|
هواجس السيد نون
سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي
(Saoud Salem)
الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 15:01
المحور:
الادب والفن
١ ـ قطعة ارض محترقة مثبتة باربعة مساميرعلى جدار ابيض. الصورة الأولى، يتبعها سؤال. ٢ ـ متكئا على جذع شجرة وسط قطعة أرض محترقة مثبتة باربعة مساميرعلى جدار ابيض. الصورة الثانية، يتبعها إنتظار. ٣ ـ الرجل المتكئ على جذع الشجرة وسط قطعة أرض محروقة مثبتة باربعة مساميرعلى جدار ابيض، ينهض من مكانه بتثاقل، يلتقط فأسه ويبدأ يحفر. صورة أخرى، يتبعها ترقّب. ٤ ـ الرجل المتكئ على جذع الشجرة وسط قطعة أرض محروقة مثبتة باربعة مساميرعلى جدار ابيض، ينهض من مكانه بتثاقل، يلتقط فأسه ويبدأ يحفر، ويحفر ويواصل الحفر حتى يكاد يختفي جسده وسط الحفرة العميقة مع هبوط الظلام. صورة أخرى، يتبعها حتما ليلة طويلة. ٥ ـ كف عن الحفر، وقفز خارجا من الحفرة العميقة مع بروز أول خيوط الفجر، قذف بفأسه على كومة التراب التي تحيط بحواف الحفرة وعاد وأتكأ على جذع الشجرة وسط قطعة ألأرض المحروقة والمثبتة باربعة مساميرعلى جدار ابيض. صورة خامسة، يتبعها إحساس بالفشل. ٦ ـ ينهض من مكانه بتثاقل، يلتقط فأسه ويبدأ يحفر من جديد، يحفر ويحفر حتى لمست الفأس جسما صلبا في القاع، وقفز خارجا من الحفرة العميقة مع بروز أول خيوط الفجر، قذف بفأسه على كومة التراب التي تحيط بحواف الحفرة وعاد وأتكأ على جذع الشجرة وسط قطعة ألأرض المحروقة والمثبتة باربعة مساميرعلى جدار ابيض، ووضع الصندوق الحديدي الملطخ بالطين والتراب على ركبتيه، وبقي هكذا زمنا يسترجع أنفاسه. صورة أخرى، يتبعها إحساس بالراحة. ٧ ـ وضع الصندوق الحديدي الملطخ بالطين والتراب على ركبتيه، وبقي هكذا زمنا يسترجع أنفاسه. ثم أخرج من جيبه مفتاحا وأراد أن يفتح الصندوق دون جدوى، وبعد عدة محاولات فاشلة، نهض من تحت الشجرة ووضع الصندوق على كتفه وأجتاز قطعة الأرض المحترقة المثبتة باربعة مساميرعلى جدار ابيض، وخرج من الصورة. صورة جديدة يتبعها الإختفاء. ٨ ـ نهض من تحت الشجرة ووضع الصندوق على كتفه وأجتاز قطعة الأرض المحترقة المثبتة باربعة مساميرعلى جدار ابيض، وخرج من الصورة، ليجد نفسه في الشارع الطويل المعتم، حيث توقف للحظات في بداية الشارع، ووضع صندوقه على كتفه الأخرى وواصل السير حتى المبنى العتيق في نهاية الشارع المعتم، دفع الباب بمرفقه ودخل الممر الضيق، وصعد السلم ببطء متحاشيا أن يرتطم الصندوق بالحائط حتى الطابق الثاني. صورة جديدة. يتبعها الإكتشاف. ٩ ـ توقف أمام الغرفة ٢٢، وأخرج بيده الأخرى التي لا تسند الصندوق الثقيل على كتفه، مفتاحا فتح به الباب، ودخل وأغلق الباب وراءه بقدمه. صورة أخرى. يتبعها إستفهام ١٠ ـ دخل وأغلق الباب وراءه بقدمه. وبقى للحظات