أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد سليم عقيل - إرث ثورة - الجزء الاول - ح 1















المزيد.....

إرث ثورة - الجزء الاول - ح 1


خالد سليم عقيل

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 16:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إرث ثورة

الجزء الاول

حلقة 1


مقدمة





بعد الافراج عن والدي من الاعتقال الذي دام تسع سنوات (١٩٨٠١٩٨٩) في عهد الاسد الاب ،
طلبت منه - والكثيرون غيري - ان يكتب مذكراته ليسجل للتاريخ حقبة زمنية تمتد لثمانين عاما
شهدت سوريا أحداثاً جساماً كان هو شاهد عليها وشارك فيها على مدى حياته منذ مقارعته
للاحتلال الفرنسي وقتله للضابط المغتصب ومروراً بمواجهة الأنظمة الدكتاتورية على مدى عقود
طويلة ونضاله لتحقيق العدل والمساواة والحرية والديمقراطية ، لم يتمكن من كتابة مذكراته
خاصة بعد إصابته بالعمى الجزئي بعد الافراج عنه بفترة بسيطة ، ارى الان من واجبي ان اكتب
مذكراته نيابة عنه ، صحيح انها لن تكون شاملة ووافية كما لو سردها سليم عقيل بنفسه ، لكن
مرافقتي له طوال ٥٠ عاما أستطيع ان أسلط الضوء على محطات هامة في رحلة نضاله ،
وسأضيف عليها مذكراتي عن مرحلة ما بعد رحيله وحتى يومنا هذا مروراً بتفاصيل الثورة
السورية كما عشت تفاصيلها وخاصة في فترة وجودي بالداخل ، اعتبر هذا واجب تجاه اهلي
واولادي وأحفادي وأبناء وطني ، وهو إرث نتوارثه جيل بعد ، ونستطيع ان نسميه إرث الثورة .





صيف 1978 – زيارة المخابرات الجوية

صبيحة يوم جمعة من شهر آب , توجهت واخي محمد الى مطار حلب الدولي لوداع عائلة من المقربين متجهة الى القاهرة ونحملها رسالة للوالدة التي كانت في زيارة الاهل , قمنا بما يلزم من إجراءات الوزن والجوازات والقينا عليهم سلام الوداع واتجهنا خارجا في طريق العودة .
ما ان استقريت واخي بالسيارة وادرت المحرك وبدأت بالتحرك حتى هاجمنا مجموعة من رجال الامن المدججين بالسلاح عددهم بين 15 – 20 واحاطوا بنا من كل جانب وتمكنوا من شل حركتنا تماما , احدهم امسك بخناقي واخر بيدي اليمنى والثالث اليد اليسرى ورابع استولى على مفتاح السيارة وآخر جذبني خارجا ووجدت نفسي محمولا الى سيارة دفع رباعي ( رانجروفر ) متوقفة امام باب المطار , أدخلت بها وانطلقت بنا انا واخي , حدث كل هذا خلال ثوان معدودات لم نتمكن حتى من التفكير بما حدث او ما سيحدث .
وصلنا بسرعة الى مبنى برج المراقبة الخاص بالمطار حيث مكاتب ملحقة به وكنت اظنها بادئ الامر مجرد مكاتب إدارية , ادخلونا الى المبنى وهم يحيطون بنا من كل جانب واوقفونا على احد الأبواب المغلقة ودخل قائدهم ونحن ننتظر خارجا , خلال تلك اللحظات بدأت اراجع الموقف كله واطمأن قلبي لان لا بد انه هناك خطأ ما حدث وهو مجرد اشتباه وسريعا ما سيزول سوء الفهم ويفرج عنا , فتح الباب وطلب مني الدخول وبقي اخي محمد خارجا , وجدت رجلا جالسا وراء مكتبه وعدة أسلحة نارية ملقاة على الطاولة ورشاش كلاشينكوف مسند على الحائط خلفه , وفتاة جالسة على الاريكة اعرفها جيدا , هي موظفة في شركة الطيران السورية تعمل في مكتب شارع بارون حيث بيتنا , ......( ايش اسمك ولاك ) قالها رجل الامن , خالد عقيل , اجبته , ماذا كنت تعمل في طريق معمل العوارض منذ عدة أيام مع مجموعة من الشباب في سيارتك , في هذه اللحظة لم اعد قادر على الوقوف وبدأت قدماي بالارتجاف وحاولت الجلوس وانا أقول له اتسمح لي , فصرخ بي وقف يا عر..... , هنا قفزت الى ذاكرتي مجريات ذلك اليوم , كنت واخي واثنين من الأصدقاء نسير في اوتوستراد معمل العوارض وإذ بسيارة ( باسات – فولكسفاجن ) بيضاء مسرعة بداخلها رجل وامرأة تتجاوز سيارتي وتنحرف باتجاهي محاولا توقيفي وفعلا كان له ذلك , وبعدها عاود الانطلاق , من حماسة الشباب لم اتحمل هذا منه وانطلقت خلفه وانحرفت بسيارتي واجبرته على التوقف , وانطلقت مرة أخرى , بدأت المطاردة من هنا , دخلت نفق الشيخ طه واتجهت يمينا الى مبنى المحطة بحي محطة بغداد واقتربت منه ومن شدة الزحام سرت على الرصيف متجاوزا طابور السيارات , وامام مبنى المحطة ولجت الى احد الشوارع الجانبية وانا انظر بالمرآة فوجدت من يطاردني قد استمر في طريقه واستطعت الإفلات منه , وهنا تيقنا بأن هذا الشخص هو مسؤول او رجل مخابرات .
الان انا امام هذا المسؤول بشحمه ولحمه وايقنت انني هالك لا محالة فقلت له أأنت صاحب السيارة , فقال عرفتني , لكنك كنت بشارب والان بدونه , قلت له , قال من ابوك , فقلت له المحامي ونقيب المحامين سليم عقيل محاولا الركون الى اسمه ومركزه بمدينة حلب , قال الي والله ساربي بك وبأبوك البلد يا عر..... , خذوه .

