|
أيوة أنا بطلة بورنو وبطلة حياتي بس أنتم الكومبارس
روزا سيناترا
الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 20:49
المحور:
الادب والفن
قبل عشر سنوات كنتُ ماضيةً في طريقي مثل أي فتاةٍ جامعيةٍ أخرى بدأت دراستها مبكراً وبين الدراسة والطموحات الكثيرة كان الشّعر غرامي الأول. من نزار قبّاني تعلمتُ الشفافية والحب الصادق ومن إحسان عبد القدوس تعلمتُ الصراحة ومن نوال السعداوي تعلمتُ الشجاعة والرجولة الحقيقية. على فكرة الرجولة والنبل والشجاعة ليست صفات ذكرية هي صفاتٌ تنطبق على كل إنسان صادق ذكراً كان ام امرأة فقد قابلتُ نساءً في حياتي قمة في الأنوثة والرجولة ولكن وحدها نبرة الصوت وحدّته مختلفة، الرجولة لا تتعلق بالشوارب ولا بالعضو الذكري ولا أعتبرها مجاملةً أو غزلاً عندما يقال لإمرأة بأنها جدعة وبألف رجل لأن خديجة زوجة النبي كانت جدعة أيضاً ولم تحتاج لأن يشبّهها أحد بالرجال، والنساء في تاريخ العرب هم أكثر النساء رقياً وحضارة وشجاعة من شاعرات وكاتبات وتاجرات أيضاً وهذا لا ينفي أبداً أهمية وجود شريك حقيقي لكل امرأة في هذه الحياة، أنني أحاول تصحيح تابوهات كاذبة بنظري هذا لا يعني انني أعادي الرجال فعندما ننشأ مجتمعاً واعياً يعي أهمية الإحترام المتبادل بين الطرفين والتربية الحضارية للطرفين والحب الحقيقي الصادق فيما بينهما بدون أحكام مسبقة أو تعهير أو تكفير أو قتل سننشأ شعوباً حقيقية تحب الحياة وتبني المستقبل. كليوباترا حكمت مصر بأنوثتها وذكائها معاً وبلقيس كانت في سبأ أجمل الملكات ونحن للأسف مازلنا ننظر الى المرأة على أنها جسد وصدر ومؤخرة كأنها بطة أو فرخة وجب تقطيعها فوق السرير حتى بدون شوكةٍ أو سكين. عندما بدأتُ كتابة مقالاتي في حركة مصر المدنية وصوت العروبة والعربي الجديد وكنتُ أقدّم برنامجي الإذاعي الأول حاربتني كل الجهات التي أعرفها والتي لم أعرف أن لها وجوداً على هذا الكوكب فهنالك ورودٌ على هيئة بشر كما هنالك وحوشٌ وشياطين تنهش في اللحم والعظم على هيئة بشرٍ أيضاً. في برنامجي لم أقدّم إعلاناً لحروب بل أردتُ نشر السلام والمحبة لأن نزيف الأوطان المكسّرة من الداخل أوجعتني أكثر بكثيرٍ من احتلال الأجنبي وتدميره لإقتصاد البلدان ومحاولة دفن آثارها وحضاراتها علناً عبر كل وسائل الإعلام وبكل وقاحة والكل يقفُ متفرجاً يهمّه البكيني أبو خيط وفستان الفنانة العلانية ومؤخرة الفنانة الأخرى. أردتُ لبلادي حياةً أفضل ولنساء بلادي مستقبلاً أجمل وفي كل مرةٍ كنتُ أسمع فيها عن قتل امرأة بإسم الشرف المزعوم والعنتريات الفارغة كنتُ أفكر كيف لشعوبٍ تتغنى بالحب وتطربُ لأغاني أم كلثوم وتبايع الرقي في يد، تسلّمُ على الموت باليد الأخرى ؟ أردتُ فقط أن أنيرَ نجمةً في عالمٍ يكاد يكون مظلماً وظالماً في نفس الوقت ورحنا نبث البرنامج في مساء كل يوم أحد، تحدثنا من خلاله عن أهمية الإستقلالية المالية والجسدية للمرأة، وضرورة وجود الحب بين الشريكين وكنتُ في الوقت ذاته أنشرُ مقالاتي الأسبوعية التي تحوي كثيراً من الأسئلة عن بداية خلق العالم ،الفيزياء ،الفلك ونظريات الخلق والتطور وتجاوزات الإسلام السياسي الذي يتغنى بالخنق والكبت لحريات الأفراد وخاصةً المرأة والعمليات الإرهابية التي يسمونها مقدسة، هذه الوسائل التي لا تمثل الإنسان الحقيقي ولا إنسانيته وكل صاحب فكر وعقل ومنطق يعرف جيداً أنها الحقيقة لكنه لا يجاهر بهذا خوفاً من ردود الفعل أو المقاطعة الجماعية . لقد دفعتُ ثمناً أقسى بكثير مما توقعت نسبةً لامرأة تكتب وتقدم برنامجاً مسالماً تلته بعد ذلك عدة برامج من ضمنها برنامجي الإذاعي الثاني الذي أنتجته وقمتُ بتمويله لوحدي والذي يتحدث عن وحدة الشعوب العربية وأملنا في تقدمنا نحو عالمٍ ثقافي وإقتصادي وإجتماعي جديد يحظى فيه الفرد بكامل الحقوق ذكراً كان أم امرأة عن طريق قصص القياديين والشعراء والشخصيات التي أحدثت أثراً ملموساً في تاريخ حضارتنا العربية ومن ضمنه أيضاً برنامجي المصور حالياً عبر اليوتيوب "أل روزا توكس" والذي يهدفُ الى بث روح الأمل والفكر والتقدم على مستوى العلاقات أو النجاح وريادة الأعمال لأنني أريد لأبناء شعبي حياةً أجمل وعندما أقول شعبي أقصد كل الشعوب العربية لأنني أعتزُّ بعروبتي ولغتي ويؤلمني كل هذا الذي يحدث.. كنتُ أستطيع أن أكون لامبالية وأعيش حياتي عادي كأي امرأة ناجحة حققت لذاتها الحياة التي تحلم بها من نجاح في البزنس أو الحياة الخاصة لكن واجبي الإعلامي والأدبي وإحساسي بالمسؤؤلية كان أعمق بكثيرٍ من شعور التجاهل العام الذي تعيشه الأغلبية. عندما حاربتني الفئات الظلامية المتطرفة وحاولت قتلي كان عليّ أن أختار بين حياتي في أحضان عائلتي الكريمة مهددة أو تحت رحمة رصاصة مؤجلة أو ترك كل هذا والهجرة. لم يكن سهلاً عليّ استنجادي بالشرطة وخسارة عائلتي وبيتي وبلدي ولا خسارتي للمال ولكل ما أملك فيما بعد ولا خسارتي لكل أصدقائي أو أغلبية الذين ظننتهم أصدقاء وكانوا للأسف مجرد سكاكين غدر وخيانة ولم يكن سهلاً عليّ أبداً الإختيار بين البدء من تحت الصفر أو مجاراة السائد والأغلبية وتغيير توجهات برامجي أو مقالاتي وكتاباتي ولكن شمس الحق والحقيقة كانت أقوى عندي من أي ظلام . طوال السنوات الماضية حاربتُ المطاردات ومحاولات قتلي عن طريق قاتل مأجور ومحقق خاص وأكبر حرب عشتها كانت تلك الحرب النفسية والخوف الذي جعلني أتنقل من بلدٍ إلى بلد ثم بعدها اضطررتُ لمحاربة آثار الجروح الكثيرة والكدمات التي تركها ذكر مختل نفسياً كنتُ على علاقة معه حاول ذبحي والتخلص مني ورميي من شرفة الطابق الثالث لمجرد أنه ذكر متخلف ويعاني أزمة ثقة وشكوك ساقطة وعمياء بينه وبين نفسه حيث عمت الغيرة المرضية قلبه . لم أتوقف عن الكتابة بل كتبتُ كثيراً لكنني توقفتُ عن النشر ورحتُ أبني لنفسي مملكة نجاحي في مكانٍ آخر بعيداً عن كل هذا يوماً بعد يوماً وليلة وراء ليلة بكل صعوبةٍ ووجع وأؤجل عودتي للإعلام والكتابة الى أن أؤسس شركتي الخاصة وأنهي تعليمي وأبني استقلاليتي المالية دون أن أضطر للرضوخ لسياسات التمويل الخارجية التي تحدد الخطوط الحمراء لكل القنوات أو الإذاعات العربية. أنا شخصياً ما زلتُ مؤمنةً بالإعلام الصادق الحر، ربما أكون حالمة ولكنني أفضل أن أكون كذلك على أن أصدّق أن كل إعلامنا مقيّد . في خلال العشر سنوات الماضية درستُ الإعلام وتطوير