طلال الحريري
سياسي عراقي
(Tallal Alhariri)
الحوار المتمدن-العدد: 6490 - 2020 / 2 / 12 - 18:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في كل المجتمعات البشرية دون استثناء توجد المثلية ويختلف ظهورها بإختلاف طبيعة النظام السياسي والمجتمع فكل ما كانت الدولة ديمقراطية ونظامها علماني ليبرالي يجعل من التعددية والتنوع اهم مبادئهِ كل ما برزت هذه الشريحة الاجتماعية وحصلت على كامل حقوقها الانسانية في ظل قانون مدني يكفل لها الحرية الكاملة بإعتبارها تمثل مجموعة انسانية تحترم مبادئ الديمقراطية والتنوع والتكامل الاجتماعي، وجزء من مكونات الامة الفكرية والاجتماعية. في العراق الحالة مؤسفة في ظل حكم الاسلام السياسي والمليشيات الارهابية حيث يتعرض المثليين الى حملة ممنهجة للقتل والترويع والتهديد بأشد الوسائل الارهابية في الوقت الذي يشكل به المثليين 7% من عدد سكان العراق وفقا لإحصائيات متُتقنة. وفي سنوات سابقة تعرض المثليين الى ابادة جماعية على يد منظمة جيش المهدي الارهابية بتوجيه من زعيمها الارهابي مقتدى الصدر وهذه الجريمة الكبرى ينبغي ان لا تمر بلا عقاب في المستقبل لان تحقيق العدالة بهكذا قضية سيدعم رؤية التنوع وقيم الحرية وينمي ثقافة المجتمع وقيم الديمقراطية. وما يزال المثليين يتعرضون للإرهاب المنظم دون تبني اي جهة حقوقية محلية او دولية لحقوقهم والدفاع عن وجودهم. المثلية ظاهرة طبيعية ويجب علينا مراعاة وجودها والدفاع عن المنتمين لها وتوفير الحرية والمساواة لهم وهذه القضية المهمة تمثل متغير كبير في مفهوم ا(لدولة التي نريد) ولا نرى بأن هذه القضية تختلف عن قضية مساواة المرأة، وحقوق الانسان الاخرى التي تستجيب لها العلمانية وتنظمها الليبرالية وتنطلق بقوانين مدنية.
اذا اردت ان تعرف مستوى الوعي في مجتمعٍ ما فتحدث عن مساواة المرأة وحقوق المثليين عندها ستحدد معيار الوعي اما الازدواجية والانقلاب وهذا ما هو شائع او القبول والتأيد وهذا ما هو محدود للأسف. حقوق الإنسان وقبول الاختلاف وتحقيق المساواة قيم عليا للعلمانية ومدنية الدولة ولا يمكن احتكار العلمانية بشكل النظام السياسي كما يعتقد الكثيرين. لهذا السبب يكون خيار العلمانية الراديكالية اقوى مفردات خطاب التنوير في العراق.
#طلال_الحريري (هاشتاغ)
Tallal_Alhariri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