|
وقف حمار الشيخ في العقبة: حمدوك .. ووزير ماليته ومحافظ بنك السودان الجديد!!
شوقي إبراهيم عثمان
(Shawgi Ibrahim Osman)
الحوار المتمدن-العدد: 6483 - 2020 / 2 / 5 - 09:29
المحور:
الادارة و الاقتصاد
ملحوظة: (بعد كتابة هذه المقالة توالت أخبار العالم حول مقابلة البرهان للنتن ياهو في يوغندة من أجل التطبيع. ما يجبرنا على التعليق. ونحب أن نؤكد أن ما حدث كان متوقعا، فمنذ باكورة سقوط البشير وإلتصاق هذه الطغمة العسكرية بالمشهد السياسي، المسنودة أمريكيا وأوروبيا ثم سعوديا وإماراتيا ومصريأ بالوكالة، وقد ركبوا الجنرالات موجة الثورة بدعم أمريكي واضح وقد اصروا على مقاسمة المدنيين السلطة، بل أدعوا أنهم مفجرو هذه الثورة!! وذبح الجنرالات المئات من شباب الثورة غدرا، ثم زاد التأكد ظهورعبدالله حمدوك الذي تبنته جهة يهودية (إسرائيلية) في مانشيستر أثناء تحضيره الماجستير والدكتوراه في التسعينيات، ثم جلبهم لإمرأة شمطاء كوزيرة للخارجية، وقد تم حضنها وتعميدها كـ "صهيونية" في المملكة المغربية، وقد عملت هذه المرأة لثلاثين عاما في المغرب بـ "المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة"، أو الإيسيسكو ISESCO، ومقرها الرئيسي الرباط، وقد تأسست هذه المنظمة في 25-28 يناير من عام 1981م. وهي إحدى توابع "المملكة السعودية"، وقد فرختها منظمة التعاون الإسلامي (أيضا السعودية). وليس صدفة أن تركز دول الخليج على المملكة المغربية إستراتيجيا، خاصة السعودية، لزوم التطبيع مع إسرائيل مستقبلا إنطلاقا من هذه المملكة التي يمرح فيها الموساد بتعاون تام مع المخابرات المغربية، ويسجل بالصوت والصورة كل دواخل وتفاصيل القمم العربية التي تمت هناك منذ الستينيات).
المقالة الأصلية ذات طابع إقتصادي:
لا أعتقد أن حمدوك رئيس الوزراء السوداني، أو هذا الشخص المدعو (بدر الدين عبد الرحيم المحافظ الجديد لبنك السودان المركزي) يمكنهما، أو يمكن للأخير، أن ينقذ الاقتصاد السوداني - إضافة إلى كونه كوز- فذلك بين من سياق سيرته الذاتية وتمحوره زورا في غمار الحكم "الإسلاموي" السابق حول بضاعة لا تشبه الكيزان (الإخوان المسلمين) ما يسمى "التمويل الصغير microcredit" .. للاقتصادي العبقري محمد يونس البنقلاديشي* راجع سيرته وكتابه banker to the poor.
حور بدر الدين تجربة محمد يونس إلى ما يسمى "التمويل الصغير الاسلامي" تدليسا.
هذا الرجل (بدر الدين!) لا يعدو كونه موظفا تابعا صغيرا مدجنا وشبه عميل بائعا لنفسه لدول الخليج لشوشته.. راجعوا سيرته الذاتية. ما يسمى "بنك الإبداع للتمويل الصغير" - القابع في تقاطع شارع عبيد ختم بشارع المشتل. هو بنك صغير جدا، سعودي بحت .. يضعون صورة الملك فيصل او فهد في البنك، لا ادري ايهما، بحجم الحائط الداخلي. وكل موظفينه كيزان... ويمكن الاستنتاج إنه أي البنك لعبة كيزانية لتمويل صغار الكيزان..أو للسلفيين الوهابيين الإرهابيين حصرا..!! أو للهبر المصلح (على وزن النضال المسلح)، إختر ما شئت!!
