أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - في ذكرى ميلاد لينين














المزيد.....

في ذكرى ميلاد لينين


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 22 - 13:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


150 عاماً على ميلاد فلاديمير ألييتش أوليانوف المكنى لينين ولد في 22 أبريل/نيسان عام 1870 وتوفي في 21 يناير /كانون ثاني عام 1924.

لو دخلت مكتب لينين في الكرملين لوجدت كتاب الساخر العظيم البريطاني جورج برنارد شو (إلى الخلف حتى مافوسيل) كُتبتْ على غلافه عبارة: "إلى نيقولاي لينين الحاكم الوحيد من بين حُكَّام أوروبا الذي يمتلك نبوغاً وخُلقاً ومعارف تتناسب مع مركزه المسؤول" من جورج برنارد شو في 16 حزيران 1921.
حكم لينين دولة مترامية الأطراف إلا أنه لم يخص نفسه بشيء من خيراتها، بل اختار الفقر وحتى الجوع فمات سريعاً. لو عاش لينين بضعة أعوام أخرى لاقترب من تحقيق حلمه في مجتمع لا مالك فيه ولا مملوك ولا قامع ولا مقموع، مجتمع مشاعي كما تبلور في وجدان أهل الحكمة والفلسفة. وهؤلاء الأبدال، كما يسميهم هادي العلوي البغدادي-طيَّب الله ثراه- حاولوا عمارة الأرض بالعدل، فما أفلحوا. وكان ما كان مما لست أذكره/ فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر.
في مقال خطير كتبه لينين تحت عنوان " حول أهمية الذهب" نشرته جريدة "البرافدا" في عددها رقم 251 الصادر في السابع من تشرين الثاني 1921 يقول فيه:" حين ننتصر في النطاق العالمي، سنصنع من الذهب، كما أعتقد، مراحيض عامة في شوارع بعض أكبر مدن العالم. وسيكون ذلك أعدل استعمال للذهب واوضحه دلالة للأجيال التي لم تنس أنه بسبب الذهب ارتكبت أبشع المجازر بحق الإنسان"
حلمان في قول لينين: حلم انتصار الجياع وبناء مجتمع العدل، وحلم التخلي عن الملكية، وجعلها مشاعاً بين الناس. لقد تحوَّل لينين في حياته إلى طاقة روحية خالصة مستثمرة لأجل الجياع. لقد أهلك نفسه من أجل الفقراء المساكين. وهذه من نوادر التاريخ، إذ المعتاد أن يهلك الحاكم نفسه من أجل نفسه.
يمكننا القول بثقة أن لينين مات وفي نظرات عينيه الثاقبة ذلك الخوف العميق على "جذور السنديانة الحمراء" التي حكى عنها رفيقنا اللبناني محمد دكروب. يظهر ذلك جلياً من خلال مراسلات لينين السرية الحزينة إلى مؤتمر الحزب الثالث عشر والتي تجدها في آخر المجلد العاشر من مؤلفاته المختارة في طبعتها العربية، لأنه لم يجد بين رفاق دربه من يملك القدرة على صيانة هذا الحلم العظيم.
في كلماته الأخيرة استعرض رفاق دربه الأكثر قرباً إليه: تروتسكي بوخارين بياتوكوف زينوفييف كامينيف ستالين. فأُصيب بخيبة أمل فظيعة. ولينين من أفذاذ البشر قلَّما يجود الزمان بمثله. لينين عبقرية فذَّة لا يمكن مقارنتها مع غيره. لينين كان فريد عصره، ولا أظنه تكرر ولن يتكرر، ليس لأن النساء عقيمة، بل هي حبَّالة ولَّادة، ولكن الشخصية التاريخية الفاعلة لها مهادها الطويل العريض و الشرط التاريخي الذي أنتج ظاهرة لينين قد يكون فريداً ومن شبه المستحيل تكراره، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، قدرة لينين على العمل والجدل الفكري خارقة للمألوف عند البشر، فهو على استعداد للجدل معك في كل قضية وهذه ميزة نادرة، كان موسوعة من الأفكار المتحركة ولم يرزح تحت ثقل الجمود العقائدي، كان لينين أحد الأحرار الكبار في الفكر والحياة، فأنت لو تأملت فيما تركه من مؤلفات لهالك حجمها، فمتى كان يأكل وينام ويُحب ويقرأ ويكتب ويتريض، لا شك أن لينين كان يملك دماغاً عبقرياً له كل الحرية في توليد الأفكار بذكاء وفطنة وسرعة بديهة يُحسد عليها.
حُنِّط جثمانه في موسكو ووضع في الساحة الحمراء فُرْجَة للناس. وأغلب الظن أن زوجته كروبسكايا ماتت بعد سنوات حزينة، كئيبة، لرؤية زوجها بهذا المنظر. وقد عارضت تحنيطه وطلبت بدفنه مثل كل البشر.



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يحكم الأوباش العالم يا أفلاطون؟
- الفيروسات
- جريدة الكلب
- هل أنت ممن يحبون قراءة الروايات؟
- الخشن اليد والناعم اليد
- الصورة والمرأة وشوارب ستالين
- المستطرف السياسي في كتاب الفلسطيني عارف حجاوي
- الكاتب لا يسمح بالتعليق على هذا الموضوع
- بقايا كلام على جسر سراقب
- أبي وعبد الله بن المقفع وفلسطين
- بقايا كلام على حائط أم جورج في إدلب
- قصيدة حب سومرية
- مصحف جدي
- حوار في موسكو
- شجار في صحيفة الأخبار
- ثلاثون عاماً على كتاب الرأسمالية تجدد نفسها
- يعجبني ماركس أكثر من سواه
- من يملك الدَّين الأمريكي؟
- قرية سورية منحوتة في الصخر
- حدثنا عن العدالة يا أردَشير


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - في ذكرى ميلاد لينين