الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي-الجزء الرابع
نجم الدين فارس
2020 / 7 / 29 - 17:08
الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي
الجزء الرابع
" الثورة العمالية والمسألة القومية "
الكاتب : نجم الدين فارس
الترجمة : يوسف عمر
الجزء الرابع
" الثورة العمالية والمسألة القومية "
معالجة المسألة القومية ، تلك الورم الذي وضعتها الرأسمالية عائقا أمام نضال العمال من أجل التحمد النهائي ، ويتم إستئصالة بثورة عمالية من خلال الدكتاتورية البروليتارية ، الإشتراكية والشيوعية العلمية . ينتج عن ذلك إنهاء التفاوت الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الطبقي ، والأختيار الصحيح يمكن في بناء الاشتراكية والشيوعية كما يقول كل من ماركس وأنجلس ( لم يكن الدولة من الأزل ) " 23"
تكونت الدولة كإنتاج لظهور الإختلاف الطبقي ، وفي المجتمعات البدائية لم يكن للدولة وجود ، وفيما بعد ونتيجة لبزوغ الطبقات تأسست الدولة من أجل الدفاع عن مصالح مجموعة أقلية تجاه المجتمع بأسرة .
التفاوت الاقتصادي مصدر حافل بالمشاكل والمرارة في المجتمع ، مما جعل عن طريق السيطرة على الاقتصاد والقوى المتحاربة والسياسة ان يقوم مجموعة أقلية بإضطهاد الأغلبية وخلق إختلاف كبير بينهم ، كما عن طريق السياسة والإقتصاد وإستخدامهما تحت عنوان القوى القومية وفكر العضوية الوطنية يخلقون التفاوت بين الجغرافية السياسية على سطح الأرض ، ويقومون بتنمية التشقق بين أطيافها . المصالح الاقتصادية المتفاوتة والجغرافية الأقتصادية تحت عنوان القومية والدفاع عن القوميات بالطرق الملتوية والأكاذيب الملفقة والأحاديث العارية من الصحة يحاولون خلق إنشقاق وصراع القوميات لصالحهم ، وعن طريق ما يسمى بالحفاظ عن جغرافية معينة حيث يقطنها مجموعة من الناس بلغة وملبس وثقافة مختلفة تجاه بقعة جغرافية أخرى ، وبتلك الرؤية يزرعون بذور الحقد في المجتمع ، وكل ذلك من أجل تكوم الرأسمال وتضخم الإقتصاد .
في معظم الأحيان يخلق الرأسمالية التفاوت الاقتصادي عن طريق الاستثمار وأجرة العمل المتفاوت ومنح المكافأت والمعاقبة لبقاء القضية والصراع . كما يخلق السلطة السياسية والاقتصادية التضاد والعداوة بين العمال تحت عنوان القومية والوطنية ، وبغطاء المحافظة على عمال قوميتها يجعل من نفسها لسان حاهم والحامي المخلص والوفي لحقوقهم . لذا تمكن المعالجة في المصدر الإقتصادي ، لأن الوصول الى الاقتصاد المتساوي وحرية العيش معا نقطة هامة لإستدارة معالجة الصراع والقضية القومية .
كذلك ببسط الحقوق المتساوية للقوميات وبثقافة متقدمة وبعيدة عن الثقافة القومية السائدة يتم المعالجة.
عندئذ سيكون هذه الخطوة سببا لكي يكون لهم مكانة متساوية ، ودور بارز في شتى المجالات كالأقتصاد والسياسة والإجتماع ، كما يكون لهم دور فاعل في ساحة النضال ضد عدم العدالة المتبع من قبل البرجوازيين والرأسماليين وتلك القيود والعراقيل بإسم القومية لخلق الفكر الشوفيني بين صفوف العمال ، بداية نشوء الطبقة الرأسمالية والطبقة العاملة يعد بداية اتأسيس الدولة القومية ومعها نشأت الفكر القومي ، ويعود بدايتها الى النصف الثاني من القرن السابع عشر .
