|
في ذكرى النكبة..نكبة الدم الفلسطيني المسفوك..
مصطفى بودغية
الحوار المتمدن-العدد: 6570 - 2020 / 5 / 21 - 00:53
المحور:
القضية الفلسطينية
أعرف أن الكثيرين من الأجيال ابتداء 1990..لا تعرف الشيء الكثير عن نكبة فلسطين..وأن الإعلام الموجه صهيونيا قد طمس "القضية" تدريجيا بالتحالف مع قوى الهيمنة عالميا وعلى رأسها أمريكا.. وبالتواطؤ مع رؤوس الخيانة العربية في الأنظمة العربية الرجعية..ولم يبق غير القابضين على الجمر وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني البطل..بعدما مسح الكثير من المثقفين العرب ذاكرتهم وباعوا أقلامهم للشيطان.. لكن أصحاب الضمائر الحية وأحرار العالم يصعب عليهم نسيان واحدة من أكبر الجرائم ضد الإنسانية عرفها التاريخ..وأكبر سرقة منظمة ومحروسة بقوى الشر العالمي وقوى الخيانة حدثت ضد أهالي آمنين في ديارهم وعلى أرضهم نفدتها عصابات الإرهاب المنظم الصهيوني مثل "شتيرن" و"الأرغون" و"الهاغاناه"..وغيرها.. في سنة 1917م كان وعد وزير الخارجية "آرثر جيمس بلفور" الذي سلم رسالة في الموضوع تقدم فيها بريطانيا وعدا بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين..لـ"ليونيل والتر دى روتشيلد" وهو أحد أبناء عائلة غنية جدا متزعمة للحركة الصهيوني وداعمة للقصر الملكي في بريطانيا..بعد أن تم ذلك..صدر مضمون الرسالة تصريحا رسميا عرف تاريخيا بـ"وعد بلفور" سنة 1917..حصل هذا..بعد سنتين من اتفاقية الامير فيصل ممثل ملك الحجاز مع "حاييم وايزمان" الصهيوني وأول رئيس لدولة اسرائيل إبان إعلانها سنة 1948..يجب ألا ننسى أنه منذ هذا التاريخ بدأ نفوذ الحركة الصهيونية يتغلغل في دوائر صناعة القرارالغربي..ليس سببه قوة النفوذ الصهيوني بل كان سببه رغبة القوى الإمبريالية خاصة بريطانية وفرنسا وبعد ذلك أمريكا في زرع كيان غريب قادر على تحقيق أهداف الهيمنة عبر زرع الاضطرابات والفتن والخيانات وإحباط العزائم والحروب والاغتيالات والانشقاقات لإضعاف شعوب المنطقة..أي لعب الطابور المتقدم الثابت في تلك المنطقة الجيوستراتيجية..لا ننس أن أول من فكر بناء وطن لليهود في فلسطين هو "نايليون" الذي لم يكن يهوديا..ولا حتى فرنكفوني الأصل..كان كورسيكيا..وقال "أريد أن أزرع كيانا يكون كالشوكة في خاصرة الوطن العربي" خلال صراعه ضد العثمانيين. بعد هذا الوعد المشؤوم بدأت المجموعات الاستيطانية تتسرب إلى فلسطين..كان العرب عن وعي بهذا الأمر تماما..لكن السلطات البريطانية المحتلة لفلسطين كانت تقمع بوحشية أي تحرك عربي مقاوم للاستيطان..بينما كانت تدعم مذابح الجماعات الصهيونية ضد الفلسطينيين أهل الأرض..سرب الصهاينة السلاح ودفعوا بالشباب الصهيوني للمشاركة في الحرب العالمية الأولى والثانية للتدريب العسكري..وتم التواطؤ مع "هتلر" لسحق فقراء اليهود بما يسمى "المحرقة" أو الهولوكوست..واستخدمت الحركة الصهيونية ضحايا الإبادة النازية لليهود في حربها الإعلامية لدعم المشروع الصهيوني بعد أن ضخمت عدد ضحايا المحرقة حيث أصبح عدد "6 ملايين" ضحية عددا مقدسا..ومن يشكك فيه يحاكم بتهمة معاداة السامية..بينما عدد اليهود صهاينة أو عاديين في العالم كله لم يكن يتعدى هذا الرقم..