أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نزار جاف - حماس و فتح و قشة الاستفتاء














المزيد.....

حماس و فتح و قشة الاستفتاء


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


إصرار الرئيس الفلسطيني على إجراء الإستفتاء على وثيقة الاسرى الفلسطينيين وسط رفض صريح و دامغ لهذا الامر من قبل حرکة حماس و حکومة السيد اسماعيل هنية والى جانبهم حرکة الجهاد الاسلامي، يمثل في جوهره تصعيد للإختلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني و إضافة المزيد من أسباب التوتر الى الجو الفلسطيني المشحون بکل أسباب تفاقم أزمة سياسية داخلية قد تصل بالبلاد الى حدود من الممکن وصفها بالکارثية.
السيد عباس، وإن کان يحاول من خلال إصراره على إجراء الاستفتاء أن يغمز لحرکة فتح و مؤيديها من أنه سوف لن ينصاع للضغوط القوية لحرکة حماس ليفتح بذلک الباب على مصراعيه للمزيد من تراجع شعبية حرکة فتح في الاوساط الفلسطينية، وهو يريد أن يؤکد داخليا و عربيا و دوليا من أنه يمثل لوحده ثقلا نوعيا يجب وضع حساب خاص له في کل الاحوال.
وإذا ماکانت حکومة السيد اسماعيل هنية و من خلفها حرکة حماس، تحاول جهد إمکانها أن توظف الدعم العربي ـ الاسلامي في مواجهتها المباشرة و غير المباشرة مع حرکة فتح و السيد محمود عباس ذاته، فإن الاجواء العامة على الصعيد العربي قد لا تسير في تلک السياقات التي تتأملها وترجوها حماس، مثلما إن الدول الاسلامية أيضا"بإستثناء ايران"، قد لاتکون مندفعة ذلک الانداع العاطفي و الحماسي الذي تتوقعه و تنتظره حماس، ويقينا أن الموقف العربي العام رسميا يجد نوعا من عدم التقبل و الإستيعاب للموقف السياسي لحکومة السيد اسماعيل هنية التي يبدو إنها تريد أن تستمر في اللعبة من دون أن تقر بوجود الدولة العبرية التي ماتزال تمسک بالخناق الفلسطيني من عدة جوانب. کما إن الدول الاسلامية المؤثرة نظير ترکيا مثلا، والتي تحاول حماس کثيرا التعويل عليها في تسويقها دوليا و إسلاميا، تجد حرجا کثيرا من موقف حکومة حماس و تکاد تکون في أصعب وضع سياسي لها في مواجهة أهم حليفين لها في العالم وهما أمريکا و إسرائيل على خلفية تعاملها مع الملف الفلسطيني بعد صعود حماس الى السلطة، ويشير المراقبون من أن زيارة الرئيس الترکي السيد نجدت سيزر لکل من فلسطين و إسرائيل، يسير في إتجاه الضغط الاسلامي على الحکومة الفلسطينية و حرکة حماس بالذات من مغبة السير في طريق رفض الوجود الاسرائيلي و إنتظار الدعم الدولي و العربي و الاسلامي في ضوء ذلک.
وإذا ماکانت حرکة حماس قد إستطاعت و بذکاء و قدرة سياسية فائقة مشهودة لها من الاستفادة من أخطاء حرکة فتح و ساستها ولاسيما ذلک الفساد السياسي ـ المالي ـ الاداري الذي کانت تکاد تغرق فيه لأذنيها، فإن توظيفها لنصرها على غريمها القوي و المعتبر عربيا و اسلاميا و دوليا، يبدو إنه لا يسير في طريق سالکة أو على الاقل مؤدية الى مفترق أمين.
إن المراهنة على العواطف و الانفعالات الآنية للشارع الشعبي، وهو تقليد دأبت عليه العديد من الانظمة العربية السلطوية والتي قادت في النتيجة"أو ستقود"بلدانها الى کوارث و عواقب وخيمة، هي أساس السياسة التي ترسم توجهات حکومة السيد اسماعيل هنية و تعاطيها مع مختلف الاجندة السياسية داخليا و عربيا و دوليا، وهو أمر سوف ترى هذه الحکومة المحاصرة على أکثر من صعيد، إن تفاقمها نحو الاسوأ هو الاحتمال الاقوى بل هو اليقين الذي يجب أن يدرکه السيد هنية قبل أن يسير ببلاده و شعبه نحو مسارات قد لاتحمد عقباها، وإن السيد هنية و من خلفه حرکة حماس، يجب أن يدرکا أن إذکاء سياسة العنف و رفض منطق السلام و التفاوض المستند أساسا على الاعتراف بدولة إسرائيل کواقع قائم إقليميا و دوليا، سوف لا يقود في أفضل الاحوال إلا الى نتائج و معطيات مثل تلک التظاهرات الفلسطينية الحاشدة التي خرجت للتمجيد و التهليل بقتل إرهابي مطلوب دوليا و إقليميا کالمجرم أحمد الخلايلة المعروف بأبي مصعب الزرقاوي، و تأکيدهم من أنهم"يسيرون على نهجه و طريقه"!