خرجت من غرفته ونظرت في عيني اخي محمد عسى ان يفهم الوضع الذي نحن فيه , ادخلونا الى احدى غرفهم , بشكل افرادي , طلبوا مني ان اخلع حذائي , وبدأ العناصر بالإمساك بي والقوا بي ارضا ووضعوا قدماي في احدى بنادقهم ولفوا الحزام جيدا ورفعوني في الهواء , عرفت هنا الان انني اركب بساط الريح الذي اسمع عنه دوما , زعيمهم وكرشه الذي يتدلى امامه اعطى الأوامر بضربي لاحدهم , هنا قررت ان لا أستعطفهم او اترجاهم او اتوسل اليهم بل قررت ان لا ادعهم حتى يستمتعون بصراخي ودموعي , فقررت التحمل والتحمل , بدأت عصيهم تنهال على قدماي وانا اكتم الصرخة في حلقي , لم اعرف عددها , ولكن شعرت بأن عيناي ستخرج من مكانهما لو تلقيت عصى أخرى , أو أنني سأنهار ولن اقوى على الصمت بعد هذه اللحظة , عندها قال لهم كفى , هنا كانت سعادتي بانتهاء حفلة الضرب وسعادتي الكبرى بانني قاومت بقدر ما استطعت ولم يسمعوا لي صوتا او تأوه او الم , قادوني الى احدى المراحيض واغلقوا الباب , وبدأت رحلة اخي محمد مع بساط الريح , لم اسمع له صوتا أيضا وعرفت انه فعل مثلما فعلت ولم يمكنهم من السعادة التي سيحصلون عليها من اذلالنا .
قادونا الى غرفة هي اقرب الى مستودع وادخلونا وهموا بالخروج , اخر عنصر منهم وهو يغلق الباب , مد رأسه وابتسم وأشار بقبضة يده وقال لنا بصوت خافت , انت رجال , لم اسمعه جيدا ولكن محمد سمعه , بعد اغلاق الباب احتضنت اخي وسالته هل صرخت , قال لا , فأخبرته لما نحن هنا وان صاحب سيارة معمل العوارض هو من استقبلني واحتفل بنا على طريقته , قال محمد لا بد ان يعرف بابا اين نحن حتى يتمكن من التصرف , تنهدت طويلا وبدأت اشعر بالألم يتسلل الى مفاصلي والى جسدي , وكما يبدأ الانسان في مشاهدة شريط حياته يمر من امامه وهو على فراش الموت , بدأ شريط ذكرياتي يمر امامي وانا أتوقع ان ادخل السرداب في أي وقت ولا ادري متى الخروج , لما قال محمد يجب ان يعرف بابا مكاننا , كنا نأمل ان والدي سيتمكن من تحريرنا من بين مخالبهم , والدي سليم عقيل المحامي الكبير في مدينة حلب ونقيب محاميها وعضوا اول مجلس شعب عينه حافظ اسد بعد انقلابه في 16 تشرين ثاني 1970 , وهو المعارض الكبير لحكم البعث منذ وصوله للسلطة ويحظى باحترام الجميع لمكانته ومعارضته السلمية الشريفة على مدى حكم الاستبداد قبل البعث وبعده , سليم عقيل الذي نشأ في اسرة حلبية وصلت حلب منذ اكثر من 800 عام , والده الشيخ خالد عقيل القاضي الشرعي وخطيب المسجد الاموي لفترة من الزمن , وقارئ لكتاب الله في ليالي رمضان بالمسجد الاموي , سليم من مواليد عام 1922 حي البياضة العريق حيث نشأ وترعرع , تفتحت عيناه على الاحتلال الفرنسي لبلده , وكأي شاب مخلص لوطنه كان من النشطاء في ثانوية التجهيز الأولى ( المأمون فيما بعد ) ورئيس لاتحاد