أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الطيب آيت حمودة - الأنساب الشريفية والمرابطية حقيقة أم زيف ؟ ( ج1)














المزيد.....

الأنساب الشريفية والمرابطية حقيقة أم زيف ؟ ( ج1)


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 6562 - 2020 / 5 / 12 - 17:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


منذ أن فطمت ترسخ في ذهني أنني من [ امرابضن الأشراف ] فاكتسبت ذلك الإسم تقليدا دون أن اعلم كنهه واتجاهه ، بنضج الإنسان وازدياد الثقافة وانفتاح أفقها ، والتشبع بروح الإسلام الصافي الخالي من الشوائب البشرية الملونة للأشياء ، دعاني إلى البحث في حقيقة الظاهرة (المرابطية ) (الشريفية ) ، وهل فعلا هناك في الإسلام أشراف وآخرين لا شرف لهم ، فاكتشفت أمورا لم تكن ذات بال ، وليعذرني أصدقائي بما سيصل إليه البحث من [منغصات] قد تخدش قناعاتهم التي انغرست في ألبابهم واعتمدوها في خطابهم

°°°البدايات التاريخية للشرف في بلاد الأمازيغ.

تذكر حوليات التاريخ بأن [ثلاثة] من أحفاد عبد الله الكامل بن محمد بن الحسين سبط رسول الله قصدوا بلاد المغرب الإسلامي فارين من المسودة العباسية إثر مجزرة بني العباس ضد العلويين الهاشميين في معركة فخ [1] قرب مكة عام 786م ،
هؤلاء الثلاثة الهاشميين هربوا لبلاد الأمازيغ الذين كانوا لهم البطانة والعصبية ، ... فأضرحتهم لازالت قائمة و مقدسة عند الأمازيغ ، فضريحا [إدريس الأول ] و[جعفر ] في زرهون ، وسوس بالمغرب ، في حين أن ضريح سليمان ، الثالث منهم في ضواحي تلمسان ( عين الحوت ، شتوان) .
هؤلاء الأفراد حلُّوا ببلاد الأمازيغ كمهاجرين في حاجة إلى حماية ورعاية ، فكون لهم البربر لسذاجتهم دولا تحمل أسماءهم ، فكانوا البطانة والعصبية ، وزوجوهم بناتهم ، و كونوا لهم [ إمارات] و[دول] بحكم أنهم من نسل الرسول الأكرم ، .... من آل البيت ... من ولد فاطمة بنت الرسول .

°°من طبيعة الأجداد الأمازيغ ( البربر ) إكرام الضيف والتبرك بالقادمين من الشرق حبا في الإسلام ، فهم عادة لا يترددون في تنصيب هؤلاء الأجانب كحكام عليهم ( لدرء خصومات قبلية فيما بينهم ) وهي ظاهرة تحتاج إلى دراسة سوسويو ثقافية ونفسانية عميقة .

°° يحدثنا التاريخ كيف أن (عبد الرحمن بن رستم ) الخارجي وابنه عبد الوهاب ومعهما جارية ، أسس بهم الأمازيغ دولة ذائعة الصيت توراث حكمها أحفاد عبد الرحمن تسمى ( الدولة الرستمية )، ويحدثنا التاريخ كذلك كيف تمكن [ الداعية عبد الله الشيعي ] الذي رافق حجاج كتامة وتمكن من تكوين دولة بسواعد أمازيغ كتامة في جبال جيجل الحصينة ، سميت في التاريخ باسم (الدولة العبيدية الفاطمية )، وكيف أن إدريس الأكبر الذي فر من المسودة العباسية رفقة راشد الأمازيغي نحو جبال الأطلس المغربي وزوجه الأمازيغ بكنزة الأوربية وأسسوا باسمه دولة الأدارسة ، .... وكيف فر (عبد الرحمن الداخل )المكنى (بصقر قريش) الأموي نحو أخواله الأمازيغ الذين كانوا له البطانة بسيوفهم في إحياء حكم بني أمية في الأندلس بعد أن سقط في دمشق لحساب أبناء العباس .

°°° المرابطون الأمازيغ على خشبة مسرح الأحداث .

