|
تاريخ مدرسة الفنون البيتية في الموصل
ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 6523 - 2020 / 3 / 26 - 16:03
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل كان من اولى اهتمامات وزارة المعارف في العراق والتي ابتدأت في العراق سنة 1920 من خلال اول حكومة تشكلت في تاريخ العراق المعاصر رعاية الفتيات وتهيئتهن ليكن أمهات للمستقبل . وكانت مشكلة تعليم الفتاة في العراق تواجه بعض الصعوبات منها ان المجتمع كان محافظا لم يألف عادة تعليم الفتاة وذهابها الى المدارس لذلك عندما تشكلت الدولة العراقية الحديثة وتوج الامير فيصل ملكا على العراق في 21 اب سنة 1921 لم يكن عدد مدارس العراق الرسمية يزيد عن ثلاث مدارس هذا فضلا عن ان الموصل كانت تضم (17) مدرسة اهلية للبنات تعود للطائفة المسيحية لكن هذه المدارس سرعان ما التحقت بوزارة المعارف فإزدادت مدارس البنات وتعتبر السنة 1925-1926 الدراسية سنة ازدهار للتعليم النسوي في العراق وازداد عدد الطالبات في العراق كله ليصل الى (4051 ) طالبة . وقد اولت بعض الارساليات التبشيرية في الموصل لتعليم البنات اهتماما ففي سنة 1938 افتتحت احدى الارساليت التبشيرية الاميركية مدرسة للفنون البيتة . وبرور الزمن تطور تعليم الاناث او تعليم البنات كما اصبح يسمى وظهرت الحاجة الى مدارس مهنية للبنات لذلك فتحت مجموعة من المدارس في بعض مدن العراق ومنها مدينة الموصل مدارس سميت بمدارس الفنون البيتية . وفي الموصل فتحت اول مدرسة للفنون البيتية في السنة الدراسية 1942-1943 وقد جاء ذلك في تقرير سير المعارف الذي كانت تصدره وزارة المعارف العراقية كل سنة وبإنتظام .وكان هدف المدرسة "ان تقدم للفناة تربية علمية تتوقف عليها نعهضة البلاد الاجتماعية وترقية الحياة وتهدف كذلك الى إعداد ربات بيوت مثقفات " .وقد اشار الى ذلك الدكتور محمد فاضل الجمالي في مقالته الموسومة (وزارة المعارف وتوجيه الناشئة نحو التعليم العملي الانتاجي ) نشرها في مجلة (المعلم الجديد ) وفي العدد الصادر في كانون الاول 1939 . وكانت مدة الدراسة فيها (5) سنوات وقد التحقت بها عند تأسيسها (50) طالبة في الصف الاول وكان عدد المدرسات فيها (20) مدرسة .اما عدد الصفوف والشعب فكان اثنتان .وفي السنة الدراسية 1943-1944 كان عدد طالبات المدرسة (87) طالبة . وفي السنة الدراسية 1944 -1945 الغيت مدرسة الفنون البيتية في الموصل وخيرت طالباتها بين الانتساب الى مدرسة الفنون البيتية في بغداد ، أو الدخول الى المدارس المتوسطة . بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وفي السنة 1946 ظهرت الحاجة مرة اخرى لفتح مدرسة للفنون البيتية في الموصل ولم يتحقق هذا الا في بداية السنة الدراسية 1954-1955 وهكذا فتحت ( مدرسة الفنون البيتية ) في الموصل سنة 1955 ومدة الدراسة فيها (5) سنوات . وجاء في مقالة كتبها الاستاذ انيس وزير في مجلة ( اهل النفط ) العراقية ، عدد حزيران 1956 وزودنا بها الاخ الاستاذ جمال الرمضاني مشكورا ، ان الفتاة الموصلية اقبلت على هذه المدرسة مفضلة إياها على بقية المدارس الثانوية ولاعجب فالفتاة الموصلية بطبيعتها تفضل التعليم المهني البيتي . وكان نظام هذه المدرسة يقوم على ان تقضي