|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
آلان وودز..يتعثر
وعلى قدر اهل العزم تاتي العزائم ..على قدر ثقافة ونوعيه وعي الكاتب تتشكل دواعي النقد الصارم الذي يفتش في ثنايا ما يقول ..وهذا ما ينطبق على الان دوز في مقال (ماهو التاريخ ) ضمن استعراضه للماديه التاريخيه والمنشور هنا على صفحات مركز الدراسارات الماركسيه واليساريه ..يستهل المقال بقوله (لماذا يجب علينا أن نقبل بأن الكون بأكمله، ابتداء من أصغر الجسيمات وصولا إلى المجرات البعيدة تحدده القوانين، وأن السيرورات التي تحدد تطور جميع الأنواع محكومة بالقوانين، بينما تاريخنا، ولسبب مجهول، لا تحدده أي قوانين...) ..هذه مقاربه مختلة التوازن وهي ذات اختلال في وجهين , الوجه الاول يكمن في ان المقاربه تتم بين الوجود المادي الحسي وبين ما هو ليس بشيء حسي ..بين قوانين تتحكم بكل الموجودات وبين مطلبيه القبول وبنفس المستوى لقانون يتحكم بالتاريخ ..بين قوانين مفتوحه على التطور والتجدد بالاكتشاف المستديم وبين قانون مكتفي بحد ذاته ومنتهي ..فمنذ ما يزيد عن مئة عام تقولبت تلك القوانين العلميه مرات ومرات واعاده انتاج نفسها في تخصصات وضعتها امام مهمه استكشاف جديد فرضتها اسئله جديده لاجواب عليها في القوالب القديمه ..فعلى سبيل المثال اصبحت فيزياء الكم وعلم الكموميات (تشابك وتتداخل الاجزاء المتناهيه الصغر ) تمثل تحديا لثوابت الفيزياء التطبيقيه المعروفه , لا بل انها صارت تهز مفاهيم عقليه خالده لم تكن لتهتز او يتم تجاوزها الا في مخيله مسرفه في تصوراتها ! فهل يمكن ان نقول بوجود شيء محدد في مكانين مختلفين في ان واحد ؟ هذا يجعل العقل الانساني لايقف بالمقلوب فقط انما يدفعه لان يتراقص بالمقلوب ايضا ! لكن تطبيقات الكموميات فعلتها مؤخرا ,والان العلماء امام تحدي صعب في اكتشاف القانون الكمومي هذا ؟ ,هذا هو الفرق بين القوانين المتحركه ذاتيا نحو التوسع وبين سياق حركه وقع مره واحده وتمظهر في حالات خاصه ومحدده ولا يظهر انه سيتكرر في حالات اخرى ..اما الوجه الثاني لذاك الاختلال الذي اعترى مقدمه آلان وودز , فهو تلك الاشاره التي توحي بقبول المقارنه المتماثله بين طبيعة الاشياء كلها مع طبيعة الوجود الانساني , بين ماهية السيرورات الماديه البحته وما بين سيروره تشكيل التفاعلات الانسانيه والتي هي مصدرها الدماغ باعتباره الماده الارقى في الوجود , وهو وان نفى لاحقا الطبيعه الاقتصاديه الاحاديه لتاريخ ,الا انه لم يشر الى خصيصة الاراده الانسانيه التي تصوغ باقي النشاطات ولم يؤكد على لانمطيتها وعدم قدرتها على التقولب باتجاه محدد عام ...ان الماديه التاريخيه تبدوا لحد الان عند الان وودز هي تلك الاطروحه التي تم جمعها في العهد الستاليني من بطون مؤلفات ماركس لان هذا الاخير لم يتناولها كقضيه او بحث منفصل ..وبالمقابل هناك من رفض الماديه التاريخيه باعتبارها لائحه قانونيه وطرح تسميه (القراءه الماديه للتاريخ ) , اي ان هذا الرفض اعتبر ان مايسمى بالتاريخيه الماديه هو يخص ما حدث ووقع , وبعد بلوغ مرحله الراسماليه لايمكن ان نجعل من المعادله الاقتصاديه بين قوى الانتاج وبين علاقات الانتاج وما يتشكل عليها من موؤسسات فوقيه , من ان تؤدي وضيفتها كما هي في المراحل المنقضيه (العبوديه والاقطاعيه ) ..
|
|