والفقيرة والتي هي الأرضية الخصبة لنمو الميليشيات وتكاثرها.. وهذا لا يتم من تلقاء نفسه وانما يأتي عن طريق درجة من التضامن الجماهيري حول هذا المطلب ودرجة من الوعي بين الناس لمواجهتها وان يكون مطلبا جماهيريا وشعبيا ومواجهتها بشكل منتظم وبقوة جماهيرية.
ان احد اهم الطرق الفعالة في مواجهة هذه المليشيات هي وجود التضامن الاجتماعي بين الناس والاعتماد على قوتهم ووحدتهم جميعا. في شبكات التضامن الاجتماعي او الشبكات الاجتماعية المناهضة لوجود المليشيات في كل الأحياء والمناطق السكنية وخاصة في مناطق نفوذ هذه المليشيات، مثل ما يتم في المجال الطبي تلقيح المضاد لأي فايروس خطير باللقاح المقاوم والمواجه بنفس السلاح، يتم مواجهة هذه المليشيات بالمواجهة المعاكسة شعبيا وفضح كل تطاولاتها وأعمالها الإجرامية بحق المواطنين. ان وجود شبكات التضامن الاجتماعي القوية ووجود رد اجتماعي قوي في مواجهة المليشيات بإمكانها ان تقوم بتقليم الأظافر هذه المليشيات وكذلك تجفيف مصادرها المالية عن طريق إزاحتها في أماكن تمويلها أي السيطرات والكمارك الحدودية ومشاريعها الاقتصادية وإقصاء قادتها ورؤسائها من المناصب العليا وفضح جرائمها والمطالب بمحاكمتهم شعبيا وجماهيريا بواسطة شبكات التضامن الاجتماعي..
ان مطلب القضاء على الميليشيات يجب ان يأتي بالتزامن مع الوجود الاجتماعي في التضامن الاجتماعي وشبكاته المتنوعة والواسعة في كل مكان. كل ما تكون هذه الشبكات قوية وواسعة واجتماعية، كلما كان بأمكانها وبسهولة تحقيق مطالبها ومنها القضاء على الميليشيات، لان بالتضامن الاجتماعي ووحدى القوة والأرادة سيكون الكلام والمطالب مسموعة ومؤثرة ليس على أوساط الطبقات الحاكمة فقط وانما داخل الجماهير المحرومة والكادحة أيضا. ان التغير لا يأتي عن طريق تبديل الرؤس او الوجوه، وانما عن طريق التغيير الجماهيري لكل أشكال ومكونات ما يسمى بالعملية السياسية ورأينا أنواع الرؤس والوجوه ولم يخرج من عبائتهم غير الأزمات والأنحدار نحو الاسوا مع عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. ولهذا حان الوقت لتجربتنا المستقلة عن ما يسمى بالعملية السياسية ما بعد الاحتلال، وعلينا ان نطبق قوتنا ومطلبنا في شبكات التضامن الاجتماعي في الأحياء السكنية ومناطق المعيشة والعمل.. ان هذا البرنامج سيكون مؤثرا ان تم القيام به بكل القوة وقد رأينا قوة التظاهرات في ساحات وميادين المدن من تشرين الأول من العام الماضي وحتى يومنا هذا. وقدم مئات التضحيات وآلاف الجرحى ولكنها لاتزال تراوح في مكانها كونها غير مسلحة اجتماعيا كما يجب. كما لم يكم هناك دعم قوي من العوائل ومن مناطق السكن والعمل.. ولم يكن هناك أتحاد حول مطلب معين في أماكن المعيشة وأماكن العمل وكان التشتت بين مجاميع مختلفة هو الصفة الغالبة ولم يكن هناك مطلبا جماهيريا موحدا وشاملا متفق عليه أجتماعيا..
ولهذا وجود شبكات التضامن الاجتماعي توفر الفرصة من أجل توحيد الكلمة والمطلب وتمنح القوة لأنجاز ما يراد تحقيقه وهو القضاء على الميليشيات والفساد والنهب والسرقة والبطالة والفقر وأعادة الأمان.. ان تشكيل هذه الشبكات ليس عملا خارقا وصعبا فهي موجودة أصلا في المناطق والأحياء السكنية من خلال العلاقات الأجتماعية والتكاتف الأجتماعي والذي هو اللبنة الأساسية لتشكيل بأخذ الطابع الرسمي بأسم التضامن الأجتماعي.. أن شبكات التضامن الأجتماعي القوية والمنظمة قادرة على أحداث تغيير جذري في المجتمع ومن جميع النواحي سواء السياسية أو الأقتصادية..



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان فوق صفيح ساخن!
- بمناسبة تأسيس الحزب الشيوعي العمالي.. مقابلة صفحة الحزب الال ...
- كيف نبني شبكاتنا الاجتماعية
- حول تشكيل شبكات التضامن الاجتماعي!
- بديل اجتماعي في مواجهة كورونا !
- افول العالم القديم ومهامنا!
- كيف نحارب فايروس كورونا وفايروس المجاعة؟
- عالم ما بعد فايروس كورونا!
- أي نوع من التنظيم نحتاجه؟
- من أكتوبر ١٩١٧ الى أكتوبر ٢ ...
- موقف الشيوعيين من الهجوم التركي!
- الاحتجاجات في العراق الى أين؟
- الثورة من جديد في مصر!
- ماذا يجري في الخليج؟
- المالكي والخوف من انهزام المؤسسات الدينية..!
- البريكست والديمقراطية !
- الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في النضال الطبقي!
- الاحتياج الى الإرادة اللينينية
- المقابر الجماعية والمشكلة الكوردية!
- حول انتشار الجريدة العمالية!


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل احمد - شبكات التضامن الاجتماعي والقضاء على الميليشيات