أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سلمان رشيد محمد الهلالي - كيف تحول بعض الشيوعيين العراقيين الى كتاب ماجورين ؟؟















المزيد.....


كيف تحول بعض الشيوعيين العراقيين الى كتاب ماجورين ؟؟


سلمان رشيد محمد الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 6581 - 2020 / 6 / 2 - 14:29
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


كان من اهم المحطات الفكرية والثقافية التي شكلت اهم الاضافات المعرفية في حياتي هى الفلسفة الماركسية والافكار الشيوعية , فضلا عن المحطات المتناقضة الاخرى كالوجودية والصوفية والليبرالية والاسلامية الثورية وغيرها . وقد تكون لحالة الاغتراب والضياع واللاجدوى والرتابة التي نعيشها في العراق ابان الحقبة البعثية الديكتاتورية دور كبير في تلك التحولات الفكرية والثقافية التي مر بها اغلب المثقفون العراقيون ,ناهيك عن قلق الهوية وتعدد الاسئلة التي تجتاح كينونتهم المتلاشية في افق الضياع والاستلاب الوجودي الذي يعيشونه , او قد يكون التماهي مع الماركسية والحركة الشيوعية نوعا من الرفض والمقاومة للنظام الاستبدادي البعثي الحاكم الذي اعتبر الشيوعية تنظيما محظورا بعد انهيار مايسمى بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية بين البعثيين والشيوعيين عام 1979 . فكنا خلال الدراسة الجامعية في بغداد نشتري العديد من الكتب الماركسية من شارع المتنبي , وخاصة تلك التي توفرت بكثرة بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 . فضلا عن التغني برموز الحركة الشيوعية وكتاباتهم واغانيهم وقصائدهم امثال مظفر النواب وعريان السيد خلف ومحمد صالح بحر العلوم والجواهري وزامل سعيد الفتاح وزهير الدجيلي وعبد الوهاب البياتي وقحطان العطار وفؤاد سالم وغيرهم . واما خلال دراستي العليا للماجستير فقد كتبت عن اهم منظر ماركسي في العراق وهو الشهيد (عزيز السيد جاسم ودوره الفكري والسياسي في العراق 1941-1991) الذي رغم التحولات الفكرية التي عاشها خلال مراحل حياته , الا انه بقى امينا لفكره الماركسي ومنهجه الثوري والتقدمي , ومن يطلع على كتبه ومقالاته يجد المنهج الجدلي والتفسير الطبقي حاضرا بقوة فيها . وكذا الامر في اطروحتي للدكتوراة عن (التيارات الفكرية في العراق 1908-1968) التي تناولت التوجهات العلمانية الثلاث (الليبرالية والماركسية والقومية) فقد حاز التيار الماركسي على الجزء الاهم منها . فيما كانت تهمة الشيوعية والعلمانية تلاحقني في الكثير من محطات حياتي , كعادة العراقيين في وصف كل من ينتهج نمطا ثقافيا وتنويريا وعلميا مستقلا . واما الاخوة الشيوعيين من جانبهم , فقد كنت محط اعتزاز واحترام وتقدير من قبلهم , فقد كانت الدعوات توجه لي عند كل احتفالية او نشاط ثقافي وتنظيمي يقومون به , وكان اهمها الاحتفالية الكبيرة التي اقاموها عام 2017 في مدينة الدواية (شمال شرق الناصرية) بمناسبة مرور خمسين عاما على انتفاضة هور الغموكة . الا انه مع تلك العلاقة الجيدة فان النقد الذي كنت اوجهه للتيار الشيوعي في العراق موضوعيا وعقلانيا , يتعلق في مجمله بطبيعة الجزم الايديولوجي والدولة الشمولية والاستبدادية التي ينادون بها , وبعض السلوكيات السياسية المتناقضة التي يقومون بها , ولم تخرج عن ذلك الاطار ابدا . وبعد انضمامي لمواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والكتابة في موقع الحوار المتمدن وغيرها , بقيت العلاقة على حالها كافضل مايكون دون توتر