جعفر البوهلالة
الحوار المتمدن-العدد: 6561 - 2020 / 5 / 12 - 02:32
المحور:
الادب والفن
الدراما العراقية.
العراق واحد من اكبر بلدان التنوع في العالمين العربي والاسلامي حيث يضم في تركيبته العديد من القوميات والأديان والمذاهب كالقومية العربية والكردية والتركمانية والشبكية والسريان الكلدو اشوريين بالاضافة الى تعدد الاديان في العراق كالدين الاسلامي والمسيحي والصابئي والايزيدي.
ويعتبر العراق هو دولة الحضارات العريقة والمتعددة كالحضارة السومرية والبابلية والاشورية والاكدية والاسلامية وفي الاسلام ثلاث مدن عراقية اصبحت عواصم للعالم الاسلامي منها بغداد والكوفة وسامراء ومر العراق باحتلالات عديدة كالاحتلال الانكليزي والعثماني والفارسي وغيرها وهذا التاريخ الطويل الحافل بالاحداث السياسية والعسكرية والاجتماعية يفترض ان يكون مادة دسمة للدراما العراقية والفنانين العراقيين فيكفي ان تطلع على اخر قرنين في العراق وستجد الكثير من الاحداث سواء في فترة العثمانيين او فترة حكومة ال السعدون المنتفق او بدايات دخول الانكليز وفترة الحكم الملكي ويمكن الاكتفاء فقط باظهار جرائم حزب البعث وفترة دخول داعش للعراق وستجد فيها الكثير من المواقف البطولية والسياسية ما يشبع نهم الفنانين.
لكننا مع هذا نجد ان الدراما العراقية هي افشل دراما بين الدول العربية ولو كان هذا التنوع في الاحداث التاريخية في اي دولة اخرى غير العراق فهل سيكون حالهم كحال العراقيين؟.
لكن الفنان العراقي ينظر لنفسه بدونية وتقزم ولا يستطيع ان يثبت نفسه امام الاخرين لذلك لم يستطع الفنان العراقي الى الان ان يخرج من طور الحضانة الى طور الفتوة والشباب.
لذلك اقتصروا على مسلسلات خاوية تهدف الى جلد الذات بصبغة فئوية وطائفية ليس الا وغالبا ما تكون ذات طابع فكاهي سمج وباعتقادي ان فشل الدراما العراقية ناشيء عن جهل الفنانين بتاريخ العراق أولا أو انهم ينظرون الى ما يستهوي المتابع العربي ولا سيما في نظرتهم الدونية لمناطق الجنوب. او بسبب كسلهم في البحث في المادة التاريخية واظهارها الى المجتمع دون التركيز على الجانب الطائفي.
واما استمرار الفنانين على هذا النهج الفكاهي السمج فهو للتغطية على فشلهم وقتامة تفكيرهم.
#جعفر_البوهلالة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