حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 00:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يامولانا الطيب ..
قلت أن عبد الناصر ارتمي في أحضان السوفييت ..
وأنه أفسد الأزهر ، وأفسد كيت وكيت ..
ونحن نسألك بدورنا ، وبغض النظر عن الدفاع عن عبد الناصر أو تقييم مسيرته الوطنية أو انتقاده (وهذا حق للجميع ، وعبد الناصر الزعيم الوطني المصري لم يخلو من الأخطاء ، وربما منها دعمه للأزهر وإنشائه لجامعاته ، ومنحه دوراً لم يكن مطلوباً) ..
عبد الناصر ليس موضوعنا اليوم
موضوعنا اليوم هو أن نسألك بمناسبة حديثك عمن أفسد ومن اصلح ..
نسألك يامولانا
مادمت قد أعطيت لنفسك حق التقييم التاريخي للأحداث والعباد والبلاد ..
ألم يقف الأزهر ضد كل محاولات التجديد والتحديث للفكر والمجتمع المصري منذ رفض أفكار الإمام محمد عبده ، ومنذ أن فصل الشيخ علي عبد الرازق وصادر كتابه (الإسلام وأصول الحكم) ، ثم فعل نفس الشئ مع الدكتور طه حسين ؟
ألم يقصف الأزهر أقلام عشرات المفكرين والمبدعين المصريين؟
ألم تتسبب فتاواه في قتل الدكتور فرج فوده ، ومحاولة اغتيال عميد الأدب العربي نجيب محفوظ بطعنه في رقبته بالسكين ؟
ألم يصادر كتب الدكتور نصر حامد أبو زيد ، ويصدر فتواه بالتفريق بينه وبين زوجته ، ويحمله علي ترك الوطن والهجرة خارج البلاد؟
ألم يحرض علي مصادرة الكثير من الأعمال الفكرية والإبداعية؟
ألم يرتمي الأزهر في أحضان الوهابية السعودية ، وألم يشارك في المخطط الأمريكي لإعادة ترتيب هيمنته علي الشرق الأوسط والعالم؟
ألم يتسلم الأزهر مائة مليون دولار من الملك فيصل في سبعينيات القرن الماضي في سياق خطة (السادات - كمال أدهم - حسن التهامي) التي تولت السعودية الإنفاق عليها برعاية المخابرات المركزية الأمريكية لإطلاق عملية ماسمي بالصحوة الإسلامية والتي تضمنت نشر الديني المتطرف في المنطقة؟
ألم يكن الأزهر هو الضلع الرئيس الفاعل في مقررات المجلس الأسلامي الأعلي الذي انعقد في إسلام آباد في أوائل ثمانينيات القرن الماضي وقدم اقتراح دستور (الدولة الإسلامية) الذي أقره المؤتمر ، فحملته الجماعات الجهادية المسلحة كميثاق عمل ، وحمله تحالف القوي السلفية والإخوان في مصر كبرنامج عمل تحت عنوان (الإسلام هو الحل)
، وهو الذي أصبح فيما بعد هو دستور القاعدة وداعش وكل التنظيمات والجماعات الإرهابية ..؟
ألم يتربي غالبية كبار زعماء وقادة وكوادر الإرهاب في أروقة أزهرك ، وتعلموا من مناهجه ، وتسلحوا بأفكار الإستعلاء الديني والتطرف والإرهاب بين جنبات جدرانه وأعمدته؟
يامولانا ..
لم يكن ينبغي لك أن تتحدث عن أن أحداً قد أفسد شيئاً ، قبل أن تنظر إلي ماأفسده الأزهر علي مدي عهود من التاريخ المصري ..
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