أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - نظرية جديدة للزمن ( النظرية الرابعة )















المزيد.....



نظرية جديدة للزمن ( النظرية الرابعة )


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6466 - 2020 / 1 / 16 - 10:17
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المخطوط مع المقدمة

نظرية جديدة للزمن
....
هذا الكتاب " نظرية جديدة للزمن أو النظرية الرابعة " يتمحور حول عدد من الأفكار الجديدة :
1 _ اتجاه حركة الزمن ثابت ، ووحيد من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا .
2 _ اتجاه الحياة أيضا ثابت ، ووحيد من الماضي إلى الحاضر . ( في اتجاه المستقبل ) .
3 _ اتجاه الموت أيضا ثابت ووحيد _ عكس الحياة _ من الحاضر إلى الماضي .
4 _ استمرارية الحاضر ظاهرة ، وحقيقة موضوعية ، تفسرها بشكل منطقي وتجريبي ، ويقبل الاختبار والتعميم النظرية الجديدة للزمن .
5 _ النظرية الجديدة للزمن ( الرابعة ) تتضمن ما سبقها ، والعكس غير صحيح .
6 _ النظريات الثلاث السابقة أو المواقف ، هي وبتكثيف شديد :
1 _ النظرية الكلاسيكية : اتجاه الزمن من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر .
ومن أبرز أصحابها أفلاطون ونيوتن ، وغيرهم بالطبع .
2 _ النظرية الحديثة : ليس للزمن اتجاه وحيد او ثابت .
من أبرز أصحابها اينشتاين وستيفن هوكينغ وغيرهم أيضا .
3 _ النظرية النقدية ( او السلبية ) : انكار وجود الماضي أو المستقبل ، ومع اعتبار أن الزمن مجرد تركيب ذهني وعقلي مثل الرياضيات أو الشطرنج وليس له وجود واقعي وموضوعي .
وهي تشمل موقف التنوير الروحي ، بالإضافة إلى موقف حديث ومنتشر بين الفلاسفة وعلماء الفيزياء ، يشكك بالوجود الموضوعي للماضي أو المستقبل .
....

المخطوط الكامل

النظرية الرابعة للزمن
الاهداء
( كتاب لقارئه _ ت وناشره _ ت أولا )
....
القسم الأول

الباب الأول _ مع فصوله الثلاثة
نظرية جديدة للزمن
الباب الأول

ملاحظة هامة
حدث تغير كبير ونوعي ، وغير متوقع في فهمي للعلاقة بين الزمن والوقت والفرق الحقيقي بينهما ، عبر المناقشات والنقد الذي تخلل نشر الحلقات السابقة ، وأنا أشعر بالامتنان العميق للصديقات والأصدقاء الذين _ بفضل نقدهم الصحيح والضروري _ فهمت خطأ تصوري السابق للوقت والزمن والعلاقة المعقدة بينهما .
أعتذر عن تسرعي ورعونتي سابقا في اعتبار الوقت نفسه الزمن ، وسأحاول أن لا يتكرر مثل ذلك الخطأ ( التسرع في الاستنتاج والاعلان عنه ) حيث سأحاول الانتباه أكثر _ مع أنني أعتقد أن تجنب الخطأ من المستحيل .
....
الزمن يتضمن الوقت ، والعكس غير صحيح .
الوقت يمثل الجانب التعاقبي للزمن ، بينما الحركة ( والسرعة ) التزامنية موجودة في الزمن فقط .
وبعبارة أوضح ، الوقت محدد بشكل موضوعي ودقيق ، وهو الذي تقيسه الساعة .
بينما الزمن أكثر غموضا وتعقيدا .
أعتذر ثانية ،
وسوف أتوسع في مناقشة الفكرة الجديدة خلال الفصول القادمة .
وأتعهد للقارئ _ة أنني لن أتستر على خطأ ، في الكتابة خصوصا ، في الحياة الأمر أعقد .
....
الفصل الأول والثاني _ مع التكملة .... ( النظرية الجديدة للزمن )
الحاضر بديل ثالث للمستقبل والماضي معا ( موضوع مناقشته عبر الفصل 3 )

الحاضر هو المشكلة والحل بالتزامن ؟!
_ الحياة تجسد البعد الثالث للحاضر ، بالتزامن مع الزمن والمكان .
....
توجد مشكلة أولية ، وهي خاصة بالزمن ومصطلحاته ومفاهيمه المختلفة ، بالإضافة إلى المشاكل المعرفية والفكرية المشتركة في الثقافة واللغة العربيتين .
للأسف ، حتى اليوم لا توجد كلمات ومفردات _ مفاهيم ومصطلحات _ خاصة بالزمن ومراحله ، وتقسيماته ، بل هي استخدام ثانوي بالعموم ، أو استعارة .
ومثال ذلك كلمة حاضر أو مفهوم الحاضر ( أيضا الماضي والمستقبل ) ، فهي تدل على معنى الوجود بالمقام الأول ، وعنصر المكان خاصة . بطبيعة الحال هذه مشكلة لغوية _ ثقافية مشتركة بين اللغات ، وليست خاصة بالعربية وحدها لكن ، المشكلة في اللغة العربية بارزة ومتضخمة إلى درجة الخطأ ، بسبب جمود المجتمعات والدول العربية زيادة عن غيرها من بقية الدول والثقافات المحافظة .
....
للحاضر تمثيلات عديدة ومتنوعة ، لعل من أهمها مصطلح العمر .
لكل شيء أو حياة عمر ( بداية ونهاية ) ، ولا يوجد استثناء .
يبدأ عمر الانسان لحظة الولادة ، وينتهي لحظة الموت .
لحظة الولادة مشتركة بين المستقبل والحاضر ، ينتهي المستقبل ويبدأ الحاضر _ الجديد والمتجدد بطبيعته .
لحظة الموت في الجهة المقابلة ، مشتركة بين الحاضر والماضي ، ينتهي الحاضر ويبدأ الماضي المتجدد أيضا .
ناقشت في نصوص سابقة مفهوم الحاضر ، والاختلاف في تفسيره بين نيوتن واينشتاين ، وحتى لا أكرر الأفكار نفسها ، سأعرض الخلاصة بتكثيف شديد :
يركز نيوتن على الحركة التعاقبية للزمن ، وللحاضر بالطبع . ويعتبر أن الحاضر مدة لا متناهية في الصغر ويمكن اهمالها ، وكان يعتقد أن اتجاه الزمن من الماضي إلى المستقبل .
موقف اينشتاين يختلف بشكل جذري ، حيث أن تركيزه على الحركة التزامنية أو الأفقية للحاضر وللزمن بالعموم ، ويعتبر أن الحاضر يتحدد بشكل موضوعي بين الملاحظ والحدث أو بين الذات والموضوع .
وأعتقد أن كلا الموقفين يمثل نصف الحقيقة فقط .
فالحاضر ما يزال غير معروف ، وغير محدد بشكل موضوعي ودقيق ، ونكتفي عادة بالتقسيم الزمني لليوم والساعة مع باقي التقويم للسنوات والقرون ونستخدمها بحكم العادة وبدون تفكير .
الحاضر يمثل المرحلة الثانية من الزمن ، وهو يتوسط المستقبل والماضي وهذا ليس محل خلاف بالعموم ، لكن الاتجاه يمثل مشكلة حقيقية ، حيث ما يزال الاعتبار السائد أنه من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل .
....
الزمن والوقت والزمان واحد ، لا ثلاثة ولا اثنين .
هي تسميات عديدة لعملة واحدة ، تشبه إلى درجة التطابق طفل _ة لديه ا عدة أسماء .
وهذا الموقف أكثر من رأي وأقل من معلومة .
وأما الحاضر أو المرحلة الثانية للزمن ، من المنطقي أن نفترض ان نصفه في الماضي ونصفه المقابل في المستقبل ، وهذه الفرضية تنسجم مع الشرط الثلاثي للفكرة المنطقية : أن تكون معقولة ( يتقبلها العقل المتوسط ) ، وصحيحة ( لا تتناقض مع التجربة ) ، ومفيدة ( لها تطبيقات أو استخدامات متعددة ) .
....
أعتقد أن الحاضر مزدوج بشكل متعادل ، وثنائي بين المستقبل والماضي ، وطبيعته الدينامية تتكشف بسهولة بعد تصحيح الاتجاه الحقيقي لحركة الزمن . لكن تبقى مشكلة التحديد التجريبي الموضوعي والدقيق ، على حالها . وأتصور أن فرضية الزمكان المعروفة دون المستوى العلمي للتفكير ، فهي لا تحقق الشروط الدنيا للمعقولية وللتوافق مع التجربة والمشاهدة .
يكنك الآن _ وخلال القراءة _ التوقف قليلا وتأمل الظاهرة المدهشة :
يتحول الجانب الزمني من الحاضر إلى الماضي ، بشكل ثابت ومستمر _ بالتزامن _ مع حركة عكسية لنمو الحياة وتطورها ....وأنت نفسك المثال الحي والموضوعي بالتزامن .
وتتولد أسئلة جديدة عن مصدر المستقبل ، ومصير الماضي وغيرها !؟
آمل أن تحرض كتابتي ، وهواجسي حول الزمن خاصة ، العقول الشابة والمتفتحة على تكملة البحث والتساؤل ، فمن غير المنطقي بقاء موضوع الزمن _ والحاضر على وجه الخصوص _ خارج مجال الاهتمام الفعلي للعلم وللثقافة بالعموم .
....
نظرية جديدة للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه )

مقدمة أولى
بداية أعتذر عن كتابتي الجديدة ، المعاكسة ، والتي تلامس الغرور أحيانا .
وأتمنى من القارئ _ة الكريم _ة الصبر وسعة الأفق ، ....ربما نصل إلى موقف جديد !
أعتقد ، وبثقة تقارب اليقين ، أنني اكتشفت الخطأ المشترك بين الدين والفلسفة والعلم في نظرتهما الموروثة لحركة الزمن ، واتجاهه المعكوس خاصة .
حيث أن الموقف التقليدي ، ما يزال هو نفسه الموقف العلمي والعالمي من الزمن ، والذي يعتبر أن اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل _ مرورا بالحاضر .
وهذه المغالطة _ سوف أناقشها بشكل تفصيلي وموسع خلال الفصول القادمة _ مصدرها الخلط بين اتجاه حركة الزمن وبين اتجاه حركة الحياة وتطورها ( وهي بالفعل من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر ، وتقبل الملاحظة المباشرة ) .
حركة الزمن وحركة الحياة جدلية عكسية ، يمكن ملاحظتها واختبارها أيضا ، عبر التبصر والتركيز : حيث كل لحظة ينقسم الحاضر إلى اتجاهين متعاكسين 1 _ الأحياء ( الانسان والحيوان والنبات ) يبقون في الحاضر الجديد _ والمتجدد باستمرار 2 _ الأحداث ( والأفعال المختلفة بما فيها الولادة والموت ) تتجه إلى الوراء ، في الماضي الأبعد ، فالأبعد .
ومن جانب آخر بالمقابل ، في كل لحظة يتجدد الحاضر عبر التقاء الماضي القادم من الحياة مع الزمن القادم من المستقبل ( حيث الحاضر ثلاثي البعد 1 مكان 2 زمن 3 حياة ( وعي ) .
وهذا يفسر ظاهرة استمرارية الحاضر ، بشكل منطقي ومفهوم ، كما أنه التفسير الذي يحقق شروط الفكرة العلمية ( ان تكون معقولة وصحيحة ومفيدة ) .
وهذه الفكرة الجديدة " تفسير استمرارية الحاضر " سوف أتوسع في مناقشتها لاحقا .
....
هذا التصور الجديد للزمن ، والذي سأعرضه خلال الفصول القادمة ، بشكل تفصيلي وموسع هو حصيلة اهتمام قديم وتراكمي بموضوع الزمن _ وبالحاضر على وجه الخصوص .
سابقا كنت أكتفي بالتحديد الثنائي للحاضر الآن _ هنا !
لكن بعد إضافة البعد الثالث للحاضر ، وهو الحياة أو الوعي ، يتغير المشهد بالفعل .
وهذه أحد وجوه المغالطة ( ومصدرها ) في الفهم العلمي والمنطقي للزمن ، كما أعتقد .
بكلمات أخرى ، نمط التفكير الثنائي والمستمر في حياتنا ، بالإضافة إلى تعذر اختبار حركة الزمن بشكل تجريبي ومباشر ، هما سبب بقاء الفهم المعكوس لحركة الزمن إلى اليوم .
تقسم الفلسفة الكلاسيكية الوجود إلى مستويين فقط : الوجود بالقوة والوجود بالفعل .
حيث الوجود بالقوة يمثل المستقبل والاحتمال ، بينما الوجود بالفعل يمثل الحاضر والتحقق . ويهمل البعد الثالث _ للزمن وللوجود معا _ وهو الماضي ، وهنا سبب آخر للمغالطة .
بعد تحقيق الانتقال بالفعل ، من المنطق الثنائي ( الجدلي ) إلى المنطق التعددي ( العلمي ) يسهل فهم الفكرة السابقة ، ويمكن التعبير عنها بشكل جديد ، الوجود ثلاثي البعد والمراحل :
1 _ الوجود بالقوة ، او المستقبل .
وهو احتمال ، ومجهول بطبيعته .
2 _ الوجود بالفعل ، أو الحاضر .
وهو ثنائي بالحد الأدنى ، ويشمل السبب والصدفة معا .
بعبارة ثانية : الحاضر = سبب + صدفة .
3 _ الوجود بالأثر ، أو الماضي .
وهو ثابت ، وتكرار بلا نهاية .
....
هذا التصور الجديد للزمن ، يفسر التناقض المنطقي في الموقف الإنساني من الوجود :
1 _ المنطق الجدلي : يتمثل بتعبيرات عديدة ومتنوعة مع أنها بمضمون واحد ...
لا جديد تحت الشمس ، العود الأبدي ، الاجبار على التكرار .
وهي مقبولة وتعتبر من المسلمات في حياتنا الحالية أيضا ، كما بقيت طوال القرن العشرين .
2 _ المنطق التعددي : يتمثل بتعبيرات عديدة ومتنوعة مع أنها بمضمون واحد أيضا ...
أثر الفراشة ، كل لحظة يتغير العالم ، أنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين .
وهي أيضا مقبولة _ بالتزامن مع العبارات السابقة ، مع تناقضهما الصريح والمباشر !
....
إشارة أخيرة إلى منهج هذا البحث ، أو مرجعه الفكري ، هو التفكير العلمي كما أفهمه .
أعتقد أن العلم يتضمن الفلسفة والدين وبقية أنماط التفكير قبل العلمي ، والعكس غير صحيح .
أيضا الفلسفة تتضمن التفكير الدين وغيره من أنماط التفكير قبل العلمي ، بينما ينقص من الفلسفة التفكير العلمي .
التفكير العلمي منطقي بالحد الأدنى ، وتجريبي بطبيعته .
" العلم تاريخ الأخطاء المصححة " عبارة باشلار تغني عن الكلام الكثير .
....
مقدمة ثانية ...طبيعة الحاضر
يتعذر فصل الحاضر عن المستقبل من جهة ، ويتعذر فصله عن الماضي بالمقابل ،
وذلك بالتزامن مع سهولة التمييز بدقة ووضوح بين المستقبل والماضي ؟!
يتكون الحاضر من ثلاثة مراحل ، يمكن تمييزها عبر الملاحظة المتأنية :
1 _ الحاضر الموجب : مستقبل _ حاضر .
2 _ الحاضر المستمر : حاضر 1 ، حاضر 2 ، حاضر 3 ...
3 _ الحاضر السالب : حاضر _ ماض .
....
حركة المرحلة الأولى ، أو الحاضر الإيجابي ، في اتجاه وحيد وثابت ، وبسرعة ثابتة أيضا : من المستقبل إلى الحاضر .
حركة المرحلة الثالثة ، أو الحاضر السلبي ، لها نفس الاتجاه والسرعة .
وكلتا الحركتين تقيسهما الساعة ، أو الوقت المتفق عليه ...هذا رأي وفرضية ثابتة ، حتى يثبت خطأها بالتحليل المنطقي أو بالتجربة وهي سقف البراهين العلمية بالطبع .
بينما المرحلة الثانية ، او الحاضر المستمر ، تمثل حركة وسرعة التزامن ، وهي السرعة المطلقة في الكون ( عتبتها سرعة الضوء ، والأرجح أنها تتجاوزها ) .
....
ظاهرة استمرارية الحاضر ، المعروفة منذ عشرات القرون ، وخاصة عبر خبرة التركيز والتأمل ، يمكن تفسيرها وتوضيحها بسهولة بعد تصحيح اتجاه حركة الزمن وبعد فهم الوضع الثلاثي للحاضر .
هذه الأفكار سوف أناقشها بالتفصيل خلال الفصول القادمة .
....
....
نظرية جديدة للزمن _ الفصل 1 بعد الإضافة والتعديل
طبيعة الزمن ( حركته واتجاهه وسرعته )

مشكلة الزمن أنه خارج مجال الحواس ، ومع ذلك لا أحد يجهله ، وبالتزامن لا يعرفه أحد بشكل علمي وتجريبي ، أو حتى بشكل منطقي وواضح _ إلى يومنا ؟!
لحسن الحظ _ بفضل اينشتاين وستيفن هوكينغ خاصة _ حدث تطور هام خلال القرن الماضي في معرفتنا للزمن ، لقد تم الانتقال خطوة حقيقية بالفعل ، من اعتباره مفهوما فلسفيا إلى وضعه الحالي كمصطلح علمي _ فيزيائي ، حيث يمكن دراسته بشكل فكري ومنطقي ، تمهيدا لتحوله إلى مصطلح محدد بشكل تجريبي ودقيق ، مع قابليته إلى الاختبار والتعميم .
( 1 )
التصورات أو النظريات المختلفة حول الزمن يمكن تلخيصها وتكثيفها في أربعة :
1 _ الموقف الكلاسيكي ، وهو السائد في العلم والعالم المعاصرين ، يعتبر أن الزمن يتقدم .. من الماضي إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى المستقبل .
وبكلمات أخرى ، يعتبر أن سهم الزمن يتجه من الماضي إلى المستقبل _ مرورا بالحاضر .
وهو الموقف المشترك بين أفلاطون ونيوتن ، ومعهم أغلب الفلاسفة والفيزيائيين في العالم .
2 _ موقف الانكار ، وعدم الاعتراف بالماضي أو بالمستقبل سوى كتركيب وفكري عقلي ، مع اعتبار أن الحاضر يمثل الوجود الموضوعي والمطلق ( انكار الموت أيضا ) .
3 _ الموقف الحديث ، ومن أبرز ممثليه اينشتاين وستيفن هوكينغ ، وهو يعتبر ان اتجاه الزمن غير محدد في جهة معينة ، وغير ثابت أيضا ، ويمكن ان يحدث في مختلف الاتجاهات .
4 _ الموقف الجديد ، وهو محور هذا الكتاب ، ويعتبر أن اتجاه حركة الزمن عكس اتجاه نمو الحياة وتطورها : من المستقبل إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى الماضي ...وهو اتجاه ثابت ووحيد ، ويقبل التجربة والاختبار والتعميم بدون استثناء .
....
موقف الفرد الحالي من الزمن ، هو أحد المواقف الأربعة أو بين اثنين منهما ومحصلتهما السلبية أو الإيجابية .
كمثال مباشر ، يعتبر الكثيرون اليوم أن الزمن تركيب عقلي وثقافي ، ولا وجود حقيقي له .
بعبارة ثانية ، يعتبر كثيرون الزمن مجرد نظام رمزي يشبه اللغات الحديثة كالبرمجة والرياضيات ، وليس له حركة محددة أو اتجاه وحيد او سرعة ثابتة . وهذا الموقف يتطابق مع موقف الانكار الذي يمثله التنوير الروحي عبر الاعتقاد بالحاضر المستمر .
....
الموقف الجديد يتضمن المواقف السابقة ، بينما العكس غير صحيح .
وهذا ما سأحاول اثباته بشكل منطقي ، عبر الفصول القادمة ، من خلال مثال بديهي :
الأمس والماضي خلفنا بينما الغد والمستقبل أمامنا ، وبينهما الحاضر ( الجديد _ المتجدد ) ؟!
المستقبل يقترب والماضي يبتعد ( أليست بديهية منطقية ويقبلها الحس المشترك) ؟
ويمكن الاستنتاج مباشرة ، أن ما يقترب هو البداية ، أو قادما من البداية .
وبنفس الطريقة : ما يبتعد هو النهاية ، أو يتجه إلى النهاية .
الفكرة تستحق التأمل والاهتمام الجديين .
....
بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يتغير الموقف العقلي والواقع معا .
اتجاه حركة وتطور الحياة يعاكس اتجاه الزمن ، وهذه الظاهرة تقبل الاختبار والتعميم .
....
( 2 )
حركة الزمن ؟!
بصورة عامة الحركة أحد نوعين :
1 _ الحركة الذاتية ، العشوائية ، وهي خاصة بالأحياء .
تتحدد من داخلها بالدرجة الأولى ، ومن خارجها بالدرجة الثانية كاستجابة لمتغيرات البيئة المحيطة .
2 _ الحركة الموضوعية ، وهي تختلف بحسب نوع المادة ، ومن أمثلتها :
_ حركة السوائل ، وتتحدد بالضغط الجوي أو علاقة الأواني المستطرقة .
_ حركة الغازات ، وهي تتحدد بدرجة الحرارة ونوع الغاز .
_ حركة الكهرباء ، وهي تتحدد بدرجة مقاومة ( أو عدم قابلية نقل الكهرباء ) المواد ، وهي في اتجاه ثابت من التوتر المرتفع في اتجاه التوتر المنخفض .
_ حركة الزمن ،... ويمكن استنتاجها فقط ، وربما يتمكن العلماء في المستقبل من ابتكار أدوات وطرق تمكن من اختبارها بشكل تجريبي ومباشر ؟!
....
( 3 )
اتجاه حركة الزمن ؟!
كلمة الاتجاه ، كفكرة وخبرة ، تعتبر حتى اليوم مرادفة للمعنى .
المشكلة بذلك ، أن التوجه أو الاتجاه ، ليس أقل غموضا من مصطلح المعنى ذاته !
على سبيل المثال ، بعد سنة 2012 حتى فهمت المعنى ( الجديد ) والمتداول حاليا ، واختلافه النوعي والجذري عن المعنى التقليدي . وهو موضوع ناقشته سابقا بشكل مستقل وموسع ، واكتفي هنا بتكثيفه الشديد : المعنى بالمفهوم التقليدي موجود مسبقا في مستويين ، أولا في قلب الكاتب أو المرسل ( في الوعي والنوايا ) ، وثانيا في النص ( أو الرسالة أو التعبير ) . والقراءة مع السياق ، تعتبران ، تكملة أو تحصيل حاصل . بينما المعنى بالمفهوم الحديث يتشكل عبر عدة بؤر او مراحل متسلسلة في درجة أهميتها أيضا ، وبالدرجة الأولى القارئ _ة وعملية القراءة نفسها تنتج المعنى أولا ، والسياق الثقافي ثانيا ، والرسالة أو النص ثالثا ، وفي المستوى الرابع والأخير من الأهمية والدور _ في المعنى _ للمرسل أو الكاتب ( ونواياه لا تعني غيره ، وغالبا تنفصل عن المعنى لحظة التدوين أو التعبير ، ...وتهمل وتضيع بالفعل ) .
بالعودة إلى فكرة وخبرة الاتجاه ، لا يكفي معرفة البداية والنهائية لتحديد الاتجاه ...
مع أن عبارة البداية والنهاية أو العكس ، تتضمن الاتجاه بالفعل .
....
من خلال الملاحظة المتأنية ، يمكن اختبار ظاهرة مزدوجة ومدهشة بالفعل ، وتتكرر بشكل مستمر مع جميع الأحياء ( الانسان ، والحيوان ، والنبات ، وهي بارزة في حالة البششر ) ...
حيث ينقسم الحاضر في كل لحظة ، إلى اتجاهين متعاكسين :
1 _ اتجاه نمو الحياة وتطورها : من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
2 _ اتجاه الأحداث بالعكس : بالعكس من اتجاه الحياة ...من المستقبل إلى الماضي ومرورا بالحاضر . وهذا الاتجاه يتضمن حوادث الولادة والموت أيضا .
....
بحسب النظرية الكلاسيكية ، يكون اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل !
ولكن ، بسهولة يمكن اختبار عدم صحة ذلك ، حيث العكس هو الصحيح .
وبالنسبة لهذه الفكرة " اتجاه حركة الزمن " سوف استعرض عدة براهين وطرق تبين اتجاهها الحقيقي من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي ، في ملحق خاص نظرا لأهميتها البالغة .
( 4 )
سرعة حركة الزمن ؟!
لكل حركة سرعة ، ثابتة أو متغيرة .
بالنسبة لحركة الزمن ، فهي مركبة ومزدوجة بالتزامن ، والغريب إلى درجة يصعب فهمها ، أن النقاد العرب القدامى استنتجوا هذا الأمر منذ عشرات القرون ، وأنا مدين بالفضل والشكر للصديق جميل حلبي على هذه الفكرة والخبرة .
1 _ الحركة التعاقبية أو العامودية : من المستقبل إلى الحاضر ( أو من الحاضر إلى الماضي ) ، وهي التي تقيسها الساعة . هذا رأي وفرضية ، حتى نحصل على أفضل منها .
2 _ الحركة التزامنية أو الأفقية : من حاضر 1 إلى حاضر 2 إلى حاضر 3 ...بلا نهاية .
وهي أحد احتمالين ، الأول أنها تساوي سرعة الضوء ، والثاني أنها تفوق سرعة الضوء وتجسد السرعة المطلقة في الكون ( وهذا وما أرجح احتماله ) .
....
ملحق
مشكلة الحاضر ؟!
هل يمكن تحديد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟
الحاضر دينامي بطبيعته ، وكل لحظة يبدأ وينتهي بالتزامن .
بعد تغيير الصورة التقليدية للزمن ، وإضافة البعد الثالث ( الحياة أو الوعي ) إلى ثنائية الحاضر هنا والآن ، مع تغيير اتجاه الزمن إلى : 1 _ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماض ، مع الإبقاء على اتجاه تطور الحياة المعاكس : 1 _ ماض 2 _ حاضر 3 _ مستقبل ... بعد ذلك يسهل فهم حقيقة " استمرارية الحاضر " حيث عنصر المكان ثابت ، بينما يتجدد عنصر الزمن من المستقبل ، وبالعكس منه يتجدد عنصر الحياة ( الوعي ) من الماضي .
ملحق 2
التفسير بدلالة المستقبل ( كبديل عن التفسير التقليدي )
غالبا نعتمد في مختلف مجالات المعرفة على الخبرة فقط ، يعني على الماضي ، ونهمل الجديد والمجهول بالعموم _ من الضروري تغيير تلك العادة ، واستبدالها بالأفضل .
التفسير بدلالة المستقبل يتضمن التفسير الذي يعتمد الخبرة ، والعكس غير صحيح .
مثال مباشر ، نفسر مرض السرطان اليوم بأن أسبابه وراثية أو جينية .
ويعني ذلك ، استبدال العبارة البسيطة ، والصحيحة والمفهومة " لا أعرف " بعبارة أخرى هي مضللة بالفعل وفي أكثر التعابير لطفا ، تزيد من الجهل عند القارئ _ ة والمتلقي ، فيما لو بقيت عبارة " لا أعرف فقط " .
هذا الموضوع يفتح على تساؤل استنكاري : لماذا نحاول جميعا ( في بعض الأحيان ) الحصول على الحب والاحترام من شركائنا أيضا عن طريق العنف أو الخداع !؟
....
....
نظرية جديدة للزمن _ فصل 2