او تجاوز , واستمر الوضع على ما هو عليه حتى الاعوام التي اعقبت سقوط الموصل عام 2014 حيث وجدت شيئا ملفتا في النظر عند الاخوة الشيوعيين . وهو ان نظرتهم للارهاب تشوبها الضبابية والانحياز وخلط الاوراق , او عدم الاهتمام به كخطر وجودي يهدد حياة اغلب العراقيين , وياخذ يوميا المئات من الشهداء من المدنيين والعسكريين العراقيين . بل ان الكثير منهم اخذ يبرر للارهاب ويتهم الحكومة بالتواطء معه - وخاصة المالكي - واصبح تركيزهم وهجومهم منصبا على ايران والميليشيات والحكومة وغيرها , فيما لايشكل لهم الارهابيون ادنى اشكالية او توتر او خطر . وكنت سابقا افسر هذه السلوكيات بالدونية الشيعية التقليدية عند اغلب الشيوعيين العراقيين من الاصول الجنوبية , وذكرت ذلك في مقالات عدة اهمها (عقدة كيس الحاجة عند المثقفين الشيعة والكورد والمسيحيين) في موقع الحوار المتمدن , وتوقعت ان الاخوة الشيوعيين المساكين قد تعرضوا الى التدجين والاضطهاد والخصاء البعثي اكثر من غيرهم وخاصة بعد انقلاب شباط 1963 وانقلاب تموز 1968 , وربما وصل الحال ان اغلبهم قد تعرض للاهانة الشخصية في سجون البعثيين , فكان من الطبيعي ان يشعروا بالنقص والاستلاب ولايستطيعوا طرح افكارهم الحقيقة خوفا من السيد الوهمي في نفوسهم المدجنة والاتهام بالطائفية من الاخر المختلف بالهوية والثقافة , سيما وان الارهاب مرتبط بالاقلية السنية في العراق التي تشكل عند الشيعي المخصي - والشيوعي المدجن - نوعا من الانبهار والتقديس والسيادة والاقدام . فكنت انقدهم ضمن هذا المسار فقط , ولم يات في بالي يوم من الايام ان يكون تصرفهم هذا وراءه دوافع مادية وانتهازية , رغم ان الكثير من الاخوة الكتاب قد اشاروا الى ان انحياز الشيوعيين المخجل الى سلطة البارزاني في صراعه مع المالكي ابان ولايته الثانية بين عامي (2010-2014) , وراءه دوافع مالية اكثر مما هى مبدئية , وان عراب ذلك الانحياز هو رئيس تحرير جريدة (المدى) الكاتب فخري كريم , والا كان المفترض - اذا لم يقفوا على الحياد - ان ينقدوا الطرفين على الاقل , على اعتبار ان كلاهما في الحكومة التي قامت على المحاصصة , وان الصراع بينهما هو صراعا سياسيا وحزبيا على المغانم والمكاسب والنفوذ والهيمنة على الدولة ومقدراتها , وليس صراعا وطنيا او مبدئيا على البلد ومصالحه العليا . وبالطبع كنت لا اهتم بهذا الموضوع او التفسير الذي يطرحه البعض , واعتبرته نوعا من نظرية المؤامرة التقليدية السائدة في العقل العربي , ولم اتخيل في يوم من الايام ان يبيع الانسان نفسه وقلمه وموقفه , وهو في الاصل يعيش في اوربا ولايحتاج ان يكون مرتزقا او كاتبا ماجورا , وكنت افسر هذه التناقضات والكتابات – كما قلت - بالدوافع النفسية والدونية التقليدية عند اهل الجنوب والخصاء الذي تعرض له اغلبية المثقفين الشيعة بعامة والشيوعيين بخاصة . واستمر الامر على هذا الحال من التفسير والتحليل حتى اخذت الحرب على الارهاب وداعش منحى اكثر خطورة من التهديد والشراسة , فيما يقابله نوعا من الصمت المطبق والحياد المريب الذي يعيشونه اغلب الشيوعيين العراقيين , وعرفت ان الامر ليس طبيعيا او اعتياديا , وان وراءه موقفا سياسيا مدفوع الثمن . كما وجدت بان كلما يزداد الخلاف بين البارزاني والحكومة تكون مقالات الشيوعيين اكثر مباشرة وصراحة ضد الحكومة ورئيس وزرائها والاحزاب الشيعية , كما في نموذج مقالات الكاتب كاظم حبيب مثلا . وكذا الامر مع السعودية والامارات اذ وجدنا انه كلما تكون الخلافات بين الحكومة