|
ألشيخية - ألبابية والبهائية -1
كامل علي
الحوار المتمدن-العدد: 6529 - 2020 / 4 / 5 - 13:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في بحث سابق " الأديان وتطورها" تطرقنا إلى تطور ألأديان وذكرنا بأنّ الدين البهائي تطور من الدين الإسلامي، في هذا البحث سنتعرف على مراحل هذا التطور. بعد وفاة النبي محمد أجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة لإختيار خليفة للمسلمين. في تلك الإجتماع أنقسم المسلمون إلى ثلاث فرق، الفرقة الأولى كانت تؤيد إختيار أبوبكر الصديق والثانية تؤيد إختيار علي بن أبي طالب والفرقة الثالثة تؤيد إختيار الأنصاري سعد بن عبادة الخزرجي. المرشح الاول كان مؤيدا من قبل قبيلة قريش وبلاخص بني امية، والمرشح الثاني كان مؤيدا من قبل بني هاشم اي عائلة اقارب النبي محمد أما المرشح الثالث فكان مؤيدا من قبل الأنصار. كان هذا الإجتماع بداية الخلاف السياسي بين المسلمين وتمخض عنه بداية تشكيل الفرق والمذاهب الإسلامية، فبعد معركة الجمل ومعركة صفين ظهر إلى السطح مذهبان رئيسيان المذهب السني والمذهب الشيعي والأخير أنقسم إلى عدة مذاهب فرعية وأهمها مذهب الأثنا عشرية ويطلق عليهم اسم الإمامية لقولهم بالإمامة بعد النبوة، ويسمون بالاثني عشرية لجعلهم الإمامة في اثني عشر إماما. ويعتقد الاثنا عشرية أن الإمام الأخير محمد العسكري ولد في سنة 256 للهجرة، وأنه غاب غيبة أولى عقب وفاة أبيه الإمام الحسن العسكري سنة 260 للهجرة، ويسمونها الغيبة الصغرى وكان يتصل خلالها بالناس عبر سفراء له، ثم كانت غيبته الكبرى سنة 329 للهجرة بانقطاع أخباره، وأنه دخل سردابا في دار أبيه بسرّ من رأى ولم يخرج إلى الآن. ألدين البهائي تطور من البابية والبابية بدورها تطورت من مذهب الشيخية، عقائد الشيخيين: جاءت تسمية الشيخيين نسبة إلى ألشيخ أحمد الأحسائي، وكان هذا الرجل من أهل الأحساء ولد في عام 1753 م، ثم هاجر إلى كربلاء لطلب العلم وتجول في إيران ثم أستقر أخيرا في كربلاء، ومات قريبا من المدينة المنورة في عام 1826م أثناء ذهابه إلى الحج. تميز الشيخ احمد ببعض الاراء والعقائد مما ادى الى ظهور إنقسام في الشيعة حيث تابعه فريق منهم وخاصمه فريق، وقد أشتد النزاع بين اتباعه وخصومه في بعض المدن الايرانية الى حد التضارب وسفك الدماء. أهم عقائد الشيخيين يمكن تليخصها في النقاط التالية: 1- إنّهم يعتقدون أنّ المعصومين الاربعة عشر – أي النبي وفاطمة والائمة الاثني عشر – علة تكوين العالم وسبب وجوده وهم الذين يخلقون ويرزقون، ويحيون ويميتون، غير أنّه لعزته وتكرمه عن مباشرة الامور بنفسه أوكلها الى المعصومين الاربعة عشر حيث جعلهم اسبابا ووسائط لأفعاله، فهم مظاهر لأفعال ألله ومجال لمشيئته. 2- إنّ الإنسان إذا صفت نفسه وتخلص من أكدار الدنيا يستطيع أن يتصل بأحد المعصومين الأربعة عن طريق الاحلام او بطريق آخر، فيوحي اليه المعصوم بالعلم الغزير ويكشف له الحجب، وقد حصل الشيخ احمد نفسه على العلم بهذه الطريقة عندما رأى في منامه ذات ليلة الحسن بن علي فأجابه الامام عن مسائل كانت غامضة عليه، والظاهر انّ هذا هو السبب الذي جعل خصوم الشيخيين ينبزونهم بلقب "الكشفية" اذ هم يعتمدون في عقائدهم على "الكشف" كما يفعل الصوفية. 3- إنّ للإنسان جسدين احدهما "هورقليائي" والثاني "صوري"، فالاول منهما هو الجسد اللطيف الذي يمثل مادة الانسان الثابتة اي جوهره الاصيل كما يمثل المعدن الشيء المعمول منه، اما الجسد "الصوري" فهو الذي يتكون من الاجزاء الفضلية والكثافات العرضية الموجودة في بدن الانسان وهي كثافات تكدر البدن وتمنع من صفائه ولطافته. ويعتقد الشيخ احمد ان الانسان اذا مات اندثر جسده "الصوري" فلا يعود اليه يوم القيامة، اما الذي يعود اليه فهو جسده " الهورقليائي" فقط. وكذلك يعتقد الشيخ احمد انّ النبي حين عرج الى السماء في ليلة الإسراء لم يصعد بجسده"الصوري" الكثيف بل صعد بجسده "الهورقليائي". 4- إنّ الشيخ احمد الاحسائي ينظر الى غيبة الامام الثاني عشر بمثل النظرة التي نظر بها الى موت الانسان او معراج النبي، فهو يعتقد ان الامام عندما غاب غيبته الكبرى انما هو قد نزع عنه جسده " الصوري" وبقي محتفظا بجسده "الهوريقليائي"، وهذا هو سر بقائه مئات السنين في قيد الحياة دون ان يتطرق اليه الفناء، وأنّ الامام لما خاف من اعدائه خرج من هذا العالم ودخل في جنة هورقليا وسيعود الى هذا العالم بصورة شخص من اشخاصه ويعني ذلك أنّه يعود بالولادة والنمو كسائر الناس.