بعض الصديقات والأصدقاء _ بعدما فهموا الاتجاه الحقيقي لحركة الزمن ، ليس فقط بشكل فكري ومنطقي ، بل بشكل عاطفي وتجريبي أيضا _ يكررون السؤال نفسه :
ماذا يتغير إذا كان اتجاه الزمن من الماضي للمستقبل أو العكس ؟!
لتكون الفكرة الجديدة أو الرأي الجديد أو النظرة الجديدة ( أو النظرية ) تستحق الاهتمام الفعلي ( منح الوقت الكافي ، وبذل الجهد اللازم ، وتغيير نمط التفكير السابق ، مع بقية أشكال التكلفة المتنوعة ...) ، من المفترض أولا أن تحقق عتبة الشروط المنطقية الثلاثية : 1 _ أن تكون معقولة ( يقبلها العقل المشترك ، فوق متوسط درجتي الحساسية والذكاء ) 2 _ أن تكون صحيحة ( لا تتعارض مع التجربة أو المشاهدة ، ومع قابلية الاختبار والتعميم ) 3 _ أن تكون مفيدة ( لها استخدامات اجتماعية أو فردية أو منطقية وفكرية ) .
....
يمكن التأكد من صحة الفكرة الجديدة : " اتجاه حركة الزمن من الحاضر إلى الماضي ، ومن المستقبل إلى الحاضر _ على العكس من نمو الحياة وتطورها " عبر الانتباه والتبصر الذاتي ، كما أن مختلف اشكال الاستنتاج تتفق معها .
فقط يلزم الأمر ، قابلية المرء للتفكير من خارج الصندوق أو تغيير الاتجاه العقلي المسبق .
بعض الأمثلة :
1 _ الأجداد والأحفاد :
الأجداد ( الذين ماتوا ) هم في الماضي .
قبل الآن كانوا في الحاضر .
وقبل ذلك كانوا في المستقبل .
الأحفاد ( الذين لم يولدا بعد ) بالعكس :
هم الآن في المستقبل .
بعد الولادة يصيروا في الحاضر .
وبعد الموت ينتقلون إلى الماضي .
2 _ المستقبل يقترب والماضي يبتعد :
ما يقترب هو البداية ، أو يأتي من البداية ( هذا بديهي ) .
ما يبتعد يتجه إلى النهاية ( وهذا بديهي أيضا )
3 _ عيد ميلادك الشخصي ، وأي حدث آخر :
كل يوم يبتعد اكثر في الماضي .
على العكس من المستقبل ( بعد لحظة ، او بعد مليارات السنين ..) كل يوم يقترب أكثر .
ويمكن تعداد أمثلة بلا نهاية ، تثبت أن اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى اللماضي .
....
بالنسبة لقابلية الفكرة للفهم للعقلي ، والتقبل ...
البرهان بالتجربة أقوى من المنطق .
....
وأما فائدة الفكرة الجديدة ، أو فوائدها بالأصح ، فهي كثيرة ومتنوعة كما أعتقد ...
1 _ الفكرة تشرح طبيعة الصدفة ( مصدرها ، وكيفية حدوثها ) .
بالعودة إلى مستويات الوجود الثلاثة :
أ _ الوجود بالقوة ( المستقبل ) ب _ الوجود بالفعل ( الحاضر ) ج _ الوجود بالأثر ( الماضي ) ، بالملاحظة المتأنية مع بعض الانتباه المركز ، يمكن فهم اتجاه التحول بحسب الترتيب أعلاه ، من المستقبل إلى الحاضر ، التحول بحسب علاقات الاحتمال :
صدفة _ نتيجة .
ومن الحاضر إلى الماضي ، التحول بحسب علاقات اليقين والتكرار :
سبب _ نتيجة .
وبكلمات أخرى ،
المستقبل صدفة واحتمال .
الحاضر سبب + نتيجة .
الماضي تكرار ويقين .
2 _ الفكرة الجديدة تفسر التناقض بين الفيزياء الكلاسيكية ومعها فيزياء الفلك ، وبين فيزياء الكم أو الفيزياء المجهرية .
فيزياء الفلك يقينية وتقبل التكرار والتعميم ، بلا استثناء ( ومعها الفيزياء الكلاسيكية ) .
فيزياء الكم أو المجهرية احتمالية ، وتختلف نتائج كل تجربة عن غيرها .
التفسير البسيط ، موضوع فيزياء الفلك ومعها الفيزياء الكلاسيكية هو الماضي ، والماضي بطبيعته ثابت ولا يتغير . بينما موضوع الفيزياء المجهرية هو المستقبل لحظة تحوله إلى الحاضر ، وهو احتمالي بطبيعته . مثال حجرة النرد ، قبل رميها تحمل ستة احتمالات متساوية في درجة إمكانية التحقق .
لكن بعد لحظة رمي الحجر ، تتلاشى خمسة احتمالات مع تحقق أحدها .
( هذا المثال يستحق التأمل والتفكير الهادئ ) .
3 _ الفكرة الجديدة توضح الامكانية الفعلية لتغيير الماضي ....
الماضي مستويين : 1 _ الماضي الموضوعي وما قبل الولادة 2 _ الماضي الشخصي .
الماضي بدوره مستويين :
1 _ الماضي التام من اللحظة وما ورائها .
2 _ الماضي الجديد ، المستقبل الشخصي كله سوف يتحول إلى الماضي ( وهو يقبل التغيير بسهولة ، بعد توفر الخطة المناسبة ) .
4 _ الفكرة الجديدة توضح حقيقة الإرادة الحرة والمسؤولية الفردية ، بشكل موضوعي ....
بسهولة يمكن تغيير الماضي الجديد ، مع توفر الاستعدادات اللازمة ؟
مثلا السنة القادمة 2020 ....
يمكن لكل فرد ( ... ) بالغ ، ان يختار من بين عدد غير محدود من الخيارات ، الطريقة ونمط العيش الذي ينسجم مع وضعه الشخصي .
ويمكن تعداد نتائج ، غير محدودة ، مترتبة على تغيير التصور العقلي السابق لحركة اتجاه الزمن .
....
القارئ _ ة الكريم _ة ....
أعمل كل ما بوسعي ، لكي لا يذهب وقتك _ ووقتي أيضا _ سدى مع موضوع الزمن .
....
....
نظرية جديدة للزمن _ مثال تطبيقي

الدوافع والنوايا ثنائية ، جدلية ، ومزدوجة شأن القراءة والكتابة ...
يتعذر فهم أحدها بمعزل عن الثاني .
الدوافع مجموع القوى _ نفسية أو عقلية أو ثقافية أو اجتماعية _ مع الخبرات والممارسات والعادات التي تشكلت في الماضي ، وتظهر اليوم على المستوى الشعوري ( حيث تعود للظهور بوضوح في المستقبل وبقوة أعلى ) على شكل نوايا ورغبات ، وبطرق وأنواع مختلفة من العواطف القوية ، لكن المبهمة عادة كالحزن أو الاشتياق أو الشفقة أو القرف .
النوايا تجسد الوجه الداخلي للدوافع ، والعكس صحيح غالبا ، حيث تتمثل الدوافع ( وتتقنع ) بالرغبات والمشاعر الشخصية أو الاجتماعية وغيرها .
مجموعة القوى الثالثة المحركة للفرد ، تتمثل بالحوافز وهي خارجية بطبيعتها ، لكن مع العادة والتكرار تتحول إلى منعكسات عصبية لا ارادية وغير شعورية وغير واعية أيضا ، ويتعذر تمييزها عن الدوافع والنوايا .
....
القراءة والكتابة بدورها جدلية مركبة ، ثنائية ، ومزدوجة ، وتجسد حقيقة المعنى وحدوده .
المعنى التقليدي يتمحور حول أربع مكونات أساسية ، بالترتيب والأهمية : 1 _ الكاتب أو المرسل 2 _ الرسالة أو النص 3 _ السياق الاجتماعي والثقافي 4 _ القارئ والمتلقي .
ترتيب المعنى بالمفهوم الحديث على العكس :
1 _ القارئ والقراءة والتلقي ، حيث يتشكل المعنى ويتجدد باستمرار .
2 _ السياق المركب والمتعدد ... الاجتماعي ، الثقافي ، اللغوي ، الحقوقي وغيرها .
3 _ الرسالة أو النص .
4 _ الكاتب أو المرسل ، وعملية الكتابة والتعبير .
....
القراءة فعل يحدث في الحاضر ، أو في المستقبل غالبا وهو الأهم .
الكتابة فعل حدث في الماضي ، وهو مهم بدون شك ، لكنه فعل سلبي بطبيعته .
القراءة والكتابة وجهان لنفس العملة ، وجدلية داخلية ، لا وجود لأحدها بمعزل عن الثاني .
....
....
الحاضر مشكلتنا المزمنة ....
يتعذر تحديد الحاضر بشكل موضوعي ودقيق .
وذلك يرجع إلى سببين :
1 _ تعذر معرفة ، أو تحديد ، الحد الكبير ( أكبر من أكبر شيء ) .
2 _ تعذر معرفة أو تحديد الحد الصغير ( أصغر من اصغر شيء ) .
....
الحاضر مزدوج وثنائي بالحد الأدنى ( الأرجح أنه دينامي وتعددي بطبيعته ) .
ومن غير المعروف كيف يمكن تحديده من الجانبين ، الداخلي والخارجي . وقد رأينا الاختلاف بين نيوتن واينشتاين ، ومرجعه إلى تركيز نيوتن على الحد الصغير للحاضر ( الذي يظهر بوضوح في الحركة التعاقبية ) ويمثل الوجه الداخلي للحاضر . في المقابل تركيز اينشتاين على الحركة التزامنية ( المسافة بين الملاحظ والحدث ، أو بين الذات والموضوع ) ، حيث يظهر الحد الكبير من الخارج ،...وهذا الموضوع مفتوح بطبيعته ، ويتعذر ضبطه أو تحديده بدقة وموضوعية .
....
بكلمات أخرى ،
المستقبل مجهول بطبيعته ، ومن غير الممكن معرفته بشكل مباشر ودقيق .
بينما الماضي قد حدث سابقا ، وهو معروف من قبل _ مع وجود عطالة ثابتة ، تتمثل بالمفقود والنقص في أدوات المعرفة والكشف ، بالإضافة إلى جوانب القصور الإنساني المتعددة والمتنوعة _ ... الماضي قابل للمعرفة المتزايدة بطبيعته .
ويبقى الحاضر مزيجا بينهما ، يتضمن سلسلتين متعاكستين دوما : سلسلة الأسباب والمصادر ، بالتزامن مع سلسلة المصادفات والاحتمالات المفتوحة ، والتي يتعذر معرفتها بشكل مسبق .
....
وأخير ، يتكشف الجواب المباشر والبسيط والحقيقي على سؤال هايدغر وهاجسه المزمن :
ما هو الأهم ، الذي لا يتقادم ولا يفقد أهميته بمرور الزمن أو بعد الاشباع أو غيرها من بقية الحلول المؤقتة والعابرة ؟!
الحاضر يتكون من 3 مراحل متعاقبة :
1 _ الحاضر الإيجابي ( المستقبل _ الحاضر ) ، أو المستقبل خلال تحوله المستمر إلى حاضر ، وهو الأهم .
2 _ الحاضر المستمر ( لحظة الأبدية بالمصطلحات الكلاسيكية ) ، ويمثل الحركة التزامنية أو الامتداد الزمني والأفقي حيث مجال الحياة والوعي ، وهو يجسد الهام والضروري .
3 _ الحاضر السلبي ( الحاضر _ الماضي ) ، أو الحاضر خلال تحوله المستمر إلى ماض ، وهو يمثل المهم وغير العاجل .
تقسيمي الشخصي ، بحسب تجربتي المزدوج ثقافيا واجتماعيا : نصف الأهمية للقادم ( المستقل ) ، وثلث الأهمية للحاضر ( اليوم ) ، وسدس الأهمية للأمس ( الماضي ) .
وهي بالطبع تختلف بتنوع الأفراد .
....
....
مثال 2 العلاقة بين الادراك والوعي بدلالة الزمن ، وليس الفكر فقط ....
خلاصة بحث سابق بين الشعور والفكر بدلالة الادراك / الوعي :
الادراك مرحلة مشتركة بين مختلف الأحياء ، وهي مرحلة الشعور قبل الفكر ، أو المرحلة الغريزية وما دون العقل .
الوعي مرحلة ثانوية خاصة بالبشر أو مرحلة ما بعد العقل ، وتختلف بين فرد وآخر ، بحسب درجة نمو الشخصية الفردية .
لكن ، أعتقد أن التمييز الموضوعي بين الوعي والادراك ، يكون بدلالة الزمن أكثر مصداقية وقربا من الحقيقة والواقع .
الوعي يتجه بطبيعته إلى الحاضر ، وإلى المستقبل أكثر .
ولكي يتجه إلى الماضي ، يحتاج إلى جهد وتركيز وإرادة .
بالطبع المقصود بالوعي ، الاتجاه المعرفي للشخصية _ الحر والواعي والارادي _ وليس الثرثرة النفسية السلبية والمعروفة للجميع ، الانفعالية واللاشعورية وغير الارادية بطبيعتها .
يتجه الادراك بالعكس ، إلى الماضي دوما ، وهو لا ينفصل عن الخبرة والعادة .
الأمثلة التطبيقية بسبب طبيعة الموضوع ، ...ربما تساعد توضيح الفكرة _ الخبرة الجديدة .
....
المعيار الزمني يحقق الدرجة العليا في المصداقية والموضوعية معا ، ومثاله الأوضح والأبرز ساعة الشطرنج ، وحاليا المناظرات المفتوحة بين السياسيين والاعلامين . صحيح أنه لا يكفي بمفرده لتحقيق التوازن الموضوعي والعدالة ومبدأ تكافؤ الفرص ، لكنه أفضل الممكن .
.....
.....
ملحق بما سبق أيضا
العلاقة بين الحفيد _ة والجد _ة .... جدلية الزمن والحياة

1
السؤال عن الأسبقية أو الأقدم بينهما : الحفيد _ة أم الجد _ة !
تبدو مضحكة للوهلة الأولى ....
طبعا الجد _ ة أولا ، سوف يصرخ المستعجلون فورا .
بعد التساؤل والتفكير ، نعود إلى أحجية الدجاجة والبيضة ، ودورة الجدل المغلقة .
تارة يكون الجد _ة أولا ، وثانية يكون العكس ؟!
هل يمكن حلها بشكل عملي ومنطقي معا ؟
....
كل من هن _ هم في سن الطفولة والمراهقة الأولى ، يمثلون دليلا معاكسا لما يبدو بديهيا في نظر الكثيرين : الحفيد ة_ أولا .
كيف تحل هذه القضية _ اللغز ؟
أحجية الدجاجة والبيضة يتعذر حلها حاليا ، أو بشكل عملي وتجريبي .
أقصى ما يمكن التوصل إليه ، تقبل نظرية التطور الدينامي والمتكامل عبر الأجيال .
لكن ،
بعد إضافة الحد الثالث ( الثالث المرفوع _ أو البديل الثالث ) ، يتكشف الاتجاه بشكل مفاجئ ومدهش بالفعل ...
....
تمثيل الوجود بدلالة 3 مستويات 1 _ مستوى الوجود بالقوة ( المستقبل ) 2 _ الوجود بالفعل ( الحاضر ) 3 _ الوجود بالأثر ( الماضي ) ، ينقل التفكير الجدلي _ الحلقي والمغلق بطبيعته _ إلى مستوى جديد ومختلف ، يتمثل بالتفكير التعددي والحوار .
1 _ مستوى الوجود بالقوة أو المستقبل ، يمثل مرحلة أولى للزمن ( وأخيرة في الحياة ) .
2 _ مستوى الوجود بالفعل أو الحاضر ، يمثل مرحلة ثانية للزمن ( وثانية أيضا في الحياة ) .
3 _ مستوى الوجود بالأثر أو الماضي ، يمثل مرحلة ثالثة للزمن ( واولى في الحياة ) .
كيف يمكن تفسير ذلك ، بشكل منطقي وتجريبي معا ؟
2
بعد تطبيق مستويات الوجود الثلاثة على الفرد ، تتكشف حقيقة مدهشة بالفعل ...
دور الجد _ة يمثل الوجود بالقوة ( لكل فرد انساني ) .
بينما دور الابن _ة يمثل الوجود بالفعل ( لكل فرد ..) .
وأخيرا دور الحفيد _ة يمثل الوجود بالأثر ( لكل انسان ) .
...
يمكن الآن ، وبشكل تجريبي تطبيق المعادلات السابقة ، والحصول على نتائج يقينية
3
كيف يتجه الزمن ( ويتحرك بالطبع ) : بين الجد _ة وبين الابن _ة وبين الحفيد _ة ؟
الآن ، كيفما نظرت حولك ، يوجد تناقض أو لغز ثنائي :
1 _ بالنسبة للعلاقة المباشرة بين الأحفاد والأجداد : الأجداد أولا وهم الأقدم .
لكن قبل ذلك كانوا أحفادا ،...
2 _ بالنسبة للأفراد قبل الانجاب الحفيد _ة أولا ، ومعه دور الابن _ ة بالتزامن .
....
أتفهم درجة الملل والتعب مع متابعة القراءة ، لكنني اعتقد أن القضية جديرة بالاهتمام ، وفهمها في النهاية مكافأة وجائزة كبرى
4
خلاصة ما سبق : " اتجاه حركة الزمن على العكس من اتجاه نمو الحياة وتطورها " .
والآن يمكن اختبار ذلك بشكل عملي ، وتجريبي ، ومباشر :
اتجاه حركة الزمن بين الأجيال الثلاثة ، عكس اتجاه حركة الحياة ...
1 _ حركة الزمن : الأجداد في المرحلة الأولى ( الوجود بالقوة) ، والأبناء في المرحلة الثانية ( الوجود بالفعل ) ، والأحفاد في المرحلة الثالثة ( الوجود بالأثر ) .
بالتطبيق المباشر : 1 من المستقبل ( أولا ) 2 إلى الحاضر 3 إلى الماضي ( أخيرا ) .
2 _ حركة الحياة : الأحفاد في المرحلة الأولى ( الوجود بالأثر ) ، والأبناء في المرحلة الثانية ( الوجود بالفعل ) ، والأجداد في المرحلة الثالثة ( الوجود بالقوة ) .
وبالتطبيق المباشر : 1 من الماضي ( البداية أولا ) 2 إلى الحاضر 3 إلى الماضي ( النهاية أخيرا ) .
5
أعتقد أنه أفضل برهان على الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ،
وأعتقد ، أن ما سبق يسهل فهمه على شخصية متوسطة درجتي الذكاء أو الحساسية .
....
....
ملحق وهامش يتعلق بما سبق أيضا ...
ضرورة الفصل بين الفكرة والكاتب _ة أو المتكلم _ة

لا أظن أحدا يجهل تلك الخبرة المؤلمة ، حيث شريكك _ت في الحديث والكلام ، لا ت _يفصل بين شخصيته وبين أفكاره وآرائه ، بالتزامن لا يميز بينك وبين أفكارك .
والنتيجة حوار الطرشان ، في أحسن الأحوال .
أو انحدار العلاقة من سيء إلى أسوأ ، والصراع التدميري في النهاية ....بصرف عن نوع العلاقة الثنائية ( بين الأم أو الأب والأولاد ، أو بين الاخوة ، أو الأصدقاء ، وبشكل خاص في العلاقة العاطفية بين الشريكين )... تنتهي إلى الصراع بنسبة تفوق 9 من عشرة ، بعد سنوات وأحيانا أشهر وحتى أيام من التدفق العاطفي الجامح بين الاثنين !
لماذا يحدث ذلك ؟!
لكن ، أعتقد أن السؤال الأهم : أين مسؤوليتي في ذلك ، وكيف يكون الحل المناسب ؟
لا أحد يرغب في أن يكون مخطئا أو خاسرا أو أي صفة سلبية ، وهذه صفة إنسانية وعامة .
ونعرف جميعا أن الخطأ طريق الصواب الوحيد ، ومع ذلك نخطئ جميعنا بالتقدير الذاتي ، ونخطئ أكثر في التقدير الموضوعي والمتبادل .
كيف ولماذا يحدث ذلك ؟
....
بحسب تجربتي المزدوجة الثقافية والاجتماعية ، طريق النمو والنضح الشخصي يمر بعدة مراحل متسلسلة ، ومشتركة :
1 _ المرحلة النرجسية ، وتمثل المستوى الأولي والبدائي في التنظيم العقلي والادراكي . لكنها
للأسف تكفي لوصول الفرد إلى أعلى المناصب القيادية في الدولة والمجتمع .
بهذا المستوى لا يوجد فصل بين الذات والعالم ، بل رغبة كلية ومطلقة ، بالتزاامن مع الشعور والاعتقاد بحيازة القوة والمعرفة والحقيقة .
في هذه المرحلة يبقى الفرد داخل فقاعته الذاتية ، المتضخمة بالطبع ، لا يسمع ولا يرى ولا يدرك سوى رغباته وأهوائه ، وكل إعاقة أو اختلاف يدمرها ( من ليس معي عدوي ) .
2 _ المرحلة الدوغمائية ، تتميز بالانتقال من التمركز الذاتي إلى الانتماء إلى شيء خارجي ( دين أو معتقد أو جماعة ) ، ويحدث استبدال أنا ب نحن .
وعبارة شكسبير الشهيرة تختصرها : نكون أو لا نكون .
3 _ المرحلة الأنانية ، تشترك مع سابقتيها بالتمركز الذاتي الشديد ، لكن مع إدراك البعد الموضوعي في الواقع والمجتمع .
4 _ المرحلة النقدية ، أو التفكير المنهجي ، ...تجسيد لفكرة / خبرة البديل الثالث ، أو تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، أو قفزة الثقة ، أو حرية الإرادة .
....
قبل المرحلة النقدية ، لا يوجد فصل بين الرغبة والتوقع .
أو بعبارة ثانية ،
قبل المرحلة النقدية يكون التوقع بدلالة الرغبة والشعور .
بعد المرحلة النقدية ، يحدث الانتقال إلى التوقع على مستوى الأداء والمعايير الموضوعية .
....
....

خلاصة الفصل 3 وتكملته _ نظرية جديدة للزمن

1
الساعة تقيس السرعة التعاقبية ( التسلسلية _ التراتبية ) للزمن ،
لكن ، سرعته التزامنية ( الأفقية ) تتحدد عبر سرعة الضوء وتتجاوزها كما أعتقد .
....
لو كان هايدغر حيا ، لهلل وصفق طربا ، ولكان سعى إلى مقابلتي على الفور .
وكنت لأفعل نفس الشيء ، مع من ت _ يكمل هواجسي حول الزمن والكون ...
_ مصير الماضي ، ومصدر المستقبل ، ونظام الكون ، وطبيعة الحاضر ومكوناته !؟
....
للماضي دوره وأهميته بدون شك .
لكن أهم منه الحاضر بمستوييه : الحاضر السلبي ( الحاضر _ الماضي ) ، ويبقى الأهم هو الحاضر الإيجابي ( المستقبل _ الحاضر ) .
ليس المستقبل _ الحاضر بعد الموت ، ولا بعد سنة ، ولا دقيقة ، ولا حتى جزء من الثانية ....
الحاضر الإيجابي ، هو الوجود المباشر الجديد _ المتجدد بطبيعته ، كان قبلنا ( مع الأجداد والأسلاف ) ويستمر عبرنا بالوعي والتفكير ، وسيكون بعدنا ( مع الأحفاد والجدد ...) .
الماضي هام وموضوعي .
الحاضر السلبي أكثر أهمية .
بينما الحاضر الإيجابي _ المستمر بطبيعته يجسد الهام والعاجل والضروري ، ولا يفقد أهميته مطلقا وضمن أي شرط أو ظرف .
2
الحاضر ثلاثي البعد 1 ( حياة أوعي ) ، 2 ( مكان ) ، 3 ( زمن ) .
1 _ الجانب الحي للحاضر ، يتجدد من الماضي إلى الحاضر بشكل ثابت . وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم وبدون شروط .
2 _ المستوى الزمني للحاضر ، على العكس يأتي من المستقبل إلى الحاضر ، وهذه ظاهرة أيضا وتقبل الاختبار . لكن لا نعرف بعد كيف ولماذا ...، وغيرها الكثير من الأسئلة الجديدة .
3 _ المستوى المادي والمكاني للحاضر مباشر ومحسوس ومشترك ( الوعي في الآن هنا) . مع أننا لا نعرف مصدره ، كما أننا نجهل مصيره وحدوده ، خاصة الجزء الأصغر هنا _ في الداخل ، أو نقيضه هناك _ الكل الأكبر في الخارج ...!
....
بسهولة يمكن اختبار الاختلاف ( التناقض ) بين اتجاهي الزمن والحياة .
وأنت تقرأ _ي هذه الكلمات ، في الحاضر المستمر بينما فعل القراءة نفسه يتسرب إلى الماضي لحظة بلحظة ، وهذه الظاهرة عامة ومشتركة ، وتشمل العالم بلا استثناء .
الحاضر هو المرحلة الثانية ، المشتركة بين الزمن والحياة ، وحده الحاضر ضمن مجال الحواس والادراك المباشر . بينما الماضي والمستقبل نعرفهما بالاستنتاج غير المباشر ، وبدلالة آثارهما .
3
الحاضر يشمل الجانب المباشر من الوجود ، أو المجال الذي تشغله الحياة بالتزامن مع بعدي الزمن والمكان .
أعتقد أن الحياة بمجملها تحدث في الحاضر الإيجابي ، وفكرة السفر في الزمن ليست أكثر من هلوسة وأحلام يقظة غير واقعية .
مشكلة تحديد الحاضر ، ربما يمكن حلها عبر مراحل متسلسلة ، بداية بالمشكلة اللغوية ، بعدها المستوى المنطقي والفكري ، وبعدما تتضح حدود المشكلة يأتي دور الفيزياء والرياضيات .
وقبل ذلك ، لا أعتقد أن بالإمكان التقدم بشكل عملي وتجريبي .
....
فكرة السفر في الزمن تنطوي على تناقض مزدوج ، ذاتي وموضوعي بالتبادل .
وتشبه شخصا يركض داخل عربة ( آلة ) ، بهدف تجاوزها بالفعل ؟!
أمر لا يصدق كم تضللنا الرغبات والأفكار اللاعقلانية .
4
بعد فهم حقيقة التناقض بين اتجاه حركة الزمن ، وبين اتجاه تطور الحياة ، يصير من السهولة بمكان فهم الواقع الموضوعي ثلاثي الأبعاد ( حياة ، وزمن ، ومكان ) .

