هادي المهدي
الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 23:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تتجلى الليبرالية في عدة قيم ، من أهم هذه القيم هي "الفردانية" والتي تعني ان الفرد هو مركز المجتمع ويستطيع ان يمارس رغباته ويحقق أهدافه مستقلا ومعتمدا على ذاته وعقله دون اية وصاية عليه من اي سلطة عليا داخل المجتمع (افراد اخرين ، نظرية دينية ، نظرية سياسية).
ما يطرح سؤالا ، هل عمل الفرد في مساحته الخاصة بمعزل عن تخطيط المجتمع / الدولة ينقص من كفاءة المجتمع او يضعف من قدرة الدولة ؟
الحقيقة ان هذا السؤال ينبغي تفكيكه اولا لانه يفترض ان المجتمع وحدة واحدة وآلة ميكانيكية مكونة من عدة تروس (الافراد) فيكون عدم عمل احد التروس طبقا لآلية العمل الكلية مسببا في عطل الماكينة بالتاكيد.
وفي رأيي ان التصور السابق هو تصور خاطئ بالكلية ، فلقد عرفت التجمعات البشرية التعددية منذ التجمعات البشرية البدائية وصولا الي مجتمعات الدول الحديثة.
على أنني أجد مثالا يستحق أن أسوقه هنا ، الفنان ( في أي نوع من الفن) لم يستطع علي مر التاريخ ان يكون مبدعا الا بنزعته الفردية ، لم نسمع مطلقا عن فنانا مبدعا كان يعمل بتوجيه من سلطة ملكية او اميرية وانتج هذا التوجيه ابداعا.
ختاما ، إن المجتمع الخلّاق هو مجتمع أفراده خلّاقون وليس مجتمع العادات والتقاليد.
#هادي_المهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