بدأت الدولة القومية مع معاهدة ويستفاليا عام (1648) ميلادية وذلك بعد إتنهاء سلسلة من المعارك حيث دامت لثلاثة أعوام بسبب الصراع الدائر بين نمسا الكاثوليكية من جهة وولايات ألمانيا البروتستانتية من جهة أخرى في القارة الأوروبية بصورة عامة ، وعالجت الحرب الدامية عدة قضايا جوهرية حيث كانوا عقبة أفام التغيير في القارة الأوروبية من النواحي الدينية ، السياسية ، والقضية الشخصية ، والمقايظة والعلاقات الدبلوماسية .... (24)
مع أن ذلك العصر نشأن الدولة على المخلفات الفيودالية العفنة ، سوف لن يغيي شيئأ من حياة الكادحين والفقراء ، كما كانت هنالك إضطهاد تمارس من قبل النظام السابق فضلا عن الجوع والفقر ، وكانت إقطاعية ، ولكن لم يكن القضية القومية ذو أهمية لدى الفلاحين ، ومن سمات وصفات الرأسمالية أن يجعل من جمة المشاكل قضية قومية جنبا الى القضايا الإقتصادية . لذا لايستطيع النظام الرأسمالي معالجة الصراعات الداخلية والدولية ، وفي ضجيج السوق العالمي يعالج مسائل الحرية والمساواة والعدالة وجميع المسائل الإنسانية المتواجدة . لأن كل المسائل عبارة عن جزء من الضرورة المحتمة للبقاء في السلطة وبأسباب مختلفة وتحت عناوين مفارقة يخلق التطرف القومي بين العمال ويجعلها طرفا ضمن حياتهم وسعيهم ونضالهم ، لذا المعالجة عند الرأسمالية محددة ولها حدود ولا ينبت منها شيئ للناس . إذا نظرنا لأحاديث وخطابات اليساريون والاسلاميين والأحزاب اليمينية سنرى الازدواجية والنفاق في الحديث عن المسألة القومية وكيفية معالجتها ، والجميع يحسب لنفسه الشأن الكبير وأنه العمدة وعلية معالجة القضية القومية ، ولكن يستخدمون هذه القضية للمتاجرة ويضعونها ضمن إطار ضيق من تفكيرهم وارائهم وبحساب الجماهير والناس عموما بالقلق أزاء تصرفهم .
لأن الذي يفصل العصر الأول إنتباه الحركات القومية حيث يشغل طبقة الفلاحين العدد الأكبر من السكان ومن الصعب أن يكون هذه الطبقة مشجعا للحركة القومية من بين الطبقات الأخرى من الفاطنين من أجل النضال للحرية السياسية بصورة عامة والحقوق القومية على وجه الأخص ، ولكن الذي يفصل العصر الثاني يعود الى عدم وجود الحركات البرجوازية الديموقراطية والجماهيرية ن والرأسمال المتقدم يحاول التقارب والإختلاط الكثر والأكثر من القوميات ن وبعد إتجاه القوميات نحو الحركة التجارية بسبب بزوغ صراع بين الرأسمالية حيث إختلطو على الصعيد العالمي وبين الحركة العمالية العالمية التي لها مرتبة هامة ومتقدمة ، لاشك ليست هنالك أي تاجز لفصل تلك العصر ، بل يربطهم سلسلة من المتغيرات . كما أن هنالك عدة أسباب بفصل الدول :
* التنمية السريعة للوطن
* التكوين القومي للسكان
*توزيع السكان .
لذا لايمكن قطعا البدأ بوضع برنامج قومي للماركسيين ، وفي أي دولة من الدول أن لايؤخذ بنظر الاعتبار الأوضاع العامة والتاريخية وشتى الظروف المتجسمة الكائنة في الدولة . (25)
عندما لم يكن هنالك مسألة قومية ، سيكون الحديث عنها غير مجدي ، وإذا كانت هنالك قضية قومية فإنها تحتاج المعالجة .
