أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كلكامش نبيل - رحلة حول العالم: أنغولا - حرب أهلية في خضم الحرب الباردة














المزيد.....

رحلة حول العالم: أنغولا - حرب أهلية في خضم الحرب الباردة


كلكامش نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 6571 - 2020 / 5 / 23 - 01:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في رحلتنا حول العالم، كانت الوجهة الجديدة أنغولا، الدولة الواقعة في جنوب غرب إفريقيا. تتناول أغلب الوثائقيات المتوفرة عن أنغولا موضوع الحرب الأهلية هناك، وبذلك قررتُ مشاهدة وثائقي من إعداد روبرت روي وديفيد أوستريكر وإخراج بيل ريتشاردسون وديفيد هاريل، وإنتاج شركة ستورنووي عام 1990. يبدأ الفيلم بالحديث عن أنغولا، المستعمرة البرتغالية منذ القرن السابع عشر وحتى سبعينيات القرن الماضي، وكيف حولت المطالب بالاستقلال البلاد إلى مكان للحروب والموت والجوع في أطول حرب أهلية في إفريقيا (1974-2002). إذ وعد البرتغاليون شعب أنغولا بإجراء انتخابات قبيل الإنسحاب ولكنهم كانوا يعرفون استحالة القيام بها وكانوا يخططون لمنح السلطة لجهة شيوعية تسيطر على العاصمة لواندا. في هذه الحرب كان اللاعبون الكبار: القبائل الأنغولية والبرتغال وكوبا والولايات المتحدة، إذ دعم السوفييت والكوبيين الحكومة ممثلة ب MPLA، ودعمت الولايات المتحدة مجموعة FNLA في الشمال في البدء، فيما كانت Unita في الجنوب ممثلة بأكبر قبائل البلاد. سرعان ما فشلت الجبهة الشمالية بدعم الولايات المتحدة، وسيطر الشيوعيون على الحكومة – كما خططت البرتغال قبيل انسحابها، وتلقت البلاد دعم السوفييت والمعسكر الشرقي. لكن القبائل في الجنوب، رغبت في الاستقلال بدون تدخلات أجنبية، وحظيت Unita بدعم جنوب إفريقيا ومن ثم الولايات المتحدة. كان الجنود في الجنوب يتمتعون بمعنويات عالية ولكنهم يعانون من قلة التسليح ومعظمهم يقاتل بدون أحذية. كانت جنوب إفريقيا تريد دعم الولايات المتحدة لها في التسليح لصد السوفييت، ولكن الكونغرس تدخل بسبب التسريبات وصوّت مجلس الشيوخ بالضد من التدخل في أنغولا وبذلك اضطروا للتوقف وتوقفت جنوب أفريقيا عن الدعم أيضًا، فتمكنت الحكومة المدعومة من كوبا – التي أرسلت قوات للبلاد – في صد المتمردين وتشتيت قوات Unita في البراري.

لكن الاقتصاد بدأ بالتراجع في ظل الشيوعية، فتراجع الانتاج الزراعي وتحولت أنغولا من بلد يصدر الفائض الزراعي إلى بلد يعتمد على مساعدات الصليب الأحمر وتوقفت المصانع وأصبح الكثير من الناس يعتاشون على القمامة. كانت ألمانيا الشرقية تدعم المجال الأمني، فيما توفر كوبا التسليح والجيش وبلغاريا تسلّمت الملف الزراعي. يتحدث ضيف بولندي عن الواقع المزري في البلاد وعمله كملحق دبلوماسي في لواندا وعن درايته بفشل المنظومة الشيوعية في بولندا وكل الدول التي تدخلت فيها. لكن قوات Unita أعادت بناء نفسها في الجنوب وتوافد عليها المعلمون والأطباء وغيرهم ليكونوا مجتمع قائم بذاته وبدأت القتال مجددا ضد الكوبيين الذين سيطروا على البلاد. لكن الحكومة استخدمت التعليم أيضًا ضد قوات Unita وكانت تعلم الطلاب بالضد من أهدافها وتكرّس الأفكار الشيوعية في البلاد، وتم أخذ ألمع الطلاب للدراسة في كوبا. يذكر الفيلم قيام الكوبيين بأخذ الأطفال من القرى وإرسالهم للتعليم بعيدا عن وطنهم، ويظهر الفيلم أم تبكي بحرقة وهي تتحدث عن ابنها الذي أخذه الكوبيون منها – وعمره 12 عام – وكيف قاومت ذلك فقطع الجندي ذراعها. يظهر الفيلم أيضًا أغنية بلحن جميل تدين التدخل الكوبي وكيف رأى الأنغوليين ذلك التدخل بمثابة إرهاب ضدهم.