واقفا، ينظر في أنحاء الحجرة، ثم وضع الصندوق الثقيل الذي يحمله على كتفه على السرير وجلس بجانبه. صورة جديدة يتبعها إنفتاح. ١١ ـ وبقى للحظات واقفا، ينظر في أنحاء الحجرة، ثم وضع الصندوق الثقيل الذي يحمله على كتفه على السرير وجلس بجانبه ثم اتكأ على الحائط وأغمض عينيه. بقي للحظات طويلة في هذا الوضع، وقبل أن يغلبه النعاس هب واقفا واتجه إلى النافذة المطلة على الشارع. الصورة ذاتها. يتبعهاإعادة ١٢ ـ اتكأ على الحائط وأغمض عينيه، وبقي لحظات طويلة في هذا الوضع، وقبل أن يغلبه النعاس هب واقفا واتجه إلى النافذة المطلة على الشارع الذي يبدو صامتا ومعتما. فتح مصراعي النافذة ليدخل هواء الصباح البارد، وأخرج رأسه مطلا ناحية اليمين حيث يمتد الشارع بعيدا حتى ساحة المدينة الرئيسية حيث تتناهى أصوات بعض السيارات القليلة، ثم إلى اليسار حيث المبنى الرمادي الكبير المضاء بنور مصفر وحيث لافتة كبيرة تلعب بها الريح مكتوب عليها "مركز شرطة المدينة". صورة أخرى. يتبعها قضية خاسرة ١٣ ـ اتكأ على الحائط وأغمض عينيه، وبقي لحظات طويلة في هذا الوضع، وقبل أن يغلبه النعاس هب واقفا واتجه إلى النافذة المطلة على الشارع الذي يبدو صامتا ومعتما. فتح مصراعي النافذة ليدخل هواء الصباح البارد، وأخرج رأسه مطلا ناحية اليمين حيث يمتد الشارع بعيدا حتى ساحة المدينة الرئيسية حيث تتناهى أصوات بعض السيارات القليلة وبعض العمال المتوجهون إلى أعمالهم، ثم إلى اليسار حيث المبنى الرمادي الكبير المضاء بنور مصفر وحيث لافتة كبيرة تلعب بها الريح مكتوب عليها "مركز شرطة المدينة". أقفل مصراعا واحدا من النافذة وترك الآخر مفتوحا وعاد واستلقى على السرير واضعا قدميه على الصندوق. نفس الصورة. يتبعها تكرار. ١٤ ـ في الغرفة رقم 22 في أحدى ضواحي المدينة، يقضي أمسياته وحيدا، يحدق في الجدران العارية .. يحلم .. يقضي الساعات الطويلة مستلقيا على السرير، يتأمل السقف، ويتخيل النجوم والشموس والاقمار في رحلتها الأبدية عبر السقف الواطئ، من زاوية لزاوية، وفي بعض اللحظات يقف أمام النافذة يراقب الشارع الطويل الممتد تحت بصره. صورة غائبة. يتبعها العودة.
#سعود_سالم (هاشتاغ)
Saoud_Salem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة إلى - ثوار- ليبيا
-
السلطة الدينية وغسل الدماغ
-
ثورة بروميثيوس
-
عن الرفض والتمرد
-
وتفقد الوردة حمرتها خجلا
-
الإرهاب والثورة
-
عودة إلى فكرة الحرية
-
غزة .. ترفض أن تموت
-
ثقافة التوكل
-
سريالية الأشكال
-
الأدب والمخدرات
-
فاغنر وسيمفونية الكلاشنكوف
-
محمد البوعزيزي
-
رموش الحجر
-
بؤس الكلمات
-
بؤس الكامات
-
مباراة الشطرنج الخاسرة
-
الهروب في الليالي الممطرة
-
جنون الوحي
-
فاغنر وحفتر وطباخ بوتين
المزيد.....
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|