تاريخ معايشة القوميات معا وكيفية التصرف والتعامل مع بعضهم البعض ، سيحدد إنفصال القوميات زصولا الى إقرار بناء الدولة ، ومن أجل ذلك وفي المقدمة على الشيوعيون العلميين إتخاذ القرار الصائب حسب الوضع التاريخي وعلاقاتهم ، لأن عبر الفترات المتفاوتة وفي المنطقة التي تتواجد فيها الحزب الشيوعي ويكون تلك المنطقة مكان تنفيذ مهام وحركة الحزب الشيوعي ، سيكون المسألة القومية قضية تاريخية ويصبح عائقا أمام الحركة الطبقية للطبقة العاملة ، وإذا وضعت هدف وإسترتيجية الحركة تحت المسائلة ، ويجب أن يتم إيجاد الطريقة المناسبة ومعالجتها من الجذور ، لكي يكون خطوة ذو إستفادة للحركة والثورة العمالية التي ستكون الرد الأول والناهي .
معالجة القضية القومية في أي دولة يتواجد فيها هذه المسألة ، ولكن في السابق وعند البعض من الحركات اليسارية كانت معتقدهم الواهم والغير علمي بأنها لايجوز للقوميات الإنفصال عن إطار الحكومة العمالية ، وكذلك كانت لدى الأحزاب اليمينية والإسلامية قضية غير أولوية الى الحد الذي يعتبرونها مسألة مخجلة ولايستحقق الحديث عنها .
من اجل كسب المجتمع الكوردي هنا وهنالك يتم الحديث عنها بصورة قصيرة حيث لايدل على أي محتوى ، لأن في النظام الرأسمالي ليس منتظرا أن يرفع الإضطهاد السياسي بصورة خاصة ويتم معالجة القضية القومية بصورة عامة ، لذا معالجة هذه المسألة بحاجة الى القضاء على الطبقية وبناء الاشتراكية . (26)
موقف التضاد من إنصال وإستقلال كوردستان والاعلان عنه سابقا وفي الوقت الراهن من قبل يساريي كوردستان ، لم يكن حتى الطريق الثاني للإختيار ، ولم يكن موقف الأحزاب الأخرى فيما معنى وحاليا ليست بالإختلاف الكثير ، إلا أنهم يظهرون العكس في بياناتهم .
لايؤمنون بالحكم الذاتي ولا الفيدرالية كما لايؤيدون الإنفصال ، أصبحت المسألة القومية العقدة الحاضرة أمام تقدم أهداف واستراتيجية الشيوعيون العلميين ، وكذلك إستخدام محاولات اليسار والمسألة القومية من أجل تقدم مصالح البرجوازيون الصغار ، ومن أجل ذلك يقولون بأن إستقلال كوردستان ليست بالطريق الثاني لكي نقوم بالاختيار . (27)
عدم إدراكهم أو معتقدهم القومي بنت لهم تلك الموقف تجاه المسألة القومية ، لأن قضية الكورد في كل من البلدان الأربعة ( العراق ، إيران ، تركيا ، سوريا ) لها تاريخ طويل ومديد من عدم وجود الحقوق السياسية والاقتصادية وحتى الحقوق الثقافية .
تعرضت جنوب كوردستان لحملات الأنفال والقصف الكيميائي وتهديم القرى والموارد الاقتصادية وكانت الحالة المعيشية وحياة المواطنين على شاكلة المسجون القاطن وراء القضبان ، وفي الشرق والغرب والشمال لم يحدث شيئا من هذا القبيل لكي يكون بمثابة الهوية التعريفية ، كانت ولايزال يعد المواطن الكوردي في البدان المذكورة مواطن في الدرجة الثانية ن ومواقف جميع البلدان اللواتي أنمتسمت عليهم الكورد جعل من المواطن الكوردي بأن يفكر بالإنفصال والاستقلال وإنشاء الدولة القومية كانها الحل الأول والناهي للقضية القومية .
