عبدالله المخلوق
الحوار المتمدن-العدد: 6581 - 2020 / 6 / 2 - 02:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جائحة "كورونا"والدولة المتدخلة الجديدة
تعتبر معاهدة ويستفاليا سنة 1648 م الميلاد الحقيقي لظهور الدولة الحديثة،حيث أن هذه المعاهدة أعطت للدولة كل أركانها وخاصة السيادة،ومنذ هذه المعاهدة والدولة تتربع على كرسي الزعامة في حقل العلاقات الدولية إلى حدود سنة 1945م. ويمكن تقسيم الدولة إلى المتدخلة والحارسة،وبين هذا وذاك كل دولة حبذت النمط الذي تسير عليه،فمنها من تدخل في الاقتصاد...ومنها من اقتصر دورها على الأمن ليس إلا،ولكن الأزمات العالمية وشبه العالمية التي شهدتها الدول وخاصة أزمة الكساد الكبير سنة 1929م جعلت الدول الحارسة تفكر في التدخل لكن لم تتدخل بما هو عليه الأمر في الدول المتدخلة آنذاك،رغم مناداة "جون مينارد كينز" بالتدخل،وتوالت الأزمات وخاصة أزمة النفط سنة 1973م وأزمة الرهن العقاري سنة 2008م ولكن لم تتدخل بما هو عليه الحال بالنسبة للدول الاشتراكية.ولكن مع جائحة "كورونا"أصبحت كل دول العالم تتدخل في الاقتصاد والصحة أي في المجال الاقتصادي والاجتماعي الذي كان مجالا ثانويا للدول الليبرالية،حيث أن هذه الجائحة فرضت على كل دول العالم أن تتدخل وأصبح تدخلها ضرورة ملحة. لأن جائحة "كورونا" أصبحت تهدد أمن الدول متجاوزة بذلك كل الأزمات التي شهدتها هذه الأخيرة.ولهذا فإن الدول تدخلت دون أن تدري أنها تدخلت،وبالتالي أصبح ميلاد لدولة متدخلة جديدة تختلف عن الدول المتدخلة قبل زمن "كورونا"،حيث تدخلت في عدة المجالات أهما الصحة.
#عبدالله_المخلوق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