الطلاب , من اشكال مقاطعتهم للمستعمر هو رفضهم لحضور دروس اللغة الفرنسية , ومن اشكال مقاومتهم للاحتلال هي المظاهرات والاعتصامات والعصيان المدني , وتحولوا الى العصيان المسلح ومقاومة الفرنسي بالرصاص , وكانت احداث التجهيز الأولى والمظاهرات التي اندلعت واتجهت الى شارع اسكندرون وسقط خلالها الشهيدين القدسي وحاووط , وعمت المظاهرات شوارع حلب كافة , سليم عقيل يحمل مسدسه ويجوب الشوارع بعد استشهاد رفاقه ويتحين الفرصة للانتقام , في شارع فرنسا ( القوتلي لاحقا ) وبجانب مبنى حلويات مستت وجد سيارة جيب عسكرية مكشوفة يستقلها ضابط فرنسي وسائقه , كمن لها وعند وصولها مفرق باب الفرج وخففت من سرعتها , وثب اليها سليم وسارع بإطلاق النار على الضابط فارداه قتيلا , صرخ السائق انا حلبي انا مسلم , تركه وقفز تارك السائق , وكان بانتظاره رفيق دربه المحامي محمد دراو امام مخفر باب الفرج فقال له , (من هون أبو خالد ) ودله على طريق الهروب من جانب المخفر الى بوابة القصب , وكان له ذلك وفر سليم ولم يتمكن أحدا من اللحاق به .
في اليوم الثاني توجه سليم الى قصر العدل بعد ان علم باعتقال الدرك لبعض زملاءه من طلاب التجهيز , دخل على القاضي منير غنام ( وزير للعدل لاحقا في عهد الاستقلال وصديق الوالد بعدها ) وقال له بصفتي رئيس اتحاد الطلاب بالتجهيز الأولى أطالب بالإفراج عن زملائي الموقوفين , قال له القاضي من انت , سليم عقيل رد عليه , فقفز القاضي وقال له اغرب عن وجهي هناك مذكرة توقيف بحقك والا سأعتقلك فورا , خرج سليم وتابع مسيرته ضد الاحتلال الفرنسي , وها هو يرمي بالرصاص على الجنود الفرنسيين في باب النصر في احدى المظاهرات واصدقاءه يساندوه ويحمون ظهره , وتارة أخرى يجهز قنبلة ويرمي بها منزل الحاكم العسكري الفرنسي امام مخفر العزيزية , فتخطأ الهدف وتسقط على الكنيسة المجاورة , وتخرج الصحف في اليوم الثاني بعنوان ( الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ) . ومرة يهاجم منزل احد الضباط الفرنسيين رغبة في اسره ويفر قبل وصول سليم ورفاقه , وهكذا دخلت سوريا في عام 1936 مفاوضات الاستقلال حيث كانت ثورة السوريين هي من أوصل فرنسا لقناعة بوجوب الجلاء عن سوريا وكان ذلك عام 1945 .
فتح باب الغرفة ودخل عنصرين من الامن وجلسا امامنا وبدأ التحقيق ولكنه اقرب للحديث الودي بدون أوراق واقلام , سالته اين نحن , فقال المخابرات الجوية , كانت اول مرة اسمع بهذا الفرع الأمني , فكلنا نعرف الامن السياسي وامن الدولة والامن العسكري , اخذ يسالني بعض الأسئلة الاعتيادية عني وعن اسرتي وابي ودراستي و و و و , فقلت له ما تهمتنا , قال منذ فترة تعرض سائق تكسي لمعلمنا في الطريق , فاعتقله وحوله لدمشق وحتى الساعة لا نعرف عنه شيء, وانتم كذلك ستحولون غدا لدمشق , خرج وتركنا مع مخاوفنا وهواجسنا وما ينتظرنا يوم غد .