لكن البرجوازية القومية القائم بالإضطهاد دوما يقوم بتغييرشعار الاستقلال الوطني بشعار مطاطي لمخادعة العمال في الحقل السياسي المحلي ويتخذون من هذه الشعارات مدخلا لعقد الإتفاقيات الرجعية مع البرجوازية القومية الحاكمة ، وفي مجال السياسة الخارجية يحاول جاهدا لإجراء واتمام الصفقات وتنفيذها مع أحدى الدول الامبريالية المعادية ، لكي يحصل على هدفها في السلب والنهب . (28)
مع ان هذه سياسة البرجوازيون القوميون والمذهبين العرب في العراق ، إلا في كل من دول ( إيران ، تركيا ، سوريا ) يتم العمل بذات السياسة ، ولكن ممارسة هذه السياسة ليست جزء من الهدف والمطلب السياسي والاقتصادي لعمال القوميات في البلدان المذكورة ، وكل ذلك عبارة عن خداع تمارس من قبل البرجوازيين القوميين والمذهبيين تجاه عمال القوميات ، وكذلك من أجل تنمية رأسمالهم وتقدم هذفهم السياسي والإقتصادي على عاتق عمال قومياتهم وجعلهم عبيدا عن طريقة سياسة متبعة واهدافهم الآنية والبعيدة . ( أي شعب يحعل من شعب أخر عبدا لمبتغياته مبيدة يصنع الأغلال لنفسه ) . (29)
جميع أفعالهم من أجل الصراع وتسابق الرأسمال مع برجوازيوا القومية الخاضعة ، ويتم ذلك على حساب مصالح العمال في بلدانهم ، ولكن في كل الأحيان يقف برجوازيوا القوميات المسيطرة والقوميات الخاضعة ضد العمال في كلتا القوميتين لكي يكون مصير نضال الطبقة العاملة للقوميات وحركتهم الطبقية الفشل والغناء .
كما في الماضي والحاضر فشلهم واضح للعيان ، لذا يجب على الشيوعيين العلميين إتخاذ اللازم تجاه عدم إنسجام العمال وتضادهم ووضعه نصب أعمالهم وأفعالهم .
حسب جميع الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتاريخية للقومية الكوردية في المنطقة ، سيكون أنفصالها وتأسيس دولتها القومية الحل الأمثل بدلا من أن يكون شببا لتشقق متفوت وتضاد بين القوميات ، لأن الاعتراف بحقوق الانفصال يقلل من مخاوف تقسيم الدولة . (30)
عندما لم يكن القضية القومية عائقا للطبقة العاملة ولم ينشغل بالنضال الطبقي والمطالب اليومية والمطلب التاريخي ، يجب أن يكون الانفصال لصالح اتحاد النضال والحركة العمالية .
كذلك يجب الضغط للسير في ها المسار ولم يكن موقفهم إذواجيا وغير مفدي ، ويكون سبل المعالجة بصورة مباشرة ضمن رؤي وتحاليل الشيوعيون العلميين .
حسب المشاورات والتحاليل السابقة لليساريين إن إستقلال أو إنفصال كوردستان لم يكن حتى بالطريق الثاني ، وتلك الرؤية والأعمال والكتابات والمحاولات من أجل تقدم تيار الحركة العمالية الشيوعية ن ليست إلا رؤية علمية ، وأنها نبع رؤية ومصالح البرجوازية الصغيرة ن وهذه النخبة في المجتمع حسب مكانتها وطريقها في النظام الرأسمالي يعود مواقفهم لصالحهم ن ومن أجل تحقيق مرامهم يستخدمون مجاميع أخرى من الناس .
كانت الرؤية الخاطئة والغير علمية للياسر في معظم الاحيان نظيرة للرؤية الرأسمالية والبرجوازية الحاكمة ن وكانوا يقولون لو تواجدت حالة أكثر تططورا من هذه الحالة والطبقة العاملة كانت باستطاعتها تسلم السلطة السياسة وأن يجمع حولها الطبقة الكادحة يشغل الحكومة العمالية محل حكومة البعث والسلطة البرجوازية ، وفي كلتا الحالتين نحن ضذ الانفصال وندافع عن وحدة العراق. ( 31)
ما الفرق بين هذه الآراء والمواقف مع أراء وأفعال النظام الرجعي الرأسمالي العراقي ، الطمع الاقتصادي والتجاري والذرائع المختلفة كانوا وراء عدم إقرار إستقلال القومية الكوردية من قبل الرأسمالية في العراق ن وذلك من أجل المصالح ووضع مساواة القوميات في إطار التفكير الشوفيني الضيق ، والرد عليها بالنار والحديد والإبادة الجماعية ، وفي الوقت الراهن كما كان سابقا يتخذ طرق مختلفة لكي يستطيع الدفع بعجلة مناوراتها السياسية والاقتصادية حسب مصالحها .
