أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - هل تعاني قريحة الروائيين نضوبا؟














المزيد.....

هل تعاني قريحة الروائيين نضوبا؟


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6557 - 2020 / 5 / 7 - 23:20
المحور: الادب والفن
    


إن المتابع المتفحص للمشهد الروائي العربي، يلمس توجها محموما نحو كتابة الرواية التاريخية، وقد تعددت الأسباب في التوجه هذا، منها هامش الحرية الضيق في البلدان العربية، إذ حاول الروائي سلوك هذا المسلك، كي يتخلص من عين الرقيب المتلصصة على نصوصه، ومن ثم كي ينجو بنفسه من المساءلة. لكن ما الذي دفع بروائي مهم هو نجيب محفوظ، أن يدشن عهده الروائي بهذه الروايات الثلاث «عبث الأقدار» و«رادوبيس» و«كفاح طيبة»، التي استوحت التاريخ الفرعوني المصري، مع أن مصر كانت وقتذاك تحيا هامشا مقبولا من الحرية الإبداعية والبحثية، أنتجت ذاك الجيل الباحث عن الحقيقة، لا بل الجيل المشاكس: طه حسين، وعلي عبد الرازق، ومحمد حسين هيكل و.. و. ترى هل كانت هذه الروايات التاريخية المحفوظية تمرينا على ولوج عالم الرواية؟
وقد شهدت السنوات أو العقود التي تلت تلك الباكورة الروائية المحفوظية، تصاعدا في الاندلاق الروائي التاريخي، فكتب معظم الروائيين العرب في هذا اللون، ترى هل نحن نعاني موجات أو (موضات)؟ فما أن يدلو واحدنا بدلوه، حتى نجد الدلاء قد أدليت في الموقع ذاته، واللون عينه، فكتب الروائي المصري إدوار الخراط روايته «أضلاع الصحراء» التي تستوحي أيام الحرب الصليبية، وتحديداً أواخر أعوام العهد الأيوبي؛ أيام (الملك الصالح) وزوجته (شجرة الدر)، والحملة التي قادها الملك الفرنسي لويس التاسع لاحتلال مصر، والتي طرد منها شر طردة، وتعاون مسلمو مصر وأقباطها في محاربته وهزيمته، فضلا عن رواية «السائرون نياما» لسعد مكاوي، و«الزيني بركات» لجمال الغيطاني، الذي سيقلب الآية في عمله «أوراق شاب عاش منذ ألف عام» فهو إذ استوحى التاريخ الماضي في «الزيني بركات»، فإنه يجعل من قصته هذه مخيالاً واستقراء لما سيحدث بعد ألف عام، إذ يعثر المنقبون على أوراق كتبت منذ ألف عام، أثناء الحرب التي نشبت في تلك الأحقاب البعيدة، بين أجدادنا على ضفاف النيل، ودويلة صغيرة، لم تصلنا غير معلومات ضئيلة عنها، وكانت تسمى إسرائيل، لكن من المعروف أن هذه الدويلة اختفت تماماً بعد ذلك، وضاعت أخبارها نهائياً. كما كتب الروائي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل روايته «النيل يجري شمالا» التي تسرد وقائع غزوة نابليون بونابرت الفاشلة على مصر سنة 1799، وتاريخ عبد الرحمن الجبرتي تحديداً

