راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.
(Rawand Dalao)
الحوار المتمدن-العدد: 6509 - 2020 / 3 / 9 - 16:45
المحور:
الادب والفن
( الزيارة الدمشقية )
قلم #راوند_دلعو
جاءت دمشق بسِحرِها لتزورَني
و الشوق يَهدِيها إلى
عنواني
قفز الفؤاد على الشغاف تراقُصَاً
فدمشق يا كبدي و يا خفقاني !!
و ترونقت أنفاس صدري بالرؤى
فدمشق ماء الروح و الريحان
جاءت تدق الباب بالحزن الذي
أمسى يُشِعُّ الحَرَّ في شرياني
طلّت بطعم الموت في عثراتها
فالحرب أدمت وجهها الرّباني
عانقتها حتى تناغم روحُنَا
و التَّوقُ ينقُشُ ظِلَّها بمكاني
دثّرتُها بمدامعي و منحتُها
كلَّ العصافير التي بِجِنَاني
و فرشتُ حُضني كالسماء تُظِلُّها
خبأتها في لوعتي و حناني
و جعلت من بلور عيني بيتَها
وزَّعت أنفاسي على الجدران
ساءلتُها يا حلوتي ماذا جرى ؟
ياليت سكيناً فَرَت بلساني !!
فالصمتُ أفصحَ عن عظيم مُصابِها
إن السكوتَ رسالةً و معاني
شررٌ من الأشواق أُضرِم بيننا
و الحب نيران على النيران
نامت على صدري كفرخ حمامةٍ
نامت من الإعياء و الذوبان
نامت و دمع المُوق جمر أحمر
نامت و نزف القلب حزنٌ ثاني
ما عدت أعرف شِعرُ مَن هذا بِمَن؟
فالخط خطُّهَا و البَيانُ بياني
فشممتها و ضممتها ، قبلتها
و نسجت من فستانها أكواني
يا روحي الأخرى و يا قزحيتي
يا نشوة السّكرات في هذياني
ما عدت أعرف كيف أمسح دمعها
ينساب من عينيها في أحضاني
جاءت دمشق بسحرِهَا و دلالِها
جاء الربيع ببهرُجِ اللّمعان
أضحت و دمعُ الشوق في قسماتِنَا
فدموعها تنهالُ من أجفاني
ما لي أرى عينيك يخنقها الندى
فبُكاك يا روحي يهُدُّ كياني !
مالي أرى عينيك تنطِق بالأسى
فالدمع لهجةُ من يَنِي ببيان
جثث من الأطفال تملأ خدها
ينتابُه ضوء حزين قاني
هذي دمشق و دمعها مدرارُها
بعض الدموع تخبُّ كالشطآن
هذي دمشق و آهُهَا أوَّاهُهَا
فالآه آه الطائفيّة آنِ
أترجّل الفرسان في بلد نسا
ئمه من الأبطال و الفرسان ؟
هربت عيون الحرب من كل المدى
و غدت بداري تستبيح كياني
ذُبحت دمشق و دمعها رقراقُها
ذُبحت و طعم النّزع في الأجفان
هذي دمشق فكيف تذبح من بَنَتْ كلَّ العصور بسالف الأزمان
و لكل نهر في دمشقَ صبابةٌ
و لكل نبتٍ نغمةُ الكروان
و لكل بيتٍ في دمشقَ روايةٌ
و لكل قصر قصةٌ و معاني
فالياسمين عيونُهُ سوريّةٌ
و رموشُهُ شاميّة البنيان
و الأقحوان يصافح الأقمار
بالتفاح و النارنج و الرمان
و السوسن السكران في أكماتها
يغفو على جورِيِّه النّعسان
زيتونها قطرٌ و مِلحها سكّر
و الباسقات ظلالهن أغاني
يا غيمَها أنّى تفارقُ أرضَها
ينبوعها شهد و فلُّها داني
كرمى لعينك يا دمشق سأمتطي
قزح السماء على ذرا الألوان
و أعيد ترتيب الزمان لأمحو ال
أحزان من بلدي و من أحزاني
#راوند_دلعو (هاشتاغ)
Rawand_Dalao#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