|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
أما آن للوحدة الفلسطينية رؤية النور ؟
ان مجرى النضال المعادي للاحتلال نفسه جعل من الضرورة ضرورة موضوعية نهوض وحدة الحركة الفلسطينية الى مستوى يتجاوب مع المقتضيات الراهنة. وتلاحم الفصائل عامل مهم للغاية لتوطيد وحدة جميع القوى المعادية للاحتلال وتوسيع جبهة النضال. وتعاظم تنوع المهمات التي توجه الشعب وفي ظل استمرارية وتعاظم وتنوع التصاق القادة العرب خاصة ملوك وامراء السعودية والخليج وباقي شلة الرجعية العربية المسبحة بحمد واليها الامريكي, كل هذا يجعل من الاهم اكثر مما في اي وقت مضى توحيد وحدة الفصائل وخاصة بهدي ونور افكار حزب الشعب الفلسطيني الذي يعبر عن المصالح الجذرية للشعب الفلسطيني وخاصة عماله وفلاحية وفقراءه وتوطيد الوحدة بين الجميع لمواجهة الاحتلال, هو مهمة من المهمات الاولية واول بنودها يقول انه لا ينبغي للخلافات بين الفصائل الشقيقة في بعض المسائل ان تحول دون النضال المشترك ضد الاحتلال ومشاريعه وبرامجه ومستوطنيه واهدافه واحقاده ولا بد للمشاركة النشيطة في هذا النضال ان تقرب بين وجهات النظر وتؤمن تذليل الخلافات القائمة. وان الدفاع عن الوحدة الفلسطينية على الاقل الى حين كنس الاحتلال هو واجب مقدس على كل انسان وانسانة في المناطق الفلسطينية المحررة والمحتلة. والعدول عن الوحدة وعدم الاهتمام بتحقيقها وترسيخها يعنيان حرمان الفلسطينيين من سلاح جبار ومجرب وهام ثماره لا يمكن الا ان تكون طيبة وذات نكهة جميلة ومنعشة والتخلي عنها بمثابة استهتار بها وبالتالي بالقضية وبالكرامة وبالثمن الذي دفع على مدى عشرات السنين خاصة من ارواح ودماء الشهداء ومن المعتقلين لنيل الحق الاولي للعيش كشعب مستقل في دولة له بجانب اسرائيل. وكذلك فان التخلي عنها بمثابة خدمة طيبة وكبيرة للعدو الذي هو الاحتلال وجرائمه وحكومته. وتضطلع الوحدة الفلسطينية وبالتالي الاممية الفلسطينية والاحترام المتبادل بين جميع الفصائل والفئات والتفاهم والتنسيق ووضع برنامج مشترك يدور على درجة عالية من الاهمية بين العوامل التي تحدد القوة الفعالة اللازمة للقضية وتقريب حلها وفي الوحدة تتجلى اعلى مستويات الوعي السياسي لديهم في مواجهة الاعداء الكثيرين واولهم التشرذم. نعم ان الحاجة الملحة فلسطينيا هي تعميق التآخي والتفاهم وتحقيق المصالحة والقضاء على التشرذم. والعداوات ليست من مصلحتهم وهي ليست منزلة لتستمر خاصة ان المتربصين بهم كثيرون ومنهم من ذوي القربى وظلم ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند. فهل والاحتلال الراكض لتمزيقكم يحب ابن نابلس ويكره ابن غزة وهل دم ابن جنين يختلف عن دم ابن بيت لحم وهل الكوفية التي يرتديها ابن طول كرم غير التي يرتديها ابن قلقيلية وهناك من البشر من يعميه الشر والطالحات والسوء فيعمد الى ممارسة السيئات ومنها السرقة والفلسطينيون سرقوا وحدتهم بأنفسهم وداسوها بأقدامهم وعلانية ويرفضون الاستجابة لنداءات ارجاعها الى صاحبها الذي ينتظرها على احر من الجمر ويتجسد في كرامتهم التي تناشدهم وبصوت قوي للحفاظ عليها وترسيخها من خلال تحقيق الوحدة في اسرع وقت ممكن لكنس الاحتلال. وبتواصل تشرذمكم وخلافاتكم وكثرة ارائكم بالذات في