أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - السلطة ودورها فى تغيير السلوك البشرى














المزيد.....

السلطة ودورها فى تغيير السلوك البشرى


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 6637 - 2020 / 8 / 5 - 18:34
المحور: المجتمع المدني
    


منذ عدة سنوات كتب الدكتور مصطفى الفقى مقالا بعنوان "بورصة البشر" حيث أوضح أن المناصب قد تغير الإنسان وتصيبه بالغرور حيث يشعر أنه أصبح مركز الكون وأن الملتفين حوله أقزام لا حول لهم ولا قوة. يقول المثل الإنجليزى: إذا أردت أن تعرف حقيقة الإنسان فأعطه سلطة. ومن الواضح أن هذه النظرة للمناصب وما تصاحبها من سلطة باتت شائعة فى العالم العربى. وأقصد بالمنصب هنا أى وظيفة حكومية يتمتع من يشغلها بسلطة على من حوله.

من المعروف أن السلطة لها بريق وتمتلك قوة مغناطيسية تنجذب إليها فئات عديدة من هواة النفاق وأصحاب المصالح. فهذه الفئات تلعب دورا فى تفخيم صاحب السلطة وتبجيله لدرجة أنه يصدق كل الكلمات التى تشير إلى ذكاءه الخارق وحكمته وقدراته غير الطبيعية التى لا يمتلكها أحد سواه. وهذا الإطراء الزائف كفيل بأن يؤدى إلى فقدان نصف العقل بعد أن يتولى المرء منصبه. لا شك أن دوام الحال من المحال كما جاء فى قول الله تعالى فى سورة آل عمران: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾. فالمنصب قد يزول يوما ما حينئذ يكتشف المرء أن المنافقين قد توقفوا عن النفاق والإطراء والتبجيل. وقبل أن يفيق صاحبنا يكتشف أن المبجلين والمنافقين تحولوا إلى نقاد ولا يتوقفون عن كشف سوءاته وحصر العيوب والأخطاء التى ارتكبها أثناء توليه الوظيفة حينئذ يفقد صاحبنا النصف الآخر من عقله.

الجدير بالذكر أن المسئول فى بلادنا معذور لأنه يتعرض لموجات عنيفة من التبجيل وضربات موجعة من النفاق لدرجة انه لا يستطيع أن يقاومها أو يتصدى لها فيترنح يمنة ويسرة حتى تقذفه الأمواج—أمواج النفاق-- جثة هامدة على رمال الشاطئ. ومن المؤكد أن شلة المنافقين أصبحوا خبراء فى سرقة العقول والقلوب. وقد يتساءل أحدهم: إذا نجح النفاق قى تحقيق الهدف أول مرة فما المانع من تكراره لتحقيق هدف أكبر وأسمى؟ أعرف مسئولا جامعيا كان يتطلع لمنصب أعلى فلجأ إلى الوسيلة التى يتقنها حيث علم أن عقيلة مسئول كبير فى العقد الأول من القرن الحالى بصدد القيام بزيارة المدينة وحين تأكد أن طائرة السيدة سوف تحط فى المطار الرئيسى للمدينة قام بتكليف كل عمال المؤسسة التى يديرها لتعليق "يفط" وإعلانات الترحيب على أعمدة وأشجار الطريق المؤدى إلى المطار. ولم تمر فترة طويلة حتى علم المسئول أن السيدة لن تمر من الطريق لأن طائرتها سوف تتوجه إلى موقع آخر بعيد عن المدينة. فماذا فعل المسئول الجامعى إياه؟ أمر بخلع وفك كل إعلانات الترحيب المعلقة على الأشجار والأعمدة ووضعها فى سيارة المؤسسة ثم أنطلق إلى الموقع الجديد حيث تبدأ السيدة زيارتها وكان قد عقد النية على تعليق "يفط" الترحيب على أشجار وأعمدة الموقع الآخر إلا أن مسئولى تلك المدينة رفضوا ذلك فأضطر أن يعود من حيث أتى وهو يجر أذيال الخيبة.

لعل مسئول المؤسسة إياها أخفق فى عزف أوتار النفاق ومن ثم فشل فى الوصول إلى غايته المنشودة. دعنا نتخيل أن مسئولا ما نجح فى عزف أوتار النفاق واستطاع أن يصل إلى أهدافه حينئذ سينسى أو يتناسى الطريقة التى حصل بها على السلطة فيبدأ أيامه الأولى متنكرا لأصدقائه وزملائه. لقد روى لى أحد الأصدقاء والعمداء السابقين عن صديق له كان يعمل وكيلا للكلية فى جامعة جنوبية أخرى حيث كان الوكيل لا يتوقف عن الاتصال به عدة مرات فى الأسبوع لاستشارته فى بعض الأمور وكان فى كل مرة يكرر على مسامعه كلمات المديح والإطراء منها إن العميد مصدر من مصادر فن الإدارة. المهم أن هذا الوكيل بين طرفة عين وانتباهتها أصبح رئيسا لهذه الجامعة الجنوبية. وتشاء الأقدار أن يتواجد العميد فى اجتماع بمكتب رئيس جامعته حين دخل رئيس الجامعة الجنوبية. الغريب أن هذا الرئيس صافح العميد الذى اعتاد أن يمطره بكلمات المديح والإطراء بطريقة غريبة كأنه يراه أول مرة فى حياته. أصيب العميد بالدهشة وأخذ يضرب أخماسا فى أسداس للتغير الذى يحدث للبشر نتيجة تولى منصب قصير الأجل.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات وتجارب جامعية ٤
- ذكريات وتجارب جامعية (2)
- أمريكا فوق صفيح ساخن
- مذكرات وتجارب جامعية (1)
- ليه لابس كمامة؟ سؤال ينم عن الغباء؟
- الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية
- د. عبد الموجود درديرى والإخوان فى أمريكا
- زواج الكرة والسياسة: نهاية مأسوية
- مذبحة باريس: من المستفيد؟
- أسبوع الأندلس
- المرأة الغامضة
- تعديل القوانين الجامعية فى مصر: أزمة من غير لزمة
- صناعة الأزمات فى مصر: الرياضة دليلا
- المصريون يتحدون التهديدات
- دروس من التجربة الأمريكية
- كلنا ممثلون
- الاعلام المصرى وتغطية الأزمة فى أسوان
- قصة النوبيين مع السلام والعنف والمؤامرة
- من يوقف نزيف الدماء فى شوارع أسوان؟
- هل سنحترم الدستور الجديد؟


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - السلطة ودورها فى تغيير السلوك البشرى