الفتاة في هذه المدرسة خمس سنوات بعد الدراسة الابتدائية وقد ضمت هذه المدرسة في السنة الاولى لافتتاحها (133 ) طالبة وعدد الصفوف والشعب (5) وعدد المدرسات (10) . وازداد العدد في السنة الدراسية 1956-1957 الى ( 164 ) طالبة . اما منهج الدراسة في مدرسة الفنون البيتية فكان يضم العلوم والاداب والاجتماعيات واللغتين العربية والانكليزية . اما دروس الاختصاص فكانت فن الطهي بأنواعه المختلفة من لحوم وفطائر وحلويات وكعك . وفي درس الطبخ كن دائما منهمكات وبإرشاد المدرسة بالعمل وقد ارتدت كل منهن ثوبا ابيض . وفي دروس فن الخياطة والتفصيل فكانت هناك مدرسات متخصصات بذلك حيث تجلس الطالبات ومعهن المدرسة حول موائد كبيرة معدة للتفصيل والخياطة في صف خاص مزود بمكائن الخياطة وما يلزمهن من امور كالمكواة والخيوط وما شاكل ذلك . وفي دروس التطريز كانت كل فتاة تضع القماش الذي ترغب تطريزه امامها ومعها مايلزم من خيوط ملونة تطرز بها الشراشف التي توضع على موائد الطعام والفساتين للصغار والكبار وغيرها من لوازم البيت التي كانت تضفي عليها انامل الفتاة انتاجا من التطريز جميلا . وهناد دروس الرسم الحر حيث تتناثر فيه الطالبات في حديقة المدرسة كزهرات يانعة يسر الناظر منظرهن وهن يرسمن بالاصباغ الرسوم على المزهريات والاصص بألوان متناسقة جذابة . ولم يكن منهاج التعليم في هذه المدرسة يخلو من دروس البستنة لاهميته للبيت فتزرع كل طالبة زرعا تتعهده بالرعاية والعناية ونجاحها في هذه الدروس يتوقف على مدى اهتمامها في إنماء النبتة والعناية بها وإزدهارها . ومن دروس مدرسة الفنون البيتية الاخرى الموسيقى والتغذية والتربية وترتيب المنزل والعناية به ليظهر البيت في اجمل وابهى حلة مع مراعاة الاقتصاد في النفقات . في سنة 1956 كانت مديرة مدرسة الفنون البيتية في الموصل السيدة فريدة الشاوي .وبعدها تولت المدرسة مديرات متميزات كن على درجة عالية من الكفاءة العلمية والتخصص المتميز . تقول الدكتورة بيداء سالم صالح عزيز البكر في رسالتها للماجستير الموسومة (التعليم في الموصل 1958-1968 ) والتي كان لي شرف الاشراف عليها في جامعة الموصل 2007ان عدد طالبات مدرسة الفنون البيتية في الموصل خلال السنة الدراسية 1959-1960 بلغ (571) طالبة .اما في السنة الدراسية 1960-1961 فكان ( 539) موزعين على الصف الاول (145) طالبة والثاني ( 136) طالبة والثالث (112) طالبة والرابع (85) طالبة والخامس (61) طالبة وتتولى التدريس في المدرسة (25) مدرسة ومدرس .اما عدد الموظفات والمستخدمات فكان (10) . في السنة 1961-1962 تم قبول (60) طالبة من خريجات الدراسة الابتدائية في مدرسة الفنون البيتية في الموصل وكانت المدرسة تشغل بناية مستأجرة ببدل ايجار سنوي مقداره (950) دينارا واصبحت مدة الدراسة (6) سنوات بدلا من (5) سنوات وكانت الدراسة في المدرسة على مرحلتين ، الدراسة المتوسطة ومدتها (3) سنوات بعد الدراسة الابتدائية والدراسة الاعدادية مدتها (3) سنوات بعد الدراسة المتوسطة وشهادتها تعادل الدراسة الثانوية العامة . وخلال السنة الدراسة 1962-1963 بلغ عدد الطالبات في المدرسة بالموصل (529) موزعات على الصف الاول ( 108) طالبات والثاني (85) طالبة والثالث (98 ) طالبة وفي الصف الرابع (88) طالبة والصف الخامس (79) والسادس (71) طالبة .