نسيمة سعدي
الحوار المتمدن-العدد: 6537 - 2020 / 4 / 14 - 04:02
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في ظل هذه الظروف المشحونة بالإضراب ،القلق حول مصير العالم ،إختفت كل معالم الهيمنة السياسية والإقتصادية ،أصبح العالم بسبب "المفاجئ" ذو المصير الواحد والهدف الواحد إنقاد ما تبقى من النظام الحيوي الإيكولوجي ،بل إنقاد ما تبقى من الإنسانية كأفق جديد. كيف ؟ لماذا؟ وإلى أين؟ تساؤلات القلق الوجودي هي أيضا تتضخم أمام وضع لازال ثابت يتحرك فيه عدد المصابين , عدد الموتى , وعدد التعافين- على إثر هذا يتحول الإنسان المواطن وفق الخطى العالمية هو الملتزم بالحفاظ على نفسه كعدد ضمن باقي الأعداد المذكورة سالفا . لنعد بالذاكرة إلى الوراء ,التاريخ الحافل بنجاح العقل تجريبيا , تجاه المتدخل فيه ( الطبيعة) و المتدخل( الإنسان) . كان الرهان الأول السيطرة على الطبيعة وقمع التهديد الذي من الممكن أن تواجهنا به ,ليس هذا قط بل التحكم فيها , أوهل كان هذا التحكم عقلانيا متبصرا ؟ وبما أن المسمى تقدميا , لا رجعيا , هو الدول العظمى التي إعتبرت التقدم كوجبة شهية ها هو السؤال يطرح , هل كان الأمر فعلا كذلك أم أنه وبال على الإنسانية التي تعنينا نحن , وإنسانية إيكولوجية خفية لا تراعى إلا عندما يفوت الأوان , وتسمى "إذانة العصر المعاصر لإنسانيته". وعليه فمطلب التوازن الإيكولوجي ,أصبح مطلب إستعجالي "كإثفاقية عالمية"《إن العالم المصنع ملوث وتحركه فقط الرغبة في الإستهلاك , ومن ثمة الإنتاج ,إنه يهددبقيادتنا نحو خراب الأرض》{1}. ومن ثمة فالقاعدة الراهنة تأصيل قاعدة الفلسفة البيئية , بتبييئ العلاقة السليمة والمتوازنة مع الأرض ,النبات والحيوان ,《 فكل الأشياء الحية لها مصالح وبالتالي لها خيرها الخاص , بغض النظر عن إستخداماتنا لها ,وبشكل مستقل تماما عن كونها حاسة أو مبالية》{2} .
*{1}جون فرانسوا دورتي, فلسفات عصرنا ,تياراتها ,مذاهبها ,أعلامها,قضاياها-ص:91
*{2}امايكل زيمرمان ,الفلسفة البيئية الجزء الأول ,ص:34
#نسيمة_سعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