العراقية والسعودية او بين السعودية وايران اقوى نجد هجومات الكاتب الشيوعي رشيد الخيون في جريدة (الاتحاد) الاماراتية وعزيز الحاج في موقع (ايلاف) السعودي اقوى وامضى ضد الحكومة العراقية واحزابها وجيشها وايران ومواقفها . وهكذا اخذت اتابع هذا الموضوع بدقة - وعلى مدى سنوات متتالية - قرات خلالها المئات من المقالات المنشورة في السنوات الماضية , ووجدت انني كنت في خطا كبير ووهم فضيع , وان الاخوة الكتاب (الوطنيين) باعوا اقلامهم من زمان , واخذوا يستلمون الرواتب المجزية والامتيازات الكبيرة والاقامة الدائمة في الفنادق الراقية وطبع المؤلفات الكاملة في اربيل من حكومة الاقليم التي يسيطر عليها كليا السيد البارزاني . وكشف ذلك - لحسن الحظ - الاخوة الكورد قبل غيرهم في مقالات عدة تلك الظاهرة المخجلة , وان الامر لايعدو ان يكون نوعا من التبعية وليس التخادم لمسعود البارزاني , وطبعا هذا الارتزاق لايعني ان الاخوة الشيوعيين الشيعة الباقين لم يعانوا من الخصاء والجبن والاذلال البعثي والتدجين القومي , وانما نقصد الكتاب الماجورين منهم , وربما تكون قضية الخصاء قد خلقت نوعا من الارضية التي مهدت للارتزاق . وقد اثارني هذا الموضوع بقوة , وشككت كثيرا في صحته وقلت في نفسي : ربما اكون مخطئا ويجب التاكد اولا من خلال الاختبار , فطلبت من الاخوة الذين ذكرت اسمائهم في تلك المقالات والقوائم ان يكتبوا مقالا واحدا في انتقاد البارزاني , وان يختاروا هم الموضوع الذي يريدون , وهذا الطلب وجهته للكتاب كاظم حبيب ورشيد الخيون وقاسم حسين صالح وعزيز الحاج (قبل وفاته) وغيرهم . وبالطبع لاتوجد اي استجابة - او موافقة - بل وتوسلت بالاستاذ الكاتب كاظم حبيب شخصيا بالفيس بوك ان يكتب مقالا واحدا , ولم يقبل . عندها عرفت حقيقة الامر وصحة ماذكر عن تلك الاموال والرواتب والامتيازات , فعقدت العزم على فضح هذا الاتجاه عند الاخوة الشيوعيين من خلال مسارين : الاول كشف ظاهرة الخصاء والتدجين والاستلاب والترويض من قبل الحكومات البعثية والطائفية عندهم , وفصلت ذلك في مقالتي (هل ان الشيوعية العراقية هى الشيعية القديمة ؟ القسم الاول استلاب الشجاعة عند الشيوعيين العراقيين) وبينت فيها ظاهرة التخاذل والجبن عندهم , والتي اول من ذكرها الشاعر بدر شاكر السياب في مقالاته عام 1959 (كنت شيوعيا) التي طبعت في كتاب بنفس العنوان . والثاني : هو فضح قضية الارتزاق واستلام الاموال من البارزاني وحكومة اقليم كردستان . وقد اثرت ان انقل بعض اقسام المقالات التي فضحت هذه القضية كما هى , والتي اول من نشرها – كما قلت - هم الاخوة الشيوعيين والكورد انفسهم , حتى لايقال ان من نشرها عنده اغراض ايديولوجية وسياسية .
فقد اكد الكاتب سمير حميد في مقال نشره في موقع الحوار المتمدن عام 2011 بعنوان (الفساد والحزب الشيوعي العراقي، لم يعد الصمت ممكنا!!!) بالقول (ان القيادة اليمينية للحزب الشيوعي العراقي والكردستاني والكثير من كوادره قد تغيير موقعهم الطبقي و أصبحوا جزءا من مؤسسة السلطة الحاكمة في العراق وإقليم كردستان ولهم مصالح شخصية في بقائها وبالتالي مشاركين بشكل مباشر وغير مباشر في الفساد وسرقة أموال الدولة من خلال:
1. رواتب تقاعدية هائلة بدرجة وزير ونائب وزير ووكيل وزير ومدير عام ... للكثير من قادة الحزب الشيوعي العراقي والكردستاني السابقين والحاليين والبعض منهم يستلم رواتب من حكومة بغداد و اربيل في ان واحد وقد كشفت الصحافة المستقلة في كردستان العراق الكثير من تلك الفضائح.