أما عدد المدرسات فبلغ (25) مدرسة عراقية ومعلمة منتدبة من التعليم الابتدائي .اما عدد الموظفين الاداريين فبلغ (3) موظفين و(11) مستخدما . وفي السنة الدراسية 1963-1964 بلغ عدد من الطالبات في المدرسة (485) طالبة موزعات على الصف الاول (12) طالبة والصف الثاني (62) طالبة وفي الصف الثالث (83) طالبة والرابع ( 67) طالبة وفي الصف الخامس ( 77) طالبة والسادس (76) طالبة وبلغ عدد المتخرجات في هذه المدرسة (76 ) طالبة . بعد ثورة 14 تموز 1958 بذلت جهود كبيرة من اجل اصلاح الواقع التربوي والاهتمام بالتعليم المهني وصدر العديد من التشريعات لتنظيمه وتأسست اول مديرية للتعليم المهني العامة سنة 1959 وجاء ذلم استنادا الى المادة السابعة من نظام وزارة المعارف رقم ( 57) لسنة 1959 وقد منح هذا النظام المديرية مسؤولية ادارة المدارس المهنية وترتبط بها مديريات التعليم الصناعي والزراعي والتجاري والفنون البيتية . وفي سنة 1965 شرع من جديد (نظام المدارس المهنية ) ونشر في جريدة الوقائع العراقية في 7 من حزيران سنة 1965 ومن مواده الاهتمام اهتمام وزارة التربية بنشر التعليم المهني ومنها فتح مدارس للفنون البيتية تهدف كما جاء في النظام " الى تخريج ربات بيوت يعملن على تطوير البيت العراقي ويمتهن الاعمال النسوية المختلفة " . وهكذا بدأ تعليم البنات المهني يتركز واصبح بإمكان خريجات مدارس الفنون البيتية اكمال دراساتهن في كلية البنات بجامعة بغداد والتي كان اسمها كلية الملكة عالية وبعدها كلية التحرير .
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كامل زهيري وكواليس الصحافة المصرية المعاصرة
-
وما أدراك ماكورونا شعر : الاستاذ ابراهيم علي الجبوري ابا يعر
...
-
تاريخ الطاعون في الموصل
-
قاسم حسن 1910-197- .المتنور العراقي اليساري الكبير وأضواء جد
...
-
حافظ القباني وأمل القباني
-
المرأة العراقية في الثورة التشرينية
-
فرج عريبي
-
وثائق الفكر الشعبي الدمقراطي العراقي من العهد الملكي الى الع
...
-
المثقفون والانتفاضة
-
الحفر على مسلة عراقية شعر : عبدالمنعم حمندي
-
شاكر سليم الحاج ياسين القصاب ....جانب من سيرته
-
بعشيقة : مدينة العشق والسلام
-
ثامر معيوف ...القاص والروائي والكاتب والصحفي والانسان
-
في رُدنِ الغياب ....المجموعة الشعرية للشاعر رائد عزيز
-
هناك حيث نموت ............قصائد شعرية للشاعر محمد جلال الصائ
...
-
الشيخ صفاء الدين عيسى البندنيجي في كتاب
-
كيف تؤثر في الناس وتغيرهم ؟
-
هل كان لكارل ماركس مذكرات ؟!
-
الكتابة العربية ..............في الاكاديمية الكوردية
-
هل سنشهد جبهة عربية جديدة ؟
المزيد.....
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
-
زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
-
خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا
...
-
الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد
...
-
ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا
...
-
وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا
...
-
-فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|