بعد برهة قصيرة , فتح الباب وطلب مني احد العناصر مرافقته , سرت معه وانا غير قادر على السير بعد ان تورمت قدماي , ودخلنا غرفة المسؤول إياه , قال لي اين السيارة , قلت له أي سيارة , قال سيارتك , قلت ما ادراني هي امام المطار , قال اين مفتاح السيارة , قلت مع عناصرك , قال لي السيارة ليست امام المطار , هل والدك معه نسخة من المفتاح , قلت له نعم , قال اذا اخذها ابوك واكيد فيها منشورات ضد الدولة واراد تهريبها , قلت له أي منشورات لا اعرف عن ما تتحدث , قال لي اين ابوك الان , قلت له لابد انه بالمكتب , قال اتصل به فورا ويجب ان يعيد السيارة , هنا كان طوق النجاة الذي رماه لي القدر , لا بد ان يعرف والدي بمكاني , امسكت بالهاتف واتصلت به , رد اين انت يا خالد , قلت له في المطار , قال بحثت عنكم ولم اجدكم , قلت له في فرع المخابرات الجوية , هل انت اخذت السيارة , فأجاب نعم , فقلت رئيس الفرع يطلب منك احضارها فورا , قال حسنا , أغلقت الهاتف وعرفت اننا خارجون بعد قليل بأذن الله .
اعادوني الى غرفتي وبشرت محمد بما حدث , فقال لي الفرج قريب , بعد ساعتين تقريبا , فتح باب الغرفة وطلبوا منا الخروج , وفعلا خرجنا الى غرفة رئيس الفرع ( خليل مصطفى او مصطفى خليل ) لم تعد تسعفني الذاكرة , دخلنا واذا بوالدي يجلس وبجانبه احد اصدقائه المحامين , فقال رئيس الفرع وهو يبتسم , ها هم اولادك أستاذ سليم , ( لا تواخذنا عملنا لهم فركة اذن ) , قال له الوالد هم مثل اخوتك بسيطة , فقام الوالد وقام رئيس الفرع فصافح ابي وصافحنا وكان شيء لم يكن , خرجنا من الاعتقال الذي لم يطل اكثر من عشر ساعات وانا أقول في نفسي ماذا عن الالاف والذين لم يعرف لهم خروج حتى الان , خرجت انسان اخر غير الذي دخل , خرجت ناقما على النظام اضعاف مضاعفة ما كنت احمله من كره وحقد , خرجت وقررت ان لا أخاف بعدها ابدا , وان لا خاف من قول كلمة الحق مهما دفعت ثمنها .
حدثت والدي بتفاصيل ما حدث لنا وحدثني من جهته بما حدث معه , فقد اتصل احدهم في البيت فرد والدي , قال له انت سليم عقيل , قال له نعم , قال المتصل ان اولادك تم اعتقالهم في المطار , وانا شاهدت الواقعة والسيارة متروكة بمنتصف الشارع , تصرف أستاذ سليم فورا , سأله الوالد من تكون , فقال لا داعي , واغلق الخط .
توجه فورا والدي الى المطار ووجد السيارة , سال بعض موظفي المطار عن أولاده ومن اعتقلهم , لكن لم يجد أي إجابة , استقل السيارة وعاد بها الى حلب .