5
الزمن حقيقة وحركة أو وهم ...؟!
إذا كان الزمن مجرد وهم إنساني ( إنشاء ذهني ) ، وليس له وجود موضوعي ، يكون كل شيء وهم أيضا ، الحياة وهم _ وهو مبدأ أساسي في التنوير الروحي والتصوف وكثير من المذاهب الفلسفية أيضا .
لكنني أعتقد أن للزمن وجوده الموضوعي والمستقل ( وربما المنفصل بالكامل ) عن الحياة وعن المكان ( الطبيعة بالمصطلحات القديمة ) .
الزمن طاقة كونية ، يتحدد الكون ( مع جميع عناصره ومكوناته ) عبرها ، وهي طاقة حركية يمكن تشبيهها بالكهرباء . كما أن لها سرعتين تزامنية وتعاقبية ، يستحيل تجاوزهما .
6
ماذا لو كنت مخطئا ؟!
أخطأت في الماضي بكل شيء تقريبا ، أعرف وأعترف .
ونسبة الفخر والخجل في ماضيي الشخصي متساويتان إلى حد التطابق .
مع ذلك أسعى لأعرف ونعرف ...
....
الباب الثاني
الباب الثاني مع الفصول 1 ، 2 ، 3
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني

1
مقدمة الباب الثاني ، مع عرض مختزل لفصوله القادمة
....
الفصل 1
مشكلة الوقت ؟!
الوقت جزء من كل مطلق ومجهول ، حيث الزمن يتضمن الوقت والعكس غير صحيح .
الوقت هو الزمن الشخصي والإنساني ، محدد بدقة ووضوح من خلال التقسيمات المعروفة للساعة وأجزائها ، بالتزامن مع التقسيم المقابل للسنة ومضاعفاتها ، الواضح والمحدد بدقة .
الزمن مفهوم واسع وشامل ، ومجهول بطبيعته ( من الداخل ) كما أن مصدره مجهول ( من الخارج ) ، وبنفس الوقت يمثل أحد الأبعاد المحورية الثلاثة للوجود ، الزمن والمكان والحياة أو الوعي ... وربما يستمر جهلنا لحقيقة الزمن ( الموضوعية ) لعقود أو لقرون ! .
سوف أؤجل مناقشة الوقت والزمن والعلاقة بينهما بشكل تفصيلي ، إلى الباب الثالث ، لأنني أتصور أن من الملائم أكثر هذا الترتيب _ حيث يكون الباب الثاني لمناقشة " الصحة العقلية والفهم الصحيح للزمن _ العلاقة بينهما " ....وآمل أن أنجح بتوضيح ذلك .
....
الفصل 2
الصحة العقلية ( أو المرض ) وعلاقتها بالفهم الصحيح لحركة الزمن واتجاهه وسرعته ؟!
سيتكشف بالتدريج ، خلال مراحل البحث التالية ، الترابط الحقيقي بين الصحة ( العقلية وغيرها كالصحة النفسية والعاطفية ) وبين فهم الوقت وطبيعة الحاضر خاصة .
المشكلة الصحية ( العقلية أو النفسية أو الجسدية أو الاجتماعية أو الروحية أو العاطفية ) معقدة وهي ليست متسلسلة بالطبع ، لكن للترتب أهمية خاصة للفهم ، وللاستجابة المناسبة بحسب الوضع والشخصية .
مثال شائع ومبتذل على التناقض الثقافي _ الفكري ( واللغوي خاصة ) العام والمشترك ، مصطلح الصحة نفسه كما يستخدم حاليا في الثقافة العالمية ، وليس في العربية وحدها ، وكيف تحول إلى نقيضه في الثقافة المعاصرة .
قبل القرن العشرين كانت الصحة والمرض ثنائية عكسية وبسيطة ، مثل الكبر والصغر أو الطول والقصر ومفهومة بذاتها ، بالنسبة للفرد البالغ متوسط درجة الذكاء أو الحساسية .
بدورها متلازمة المرض والجوع كانت سائدة في مختلف الدول والثقافات ، حيث كان الجوع وسوء التغذية مع التعب ، المصدر الأول للمرض الجسدي والنفسي ، والعقلي أيضا .
تقابلها متلازمة الصحة والشبع والراحة ، وتناقضها بشكل فعلي وحقيقي .
والنتيجة المباشرة أن الصحة كانت تتحدد بزيادة الوزن ، والعكس بالنسبة للمرض حيث يتحدد بنقص الوزن . على النقيض من الوضع الحالي السائد والمعمم ، حيث زيادة الوزن مشكلة صحية أولى عالمية ومشتركة . وحالات الاستثناء خاصة بالدول التي تتعرض للكوارث والحروب وما ينتج عنها من مجاعات ، ويمكن اهمالها بالمقارنة .
تغير المدلول إلى نقيضه ، وبقي الدال نفسه كلمة صحة .
الصحة قبل القرن العشرين كانت تتحدد بزيادة الوزن ، وهي تتحدد اليوم بنقصه . مع بقاء اللغة السابقة والمصطلحات نفسها .
( يوضح هذا المثال مشكلة اللغة بشكل خاص ، وعطالتها التي تؤدي إلى تحريف المعنى وتزييفه أحيانا ) .
المشكلة نفسها تتكرر في موضوع الزمن ، من حيث الازدواج في مفاهيمه ومصطلحاته .
كلمة حاضر : لها معنى زمني ، لكن أولا معنى وجودي ( هنا ) ، لها أيضا معنى مكاني .
وتتكرر المشكلة مع بقية الكلمات الزمنية كالماضي والمستقبل وغيرها .
وتتضاعف المشكلة بين الوقت والزمن ، وهذا ما سأحاول مناقشته لاحقا .
....
الفصل 3
عتبة الألم كمعيار للصحة العقلية وراحة البال أيضا ...
الفرد الإنساني ( المتوسط ) يدمج هنا وهناك بالفعل ، وينجح بذلك غالبا .
كل فرد يفعل ذلك طوال حياته ، والاختلاف يقتصر على نسبة ودرجة النجاح ( أو الفشل ) بين فرد وآخر .
والمشكلة أننا لا نعرف التفسير الحقيقي لذلك ، مع كل التقدم العلمي والتكنولوجي الحاليين .
والمشكلة استبدال ذلك الجهل الموضوعي ، بالرطانة العلمية ونظريات المؤامرة المبتذلة .
حقيقة الحاضر المزدوج السلبي والايجابي معا ( الحاضر الإيجابي " مستقبل _ حاضر " ، على عكس الحاضر السلبي " حاضر _ ماض " ) ، تقربنا خطوة بالفعل من فهم الحقيقة الموضوعية والواقع كما هو وليس كما نريده أن يكون .
....
يمكن تغيير عتبة الألم ، ولا يمكن محوها وإزالتها ( بالمعنى الإيجابي طبعا ) .
من يرغب بالألم والشقاء !
بدورها حرية الإرادة أو الإرادة الحرة حقيقة ، ومعروفة منذ عشرات القرون وفي مختلف الثقافات . هي ليست معطى بديهي وموروث بالطبع ، بل انجاز فردي أصيل وحقيقي .
مع أن الوصول إليها ليس سهلا ، لكنها مهارة إنسانية مشتركة بين مختلف الثقافات والمجتمعات يكتسبها بعض الأفراد ( قلة بالطبع ) وبطرق مختلفة ، وإبداعية بطبيعتها .
هي أصعب من بقية المهارات ، لأنها ذروتها .
....
2
من الطبيعي أن يتساءل بعض القراء ، عن العلاقة بين موضوع الزمن ، وبين موضوعات بعيدة ومختلفة مثل ....الصحة العقلية وعتبة الألم والإرادة الحرة وغيرها من الموضوعات المتداخلة في كتابتي عموما ، وفي هذا الكتاب على وجه الخصوص .
يوجد سببان ، الأول مباشر وشخصي ، حيث اكتشفت اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الماضي وليس العكس ، من خلال فكرة الإدمان وكيفية التحرر من الإدمان ، وبشكل خاص عبر تشكيل الذاكرة الجديدة .
قوة الذاكرة الجديدة مثالها البارز حيوانات السيرك .
يستطيع المدرب الجيد تشكيل عادة وذاكرة جديدتين للحيوان ( المسكين ) ، على عكس غريزته ، وينجح بذلك غالبا ولبقية عمره .
هذا المثال يستحق الاهتمام والتفكير فيه ، فهو يناقض الموقف العقلي السائد والمشترك .
من البديهي أن دماغ الانسان أكثر مرونة وسعة من دماغ الحيوان ، وبالتالي فهو أكثر قابلية لتشكيل العادات والذاكرات الجديدة .
حياتي الشخصية مثال مباشر على ذلك ، وقد كتبت بالتفصيل عن تجربتي مع الإدمان ومع تشكيل الذاكرة الجديدة ، وهي تتلخص بالسهولة النسبية لتحويل العادة الانفعالية ( لا إرادية وغير شعورية ولا واعية ) إلى عادة إيجابية ( واعية وشعورية وإرادية ) ، مع توفر الخطة المناسبة ورغبة الفرد المعني بالتغيير .
....
مثال تطبيقي على اكتساب الإرادة الحرة ؟
يجادل الكثيرون من علماء النفس ضد فكرة الإرادة الحرة ، وهذا ما يدعو للأسف باعتقادي .
تشبه حرية الإرادة الرصيد المالي المزدوج ، السلبي والايجابي ، وعلاقتهما المتبادلة والثابتة .
بنفس درجة السهولة المتوفرة لغالبية الأفراد ، يمكن خفض الرصيد أو رفعه بطرق مختلفة وعديدة جدا .
بالطبع الرصيد السلبي غير قابل للسحب ، وهو عبء مزمن على صاحبه _ ت .
لكن الرصيد الإيجابي ، تتزايد سرعة وسهولة تفعليه مع التقدم التكنولوجي والعلمي _ أيضا مع التقدم في العمر تتزايد المقدرة على تشكيل ذاكرات جديدة وليس العكس .
بعبارة ثانية ، بعد تشكيل الرصيد الإيجابي تتغير الشخصية والعالم معا .
....
....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني ، فصل 1

الحاضر المزدوج مشكلتنا المشتركة ، والمزمنة
1
الصحة العقلية وعلاقتها بالفهم الصحيح لحركة الزمن واتجاهه ؟!
المرض العقلي بالتعريف ، هو تخلف العمر العقلي للفرد عن عمره البيولوجي .
والصحة العقلية بالمقابل ، يمكن أن تتعرف بالتطابق بين العمر الحقيقي للفرد وبين عمره العقلي ، أو درجة النمو والنضج التي يبلغها الفرد الإنساني ( امرأة أو رجل ) خلال حياته .
تختلف الصحة العقلية عن الصحة النفسية _ الجسدية ، بكونها خلل فكري وعقلي فقط ، بدون أي عيوب فيزيولوجية وجسدية ، ولو وجدت لن تكون هي المشكلة . وبالتالي معالجة المرض العقلي تقتصر على الجانب المعرفي والفكري على وجه الخصوص .
توجد فكرة خاطئة ، وتشبه وجود لمبة محروقة في البيت تحتاج إلى تبديل .
بالمثل توجد أفكار صحيحة وأفكار خاطئة ، والأفكار الخاطئة لابد من استبدالها أو يفسد الفرد ( طفل _ة أو امرأة او رجل ) حياته بالكامل .
مثال الأرض المسطحة والثابتة ؟
بالله عليك هل تقبل _ي صداقة ( أو أي نوع من الشراكة ) مع شخص بالغ عقله بهذه الحدود ، وبصرف النظر عن بقية مزاياه ولو كان اينشتاين أو غاندي أو تشمبورسكا أو تشيخوف !
....
سلاسل المعنى والقيمة هي المشكلة والحل بالتزامن ، أو التراتبية الشخصية
مثال على ذلك ، العلاقة بين السلطة والقدرة والمعرفة والحرية والمسؤولية والسعادة وغيرها ؟
يعتقد الكثيرون أن السلطة والمال واحد .
وهي بالفعل في الدول والثقافات المتخلفة غالبا متلازمة ، وهذا مصدر الفساد والشر المطلق .
بعدها يتحول المال إلى القيمة الأساسية في الحياة ( نماذج قطر والسعودية وإيران وتركيا ) ، بالطبع بقية دول العالمين العربي والإسلامي أسوأ ، وليست أفضل بالتأكيد ( باستثناء تونس وربما مصر ، وربما ماليزيا ...ليس عندي معلومات ولا رأي ثابت بهذا المجال ) .
كيف ترتب _ين الكلمات بحسب تسلسلها وأهميتها برأيك :
السعادة ، السلطة ( أو المال ) ، المسؤولية ، المهارة ، المعرفة ، الحرية ؟!
جوابك يمثل المستوى المعرفي _ الأخلاقي الذي تعيش وفقه ، أو هويتك الاجتماعية الحالية .
....
أعتقد أن الجواب المنطقي ( والفضل بهذه الفقرة لكتاب فن اللامبالاة ، الذي ذكرته سابقا وفي مرات عديدة ) يتجسد عبر الترتيب :
1 _ المعرفة .
2 _ المسؤولية .
3 _ السلطة .
4 _ المهارة والمقدرة .
5 _ الحرية .
6 _ السعادة والحب وراحة البال وقفزة الثقة ...وغيرها ، وهي نتيجة طبيعية ومباشرة .
....
لحسن الحظ ، يتزايد التجانس بين التكلفة والجودة ، وبين الغاية والوسيلة ، وبين الشكل والمضمون ، وبين الكيف والكم وغيرها من بقية الجدليات الكلاسيكية مع التقدم التكنولوجي بالتزامن مع التقدم في العمر على المستوى الفردي .
مثال غير مباشر على ذلك ، لكنه شديد الأهمية وهو عامل حاسم في المستقبل : الصدق والكذب ، .... حيث تضيق إمكانية الكذب بالنسبة للزعماء والسياسيين في العالم بدون استثناء مع التطور التكنولوجي ، والدليل المباشر هو العداء الجوهري بين نظم الاستبداد وحرية الرأي والاعلام وغيرها من الحقوق الحديثة والفردية خاصة .
مثال مباشر على ذلك الجزائر والسودان ، وبالطبع في المستقبل القريب لبنان والعراق ، وسوريا واليمن وغيرها ، هي ليست في مجرة أخرى .
2
ما علاقة ذلك بالفهم الصحيح لحركة الزمن واتجاهه وسرعته ؟!
أعتذر من القارئ _ة الجديد_ ة ، يتعذر فهم هذا الباب والفصل ، بدون قراءة وفهم السابق .
مع ذلك سوف أحاول تبسيط الأفكار الواردة ، بشكل مكثف .
....
المستقبل والماضي واضحين ومباشرين ، المستقبل أمامنا والماضي خلفنا .
أما بالنسبة للحاضر فالأمر ، مع أنه هو نفسه ولكنه ، ليس على نفس الدرجة من الوضوح .
الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) هو أمامنا دوما ، يشبه الأمر قيادة الدراجة ، يتقدم الحاضر الإيجابي أمامك وبنفس سرعتك .
وعلى العكس تماما من الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ، هو يبتعد ( في الماضي طبعا ) بنفس درجة السرعة التي يقترب فيها الحاضر الإيجابي .
فهم ذلك ، يجسد الحركة الأولى _ الخطوة الأولى _ وهي المعرفة .
والخطوة التالية والمباشرة هي المسؤولية .
تحمل الفرد ( البالغ طبعا ) مسؤولية حياته وقراراته الإيجابية أو السلبية ( وهي عادة الأخطر ) ، أو التجنب .
بينما الخطوة الثالثة والتي تعقب المسؤولية ( وليس العكس مطلقا ) فهي السلطة والمال .
بالطبع يحدث خلال فترات عابرة ، ومؤقتة ، النكوص ...كالنازية في المانيا والفاشية في إيطاليا ، واليمين المتطرف في العالم اليوم ، والإرهاب ( الإسلامي للأسف ) ، حيث تكون السلطة منفصلة عن المسؤولية بالفعل . لكن ، مهما طال الزمن ، سوف يستعاد التوازن والوضع الطبيعي ، حيث الحياة متوازنة بطبيعتها ( لكنها ليست عادلة ) .
....
ملحق 1
سلاسل القيمة والمعنى والاتجاه _ بين السبب والمصادفة بالتزامن
1 _ النوع الأول سلاسل القيمة ، وهي موجودة في حياة كل فرد أو مجتمع .
والاختلاف فقط في الترتيب والأولوية ، بين فرد وآخر أو بين مجتمع وآخر .
2 _ النوع الثاني سلاسل المعنى ، وهي جدلية بطبيعتها ، وتتحدد عبر الاتجاه لاحقا .
مثال القارئ _ة وتزايد أهميته في انتاج المعنى وتوليده ، على حساب الكاتب _ ة . حدث تبادل في الأدوار بدرجة الأهمية .
3 _ النوع الثالث سلاسل الاتجاه ، وهي الأصعب ، نموذجها الزمن والحاضر خاصة .
هذه السلاسل الثلاثة سأعود إلى مناقشتها بتفصيل أكبر ، لكن خارج هذا الكتاب ، تجنبا للخروج والابتعاد عن الموضوع ، بالطبع إن حالفني الحظ ...
صرت راغبا بطول العمر بالفعل !
وهذا ما لم يخطر لي على بال قبل الخمسين .
....
ملحق 2
مثال تطبيقي على الحاضر المزدوج المشترك ، والمزمن
علاقة الرجل بأمه والفتاة بأبيها ، تفسير فرويد معروف ، وهو يعتبر أن الدافع الجنسي هو ما يربط بين الأبوين والأولاد طبعا بشكل لا شعوري .
يخالفه إلى درجة النقيض أريك فروم أبرز الفرويديين الجدد ، حيث يعتبر أن الدافع الجنسي هو القوة التي تباعد بين الطفل _ة وبين الأبوين ، والعكس حالة نادرة وشاذة .
بدون شك فكرة فرويد خاطئة ، وفكرة فروم صحيحة .
وربما يأتي قارئ _ ة مستقبلا ، ويوضح جانبا غير مرئي الآن في العلاقة الأساسية بين الآباء والأبناء ، أيضا بين الأحباب !
مثالي الشخصي على ذلك المقامرة ، أو الموقف الفردي من المقامرة :
يوجد نقيضان ، هوس إيجابي أو هوس سلبي .
المقامر_ ة يمثل الهوس الإيجابي ، ورهاب المقامرة يمثل الهوس السلبي .
الالتزام يمثل البديل الثالث
....
غدا أجمل ...
بالنسبة للإنسان أكيد .
بالنسبة للفرد احتمال .
سعادتك مسؤوليتك .
....
....
ملحق خاص بالباب الثاني
سلاسل القيمة والمعنى والاتجاه بدلالة السبب والصدفة

1
يبدو القرن العشرين من خارجه ، قرن المتناقضات والسحر ، لقد تحققت خلاله أسوأ كوابيس الانسان ( الحرب العالمية ) بالتزامن مع تحقق أحلام _ وما فوق الأحلام بعبارة أكثر واقعية .
لنتخيل ندوة بين أعلام ذلك القرن في العلم والمعرفة والفنون وغيرها من المهارات العليا ، خلال نصفه الأول ، والحديث يدور حول وسائل النقل والاتصال المستقبلية ؟
لم يكن طموح _ وحتى أحلام _ أحد ليصل إلى تخيل شبكة الأنترنيت الحالية مع وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة ، على سبيل المثال .
من الصعب اختزال القرن العشرين بفكرة واحدة أو صفة أو غيرها ، ...
ولكن ، يمكن التأكيد أنه ( من ) أهم منجزات القرن العشرين المعرفة الجديدة ، لقد نجح كثيرون بالخروج من الصندوق والتفكير الحر _ هو _ أهم صفة لذلك القرن . ويبقى التحليل النفسي والفلسفة الوجودية علامتان مضيئتان إلى اليوم 7 / 12 / 2019 ، بينما انطفأت تيارات كانت أكثر شهرة منهما مثل البنيوية والتفكيكية وغيرها مما لم أسمع بها أصلا .
المفارقة التي دفعتني إلى هذا الكلام ، أن ما بقي من التحليل النفسي في القرن الجديد جانبه الثقافي ، بينما وظيفته المحورية " العلاج النفسي " تجاوزها الزمن بالفعل .
وبالعكس حدث مع الوجودية ، حيث انحسرت الأفكار والممارسات الوجودية إلى بعض التقنيات العلاجية " المهمة " في هذا القرن ، وتتزايد أهميتها كما يبدو !
....
المنجز الآخر _ والأكثر أهمية _ للقرن العشرين موضوع الزمن .
لقد نجح بعض الفلاسفة وعلماء الفيزياء خاصة في نقل موضوع الزمن ، من مصطلح فلسفي غامض ومشوش ، إلى مصطلح علمي يمكن تحديد ( بعض ) مكوناته الأساسية ، مثل الحركة والاتجاه والسرعة ، وهو ما أعمل عليه بجد وشغف ...ما تبقى لي من العمر .
2
علاقة البداية والنهاية ، من أكثر الموضوعات المبتذلة في عالمنا الحالي .
والمفارقة ، تتجسد من خلال الفرضية السائدة ( الغبية ) في العلم والعالم معا " أن البداية تتضمن النهاية " بالفعل ، طبعا عبر الرطانة المعروفة بثنائيات : المقدمة والخاتمة أو السبب والنتيجة أو الجودة والتكلفة أو الشكل والمضمون وغيرها .
يمكن اختصار خلاصة بحثي السابق في هذا الموضوع ، بعبارتين :
النهاية تتضمن البداية بالفعل .
البداية تتضمن النهاية بالقوة .
والعلاقة بين الحفيد _ة وبين الجد _ة مثال نموذجي على ذلك ...
الحفيد _ة وجود بالأثر ، وهو يتلازم مع الوجود بالفعل ، والمفارقة أن الوجود بالفعل نتيجة الوجود بالأثر وليس العكس كما يخطر على البال لأول وهلة . ( الموضوع جدير بالتأمل ) .
الجد _ة وجود بالأثر ، وهو احتمال أو صدفة .
الأبن _ ة وجود بالفعل ، وهو حقيقة مباشرة .
الحفيد _ة وجود بالقوة ، احتمال وصدفة .
لكن المفارقة يمكن ، وضع المعادلات الثلاثة بشكل مختلف تماما ، وتبقى صحيحة :
الجد _ة وجود بالقوة ، احتمال وصدفة .
الأب _ الأم وجود بالفعل ، حقيقة مباشرة .
الحفيد _ ة وجود بالأثر ، تكرار .
تفسير اللغز بسيط للغاية : اتجاه الزمن عكس اتجاه الحياة .
المجموعة الأولى هي في اتجاه الحياة ، بينما المجموعة الثانية في اتجاه الزمن .
( هذا الموضوع الشيق والهام ناقشته بشكل تفصيلي وموسع ، ومنشور على الحوار المتمدن )
....
علاقة السبب والصدفة _ مع كثير غيرها من الثنائيات الكلاسيكية ( الألغاز الشبيهة بالدجاجة والبيضة ) _ يتعذر فهمها ضمن المنطق الثنائي ( الجدلي ) .
بعد الانتقال إلى المنطق التعددي ( العلمي ) ، يتكشف المشهد ...
الواقع والوجود الموضوعي 3 مستويات مختلفة ، ومنفصلة تماما :
1 _ الوجود بالقوة ( المستقبل ) .
2 _ الوجود بالفعل ( الحاضر ) .
3 _ الوجود بالأثر ( الماضي ) .
الآن يمكن تفسير اللغز بسهولة :
اتجاه الحياة ، من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل بالطبع .
على العكس تماما
اتجاه الزمن ، من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي بالطبع .
....
المستقبل صدفة ، احتمال مفتوح .
الماضي تكرار ، سلاسل سببية .
الحاضر = سبب + صدفة .
3
صار بإمكاننا الآن الانتقال السلس ، كما أعتقد ، إلى مناقشة سلاسل القيمة والمعنى والاتجاه .
1 _ تتمحور سلاسل القيمة حول الجدلية الكلاسيكية : الغاية _ الوسيلة .
2 _ تتمحور سلاسل المعنى حول جدلية : القراءة _ الكتابة ( القارئ _ة و الكاتب _ة ) .
3 _ تتمحور سلاسل الاتجاه حول جدلية : النهاية _ البداية .
....
بدون نقل الجدلية ، والانتقال معها بالتزامن ، من المنطق الثنائي إلى التعددي ، يتعذر فهم سلاسل المعنى والقيمة والاتجاه ، ويتعذر بالطبع حل تلك المسائل ( القابلة للحل بالفعل ) .
4
مثال تطبيقي على سلاسل القيمة : " الغاية والوسيلة " ، كيف يمكن التمييز بينهما ؟!
المال مثلا ، نحن جميعا نستخدمه كوسيلة للعيش والحصول على حاجاتنا وتحقيق رغباتنا عبر صرفه وانفاقه ، بالتزامن ، نحن جميعا نعمل للحصول عليه كغاية وهدف .
لكن بعضنا يعتبر المال وسيلة في العمل السياسي أو الثقافي ( مثلا ) .
وبعضنا الآخر يعتبره غاية لنشاطه السياسي أو الثقافي .
مثال 2
الدين والسياسة أيهما الغاية أو الوسيلة ؟
بدلالة الوقت ( حيث الوقت يتضمن قيمتين بالقوة : سلطة ومال ) يسهل القياس الموضوعي لتعامل فرد ما مع الدين والسياسة .
من يقضي معظم وقته في أماكن العبادة ، يعتبر الدين غاية وغيره وسائل .
والعكس صحيح أيضا
من يقضي معظم وقته في التخطيط والتحكم ، يعتبر الدين وسيلة كغيرها من بقية الوسائل .
مثال 3
أنت قارئ _ ة هذه الكتابة ...
هل غايتك المتعة أم المعرفة ؟!
يتعذر تحديد القيمة والمعنى والاتجاه ، بشكل مجرد ومسبق ، نحتاج للوسائل التطبيقية .
....
....


نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 2

1
مشكلة الوقت ؟!
العلاقة بين الوقت والزمن _ وتتعقد أكثر بعد إدخال الحاضر ، تشبه قصة داخل قصة ، أو علبة داخل علبة ، ...وهكذا تتعقد الصورة كثيرا بعد إضافة أجزاء الساعة أو مضاعفات السنة _ هي علاقة الجزء والكل النموذجية . لكن الوقت يمثل الجزء الخاص ( الذي يحوي جميع عناصر الكل ومكوناته ) والفرق بينهما كمي ، في النسبة والدرجة فقط لا في النوع .
ومن جانب آخر ، الوقت يمثل هنا ، بينما الزمن يشمل هناك وهنا بالتزامن .
كما أعتقد أن الموضوعية عامل مشترك بين الوقت والزمن ، ولهذا السبب يتزايد اعتبار الوقت يمثل المعيار الجديد _ الموضوعي والمشترك _ بين مختلف المعايير الحديثة . أو في المقاييس الحديثة يكون الزمن بعد رئيسي وثابت ، مثال ساعة الشطرنج حيث النتيجة تعتمد على المهارة أولا وعلى الزمن ثانيا ، فقط بحالة التعادل يفوز من كان أسرع ( أو زمنه أقل ) .
....
" الوقت مال " عبارة كانت شهيرة طوال القرن العشرين ، وتزامنت مع انتقال الاعتماد الإنساني بصورة عامة من الساعة البيولوجية ( الحدس والشعور ) إلى الساعة الموضوعية والحديثة ، أو الإلكترونية بنسختها الحالية ( المعايير الموضوعية ) ، بعدما حدث تحول نوعي في صناعة الساعات ودقتها _ حيث مقدار التأخير أو التقديم في الساعة الحالية أقل من ثانية كل 33 ألف سنة . بينما في المقابل الساعة البيولوجية أو الحدس والتقدير الذاتي يكون على خطأ غالبا ودقته معدومة .
....
المشكلة الأكثر تعقيدا تكمن في ازدواج الحاضر :
1 _ الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) وهو الأكثر مباشرة وقربا للحواس ، يبتعد في الماضي كل لحظة ، وبسرعة ثابتة هي نفس السرعة التي يقترب فيها الحاضر الإيجابي .
2 _ الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) له نفس سرعة الحاضر السلبي ويعاكسه في الاتجاه ، حيث يقترب كل لحظة بنفس سرعة تباعد الحاضر السلبي ومعه الماضي كله .
....
2
الزمن والوقت والحاضر ؟!
....
ما نوع العلاقة التي تربط بين الزمن والوقت والحاضر ؟
يمكن تطبيق التصنيف الثنائي _ أيضا المنطق الثنائي _ على معظم القضايا المعاصرة ، وتلك أحد أهم تطبيقات البرمجيات الحديثة بالاستفادة المباشرة من الخوارزمية .
الخوارزمية كما أفهمها ، نوع خاص من المنطق يتضمن ما سبقه ، كما أنها تمثل الحل المنطقي والعملي بالتزامن لقضية الجدل ، من خلال المنهج الثلاثي لحل قضية معقدة : 1_ الاختيار 2 _ التسلسل 3 _ التكرار ( ناقشت الخوارزمية في بحث خاص ، ومنشور على الحوار المتمدن ) .
بعبارة مختصرة ، تتضمن الخوارزمية المنهج الجدلي والتعددي معا ، ويمكن استخدامها بكلا الحالتين بحسب الحاجة ونوع القضية ( المشكلة ) .
للمنهج الثنائي ، ( أو التصنيف الثنائي ) ميزة أساسية ، لكن تتلازم معها سلبية أساسية بالتزامن ، خسارة الدقة والتحديد مقابل تحقيق الوضوح ( السهولة والبساطة ) .
الحاضر جزء من الوقت ، بدوره الوقت جزء من الزمن ( هذه فرضية ثابتة ، إذا حدث تغيير في فهمي لها سأعلن ذلك مباشرة مع توضيح السبب المنطقي أو التجريبي الذي دفعني إلى تغيير الموقف الحالي ) .
الحاضر أحد احتمالين أو اتجاهين _ يتعذر دمجهما أو جمعهما _ متناقضين بطبيعتهما : السلبي والايجابي ، وهو المصدر الموضوعي للمفارقة الإنسانية .
3
المفارقة الإنسانية
نمط العيش الادماني ( وفق العادات والتقاليد والتكرار ) ، وهو الأعلى تكلفة على الفرد والمجتمع ، كما أنه الأصعب أيضا_ من جانب الجهد والطاقة _ من أي شكل آخر للعيش على المدى البعيد ، حيث يكاد يتساوى مع حالات العدمية والفوضى التي تنتشر خلال الكوارث والأوبئة في أجزاء عديدة من العالم الحالي .
والسؤال المثير للدهشة والاستنكار معا ، لماذا يفسد الكثير من البشر حياتهم في العادات الادمانية ، عادة قبل الأربعين وفي معظم الثقافات ، مع أنهم على درجة من الوعي والذكاء في بقية مجالات الحياة المختلفة ؟!
حياتي وتجربتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا تتلخص بفكرتين :
1 _ الاختلاف الحقيقي بين المصلحة المباشرة للفرد ، وبين مصلحته المتكاملة والروحية .
بعبارة ثانية ، لا يستطيع الانسان الجمع بين الحاضر ( هذا الأسبوع أو السنة ) والقادم ( بعد خمس سنوات وأكثر ) بنفس درجة الاهتمام ، ستكون الأولوية لأحدها على حساب الثانية .
2 _ مشكلة الحاضر المزدوج ، والمتناقض بطبيعته ؟! وهذه الفكرة تنطوي على تناقض حقيقي وليس مغالطة شكلية أو منطقية فقط ( ازدواج الحاضر واستمراريته بنفس الوقت ) .
توجد حقيقة موضوعية ، يمكن ملاحظتها بشكل دائم وبلا استثناء ، محيرة ومدهشة بالفعل : الحاضر السلبي والايجابي متناقضان في الاتجاه ، مع أنهما استمرارية ثابتة ومتكررة !
الحاضر الموجب يقترب دوما ، بالتزامن وعلى نقيضه ، الحاضر السلبي يبتعد ... بنفس السرعة لكن باتجاهين متعاكسين .
وسواء أكان الفرد ( ...) يعتمد في حياته ، وفي منطقه العقلي ، على المبدأ الالهي أو العلمي أو الطبيعي أو غيرها _ تبقى النتيجة نفسها _ لا يمكن أن يكسب الانسان في الحاضر السلبي والايجابي معا . تتوضح الفكرة أكثر ، من خلال الحاضر والمستقبل ، حيث مصلحة الفرد غالبا ما تنطوي على تناقض ثابت ( المصلحة المباشرة تتناقض مع المصلحة البعيدة ) . وهذا الموضوع ناقشته بشكل تفصيلي وموسع في نصوص سابقة ومنشورة أيضا .
قلة نادرة من البشر يدركون ذلك باكرا .
شخصيا لست منهم ، أعرف وأعترف .
بعد الخمسين أدركت هذه الفكرة / الخبرة ، التي أحاول التعبير عنها وفق تجربتي الشخصية ، بقدر ما استطيع من الوضوح والمصداقية .
لقد تعلمت من الثقافة ، وبفضل العديد من المعلمات والمعلمين ، أكثر من الحياة الاجتماعية .
....
الحاضر المزدوج والمدهش والمحير بطبيعته :
نصفه أمامنا يقترب دوما ولا يصل ، ونصفه خلفنا بالتزامن يبتعد دوما ولا ينفصل ؟!
وهذه حركة الزمن والوقت ، التي تشكل المحور الأول في الحاضر ، حيث الحركة الثابتة والمزدوجة ( من المستقبل إلى الحاضر الإيجابي ، بالتزامن مع تسرب النصف الثاني من الحاضر السلبي إلى الماضي بنفس السرعة ) ، ....
وتعاكس حركة الزمن بالاتجاه ، حركة الحياة _ والتي تشكل المحور الثاني في الحاضر ( من الماضي إلى الحاضر ، بالتزامن مع تدفق الحياة المزدوج عبر الحاضر إلى المستقبل ) .
ما تزال الصورة غير واضحة تماما في ذهني ، وللأسف لا وجود لمراجع أو أي مصدر مساعدة ، عدا الحوار من خلال هذه الكتابة مع التفكير المركز ، والملتزم بالموضوع !
في حقيقة الأمر ، هذه الفكرة هي أقرب إلى التفكير بصوت عال ، ودعوة مفتوحة للمهتمين بالموضوع ، ....ربما ننجح بالتقدم ولو خطوة في الفهم والكشف ، وعلى الأقل يستفيد من يأتون بعدنا من العثرات ، للبحث تتمة .
....
....

نظرية جديدة للزمن _ المفارقة الإنسانية

1
الفكرة نفسها " لكن بصيغة الوحدة الإنسانية " تتكرر عند أكثر من كاتب وباحث ، وقد صادفتها مرارا من خلال قراءتي فقط ، والاختلاف يكاد ينحصر في اللغة والمصطلحات ؟!
خلاصة بحث سابق وهو منشور أيضا :
الانسان تشابه : كل انسان يشبه البشرية .
الفرد اختلاف : كل فرد يختلف عن كل ما عداه .
بينما المجتمع يمثل البديل الثالث المزدوج ، السلبي والايجابي بالتزامن .
....
يوجد ميل عام إلى اعتبار الإنسانية وحدة وتشابه ، أكثر من اعتبارها اختلافا وتنوعا .
أريك فروم يعيد مصدر إلى إلى أفلاطون ، بالمقارنة مع فرويد مع السخرية من نظرته إلى الحب ، حيث يعتبر أن الحب ( أو نقيضه الفشل في الحب أو العجز عن الحب ) اتجاه انساني ، موضوعي وشامل ، ومشترك بالطبع . والخلاصة موقف الفرد الإنساني من الحب واحد ، سواء تجاه نفسه أو تجاه غيره .
نفس الفكرة والخبرة عند مارك مانسون في كتاب عن الأمل " الجزء الثاني لفن اللامبالاة " ، لكنه يعيدها إلى الفيلسوف كانت " المعادلة البشرية " .
والمفارقة أن ، الفكرة نفسها تنسب اليوم إلى أريك فروم ، وليس إلى أفلاطون ولا كانت .
الانسان في أحد الاتجاهين فقط 1 _ موقف الحب 2 _ موقف العجز عن الحب .
من يفشل في احترام نفسه ومحبتها ، لا يستطيع أن يحب أحدا .
تلك خلاصتها المختزلة إلى حد العنف ، والفكرة يكررها أريك فروم عبر أكثر من كتاب وخصوصا " فن الحب " .
....
بصرف النظر عن مرجعية الفكرة / الخبرة أو الموضوع " الحب " ، لا أعتقد ان بالإمكان تحديد تاريخ ولادة حقيقي لأي كلمة ( اسم أو مفهوم أو مصطلح ) ، فكيف يكون الوضع مع كلمة حب ! كل ما في الأمر ، قد ينجح أحدنا في إضافة معنى جديد ( أو كشف وهم وخطأ ) .
والقصة الجميلة لبورخيس تغني عن الكلام الكثير :
جلس س ، ينسخ رواية صادرة عن دار نشر معروفة ، ومؤلفها _ ت معروف _ ة أيضا .
وعندما انتهى من نسخها بخط يده ، كلمة بكلمة وحرفا بحرف ، وضع اسمه وتوقيعه .
وصارت رواية جديدة ، منفصلة ومستقلة تماما عن الأولى .
....
المفارقة الإنسانية التي أقصدها هنا ، فشل الانسان ( الفرد : أنت وأنا ) في حب نفسه ؟!
بينما يتحقق ذلك ، وبشكل غريزي ، لدى جميع الكائنات الحية وبدون استثناء !
( الانتحار فعل انساني حصرا ، مثله الثأر أو التسامح أو الاكتئاب ..وغيرها )
لا ازعم معرفة الجواب بالطبع ،
لكن تجربتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا _ أعتقد أنها تستحق الاهتمام _ وخصوصا علاقتي وتجربتي مع الإدمان ( التدخين والكحول ) ، وخبرتي الجديدة في موضوع الزمن والوقت .
المشكلة الإنسانية المشتركة ، هي بين الشعور والفكر ؟
يتعذر جمعهما ، ويتعذر فصلهما بشكل إرادي وواعي ، لا ينفصلان بالفعل سوى في حالة الفصام الصريح .
....
2
الفكر والشعور ظاهرتان مختلفتان نوعيا ، الفكر ظاهرة ثقافية (لغوية واجتماعية ) خاصة بالإنسان وحده ، بينما الشعور نظام بيولوجي ( فيزيولوجي وغريزي ) مشترك بين جميع الأحياء .
فرق آخر زمني بينهما ، الفكر بطبيعته بعيد وحركة _ هناك في الماضي أو في المستقبل ، بينما الشعور ( الجانب الحسي منه خاصة ) على العكس موضعي _ هنا دوما . وحول هذه الثنائية تقوم مدارس وفنون " التركيز والتأمل " بمختلف أنواعها وأشكالها ، وتاجها اليوغا .
ليس التعقيد في اللغة وأسلوب التعبير ، الفكرة ( الخبرة ) بطبيعتها معقدة ومدهشة بالفعل !
ثنائية الفكر والشعور ؟
بالمقارنة يسهل حل جانب كبير من المشكلة معرفيا ، حيث أن الشعور جزء من نظام الطبيعة ، وهو مشترك بين الأحياء . بينما الفكر محور نظام الثقافة ، وهو خاص بالإنسان ، بل هو نخبوي ...إلى اليوم _ وربما يكون بطبيعته نخبوي ( نظام الثقافة ) أو أنه نوع من الخبرة الفردية الخاصة والمكتسبة بالضرورة !
....
ولا يتوقف التعقيد عند هذا الحد فقط ، بل يوجد جانب آخر يخص اتجاه الحياة ؟!
اتجاه الحياة يخالف اتجاه الزمن ، وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم .
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد أيضا ، ليست العلاقة بين اتجاه الزمن واتجاه الحياة بسيطة وواضحة أو مباشرة .
بالنسبة لحركة الزمن ، واتجاهه ، وسرعته ، ناقشتها بشكل واضح وتفصيلي ( كما اعتقد في الباب السابق ) وهي بالمختصر : اتجاه حركة الزمن ثابت ، وسرعته ثابتة أيضا ، وهذا ما يمكن ملاحظته وتعميمه واختباره بلا استثناء .
وتبقى المشكلة في حركة الحياة ؟!
1 _ الحياة حركة بدون شك ، وهذا ما يمكن اختباره عبر الملاحظة المباشرة .
2 _ لكل حركة اتجاه ، وسرعة أيضا .
بالنسبة لاتجاه الحياة ، فهي من الماضي إلى الحاضر ، وهذه ظاهرة وحقيقة مشتركة .
لكن مشكلة السرعة ، غير واضحة ( لم أفكر فيها من قبل ) .
وليس بحوزتي أي مرجع لهذا الأمر ، لذلك سأكتفي بالملاحظة العامة وهي تشير إلى أن سرعة الحياة غير منتظمة ، أو بصراحة وصدق لا أعرف .
....
3
يوم أمس ( 24 ساعة ) يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح .
بالتزامن
يوم غد ( 24 ساعة ) يتضمن المستقبل كله أيضا . والعكس غير صحيح .
الموضوع ملتبس ومحير بطبيعته ( نصف واضح ونصف غامض بالتزامن ) !؟
نحن جميعا نعرف حاضرنا ووقتنا الشخصي ، الجانب المباشر من الزمن والقريب _ هنا .
ونجهل بالمقابل ، الجانب البعيد وغير المباشر من الزمن _ هناك .
هذه الفكرة _ الخبرة ، بالنظر إلى أهميتها الكبيرة لفهم ما سبق ( والقادم أكثر ) ، سوف تكون موضوع الحلقة التالية وخاتمة الباب الثاني .
....
....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 3

1
يوم أمس ( 24 ساعة ) يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح ؟
كنت أعتقد أنها بديهية ، وأن الفكرة واضحة وشفافة .
....
لا توجد مشكلة الماضي ، أو مشكلة في الماضي أو مع الماضي ، سوى عند الانسان .
وهذه إحدى خبرات التنوير الروحي ، الكثيرة بدون شك _ لكن أيضا المختلطة بالكثير جدا من الأوهام والأخطاء الفكرية منها الموقف من الزمن _ وهنا تكمن المفارقة .
بعبارة ثانية ، مشكلة الماضي ترافق الانسان منذ نشأته الأولى ( الغامضة والمجهولة إلى اليوم ) ، وما تزال المصدر الرئيسي للمرض العقلي ، ولمختلف الصراعات والحروب بالطبع مع أسباب أخرى عديدة ومتنوعة .
ما هو الماضي ؟
يوجد اختلاف نوعي بين الماضي والحاضر والمستقبل _ على المستوى الزمني _ حيث المستقبل ثلاثي البعد ويتضمن الحاضر والماضي بالقوة . بدوره الحاضر ثنائي البعد ويتضمن الماضي بالفعل . بينما ماضي الزمن وجود بالأثر فقط .
تتكشف الصورة مباشرة ، بعد فهم الاتجاه الصحيح لحركة الزمن 1 _ من المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ إلى الماضي 4 _ الماضي الأبعد ،....فالأبعد .
أما على مستوى الحياة ، فالأمر يختلف إلى درجة التناقض أحيانا !
الماضي مصدر الحياة . وهذه حقيقة لا خلاف عليها أو حولها .
لكن طبيعة الماضي ، ومكوناته ، واتجاهه ، والاختلاف على تفسيره ومعناه ...بلا جواب .
ما هو مصدر الحياة !
لا يوجد لدينا تفسير علمي إلى اليوم ( 12 / 12 / 2019 ) ، أو موقف منطقي ومتفق عليه .
....
بالنسبة إلى الفرد ، الأمر واضح مع قابلية الاختبار والتعميم بلا استثناء .
الفضل في هذه الفكرة يعود للمفكر الفرنسي ( تزفتيان تودوروف ) ، في أحد كتبه وبحسب ذاكرتي كتاب " حياتنا المشتركة " ، يكتب بما معناه :
يختلف الفلاسفة إلى اليوم حول أصل الانسان ، وبعضهم مثل هيجل يتخيل أنه وجد على حلبة مصارعة ، ويهملون أصل الفرد ...وهو يتكرر أمامنا جميعا كل يوم .
....
الفرد بالتعريف الحديث ثلاثي البعد ( والمكونات ) :
1 _ البرنامج الجيني الموروث ، وهو ثابت ، ومجهول المصدر البعيد ( مصدره القريب من الأبوين مباشرة ) .
2 _ المناخ ، والبيئة الاجتماعية والثقافية ، وهي جانب نصف ثابت ونصف متغير بالتزامن .
3 _ الشخصية الفردية ...أنت وأنا ، وهي متغيرة بطبيعتها وفي كل لحظة ... من الولادة إلى الموت .
بعد فهم الجانب الفردي من الطبيعة البشرية ، تتكشف العديد من الأجوبة التي كانت أقرب إلى الطلاسم والسحر في الماضي ...ومنها على سبيل المثال الإرادة الحرة ؟!
الإرادة الحرة نتيجة ، وهي مرحلة رابعة : 1 _ المعرفة الصحيحة ، مثال كروية الأرض ودورانها حول الشمس تجسيد للمعرفة الصحيحة حاليا 2 _ المسؤولية الشخصية ، يعلق بعض البشر في موقف الضحية والانكار ، وهو نقيض المسؤولية 3 _ السلطة ( الحدود والقوانين والاتجاه ) ، السلطة العقلانية والمنطقية نتيجة المسؤولية الشخصية ، وهي بالتزامن ... تنتج الإرادة الحرة أو حرية الإرادة 4 _ راحة البال وغبطة الوجود .
لا بد من الإشارة إلى أن ، غبطة الوجود أو راحة البال ، تمثيل للموقف العقلي الذي يتلازم مع النشاط الإبداعي المتسامح والمتواضع بطبيعته ، وهو نقيض الكسل والبلادة والروحية ( موقف التجنب ) وليس من مرادفاتها بالطبع .
....
2
الغد ( خلال 24 ساعة ) يتضمن المستقبل كله ، والعكس غير صحيح .
حياة الفرد تختلف عن حياة الجماعة والنوع بالنسبة للإنسان فقط ، بقية الكائنات الحية محكومة بالبرنامج الجيني والمتوارث للجميع وبلا استثناء .
وما هو ميزة بالنسبة لبقية الأحياء هو مشكلة الانسان : الفرد اختلاف بطبيعته .
والسؤال المزدوج والعسير على كل فرد : تحقيق التشابه والاختلاف بالتزامن !
ليس عندي جواب على هذا السؤال ، وعلى كثير غيره .
مع موت الفرد ( أنت وأنا ) ينتهي الحاضر والوقت ، ويبقى الزمن الموضوعي وحده .
....
3
الغد ( 24 ساعة...المتكررة إلى الأبد ) جزء صغير فقط من المستقبل ( الموضوعي ) .
" مت قبل أن تموت "
تمرين أساسي في التنوير الروحي : دعوة الفرد إلى حيازة الوعي بموته الشخصي .
هو مخيف ومدهش ومحرر بالفعل
....
اتجاه الحياة ...من الأزل إلى الأبد .
اتجاه الزمن ...من الأبد إلى الأزل .
....
4
يمكن تصنيف الماضي عبر 3 مستويات ، من الأقرب والأهم إلى الأبعد ، فالأبعد .
1 _ الماضي الجديد ( الحاضر السلبي : حاضر _ ماضي ) .
2 _ الماضي السابق .
3 _ الماضي الأسبق .
بالطبع ، يمكن تجزئتها بلا نهاية .
الماضي الجديد يتضمن جميع المستويات ، والعكس غير صحيح .
....
بنفس الطريقة يمكن تقسيم المستقبل ، من الأقرب والأهم إلى الأبعد ، فالأبعد .
1 _ المستقبل الجديد ( الحاضر الإيجابي : مستقبل _ حاضر ) .
2 _ المستقبل القادم .
3 _ المستقبل بعد القادم .
المستقبل الجديد بوابة أو جسر ، وهو تسمية ثانية للحاضر .
....
الحاضر هو المشكلة وحلها بالتزامن
....
....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع الفصول 1 ، 2 ، 3

على هامش الباب الثالث

يتشابه الأعداء والخصوم أكثر من الأصحاب والأحباب ، أضعاف المرات .
ويدور الوسط حول نفسه في عطالة أبدية ، لا يشبعها سوى الحاضر ...
الحاضر وسط الزمن وجوهر الحياة .
....
الاتساع على حساب العمق والعكس صحيح دوما
الاتساع سطحية وتسطح والعمق ضيق ومحدودية ، والبديل الثالث تواضع .
....
المعرفة مشكلتنا والمشكلة في نظريات المعرفة الكلاسيكية ، أنها غالبا تتجاهل وجود المجهول وما هو خارج ساحة الوعي ، أو خارج مجال الخبرة الفردية والمباشرة ، بل يبلغ الأمر عند الكثيرين موقف الانكار ، ورفض كل ما هو خارج مجال الحواس وإنكار وجوده أيضا .
الصورة الكلية والتفاصيل ، أو أصغر من أصغر شيء ( الذرة قديما ، ومكونات نواة الذرة حديثا ) أو الجانب المقابل أكبر من أكبر شيء ( المطلق الجديد _ المتجدد ) ، ...مع أنه يتعذر تخيل ذلك ، ونزعم أننا نعرف كل شيء !
العقل محدود بخبرته الذاتية ، وهذه فكرة مشتركة بين الفلسفة والدين ولا يرفضها العلم .
لا أحد لديه أي فكرة أو تصور عن شكل الكون ؟!
هل هو نظام مغلق ، والسؤال الذي يصيب بالدوخة حينها عن خارجه ؟!
أم هو نظام مفتوح ، وينتقل السؤال المستحيل إلى حدوده وتعذر إمكانية تخيلها ؟!
أم أنه نظام مختلف ومن غير الممكن تصوره من الداخل فقط !!!
أنا لا أعرف .
ومشكلتي أنني أعرف أنني لا أعرف ، وأعرف أنك لا تعرف أيضا ، ولا أحد يعرف .
....
ما هو الكون ؟
أفترض أنه ثلاثي البعد 1 _ زمن ( طاقة وحركة ) 2 _ مكان ( طبيعة ومادة ) 3 _ حياة ( وعي وتطور ) .
أعرف أنها فرضية أولية وساذجة ، بل مضحكة .
الضحك اتجاه .
....
المشكلة في الحب ، وليست في الكراهية والخوف .
حب المعرفة ، حب الحياة ، حب الانسان ، حب النفس ....
ما نزال نخلط بين نوعين متناقضين من الحب : السلبي والايجابي .
الحاجة محور الحب السلبي ، ومعها الجاذبية والتوق والشره العاطفي أو غيره .
في هذا المستوى ، يكون الدافع _ هناك ومصدره الماضي .
أمثلة الحب السلبي كثيرة ومتنوعة ، حب الطعام والتملك وقضاء الحاجات ...
الحب السلبي ينقلب إلى نقيضه بسرعة ، الخوف والغيظ والعدوانية ، وينطفئ مع الاشباع .
الثقة محور الحب الإيجابي ، وعتبتها الاحترام المتبادل _ احترام النفس والآخر .
لا تنفصل الثقة عن التواضع والمعرفة والصدق والشجاعة والعطاء ، وغيرها من القيم المشتركة بين جميع الثقافات والمجتمعات .
لا يمكن أن تجد رجلا يفخر بثرثرة أحبته ( أولاده أو شركائه ) ، أو أن تجد امرأة تفخر بغباء جارتها أو ابنتها أو حبيبها ، أو تجد ثقافة تدعو علانية إلى الغش والخداع ....الموضوع معقد للغاية ، لكن الفكرة التي أعتقد بأنها صحيحة ومشتركة ، تختصر بأن القيم الإنسانية الصحيحة والحقيقية مشتركة بيننا جميعا وتتضمنها مبادئ حقوق الانسان ، أكثر من جميع الأديان والفلسفات وعلوم النفس والاجتماع وغيرها .
....
....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع ملحق بالإضافة إلى الفصول 1 و 2 و 3