2. الكثير من قادة الحزب وكوادره المتقدمة لهم مناصب حكومية وبرواتب كبيرة.
3. معظم الأنصار الشيوعيين السابقين يستلمون رواتب كبيرة وامتيازات ومنهم تقاعد برتب عسكرية كبيرة مثل عقيد وعميد..... الخ.(يقصد قانون دمج الميليشيات)
4. استطاع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني شراء ذمم العشرات بل المئات من مثقفي وكتاب الحزب او القريبين منه من خلال السفرات الباذخة الى اقليم كردستان وفي فنادق الخمس نجوم، وطبع الكتب لهم، او منحهم رواتب تقاعدية او تمويل مباشر لنشاطاتهم الفكرية والثقافية، وتحول الكثير من هؤلاء الى بوق لهذين الحزبين الفاسدين الذين احتكروا السلطة في كردستان و يسكتون عن جرائمهم وفسادهم) (انتهى) .
ويبدو استلام الاموال وشراء الذمم ليس جديدا على الحزب الشيوعي العراقي فقد اكد الكاتب شوكت خزندار في مذكراته (سفر ومحطات) ( الحزب الشيوعي العراقي : رؤية من الداخل) أن قيادة الحزب الشيوعي العراقي كانت تتلقّـى مساعدات مالية شهرية تحت باب ( الدعم الإعلامي) خلال فترة الجبهة الوطنية بين البعثيين والشيوعيين (1973-1979) . وأن هذه المساعدات كانت تأتي ( بشيك) مُصدّق يجلبه عامر عبدالله- وزير الدولة – شهرياً ويسلّمه الى عـزيز محمد ( سكرتير الحزب ) وهذا يقوم بتسليمه الى مسؤول المالية ( أسعد خضر – أبو نجاح ) والشيك الشهري كان يبلغ ( 150000 – مئة وخمسون ألف دينار عراقي ) . كما اصر خزندار على ان أمين عام الحزب عـزيز محمد كان هو الاخر يستلم شيكاً بمبلغ عشرة آلاف دينار عراقي شهرياً، إضافة الى الشيك الأول، أي ما يزيد عن – 31000 – واحد وثلاثون ألف دولار شهرياً- كمصروف جيب ونثريات) ( وهذا ما يزيد من انتقاد خزندار لعزيز محمد، إذ يعتبر ذلك بمثابة شراء ذمّـة لقال المال) .
واما الكاتب الكوردي (سنور کاکيي) فهو من اثار موضوع استلام بعض الكتاب الشيوعيين الرواتب الكبيرة من البارزاني عندما نشر مقالا بعنوان (هل انغمس بعض الشيوعيون فعلا بالفساد؟) بالقول (نشر الموقع الألکتروني لصحيفة (هاولاتي) الأهلية الصادرة في مدينة السليمانية بتاريخ 16/12/2010، وتحت عنوان (هاولاتي تکشف فضيحة کبری)، مقالاً تذكر فيه‌ حصولها علی وثيقة رسمية مسربة تحتوي أسماء (173) شخصية سياسية ((تستلم منذ سنوات رواتب تقاعد بدرجة وزير من أموال الشعب......وأن معظم هؤلاء لم يشغلوا أي درجة وظيفية لدی حکومة الأقليـم . وأن الوثيقة تتضمن أسماء عدد من قادة سابقين في الحزب الشيوعي العراقي: وعلق الكاتب والقيادي الشيوعي الارمني آرا خاجادور على ذلك بالقول: ( ما يُلفت الانتباه هو أن الوثيقة تتضمّن أسماء عـدد من القادة السابقين في الحزب الشيوعي العراقي هُـم :
1- عمر الشيخ علي . 2- كريم أحمد . 3- عـزيز محمد ( الأرقام 67 و 68 و 69 ) على التوالي في تسلسل القائمة .