إن اتكاء عاليا على حوادث التاريخ يدفعنا للتساؤل، هل نحن إزاء كتابة تاريخية، أم كتابة إبداعية؟ وأين الحد الفاصل بينهما؟ والأمر ينسحب على الكتابة الروائية التي تستند إلى سرد لحيوات شخوص، وقد تتحول إلى سرد تسجيلي توثيقي، كما فعل الروائي الجزائري واسيني الأعرج، وهو يسرد علينا وقائع حياة الأديبة الراحلة ماري الياس زخور زيادة، المعروفة باسم (مي زيادة)، ومن قبلها حياة الأمير المجاهد ضد الاستعمار الفرنسي، عبد القادر الجزائري في روايته «كتاب الأمير»، بل إن الروائي المغربي بن سالم حميش، يعيد صياغة حياة ابن خلدون، وابن سبعين في روايته «هذا الأندلسي»، فضلاً عن الحاكم بأمر الله الفاطمي في روايته «مجنون الحكم»، ولن أتحدث عن العديد من الروايات السياسية التسجيلية، التي كتبها أدباء عراقيون، عن أحد القادة العراقيين السابقين، وسأورد مثلا واحدا، هو ما كتبه الروائي العراقي الذي رحل سراعاً، وهو في عز شبابه؛ عادل عبد الجبار في روايته «الزمن الصعب» وروايته الحربية التوثيقية الأخرى «الرقص على أكتاف الموت».
هذا اللون التاريخي التسجيلي، أدى إلى إضمار التشويق لدى القارئ والمتلقي وضموره، بل كاد يتلاشى، وهو يقرأ حوادث عاشها، أو كان قريباً منها ويعرفها، مفهوم التشويق المهم في العملية الإبداعية، أن تستطيع الإمساك بزمام القارئ، يأتي من ثراء الموهبة، ومن الخيال المجنح عالياً، للروائي الذي يبتكر الحوادث والسرود، مع تطعيمها بصور من الواقع المعاش أو المعيش، وهذا هو الفارق العظيم والواضح بين المبدع، والمؤرخ، أو كاتب التاريخ.
وما اكتفى العديد من الروائيين العرب، ومنهم العراقيون بكتابة الرواية التاريخية، فضلاً عن الرواية التي تستوحي حيوات الشخوص، وتتكئ عليها، فإنهم لجأوا- كذلك – إلى الامتياح من حياتهم الشخصية، وقد لا أعدو الحقيقة إذا قلت، إن الروائي لا يمكن أن يقصي حياته الذاتية وتجاربه من عمله الروائي أبداً، من هنا يتبين سخف مقولة موت المؤلف، أو الكتابة بدرجة الصفر، وإن النص، أي نص إنما هو ملك القارئ الذي يعيد تفكيكه بعد قراءته، وتنتهي علاقة مبدعه به ساعة يضعه بين يدي القارئ، لكن أن يأتي السرد الروائي معتمداً كلية على شخص الروائي، فهذا مؤشر خطر وخطير على نضوب المواهب، وضمور قرائح المبدعين، وهل نصنف هذه الكتابة ونعدها رواية، أم نبوبها ضمن حقل المذكرات، أو كتابة السيرة الذاتية؟ وكيف يمكننا تحديد الفاصل الواهي بين اللونين



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية(هل تحبين برامس؟) لفرانسواز ساكان حين يمسي ضعف المترجم ...
- محمد مهدي البصير.. الشاعر الثائر الذي غادر الشعر والسياسة
- ابتسام عبد الله.. مواهب في القصة والرواية والترجمة والحوار ا ...
- السيد محمد سعيد الحبوبي شاعر الحياة وفقيه الجهاد
- مناقشة هادئة مع المفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل
- ذاكرة العراق؛ عبد الحميد الرشودي يدرس حياة الرصافي وآثاره وش ...
- صورة المناضل مهدي بن بركة
- قصائد اكليل موسيقى رؤى في بنى تضاد .... النسيان مصاب بداء ال ...
- ( بم تحلم الذئاب؟) لياسمينة خضرا رواية عن العشرية السوداء في ...
- وما آفة الأخبار إلا رواتها سفير بريطاني في حضرة السلطان سليم ...
- تطهرت ريشته من سواد الحقد مارون عبود الناقد الساخر في (نقدات ...
- القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية.توثيق صوتي لمجريات الح ...
- الراديكاليون المتعصبون والكتاب
- تمثلات الحداثة وتراجعها
- رأي محمود أمين العالم بعبد الرحمن بدوي وحسرته على ضياع الدكت ...
- (ثورة الزنج) فيصل السامر المؤرخ الموضوعي العلمي الحيادي
- الدكتور علي جواد الطاهر ورأيه في طه حسين فصول ذاتية من سيرة ...
- توفيق صايغ: شاعر قصيدة النثر الرائد حياة مكتظة بالخيبات، ومي ...
- عبد الملك نوري ما أنصف نفسه وما بحث عن الإنصاف لدى الآخرين
- ناجي جواد المحامي من أبرز كتاب أدب الرحلات


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - هل تعاني قريحة الروائيين نضوبا؟