يمكن أن يتلخص التاريخ الإنساني كله بجملة واحدة :
السعي الدائم الفردي والمشترك ، مع الفشل المتكرر ، لنقل الفردوس من هناك إلى هنا .
بعبارة ثانية ، الوصول إلى راحة البال والكفاية _ الشعور الحقيقي بالإشباع والرضا ، أو تحقيق المطابقة بين الشعور والفكر بهذه اللحظة وللتو ، وليس في الغد ولا بالأمس طبعا .
....
مقدمة الباب الثالث
1
نظرا لاختلاف الموضوع عن السائد والمألوف ، وعن التوقع أيضا " طبيعة الزمن والوقت ، والحاضر خصوصا " ، أجد نفسي مضطرا مرات وبشكل دوري ومتجدد ، لفتح أبواب جديدة _ وبدون أن أتمكن من إغلاق السابقة غالبا_ وهذا يربك النص ويتسبب بالتشويش والركاكة مع التكرار الدائم لبعض الأفكار : الشفافية هي الكلمة التي تجمع بين الغاية والوسيلة ، وأعتقد أنها الحل السحري ، الجميل والمفيد بالتزامن للقارئ _ة / الكاتب _ ة ...الشفافية هي وعدي لنفسي أولا بالتزامن مع رسالتي لك قارئ _تي في الحاضر الإيجابي دوما .
والاستراتيجية التي أتبعها بشكل مقصود غالبا ، لحل هذه المشكلة المتكررة في هذا الكتاب على نحو خاص " النظرية الرابعة " ، هي الهروب إلى الأمام بصراحة . بهدف أن تتحول المشكلة نفسها إلى حافز جديد ، أو إلى نوع من التغذية العكسية للاهتمام الذاتي أولا .
وأما التكتيك الخاص بهذا النص ، فهو يتلخص بكلمة " الشفافية " عبر القراءة / الكتابة الجديدة والمتجددة باستمرار . وسوف يستمر هذا الأسلوب ( التكتيكي ) حتى نهاية المخطوط بشكل عملي ونظري بالتزامن ، وفي حال التغيير الواعي والمقصود سوف أوضح ذلك بشفافية .
....
المشكلة الإنسانية مؤقتة بطبيعتها ، وحلولها الحقيقية والمنطقية تشبهها ، ومؤقتة أيضا .
هذه هي فكرة التنوير الروحي ، وموقفه " الأصيل " ، وهو أول مراجع هذا النص .
المشكلة الإنسانية استمرارية بطبيعتها ، وحلولها الصحيحة من جنسها _ منطقية ومشتركة _ وهي اجتماعية وثقافية ، وتتجاوز الفرد بطبيعتها .
هذه هي فكرة الفلسفة الكلاسيكية ، وموقفها " الأصيل " ، وهو ثاني مراجع هذا النص .
المشكلة الإنسانية فكرة فلسفية ، وغيبية وموروثة ، وهي خارج مجال البحث العلمي المحدد والدقيق بطبيعته . ويضيف البعض ، الانسان فكرة غيرة علمية !؟
هذه فكرة الموقف العلمي الكلاسيكي _ والمتجدد ، ...
العلم يجسد حاضر المعرفة ، ويتضمن الفلسفة والدين والتنوير الروحي وغيرها من الأنشطة المختلفة للحياة _ وليس للإنسان فقط .
المناهج العلمية المتنوعة ، والحديثة أكثر ، هي المرجع الدائم لكتابتي ولحياتي أيضا .
2
موقف الحب يتضمن كل ما عداه ، والعكس غير صحيح .
موقف الحب يمثل المرحلة النهائية والأعلى في التطور ، عكسه ونقيضه الفشل أو العجز عن الحب ، وليس الخوف أو الكراهية وغيرها ، هي مراحل أدنى في تطور الحياة لا أكثر .
....
الحب أحد مستويين ، واتجاهين وفق التصنيف الثنائي :
1 _ الحب السلبي 2 _ الحب الإيجابي .
اتجاه الحب ثنائي أيضا ، ويمكن تحديده وفق معيار موضوعي :
الحب الإيجابي : اليوم أفضل من الأمس .
الحب السلبي : اليوم أسوأ من الأمس .
الحب السلبي ، حب الحاجة والجاذبية ( الجمال ) .
جميع الكائنات الحية تبدأ من هذا المستوى .
وحده الانسان ، ينتقل إلى الحب الإيجابي : اليوم أفضل من الأمس .
الحب الإيجابي عتبته الاحترام ، وذروته الثقة والايمان العقلاني .
....
مثال تطبيقي " النزوة العاطفية ، واختلافها عن الحب الحقيقي " ؟!
النزوة العاطفية انفجارية بطبيعتها ، ومؤقتة .
بسرعة تتحول إلى نقيضها ، أو لامبالاة تجاه موضوع الحب السابق .
الحب الحقيقي استمرارية ، لا يقبل العكس بطبيعته .
يوجد فرق موضوعي ، وهو مشترك البشر .
النزوة تتضمن عناصر الحب " حب الموضوع " الأربعة : الحاجة ، والجاذبية ، والاحترام ، والثقة . وهذه في الحياة الحقيقية نادرا ما تحدث ( شخصيا لا أعرفها إلا نظريا وفكريا ) .
الحب الحقيقي ، يختلف عن النزوة بالقيم ، أو بترتيب القيم بعبارة أوضح : الثقة أولا .
الحب الحقيقي يتمحور حول الثقة ، وقد تنقصه الحاجة أو الجاذبية قليلا .
النزوة تتضمن الغفلة بالضرورة .
هذه المرأة التي كنت أحبها ! ويستر المراهق وجهه دلالة على الحرج والخجل .
وبالعكس أيضا ، تقول المراهقة أو المتقدمة بالسن أيضا : هذا _ هو _ حبيبي السابق !!
الحب مرحلة عليا في التطور ، الفردي أو المشترك .
النزوة مرحلة منخفضة على سلم التطور ، الفردي فقط .
3
ثنائية الجسد والعقل ، أو الشعور والفكر ، أو القيم والأخلاق ، ...
تتضح بدرجة من السهولة ، بعد نقلها إلى المستوى التعددي ( العلمي ) ، هذا أكثر من رأي وأقل من معلومة .
يعيش الفرد الإنساني حياته ، ضمن أحد المجالات ( المعرفية _ الأخلاقية ) الأربعة ، من الأدنى إلى الأعلى :
1 _ الصدق النرجسي ، أو الصدق الأسود .
نموذجه النميمة والوشاية .
2 _ الكذب الموضوعي ، لا يجهله أحد .
قبل فهمه ، وتفهمه ، يتعذر تجاوز هذه المرحلة _ المستوى .
3 _ الصدق الطبيعي ، لا أحد يجهله أيضا .
لكن المفارقة ، يتعذر فهمه قبل اختبار المرحلة العليا في القيم الإنسانية " الكذب الأبيض " .
4 _ الكذب الأبيض ، أو الصدق كنمط عيش .
نموذجه التواضع الحقيقي .
التواضع يتضمن الصدق والشجاعة ، والعكس غير صحيح غالبا .
....
....
ملحق

خلاصة القسم الأول

1 _ الزمن حركة .
2 _ لكل حركة سرعة واتجاه .
3 _ اتجاه حركة الزمن ثابت ، من المستقبل إلى الماضي مرورا بالحاضر .
4 _ سرعة حركة الزمن مزدوجة ( ثنائية ) :
_ السرعة التعاقبية : من المستقبل إلى الحاضر ثم الماضي ( هي التي تقيسها الساعة ) .
_ السرعة التزامنية : من الحاضر1 إلى الحاضر2 ...إلى الحاضر3 ، إلى الحاضر س .
( السرعة التزامنية عتبتها سرعة الضوء ، وتتجاوزها غالبا ) .
....
الحياة والزمن جدلية عكسية ، لكنها غير مفهومة بشكل دقيق وواضح .
حركة الحياة بالقيمة المطلقة تساوي حركة الزمن ، وتعاكسها بالاتجاه .
( نفس السرعة وعكس الاتجاه ) . هذه نتيجة وخلاصة منطقية ، وقد تكون غير صحيحة .
....
مثال مباشر ( عيد ميلادك الشخصي ) :
لحظة الولادة يكون الزمن والحياة بنفس النقطة ، أو في حالة تطابق .
كل لحظة يبتعد يوم الميلاد نحو الماضي ، الأبعد ، فالأبعد ...
( هذه حقيقة وظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ) .
يوجد أحد الاحتمالين فقط : إما الزمن ثابت والحياة حركة أو العكس .
الاحتمال الثالث يمكن تأجيله ( وربما اهماله ) .
حركة انفصال الأحداث عن الكائنات الحية ( الفاعلات _ الفاعلون ) ، مصدرها حركة الزمن من الحاضر إلى الماضي بشكل دائم ومستمر . ( وهذا ما اعتقد أنه الصحيح ، والحقيقي ) .
أو العكس ، مصدرها حركة الزمن ( ضمن الحياة ) من الماضي إلى الحاضر ، المستمرة .
....
أعتقد _ وبدون شك أن اتجاه حركة الزمن ثابتة ، واستمرارية من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر .
بينما حركة الحياة تكمن في عملية التدفق الدوري في الحاضر ، من الماضي ، وهي عكس حركة واتجاه الزمن .
استمرارية الحاضر ، تتكشف بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
هذه الخلاصة المكثفة ، جرت مناقشتها بشكل تفصيلي وموسع عبر القسم الأول . كماا توجد إضافة في الشروح والأفكار عبر نصوص سابقة ، منشورة على صفحتي بالحوار المتمدن .
أتمنى لك قراءة ...ممتعة ،
وربما تكون مجهدة ، في البداية
....
أجمل التاريخ كان غدا ...
أغنية فيروز وكلمات الشاعر الرائي
....
....
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الثالث فصل 1

مقدمة غ متواضعة
الوقت معيار موضوعي وشامل ، وسوف يتحول إلى قيمة أولى للإنسان في المستقبل .
رغبتي أن يتحقق ذلك خلال حياتي .
توقعي أنه سوف يتحقق بعد النصف الثاني لهذا القرن .
لا ينبغي مطلقا أن يتطابق التوقع مع الرغبة ، ذلك علامة المرض العقلي وعرضه الثابت .
يوجد تمرين بسيط ، ونتائجه تفوق الوصف والتوقع معا ؟
عندما ترغب _ين بمعرفة الوقت :
حاول _ ي التمييز بوضوح بين رغبتك وتوقعك ، مع التكرار يتحول التمرين إلى لعبة مثيرة ومسلية بالتزامن .
....
اتجاه الحياة يعاكس اتجاه الزمن ،
ولكن لا أعرف كيف ، ولا أعلم إن كان البحث العلمي قد وجد الحل لهذه المشكلة !
آمل أن تحرض كتابتي صاحبات وأصحاب العقول المتفتحة على التفكير الحر ، والابداعي .
1
الحياة حركة مستمرة . وهذه حقيقة ظاهرة وتقبل الاختبار والتعميم ، وبدون استثناء .
توجد حقيقة ملازمة أيضا ، وهي بديهية كما أعتقد ، لكل حركة اتجاه وسرعة .
اتجاه الحياة الثابت والتجريبي بالتزامن ، من الماضي إلى الحاضر .
هذه حدود المعرفة العلمية الحالية ؟!
لكن كيف يحدث ذلك ، وماذا يحصل ولماذا ، ...وغيرها كثير من الأسئلة المفتوحة .
لا يختلف عاقل مع القول : اتجاه الحياة من الماضي إلى الحاضر .
ومن البديهي تكملة الفكرة ، ومن الحاضر إلى المستقبل .
هل يمكن عكس الاتجاه : عودة الحياة من الحاضر إلى الماضي ؟
والسؤال الأكثر جموحا في الخيال ، عودة الحياة من المستقبل إلى الحاضر !
( فكرة السفر في الزمن ، أعتقد أنها غير منطقية )
2
سرعة حركة الحياة ، يمكن تحديدها في جانب واحد موضوعي ، وتجريبي معا : أنها تعاكس حركة الزمن بشكل ثابت .
عدا ذلك ، حركة الحياة معقدة ومركبة بطبيعتها ، حيث أنها تتحدد من مصدرين منفصلين تماما ، الأول موضوعي ويشمل الواقع بلا استثناء ، والثاني ذاتي _ وهو بدروه شديد التنوع والتعقيد .
بعبارة ثانية ، اتجاه حركة الحياة وسرعتها أيضا ، تتحدد بعلاقتها مع الزمن ومن خلاله .
3
بالعودة إلى مثال " حدث الولادة " :
لحظة الولادة مزدوجة تتضمن الحياة والزمن معا .
اتجاه الزمن ( عمر المولود _ ة ) يبدأ في الابتعاد إلى الماضي ...الأبعد ، فالأبعد .
وهذه حقيقة ظاهرة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط .
بينما الحياة تبقى في الحاضر ( أنت وأنا وجميع الأحياء نتواجد الآن في الحاضر ) .
نحن جميع الأحياء في الكون الآن بوضع التزامن الشامل .
الحياة تبقى في الحاضر ، والأحداث تبتعد في الماضي بسرعة ثابتة هي التي تقيسها الساعة .
ويمكن الاستنتاج المنطقي والمباشر ، أن حركة الحياة تحدث كلها في الحاضر فقط .
4
ما سبق يتضمن فجوات هائلة ، مجهولة تماما ، لكننا لا ننتبه لها عادة .
لنتخيل الآن ، الوضع نفسه أمام الأسئلة السابقة في حالتين :
1 _ قبل مئة سنة ...1919 كيف كان ليقرأ ويفهم الجد _ة ( شبيهنا _ ت ) ، واستجابته ؟!
2 _ بعد مئة سنة ...2119 كيف ليقرأ ويفهم الحفيد _ة ...شبيهنا _ ت أيضا !!
5
( أجمل الأيام كان غدا )
الشعر أهم مراجع النظرية الجديدة للزمن ( الرابعة ) ، وبعده الفلسفة ثم الفيزياء .
6
ما الذي يحرك الأحداث من الحاضر إلى الماضي ؟!
الحدث هو إحداثية ، بعد تحميلها على الزمن .
الاحداثية ثلاثة أرقام ، بينما الحدث ستة أبعاد بالحد الأدنى .
7
من المنطقي افتراض أن الزمن ينقل الحدث من الحاضر إلى الماضي ؟
....
....

مثال تطبيقي ومزدوج _ نظرية جديدة للزمن
فنون السخرية ، والتركيز والتأمل
1
ما هو التركيز ؟
نعرف نقيض التركيز ، التشتت الذهني المزمن ، أو تفكك الشخصية في الحالة القصوى .
لكن ، لا يكفي التعريف السلبي ، سوى كتقريب أولي ودغمائي بطبيعته .
التركيز بحسب فهمي الحالي ، حالة الانسجام بين الفكر والشعور ، حيث أنهما من طبيعتين مختلفتين ويتعذر دمجهما بشكل ثابت ، ودائم .
بعبارة ثانية ، حالة انشغال البال المزمن نقيض وضع التركيز ، وهي نتيجة فقدان الاهتمام .
الفضل يعود إلى أريك فروم في هذه الفكرة أيضا .
....
التركيز والاهتمام ، اعتقد أنها اكثر ملاءمة من " التركيز والتأمل " .
الاهتمام بداية ومدخل ، أو مرحلة أولى لا يمكن القفز فوقها .
التأمل نتيجة ومهارة فردية ومكتسبة بالضرورة .
شخصيا ، أمارس التركيز والتأمل منذ ربع قرن ...ولا أستطيع تمييز التأمل عن حالة الهدوء والاسترخاء بالتزامن مع التنفس الطبيعي بسهولة ويسر .
....
ربما يصح تعريف التركيز بأنه :
أن تستمع _ي ( أو تقرأ _ي ) عندما تستمع وتقرأ .
وأن تتكلم _ي عندما تتكلم _ين .
وأن تصمت _ي بالفعل عندما تصمت _ ين .
هذه خلاصة تجربتي المزدوجة ، الاجتماعية والثقافية ، مع التركيز والتأمل .
وأفضل العبارة الثلاثية " الاهتمام والتركيز والتأمل " .
الاهتمام عتبة الصحة العقلية .
....
ما دخل الوقت أو الزمن بذلك ؟!
بعد فهم الحاضر الجديد _ المتجدد بطبيعته ، تتكشف الصورة المباشرة ، أو الجانب المباشر من الواقع الموضوعي والمشترك .
2
كل استعلاء نرجسي .
الاستعلاء هو ممارسة الغرور بدون وعي .
....
لا شيء اسمه زيادة ثقة بالنفس .
بعبارة أوضح لا يستطيع الفرد ( أنت وأنا ) أن يتجاوز عقدة النقص بشكل كامل .
والسبب في ذلك هو الوضع الإنساني نفسه ، حالة الطفولة الطويلة مع العجز والنقص ، اللذان يتلازمان معها بالضرورة .
الغرور هو مقلوب عقدة النقص ، وليس نقيضها .
التواضع نقيض الغرور .
....
3
الثقة بالنفس فضيلة .
لا يمكن أن يتنمر فرد ( طفل _ة او رجل أو امرأة ) يثق بنفسه على آخر .
بعبارة ثانية ،
السلوك السلبي يكون مندمجا مع الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) وعبره .
بالمقابل ، السلوك الإيجابي ، يشترط تصحيح الموقف العقلي من الحاضر ( والتوافق مع الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) .
....
الوقت موضوعي ومجاني ومطلق ، هو الجانب المباشر والشخصي للزمن .
نحن نقوم بتحديده لغايات عملية ومباشرة ، ولا مشكلة في ذلك بالطبع .
لكن المشكلة في الفهم الخاطئ ، أو في نسيان ذلك .
" نسيان الوجود " عبارة هايدغر الشهيرة تغني عن الكلام الكثير .
....
أوضحت سابقا ، وفي نصوص عديدة أن كتابات الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر ( المشتبه بمعاداة السامية ) ، أحد مراجع هذا النص " النظرية الرابعة " ، وخصوصا هاجسه المزمن حول الوقت والحاضر وسؤاله الشهير " ما الذي تقيسه الساعة ! " .
....
لكن بصدق وموضوعية ، الشعر هو المصدر الأول للفكرة مع التنوير الروحي ، وبالدرجة الثانية الفلسفة والفيزياء بالتزامن .
4
غدا أجمل ؟!
هل تنطوي العبارة على تناقض منطقي وموضوعي ؟
إذا كانت النهاية هي الموت والفناء ، كيف تكون الأجمل !
مع صعوبة تلخيص موقفي الحالي ، كونه ينسجم بالفعل مع التنوير الروحي والفلسفة والعلم بالتزامن ، بالإضافة إلى احترام مختلف عقائد البشر ( وبدون تمييز أو تفضيل بينها ) .
سوف أحاول ، كنوع من التفكير بصوت عال :
بالتزامن مع التناقض الوجودي الموضوعي ، بين اتجاهي الزمن والحياة ، تنطوي حياة الفرد على تناقض أو جدلية عكسية ، وهي حقيقة ظاهرة وتقبل الاختبار والتعميم ...
حياة الفرد جدلية عكسية من لحظة الولادة حتى الموت ، حيث خط المأساة يتلازم مع خط الكوميديا عبر كل لحظة ويتعذر فصلهما بشكل تام وثابت ؟
_ خط المأساة يتوافق مع اتجاه الزمن ( من الحاضر إلى الماضي ) : الموت نهاية الفرد ، انحدار من الحياة ومستوى الطاقة الأعلى نحو التفكك الفناء والطاقة الأدنى .
_ خط الكوميديا يتوافق مع اتجاه الحياة ( من الماضي إلى الحاضر ) : حياة الفرد نمو متكامل ، من مستوى طاقة أدنى إلى مستوى أعلى ...هذا الفرد الآن ( المرأة أو الرجل ، كان _ت دودة ) ، وهي تنمو وتتطور إلى هذه الشخصية المثيرة للدهشة بالفعل .
....
....
التفكير من خارج الصندوق _ مثال تطبيقي " فن السخرية " ...
من لا يحب السخرية ؟
من يحب السخرية !
الكل يحب السخرية من الآخر ( الخصوم وحتى من الشركاء والأحباب أحيانا ) ، ولكن هل يوجد بيننا من يحب أن يكون هو نفسه ( أو أهله ) موضوع السخرية من آخر ، وخصم !
هذا السؤال جدير بالاهتمام ، وأيضا بمحاولة الإجابة الحقيقية ( بصدق وشجاعة وتواضع ) .
....
القاعدة والاستثناء في ممارسة السخرية أو درجة تقبلها ( أو رفضها ) :
1 _ الصغير يسخر من الصغير .
2 _ الصغير يسخر من الكبير أيضا .
3 _ الكبير يسخر من الكبير .
4 _ لا يسخر الكبير من الصغير ( لا أعرف خلال حياتي المزدوجة ، ثقافيا واجتماعيا ، مثالا واحدا على ذلك ) . وهذا رأي وموقف ، قد يتغير ، في حال خطأه أو وجود العكس .
....
الفرق بين الصغير _ة والكبير _ ة بكلمة " الاحترام " .
الصغير لا يعرف الاحترام ، كان يتعرض لسوء المعاملة المزمن ( والتنمر غالبا من أحد الأبوين _ هذه خبرة يؤكدها التحليل النفسي ) .
وفي الحالات الاستثنائية ، يظن ذلك التعامل سخرية وليس حقيقيا .
الكبر أو الانتقال إلى مرحلة الشخصية الناضجة ، يحتاج إلى شروط لازمة يتعذر تجاوزها .
....
السخرية فعل عدواني بطبيعته ، لكنه محول ومستتر ( مزيف ) بالبلاغة والمبالغة .
السخرية سلوك اجتماعي ، موروث ومشترك بين مختلف الثقافات .
الاحترام فعل ابداعي وحر ، ومهارة فردية ومكتسبة بالضرورة .
الاحترام عتبة الحب ، والسخرية دون الاحترام بطبيعتها .
غدا أجمل ؟!
الموقف الوجودي للإنسان : أمامه الحاضر الإيجابي وخلفه الحاضر السلبي .
كل لحظة يتسرب الزمن من الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) إلى الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ....بنفس السرعة والايقاع .
وامام الفرد احد خيارين ( أو محاولة جمعهما ) :
1 _ التوجه مع حركة الزمن نحو الأمس ، والنتيجة اليوم أسوأ من الأمس .
2 _ التوجه مع حركة الحياة نحو الغد ن والنتيجة اليوم أفضل من الأمس .
محاولة جمعهما وهم ، وحالة عصابية مزمنة .
الموقف الوجودي للإنسان مزدوج بدوره : ولادة _ موت .
هذا الاتجاه الحتمي ( الولادة في الماضي والموت في المستقبل ، حسب اتجاه الحياة ، بينما اتجاه الزمن بالعكس ) لحياة الفرد .
الطفولة والنضج والشيخوخة مراحل الحياة الموضوعية ، وهي خارج الوعي والإرادة .
يستطيع الفرد ( ...) تحقيق طفولة صحية ونشيطة ، ونضج متكامل ومثمر ، وشيخوخة حكيمة وراضية .
لكن الأسهل ، طفولة مجنونة ، ونضج ناقص مع خليط دائم من الحماقة ، وشيخوخة رزيلة بالفعل ( عجوز شمطاء أو عجوز خرف ) .
هذا رأي ، أقرب إلى الوعظ منه إلى المعرفة والحياة الحقيقية ...ربما .
....
ملحق
ترددت في محو هذه الحلقة .
يحدث هذا بعض المرات ، ويتكرر ، حيث مع القراءة التالية أشعر بالقلق وعدم الرضا ...
غالبا ما أفعها ( سلوك التجنب التقليدي ، أمحو الكتابة التي اشعر أنها ناقصة أو غير مترابطة أو ركيكة بشكل ما ) ، وأريح رأسي كما يقال .
لا أعرف لماذا صعب علي محو هذه ( الخلطة من الأفكار ) ، ...
" لا أعرف "
لطالما أحببت العبارة ، وحاولت تعلمها ، لكنني أفشل باستمرار
القراءة والكتابة وجهان لعملة واحدة ،
هل كنت سأتقبلها لو كنت في وضع القارئ !
....
ملحق ثانوي
" أصغر مشكلة يلزمها أحمقان "
" مشاعرك مسؤوليتك "
" النجاح مشترك والفشل مشترك أكثر "
" المشكلة أكبر عند الطرف الذي يعتقد أنه محق تماما ، والآخر ( خصم أو شريك ) مخطئ "
سواء أكان الطرف فردا أم جماعة أم دينا أم حزبا ...
العبارات السابقة هي خلاصات بحوث مزدوجة ، ثقافية واجتماعية ، وهي منشورة جميعا على الحوار المتمدن .
أتفهم الصعوبة في قراءتها بهدوء وروية ، والتفكير المحايد فيها ، وليست غايتي أن يتفق ( او يختلف ) معها القارئ _ة بالطبع .
هي نوع من التفكير بصوت عال .
أو طريقتي الشخصية وسعيي المستمر لجعل اليوم أفضل من الأمس .
....
واضيف إليها خلاصة جديدة ، ربما أكثر خشونة :
1 _ النرجسية مرحلة أولى موروثة ، ومشتركة ، ولا يخلو منها فرد .
2 _ الانتقال من المرحلة الأولية ( النرجسية ) إلى الثانوية ( الدوغمائية ) عسير وشاق ، وهو يجسد فائدة الحروب والصراعات الوحيدة .
3 _ الانتقال من الدوغمائية إلى المرحلة الأنانية ، وليس إلى الموضوعية مباشرة .
ذلك وهم واستحالة كما أعتقد .
المرحلة الأنانية ، تمثل المنجز الأساسي والجوهري للحداثة والعلم .
يخلط الكثيرون _ إلى اليوم _ دوما بين الأنانية والنرجسية ؟!
النرجسية مرض والأنانية اختيار .
4 _ الموضوعية حلم ، واتجاه ، ولا يمكن تحقيقها بشكل دائم وثابت
....
....

نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث الفصل 2

يمكن أن يكون الغد أفضل ، وأجمل
الأمر يعود لك وحدك .
....
لا أجد ضررا ، أو تنافيا مع الذوق والجمال ، في تكرار بعض العبارات وبصرف النظر عن كاتبها _ ت ... وأحيانا تتكرر في النص الواحد !
أيها الأعزاء عودوا ، لقد وصل الغد _ أنسي الحاج .
....
لنتذكر أن معنى الخوارزمية ( الأكثر تداولا اليوم ) يتمثل بالخطة الثلاثية لحل مشكلة :
1 _ الاختيار .
2 _ التسلسل .
3 _ التكرار .
ولنتذكر أيضا أن التكرار ، هو المشترك الوحيد ربما بين نيتشه وفرويد والمسيح .
....
طبيعة الزمن ، أو طبيعة المادة أو طبيعة الكون ، أو طبيعة المطلق ...عبارات متناقضة ذاتيا
ويتعذر تكملتها بشكل منطقي ، ومتسلسل .
أول من يدرك ذلك هم الشعراء .
عندما ينتهي الشعر ، يصاب العالم بالصمم والعمى والبكم .
ويصير الموت أرحم وأجمل منها .
ذلك ما فهمه الفلاسفة ، ويحاولون إلى اليوم شرح الفائدة من ذلك المسعى البروموثيثي ، الذي يدحرج الصخرة للأعلى بلا جدوى .
العلم الحالي ورث الفلسفة ويعترف بذلك ، لكنه ينكر فضل الشعر !
أنت وأنا لا يمكننا أن نوافق على هذا الفعل الخسيس .
لكننا ، أيضا لا ننكر فضل العلم ، حيث لأول مرة تصير الوسيلة بأهمية الغاية وبفضل العلم .
....
ما هو الزمن ؟
1 _ الزمن حركة ، هذه بديهية أو بحكم البديهية بين العقلاء .
2 _ الحركة طاقة ، هذا استنتاج منطقي ويمثل القانون الأساسي للعلوم الحديثة .
3 _ الطاقة علاقة بين قطبين ، من الجهد الأعلى إلى الأدنى .
4 _ الطاقة لا تفنى ولا تخلق من عدم ( هذا القانون الأول للترموديناميكا ) .
بكلمات أخرى الطاقة بلا بداية أو نهاية .
هنا يتوقف عقلي ( وعقلك كما أفترض ) عن العمل ، ويتوه تماما .
....
يوجد خلط مأساوي بين حالتين متناقضتين للعقل والشعور :
1 _ حالة فقدان الشعور ، وهي حالة مرضية وفي اتجاه الموت والفناء .
2 _ حالة تركيز الشعور ، وهي ذروة المهارة الفردية ، والمكتسبة بالضرورة .
هنا يجدر الانتباه الأقصى ، من يتألم يسعى لتوقيف الألم فورا _ بلا شرط أو استثناء .
وفي هذا المستوى لا وجود للقيم ، ولا للأخلاق ( الضرورات تبيح المحظورات ) .
" لا توجد قيم ولا أخلاق تحت خط الحاجة " وهذه أجمل ، أحبها أكثر .
هذا هو المستوى الأولي ، البدائي والمشترك ، الذي اشتغل عليه التحليل النفسي وفرويد أكثر من غيره .
كل فرد لديه وسيلتين أو طريقتين للعيش ، وهما متناقضتان تماما مع أنهما تتلازمان عادة :
1 _ طريق الإدمان ، أو الاجبار على التكرار ( او العود الأبدي ، ولا جديد تحت الشمس ) .
2 _ طريق الابداع ، والحرية والحب ، و( كل لحظة يتغير العالم ، وعدم السباحة في النهر مرتين ) .
حاول فرويد أن يمسك بالعصا من المنتصف ، ونجح بشكل مدهش .
حاول اينشتاين ، أن يمسك بالعصا من المنتصف ، ونجح أكثر من غيره .
كلنا ننسى أن بوذا والمسيح يمسكان بالعصا من المنتصف منذ مئات القرون !
....
يختلف الفلاسفة إلى اليوم حول أصل الانسان .
ويتجاهلون أصل الفرد ( مع أنه يتكرر مرارا كل لحظة ) !
وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ، بل يعتبرون بغالبيتهم المطلقة أن الصراع هو الأصل .
ويتجاهلون أن أصل الفرد علاقة حب ووئام ، أو متعة ولذة في الحد الأدنى .
هذه الفكرة الجديدة ل تزفتيان تودوروف .
الكتاب عنوانه " حياتنا المشتركة " كما أتذكر ، وأعتذر من المترجم _ ة ، مع الشكر .
....
أصغر مشكلة يلزمها أحمقان
....
ملحق وهامش
علاقة الآباء والأبناء بين التقليد والصراع والتكرار ؟!
يرد الأبناء التحية بأضعافها دوما ، ولو بعد حين ، سلبا أو إيجابا .
لحسن الحظ ، الاتجاه الإيجابي هو الغالب ، ولم يحدث أن تراجعت الحياة إلى مرحلة سابقة .
تطور الحياة أو قانون التطور ثابت ، وفي اتجاه واحد ، من مرحلة دنيا ( بسيطة وأولية ) إلى مرحلة عليا ( معقدة وثانوية ) ، على العكس من اتجاه حركة الزمن ، الثابت أيضا من جهد أعلى ( مستقبل ) إلى جهد أدنى ( ماض ) مرورا بالحاضر أو الجهد صفر ( صدفة وسبب ) .
بعبارة ثانية الجدلية العكسية بين الحياة والزمن تفسر ذلك بشكل منطقي ، وتجريبي بالتزامن .
في مرحلة الطفولة يشكل الأبوان والعائلة والجماعة ( أو من يمثلهما ) قدوة الطفل _ ة أو السقف ، بينما يمثل الغريب _ة والعالم العتبة .
ويحدث ذلك بالتزامن مع نمط العيش الطفولي ، ومعادلته الثابتة : أخذ _ عطاء .
بعد النضج يحدث تغير دراماتيكي ، حيث يتراجع دور الأهل والأقرباء والجماعة وأهميتهم إلى العتبة والحد الأدنى ، بينما يحتل دور الغريب _ة ( الشريك العاطفي خاصة ) والعالم السقف والغاية .
هذه الفكرة تحتاج إلى التوضيح ، والفضل يعود إلى أريك فروم أيضا :
يفسر فرويد حب الصبي لأمه والفتاة لأبيها بالدافع الجنسي ، واستمر بذلك الموقف طوال حياته ( اعتبار أن الحب دافع جنسي مكفوف ، وذلك يذكر بتفسير داروين للجمال بأنه نوع من الاغراء الجنسي وغايته خدمة التكاثر ) . لكن غير المفهوم ، هو العناد الطفولي عبر التشبث بفكرة غير منطقية بشكل صريح ، وقد تكرر الأمر مع غالبية الشخصيات الشهيرة العلمية أو الثقافية أيضا لا السياسية فقط !
يحل المشكلة أريك فروم ببراعة ، مع برهان قابل للفهم بالنسبة لمراهق _ة متوسط الذكاء .
الدافع الجنسي يبدل موضوعه بسهولة ، وهذه حقيقة مباشرة ويمكن ملاحظتها ، وهو قوة غريزية هائلة بدون شك . وعلى العكس من تفسير فرويد ، الدافع الجنسي هو القوة الرئيسية التي تدفع الفرد الإنساني ، في اتجاه حب آخر ( غريب في البداية ) أكثر من الأبوين والأخوة .
بعبارة ثانية ، الدافع الجنسي هو القوة الأساسية التي تدفع بالمراهق _ة خارج بيت العائلة ، ومعها دوافع مختلفة ، اقتصادية وغيرها .
....
يتمثل النضج الفردي بتجاوز الأبوين والجماعة الأم ، إلى العالم والآخر ( الغريب ) .
بالتزامن مع عكس نمط العيش ومعادلته القديمة إلى نقيضها : عطاء _ أخذ .
الفرد الذي ، يتقدم به العمر دون أن يغير محور الاتجاه والاهتمام _ بالتزامن مع رفع المعايير والقيم الطفولية إلى مستوى المعايير الموضوعية والقيم الإنسانية _ يخرب حياته كل يوم جديد ، وفق معادلة المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس .
بينما اتجاه الصحة والحب ؛ اليوم أفضل من الأمس .
....
المشكلة الموضوعية تتجسد عبر التناقض الفعلي بين جانبي الحاضر ، يتعذر جمعهما .
من المستحيل أن تكسب اليوم والغد . وهذه الفكرة ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع ، بدلالة مستويات المصلحة المتعددة ، من الأدنى إلى الأعلى 1 _ المصلحة المباشرة ( نرجسية وأنانية ) 2 _ المصلحة المتوسطة اجتماعية وثقافية ، تمثلها الخطط الخمسية للشركات والمؤسسات ، أيضا يوضحها الاختلاف بين الاستراتيجية والتكتيك 3 _ المصلحة الروحية ، وهي تمثل المنجز الحقيقي أو الأثر الذي يتركه الفرد بعد موته .
وهذه الفكرة مشتركة بين مختلف الاتجاهات الثقافية الحديثة ، في العلم والفلسفة والدين .
وربما يكون اتفاقها الوحيد الإيجابي والصحيح كما أعتقد ، ويقابل الاتفاق الشامل على الاتجاه الخاطئ للزمن من الماضي إلى المستقبل .
غدا يوم جديد
شكرا لثقتك
....
الفصل الثالث _ الباب الثالث

ليس خيارا يمكن تأجيله بل هو ضرورة ملحة ، نقل محور الاهتمام والتركيز ، من الماضي إلى المستقبل _ وعلى كافة المستويات الفردية والاجتماعية والدولية والثقافية خاصة .
تحويل محور الاهتمام الإنساني ، من الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) إلى الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، مع الانتباه أنهما وجهان لعملة واحدة يتعذر فصلهما ، والفرق بينهما في الاتجاه فقط : الحاضر الإيجابي وجود بالقوة + الفعل ، بينما الحاضر السلبي وجود بالفعل والأثر ، لكن ينقصه الوجود بالقوة أو البعد المستقبلي وهو منفصل تماما عن مجال التأثير وخارج إمكانية التحويل أو التغيير .
الحاضر الإيجابي هو المصدر الدائم والبداية المتجددة ( سبب + صدفة ) ، بينما الحاضر السلبي هو النتيجة والتكرار .
....
مثال تطبيقي ومباشر ( أنت وأنا ) ...
لندع خلافاتنا جانبا ، ولو بشكل مؤقت ، ولنحدد مجال اتفاقنا الحقيقي بوضوح .
حتى نهاية السنة الحالية 2019 ، ولنحاول تحقيق ذلك بالفعل .
ولتكن السنة الجديدة ( القادمة ) معنا أو من دوننا ، مخصصة لتحديد الاختلاف وكيفية التعامل المناسب معه _ حيث الطرفان يكسبان .
لكن بعد تحديد مجال الاتفاق وليس قبله ، ذلك خطأ قاتل .
....
مع بداية هذا القرن ، تغير العالم والوجود وانتهت معه العلاقات من نوع : رابح _ خاسر .
العلاقات الإنسانية الحالية والقادمة ( كما أعتقد واتوقع ) ، هي أحد اتجاهين فقط :
1 _ علاقة خسارة _خسارة ، حيث الاتجاه المحوري : اليوم أسوأ من الأمس .
والأفضل في هذه الحالة الانفصال ، أو البديل الثالث ، وأي بديل عن العنف أو يخففه .
2 _ علاقة ربح _ربح ، حيث الاتجاه المحوري : اليوم أفضل من الأمس .
....
ما تزال الأيدي تصلح للمصافحة .
....
الحاضر أهم من الماضي ، واليوم أهم من الأمس .
على الأقل يمكننا البداية ، من هذه الحقيقة الموضوعية والمتبادلة .
ما هي مشكلة الفرد ( أنت وأنا ) الأولى والمباشرة والمستمرة ؟!
غالبا تكون الرغبة القهرية بالجمع بين هناك وهنا .
وهذه الرغبة أولية ، ومشتركة ولاشعورية بطبيعتها ، لكن بسهولة يمكننا وعيها وفهمها .
الشعور هنا ، موضعي ومحدد بطبيعته . يتعذر نقل الشعور أو قذفه إلى هناك .
لكن وعلى نقيض ذلك ،
الفكر هناك ، وهو رمزي وغير محدد بطبيعته ، ويتعذر تركيزه وتثبيته في الآن هنا .
....
تلك هي فجوة الألم .
جسدك هنا وعقلك هناك .
غاية التركيز والتأمل حل هذه المشكلة بشكل لائق ، وحقيقي .
التركيز والتأمل ، قبل الصلاة والصوم ، مع أنهما يتشابهان أضعاف اختلافهما .
لندع المستوى الديني ( المغلق ) جانبا في المرحلة الأولى .
الصلاة عادة والصيام طقس .
من ينظر إليهما من الخارج يرى :
صعوبة الصيام وسهولة الصلاة .
لكن من تنظر إليهما من الداخل ترى العكس تماما ...
سهولة الصيام وصعوبة الصلاة .
يتعذر الدمج بين هنا وهناك ، هذا وهم نرجسي .
....
الشعور والفكر من طبيعتين مختلفتين تماما ؟!
الشعور ظاهرة بيولوجية وفيزيولوجية ، موروثة ، ومشتركة بين الأحياء .
الفكر ظاهرة ثقافية واجتماعية ، مكتسبة ، وتختلف بين فرد وآخر .
بالإضافة إلى ذلك ، حركة الفكر أفقية ، بين القرب والبعد ، اتجاهها إلى _ هناك دوما ... وتتوافق مع الحركة التزامنية للوقت والزمن . بينما حركة الشعور عمودية ، بين العمق والارتفاع ( أو القوة والضعف ) ، واتجاهها موضعي وداخلي هنا دوما ... وتتوافق مع الحركة التعاقبية للزمن والوقت .
غاية التركيز والتأمل ، تحقيق الانسجام بين الشعور والفكر ، وتجسير فجوة الألم .
الانفصال الوجودي بين الكلمات والأشياء ، أو بين الدال والمدلول مصدر فجوة الألم .
وتلك كانت إحدى القضايا المحورية في ثقافة القرن الماضي .
هذه الفكرة تحتاج إلى تفكير عميق وهادئ ، وتستحق اهتمامك ...
....
خلال نصف القرن الماضي ، الثاني وخاصة السبعينات ، كانت السلوكية أشهر مدارس العلاج النفسي والعقلي وما تزال أهميتها ( وسوف تبقى كما أعتقد ) .
تركز السلوكية على النتيجة .
النتيجة هي الأهم ، ويبالغ البعض بأنها وحدها المهمة أو التي تستحق الاهتمام .
لا ينكر أهمية النتيجة عاقل _ ة .
وذلك منجز السلوكية الرئيسي ، نقل محور الاهتمام من الماضي إلى المستقبل .
....
المدهش في الفكرة الجديدة ( أي فكرة جديدة صحيحة ) ، أنها تتضمن كل ما سبقها ، والعكس غير صحيح بالقطع .
النظرية الجديدة للزمن ( أو النظرية الرابعة ) ، تطبيق مباشر على الفكرة ، وهي تتضمن النظريات الثلاث السابقة والعكس غير صحيح .
1 _ النظرية التقليدية : اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر ، وهي تحتاج إلى عكس الاتجاه ، مع إضافة الحركتين التعاقبية والتزامنية لتتوضح الفكرة .
من خلال الانتباه والتركيز ، يمكن ادراك الخطأ في الاتجاه ، حيث أن اتجاه سهم الزمن : من الحاضر إلى الماضي دوما ، وبشكل ثابت وغير قابل للعكس .
لو كان الاتجاه من الماضي إلى الحاضر ، لكان عيد الميلاد الشخصي في الأمام .
أتفهم المغالطة في هذه الفكرة ، وسببها الخلط بين اتجاه الحياة واتجاه الزمن ( متعاكسان ) .
وهذه الفكرة ( اتجاه حركة الزمن ) ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع في الفصول السابقة .
2 _ موقف التنوير الروحي ، أو الحاضر الدائم والوحيد ، يتعذر قبوله منطقيا . نحن جميعا اختبرنا الماضي غير الموجود ( والمفقود دائما ) ، ونعرف أن المستقبل قادم معنا أو دوننا .
3 _ النظرية الحديثة ، اينشتاين وهوكينغ وغيرهما كثر ، ليس لحركة الزمن اتجاه واحد .
لو كان ذلك صحيحا ، فهو يلغي التزامن الذي نختبره كل يوم وكل لحظة .
4 _ النظرية الرابعة تتضمنها جميعا ، وهي نتيجتها المنطقية .
....
....
القسم الثاني ( الأبواب 4 و 5 و 6 )

النظرية الرابعة للزمن _ الباب 4

مقدمة الباب الرابع
هل سيبقى الحاضر لغزا إلى الأبد !
هل سيبقى الموقف العلمي من الزمن والوقت والحاضر خصوصا على غموضه ، وتشوشه ، وتناقضاته التي تثير الشفقة قبل الاستنكار ؟
هذا ما لا أريده ولن أقبل به ، وسوف أفعل كل ما بوسعي لتحريك المياه الراكدة ...
أعتقد أن هذا الكتاب يجسد خطوة حقيقية في اتجاه معرفة الحاضر _ بالتزامن مع تحديد اتجاه الزمن والوقت بشكل يقارب الموضوعي والتجريبي _ أما تحقيق ذلك بالفعل ... تلك هي غاية لن تدرك خلال حياتنا ...أنت وأنا للأسف .
لكن لجهة تحقيق المعرفة المنطقية للحاضر ؟!
بين رغبتي وتوقعي ومقدرتي فجوات ...
رغبتي أن يصلح هذا الكتاب كمقدمة ( متواضعة بالطبع ) لعلم الزمن .
وتوقعي أن يبقى بدون اهتمام علمي وثقافي ، حتى النصف الثاني لهذا القرن ، حيث أعتقد أن ثورة معرفية محورها الحاضر والوقت والزمن ، ستنشأ قبل مئويتي الأولى 2060 .
....
ذكرت مراجع ثلاثة للكتاب أكثر من مرة ، وذكرت في نصوص غير موجودة في الكتاب لكنها منشورة على الحوار المتمدن ، أن الفضل في فهمي للزمن ( حركته واتجاهه ) يعود إلى مصادر عديدة ومتنوعة ، لكن أهمها على الاطلاق موقف النقاد العرب القدامى _ كالجرجاني ووابن سينا وقدامة بن جعفر وسيبويه والمعري أيضا ، وغيرهم بالطبع _ والفضل المباشر في ذلك للصديق جميل حلبي ، وبالتحديد فكرة الحركة المزدوجة للزمن التعاقبية والتزامنية معا ودفعة واحدة .
أتفهم الصعوبة في فهم الفكرة ، عداك عن تقبلها !
....
بعض الوسائل تساعد على فهم الفكرة " حركة الزمن واتجاهه " ، وخاصة الحركة التعاقبية ،
1 _ من الغد 2 _ إلى اليوم 3 _ إلى الأمس .
ثم الحركة التزامنية من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 إلى الحاضر 3 ....إلى ما لا نهاية .
الحركتان تشبهان التفكير بنوعيه : التفكير العمودي وهو يتوافق مع الحركة التعاقبية ، والتفكير الأفقي وهو يتوافق مع الحركة التزامنية .
وما أزال أجد صعوبة كبرى في كيفية فهم ذلك ، ومنذ عشرات القرون !
تطبيقات الفكرة ربما تقربها إلى الفهم أكثر : الكلام بنوعيه الشعر والنثر ، أو السرد وكيفية احتوائه للمعنى وللبلاغة بالتزامن .
الشرح والبرهان محور النثر ، بينما التشبيه والايحاء محور الشعر .
" كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة "
وقبلها " إن الكلمات الكثيرة لا تقول شيئا "
والأجمل " الفرح فضيلة "
أيضا " ما أسهل الهروب لولا الأبواب المفتوحة "
في العبارات السابقة ، حدث دمج سحري ويتعذر شرحه ، بين حركتي الزمن التعاقبية والتزامنية ، وذلك ما أدركه النقاد العرب القدامى ...بطريقة تقارب المعجزة .
....
تتوضح الفكرة أيضا ، بعد فهم الجدلية العكسية بين حركتي الزمن والحياة .
المستقبل يقترب بشكل كامل ومطلق ، والماضي يبتعد بنفس السرعة والاتجاه أيضا .
لكن يتعذر فهم ذلك ، بدون الخروج من الصندوق ( الالفة والعادة ) والنظر من هناك .
....
الحاضر الإيجابي يقترب ، والحاضر السلبي يبتعد ...
الحياة والوعي ...وأنت وأنا الثالث المرفوع بالفعل
....
....

نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني

هامش القسم الأول ، مع الباب الرابع وفصوله 1 و 2 و 3

1 _ الزمن حركة ، والحركة شكل أو نوع خاص من الطاقة .
( الطاقة ، أو فرق الجهد بين القطبين ، تتضمن الحركة وتسبقها بالتقدير المنطقي والتجريبي )
2 _ لكل حركة سرعة واتجاه .
( هذه بديهية ، ولا أعرف كيف يمكن برهان ذلك ) .
3 _ حركة الزمن تختلف عن بقية الحركات المعروفة ، فهي مزدوجة تعاقبية وتزامنية معا .
_ الحركة التعاقبية تقيسها الساعة .
_ الحركة التزامنية تتحدد بسرعة الضوء وتتجاوزها غالبا ، أيضا توضحها عملية التواقت أو التوقيت المتعدد على مستوى الكرة الأرضية والعالم .
اتجاه حركة الزمن ثابتة ، ومستمرة من الحاضر إلى الماضي .
ويمكن الاستنتاج بشكل منطقي ، ان المستقبل مصدرها وبدايتها ، وليس وجهتها وغايتها .
لكن اتجاه حركة الحياة وتطورها بالعكس ، من الماضي إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى المستقبل . بالنسبة لحركة الحياة فهي ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم .
( حتى اليوم لا توجد تجربة واحدة في اتجاه العكس : أن تنكص الحياة وتعود من الحاضر إلى الماضي ، وبالطبع عودة المستقبل إلى الحاضر أكثر تناقضا مع المنطق والعلم ) .
وأما سرعة حركة الحياة فهي المشكلة !
ومع ذلك ، وبالملاحظة المباشرة يمكن التأكد أن الحياة في اتجاه واحد 1 _ من الماضي إلى 2 _ المستقبل 3 _ مرورا بالحاضر .
لكن هذه العبارة المكثفة تتضمن فجوات هائلة من المجاهيل ، والتي تستحق اهتمام العلم ، وحسبي أنني أعمل ما بوسعي لفتح الطريق المجهول حتى الآن !؟
....
ملحق 1
الخوارزمية الحديثة
بعد الانتقال من ثنائية أولى 1 إلى ثانية 2 ،...بالتسلسل 3 ، 4 ...
1 _ العلم _ الجهل 2 الوضوح _ الغموض 3 الشفافية _ الضبابية 4 الصدق _ الكذب ...
يتكشف المشهد نفسه المعتاد ، والمألوف إلى حد التكرار ، عن تفاصيل جديدة أولا ( غير المفكر فيه ) ، وعن حدود منفرة ( المسكوت عنه ) ، وعن اختلافات مزعجة ( غير المرغوب فيه ) ، وعن تناقضات أخلاقية ( شر لابد منه ) ، وعن الصدمة وتعذر الاحترام المتبادل ، الموضوعي والذاتي بالتزامن ( الممنوع ) في الدول الحديثة والمحرم في الدول الفاشلة .
هل الانتقال هو من نوع الاستمرارية ، أم من نوع القفز في المجهول ؟
ما هو الأنسب ؟!
هل الجديد أم المتجدد ؟
هل الشكل أم المضمون ؟
مثال تطبيقي ومبتذل :
الأخوة الأعداء ، أو الحروب الأهلية ...
عندما نقول ( أو نسمع ) عن فلان عبارة : ( س ) طمع على أهله ( أو طمعت ) ، بشكل غريزي وبدون تفكير بالطبع ندين.. ونطلق أسوأ النعوت وأقسى الأحكام ، الأخلاقية وغيرها .
لكن عندما تستبدل العبارة نفسها ب : فلان يحب أولاده أكثر من كل العالم ، ردة الفعل تكون على النقيض تماما ( وعلى المستويين الفردي والاجتماعي ، أيضا السياسي والديني ) ....
لماذا يحدث ذلك مع كل إنسان !
إذا اعتقدت أنك خارج التناقض المذكور فعليك السلام ومنك السلام
وأنصحك بترك الدنيا لأهلها ، وعد لملكوتك فأنت نبي _ة أو مجنون _ة هذا رأي .
....
لسوء الحظ ما تزال المشكلة الوجودية بلا حل .
وجميع ما يمكن أن يقال حولها ، تعميمات ذاتية فقط لا أكثر . لكن بصبغات أيدييولوجية متعددة دينية أو سياسية أو ثقافية وغيرها .
وهي دوغمائية بلا استثناء ، لا تتعدى حدي الغفلة أو الخداع .
أعتقد أن الحل الموضوعي لتلك المعضلة ، يوضحه الحاضر المزدوج .
الحاضر السلبي = الحاضر الإيجابي وهما متكافئان وبدون أية إمكانية لتفضيل أحدها :
1 _ اختيار الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، هو تسمية البخل أو الشح الكريهة .
2 _ اختيار الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ، هو تسمية الشره والجشع الكريهة أيضا .
....
هل البديل الثالث ممكن بالفعل ؟
محور هذا الكتاب وغايته واتجاهه ، ....محاولة الإجابة بأكبر قدر من الشفافية والانتباه .
أعتقد أن الحاضر يمثل الثالث المرفوع الحقيقي بين الماضي والمستقبل .
وحقيقة استمرارية الحاضر تثبت ذلك وتفسره بالتزامن .
كيف يستمر الحاضر ؟
أعتقد _ وبدرجة تقارب اليقين _ أنه وبعد فهم طبيعة الحاضر وأبعاده ومكوناته ، بالتزامن مع تصحيح الموقف العقلي من اتجاه حركة الزمن ، الذي يعاكس اتجاه تطور الحياة ، يتكشف المشهد بوضوح مدهش وآسر .
....
ما حدث معي يفوق الوصف بالفعل ؟!
لقد كذبت الكذبة وصدقتها تماما .
وبل وأؤمن بها .
....
ملحق 2
خوارزمية ما بعد الحداثة