4- كاظم حبيب . 5- عبد الرزاق الصافي . 6- رحيم عجينة ( الأرقام 74 و 75 و 76 ) على التوالي في تسلسل القائمة .
واضاف الكاتب آرا خاجادور في كتابه تعريفاً بالصفات الحزبية لهؤلاء القادة في الحزب الشيوعي العراقي : ( عزيز محمد ، هو السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي، والآخرون هُم/ أعضاء سابقون في مكتبه السياسي، هؤلاء متقاعدون بدرجة وزير لدى حكومة إقليم كردستان، ويستلمون ( 000،0 44 ،4 ) دينار شهرياً وفق الصحفية ) ص 453 .
7- هـناء أدوارد جورج ( الرقم 159 من تسلسل القائمة) كـادر قيادي سابق في الحزب الشيوعي العراقي، ومقرّبة من عزيز محمد، متقاعدة بدرجة مساعد وزير لدى حكومة إقليم كردستان ، وتستلم راتباً تقاعدياً ( 00 2، 399 ، 3 ) دينار شهرياً وفق الصحيفة ) ص 453 . ويعلّق ارا خاجادور على ذلك بالقول: ( والسيدة هناء ادوارد تقـود اليوم حملة منظمات المجتمع المدني، في قضية استرجاع الرواتب التي دُفعت للنـواب العراقيين في الفترة التي سبقت اتفاق الكُتل على تشكيل الحكومة، التي دامت نحو سبعة اشهر، لم يعقدوا فيها اجتماعاً واحداً، أي استلموا رواتب من دون وجهِ حـق) .
ويبدو ان حكومة اقليم كردستان وبعد الازمة المالية وشعورها ان هذه الرواتب تشكل فضيحة اخلاقية لها امام مواطنيها , وان الراي العام الكوردي يعرف جيدا ان هدفها تحسين صورة البارزاني والدفاع عن سياساته مواقفه امام الحكومة الاتحادية في بغداد , واظهار نفسه بمظهر العلماني المدافع عن الثقافة والمثقفين , عملت على الغاء قسم من هذه الرواتب . فقد اورد موقع (هولاتي) الكوردي نفسه هذا الخبر : (صحيفة هاولاتي الكردية تكشف فضيحة كبرى في اقليم كوردستان ! اعلن القضاء الكوردستاني عن الغاء ما يقارب (233) راتبا تقاعديا لدرجات خاصة كان قد منحتها حكومة الاقليم لعدة شخصيات سياسية واجتماعية وكانت تعادل تقاعد وامتيازات درجة وزير. وقال القاضي غازي عقراوي ” في تصريح له بعد الطلب الذي تم رفعه من قبل ديوان رئاسة الاقليم بالغاء تقاعد ما يقارب (233) شخصية سياسية عراقية من سلم الرواتب الاقليم قررت المحكمة الغاء الرواتب وذلك لعدم دستوريتها ” واضاف ان من ضمن الاسماء التي تم الغائها بعض السياسيين في بغداد ومن ضمنهم الناشطة النسوية هناء ادورد يذكر ان موقع صحيفة ( هاولاتي ) الاهلية الالكتروني الصادرة في مدينة السليمانية بتاريخ 16/ 12 /2010 كان قد نشر خبر تحت عنوان ” هاولاتي تكشف فضيحة كبرى “ وثيقة رسمية مسربة تحتوى اسماء (173) شخصية سياسية من ضمنها الناشطة المعروفة ” هناء ادوارد جورج ” تستلم منذ سنوات رواتب تقاعد بدرجة وزير من اموال الشعب وبأمر مباشر من مسعود برزاني واشار الموقع ان معظم هؤلاء لم يشغلوا اية درجة وظيفية لدى حكومة اقليم كردستان . وتاكيدا لمصداقية الوثيقة نشرت الصحيفة تسلسلات استلام الرواتب وقد جاء تسلسل هناء ادوارد جورج تحت الرقم (159) نترك هذا الخبر لمن يعنيه الامر وتحديدا الناشطة هناء ادوار التي تدعي الدفاع عن حقوق الناس والتي اتضحت في اخر المطاف انها مرتزقة ومأجورة تعمل لأجندة سياسية بغطاء حقوق الناس .(انتهى الخبر) . وبالطبع لانعرف من هى الاسماء التي استلمت تلك الرواتب او تلك التي شملت بالاستقطاع الاخير الذي اورده هذا الموقع , وهل الاسماء التي ذكرت سابقا هى من شملها الالغاء ام بقيت تستلم الرواتب الكبيرة ؟؟.