على حرکة حماس و حکومة السيد هنية أن يفکرا طويلا في أمر تعاملهم السياسي مع الاجندة المختلفة وعلى رأسها الاعتراف بدولة إسرائيل وأن يفکرا أکثر بمحاولة بناء سياسة منطقية و واضحة في تعاطيها و تعاملها مع أحداثيات و مستجدات الواقع السياسي على مختلف الاصعدة، ذلک إنه الخيار الوحيد الذي يملکونه للإستمرار"رسميا" و إن مايصر عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من ضرورة إجراء الاستفتاء على وثيقة الاسرى الفلسطينيين، هو في واقع أمره بمثابة دوش ماء بارد يرجع قادة حرکة حماس الى صوابهم بعد أن ثملوا لفترة يبدو إنها قد طالت بعض الشئ من جراء تحقيقهم الانتصار على حرکة فتح.
وثيقة الاسرى الفلسطينيين، برغم کل الذي قيل و يقال عنها، فإنها تمتلک أهمية خاصة و إستثنائية لسببين مهمين، أولهما إنها صادرة من قبل أسرى فلسطينيين من مختلف التيارات و الفصائل الفلسطينية بعد أن أدوا مافي وسعهم لقضيتهم و مايؤمنون به في هذا الصدد، وثانيهما إنها صدرت بعد تمعن و تفکير ملي و دقيق خلف القضبان، بعيدا عن ضوضاء وصخب الحياة، والتفکير في جو هادئ و غير مشحون بأسباب التوتر، يقود المرء حتما الى نتائج تتفق مع منطق العقل و الفهم الانساني لحرکة الواقع و طبيعة و جوهر الاشياء، ولعل لنا في المناضل الافريقي المشهور نلسن مانديلا خير دليل و مثال، إذ نظرة ملية الى شخصية و أفکار مانديلا قبل و مابعد فترة سجنه تبين لنا وبجلاء أهمية و تأثير التفکير الانساني بهدوء و بعيدا عن المهاترات و الانفعالات العاطفية في قيادة الانسان الى کل مافيه الخير و الصواب.
المهم في الامر، هو أن السيد محمود عباس بدعوته للاستفتاء، يجد من خلفه دعما داخليا واضحا الى حد ما مع تفهم و تأيد عربي ضمني يرافقه تفهم و إدراک دولي لما يقوم به، أما حماس و حکومة السيد اسماعيل هنية بموقفها الحالي، فلاتجد خلفها سوى إيران و سوريا و تنظيم القاعدة و مختلف الفصائل الاسلامية المتطرفة و الارهابية، وبين هذا الموقف و ذاک الموقف، سوف يکون المفترق الذي يحدد المسار و الخيار الاستراتيجي لمستقبل القضية الفلسطينية.



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين نعمة..لک الحق ولکن
- ماذا يجري في العراق؟
- عربستان..المصادرون في أوطانهم
- دولة کوردستان..واقع ستفرضه ترکيا و إيران
- أحمدي نجاد..معجزة الالفية الثالثة
- قادة خرجوا من القبعة الامريکية
- برکات سيدنا الشيخ
- حکومة تخطت حاجز الامر الواقع
- الإستخارة الإيرانية
- هذا ما جنته فتح على نفسها
- وحدة الاراضي العراقية أم وحدة أراضي ترکيا؟
- ترکيا و إيران على خط المجابهة مع الکورد
- إيران..عضو جديد في المحفل النووي
- رسالة کوردية الى واشنطن
- صفعة دبلوماسية للسيد غول
- الطعم الاسرائيلي في الصنارة الايرانية
- قمة الاسترخاء
- إذا کان القذافي بطلا فماذا يکون نجاد؟
- وماذا عن الذئاب الترکية؟
- لمادا أکره إسرائيل؟


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نزار جاف - حماس و فتح و قشة الاستفتاء