في طريق عودته بدأ يفكر بكيفية التصرف , في ذلك الوقت كانت لجنة امنية تدير شؤون حلب مؤلفة من المحافظ حسين بطاح ( ضابط امن سابق ومحافظ حاليا ) وقادة الافرع الأمنية ومسؤولي الحزب بالمدينة , كانت تجتمع بشكل دوري تناقش أمور الامن بعد بداية حركة الاغتيالات التي بدأت تصيب اركان الامن والنظام في حلب وكل سوريا ولم يكن يعرف بعد من وراءها , احد أعضاء الحزب من أعضاء اللجنة تلك ومن المحبين للوالد - ويعرف مدى معارضته الشريفة السلمية ومواقفه الوطنية رغم اختلافهم العقائدي - قد ابلغه بحوار جرى في احدى الاجتماعات تلك تناول الموضوع سليم عقيل , حيث قال حسين بطاح انه سيعلق يوما ما مشنقة لسليم عقيل في ساحة باب الفرج , فرد عليه رئيس الامن العسكري حينئذ عدنان رام حمدان بان سليم عقيل هذا رجل وطني شريف معارض لنا صحيح لكن اسمه اكبر من ان تناله بعض التقارير الأمنية .
تذكر والدي هذا الحديث وقرر اللجوء لرئيس الامن العسكري , وكونه ليس من عادته ان يبادر بالاتصال باي مسؤول او رجل امن , فضل الاستعانة بصديقه الذي نقل له الحديث السابق , اتصل به وذكره بما قاله عنه عدنان رام حمدان , وطلب منه التدخل لمعرفة مصير أولاده خالد ومحمد , فطلب من الوالد الانتظار كي يتم اتصالاته , بعدها مباشرة تلقى اتصالي من مكتب رئيس الامن الجوي , فعاود الاتصال بصديقه ليبلغه بمكان اعتقال أولاده , وفعلا بعد برهة اتصل به صديقه وابلغه انه بالإمكان الذهاب للمطار وزيارة رئيس الامن الجوي واستلام الأولاد فهو يرغب بالتعرف عليك , فقال له بل ستذهب معي انت , وفعلا هذا ما حدث ورافقه في هذه الزيارة , دخل مكتب رئيس الامن فعرفه عن نفسه وعرف والدي عن نفسه أيضا , قص عليه الضابط ما حدث في معمل العوارض وكيف اعترضت طريقه اول مرة وثاني مرة , وكيف اخرج سلاحه واطلق النار علي وكيف الرصاصة حشرت في بيت النار ولم يتمكن من إصابتي وكيف فررت منه وكيف اخذ رقم السيارة وعممها للبحث , وبعد يومن شاهدها بالمطار ظانا منه انها سيارة احدى فرق الاغتيال التي بدأت في اصطياد المسؤولين , وكيف احكم الكمين والقى القبض علينا وانه اتم التحقيق وكنا في طريقنا لدمشق في اليوم الثاني , وكيف اتصل به عدنان رام حمدان وعرفه عنا ومن نكون واننا ابعد ما نكون عن هكذا موضوع فقرر الافراج عنا بعد ان يتعرف على الوالد , فقال والدي له هل أرواح الناس عندكم رخيصة حتى تطلق الرصاص على من لا تعرفه لمجرد اعتراض سيارتك , فقال له نحن في حالة طوارئ يا استاذ عقيل , حسنا اين الأولاد الان , قالها سليم , ضرب الجرس وطلب من احدهم احضارنا , امضيت باقي الأيام اسير بمساعدة عكازين وكذلك اخي وعاودت امتحان جامعتي حيث كانت امتحانات الدورة الثانية في كلية العلوم , وانتهت القصة بالنسبة لرئيس الامن الجوي , اما بالنسبة لي فالحكاية بدأت الان .



#خالد_سليم_عقيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرث ثورة - الجزء الاول - ح 1


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد سليم عقيل - إرث ثورة - الجزء الاول - ح 1