تم تأسيس البنك السعودي "بنك الإبداع للتمويل الصغير" تحت عناية بدر الدين عبد الرحيم من موقعه في بنك السودان!!
كل السودانيين يعلمون كيف تتم عملية التمويل الصغير في السودان .. هنالك سماسرة متخصصون يوفرون لك الفواتير المزورة التي تعني شراءك بضاعة عينية، بشكل وهمي، لزوم قبض (التمويل الصغير) وهي نقود شراء البضاعة نقدا، ومنها ياخذ السمسار عمولته 20% أو ما يحلو له ويعطيك الباقي.. فهو تحايل على الشرع الاسلامي الحنيف.. -تمارس هذه الحيلة حتى بنوك جدة السعودية "الإسلامية“- ولن يقصر موظفو البنك (أي بنك) لكي يعملوا لك دراسة جدوى صغيرة مضروبة..!!
عموما.. الثورة السودانية أُبتليت بعملاء الدول الغربية - وعملاء صندوق النقد الدولي..والسعودية والإمارات.
لا أرى لكم حلا الا في شيء واحد. حلكم وخلاصكم يتمثل في هذا الحل الإقتصادي:
بيع ديون السودان بالكامل للصين .. وهكذا تنتقل ديون السودان من البنوك الغربية ومن البنك الدولي وصندوقه وفوائدهم المركبة .. إلى الصين تسدده لهم فورا، ثم يسدده السسودان للصين بمنتجات زراعية او بترول الخ.. مثلا لو ديون السودان 55 مليار دولارا، وهي كذلك... يبيعها للصين بـ 56 مليار دولارا..!! وهكذا ينهي السودان ازمة ديونه العصية ويتخلص من رذالة البنوك المالية الغربية والامريكية شاملة بشكل خاص رذالة البنك الدولي وصندوقه ووصفاتهما القاتلة..!! وهكذا قد يأخذ السودان أنفاسه ويوفر الجهد والوقت، ويشمر السودانيون عن سواعدهم كي يركزوا نحو أو على الإنتاج والإنتاجية!!
فهل فكر رئيس الوزراء حمدوك في بيع ديون السودان للصين؟ هو، أو وزير ماليته الأبله - رجل الإمارات؟! أو هل تعتقدون أن محافظ بنك السودان الجديد (رجل المايكروفاينانس) سيفكر كما نفكر نحن هنا؟ قطعا لا.
آخر مقابلة تلفزيونية أجراها رئيس الوزراء السوداني هي مع الصحفي عثمان ميرغني، مؤسس حيلة إحالة "الإعلان المدفوع ثمنه" إلى مقالة، أو مقابلة صحفية في شكل حوار، أو مقابلة تلفزيونية، تبدو عمل أو نشاط صحفي "طبيعي". لا يدرك المتلقي إنها "إعلان" له ثمنه المدفوع.
بهذه المقابلة "الإعلانية" المرسومة والمدفوعة الثمن سبقيا، حاول رئيس الوزراء السوداني أن ينقذ أسهمه الهابطة لدى جمهور الثورة السودانية الذي وطن الظن في بداية التغيير الثوري أن "تحت القبة شيخ". في هذا المثل السوداني القبة تعني الضريح، والشيخ رفات ولي من أولياء الله!! وفي الحق ليس تحت القبة سوى جيفة. أجاد في هذه المقابلة عثمان ميرغني التمثيل في "دور الناقد" مما أربك ليس رئيس الوزراء فحسب، بل كشف عن جهل رئيس الوزراء بأسس الاقتصاد.