وفي مفارقة مثيرة للسخرية، بحسب الفيلم الوثائقي، كان النفط الداعم الأساسي للاقتصاد المتهالك في ظل الشيوعيين، لكن شركة نفط أميركية هي التي كانت تسيّر الشركات النفطية مع أن الولايات المتحدة تحارب النظام الشيوعي وتموّل المقاتلين في الجنوب. يذكر بعض الكوبيون في الوثائقي أن كوبا كانت تُستخدم من قبل السوفييت وأنها ورطتهم في أنغولا وإثيوبيا وجنوب اليمن، في باب المندب. في النهاية، وبسبب التورط السوفييتي في أفغانستان، بدأت روسيا تقيّم تدخلها في أنغولا وأنه غير مجدٍ اقتصاديا وكذلك الحال بالنسبة لجنوب إفريقيا، وبذلك قرر غورباتشوف عقد قمة للسلام باتفاق الحكومة التي تترأسها مجموعة MPLA وجنوب إفريقيا من دون إدخال Unita في المفاوضات مع منح #ناميبيا استقلالها عن جنوب إفريقيا. قد يكون ذلك السبب في استمرار الحرب الأهلية بعد ذلك حتى العام 2002 لأن الوثائقي تم انتاجه عام 1990 ولم تكن الحرب قد توقفت بعد. نستنتج من هذا الفيلم كيف كانت الحرب الباردة مشتعلة في الواقع في بقع كثيرة حول العالم وأن تسمية "الحرب الباردة" تعني أن الحروب بعيدة عن أراضي الدول الكبرى ليس إلا. الوثائقي مهم ويستضيف شخصيات أنغولية وكوبية وأميركية وروسية وبولندية وغيرها.

رابط الفيلم: shorturl.at/brN13



#كلكامش_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة حول العالم: الجزائر - الظروف التي مهدت للعشرية السوداء
- رحلة حول العالم: أستراليا - عذابات المُدانين وأحلام المغامري ...
- رحلة حول العالم: أرمينيا - أرض العزيمة والأمل
- رحلة حول العالم: الأرجنتين - الإبادة الاجتماعية والإفلاس الا ...
- رحلة حول العالم: نهضة ألبانيا المتعثرة
- رحلة حول العالم: أفغانستان - حروب ثلاث إمبراطوريات
- الحرب العالمية الأولى: حرب إعادة تشكيل العالم - الجزء الثاني
- الحرب العالمية الأولى: حرب إعادة تشكيل العالم - الجزء الأول
- الكساد العظيم: كيف يقود الانهيار الاقتصادي إلى الحروب
- أجيال ما بين بنغلاديش وبريطانيا - قراءة في رواية -بريك لين- ...
- العدالة والانتقام – مطاردة النازيين الهاربين في فيلم -العملي ...
- إيجه، كنعان وسوريا – اطلالة على حضارات شرق المتوسط
- توق الى الحياة والنور – قراءة في رواية -تلك العتمة الباهرة- ...
- قصة كمال – أسرار أغنية يونانية عن العراق والمشرق
- عبث الانتظار - قراءة في رواية -في انتظار جودو- لصمويل بيكيت
- سُريالية رومانسية حالمة - قراءة في كتاب -كأنني أسابق صخرة- ل ...
- عالم عجائب عراقي - قراءة في رواية أنيس في بلاد العجائب للروا ...
- جولة روحية وفكرية - قراءة في كتاب -تجوال- للكاتب الألماني هي ...
- أفول الأصنام - اعلان نيتشه الحرب على الدين والأخلاق والفلاسف ...
- رسالة الى المؤرخ والصديق عمر محمد - أدمن عين الموصل


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كلكامش نبيل - رحلة حول العالم: أنغولا - حرب أهلية في خضم الحرب الباردة