ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 19:42
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة: لا شيء أعجَبني
أخذت ما يكفي من قيلولتي ثم طفت في شرود على غرف البيت واحدة بعد الأخرى، توقفت قليلا أمام المكتبة، أغرتني عناوين بعض الكتب، فتحتها دون أن يغريني فيها شيء أو أقرأ منه سطرًا، أخذت هاتفي لأطرد عني بعضًا من الملل والاكتئاب تسرّبا فجأة إلى نفسي، داعبته في دلال ثم رميته في يأس. فتحت حاسوبي المحمول، كتبت جملا استعصت عليّ معانيها ولم أكملها، فما كان مني إلا أن حذفتها، أبحرت في عالم الانترنيت، شاهدت ما يكفي من قنوات اليوتيوب الواضحة وحتى الفاضحة منها والمريبة، تجسّست على كثير من صفحات الفاسبوك وجَمْجَمْتُ إلى درجة الثمالة، تصفّحت الصور والعناوين المثيرة أو المحتالة والمُهيّجة للقراءة حتى أصابني الغثيان، لكن مع ذلك لا شيء أعجبني.
تلصصت على المقهى المقابل للبيت من البلكونة، كان يشكو وحدته دون جدوى لأشخاص يمرّون من أمامه تباعا كالطرشان، عزّ علي أن أراه فارغا من روّاده إلا من طاولات وكراسي بيضاء متباعدة فرضتها ظروف جائحة كورونا Covid 19، ولأني وطني جدًّا يحب المساهمة في اقتصاد البلد، سارعت إلى المشجب في البيت، ارتديت كمّامتي البيضاء على عجل وسترت عَـورتي بما تقتضي أجواء الصيف، ثم غادرت البيت مهرولا في اتجاه المقهى.
اخترت لي في غفلة الزّحام مكانا استراتيجيا، جلست إلى أقرب طاولة على الرصيف، ثم طلبت فنجان قهوة "نورمال طوبة ونصّ"، وبدأت أمارس ما يسمح به الشرع من نظر، في انتظار أن يلتحق باقي لصوص النظرات ومحبي ضجيج "الليغا" اليومي في المساء.
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