أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بكر محي طه - ما الذي يُميزُ النقد البناء عن التنمر؟














المزيد.....

ما الذي يُميزُ النقد البناء عن التنمر؟


بكر محي طه
مدون حر

(Bakr Muhi Taha)


الحوار المتمدن-العدد: 6622 - 2020 / 7 / 18 - 10:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن التعبير هو أحد أوجه البوح بالآراء، والتي يستخدمها البشر للتواصل فيما بينهم، وقد يتخذ التعبير البشري عدة أشكال، فقد يكون بشكلٍ كتابي أو رسم أو عرضٍ فني أو حتى كتابٍ يحتوي على عُصارة نتائجٍ وأبحاث، فكلها تؤدي الغرض نفسه، "التعبير".
والتعبير عن الرآي كونهُ فعل لابد من ردةُ فعلٍ تواجههُ، بغض النظر عن سلبيتها أو إيجابيتها، حيث إن الأمر سيعتمد على مدى تقبل الشخص (المُتلقي) لهذا الرآي أو ذاك، فالبيئة والثقافة والتنشئة الإجتماعية، سيكون لها دورٌ فعال في تقبل أو عدم تقبل الآراء المطروحة، وفي كلتا الحالتين سيكون هناك رد فعلٍ يتناسبُ طردياً مع الموقف النفسي للشخص، سلباً أو إيجاباً على حدٍ سواء.
فبفضل التطور التكنلوجي، أصبح بإمكان الإنسان أن يعطي رأيهُ بكل ما يدور من حوله من أحداث ومواضيع حياتية مختلفة، من خلال الإنترنت وبمساعدة مواقع التواصل الإجتماعي، الأمر الذي بات يؤثر في الرأي العام من خلال الآراء أو المواضيع المنشورة، فبعضها يكون إيجابي، يهدف الى خلق نوعٍ من التغيير ويدعو الى الإنسانية البحتة، مثلاً (فيديو لشخصٍ يعتني بقطة تعرضت لحادث دهسٍ بالسيارة)، حيث ستكون غالبية الآراء والإنتقادات "بناءة"، تدعو الى أهمية الحياة وإحترام الحيواة الأخرى، كونها جزء لا يتجزأ من هرم الحياة.
أو قد تكون الآراء سلبية، أي إنتقادٍ غير بناء، والغرض منه الإنتقاص من الشخص أو القضية المطروحة وللفكاهة فقط!، مثلاً مانشاهدهُ عادةً من مقتطفات الدراما أو السينما العربية، الكاركترات (الشخصيات) الثانوية التي غالباً ما تتميز بعيب خُلقي كــ(شكل الوجه أو المظهر أو الصوت أو لون البشرة)، والتي يُسوق لها كأداة للفكاهة -وجودهم للضحك فقط وليس كأنهم كسائر البشر-، فما هو إلا "تنمر Bullying" وبأبهى صورهِ، فقد إنعكس هذا الآمر سلباً وبشكلٍ ملحوظ في المجتمع، بسبب التأكيد عليهِ ولسنواتٍ طويلة، وكأنهُ جزءٍ من العادات والتقاليد الموروثة.
والتنمر Bullying، ماهو إلا شكلاً من إشكال إبداء الرأي، ولكن بشكلٍ متطرف وقطعي، غير قابلٍ للنقاش تجاه الناس أو إتجاه القضايا الحياتية الآخرى، والقصد منه بالدرجةِ الأساس "الإنتقاص"، ولايهدف الى خلق أي نوعٍ من التغيير أو الإجابية، وإنما له أثارٍ سلبية وتبعاتٍ نفسية حادة تجاه الأشخاص الذين يتعرضون له، ليزرع بداخلهم شعور الألم الداخلي النفسي، والذي قد يأخذ سنواتٍ للتخلص منه ومن أثاره، أو قد يتطور الأمر ليصل بهم الى مرحلة الإنتحار والتي تمثل الحل الأخير لوقف الألم، والجدير بالذكر فأن أغلب حالات الإنتحار هي ليست لإنهاء الحياة بقدر ما هي وسيلة لإيقاف الألم النفسي الداخلي.
ولو تمعنا قليلاً بالمتنمرين، لوجدنا بأن هناك قواسمٌ مشتركة فيما بينهم، فمثلاً المتنمر على الناس بسبب عضلاته يعرف جيداً بأنه يفتقر الى رجاحة العقل، والمتنمر على شكل الناس يعرف جيداً بأنه يفتقر لثقتهِ بنفسه، لذلك فأن التنمر لا يأتي من العدم، وإنما هو حالة لتعويض نقصٍ معين لدى الإنسان، لايود الإعتراف به ومعالجته، وبالتالي إيجاد نقاط التعويض لدى المقابل، من خلال الإنتقاص منه لخلق حالة من الرضى الداخلي المؤقت لدى المتنمر، كونه يعلم جيداً بأن النقص الموجود بداخله لم ولن يتم وأده بشكلٍ دائم إلا اذا إستمر بالتنمر على الناس.
وبناءً عليه فأن النقد البناء ينطوي على التغيير المتعمق الإيجابي للحياة، أما التنمر Bullying فهو يتحدد بالإنتقاص والتشهير بالعيوب الخلقية والشكلية، والأهم هو السطحية في التعامل مع الأمور من منطلق الفكاهة لاغير.
ولاتكاد منطقة حول العالم تخلوا من التنمر، إلا إن القوانين والأنظمة المختلفة تحاول قدر الإمكان الحد منه ومحاسبة مفتعليه، إلا أنه ينشط وينمو في المجتمع الشرق أوسطي بشكلٍ مخيف بسبب غياب الرادع والقوانين المناسبة للتصدي له.
وللتنمر عدة أشكال، أهمها:
1- تنمر العمل/ والذي يواجههُ الإنسان بسبب إفكاره الأبداعية التي لايستطيع البعض تقبل فكرة غيري أفضل مني إنتاجيةً بالعمل.
2- تنمر الدراسة أو الشهادة/ والذي يواجههُ الإنسان بسبب تفوقه منقطع النظير بالدراسة أو لحصوله على شهادة أعلى.
3- تنمر الطفولة/ والذي يعتبر من أصعب المراحل التي يواجهها الانسان كونها ستبقى محفورة بذاكرته.
4- التنمر الأُسري/ ويتمثل بفرض الآراء بالقوة على أفراد العائلة الواحدة، وخير مثال على ذلك مصادرة الأُسرة لراتب الإبنة أو الإبن، أو راتب الزوجة.
4- تنمر الأقارب/ ويتمثل بين العوائل التي تنحدر من أُسرٍ كبيرة، تجاه بعضهم البعض بسبب العوامل المادية والتي هي تأخذ الأولوية، وكذلك المكانة الإجتماعية والنفوذ.
5- تنمر الولادة/ والذي يعتبر من أشد أنواع التنمر قهراً، حيث يتمثل ضد النساء اللواتي لا ينجبن الأطفال، أو ينجبن البنات فقط لا الأولاد، ويتجلى هذا النوع من التنمر بأبهى صوره في المجتمع الشرقي.
6- تنمر الجنس أو لون البشرة أو العلامة الفارقة!/ والذي يتمثل بالإنتقاص من البشر طبقاً لجنسهم (ذكر أو أُنثى)، أو لون بشرتهم (أبيض- أسود)، أو بسبب عاهة أو إعاقة جسدية مرئية أو غير مرئية، بغض النظر عن ما إذا كانت بالولادة أو بسبب حادث، فجميعها تندرج تحت بند التنمر"Bullying".