إذا لم يكن الحكومة العمالية مساندا للحقوق القومية حتى إذا وصلت للإنفصال ، إذا والذي يفرقها عن الحكومة الرأسمالية ؟ !
في الرؤية التاريخية الاقتصادية للبرنامج الماركسي ( حرية القوميات في تقرير المصير ) ولايجوز أن يكون لها مدلول أخر ، وهذا يعني حرية تقرير المصير السياسي ، إذن دولة مستقلة وغنشاء الدولة القومية ، ولكن الشروط من النظر الماركسي ، أي أنها من نظر الطبقة البروليتارية مساندة لمطلب البرجوازية الديموقراطية حيث يقول ( الدولة القومية فيما بعد نقرر ما نقول ، وفي الوقت اللااهن يتخلص حديثنا على تعريف معنى ومحتوى " حرية تقرير المصير " . (32)
الحكومة والنظام الديموقراطي البرجوازي ليست إلا سلطة طبقة أقلية متسكعة على السلطة بأكملها وعلى هدف الغالبية في المجتمع . لاشك الأسماء المتعددة مثل حكومة الرفاهية البرجوازية ، الليبرالية العصرية ، الكلاسيكية ، الديموقراطية والدكتاتورات ن جميع الاحزاب الكوردستانية الأخرى والشيوعية العمالية والشيوعية السوفيتية السابقة والماويون لايستطيعون تقديم الجواب الوافي لمطلب الأغلبية والذي تمكن في الانفصال وإنشاء الدولة المستقلة في إطار جغرافية سياسية مستقلة محدودة .
نظرتهم تلك ورؤيتهم العالمية المسألة القومية الكوردية ، وعدم تأثرهم ، السذاجة ومحتوى الآراء ، ورد فعلهم ضد الدكتاتورية البروليتارية والاشتراكية لاينبت منهم شيئ .
لايستطيع الدولة والسلطات الرأسمالية ضمان الحقوق المتساوية للقوميات ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها تنفيذ ومنح الحقوق القومية في ( الشيشان ، جنوب السودان ) من قبل دولهم حيث كانوا يتعايشون معا ، دولتا روسيا والسودان منحتا الحقوق القومية ، ولكن عمروهم بمجموعة من القضايا الإجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وهذا إذا كانت من لدن تلك الدول أو من قبل الرأسماليين والبرجوازيين في القوميات ذاتهن .
قضية البوسنيون والصرب يعود الى عام (1800) ميلادية كانت قضية مزمنة وغير منتهية ، وفي بداية التسعينيات من القرن المنصرم دارت الحرب الدموية بمساندة روسية للصرب الأرثدوكس ن وكذلك مساندة وتشجيع البوسنيون المسلمين من قبل أميركا والغرب ، وكانت ضحية هذا الحرب الكاسر العديد من الأرثدوكس والمسلمين ، وكل ذلك مرتبطة بمصالح القوى العظمى .
إذا لو كانت هنالك قضية قومية سيكون للسياسة الخارجية للدول الأخرى تأثيرها في الداخل .
كلا الطرفان الداخلية والقوى الخارجية من أجل مصالحها يقومان بتجهيش نار التضاد وتلهبة ومن تم إخماده ، وجود النضال من أجل الاستقلال الوطني ضد دولة إمبريالية ، يجوز أن يتم إستقلاله في وضع محدد من قبل دولة إمبريالية كبرى لغاياتها الإمبريالية . (33)
قصية الدولة السورية وسكانها والقوى الاقتصادية والعسكرية الكبرى في العالم كما في الدول التي أشرنا اليهم من أجل مصالحهم والصراع على بسط النفوذ فب المنطقة والسيطرة على مسار تصدير والغاز الطبيعي الى أوروبا ومعظم بلدان العالم تمت ويتم تصفية الحسابات والثمن أرواح الآلاف من مواطني الشعب السوري ونزوح عدة ملايين من أماكنهم . إنها سذاجة إذا ماكنا نظن بأن الرأسمالية والبرجوازية يعالجان القضية القومية ، ولكن إذا حاولوا في منطقة من بقاع الأرض لنيل جزء من المطالب القومية أو محنها لايجوز أن نمحي تلك المحاولة .
