|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
النفس والشجرة توأمان
رجحت كفة ميزان السياسة الاسرائيلية بناء على الواقع والتصريحات والسلوكيات والمخططات والاهداف, لصالح الحرب واستمرارية الاحتلال ومتطلباته وجرائمه والاستيطان والعداء للجيران وللرازحين تحت نير الاحتلال ولكل من ينتقد ويعارض سياسة الطغمة اليمينية الحاكمة في اسرائيل, التي تفاخر بالتنكر لحق الاخر في العيش الحر الكريم في دولة له بجانب اسرائيل . وكلما أوغل أصحاب سياسة العدوان والاحتلال وآنا من بعدي الطوفان والاستيطان والعربدة, في الزحف الى اعماق ميزان الباطل والحرب ودوس الحقوق والعربدة والتمسك بالاهداف الخطيرة, تقهقر المخرج من مستنقعه وأضراره وبالتالي ابقاء المنطقة على شفا النزاع والحرب والعداء والخراب لأنه وبناء على اهداف احزاب اليمين الحاكمة فهي احزاب الحرب والاستيطان والعنصرية واللصوصية ودوس حقوق الاخرين واعلاء الجدران ليس فقط على الارض وانما جدران الحقد والكراهية وابعاد ونبذ التعاون البناء لما فيه خير وخدمة القيم الانسانية الجميلة والصداقة المتينة مع المحبة والاحترام المتبادل وبناء المشاريع العلمية والعمرانية والمؤسسات الاجتماعية المفيدة لأكبر عدد ممكن من الناس, وسنظل نؤكدها دائما ان سياسة الليكود وغيره من احزاب يمينية عنصرية حربية قائمة على اللصوصية العلنية المتجسدة في سرقة الارض والسلام والطمأنينة والمحبة وحسن الجوار والصداقة ومكارم الاخلاق وأولها صدق اللسان , ولقمة الخبز والقلم والدفتر من عدد هائل من الناس, ويسوغون ذلك بحجة الامن الممجوجة. ولقد افرطت احزاب اليمين في التعود على قوة ولغة المدفع غير آبهة لأخطار ذلك , ومن هنا فأمام الشعب اليهودي, خياران لا ثالث لهما, اما احتلال واستمراره بكل نوائبه وجرائمه وكارثيته وما يرافقه من استيطان وسلب ونهب وعنصرية واستهتار بالرازحين تحته واحتقارهم خصوصا باستمرارية تشرذمهم وخلافاتهم اللامبرره في ظرفهم الخاص الذي من المفروض والمنطق والواقعية ان يعمقوا وحدتهم فيه ويوجهوا كل قواهم وامكانياتهم وسياستهم نحو طرد الاحتلال. والخيار الثاني, السلام العادل والراسخ والجميل الذي يتطلب نبذ الاحتلال والقضاء عليه ويتجسد ذلك بالانسحاب الكامل من جميع الاراضي المحتلة في حرب حزيران (1967), والتطلع الى المستقبل الجميل المزين بحسن الجوار والتعاون البناء وتعميق الثقة التي تتطلب نبذ واخراس الاصوات المتطرفة, وعلى سبيل المثال كان الراب عوفاديا يوسف قد وصف في عام (2000) العرب بشكل عام بالافاعي والقتلة وقال ان الله تندم كيف خلق قوم اسماعيل, اي ان في ذلك دعوة صريحة لابادة العرب ويصر حكام اسرائيل على السير ونهج بوحي من تلك الاقوال. ولا يكفي ان تكون قلقا على السلام وتتحدث عنه من منطلق الخداع والتضليل وذر الرماد في العيون بل يجب ان تعمل لتحقيقه وانجازه فعلا ليشعر بذلك الجميع, فالذي يظهر نفسه ومن خلال تصريحاته انه متيم بالسلام وقلبه محروق عليه , لا يواصل بناء المستوطنات وتكديس الاسلحة والحصار واقامة الجدران وتعميق الكراهية والعداء للرازحين تحت الاحتلال واستمرار سياسة الحرب والعدوان واستعمال القبضة الحديدية في التعامل مع الجماهير العربية في اسرائيل وفي المناطق الفلسطينية وفي مواقع اخرى. وكل دبابة جديده وعبوه ناسفة وقنبلة وبندقية وطائرة حربية ومجنزرة ومدفع هي اكداس اموال تؤخذ من جيوب العمال والفقراء والمحتاجين وعلى حساب الكتاب والدفتر والقلم ولقمة والخبز وحبة الدواء وراحة وطمأنينة الجماهير. وعادة بعد يوم عمل وامتلاء الجسد بالاوساخ والعرق يذهب الانسان الى الحمام ليغتسل وينظف جسده ويرتدي الثياب النظيفة ويرتاح ومن كان يعتز بصداقته مع خير جليس في الزمان, يجلس ويغرق في مضمونه, ولكن المشكلة العويصة تكمن في تنظيف النفس والافكار والمشاعر من اوساخ العنصرية والاستعلاء وحب الذات والاستهتار بالاخرين والتنكر لحق الاخر في العيش باحترام وكرامة, وهنا في الدولة على سبيل المثال لا الحصر يسأل السؤال, أي الافكار والبرامج والنهج هي الاصح والافيد والتي تضمن صيانة جمالية الانسان وضميره ونواياه وروعة انسانيته وأهدافه, والواقع يقدم الجواب وبناء على البرامج والمواقف بالذات في الكنيست والهستدروت ومجالس العمال وغيرها من مؤسسات, تبرز مواقف الشيوعيين والجبهويين الحقيقيين والشرفاء وغير الانتهازيين والمبدأيين المخلصين خاصة في دعواتهم للاخرين للتعاون البناء ورؤية وتعميق المشترك خدمة للجماهير المظلومة ولنبذ السيئات والخلافات وكل ما من شأنه التفريق بين ضحايا سياسة فرق تسد العنصرية, ومعروف ان التربية على العنصرية والاستعلاء ونبذ الاخر والتنكر له ودوس حقوقه هي بمثابة ثآليل في الجسد الجميل تنز القيح الخطير, والنفس كالشجرة اذا أعطت الثمار الطيبة وبكثرة فذلك بسبب العناية بها وعدم اهمالها واحترام انسانية الانسان وتعميق جماليتها ورؤيتها الجميلة, والذي يغرس الشر والموبقات والضغائن والاحقاد والسيئات والعنصرية في النفس البشرية وفي القلب والمشاعر هل يتوقع جني العناقيد الطيبة والثمار اللذيذة ؟ والحقيقة والمنطق يقولان على سبيل المثال لا الحصر, ان الاحتلال مثلا وأهدافه وممارساته وبرامجه يجب ان يؤدي الى تمتين العلاقات والعواطف الجميلة ووحدانية السلوك وتعميق التنسيق ونبذ الخلافات بين الرازحين تحته وليس تعميق التشرذم والخلافات وعدم الثقة واللامبالاة بنتائج ذلك النهج المضره والخطيرة واللامبرر حاليا
|
|