المهارات البشرية والتسويق ثم نجحتُ وتدرجتُ في المناصب من موظفة عادية في شركةٍ تجارية إلى مديرةٍ عامة لشركةٍ تسويقيةٍ أخرى تعمل في مجال الإعلانات وبعد أن وصلتُ إلى ما وصلت إليه فضلتُ ترك كل الإمتيازات والأجر المرتفع الذي يعتبر من أعلى الأجور في الشرق الأوسط وقدمتُ استقالتي وبدأتُ بناء تأسيس شركتي الخاصة. لم أمت تماماً ولم أعش تماماً وكرّست كل وقتي وطاقتي لتدريب الآخرين وتقديم استشاراتي لكل من بحث عن حل لمشكلته النفسية أو الإقتصادية فمشوار العشر سنوات هذه علّمتني تماماً كيف أجد حلولاً لكل شيء من ضمنها المشاكل النفسية والجسدية والإقتصادية . أما بالنسبة لكل الإتهامات أو الإشاعات التي يطلقها البعض حولي لمجرد أنني أسعى لتقديم أفضل خبراتي لكل من يحتاجني إن كان عن طريق برنامجي " أ ل روزا توكس "أو كتابي الجديد "إعترافات امرأة عارية" أو الإستشارات الهاتفية فهي لا تعنيني لا من قريب ولا من بعيد. أيوة أنا بطلة بورنو حياتي بس حياتي مش بورنو يا سادة حياتي تمثل حياة كل إنسانة صاحبة رسالة وفكر نحو عالمٍ أجمل ،حياة فيها كل شيء جسدياً ونفسياً وإقتصادياً، هذا أنني أتحدث عبر برنامجي عن العلاقات الحميمية لا يؤهلني لأكون بطلة فانتازياتكم الشخصية ولا حتى بطلة فيديو إباحي لأنني أؤمن بقدسية الحب أكثر من قدسية الجسد وهذا لا يتنافى عندي طبعاً بحق كل إنسان بأن يعيش حراً بالطريقة التي تناسبه والحرية الفكرية مثلها مثل الحرية الجنسية والحرية المادية لأن الحقوق لا تتجزأ وكل إنسان حرٌ بآرائه وحياته وجسده وهذا لا يعطيه حق سلب حقوق الآخرين تحت مسميات القداسة والمعتقدات لأن أي معتقد خاضع للنقد وكل شيء نسبي في هذه الحياة فما قد تراه مناسباً لك ليس بالضرورة مناسباً لغيرك وهذا الكوكب جميلٌ وواسع ويتسع لنا جميعاً فعلى ماذا نتقاتل؟ خلافنا على قطعةٍ من السّماء أفقدنا الحياة بسلامٍ فوق هذه الأرض وكورونا هي درسٌ لنا جميعاً بتقديم المحبة للآخرين دون شروط وعلى العكس فهذا أكثر وقت مناسب لندعم بعضنا جميعاً كعرب بشكل عام وكنساء خاصة ونرفع من معنويات بعضنا وندعم مشاريع بعضنا فنجاح أخيك ليس فشلاً لك بل هو بصيص أملٍ جديد نحو مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا جميعاً والشعوب الأخرى ليست أفضل منا بل اعتمدت بالأساس على أرشيفنا وتاريخنا وحضارتنا وعلمائنا لكن الفرق بيننا وبينهم أنهم يتعاونون وينجحون بنشر دعايتهم التسويقية لرشوة شعوبهم عبر نشرات الأخبار التي تعجّ بالأخبار المزيفة و"الفيك نيوز" لا أكثر ولا أقل. إذا كانت هذه الحياة مجرد فيلم أو مرحلة أو رحلة فلماذا لا نكون أبطالاً بدل أن نرضى بأدوار الكومبارس ؟ أنت تقدر تكون بطل حياتك وتنجح، لا تستمع إلى المحبطين، كل الذين غيّروا التاريخ وتركوا أثراً ما دفعوا أثمانا باهظة ولكن التاريخ يتذكر هؤلاء ويدوس على كل الذين كانوا مجرد غبارٍ في مهبّ الريح . " في البداية سيتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر".
#روزا_سيناترا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإعلام العربي كلب أثر محشش-
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|