ظروفكم فان الاراضي المحتلة والقضية والكرامة والدولة الفلسطينية ومؤسساتها تشعر ان عدوها هو الذي يحكمها وليس صاحبها. وبذلك تلتقون مع جلاديكم قادة الاحتلال الذين هم اعداء الحياة والانسانية الجميلة في الانسان والكرامة واحترام الحقوق وبممارساتهم يقولون ما الطف سفك ونزيف دمائهم من عروقهم ودوس اقدامهم لكرامتهم واهانتهم لشهدائهم فاذا كانوا هم بانفسهم لا يبالون بالانسان وباوضاعه وكرامته لا يبالون بوحدتهم وينبذونها فكيف سنحترمهم نحن؟ واذا كانوا يصمون اذانهم عمدا لكي لا يسمعوا صوت المحبة الهادر الصارخ عليهم ان يستجيبوا للمحبة وان يغمروا بها وحدتهم ويخلصوا لها, فكيف سيحترمهم الناس؟ ان اعداء الفلسطينيين كثيرون والدهم واشنعهم واخطرهم هو التشرذم, والمعركة ضد التشرذم في اعتقادي يجب ان تسبق المعركة ضد الاحتلال لان الانتصار فيها على التشرذم وبالتالي ترسيخ الوحدة والتحدث بصوت واحد, وذلك لكي تحفظوا انفتكم وشموخكم وتاريخكم الحافل بالمواقف المشرفة واذا لم يكن من الموت بد فمن العار ان تموتوا متشرذمين والاحتلال يرقص طربا على استمرارية تشرذمكم, وبتشرذمكم تسيئون الى شعبكم وقضيتكم وكرامتكم وشرفكم وارضكم, وبتشرذمكم تساعدون الاحتلال على كسر ارادتكم فيضعف المقاومة, واذا كانت النفس الاحتلالية مليئة بشهوة السيطرة والقمع والتدمير والشر والاستيطان والسلب والنهب فالمنطق يقول ان تكون نفوسكم مليئة بالسمو والجراة والكرامة للتخلص من الاحتلال ومستوطنه وداعميه, والذي يسبقه التخلص من داء التشرذم, انكم على ابواب معركة تحتاج الى مقومات الانتصار واولها وحدتكم, خاصة بتوجهكم الى المؤسسات الدولية لادانة الاحتلال ووضع حد له ولجرائمه, وعندما يصل كل فلسطيني وفلسطينية من الطفل حتى الكهل الى وضع وقول واجبي ان انتصر فالنصر الاول يجب ان يكون على التشرذم لكي يمهد السبيل الى النصر على الاحتلال وكما انه من المستحيل ان يكون الحق في جانب طرفي الحرب معا لان احدهما ظالم وعدواني وطاغية وله اهدافه والاخر يدافع عن حياته وكرامته وارضه فخندقه يتسع لطرف واحد انتم, ولانكم اصحاب حق فما عليكم الا التمسك بما يزينه ويقويه ويتجسد في وحدتكم, نعم انكم بعدم وضع نهاية لتشرذمكم فانكم تقترفون جريمة وفتنة ضد انفسكم وبتشرذمكم تفقدون الانتماء الى فلسطينكم التي تناديكم بصوت جهوري منطقيا وعالميا لتخليصها من وحش الاحتلال وعاره ومخالبه وقائلة لكم, من غير الطبيعي هذا التشرذم ومن العار ان يتواصل في ظل تصعيد الاحتلال لعدوانه ضد البشر والارض والتاريخ والكرامة والدولة وخاصة استهتاره بالشهداء واعتبارهم من المخربين, وهذا يتطلب الاسراع في ابادة التشرذم للاسراع في كنس الاحتلال, وفي مثل هذا الوضع من التشرذم والتناحر الداخلي في ظل الاحتلال لا يوجد سوى حل واحد وهو الوحدوي الدمقراطي الذي يقوم على اساس العوامل المشتركة, ويتالم الجسد عندما يصاب وهو بذلك جرس انذار لخطر والمنطق يقول بعلاجه للحفاظ على معافاة وصحة الجسد والتشرذم جرس انذار يدق محذرا من خطورته على الجسد الفلسطيني فلماذا لا تسعون لمداواته بافضل وانجع وافيد دواء والمتجسد بالوحده والتنسيق خاصة ان التشرذم شر خطير والمنطق يقول بتجنبه ورفضه ومعالجته وتداركه وليس التغني به واحتضانه.
|
|