|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
هدامون....الى متى؟
بعد جولة المفاوضات الاولى بين اعضاء الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي, في الويلات المتحدة الامريكية, في الاسبوع الفائت, خرج وزير خارجيتها, جون كيري الى الصحفيين ومما قاله انه في الاشهر القادمة ستجري في اسرائيل وفي المناطق الفلسطينية سلسلة لقاءات بين ممثلين عن الجانبين والهدف هو العودة الى واشنطن بعد تسعة اشهر من اجل التوقيع على اتفاق يتضمن الاعلان عن وضع حد نهائي للخلافات والصراع والنزاع بين الجانبين ووضع حد نهائي لمطالب من الجانبين الواحد من الاخر, ولان الويلات المتحدة الامريكية هي ويلات متحدة وذلك بناء على سياساتها المحلية والكونية فلن نعيش في الاوهام, ففي الوقت الذي زف فيه كيري بشرى نجاح اللقاء الاول, من المفاوضات فقد اكد في حديثه مع الصحفيين ومع عدد من اعضاء الكونغرس قال ان اسرائيل ستنجح في الحفاظ والبقاء على وفي (85%) من المستوطنات الكبرى, وهؤلاء من اعضاء الكونغرس المؤيدين لاسرائيل الاحتلال والاستيطان والتوسع والحروب والعنف ضد الجيران خاصة من الفلسطينيين, وقال كيري بالذات في هذه النقطة تحافظ الويلات المتحدة الامريكية على مصلحة اسرائيل كوطن وحيد للشعب اليهودي, واذا كان كيري قد حدد فترة تسعة اشهر للعودة الى واشنطن والتوقيع على اتفاقية سلام, من منطلق ان فترة المخاض والحمل تستمر تسعة اشهر لولادة المولود او المولوده والسير رويدا رويدا بعد فترة الرضاعة والنمو على دروب الحياة, فانه بتصريحاته قد اجهض علانية الحامل وقضى على الجنين قبل ان ينمو, لان تصريحاته تؤكد وتصر على استمرار الاحتلال واستيطانه وجرائمهما ضد الفلسطينيين وضد السلام الحقيقي العادل وكرامة الانسان كابن تسعة, ولاننا نرفض العيش في الاوهام نتساءل هل يعقل وهل فعلا ستضمن الويلات المتحدة الامريكية حل النزاع بين الجانبين خلال تسعة اشهر, وهل فعلا سيتغير قادة اسرائيل خاصة من الاحزاب اليمينية المتطرفة بمعدل(180) درجة خلال لحظات من سفاحين ومجرمين وعنصريين وحاقدين وكارهين ومحتقرين العرب وخاصة الفلسطينيين الى عشاق مغرمين بهم وبحقهم للعيش في الحياة بكرامة وفي دولة لهم بجانب اسرائيل وعاصمتها القدس الشرقية وخالية من المستوطنات؟ اي هل سينفذون ويدفعون متطلبات وثمن السلام العادل والراسخ والدائم فعلا, وهل ما يقولونه وينفذونه علانية من مواصلة توسيع المستوطانت والسعي لمصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية يخدم فعلا السلام العادل والدائم والمفيد, ام انه مجرد لوك كلام فارغ بلا رصيد من الجدية, يريدون السلام والاستيطان والجدار ومواصلة الاحتلال والاعتراف بيهودية الدولة, وهذا بكل بساطة من المستحيلات, والتمسك به لن يجلب الا المزيد من سفك الدماء والضحايا وتعميق الاحقاد والاستهتار بالعرب, ففي دولة تحترم النزعة الانسانية الجميلة والتعايش الانساني الجميل بمحبة وصداقة وتآلف وتعاون بناء, لا تعمق النزعة العنصرية ولا تستهتر بجزء من المواطنين فيها لانهم عرب, فقد صرح وزير الاقتصاد نفتالي بينت في (29/7/2013) وتفاخر بذلك بانه قتل خلال حياته العشرات من العرب وليس في ذلك حسب كلامه ورايه اية مشكلة, وكاننا هنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه مجرد حشرات او زواحف او فئران يجب التخلص منها, وماذا لو صرح احد المسؤولين العرب انه يتفاخر بانه قتل العشرات من اليهود لانهم لا يستحقون الحياه ولانهم بهائم تدب على قدمين, ولقد وصل التمييز العنصري في اسرائيل الحاقدة الى البنوك وخاصة بنك " همزراحي طفحوت " في اعطاء القروض وبطاقة الائتمان المصرفية, رغم ان العلاقة بين البنوك والمالية هي تجارية وربحية وليست على اساس عنصري, وهذا يقول انه حتى الربح المالي القادم والاتي من العرب لا يريدونه ! وهذا كله يمنح وعلانية الشرعية للقتل وممارسة العنف والاستهتار بالعرب ودوس كرامتهم كبشر وفتح الطريق امام المتطرفين لممارسة القتل والاعتداءات, فاذا كان الوزير في الحكومة يتفاخر بجرائمه لانها ضد العرب فما بالك بالمواطن العنصري العادي, ولانهم وحسب الواقع وممارساتهم واهدافهم وبرامجهم وبناء على سلوكياتهم يلذ لقادة الدولة من اليمينيين المتطرفين الهدم والقتل والتعذيب ويبهجهم التخريب والتدمير والانقاض والجرحى واصروا ويصرون على ان تكون نفوسهم قوية وافكارهم ملوثة بملوثات العنصرية ويفاخرون بانهم قبضوا ولا يزالون ويصرون على ذلك, على مقابض تسحق زهور الحياة وتسحق المحبة والصداقة بين البشر وشوهوا بميول عدد من قادتهم الفاشية ولوثوا بسياستهم العنصرية وقوانينها وشرعيتها وممارستها على ارض الواقع ليس ضد العرب فقط انما ضد اليهود الشرقيين انفسهم, نعم شوهوا بسياستهم الاستعلائية الحربية الاحتلالية محاسن العواطف والمشاعر الانسانية فكم من ذئب اختبا في هياكل بشرية ومارس ابشع المجازر والمذابح, والسؤال متى سيستخلصوا عبر التاريخ ومصائر من سبقهم من سفاحين وجزارين و مجرمين ويكفوا عن ان يكونوا دائما هدامين وخاصة للقيم الانسانية الجميلة.
|
|