#بكر_محي_طه (هاشتاغ)       Bakr_Muhi_Taha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صار لباس المرأة يُمثل سبباً للتحرش!
- المثلية الجنسية من زاويةٍ أُخرى
- ما الذي يجعلُ السلبية الفكرية تُخيم على عُقول الناسِ!
- آثار التباينُ الفكري والثقافي الذي طرأ على المُجتمع العراقي ...
- جدليةُ الفلم ال (documentary) القصير، هل هو وثائقي أم تسجيلي ...
- جائحةُ كُورونا وتداعياتها على الأُسرةِ حول العالم!
- الدور الفعال للنقابات والإتحادات في مواجهة أزمة كورونا!
- كورونا أعاد الإنسان إلى وضعهِ الطبيعي في هرم الحياة!
- عالم المُوضة مُتجرد الإحساس كونهُ حولَ تسمية المرأة المُكتنز ...
- أهميةُ الفن في حياة الإنسان
- المرأة ودورها البناء في المجتمع المتحضر
- قلة العلاقات الاجتماعية لاتعني بالضرورة بأن الإنسان معقد!
- الخبرةُ البشرية... مابين الواقع والتطبيق
- بينما كورنا يتفشى بالصين... واو يتفشى بالشرق الأوسط


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بكر محي طه - ما الذي يُميزُ النقد البناء عن التنمر؟