وقامت عصاباتها الإرهابية بقتل آلاف الفلسطينيين.. وصل عدد الشهداء الفلسطينيين قبل 1948م ما يفوق 10 آلاف شهيد .. في سنة 1948 وبعد صدور قرار قيام دولة "الكيان الصهيوني"..أي سنة النكبة..كانت القوة الإرهابية الصهيونية جاهزة بحوالي 100 ألف إرهابي صهيوني مدجج بالسلاح تتزعمهم عصابات "شتيرن" و"الأرغون" و"الهاغاناه" حيث تربى على سفك الدم العربي تقريبا كل الزعماء السياسيين الصهاينة الأوائل..مثل غولدا مايير وموشي دايان وإسحاق شامير وميناحيم بيغن..وغيرهم..أقدم الصهاينة على تدمير أكثر من 531 مدينة وقرية..وتهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني وطردهم خارج فلسطين بقوة السلاح..وتواطأ الحكام العرب على سحق المقاومة الفلسطينية بعدم دعمها بالسلاح والمال والتموين..إلى درجة أن البطل "عبد القادر الحسيني" قائد حركة المقاومة الفلسطينية العربية الشعبية أرسل رسالة إلى أمين عام "الجامعة العربية" يتهمه فيها بخذلانه وعدم دعمه وهو في أو ج انتصاراته (انظر الوثيقة مع الصور المرفقة) ..حدث ذلك قبل أيام قليلة من سقوطه شهيدا..بعدما اغتاله الصهاينة.. منذ ذلك الحين والجامعة العربية موسومة بالخيانة..إلا في فترة وجيزة هي فترة المد القومي بقيادة ع.الناصر..لكن أصحاب العمائم المضمخة بالنفط عادوا بعد ذلك وتآمروا على ليبيا وسوريا والعراق واليمن..وعملوا ما وسعهم لقبر"القضية الفلسطينية" ودفنها إلى الأبد..عبر مهاجمة محور المقاومة إعلاميا وإديولوجيا وعسكريا.. قامت السياسة الصهيونية على ثلاث أعمدة أساسية هي التحالف مع الغرب الامبريالي لتحقيق مصالحه في المنطقة لكي تضمن دعمه السياسي والعسكري والاقتصادي..التواطؤ سرا وفي حدود متفاوتة الخطورة مع الأنظمة العربية الرجعية : دول الخليج والمغرب والأردن ثم مصر السادات لاحقا..تطور الأمر إلى معاهدة "سلام مع مصر والأردن..ثم السودان حاليا بعدما عملت على سلخ الجنوب منه..العمل على فصل المنطقة عن عمقها الإفريقي والعالمي..محاولة التغلغل في المجتمعات بسعيها إلى إثارة النزعات الانفصالية العرقية مثل الأكراد والأمازيغ وغيرهم..تشويهها للقضية الفلسطينية وشق صف المقاومة وفصلها عن محيطها الشعبي..وأخيرا..الترويج الديماغوجي للكيان الصهيوني على أنه "جنة الديمقراطية" في وسط استبدادي..بالموازاة مع استمرارها في ذبح الشعب الفلسطيني من الوريد إلى الوريد..وقتلهم الجماعي عبر استمرار الجرائم الدموية( صبرا وشاتيلا) وقمع التظاهرات السلمية بالقتل والاعتقال وتنفيذ العقاب الجماعي وهدم المنازل وافتلاع الأشجار المثمرة والاستيلاء على الأراضي والاستمرار في بناء المستوطنات وتهويد القدس ومحاولات هدم المسجد الأقصى..ومحو الذاكرة الفلبسطينية الجماعية عبر سرقة التراث الفلسطيني وإلغاء تاريخ وجغرافية فلسطين بالكامل..كل هذا يتم تحت صمت عربي فظيع ومتواطئ..في الوقت الذي تجد فيه أصوات الاستنكار الشعبي والمدني والأكاديمي في أوروبا وأمريكا اللاتينية وبعض دول آسيا...
#مصطفى_بودغية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-عنف- كرة القدم
-
ما هو -الوطن-..؟؟
-
حديث الكآبة ..
-
هؤلاء الرجال..
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|