نعلم بأن البرجوازية والرأسمالية لا يقومان بمعالجة القضايا بصورة تامة ، ولكن لإطالة عمر السلطة هنا وهناك يقومان بإصلاح طفيف ، وذلك حسب الزمن وشدة ورخاوة القضايا من قبل القاطنين .
لذا يجب أن يكون للشيوعيين العلميين برنامج وإستراتيجية طويلة الأمد ، ويجب أن يكون يأخذ منطقة عملها بعين الإعتبار ، ويأخذ خطوة لحركة إستقلال الطبقات .
يوجد في منطقتنا أطياف من القوميات والأديان المختلفة ، ليس خفيا بأن لكل طبقة بحد مشكلة وقضية سياسية ، إجتماعية وإقتصادية .
يجب على الاحزاب والحركات الاجتماعية السياسية أن يكون صياغتهم للهدف والتكتيك حسب الوضع وظروف العمل والنشاطات ، وان يدور البرنامج الديموقراطي مني فلك المطالب الديموقراطية للعمال والمجتمع ويحمل في طياتها برنامج للمعالجة . لأن الدولة شكل خاص من تنظيم قوي ، تنظيم متن وحاد لإضطهاد طبقة من الطبقات ، أي طبقة يفرض أن يقوم البروليتاريا بإضطهادها ؟
لاشك يجب أن يضطهد الطبقات المسنمرة القائمة بالإضطهاد ، إذن البرجوازية المأجورة ليست بحاجة للدولة إلا في الحالة التي يقوم بإضطهاد المقاومة القائمة ضد المستثمرين ولايستطيع قيادة تلك الإضطهاد ، وفضلا عن ذلك سيبقى حتى النهاية الطبقة الثورية الوحيدة ، وذلك الطبقة التي سينفذ هذه العملية في حياتها هي الطبقة البوليتارية ، ويعد الطبقة الوحيدة التي تمتاز بتوحيد جميع العاملين بالأجر والمضطهدين في صف واحد للنضال من أجل الوقوف بوجه البرجوازية وإسقاطها ومخحوها بشكل تام ، (34)
والمعالجة التامة تكمن في برنامج ودستور البروليتاريا الثورية ، لأن في زمن الرأسمالية لايوجد طبقة ثورية أخرى سوى الطبقة البروليتارية ، كما في سياق التاريخ كانت الطبقة الثورية تكمن في طبقة العبيد والفلاحين وأصحاب الأراضي الزراعية ، وأصبحوا الطبقة الثورية ضد الإقطاعية البرجوازية والرأسمالية ، وبدلوا العصر القديم بالعصر الحديث ، ولهذا الزمن حيث الرأسمالية يهيمن على شتى الامور لايوجد طبقة أو نخبة يقوم بهذا الدور سوى الطبقة البروليتارية .
( بلا ثورة عنيفة وعدم الشدة لن يكون بالإستطاع أن يحل الدولة البروليتارية محل الدولة البرجوازية ، ومن أجل القضاء على الدولة البروليتارية أو أي شاكلة أخرى لايوجد طريقة لفعل ذلك سوى حلها أي تفكيك الدولة ) . (35)
عند ذلك ينتهي الخداع والغش بشكل تام ، وبهبه الطريقة يتم تنفيذ المهمة التي أسدنه التاريخ لها حيث أصبحت ضرورة تاريخي وحتمية ، وتلك المهمة تكمن في معالجة المسألة القومية التي باتت من إحدى مهام وتكنيك تلك الطبقة ، لأن موقف الثورة الاشتراكية البروليتارية تجاه الدولة ليست إهتمام سياسي فقط ، بل في الوقت ذاته يعد من إحدى المواضيع الضرورية اليومية ، ألا وهي يجب على الجماهير في المستقبل القريب توضيح وتحديد التحرر من إستبداد الرأسمالية . (36) .
