اليك رشاد ابو شاور .. تعلم كيف تكون عين ثالثة
حافظ عليوي
2006 / 6 / 15 - 11:54
يفاجئنا الاخرون في الدول الشقيقة والصديقة والبلد الواحد باهتمامهم بالعراق وحماستهم لخوض المناقشات الساخنة حول العراق السياسي والمواقف العربية والاقليمية والدولية من القضايا العراقية ، ويدهشنا لدى الكثيرين من هؤلاء على اختلاف مشاربهم وجنسياتهم وانتماءاتهم انهم متابعون وراصدون لمسيرة الاحداث وانعكاساتها في الساحة العراقية الداخلية والخارجية وعلى المستويين العربي - الاقليمي والعراقي - الفلسطيني .
وأصداء ذلك في الغرب الاوروبي والغرب الامريكي وفي مواقع اسيوية وافريقية نحسبها نائية ومشغولة بقضاياها المعقدة ، فنجد رغم ذلك مكانا لأمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق " نايف حواتمة " في قائمة واهتمامات رشاد ابو شاور وصلاح المختار ، حول برقية التهنئة المقدمة الى جلال طالباني .
لكن معظم هذه المناقشات والسجالات والآراء التي خاضها وبالتحديد رشاد ابو شاور في مقالته قد تتبخر في خواتيم لقاءاته وسهراته ومآدبه وربما تُعتبر واعتبرها الكثيرون من العراقيين والفلسطينيين على وجه التحديد بأنها ثرثرة لملئ الوقت او مجاملات للبعثيين ، اذا تضمنت الاطراء ، او تعبيرات او مواقف عدائية تستوجب الرفض والمقاطعة ، اذا تضمنت تحاليل ورؤى مغايرة .
وقليلون اولئك الذين ينظرون الى هذه الآراء والتحليلات التي بناءا عليها ارسلت برقية التهنئة وحتى الثرثرات والشتائم التي خطها ابو شاور والمختار ، بعين ثالثة تبحث عن أدلة ومفاتيح ، يدخلون من خلالها في حوار مع الذات ومع قضايا الوطن فيكتشفون من خلال الآخرين ومواقفهم وآرائهم وحتى أحقادهم أخطاء وربما خطايا ، كنّا نراها هفوات أحياناً وأحياناً مزايا ويقرؤون بعيون الآخرين خصائص للعراق ، وقدرات كامنة ، وثروات غير مكتشفة ، وموارد مهملة ، وخبرات ضائعة في زحمة المزايدات والادعاءات التي تغطي في احيان كثيرة على الحقائق التي ان ظهرت انكشف زيف وفساد العديد من المتمترسين وراء شعارات واعلانات برّاقة ، تخفي عدوانا حقيقيا على مصلحة العراق ومقاومته والجالية الفلسطينية في العراق ودورها ومستقبلها .
فعندما أصريّت على ألا تكون عين ثالثة لذا استوجب الرد :-
فهل غاب عن ذهن ابو شاور كيف انتخب طالباني ؟؟!! لتولد الببغاءات لتجتر مقالتك !!
ألم ينتخب ابو مازن يا سيدي في ظل الاحتلال ؟؟
ألم تنتخب حكومة حماس في ظل الاحتلال ؟؟
فما الغريب أن يُنتخب طالباني في ظل الاحتلال والمقاومة ؟!
ألم يدرك ابو شاور بأن جميع القوى السياسية العراقية سنة وشيعة ، عرب واكراد ، يساري وديمقراطي ، وطني واسلامي ، قد شاركوا في العملية الانتخابية ؟
ألم تعلم بأن المقاومة العراقية أعلنت وقف عملياتها ضد المحتلين للتحضير للانتخابات ؟
والنتيجة بأن الاغلبية الساحقة انتخبت جلال طالباني بما فيها المقاومة التي اوقفت عملياتها لخوض المعركة الانتخابية والتي أؤكد لك بأن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ممثلة بأمينها العام هي جزء من المقاومة ؛ ليتم نظام ديمقراطي برلماني عادل والذي يمّكن من تعزيز المقاومة وانقاذ الجالية الفلسطينية ووضع جدول زمني لترحيل الاحتلال .
فيا سيدي عيون الآخرين في كل الأرصفة والمواقع المتعاطف منها مع العراق وقضاياه العادلة أو المتّربص بفلسطين ودورها وقيادتها الغيورة ، هذه العيون على تفاوت مستويات الرؤية وعمقها وموضوعيتها في الغرب والشرق وكل مكان ، أرانا أحوج ما نكون الى رصد نتائجها بهدوء وبرود اعصاب وشمولية ، رؤية وحيادية ما أمكن تجاه كل قضايانا المثارة بحسن نيّة او بسوء نيّة ، في السياسة والاقتصاد والثقافة والاعلام والتنمية وكل مجال . ومن يتابع القضايا في عيون الآخرين من المفكرين والسياسيين والاقتصاديين والاعلاميين والناس العاديين في كل الارجاء يدرك مدى اهمية المواقف وحساسيتها في المرايا المختلفة ، وخلفية التعاطف والاحترام والتأييد والحب بتقديري ليست اهم من المراجعة والتقييم من خلفية الكراهية والعداء والتزوير وافتعال المعارك وتسويق الاتهامات والسيناريوهات المركبة بعناية ضد الموقف المصحوب من برقية التهنئة وما تمثله عربيا وعراقيا وفلسطينيا حيث اننا ليس معنيون بذبح الجالية الفلسطينية في العراق والذي جائت فيه برقية الرفيق " نايف حواتمة " بعد صمت طويل من حكومة حماس التي لم تشر سوى اشارة الى الموضوع ، وفي المقابل أعتقد بأن طالباني لم يذكر كلمة واحدة حول سياسات صدام حسين ، وأكد على مساهمة التوجهات العربية العربية - والدولية الدولية لهذا وبالتأكيد بأن سياسات ومواقف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وامينها العام مع المقاومة العراقية .
فتصعيد حملات التشويش السياسية والاعلامية ضد المواقف الثابتة ، يدعوا الى الثقة بمقدار ما يدعو الى القلق ، ورصيد الجبهة الديمقراطية " الموقف والدور " الكبير ويمكن ان يكبر ويرسّخ أكثر في ضوء المراجعة المستمرة التي تقودها الجبهة على الصعد كافة من أجل بنلء المستقبل ومؤازرة الأشقاء والأصدقاء وكل الحريصين على الحق والعدل والشرعية والحرية والكرامة .