أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالرزاق دحنون - الكاتب لا يسمح بالتعليق على هذا الموضوع














المزيد.....

الكاتب لا يسمح بالتعليق على هذا الموضوع


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 6503 - 2020 / 3 / 1 - 17:27
المحور: حقوق الانسان
    


تقرأ هذه العبارة المشهورة في "الحوار المتمدن" بصمت، فتصدمك، تتأملها جيداً، تحاول تفسيرها، تستحضر في ذهنك كل الاحتمالات، ولكنك تفشل في إيجاد "العقلانية" التي تدفع كاتب الموضوع الذي لا يسمح للقراء بالتعليق على موضوعه في صفحات "الحوار المتمدن"، فتذهب إلى سطور الموضوع الذي لا يحق لك التعليق عليه، تقرأ، فتخرج من المعركة خاسراً. هل يرى كاتب الموضوع بأنه يخوض معركة مع القراء فعلاً؟ وإذا كانت معركة حقيقية، فتسأل نفسك: لماذا يمنع هذا الكاتب القراء من التعليق على موضوعه، ويجردهم بذلك من سلاحهم قبل بدء المعركة. هل يحاول بذلك كسب معركة لم يخضها؟ وما الفائدة من ذلك؟ تنظر في صورة الكاتب المرفقة-إن كانت هُناك صورة- لعلك تقرأ ما في ملامح وجهه، لا تجد ما يلفت النظر، لأن أغلب الصور قديمة أكل الدهر عليها وشرب، ولا تفيدك موهبة الفراسة التي فقدنا الكثير من ملامحها في عصرنا الأغبر هذا.

تترك كاتب الموضوع في صفحة الانتظار وتذهب إلى سيرته الذاتية إن وجدت: موطنه، عمره، تحصيله العلمي، مقالاته، كتبه إن كان مؤلفاً، فكره، أو أيديولوجيته، موقفه من الناس والحياة، فلا تجد جديداً يرشدك إلى هدفك. بقي في جعبتك-كوننا في معركة- محرك البحث في شبكة المعلومات العالمية، لعل وعسى تحصل بعد جمع وطرح وتقسيم وضرب أخماس في أسداس على جواب. تكتب اسم الكاتب واضحاً صريحاً في محرك البحث، لا جواب. ولكنك، بالمصادفة، تجد له صورة حديثة، فتصدم مرة أخرى، بصورة الكاتب الحديثة هذه، وتحار في تفسيرها وقراءة ملامحها، وتحار في أمرك من جديد، كحيرتك حين يطلب أحدهم أن تعطيه الجذر التربيعي للعدد صفر مكعَّب.

ما العمل يا لينين؟

لا بد من الاعتماد على مخزونك المعرفي في هذا الموقف المحرج، ومن ثمَّ تعود إلى السؤال من جديد: لماذا يمنع كاتب الموضع قراء الموضوع من التعليق على الموضوع؟ هذا هو موضوعنا.

نسبةٌ لا بأس بها ممن يكتب على صفحات "الحوار المتمدن" يعشق عبارة "الكاتب لا يسمح بالتعليق على هذا الموضوع" فيختارها هكذا ببساطة متناهية، لا يريد وجع الرأس، والقال والقيل، وخود وهات، وشتيمة هُنا، وقلَّة ذوق هُناك. فالقراء من مشارب مختلفة، وكل إناء بما فيه ينضح، والعامة أو الغوغاء أو الدهماء أو الرعاع أو رجل الشارع، يشتمون بألفاظ غليظة فاضحة عارية، كما كانت تفعل الشخصيات المرسومة في كاريكاتير ناجي العلي، فاطمة وحنظلة ومحمد وجورج وموسى، هذا ديدنهم، لذلك يقول الكاتب المثقف رقيق الحواشي، مرهف الإحساس، "أبو المعرفة وأمها": مالي ووجع الرأس هذا " الباب الذي تأتيك منه الريح سده واستريح". والصحيح أن هيئة تحرير "الحوار المتمدن" هي من وضعت هذه الخدمة في الخدمة، ولكنها تركت لك حرية الاختيار، بمعنى فتحت لك باباً من أبواب "الديمقراطية" لأنه "حوار متمدن" وعندما تختار عبارة" الكاتب لا يسمح بالتعليق على هذا الموضوع" دائماً، تكون بعملك هذا قد اخترت نهجاً مخالفاً لما قصده صاحب "الحوار المتمدن". يا سيدي يقول ابن الرومي:

امامك فانظرْ أيّ نهجْيك تنهجُ
طريقان شتى: مستقيم واعوجُ

تقول بينك وبين نفسك: اخترتُ-الحمد لله- نهجاً، طريقاً، سليماً مستقيماً. لا يا سيدي لم تختر طريقاً سليماً مستقيماً، بل اخترت طريقاً أعوجاً، نهجاً لا يمتُ إلى حقيقة "الحوار المتمدن" بصلة، وفوق ذلك، تسير فيه بخطوات عرجاء أيضاً، وتستعين في سيرك بعكاز خشبي يُعيق السير أكثر مما يساعده، فانت تريد تعليقاً يمدحك وموضوعك وتأنف من تعليق "العامة" الفاضح الجارح، وتخاف منهم ومن لسانهم على مشاعرك المرهفة، فتحجر على حقهم في نقدك وشتمك، وأنت بذلك تُقلد ما يفعله الحكام في قصورهم المشيدة، فانظر أيَ نهجيك تنهج، ومن ثمَّ تظن نفسك في معركة السباق بين الأرنب والسلحفاة. هل نسيت نتيجة السباق؟ نعم، لقد فازت السلحفاة البطيئة المتواضعة وخسر الأرنب العدَّاء المغرور.

ما هو رأيك وموقفك أيها الكاتب "المثقف" الذي يحجر على القراء التعبير عن مشاعرهم فيما يكتب؛ بأن لا أسمح -أنا الآخر- بالتعليق على هذا الموضوع، لي حرية الاختيار في هذا "الحوار المتمدن".



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقايا كلام على جسر سراقب
- أبي وعبد الله بن المقفع وفلسطين
- بقايا كلام على حائط أم جورج في إدلب
- قصيدة حب سومرية
- مصحف جدي
- حوار في موسكو
- شجار في صحيفة الأخبار
- ثلاثون عاماً على كتاب الرأسمالية تجدد نفسها
- يعجبني ماركس أكثر من سواه
- من يملك الدَّين الأمريكي؟
- قرية سورية منحوتة في الصخر
- حدثنا عن العدالة يا أردَشير
- صورة الشاعر إيمي سيزار
- جهاد محمد...والرقص مع الذئاب
- ماذا سيحدث غداً يا تولستوي؟
- تجدُّد ماركس
- كيف تكون شيوعياً جيداً؟
- على عتبة المؤتمر
- في الحيلة لدفع الأحزان
- منصور الأتاسي وداعاً


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالرزاق دحنون - الكاتب لا يسمح بالتعليق على هذا الموضوع