التبشير بالظهور: كان الشيخ احمد الاحسائي في كتاباته ودروسه يكثر من الاشارة الى قرب ظهور الامام الغائب بمناسبة انقضاء الف سنة على غيبته. الاحسائي اثناء رحلته الى ايران كان في كل بلدة يمر بها يختار نفرا من مريديه فيوجه انتباههم الى ان الامام الغائب على وشك الظهور وانهم يجب ان يكونوا على اهبة الاستعداد لنصرته، وكان يؤكد لهم ان الامام الغائب حين يظهر سوف يبدل الكثير من العقائد والتعاليم الموجودة، وانّ ذلك سيرتعب منه "نقباء الارض" لعدم قدرتهم على تحمله. وقد أوصى الشيخ احمد في اواخر ايامه بأن يكون السيد كاظم الرشتي خليفته من بعده، ثم اوصى خليفته بأن يكون يقظا يترقب ظهور الامام الغائب ويمهد اذهان الناس له، وقال له:" فالحق اقول لك ان الساعة قريبة تلك التي طلبت من الله ان ينجيني من مشاهدته لأن زلزلة الساعة شيء عظيم...". انقسم اهل كربلاء في عهد السيد كاظم الى فريقين فريق تابعوه وكان يسمون "بشت سري" وهي لفظة فارسية تعني "خلف الرأس" لأنهم كانوا يصلون خلف رأس الحسين، اما خصومهم فكانوا يسمون"بالا سري" لأنهم يصلون فوق رأس الحسين. واصل السيد كاظم تبشيره وكان يقول لاتباعه: " ان الموعود الذي تنتظرونه لا يأتي من جابلقا ولا جابرسا بل هو موجود في وسطكم وترونه باعينكم ولكنكم لا تعرفونه". مات الرشتي في عام 1843 م ويٌروى عنه أنّه لم يوص بالخلافة الى احد من بعده اذ اعتذر بقرب ظهور الامام الغائب وقد اوصى اتباعه بأن يهجروا بيوتهم ويطهروا انفسهم من كل اغراض الدنيا، ثم يتفرقوا في البلاد مكرسين اوقاتهم كلها للبحث عن الموعود الذي حان حينه. أنقسم الشيخيون بعد وفاة الرشتي الى فرق ثلاث: فرقة تابعت المرزا محمد حسن الجوهر الذي كان يسكن كربلاء، والثانية تابعت الحاج كريم خان القاجاري الذي كان يسكن كرمان في ايران، أما الفرقة الثالثة فلم ينحازوا الى احد هذين الرجلين بل ذهبوا يتجولون في البلدان بحثا عن الامام الغائب الذي هو في اعتقادهم على وشك الظهور، وكان على رأس هذه الفرقة الأخيرة رجل كان من الملازمين للرشتي والمتعلقين به اسمه الملا حسين البشروئي. في المقالة القادمة سنتطرق إلى ظهور الباب والدين البابي. - لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث – الجزء الثاني من سنة 1831 الى سنة 1872.....الدكتور علي الوردي – استاذ متمرس بجامعة بغداد. - التشيع والشيعة ...... احمد كسروي – طهران – 1364 هجرية. - عقيدة الشيعة ..... علي الحائري – كربلا 1384 هجرية. - أحمد الاحسائي ( سيرة الشيخ احمد الاحسائي ) تحقيق حسين محفوظ – بغداد 1957. - احقاق الحق .... موسى الاسكوئي – النجف 1965. - الكواكب الدرية...... عبدالحسين آوارة – ترجمة احمد فائق رشد – القاهرة 1924. - مطالع الأنوار .........محمد زرندي – ترجمة عبدالجليل سعد – القاهرة 1940. - E. G. Browne ( A Year Among The Persians) Cambridge 1927 - P. 65. - البابيون والبهائيون في حاضرهم وماضيهم ....... عبدالرزاق الحسني – صيدا 1957.
ألشيخية - ألبابية والبهائية -2
#كامل_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألحكمة ألتاوية ووحدة ألوجود -2
-
ألحكمة ألتاوية ووحدة ألوجود -1
-
ألاديان وتطورها – 8 – أطوارألدين الإسلامي
-
ألاديان وتطورها – 7 – أطوارألدين المسيحي
-
ألاديان وتطورها – 6 - أسطورة الولادة من عذراء والإله المُخَل
...
-
ألاديان وتطورها – 5 - أسطورة ولادة لنبي موسى
-
ألاديان وتطورها – 4 – تطور أسطورة ألطوفان:
-
ألاديان وتطورها - 3
-
ألاديان وتطورها - 2
-
ألاديان وتطورها - 1
-
أسباب تأليف بعض آيات ألقرآن
-
نزول ألوحي
-
الاوهام وإله سبينوزا
-
لعنة ألذهب ألأسود - 34 - ألهروب نحو تركيا وإيران
-
لعنة ألذهب الأسود - 33 - مجزرة آلتون كوبري
-
كتاب لعنة ألذهب ألأسود-32 - الجزء ألثاني
-
ألنسيئ
-
هل موسى أسطورة أم نبي؟
-
هل ألمسيح أسطورة أم نبي أم إله؟
-
رحلة ألنبي محمد من ألتصوف إلى إلى ألنبوة
المزيد.....
-
لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
-
“هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024
...
-
“شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال
...
-
قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
-
بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
-
السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
-
مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول
...
-
المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي
...
-
المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
-
بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|