ملهم جديد
الحوار المتمدن-العدد: 6583 - 2020 / 6 / 4 - 11:08
المحور:
الادب والفن
رجل حر ، لكن !
عندما لم يبق من شَعْرِ رأسه ما يستأهل المبلغ الزهيد الذي يدفعه للحلاق كل شهر ، و بعد أن أصبح محيط خصر زوجته أعرض من أن يستطيع إحاطته بذراعيه ، انتبه ، إلى أن آخر قرار اتخذه بملء إرادته كان قرار الزواج ، بعدها ، و بمرارة أخذت بالتصاعد كلما أوغل في التذكر ، أقرّٓ لنفسه بأن كل "قراراته" خلال الزواج لم تكن سوى قيام بالواجب حينا ، أو تفاديا لغضب زوجته في أحيان أخرى . و حسب تجربته الشخصية مع الأفكار الكئيبة التي تعلم مواجهتها بالتجاهل ، كان يمكن لهذا الأمر أن ينتهي إلى النسيان ، لولا أن هذه الفكرة كانت أكثر عنادا من غيرها ، بحيث ما إن يرميها خلف ظهره حتى تعاود الظهور مرة أخرى ، ثم ما لبثت أن تحولت إلى وسواس دائم ، فعقد العزم على اتخاذ قرار حر آخر " و لتذهب العبودية إلى الجحيم " .
الآن و بعد سنوات طويلة على الطلاق ، يجلس في غرفته وحيدا ، مرتديا بيجامته التي بهت لونها ، و أمامه صحن سلطة كان الدكتور قد نصحه بأن لا يتناول غيره في المساء بعد الجلطة الأخيرة التي كادت أن تودي به ، تارة ينظر إلى صورة عائلية قديمة تجمعه مع أولاده و زوجته السابقة ، و تارة يتأمل ماضيه بحسرة ، و يقاوم الإعتراف بأن أغبى قرارين اتخذهما في حياته هما القراران اللذان اتخذهما بملء إرادته ، الزواج و الطلاق !
#ملهم_جديد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