|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
للكلمات عالمها
للكلمات عالمها. وفي التقاء الحروف يتكون الكلام, وحسب الظروف والواقع والهدف والقائل وغايته يكون نوع وغاية وهدف ونوعية الكلام ويحدد الانسان وجوده من خلال الكلام وكذلك بدونه لا وجود للكلام. فلغة العصافير هي التغريد ولغة الوادي هي الخرير ولغة الاوراق هي الحفيف وهكذا فلغة النور تمحو الظلام في الطبيعة وفي العقل واللسان والمشاعر والنوايا والقلوب والضمائر, تمحو الاحقاد والشرور والسيئات والعداوة والتنافر والتنابذ, وهكذا الا الانسان فتنوع لغته ونطقها فمنها الكلام الموطد للعلاقات الجميلة بين الناس والضامن تعاونهم البناء باحترام وتفاهم وتنسيق لما فيه خيرهم وصلاحهم وايجابياتهم وهناك الكلام الاشبه بالرصاص القاتل ويضمن توجه البشرية الى العنف التنافر وعدم مبالاة الواحد بأوضاع الاخر السيئة. والسؤال على سبيل المثال, كيف نواجه الشر والعنف والكوارث والاستبداد والظلم والتمييز والحرب واللصوصية. وبناء على الواقع والبرامج والاهداف والسلوكيات, يصر حكام اسرائيل على ايداع النفوس في ظلمة القبر وحجب النور عنها من خلال ريها بالتعاليم والمفاهيم العنصرية والاستهتار بالاخر والحقد عليه وعدم التقارب بينهما وان يظل في ظلام الاحقاد والضغائن والسياسة الهدامة. فمن الصعب تربية الاطفال تربية حسنة وجميلة اذا كان المربي نفسه سيء التربية والافكار والنوايا والمشاعر والغايات والاهداف والسلوك فكيف يمكن اعطاء الاطفال تربية جميلة وهم يعيشون في اجواء بعيدة عن الاخلاق الحميدة والمشاعر الانسانية النبيلة؟ والحكومة بحكم طابعها الطبقي والسياسي لا يمكنها ان تعطي الشعب لا السلام ولا الخبز للجميع ولا الطمأنينة الانية والمستقبلية ولا الخبز والثوب والكتاب. والحرب لا تعرف الشفقة ولا المحبة, ففي ظل هذه الحكومة يجري السير الى الوراء في جميع ميادين الحياة العامة والخاصة ولا ولن تجلب الحكومة السلام الحقيقي الدائم لانها حكومة حرب. ولا تستطيع توفير الخبز للجميع لان الرأسمالي هدفه الربح ولا تثيره مشاهد اليهود بالذات العراة والمتسكعين وينامون في الشوارع ويبحثون عن الطعام في براميل القمامة وبغض النظر عن عددهم فالفقراء وبموجب معطيات مؤسسة التأمين القومي بمئات الالوف. ومع ان كل الاشياء في الدولة تقول بصوت واحد وجهوري وواضح, لقد آن اوان فطامك أيها الرصاص وأيها الحقد وأيها الشر , وليس للتحول والتغذي من مصادر أخرى, انما فطامك الى الابد بدون اطعامك وحتى عدم انتاجك. وفطام الشر والحقد وسوء النوايا وآن الاوان لتغذية الخير والمحبة وحسن التعايش والنزاهة بدون تردد وضمان تعمق ذلك يوميا بين الناس والجيران وكل من تعز عليه قيم الحياة الجميلة ومكارم الاخلاق واولها صدق اللسان. وهناك من يجلس مرتاحا في أحضان القدر ليبرر كسله بأن " المكتوب ما في منه مهروب" رافضا تنفيذ وصية الرسول : اعقل وتوكل, اي ان عليه الاجتهاد والتصبب عرقا ومن ثم الاتكال. فأي عمل نضالي في اي مجال ومهما كان صغيرا او غير شامل فلا بد ان يتآتى عنه خيرا ومهما كان صغيرا لصالح ممارسه, فحتى في البيوت, فان لم يطلب الطفل من والده شاقلا مثلا لشراء ما تتطلبه نفسه, هل يفطن الوالد ويعطي ابنه شاقلا, وهكذا في باقي الامور. ومن القضايا الملتهبة حاليا قضية المعتقلين الفلسطنيين في سجون الاحتلال وما يتعرضون له من ممارسات عقابية ووحشية. ويرفض قادة الاحتلال تذويت حقيقة انهم يعتقلون الاجساد للذين يتواجدون في السجون وهم أعجز عن اعتقال الفكر والذاكرة والشعور في الشخص القابع في الزنازين, فهذه طليقة حرة تلعن الاحتلال وتقول بكل قوة يجب أن نعيش وسنعيش باحترام في دولة مستقلة مهما طال عمرك فأنت الى زوال لا محالة. وهل من المعقول ان الدولة التي تفاخر بعظمتها وبجيشها الذي لا يقهر وبالعقل اليهودي المبدع ستنهار وتتعرض للخطر اذا ابقت طفلة في السادسة من عمرها على قيد الحياة؟ او اذا ابقت بناية عيادة طبية او مدرسة او روضة او حضانة او بيت سكن؟ هل ممارسة طفلة فلسطينية طليقة حرة طفولتها يهدد امن دولة الاحتلال العظمى؟ ان ارض الوطن طيبة وغالية ويفديها الانسان باغلى ما عنده ولا يرحل عنها وذلك تعبيرا عن التشبث والحب والالتصاق بها, وتزداد محبتها وروعتها عندما تكون في محنة ومهددة, وهذا يتطلب بل يفرض بالذات على الفلسطينيين تعميق وحدتهم وتطهير نفوسهم من سوء النوايا والتشرذم والانا السلبية لتحرير امهم الارض المنادية لهم بصوت جهوري قوي توحدوا وصفوا النوايا وخلصوني من سرطان الاحتلال وموبقاته واذا كانت اسرائيل تقتل وتهدم وتحاصر وتقمع وتصر على الاستيطان والاحتلال والدوس على السلام الدائم والحقيقي ومتطلباته وادارة الظهر للفلسطيني وانسانيته, ولكنها لا تستطيع وهي اعجز عن قتل الحقيقة وباصرارها على التنكر لها تجر الويلات على شعبها اولا وعلى قيمة الضمير الانساني الحي الجميل, وبافكارهم العنصرية يسممون الافكار والارواح والضمائر خاصة في الاطفال ويقتلون جماليتها وانسانيتها نعم, يجب ان يكون للانسان ضميره الحي الجميل لا ان يتحدث عنه فقط, ولكي تتعمق لغة التفاهم الجميلة بين ابناء الشعبين هنا يجب الاصغاء لصوت الشيوعيين والجبهويين فالحزب العمود الفقري للجبهة ببرنامجه يفتح ويعبد الطريق للخروج من لجة الالام والعذابات والفقر والتوحش والاحقاد والاستهتار بالانسان الى المستقبل المشرق والسعيد وشاطئ حديقة الحياة ومجتمع اليسر العام والسلام الوطيد, ونؤكد ان الدعوة لدعم الحكومة هي بمثابة خيانة لقضية السلام والحرية والتعايش المشترك وجمالية انسانية الانسان وحقه الاولي للعيش باحترام وكرامة في كنف السلام والطمانينة.
|
|