ذكر الكاتب العراقي (والشيوعي سابقا) سليم مطر في موقعه الرسمي مقالا بعنوان (فساد المثقفين اليساريين والتيار المدني!) جاء فيه (بدأت أمريكا تحضر لغزو العراق عام 2003، عملت قبل ذلك خلال سنوات على(غزو ضمائر) المثقفين العراقيين من اتباع الاحزاب اليسارية وعلى رأسهم الحزب الشيوعي. وقد كلفت (المخابرات الامريكية) (حزبي الطلباني والبرزاني) بالعمل على شراء ذمم المثقفين من خلال المنح المالية والعقارية(في كردستان) وتنظيم المؤتمرات وفتح الجرائد والمواقع ثم الفضائيات. ان جميع اصحاب جميع الفضائيات والصحف والمواقع الذين كانوا في الخارج، اقول جميعهم جميعهم جميعهم، تلقوا دورات(اعلامية) في هنغاريا، تحت ادارة المخابرات الامريكية وتم دعمهم في مشاريعهم). واضاف مطر بالقول (انا اعرف شخصيا الكثيرين منهم الذين فجأة باعوا ضمائرهم وراحوا يصفقون لمشروع الغزو الامريكي وبعد ان امضوا عمرهم في في شعارات (محاربة الامبريالية الامريكية)، وراحوا يتذللوا (للبرزاني والطلباني) بعد ان كانوا يصفوهم بـ(اغوات واقطاعي القيادات الكردية)! ومن امثال هؤلاء، على سبيل المثال: الباحث البعثي العروبي وتابع صدام (حسن العلوي)، و(المثقف الشيوعي كاظم حبيب) وغيرهم، لقاء امتلاكهم للعقارات والفضائيات والمواقع ومراكز الدراسات. كم من المثقفين اليساريين الذين دخلوا مع الجيش الامريكي ليحتلوا المراكز الاعلامية الحساسة في الدولة العراقية، مثل الاعلامي والشاعر الشيوعي(جمعة الحلفي ـ هيئة الاعلام الخطيرة) و(الشيوعي مفيد الجزائري ـ وزير الثقافة)) . واضاف الكاتب مطر (اي مراجعة سريعة ترى ان هؤلاء اليساريين (المدنيين العلمانيين) لا يقلوا فسادا وخيانة عن النخب الدينية، هاكم بعض الامثلة :
ـ(التيار المدني الديمقراطي) منذ بدايته تابع للحزب الشيوعي الذي يموله (البرزاني والطلباني)، كوسيلة ضغط ضد حكومة بغداد لتقديم تنازلات لاربيل. وقد استخدم هذا التيار بنجاح ضد (المالكي) حتى اجبر على الاستقالة. يكفيك اخي العراقي ان تطرح هذا السؤال الضميري الى أي من انصار هذا التيار: انتم تدعون بانكم ضد فساد الدولة العراقية(حكومة وبرلمان واحزاب) بقيادة الاحزاب الشيعية. طيب، من المعلوم ان (الاحزاب الكردية) لها حوالي(ربع اعضاء البرلمان) ولهم (عدة مناصب حكومية) بما فيها (رئيس الجمهورية). فهل تستطيعون، يا دعاة النزاهة والشرف، ان تدينوا هذه (الاحزاب الكردية) وتتهموها بالمشاركة بقيادة دولة الفساد والاستفادة منه، مثلما تعملون ضد الاحزاب الدينية؟! طبعا ان هذا من سابع المستحيلات، وحاشاهم ان يقترفوا هذه الخطيئة الوقحة، لانهم يعرفون جيدا ان رواتبهم سوف تقطع ووظائفهم ستلغى وقصورهم في كردستان ستصادر!!
ـ جميع قيادات الحزب الشيوعي العراقي واعضائه القدماء يقبضون رواتب(تقاعدية) من اربيل. ويمكن لاي عراقي ان يتاكد من هذا بتوجيه هذا السؤال الى الشيوعيين انفسهم الذين لا يخفون هذه الحقيقة ويبرورونها اداريا!!