قطعا الصحفي عثمان ميرغني ليس إقتصاديا، ولا يفهم في الإقتصاد، فقط موسوعيا وذكيا يعرف من أين تؤكل الكتف. وقد حيرته نقطتان طارد فيهما رئيس الوزراء. لم يفهم عثمان كيف نجح حمدوك في إعادة السيولة المالية في عروق البنوك التجارية التي جفت، وفي السنتين السابقتين لسقوط النظام الإسلاموي كان المودعون يقفون أمام ماكينات الصرافة في صفوف لا تحاكيها سوى صفوف الجمهور أمام المخابز، والمحظوظ تدر عليه الماكينة بضعة من نقوده، ثم تتمرد!! لا نقود!! كيف نجح حمدوك في القضاء على إنعدام السيولة؟ لنسأل أولا لم حدثت ظاهرة إنعدام السيولة!! الإسلامويون أنفسهم أول من إستشعر بسقوط نظامهم قبل الشعب السوداني المكلوم، بسنتين، فكانوا ينكبون بشراهة على شراء الدولار من السوق الموازية (السوق السوداء) وإيداعها في الخارج، فتراكمت العملة الوطنية في أيدي تجار العملة السوداء، وهؤلاء بدورهم كانوا يتخوفون من وضع ملياراتهم في البنوك خوف المصادرة الأمنية. كانوا يضعونها في بيوتهم وكما يقول المصريون "تحت البلاطة". أضف إلى ذلك، أن الطلب المرتفع على الدولار، بيعا أو شراء، حتم على تجار العملة أن يتنقلوا بعملاتهم بالعربات، بعد وضعها في أكياس أو جوالات.
فكيف حل رئيس الوزراء إنعدام السيولة؟
ببساطة طمأن رئيس الوزراء حمدوك "تجار العملة" "بخفية" أن "حكومة الثورة!!" لن تصادر أموالهم، ولن تطاردهم. فوضعوا أموالهم في البنوك مجددا وهكذا أنتهت أزمة السيولة!! وتحت عنوان "تجار العملة"، ستجد أن أغلب رجال السوق السوداء هم من الإسلاميين المتنفذين في أجهزة الدولة السابقة التي سقطت، أي لصوص دولة البشير، بدءا من إخوان البشير وزوجته وداد وبطانته، والوزير والمدير العام، وكبارالشرطة ورجال الأمن وكافة الأجهزة النظامية، وشركات الظل والتجنيب المالي، والجمارك وموظفي البنوك التجارية أنفسهم يسمسرون بالدولار خارج العمليات المصرفية، وتجار السوق الإسلاميين الموردين والمصدرين الخ. هي أموال منهوبة تحت مظلة قوانين الدولة المنقرضة تراكمت عبر السلب ونشاط ريعي طفيلي، وسحت، نتاج سرقة ممنهجة مارستها دولة الترابي بكاملها لثلاثة عقود. كان حري بـ "رئيس وزراء الثورة" أن يغير العملة القديمة بعملة جديدة، فيضرب كذا عصفور بحجر واحد. ولكنه خان الثورة والثوار، فأستحق مني رئيس الوزراء لقب "قرد الثورة"!!
بيع ديوننا للصين أقترحته أنا شخصيا قبل أن يُعين حمدوك رئيسا للوزراء. ولا أشك أن حمدوك قد مر بهذا الإقتراح من صفحتي مباشرة أو عبر حواريه الدراويش. ولكنه لن يخون نفسه، ولن يفعل!! يقولون أن لحمدوك شعبوية سودانية، ولا أدري كيف، فهل القصور في الصحافة والإعلام السوداني؟ أم العيب في إقتصاديي السودان وسذاجتهم المتناهية؟ أم في الشعب السوداني الطيب الذي لا يفهم في الإقتصاد؟
ثم يغازل حمدوك (المحاسب السابق بشركة ديلوتيه فوشة المشبوهة) د. غازي العتباني الذي له جبهة سياسية إسلامية من وجوهها ذلك السلفي الكريه محمد علي الجزولي. لقد اعطى الأمريكيون والبريطانيون رئيس الوزراء حمدوك النور الأخضر كي يجلس مع ويسحب "الإسلام السياسي" السوداني المنبوذ للساحة السياسية مجددا في الفترة الإنتقالية؛ فمن ناحية لإنعاش تلك المتقابلة antithesis إسلامي/علماني التي تنحر المجتمعات العربية في دائرة عبيطة وبلهاء وفارغة. ومن ناحية أخرى، فتمرير صفقة القرن تتطلب أغراق وإلهاء الشعوب العربية والإسلامية بكثير من المشاكل في عقر دارها، إقتصاديا أو سياسيا الخ،
نعم، ربما لم يسمع السودانيون "ببيع الدين أو الديون"، ربما لا يتجاوز خيالهم السوق المحلي "بيع عربة، بيت" الخ. وإقتراحنا هذا، قد تطرب له الصين، إذ أكثر ما يهمها هو أن تتخلص من الورقة الخضراء لصالح عملة الرينمينبي.
