من اجل صياغة رؤية واضحه عميقة وطويلة المدى للجان الطوارىء

محمود الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 6536 - 2020 / 4 / 13 - 18:46
المحور: المجتمع المدني
    

واضح ان لجان الطوارئ تفتقد الى رؤية بعيده ثاقبه لمستقبل الوضع على المدى البعيد وتبني استنادا الى ذلك خططها في اسناد الناس وواضح ان عملها يشير الى اعتقادها ان المسأله قصيره المدى ولن يترتب عليها مضاعفات اجتماعيه ستسبب أزمات اجتماعيه خانقه وربما تدخل الناس في حاجة ماسه بعد تدهور اوضاعهم المعيشيه .
من المعلوم ان الازمه التى نمر فيها لن تكون مؤقته بل طويله ، سنصل الى المرحله التى كان اجدادنا يقولون " خلي قرشك الابيض ليومك الأسود " ولن يكون هناك اسود من الايام اوالسنين القادمه ، نحن نعيش في سلطة تحت احتلال اقتصادها مشوه بفعل إجراءات الاحتلال وعوائقه وفي نفس الوقت اقتصاد تابع ليس حرا في عمله.
ليس لنا حدود ولا معابر ولا مداخيل من انتاج اقتصادي مستقل ، ، وحتى لو تمت السيطره على الازمه في الضفة والقطاع يبقى بابها مفتوحا من خلال المعابر الاسرائيليه عن طريق كل الذين يعملون مع اسرائيل والذين يعملون ليس العمال وحدهم بل فئات اجتماعية مختلفه من تجار وأطباء وكافة العلاقات مع اسرائيل ، أضافه الى ما سينتج عن أزمة كورونا على الاقتصاد الفلسطيني كساد وركود ووقف ورش وإفلاس شركات وازدياد نسبةً البطاله بشكل كبير مما يعني تفشي الفقر مع ازدياد حجم البطاله وبالتالي تعميق الأزمة الاجتماعيه وزيادة عدد الذين سيتقاضون الإعانات من الشؤون الاجتماعيه في الوقت الذي ستكون السلطه غير قادره حتى على دفع مرتبات موظفيها فكيف ستدفع الإعانات . يقودنا هذا الى أهمية الاندفاع نحو الاقتصاد المنزلي من جهه ونحو ضرورة قيام لجان الطوارىء بمبادرات لها قيمه في الحياة المعيشيه وان كانت حسب الموسم لكن لها تأثير في الحماية الاجتماعيه . وطالما ان اللجان لم تفكر في هكذا اتجاه يعني انها عاجزة عن فهم طبيعةالواقع وأثره على مستقبل حياتنا
وان الاهتمام في الناحية الإعلامية من خلال التقاط الصور ونشرها عبر صفحات الفيس بوك لا قيمة لها في التخطيط لمستقبل الناس والحقيقه المره ان يتجه الناس الى انشاء صناديق عائليه دون النظر الى ان خلق انقسامات في البلد الواحد سيؤدي الى نشوء جيوب من الناس المعوزين الذين لا قريب لهم يمدهم بالعون والمساعدة لهذا يجب انشاء صندوق اغاثة واحد هدفه حماية الكل اجتماعيًا دون النظر من اي عائلة المنتفع من الصندوق
ان الواقع الصعب المتوقع ان نمر فيه على ضوء الازمه التى نعيشها وستعيشها طويلا تؤدي الى إغلاق ورش ومعامل ومصانع صغيره وأعمال حرة سيؤدي ذلك الى فصل أعداد كبيره من عملهم دون ان يدفع ارباب العمل أتعابهم بحجة عدم قدرتهم مما يؤدي الى وقوع اشكاليات كبيره في المجتمع وهذا يفرض على الأثرياء القيام بواجبهم الأخلاقي والوطني والديني ان لا يتركوا احدا جائع عن طريق انشاء صندوق اغاثة بشكل دائم على ان تكون على شكل مرتبات شهريه وليس على شكل معونات غذائيه فأرباب العائلات اعلم بحاجة عائلاتهم من الذين يعتقدون انها فقط مواد غذائيه.