°°ويُحدثنا التاريخ كيف وضع (عبد الله بن ياسين الجزولي ) الأمازيغي الذي توفي في حدود 1059 أسس دولة دينية بتكوين زاوية ، مدرسة ، لتعليم الطلبة القرآن وعلوم الدين ، فتكون بمرور الوقت عصبة منهم تزايد عددها مشبعين بروح الجهاد ومزودين بثقافة دينية بعد أن تفرغوا لذلك في مرابط تأويهم على حدود السنغال ( وأطلق عليهم إسم المرابطين ) تيمنا بالأية الكريمة
:( يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَ(رَابِطُواْ) وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) الآية 200 آل عمران .
ففي تفسير بن كثير أن الآية نزلت في قوم يُعمرون المساجد ويصلون الصلاة في أوقاتها ، ثم يذكرون الله فيها فعليه أنزلت (أصبروا ) أي على الصلوات الخمس ،( وصابروا) أنفسكم وهواكم ، ( ورابطوا) في مساجدكم ( واتقوا الله ) فيما عليكم ، لعلكم تُفلحون .
فرابطوا بمعنى أحبسوا أنفسكم في مساجدكم ، والرباط هو الخلوة أو المدرسة أو الزاوية التي خصصت للإشتغال بأمر الدين دراسة وتطبيقا ، أو (لأنهم ربطوا انفسهم وحبسوها عن الشهوات وكفوا عن علاوتها ومنعوها من ارتكاب لذّاتها ،واشبهوا بالمرابطين ، وأطلق عليهم هذا الإسم ،أو سموا به من حيث أنهم يحافظون على الصلوات ، وأنهم مهما فرغوا من صلاتهم انتقلوا للتي بعدها ، كما أنهم لا شغل لهم غير ذلك ) .

°° فتلك المرابط أنتجت جحافل من الطلبة الصنهاجيين الملثمين الأمازيغ المستعدين لتغيير الوضع الديني ، هم الذين غزوا الشمال فأسس زعيمهم يوسف بن تاشفين فيما بعد دولة المرابطين ، فالحركة المرابطية في الأصل هي حركة دينية أمازيغية ، انطلقت من روابط جنوب المغرب على تخوم السنغال واتسع أثرها إلى أن وصل حدود تونس الحالية .

°°من خلال هذا الطرح يتضح أن ظاهرة الشرف في بلاد المغرب الإسلامي لها بعدين ، بعدٌ محلي مرابطي ، وبعد خارجي وافد هو الشريفي ، أو الشرفا ، أو الشرفاء .
وهو ما سأحاول بسطه في مقال قادم .

-------------------------------------------------------------------------
[1] معركة فخ دارت في 11 يونيو 786، بين قوات الدولة العباسية، بقيادة سليمان بن أبو جعفر، من أبناء الخليفة المنصور، وأنصار تمرد العلويين في مكة بقيادة الحسين، حفيد الحسن بن علي. تمكن الجيش العباسي بسحق تمرد العلويين عند وادي فخ بالقرب من مكة، وأُعدم الحسين برفقة الكثيرين من العلويين. فر أحد العلويين، إدريس بن عبد الله، إلى المغرب، وأسس الأسرة الإدريسية.
.....



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوفُ من الإنقسام !؟
- عبد الرحمن أوميرة .... نمرُ الصومام [3/3]
- عبد الرحمن أوميرة ... .... نمرُ الصُّومام [3/2]
- عبد الرحمن أوميرة .... نمرُ الصومام .[3/1]
- عميروش ....ومركز قيادته .
- الكولونيل امحمد بوقرة .
- الأمازيغية هي الأصل والفصل .
- مابعد طوفان الكورونا .
- الدرس المكيافيلي لنظام الجزائر .
- اللغة الأمازيغية. في خطر .
- رشيد بن عيسى ،غير الرشيد ؟
- أسرى عميروش .... أو قانون العينُ بالعين .
- سوكينغ soolking والحراك الشعبي الجزائري .
- يريدُونها دولة عسكرية ؟؟؟ !.
- الدولة السعودية الوهابية .
- الزواف zouaves أو الخديعة الكبرى . [ج4]
- الزواف zouaves أو الخديعة الكبرى [ ج3]
- الزواف zouaves أو الخديعة الكبرى [ ج2]
- الزواف zouaves أو الخديعة الكبرى . [ج1]
- مظاهرات الجزائر ....إنه الطُّوفان الذي لا يُقهر !


المزيد.....




- بتوبيخ نادر.. أغنى رجل في الصين ينتقد -تقاعس الحكومة-
- مصر.. ضجة حادث قتل تسبب فيه نجل زوجة -شيف- شهير والداخلية تك ...
- ترامب يعين سكوت بيسنت وزيراً للخزانة بعد عملية اختيار طويلة ...
- ترامب بين الرئاسة والمحاكمة: هل تُحسم قضية ستورمي دانيالز قر ...
- لبنان..13 قتيلا وعشرات الجرحى جراء غارة إسرائيلية على البسطة ...
- العراق يلجأ لمجلس الأمن والمنظمات الدولية لردع إسرائيل عن إط ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث تهديدات إسرائيل للعر ...
- ابتكار بلاستيك يتحلل في ماء البحر!
- -تفاحة الكاسترد-.. فاكهة بخصائص استثنائية!
- -كلاشينكوف- تستعرض أحدث طائراتها المسيّرة


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الطيب آيت حمودة - الأنساب الشريفية والمرابطية حقيقة أم زيف ؟ ( ج1)