ـ غالبية ما يسمى بالشخصيات المدنية امثال (حميد مجيد) و(فائق الشيخ علي)و(جاسم الحلفي) و(مثال الالوسي) لديهم بيوت في كردستان، هدية من (الرئيس مسعود ، حفظه الله ورعاه)!
ـ غالبية المثقفين اليساريين يعملون في (دار المدى) بزعامة القيادي الشيوعي البغدادي المستكرد(فخري كريم) التابعة لحزبي الطلباني والبرزاني.
ـ هنالك العشرات من مثقفي اليسار لا يكفون عن التذلل للعنصرية الكردية والتبعية للبرزاني. وبلغ بهم الحال انهم قاموا بتأسيس تجمع ذليل منافق لا يختلف عن تجمعات(حقبة البعث) المنافقة، الا وهو (التجمع العربي لنصرة القضية الكردية)!!!؟؟ من فرسانه المثقفين: (كاظم حبيب، جاسم المطير، زهير كاظم عبود) والنفساني الشهير المعادي للفساد (قاسم حسين صالح)!!!!!
نعم، يبدو ان هؤلاء المثقفين (العلمانيين جدا جدا) يؤمنون ان (الفساد المدني ـ العلماني ـ الكردي ـ الامريكي) اشرف وارقى من (الفساد الديني ـ الشيعي ـ الايراني)!(انتهى كلام سليم مطر) .
وقد علق احدهم عام 2017 باسم وهمي وهو (العراقي) على مقال سليم مطر في موقع المسلة منتقدا الاستاذ كاظم حبيب بالقول (كاظم حبيب عمل مع البعثيين ايام الجبهة الوطنية ثم مع الشتاري (مخابرات المانيا الشرقية) التي ساعدته بالحصول على الدكتوراة ثم انقلب على الحزب الشيوعي العراقي وعمل مع منظمة حقوق الانسان العربية التي اصبحت خيمة لكل الذين تركوا الاحزاب الشيوعية العربية والتي لازالت تدار من قبل المخابرات الامريكية . وبعد 2003 انتقل كاظم حبيب الى خيمة البارزاني مسعود بدعوى تضامنه مع الشعب الكوردي المظلوم) . وقد ادرج المعلق - للاسف - الكثير من الاتهامات والكلمات النابية والشتائم بحق الكاتب حبيب لانستطيع ذكرها .
في ختام هذه المقالة اود ان اذكر النقاط الاتية :
1 . ان من المعيب والعار ان يكون هناك اشخاصا يستلمون الرواتب الكبيرة من قوت الشعب العراقي الذي يصفونه انفسهم بالجوع والفقر , ومن اناس شيوعيون طالما ادعوا انفسهم , انهم الحريصون على الشعب العراقي وطبقاته الفقيرة . واقول لهم : ماذا تركتم للسياسيين الفاسدين ؟ ماهو الاختلاف بينكم وبينهم ؟ هم اقروا لانفسهم الرواتب الكبيرة والامتيازات بصفتهم اناس منتخبين , فيما انتم حصلتم عليها حتى دون قانون او انتخاب !!
2 . حتى الان لم يظهر اي نفي من الاخوة الشيوعيين الكتاب الذين ذكرتهم اسمائهم في تلك القوائم , بل صمتوا صمت القبور وكأن الامر لايعنيهم . والمفارقة ان الموقف الشجاع والرجولي ظهر ليس من عندهم , وانما من امراة وهى (هناء ادور) التي اعترفت - دون حياء او خجل او تردد - بانها تستلم راتب وكيل وزارة من اقليم البارزاني .
3 . الامر المخجل الاخر الذي يقوم به اولئك الكتاب الذين استلموا الرواتب من البارزاني لقاء مواقفهم واقلامهم هو انه كلما ينقدهم احد على هذا الموقف والعار التاريخي والارتزاق الاسطوري الذي اوقعوا انفسهم فيه , يقومون بالهجوم على الحكومة العراقية والاحزاب والميليشيات وايران وغيرها , من اجل الايحاء بان تلك الهجمة عليهم , انما جاءت بسبب مواقفهم البطولية !! في الهجوم على الحكومة العراقية وايران , وليس بسبب الارتزاق للبارزاني وامبراطوريته الاقطاعية . وهى حركة ظاهرة وساذجة لم يقم بها الاخوة الشيوعيين فقط , وانما الكثير من الكتاب والمثقفين الشيعة المخصيين , الذين ما ان تفضحهم وتبين مواطن لهم الجبن والخصاء والتدجين عندهم , حتى يزداد الهجوم من قبلهم على الحكومة والاحزاب الشيعية وايران , من اجل الايحاء للبسطاء والسذج بان تلك الحملة عليهم ورائها المخابرات الايرانية (لو كنا في السبعينات لقالوا المخابرات الامريكية) !! فهم بدل ان يواجهوا هذه الحقائق والاختلالات والسلبيات الخطيرة في تاريخهم ونظامهم المعرفي والسياسي كالخصاء والجبن والاستلاب والتدجين القومي والبعثي , يردون بطريقة مغايرة - يعتقدونها افضل - وهى الهروب نحو الامام , ونقل المعركة الى مديات اخرى وهى – كما قلنا - الحكومة العراقية وايران , وكأن ايران هى من اخصتهم ودجنتهم وروضتهم . وربما يعتقدون ان هذه الطريقة اسهل فهى لاتحتاج سوى الى مقالة بالانترنت او منشور بالفيس بوك , فيما المراجعة تحتاج الى اعادة تقييم ونقد الذات واثارة الماضي الكئيب واستعراض السلبيات والاختلالات التي وقعوا فيها وغيرها , وهذا الامر يزعزع صورهم عند اقاربهم واتباعهم واصدقائهم ويظهرهم بمظهر العاجز والجبان والذليل , فيما الموقف الاخر وهو كتابة المقالات والمنشورات بالفيس بوك يظهرهم بمظهر الشجاع والبطولي والحريص على الوطن والشعب العراقي .
4 . حتى الان لم نعرف بقية الاسماء في القوائم الاخرى والبالغ عددهم (173) اسما ممن يستلم الرواتب الكبيرة من البارزاني , وارجو من الاخوة الكتاب والمختصين – وخاصة من الكورد - ممن يعثر على بقية الاسماء ارسالها لي عن طريق الفيس بوك او نشرها في مقالة بالانترنت حتى نعرفها .



#سلمان_رشيد_محمد_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناشز الاجتماعي والسياسي والمعرفي في العراق
- بواكير العلمانية في العراق وتطورها خلال القرن العشرين (القسم ...
- بواكير العلمانية في العراق وتطورها خلال القرن العشرين (القسم ...
- هل ان الشيوعية العراقية هى الشيعية القديمة ؟ القسم الخامس وا ...
- هل ان الشيوعية العراقية هى الشيعية القديمة ؟ القسم الرابع (ا ...
- هل ان الشيوعية العراقية هى الشيعية القديمة ؟ القسم الثالث (ا ...
- هل ان الشيوعية العراقية هى الشيعية القديمة ؟ القسم الثاني(ال ...
- هل ان الشيوعية العراقية هى الشيعية القديمة ؟ القسم الاول (اس ...
- اسرة ال محمد حرج الوائلي ونشاطهم الاجتماعي والثقافي والسياسي ...
- بين علي الوردي وعبد الكريم قاسم
- التدين العراقي في منظور علي الوردي
- التوافق والاختلاف بين علي الوردي وفالح عبد الجبار
- علي الوردي في ملفه الامني (عرض كتاب)
- بيلوغرافيا علي الوردي (الكتب والدراسات التي ذكرت الوردي ومشر ...
- السيرة الاجتماعية والعلمية للدكتور علي الوردي
- علي الوردي ومشروع جامعة الكوفة
- علي الوردي معلما في الشطرة
- بواكير ظهور الانتلجنسيا العراقية وتحقيب الاجيال الثقافية في ...
- الانتفاضة الشعبانية في العراق عام 1991 (القسم الثاني)(مقاربا ...
- الانتفاضة الشعبانية في العراق عام 1991 (قضاء النصر انموذجا)( ...


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سلمان رشيد محمد الهلالي - كيف تحول بعض الشيوعيين العراقيين الى كتاب ماجورين ؟؟