التكاتف الاجتماعي يجب أن يأخذ طابع الاستمرارية ومن اجل ان يأخذ وجب ان نعمل جاهدين على توفير عامل مساعد بتنشيط الاقتصاد المنزلي بالاعتماد على الذات بنفس مستوى الاعتماد على التكاتف الاجتماعي
لما تقدم ما المانع من التقدم بمبادرات طالما المال موجود بصفته المحرك للجمود
مبادرات في القرى المجاورة تستفزني
في الوقت الذى حجزت كورونا الملايين في البيوت وفي مواقع تجمعاتهم وتشكلت لجان طوارىء لتشكل في ممارساتها ونشاطاتها سدا منيعا امام محاولة اتساع نشاطه وحتى تشكل حماية اجتماعيه لمختلف الفئات الاجتماعية وخاصه الشعبية منها تبادر في نشاطاتها القيام بسلسلة مبادرات ابداعيه لتقليص الفجوه بين انسداد أفق العمل وايقاف العمال عن العمل وتوقف الإنتاج لتقديم مبادرات تستهدف تخفيف ضغط الاحتياجات على العوائل والأسر العماليه والاستفادة من ازدياد نسبة البطاله المفروضة بفعل حالة الطوارىء من جهه وباستغلال الاراضي البور وزراعتها مثلا ١٠٠٠ شتلة بندوره و٥٠٠ بيت كوسا و٥٠٠ شتلة بيذنجان و١٠٠ بيت يقطين وغير ذلك الكثير الكثير ثم يمكن مبادرة اصحاب الاراضي باستصلاح أراضيهم في الوقت الذى تمر به البلاد بوقف العمل ثم يمكننا المبادرة للقيام بأعمال الصيانه في المدارس وتحتاج هذه مجموعة فرق للطراشه والدهان والحدادة والكهرباء والتمديدات الصحيه. والتدفئة وأعمال الالمنيوم ثم التوجه الى زراعة جانبي الشارع بأشجار الزينة لنحول البلد الى بلد خضراء جميله.
ثم يمكننا بدل التقاط الصور لانها لا تعبر على قيامنا بعمل مفيد ومنتج علينا التفكير الجدي عن اي المبادرات يمكننا القيام بها مثلا مبادرة أهالي كفرمالك اقتناء ٥٠ الف صوص لاحم تربيتها مدة ٤٠ يوما ثم توزيعها على عائلات البلد في أواخر رمضان اليس مفيدا اكثر من طق الحنك والتقاط الصور في كل مكان وفي اي لقاء مهما كان وهذا لا يفيد المنتفعين من لجان الطوارىء وما يفيدهم المبادرات وما تنتج.
ففي عين يبرود قامت اللجنه بتشغيل مجموعة من العمال العاطلين عن العمل منها تشغيلهم ومنها قدمت لهم مساعدات عينيه فوق ذلك
وحتى تزداد الثقه بين لجنة الطوارىء والمتبرعين من المغتربين لا بد من الاجتهاد في عملية التصرف الواعي لأموالهم التى جادوا بها وحتى تكون بين ايدي اشخاص قادرين على الإبداع وينتج مالهم مالا مضاعفًا في قدرته على العطاء وتشغيله بما يخدم الناس في محنة كورونا لذا بادروا الى القيام باي مبادرة تنفع الناس وتخدمهم
كما يمكن المبادرة الى تغطية ديون بعض العائلات التى تستحق في السوبرماركات ولدى الجزارين والصيدليات مثلا بادرت احدى لجان الطوارىء ببيع حمولةً" ترك خضار وفواكه بالتكاليف الفعليه للأهالي
ويمكن تشكيل فريق من الباحثين لاحصاء عدد العائلات واستخراج عدد الاطفال ما دون ال ١٥ سنه والشباب ما دون الثلاثين والعزاب منهم وعدد العمال والعاطلين عن العمل منهم وعدد البيوت خدمة للبلديه ونشاطاتها وعدد البيوت غير المأهوله ثم عدد البيوت القديمه وأعداد مشاريع لاعمار وترميم تلك البيوت
نرجو ان تجد هذة الاقتراحات اذانا صاغيه ولكنها تحتاج الى لجان لديها القدرة على سياغة رؤية لمستقبل عملها حتى تتمكن من تجاوز هذة المحنه التي سيكون لها اثار اجتماعيه وخيمة.

#محمود_الشيخ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات