مصطفى عنترة
الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 12:00
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
مرة أخرى تضطر السلطة إلى التدخل من أجل محاصرة جماعة العدل والإحسان أقوى تنظيم سياسي إسلامي داخل الحركة الإسلامية ببلادنا.
فجماعة عبد السلام ياسين لا تزال وفية لاستراتيجيتها، ذلك أن خرجاتها لا تكون اعتباطية بل محسوبة، إذ تختار الجماعة أوقاتا محددة لتنفيذ نزلاتها إلى الشارع السياسي. هذا السلوك الذي يقرأ من قبل متتبعي الحركة الإسلامية بكونه يرمي إما لاستعراض الجماعة لعضلاتها خاصة في ظل الحديث المتزايد عن الخلافات داخل صفوف تنظيمات الجماعة وتراجع الإقبال على طروحاتها.. أو لتمرير إشارات سياسية معينة ضمن لغة الإشارات التي اعتادت الجماعة التخاطب وفقها مع السلطة.. أو أن الجماعة شعرت كالعادة بنوع من الخناق وأرادت بذلك التنفيس عن ذاتها... بمعنى أكثر وضوحا أن جماعة العدل والإحسان ظلت وفية لخطها السياسي في تعاملها مع النظام.
نفس الأمر بالنسبة للسلطة التي ترصد أجهزتها الأمنية تحركاتها وطبيعة التحولات السوسيو ثقافية التي تشهدها جماعة العدل والإحسان خاصة وأن قاعدتها تتشكل بنسبة هامة من الشباب أي الطلبة والتلاميذ الذين لا يكون موقعهم الاجتماعي قد تحدد بشكل واضح..
فالسلطة غيرت أسلوب تعاملها مع الجماعة منذ رفع "الإقامة الجبرية" على الشيخ عبد السلام ياسين، فهي ( أي السلطة) لا تتأخر في التدخل من أجل خنق ومحاصرة المد المتنامي لأنصار ياسين على مستويات متعددة، لكن في حدود معينة بالشكل الذي لا تستغله الجماعة للدعاية لصالحها زمن الاهتمام بحقوق الإنسان على المستوى الدولي اعتبارا لمكانتها السياسية داخل الساحة الدولية، علاوة على أن السلطة مقابل ذلك تقوم بتشجيع التيارات الإسلامية المعتدلة آخرها منح الشرعية القانونية لحزب البديل الحضاري ودعم حزب العدالة والتنمية وحركة الإصلاح والتوحيد بعد أن تخلصت من رئيسها السابق أحمد الريسوني..، ناهيك عن محاصرة أنشطة الجماعة ومحاولة اختراقها بشكل أكبر بضبط مواردها والتحكـم فيها.
ولا نعتقد أن الأجهزة الأمنية تغيب عنها كل المعطيات الضرورية حول جماعة العدل والإحسان ومن يدور في فلكها.
ومن هذا المنطلق ستكثف الجماعة من تحركاتها وخرجاتها كلما دعت الحاجة إلى ذلك، مما سيجبر السلطة على التدخل ضدها وفق مرجعية قانونية خاصة في ظل التطبيع الذي عرفته علاقة الجماعة مع الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق مصالح سفارتها ببلادنا. لكن نعتقد أن المقاربة الأمنية وحدها غير كافية للتعامل مع جماعة العدل والإحسان من أجل إرغامها على أداء ضريبة الدخول إلى الحقل السياسي الرسمي وفق منظور الحكم.
م عنترة
#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