عندما يؤخذ عمل تكتيكي بعين الاعتبار فانه من أجل خدمة الإستراتيجية الطبقية ، لذا يجب على القوميتان العربية والكوردية والأقليات القومية الأخرى في الوقت الراهن أن يفكروا جليا كي لايتم إستخدامهم من قبل البرجوازية والرأسمالية لأجل المصالح السياسية ومن ثم يجعلونهم ندا لبعضهم البعض .
معالجة المسألة القومية جزء من جواب النظام الرأسمالي حيث يحاول دوما عن طريق خلق العداء القومي والفكر العنيف ان يكون الطبقة العاملة خصوما فيما بينهم ، ويريدون تغيير المسألة الآتية وقضية العمال والبروليتاريا مع الرأسمالية بالصراع والقضية القومية . عندما التاريخ قالت قوله حول الصراع بين القوميات بأن الحل والمعالجة الحتمية تكمن في الإنفصال ، فإن على القوميتان العربية والكوردية الرضوخ لذلك الحل ويحاولا فيما بعد أن يتحدا ضمن قوة واحدة ضد الرأسمالية ويبذ لاكل ما بوسعهما من اجل القضاء على الرأسمالية ، وذلك عن طريق التضامن ومساندة الطبقة العاملة ضمن القوميات المختلفة ، وسيمنحهم هذه الخطوة القوة الكافية للقضاء على التفاوت القومي والطبقي والجنسي والديني .
لم يكن للدولة وجودا من الأزل ، عندما تكونت المجتمعات لم يكونوا بحاجة لوجود الدولة ، وكذلك لم يكن لهم أية أيديولوجية حول الدولة وسلطتها ، وعندما للضرورة توزع المجتمع الى طبقات كانت لها صلة بمرتبة محددة للتنمية الاقتصادية ، وحسب ذلك التوزيع أصبحت وجود الدولة ضرورة هامة .
نحن قريبتين من مرتبة وأعداد الخطوات السريعة للإنتاج ، وكذلك ضرورة وجود تلك الطبقات لم يكن كافيا ، بل اصبحوا حاجزا مباشرا امام الانتاج وللحاجة والضرورة سيتم فناء لطبقات كما تكونت في السابق للضرورة ومع فناء وتفكيك الطبقات ، سيتم فناء الدولة للضرورة .
سينظم المجتمع إنتاجا حديثا ، وسيكون التنظيم الحديث على أساس الحرية والمساواة وإتحاد المنتجين ، وسيرسل جميع أداة الدولة كما هي وبأكملها للمتاصف العادية جنبا الى النسيج البدائي والمنجل البرونزي . (37) .
" المصادر"
23- ماركس ، أنجلس ، مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث ، أصل العائلة الملكية الخاصة والدولة ، دار التقدم ، موسكو, ص 412 .
24- الدكتور محمد السيد سليم " تطور السياسة الدولية في القرنتين التاسع عشر والعشرين ، دار الفجر الجيد للنشر والتوزيع ، جمهورية مصر العربية ، الطبعة الثانية, 2004م ، ص 39 .
25- لينين ، مسائل السياسة والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 75-76 .
26- المصدر السابق ، ( خلاصة المناقشة حول حق الأمم في تقرير مصيرها ), ص 197 .
27- منصور حكمت ، في الدفاع عن مطلب إستقلال كوردستان ، مجلة " نحو التقدم " العدد " 21" في 27 أب 1995 ص 5 .
28- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 176.
29- ماركس ، أنجلس ، بصدد الثورة الإشتراكية ، مجموعة من المقالات (من مقال "بلاغ سري" كتب نحو 28 أذار- مارس 1870 ) ترجمة الياس شاهين ، دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي, 1983م ، ص 153 .
30- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 107.
31- أسو كمال ، مكان إنفصال كوردستان في النضال الطبقي في العراق ، ص 10 .
32- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو 1969م ، ص 73-74 .
33- المصدر نفسه, ص 176 .
34- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص 30 .
35- المصدر نفسه ، ص27
36- المصدر نفسه ، ص5
37- ماركس ، أنجلس ن مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث) ، أصل العائلة الملكية الخاصة والدولة ، دار التقدم ، موسكو ، ص 412 .