https://en.wikipedia.org/wiki/Muhammad_Yunus
تعرف على العبقري محمد يونس مخترع التمويل الصغير، ومؤسس بنك جارمين، اي مخترع التمويل أو توفير القروض بدون أية ضمانة مطلقا، في تضاد مع إقتصاديات النظام البنكي المسيحي-اليهودي الربوي debt-based system، القائم على قروض بنكية بضمانة عينية وبالتحديد على ضمانة العقار، أو الأرض..!! وهكذا لن يحصل على القروض البنكية سوى "الأثرياء" .. وإذاأغرقو في الديون المركبة أو افلسوك بلعبة "مبرمجة" ينزع شايلوك عقارك، أو أرضك … تابع "صفقة القرن" وستفهم جيدا ألاعيب وأساليب عبدة العجل كيف يستخدمون العصا الإقتصادية لتركيع الشعوب.
#شوقي_إبراهيم_عثمان (هاشتاغ)
Shawgi_Ibrahim_Osman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دكتور جيكل: عبد الله حمدوك وديفيد كولمان ..الغموض البناء!!
-
ماذا تعني عودة الحرب الدولية الباردة في الإعراب الأمريكي*
-
فهمي هويدي – كاتب بالإيجار - اختصاصي قلب الحقائق الإقليمية!!
-
عقيدة التصدير من مخلفات القرن التاسع عشر
-
عبد الله حمدوك: على خُطَا الجزولي دفع الله!!
-
صلاح عبد الخالق: الطيار العسكري الفاشل القبيح..!!
-
الشراكة الكاذبة: من الذي قال أن المجلس العسكري شريك؟؟
-
حرب الأصيل بعد فشل الوكيل المحلي … وصفقة القرن!!
-
جورج أموم: … نحن معك لتوحيد السودان!!*
-
الفارق ما بيننا وبينهم ….!!
-
لغازي صلاح الدين: ... لا تظلم نفسك للمرة الثانية!!
-
كاتب آخر للإيجار.. محمد وقيع الله!!
-
ترامب والدولة العميقة: من الأيديولوجيا الاقتصادية إلى السوري
...
-
مصطلح العلمانية: رؤية نقدية جديدة تفضح الإسلام السياسي 1 -3
-
فوزي بشرى يصطاد فيصل محمد صالح: نار البشير ولا جنة الأمير (2
...
-
مدرسة لطفي الاقتصادية: نيران صديقة ….لا تعمم!!
-
مدرسة لطفي الاقتصادية: ما بين الواقع الممزق والخيال الخير ال
...
-
فوزي بشرى يصطاد فيصل محمد صالح: نار البشير ولا جنة الأمير (1
...
-
الخدعة
المزيد.....
-
ماسك: الولايات المتحدة تتحرك بسرعة نحو الإفلاس
-
دروس من نساء رائدات في قطاع البنوك والخدمات المالية
-
ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة
-
الركود يهدد القطاع الخاص البريطاني بسبب زيادة الضرائب
-
المغرب والصين يسعيان لعلاقات اقتصادية وتجارية متطورة
-
سعر الذهب صباح اليوم السبت 23 نوفمبر 2024
-
أكبر محنة منذ 87 عاما.. -فولكس فاغن- تتمسك بخطط إغلاق مصانعه
...
-
صادرات روسيا إلى الاتحاد الأوروبي تجاوز 3 مليارات يورو لشهر
...
-
ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة
-
عمل لدى جورج سوروس.. ترامب يكشف عن مرشحه لمنصب وزير الخزانة
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|