التأمل والتركيز عبارة ناقصة .
وقد تكون خطأ في الترجمة ، تحول إلى حقيقة بقوة العادة والتكرار .
الاهتمام في البداية كل شيء .
لا أحد يمكنه التركيز أو التأمل في شيء أو موضوع أو علاقة ، لا تهمه .
لا أحد .
كلنا نعرف التركيز السلبي ، أو الفكرة الثابتة وخاصة خلال الفقد أو الخوف .
التأمل نتيجة ، واتجاه الوعي إلى مرحلة أعلى قادمة ، وجديدة بطبيعتها .
التركيز عتبة التأمل ، والاهتمام عتبة التركيز ومفتاحه .
الراحة بعد التعب والتركيز بعد الاهتمام ، والتأمل بعد التركيز ، بالتزامن مع المعرفة .
....
لو توجهت إلى أي سوري _ة بهذا السؤال البسيط :
هل السوريون يكذبون عادة ، أم يصدقون أكثر ؟
وبتوضيح أكثر ، كيف تصف _ين السوريين _ ات بكلمة واحدة :
صادق _ة أم كاذب _ة ؟؟
ستكون الإجابة وبنسبة تفوق التسعين بالمئة كاذب _ة طبعا .
ولكن ، لو أردفت بسؤال ثان وتكملة مباشرة للأول : وأنت ؟
أقل من واحد بالعشرة سيفكر بالجواب ، حتى مجرد تفكير ...
الأغلبية المطلقة سوف يحاولون تدميرك مباشرة .
( كل عائلة يستطيع أحد أفرادها أن يوجه السؤال ، بشكل متبادل وطبيعي ويتلقاه طبعا أو تتلقاه هي أسرة نموذجية وجديرة بالاحترام ، وأعتقد أن نسبتها من عدد بيوتنا أقل من 1 من ألف ).
....
الحاضر صورة مصغرة عن الوقت ، بدوره الوقت صورة مصغرة عن الزمن .
يمكن تشبيه العلاقة الثلاثية بينها بالبحيرة والبحر والمحيط .
....
يكره السوريون _ ات حقوق الانسان عن جهل وبنسبة تفوق 99 ، 99 بالمئة .
( أعداؤها الحقيقيين : الجهل والماضوية والاستبداد والتعصب )
غالبية السوريين _ ات في أحد المواقع ( الحفر العقلية والنفسية ) الثلاثة 1 موقف الانكار 2 موقع وموقف الضحية 3 موقف الحاجة ( القهرية ) إلى عدو ...
هذه خبرتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا ، آمل وأرجو أن أكون مخطئا في توقعاتي جميعها .
بالطبع السوريين _ ات ومن بحكمهن _ م .
....
....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 1

1
العيش والحياة بمجملها تحدث في الحاضر المستمر فقط ، لماذا وكيف ؟!
سؤال الحاضر ، يجسد مشكلة الوجود الإنساني منذ بداية التاريخ المعروف .
ومع تعدد الأجوبة وتنوعها الشكلي _ اللانهائي ظاهريا ، لكنها محدودة في حقيقتها ويمكن تكثيفها عبر جوابين فقط :
1 _ الجواب الغيبي ( المتعالي ) ، وتمثله الأديان التقليدية عبر طقوسها المشتركة ، والمتشابهة في خطوطها العريضة إلى درجة كبيرة جدا ، كالصلاة والصيام ، حيث يتوجب على الفرد الخضوع للتقاليد الموروثة وتكرارها جيلا بعد آخر وتحت طائلة النبذ والنفي .
2 _ الجواب المقابل ( الإنساني ) ، الذي تمثله الفلسفة والعلم الحديث خصوصا ، حيث الخلاص والمسؤولية عن الشقاء والسعادة على الفرد والمجتمع بالتزامن .
لكن السؤال الذي يتجنبه الغالبية إلى اليوم : ما هو الحاضر ؟
لأهمية موقف نيوتن واينشتاين من الحاضر ، أذكر وباختصار شديد بكلا الموقفين .
حيث تركيز نيوتن على الحركة التعاقبية للزمن عبر تجاهله للحركة التزامنية ، دفعه لاعتبار الحاضر مدة لا متناهية في الصغر ، ويمكن إهماله . على خلاف موقف اينشتاين ، حيث يركز بالمقابل على الحركة التزامنية ( بشكل ضمني فقط ) للوقت أو الزمن ، ويعتبر أن الحاضر له وجود موضوعي يتحدد بالمسافة بين الملاحظ والحدث ( أو بين الذات والموضوع بحسب مصطلحات الفلسفة الكلاسيكية ) ، ويتعذر اهماله .
أعتقد ، وقد ناقشت ذلك بتفصيل أكبر في الفصول السابقة ، أن الفهم الصحيح للحاضر ، يتضمن كلا الموقفين السابقين كنوع من البديل الثالث ...وهو ما أحاول التوصل إليه .
2
الحاضر مزدوج في الحد الأدنى ، جدلية عكسية بين الزمن والحياة .
كما أنه ثلاثي البعد ، لجهة مكوناته الأساسية 1 _ زمن أو وقت 2 _ حياة أو وعي 3 _ مكان أو مادة أو طبيعة .
بالإضافة إلى ذلك ، الحاضر ثنائي أيضا ، سلبي وايجابي بالتزامن .
3
الحاضر السلبي ، ويمثل المهم في حياة الانسان الفرد أو الجماعة ، بينما الحاضر الإيجابي وهو الأهم ، كما أنه بطبيعته جديد _ متجدد باستمرار .
الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) هو الحاضر الإيجابي ، لكن في المرحلة الثانية ، بعد تحوله إلى ماض مكتمل بالتزامن مع فقدانه للبعد المستقبلي .
هذا هو الجانب الزمني من الحاضر ، أما الجانب الحي والواعي للحاضر فهو على النقيض : حيث اتجاه الحياة عكس اتجاه الزمن .
كما يوجد فارق نوعي آخر بين بين الحياة والزمن ، ويتوضح في الحركة : حيث حركة الزمن مزدوجة تعاقبية وتزامنية معا ، بينما حركة الحياة تعاقبية فقط ( أو هذا ما نعرفه منها حتى اليوم ) . وبعد فهم هذه الظاهرة التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، يتضح الحاضر الموضوعي ، أو الجانب المباشر من الواقع .
4
أتفهم ( وسأحاول أن أتفهم ) المقاومة التي تلاقيها هذه الأفكار الجديدة ، والصادمة ؟!
لكن المستقبل وحده سوف يقرر الصواب والاتجاه ، ومن يعش سيعرف الحقيقة وحكم الزمن .
وأنا بصورة عامة ، أتوجه إلى قارئ _ة المستقبل ، وافترض أن السنوات العشر القادمة ، سوف تشهد قراءة موضوعية ومنصفة لهذه الأفكار " النظرية الرابعة للزمن " .
5
الجدلية الثابتة بين حركة واتجاه الزمن والحياة ، تتضمن الكثير من الأجوبة الجديدة ، وأكثر مما يمكن يخطر على البال الآن . ومن غير المفهوم ، عدم الاهتمام العلمي والثقافي بها !
أعتقد أنه ، وبعد فهمها ، يمكن أن يتكشف جانب من الواقع الموضوعي ( المباشر ) ، وخاصة العلاقة المعقدة بين حركتي الزمن التعاقبية والتزامنية ، اللتان يتعذر تخيلهما بسبب الشرط الإنساني نفسه . الانسان داخل الزمن ، واستعارة السمك تقرب الفكرة قليلا ، إذا أن السمك وحده لا يمكنه أن يدرك وجود الماء ( أعتقد أنها تشبه علاقة الانسان والزمن ) .
يشبه الأمر أيضا ، تعذر تصور اللغة والكلام من خارجهما ، وهذه فكرة هايدغر " اللغة مسكن الوجود " ، ولهايدغر الفضل في السؤال الشهير : ما الذي تقيسه الساعة ؟
...
هكذا كنت سابقا أفهم الحاضر ( أو الجانب المباشر من الوقت ) .
اليوم وبفضل هذه الكتابة والحوار _الغني _ مع الصديقات والأصدقاء ( عبر العلاقة التبادلية : القراءة _ الكتابة ) الذي يتخللها ، تتكشف الصورة بشكل تدرجي حيث الحاضر ثلاثي البعد بالحد الأدنى :
1 _ الزمن ( الوقت ) .
2 _ الحياة ( الوعي ) .
3 _ المكان ( المادة ) .
بالنسبة للمكان أو المادة الطبيعية والأولية للكون ، هي موضوع العلوم الحديثة المتنوعة ، وهو مجال تخصصي بدرجة عالية ولا يدخله الهواة .
أما بالنسبة إلى الزمن والحياة فالحاضر مزدوج ، بشكل تبادلي ( مصدر الحياة الماضي واتجاهها إلى المستقبل ، على النقيض تماما من الزمن ) .
بعبارة ثانية ، الحاضر مزدوج ، ويمكن النظر إليه أو تخيله بشكل تبادلي وعكسي دوما ، حيث حاضر الحياة يتحول إلى المستقبل بشكل مستمر _ على العكس تماما من حاضر الزمن الذي يتحول إلى الماضي بشكل مستمر أيضا ولكن في الاتجاه المعاكس .
استمرارية الحاضر ، عملية ظاهرة وهي تصلح كبرهان على أن سرعة الحياة هي نفسها سرعة الزمن التعاقبية ، لكن بشكل عكسي .
وأما السرعة التزامنية للزمن أو الوقت ، لا أتصور أن بالإمكان قياسها أو تحديدها بالوسائل المتاحة في عالم اليوم ، ربما غدا وفي المستقبل المنظور ؟!
...
أتفهم المشقة بقراءة هذه الأفكار وتقبلها أكثر .
وأتمنى من القارئ _ ة القيام بالمثل ، تفهم الصعوبة في صياغة هذه الأفكار والتعبير عنها بشكل واضح وسلس ( ومشوق أيضا ! ) ، هذا يفوق طاقتي حاليا .
....
الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) هو المصدر والبداية ويمكن تغييره دوما ، وبدرجة عالية نسبيا من السهولة ، بينما الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) نتيجة واثر فقط ، وهو خارج مجال التأثير ومحاولة تغييره وهم ، أو انحراف نحو الخداع أو الغفلة .
....
المشكلة والحل ثنائية بالتبادل ...
المشكلة أحد نوعين : إما حلها عندك ومسؤوليتك المباشرة ، أو حلها ليس عندك وعليك اهمالها وصرف النظر عنها .
والحل بدوره أحد اتجاهين ، إما أن يكون على حساب المستقبل ( نموذجه الاقتراض بفوائد مرتفعة ) وهو غير صحيح بالعموم وخاسر في المستقبل ، وينبغي أن يقتصر على حالة الصدمة الكبرى والكوارث ، أو الحل الصحيح والمناسب من رصيد الماضي ، لكن المشكلة أنه غير مباشر ويتطلب الجهد والاهتمام بصورة مستمرة .
بعبارة ثانية ،
الحاضر السلبي هو المهم ، والحاضر الإيجابي هو الأهم باستمرار .
....
....
ملحق

مثال تطبيقي ، العلاقة المزدوجة بين المال والوقت ، وبين المال والجنس لاحقا ؟!
للتذكر فقط ، أحد اكتشافات التحليل النفسي الباكرة " المال رمز قضيبي " .
....
هل الوقت مال أم العكس هو الصحيح ؟!
بمكن اعتبار المال لغة عالمية ومشتركة بين البشر بدون استثناء ، وهي تعكس الواقع الإنساني ( الموضوعي ) بأوضح وأدق من أية وسيلة أو طريقة أخرى مثل الدين أو الكلام أو الجنس أو الأخلاق وغيرها . والملفت أن من يفهم ذلك أكثر من سواهم الأطفال والعباقرة .
أيضا يمكن اعتبار المال كبديل ثالث ، وحقيقي لجدلية الوسيلة والغاية ، فالمال بالفعل هو أبعد من الغاية ومن الوسيلة معا ، ويتضمنهما عبر مختلف العلاقات الإنسانية .
وذلك ما فهمه ماركس وأنجلز أكثر من أي شخص آخر .
المال وقت صحيح ، بالإضافة إلى أنه يتضمن العديد من العناصر الأخرى ، لعل من أهمها المعرفة والسلطة والجهد ...وكل شيء تقريبا .
لكن هل يصح اعتبار الوقت مالا !؟
في الحالة الخاصة نعم ، وبدون شك .
لكن في الحالة العامة والمشتركة الوقت حفرة ، مليئة بكل ما هو موجود في الحياة ولكن .
....
وأما علاقة المال والجنس ، فهي معروفة أكثر من اسمائنا .
وعلاقة الجنس والوقت أعتقد أنها تستحق كتابا لوحدها ، مع ذلك سوف كنوع من التفكير الأولي والجديد بالنسبة لي .
تغيرت علاقتي مع الجنس وفهمي له ، أكثر من أي شيء آخر .
فهمي للوقت بدوره يشبه حديقة قرود .
....
الجنس والزواج والحب ، علاقة جديرة بالاهتمام والتفكير الهادئ والعميق ..لك ولي .
....
غيمة على الأرض ....أنت وأنا
يا صديقتي أيضا .
....
....

نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الرابع ف 2


مثال تطبيقي _ على أهمية فهم الاتجاه الصحيح لحركة الزمن
عتبة الألم بدلالة الوقت والحاضر بصورة خاصة

أنصح بقراءة هذا النص خاصة ، كنوع من التفكير بصوت عال ...هو كذلك بالفعل .
1
عتبة الألم حلقة مشتركة بين الحاضر والوقت _ زمن الانسان

بداية يلزم التفريق بين فجوة الألم وعتبة الألم ، المصطلحان الشهيران في الثقافة والمجتمع .
فجوة الألم مصدرها الاختلاف النوعي بين الشعور والفكر .
أنت هنا بجسدك وأحاسيسك المباشرة وموقعك الفيزيائي ، لكن عقلك وذاكرتك وتخيلاتك هناك في الماضي أو في المستقبل . ناقشت فجوة الألم بشكل تفصيلي وموسع في نصوص منشورة على الحوار المتمدن ، وفي الفصول السابقة عرضت خلاصة كافية عن ذلك .
عتبة الألم مصدرها الطبيعة المزدوجة للحاضر .
الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) يمثل الوجود الشامل للزمن ( الوجود بالقوة ، مع الوجود بالفعل كل لحظة جديدة _ ومتجددة أيضا ) .
الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) مع انه يساوي الحاضر الإيجابي بالقوة المطلقة ، لكنه يتخلف عنه بدرجة الأهمية بسبب فقدانه للبعد المستقبلي ، وانزياحه المستمر للماضي ، من خلال ابتعاده في كل لحظة إلى الماضي السحيق أبعد فأبعد .
....
لكن من الجهة المقابلة يبدو العكس تماما ، حيث الحاضر السلبي يتغير شكله ومضمونه إلى ( ماض _ حاضر ) وهو يمثل الوجود الشامل للحياة ، ويقابله الحاضر الإيجابي لجهة الزمن ، والذي يتغير شكله ومضمونه أيضا إلى ( حاضر _ مستقبل ) .
هذه الفكرة جديدة ، وهي مثل أي فكرة جديدة تحتاج إلى إعادة صياغة وتفكير ، ... ومن قبل القارئ _ة والكاتب _ ة بالتزامن أيضا .
وسوف أقوم بالدور المزدوج القارئ _ الكاتب والمتبادل ، بشكل دوري ومستمر .
....
الوقت أو الزمن الإنساني ، عبارة عن ثلاث وحدات مختلفة بشكل واضح ، مع أنها تشكل استمرارية وليس من السهل التمييز بينها . وقد أوضحت تعذر تحديد الحاضر بشكل موضوعي ودقيق في الفصول السابقة ، ومع سهولة التمييز الواضح بين الماضي والمستقبل :
الماضي خلفنا بطبيعته ، بينما المستقبل أمامنا بطبيعته المعاكسة ، وبينهما نحن والحاضر ، ومع ذلك يتعذر تحديد الحاضر على وجه الخصوص .
لكن ولحسن الحظ ، التقسيم الثلاثي المعروف : 1 الغد 2 اليوم 3 الأمس ، يكفي لتوضيح عتبة الألم كفكرة ، وكخبرة إنسانية ومشتركة أيضا .
....
بعد فهم اتجاه الوحدات الزمنية الثلاثة : 1 _ المستقبل يقترب ، 2 _ الماضي يبتعد وبينهما الحاضر المزدوج ، نصفه أمامنا الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) يأتي من المستقبل وهو يتوافق معه بالاتجاه ، ونصفه الثاني خلفنا الحاضر السلبي ( حاضر _ ماضي ) وهو يتحول إلى الماضي كل لحظة ويتوافق معه بالاتجاه طبعا ....بعد فهم الاتجاه العام والموضوعي لحركة الزمن ، وضمنه الوقت أيضا ، يتضح المصدر الموضوعي للقلق أو انشغال البال المزمن والمعروف من أيام بوذا .
يتعذر الجمع بين اتجاهي الحاضر ، هما متناقضان بطبيعتهما .
وعلى كل انسان الاختيار العسير والشاق بالفعل ؟!
توجد ثلاثة اتجاهات فقط :
1 _ اتجاه المرض العقلي ومعاكسة تطور الحياة ، وتغيرها الدائم والمستمر ( وبصرف النظر عن نوع الايمان الفردي عقلاني أو غ عقلاني ، غيبي أم مادي ...) ، وهو يتوافق مع الاتجاه ضد الحياة بالتوافق مع الزمن ( الاتجاه الماضوي أو السلفي ) .
2 _ اتجاه الصحة العقلية ومعاكسة الزمن ، وهو يقتضي من الفرد تقبل الخسارة المباشرة والمؤقتة . وتوجد تعبيرات عديدة ومتنوعة عن هذه الخبرة النوعية أو موقف الحكمة والنضج ، التضحية بالجيد لأجل الأفضل ، أو تفضيل الغد على اليوم والأمثلة التطبيقية على ذلك لا تحصى وهي مشتركة في جميع الثقافات والمجتمعات المعروفة ، ونموذجها حياة الطالب _ة بمستوياتها الثلاثة :
1 _ المستوى المتوسط ، وهو يحاول كسب الحاضر والقادم ، وبالنتيجة لا ينجح تماما ولا يفشل بوضوح أيضا ( ونحن بغالبيتنا نتخذ هذا الموقف ) .
2 _ الموقف تحت الوسط ، التضحية بالغد والمستقبل لأجل اللحظة ، ونموذجه المقامرة والمخدرات وغيرها من أساليب وطرق الربح السريع ...ونتيجته واحدة ومؤكدة .
3 _ الموقف فوق الوسط ، ومحوره الالتزام والانضباط العقلاني والمدروس ، ولحسن الحظ لا توجد عائلة تخلو من فرد بهذه الصفات حتى في سوريا وجوارها .
....
....
2
عتبة الألم بدلالة العمر الفردي ( طفولة _ كهولة ) ...
غالبية الأطفال وبنسبة ساحقة ، يولدون بصحة جيدة وعلى درجة مرتفعة من المرونة والمقدرة على التكيف مع الظروف المختلفة ، مع درجة مقاومة للألم أو مقدرة على تحمله أضعاف الفرد البالغ . لكن وفي سن مبكرة تبدأ رحلة الخسارة لتلك الإمكانيات الطبيعية بدءا من الأسرة مرورا بالمدرسة والشارع والمجتمع ، وبقية المؤسسات الاجتماعية _ الثقافية ، والتي تستهلك رصيد الفرد من المناعة والصحة النفسية بدل تغذيتها . أغلبية البالغين لا يحتملون الضغط والتوتر النفسي الذي يحتمله معظم الأطفال دون العاشرة بسهولة ( لنتذكر طفولتنا غ السعيدة ).
....
لماذا يحدث ذلك وكيف ؟!
بالملاحظة المباشرة ، وخاصة المثال الشهير طفل _ة خلال تعلم المشي ...
لا يمنعه شيء عن تعلم المشي والركض واللعب سوى المرض أو الإصابة المبرحة أو رقابة وقوانين الكبار خاصة ، وهنا جوهر المشكلة .
المجتمع أو المستوى الاجتماعي عدمي غالبا ، يتوازن بشكل ثابت ومتكرر حول الصفر ، في القيم والأخلاق والعادات الاجتماعية المتنوعة . ولا يسمح بتجاوزها ، سوى بطرق ملتوية وسرية ، وذلك نوع من الحكم المسبق على الفرد ، لكي يبقى بالمستوى المتوسط خلال حياته . ومن غير المسموح به النزول تحت الوسط أو المتوسط الاجتماعي ، وغير مسموح تجاوزه أيضا ، وتتزايد شدة العقوبة أكثر من سابقتها لدى تجاوز الفرد لمجتمعه معرفيا وأخلاقيا .
....
ما هي عتبة الألم : طبيعتها وحدودها ؟!
بصراحة ، أول مرة أفكر فيها بالجانب الداخلي لعتبة الألم المشتركة ، ونوعها ومكوناتها ، ولم أقم ببحث من قبل على غوغل عن كيفية تعريفها في وقتنا الحاضر ، وهو ما سأقوم به بعد الانتهاء من التحديد الأولي والتقريبي لها ، كنوع من الاختبار الذاتي الثقافي...
أتصور عتبة الألم مستوى محدد ، لدرجة الضغط والتوتر النفسي التي يحتملها الفرد بالحالة الطبيعة ، وبدون أن يشعر بالانزعاج أو يسعى لتهدئة المشاعر السلبية عن طريق الطعام أو التدخين أو مشاهدة التلفزيون وغيرها .
لكني سابقا فكرت بالحالة العامة والمشتركة ، التي تقصدها فكرة وخبرة عتبة الألم بالمعنى الثقافي والعام ، والنتيجة باختصار : أن الوضع العادي ( المقبول وغير المزعج ) للفرد ، يتحدد من خلال الروتين اليومي الوظيفي والعائلي ، وهو بين قطبين للتوتر أو الانزعاج ، يمثلهما السجن من جانب والمنفى من الجانب المقابل . حيث يمثل السجن إثارة منخفضة ، ويقابلها المنفى والاثارة المرتفعة _ وكلاهما يثيران ذعر الانسان في العصور الحديثة ( الحبس الانفرادي خصوصا ، أو العيش بين غرباء ) .
سوف أؤجل عملية البحث عبر غوغل عن معنى " عتبة الألم " ، إلى الخاتمة .
....
....
3
عتبة الألم بدلالة الاشباع أو نقيضه الجشع ( حالة انشغال البال المزمن وعدم الكفاية ) ؟!
كلنا نعرف حالات الجوع والشبع والشهوة والتذوق ، بالحدود المتوسطة والطبيعية .
كما نعرف حالات النهم والشره ، أيضا القرف وصد النفس لأسباب عديدة بالجهتين .
وكلنا أيضا نعرف حالة ضبط النفس والصوم الشخصي والحر ، أو النزوة وانفلات الضوابط وما يعقبها من تبكيت الضمير ، والشعور بالخزي والعار مع تقدم العمر ، وهو يتزايد غالبا .
لماذا يفشل أغلب البشر _ وبلا استثناء _ في مجال الذكاء الجسدي ؟!
الذكاء الجسدي يتحدد بالعلاقة مع الضروريات الأساسية 1 _ الهواء 2 _ الماء 3 _ الطعام 4 _ الحركة والسكون 5 _ الصوم الارادي والحر 6 ...ويمكن الإضافة بلا حدود .
والموضوع هنا يقتصر العلاقة بالطعام فقط ، مع أني أعتقد أن الذكاء الجسدي مهارة فردية ومكتسبة ، وتتضمن متلازمة العلاقة مع الطعام والشراب والتنفس والرياضة والصوم .
....
حب الطعام ، أو تحديد درجة حب الطعام لدى الفرد ( ...) ، تشبه إلى درجة كبيرة عتبة الألم الشخصية ، وبحسب تجربتي الثلاثية ( الشخصية _ الاجتماعية _ الثقافية ) يمكن الاستفادة من الأدوات والخبرات للجهتين وبشكل متبادل .
العلاقة مع الطعام جوهرية ، ومحورية ، وملحة في شخصية الفرد ، أكثر من الجنس والمال مثلا .
كيف نحدد درجة حب شخص محدد للطعام ؟
بسهولة يمكن تحديد ذلك عبر التصنيف الثلاثي : 1 _ الهوس بالطعام ( سلبا أو إيجابا ) 2 _ العلاقة الطبيعية مع الطعام ( وتشمل الغالبية لحسن الحظ ، وتصلح كمعيار للتعلم أو للمقارنة وغيرها ) 3 _ العلاقة الذكية مع الطعام ( الشخصية التي تمتلك مهارة الصوم الحر ) .
بالنسبة للعلاقة الذكية أو الطبيعية لا توجد مشكلة ، وبالمقارنة عتبة الألم بالحدود الطبيعية .
وتنحصر المشكلة في حالة الهوس بالطعام الإيجابي أو السلبي .
أعتقد أن كلا الحالتين ، مشكلتهما نقص حب الطعام وليس العكس كما يتم التعامل غالبا .
الحب علاقة وموقف إيجابي بطبيعته ، ويتضمن الجانبين موضوع الحب ( الحبيب ) وشخص الحب ( المحب ) ، الحب من طرف واحد تعبير ناقص وغير صحيح ، الحب تبادلي أيضا .
....
مشكلة الهوس بالطعام أو غيره ، هي مشكلة هوس أولا ( الاعتماد النفسي المنحرف على شيء أو شخص ، بدل الاعتماد على النفس ( العقل والضمير ) ، والطعام هو مجرد وسيلة رخيصة وغير مهمة بذاتها بالنسبة للشخصية المهووسة ، ولكن السؤال لماذا يفعل أحدنا ذلك ( الاعتماد النفسي المنحرف بدلا الاعتماد على الذات ) ؟
الهوس دفاع أولي ، عام ومشترك ضد القلق أو الضجر .
لا يوجد فرد يخلو من الهوس ، الهواجس مثلا ، هوس صريح وواضح ... تتحول إلى مرض اجتماعي في حالات المبالغة أو النوع ، والعكس أيضا .
مثال شخصي ومباشر ، كاتب هذا الكلام مهووس بقضية الزمن ( وربما القارئ _ة أيضا ) .
إذا نجحت الفكرة اجتماعيا وانسانيا ، يعتبر هوسنا من النوع الذي يكافئه المجتمع والعالم ، واذا فشلت نتحول إلى موضوع للسخرية والتسلية .
....
....
ملحق 1
تكاد عتبة الألم تمثل الشخصية الحقيقية للإنسان ، خاصة بعد البلوغ والنضج ، وأكثر من المعتقد أو الاعتماد النفسي أو الوظيفة أو الهواية وغيرها من المحددات الأساسية لشخصية الفرد البشري ( طفل _ة أو امرأة أو رجل ) .
أكثرنا ينتبه خلال المراهقة ، وأقلية نادرة يتنبهون قبل ذلك _ والبقية يتأخرون كثيرا في الملاحظة والانتباه والاهتمام _ للتناقض بين القول والفعل عند غالبية الكبار ، وللتناقض الاجتماعي والأخلاقي خاصة .
في الثلاثينات حتى بدأت أتفهم التناقض الاجتماعي والثقافي السائد والمشترك ، أو الدوغما ( الوطنية )..و نحن مقابل هم ، التي توحد وتسم مختلف الجماعات والتجمعات البشرية بلا استثناء . والمفارقة أن البوذية في بعض مذاهبها وخاصة بوذية الزن ، فهمت ذلك منذ عشرات القرون ، ومعها بعض مدارس الفلسفة الكلاسيكية كالرواقية وإخوان الصفا مثلا .
....
" ترى القشة في عيني أخيك ولا ترى الخشبة في عينيك "
هذه مفارقة الوضع الإنساني ، حيث لا يستطيع الانسان رؤية نفسه إلا بواسطة شيء أو أحدا آخر وبعد الاستنتاج والتفسير غالبا ، وبنفس الوقت يلاحظ كل ما عداه ( شخصيا ) بشكل مباشر ، وخاصة الأشياء عير المعتادة أو المتناقضة .
لحسن الحظ ، يفهم غالبيتنا التناقض بين القول والفعل ، وهو مصدر الخجل الرئيسي في مرحلة المراهقة والطفولة الثانية ، أقصد عدم المقدرة على توحيد المعيار الأخلاقي أو تحقيق التجانس بين القول والفعل ( أو العيش بصدق ) . وأعتقد أن التفسير الاجتماعي لظاهرة الخجل بالعموم ، أو للخجل عند الأطفال مخطئ إلى درجة كبيرة ، أو انه لم يأخذ ما يستحقه من الاهتمام ، أغلب الكبار الذين تعاملت معهم ، بين الرجال أكثر من النساء ، كانوا دون مرحلة الخجل ( الطفلية ) ، وقد شكلت تلك الخبرة صدمة حقيقية لي ، وما تزال .
....
ملحق 2
عتبة الألم طبيعتها ومكوناتها وكيفية تحديدها ؟
ليس أفضل من الاشباع والرضا ( أو الحرمان والغيظ ) ، كمقياس لعتبة الألم بحسب تجربتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا .
مفارقة عتبة الألم ، أنها تنخفض مع تقدم العمر ( على النقيض من التصور السائد ) ، وهذه المسؤولية المحورية للفرد ، والمعيار الأفضل لحياته الشخصية بالتزامن .
....
عتبة الألم بمساعدة غوغل
.
.
ما هي عتبة الألم ؟!
أتمنى لوكان جواب غوغل " لا أعرف " ، ولو لمرة واحدة .
....
يمكنك قراءة جواب غوغل وفهمها بمفردك ، ذلك أفضل وأصدق من مساعدتي ... ووساطتي
....
....

نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 3

خلاصة الفصل السابق " عتبة الألم " ...
هذا الموضوع ، عتبة الألم ، جديد بالمقارنة مع الموضوعات المتكررة في الفصول السابقة كالسعادة والحب والصحة العقلية على سبيل المثال ، فهي كانت مواضيع لأبحاث منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، وأخذت وقتها الكافي في الحوار والتفكير والتعبير أيضا .
بينما عتبة الألم ، كنت أتصور أنها قضية فردية ، ولا توجد معايير موضوعية لتحديدها . ومن خلال بحث الزمن تبين لي ، بفضل الحوارات والمشادات الحادة أيضا ، أن الحاضر المزدوج مصدر ثابت للألم النفسي ( التوتر وعدم الرضا ) . أو بعبارة أخرى ، من المتعذر رفع عتبة الألم فوق سوية معينة ، بسبب طبيعة الحاضر المزدوج ، والتناقض الموضوعي بين وجهتيه .
....
الرغبة بالعيش في الدرجة صفر من القلق والضجر والتعب مشكلة عقلية ، وتحتاج إلى حل .
تلك الرغبة تنطوي على فكرة خاطئة ويجب تغييرها أولا ، لرفع عتبة الألم قليلا ، وليس لمحو الألم النفسي وإزالته من حياتنا ! ذلك وهم ليس إلا .
أمام الفرد الإنساني أحد استراتيجيتين ، بالطبع بعد تجاوز نمط الحياة الادماني والغرق في اجترار الماضي والموت ، اختيار وتفضيل أحد الاتجاهين الحاضر السلبي أو الإيجابي ؟
_ اختيار الحاضر الإيجابي ، يتجسد عبر تفضيل النتيجة على الاحساس واليوم على الأمس .
_ اختيار الحاضر السلبي ، يتجسد عبر تفضيل اليوم على الغد ...
بالطبع اختيار الماضي نوع من الجنون الفعلي ، ولا يستحق النقاش .
اختيار الحاضر الإيجابي ينطوي على خسارة المباشر ، مع القبول والرضا بالتكلفة العليا ، واستبدال الطرق ( والعادات ) السهلة والمألوفة واللذيذة غالبا بأخرى جديدة ، صعبة ومجهولة ومقلقة ، لكنه يفضي إلى نتائج مفاجئة وتفوق الوصف . المثال المباشر على ذلك الإقلاع عن العادات الانفعالية مثل القمار والكحول والتدخين ، هي خبرات يتعذر وصفها بالكلمات فقط .
بينما اختيار الحاضر السلبي ، يتجسد بموقف التجنب المزدوج ( السعي إلى اللذة وتجنب الألم بشكل مستمر ومباشر ) ، والنتيجة الثابتة والمتكررة : اليوم أسوأ من الأمس ، وغدا الأسوأ .
....
ملحق 1
حول مراجع هذا الكتاب _ النص

ذكرت سابقا أن مرجع هذا الكتاب ثلاثة بالتزامن :
1 _ موقف التنوير الروحي _ النقدي بطبيعته _ والذي يتمثل برفض الفصل بين الذات والموضوع ، ويعتبر أن الأنا سبب معاناة الانسان على المستويين الفردي والاجتماعي ، وهذه حلقة مشتركة بين البوذية والتصوف والفلسفة الإنسانية .
2 _ الموقف الفلسفي الكلاسيكي ، الذي يتضمن المنطق الجدلي ( تكافؤ الضدين ) ويؤكد على بطلان وخطأ أي تفضيل لأحدها على الثاني .
3 _ علم النفس الحديث ، في اعتباره أن الفرد ينتج المجتمع أيضا ، بالتزامن مع الموقف الكلاسيكي أحادي الاتجاه " المجتمع ينتج الفرد " .
وبكلمات أخرى ،
أعتقد أن الحقيقة الموضوعية أو المعرفة الحالية بتحديد أكثر تواضعا ، تتوزع على الأقطاب الثلاثة 1 _ علم النفس الحديث 2 _ الفلسفة الكلاسيكية 3 _ التنوير الروحي .
والمشكلة الأساسية في المعنى ، أنه نسبي وتقريبي بطبيعته ، ويتعذر تعيينه بشكل مسبق .
وأكثر ما يمكن تحقيقه ، معرفة الاتجاه والميل مع بؤر الاستقطاب لحدث أو سلوك أو قضية أو موضوع .
....
التنوير أو الاستنارة " نهاية الألم " ، أكثر التعاريف الأصيلة للتنوير الروحي .
متواضع وجميل وبسيط بالتزامن .
وفي قول آخر ينسب لبوذا ، كجواب على سؤال عن إثبات وجود الله ، هذا آخر ما يهم ،
عندما تنتهي مشاكلك المباشرة والملحة ، تعال ثانية .
وثمة قول بليغ ، عند أغلب المعلمين البوذيين وهو ينسب لبوذا نفسه ، يوضح ويكفي :
إذا صادفت البوذا اقتله .
يتكشف المعنى السلبي لعتبة الألم ، من خلال موقف الفلسفة الكلاسيكية " تكافؤ الضدين " :
على خلاف خبرة الحواس المباشرة ، كلا القطبين يتضمن الثاني بالتزامن ، مطابقة عكسية .
لكن العلم من الاتجاه المقابل ، يعتبر الصدفة والاحتمال حقائق موضوعية .
كيف يمكن التوفيق بين الثلاثة ، كمرجع لنظرية جديدة للزمن ؟!
.....
معنى الوجود أو الحياة لا يقتصر على أحد أبعاد الواقع الموضوعية ، مثل المادة أو الوعي أو اللغة أو الثقافة بل يتضمنها جميعا ، ونقصان أحد الأبعاد في عملية البحث عن المعنى والمصداقية والجدوى خطأ .
بعبارة ثانية ،
المعنى الحقيقي لكل كلمة في اللغة ، يتصل مع بقية مكونات اللغة بلا استثناء .
العلم يركز على المباشر والمحسوس والفردي ، على حساب الجوانب المتعددة للموضوع .
الفلسفة تكتفي بالتقسيم الثنائي عادة ، لكنها تبرز قيمة النقيض ودوره الأساسي .
التنوير الروحي يمثل التذكير الدائم بالمجهول والنقص ، عبر دعوته المستمرة للتواضع .
....
المشكلة الوجودية للإنسان بحسب الثقافة والعلوم الحديثة ، تتجسد بالموت الشخصي والشيخوخة والمرض مع المفاجئات والكوارث ، وعدم معرفة الغد والمصير بشكل خاص .
أيضا الموقف من الزمن ، على اعتباره مجموعة عشوائية من الأيام والأحداث المنفصلة .
على النقيض من ذلك موقف التنوير الروحي ، إذ يعتبر الموت هدية وغاية الحياة ، وأعتقد أن كارل غوستاف يونغ المحلل النفسي الشهير ، يمثل موقف التنوير الروحي ( الحالي ) أكثر من إيكهارت تول وبوذا نفسه .
والموقف من الزمن هو الانكار ، واعتبار الحاضر والمطلق والمجهول واحد لا ثلاثة .
بينما تمسك الفلسفة العصا من المنتصف ، وبشكل يدعو إلى الدهشة وربما التشكيك .
خلال القرن العشرين التحقت الفلسفة بالعلم ، لكن خلال العقدين الماضيين أعيدت قراءة نيتشة وهايدغر وكانت وسبينوزا وغيرهم بالطبع ، ربما أكثر من أي وقت مضى .
....
الخلاصة
الثرثرة والوعظ ( الديني ، أو الأخلاقي ، أو العلمي ، أو الوطني ...) قاع الوجود الإنساني ، وسقط الكلام ، وفي هذا المستوى لا وجود لقيمة أو معنى أو اتجاه .
لكن لسبب ما ، لا أعرف ما هو ، نحن جميعا وبلا استثناء على حد خبرتي الثلاثية ( الشخصية والاجتماعية والثقافية ) نتلذذ بالثرثرة والوعظ المبطن وغير الصريح ، وهو الأسوأ كما أعتقد ...
لكن ولحسن الحظ ، توجد علامات بارزة ، ومضيئة على مر العصور ، على ازدياد التجانس بين الجودة والتكلفة ( وليس العكس مطلقا كما يروج العدميون هنا وهناك ) ، بدورها الجودة والتكلفة ترتفعان معا إلى القيمة كمعيار موضوعي ، وبديل ثالث واقعي ومتحقق بالفعل .
القيمة تتحدد بالسعر والمال ، وتكتمل الدائرة بالوقت مصدر الحياة والقيمة والوجود .
أعتذر شردت قليلا عن الموضوع ،
العتبة بين الثرثرة والوعظ ، وبين الجدل المنطقي والحوار ، تحددت مع سقراط وارتباط الكلام بالتجربة . حيث المصداقية تسبق القول ولا تتبعه .
بينما العلم والموقف العلمي ، خلال القرن العشرين ولاحقا ، يلحق المعرفة والقيمة بالتجربة والدليل الموضوعي ( المادي أو المنطقي عندما يتعذر الأول ) .
يشبه الأمر العلاقة بين الوحدات الزمنية الثلاثة : المستقبل والماضي وبينهما الحاضر : بديهية ومكشوفة تماما ، وهي مشكلتنا جميعا تحديد الحاضر ؟
ما هو الحاضر ، طبيعته وحدوده !
بالتزامن ، ما هو المعنى ، مصدره واتجاهه ؟!
....
لن أسمح لنفسي بالقول لا أعرف فقط .
ولن أحاول التجنب ، خداع النفس أو الآخر ،
سوف أحاول ، فيما تبقى من هذا الكتاب التفكير الحر ، وسوف أغامر ببعض الافتراضات التي ربما تكون غبية ومضحكة بالفعل ،
لكن لا أجد أمامي خيارا أفضل ...
وعدي لك قارئ _ ت _ ي العزيز _ة ...
سوف يكون القادم رحلة في المجهول ، وبالطبع ستتزايد درجة الصعوبة والغموض والركاكة ، مع أنني أرغب بالعكس تماما .
سأعبر عنها بكلمات أوضح :
الصدق واللطف نقيضان في الحياة والمجتمع ، وفي الثقافة أكثر كما أعتقد ، ولا مجال عن التضحية بأحدهما عند كل منعطف _ هذا بالمصطلحات الأخلاقية وبدلالة القيم ، ومع العودة إلى المجال الأدبي نصطدم مباشرة بجدلية الشكل والمضمون !
سأختار المضمون على حساب الشكل .
مع أني ورغبتي وهواي في الاتجاه الآخر ، بصدق ...
" ليكن الله بعوننا "
....
ملحق 2
ليس الماضي قليل الأهمية بالتأكيد ، لكنه أدنى من الحاضر ، وبدوره أقل أهمية من القادم المجهول ... أهلا بك هناك .
....
ملحق 3
جاءت الحياة من الماضي ، وجاء الزمن من المستقبل ...
يأتي الزمن من المستقبل ، وتأتي الحياة من الماضي ...
هذه حقيقة ظاهرة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط .
هذه هي الحكاية الحقيقية ،
وأما كيف ولماذا ...
هنا ينتهي دوري ، ويبدأ دورك
" أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد "
.....
....


نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس مع فصوله الثلاثة
خلاصة الباب الخامس ( النظرية الرابعة للزمن )

تحقيق معادلة " جودة عليا بتكلفة دنيا " لمختلف اطراف العلاقة ؟!
هل ذلك ممكن ، أم وهم وخدعة ...
1
" لا إفراط ولا تفريط "
اللغة العربية ومعها أغلب اللغات القديمة ، مليئة بالعبارات المزدوجة " المتناقضة ذاتيا " ، والتي تضلل وتشوش عادة ، بدل أن تدل وتوضح .
ماذا تعني العبارة خلال الاستخدام اليومي ، في المنزل وفي المدرسة والشارع ، وفي مختلف العلاقات ؟
الجواب بسيط وميكانيكي ومتكرر منذ أجيال وأجيال في المجتمعات المغلقة أو ذات التراتبية الوراثية ، بالرغم من تغير كل شيء ( الزمن والحياة والأفراد ) ، يتكرر ثبات الموقع وتبعية الشخصية له ( ومعها الانسان والحياة ) ، الجمود أكثر فأكثر _ ويتزايد _ جيلا بعد جيل ولحظة بعد لحظة . نعم بالضبط : هذا هو المعنى الحقيقي والوحيد ، والذي يفهمه الجميع .
....
وبعد ذلك ...
تتحول الحياة من هبة ، ونعمة كبرى ، إلى لعنة وعبء لا يطاق .
وهذا هو الجانب الثقافي واللغوي في المشكلة ، حيث ما يزال ضمن المسكوت عنه .
وفي هذا المستوى لا يوجد مذنب أو بريء .
إنه وباء شامل ، أعتقد أن مثاله الأقرب للمطابقة : ألمانيا وإيطاليا ( وغيرهما طبعا ) في النصف الأول للقرن الماضي ، حيث كان أشخاص مثل هتلر وموسوليني شبه آلهة بالنسبة لشعوبهم التي تشبه كثيرا " بلاد الربيع العربي الأول والثاني ... وحتى ينتهي العد ) .
....
الحاجة إلى جودة عليا بتكلفة دنيا ضرورة إنسانية ، عامة ومشتركة ، وعقلانية ، ولا تنجح علاقة دون تحقيقها بشكل فعلي ، وعبر الممارسة اليومية والاعتيادية .
يوجد تناقض منطقي في العبارة ، مثل سابقتها .
هذا صحيح ، لكن للوهلة الأولى فقط .
يكتفي غالبية البشر بالحصول على جودة ( ...) بتكلفة أقل ، ويشعرون بالرضا والامتنان .
وهذه معلومة ، وليست مجرد فكرة ، بل هي تمثل خبرتي الثلاثية الشخصية والاجتماعية والثقافية . وقد ناقشت هذه القضية المعقدة بالفعل ، عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن بشكل تفصيلي وموسع ...مثل " التفكير النقدي " و " قفزة الثقة " و " الحرية " وغيرها .
وسأكتفي كالعادة في هذا النص ، بتكثيف الفكرة وباختصار شديد .
....
عندما أكون عطشا وتقدم لي كأس ماء بلا مقابل " هدية " ، ربما أتحفظ في المرة الأولى وافترض أنها فخ ومصيدة ، وبعدما يتكرر لطفك وكرمك معي ، سوف يتنشط الجانب الأرقى والأحدث في شخصيتي ، عبر مناطق السعادة والسرور في المخ ، ومع تكرار هذا السلوك اللذيذ والجميل ، غالبا سوف تنشأ بيننا علاقة من نمط : رابح _ رابح ، وبشكل تصاعدي .
بعدما أتلقى هذه المعاملة منك ، الاحتمال الأكبر أن أكررها مع شخص جديد ألتقيه .
وعندما يحدث العكس ، سوف يحدث العكس أيضا .
الأشخاص الذين يتلقون الاحترام والحب ، سوف يكونوا ميالين عادة إلى تبادله مع غيرهم ( غرباء أو أقرباء ومعارف ) .
سلوك الانسان هو في اتجاه واحد غالبا ، ومعظم وقته وحالاته ، والاستثناء أقل من ا بالمئة .
يتعامل الانسان مع نفسه ومع غيره ( خصوم أو احباب أو غرباء ) بنفس القيم والمعايير .
وهذه الفكرة أيضا من كتب أريك فروم ، وهو يرجعها إلى افلاطون وبحث الصداقة .
....
2
الاختلاف النوعي بين الانسان وغيره من بقية الأحياء ، أنه انتقل من نظام الطبيعة إلى نظام الثقافة بالفعل ، ومنذ عشرات القرون .
نظام الطبيعة مغلق ، وراثي ، ودائري . وهو محدد بشكل مسبق على مستوى العتبة والسقف .
نظام الثقافة يختلف بشكل نوعي عن نظام الطبيعة ، حيث لا وجود لسقف أو عتبة .
كيف حدث ذلك الانتقال ، ومتى ، وضمن أية شروط ؟!
أسئلة في عهدة المستقبل .
لكن بسهولة يمكن التأكد وبشكل تجريبي ومنطقي بالتزامن ، من تفوق نظام الثقافة في الدماغ على نظام الطبيعة ، والنتائج التي تترتب على ذلك مفتوحة على المجهول .
حيوانات السيرك أمثلة تطبيقية ، وتجريبية على ذلك ، وتقبل التعميم بلا استثناء .
....
مع دخول العقد الثالث للقرن الجديد ، يتضاعف تأثير الذكاء الاصطناعي على العالم المعاصر ، وقريبا جدا سيكون الذكاء الاصطناعي في موقف وموقع السيطرة والتحكم على الحياة والطبيعة والكون .
لا شيء ولا قوة ولا أحد ، يمكنه إيقاف حركة بعدما تتجاوز النقطة الحرجة .
وهذا ما حدث في عالمنا الحالي ، خرج القرار من سيطرة الانسان بالفعل . ومن العبث مقاومة ذلك أو التهليل له ، هو حدث موضوعي خارج وعي الانسان .
3
مع عصر الانترنيت وغوغل وغيرها من وسائل التواصل الحديثة ، انتقل الانسان إلى مستوى جديد في الوعي والعلاقات .
قبل تسعينات القرن الماضي كانت العلاقة من نمط رابح _ خاسر أو ربح _ خسارة هي السائدة والعامة بين البشر على المستويين الفردي والدولي والاجتماعي ، تغير الوضع مع بداية هذا القرن ، وانتهى تماما ذلك النوع من العلاقة بين البشر .
يوجد نوعين فقط من العلاقة سلبي أو إيجابي :
1 _ النوعي السلبي يخسر الطرفان ، أو الأطراف المختلفة في العلاقة .
أمثلتها علاقات الحب والتعاون .
2 _ النوع الإيجابي يكسب الطرفان ، أو الأطراف المختلفة في العلاقة .
مثالها الحروب والصراعات .
....
....

نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ( المقدمة والفصول 1 و 2 و 3

1
لأعترف بداية ، بدأت أشعر بالمسؤولية الفعلية وأدرك بوضوح فداحة الادعاء في هذا الكتاب .
لكن ، لم يعد ينفع الهرب ، أو التذرع بأي عذر لتجنب المسؤولية ، كما كنت لأفعل سابقا .
نعم الأدب والكلام عموما حمال أوجه ، الشعر أكثر من غيره ، لكن هنا علم ومنطق وأدلة موضوعية وتجريبية _ أو منطقية بالحد الأدنى _ مع المصداقية قبل ، وخلال الكتابة والتزام عدم التناقض ، والجزء الأصعب تحقيق ذلك ، أو يتبهدل الكاتب ويرمى بكتابته معه في سلة النسيان الهائلة .
هكذا هو الأمر ، يمكنني رؤية حياتي من خارجها بشكل أوضح وأجمل أيضا من داخلها .
لا أحد يمكنه الخروج من سلة الماضي .
لا أحد ينجو من مزبلة التاريخ .
لا شيء يعود .
لا أحد يعود .
....
قبل سنتين ، وبالتحديد قبل سنة 2018 ، وأنا في عمر 58 سنة لم يخطر ببالي لحظة واحدة أنني سأكتب في العلم ، أو حتى سأهتم وأفكر ! وفي الفيزياء !! وفي علم الزمن !!!
إذا كنت أنا نفسي غير مصدق لما حدث بالفعل " هذا الكتاب " ، كيف يقرأه آخر ( صديق _ة أو غريب _ ة ) ، ويكمله بروية وهدوء وتبصر ، كما كنت لأفعل بالضبط ،
لو تبادلنا المواقع الآن ...أنت وأنا
يا قارئ _ت _ي العزيز _ ة
بصراحة لا أعرف .
معظم ما أردت قوله حين بدأت بالكتابة ، صار موجودا داخل الأبواب والفصول السابقة ، لكن أشعر بأن شيئا ما يزال ينقصه _ بوضوح شديد .
بل أكثر من ذلك ، أشعر أنني في ورطة وموقف محرج ؟!
في الكتابة الأدبية ، الشعرية خاصة ، تفسير ذلك بسيط وسهل ، حيث أن الخاتمة في العمل الأدبي تكافئ ما سبقها خلال النص المكتوب _ بل وتفوقه أهمية ، وأغلبية من تحادثنا في هذه الفكرة تقبلوها ، ومعظمهم تبنوها ونسبوها لأنفسهم عن حسن نية .
....
ليكن هذا الباب إذن لنقد الفكرة ، بل لانتقادها وليس نقدها الموضوعي والمتوازن . فقط التركيز على نواقصها وفجواتها وتناقضاتها .
وبهذه الحالة يتحقق نوع من المصداقية أو الانسجام ، بتفضيل الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) على الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) قولا وكتابة ( وفعلا ) .
لكن ، هل يستطيع كاتب أن يرى العيوب والتناقضات في نصوصه وأفكاره ، بالسهولة التي يراها _ هناك _ في حياة وكتابات الآخرين وأفكارهم ؟!
ليس تحقيق ذلك سهلا بالطبع ، لكن من يزعم أن لديه رؤية جديدة للزمن ( حركته واتجاهه وسرعته ) وتفسيرا لاستمرارية الحاضر ! وتختلف بشكل نوعي عن كل ما سبقها ، عليه دونا عن غيره ، أن يحقق الموضوعية في كتابته وقبل سلوكه .
....
أجمل نقد قرأته لموقف علم النفس الكلاسيكي ، هو لعالم نفسي كلاسيكي كبير يونغ " علم نفس بدون نفس " ، العبارة كما قرأتها مترجمة وأعتذر من المترجم _ة ، ليس عندي كتب ولا مكتبة ولا مراجع ( ليس عندي بيت ولا طاولة للكتابة حتى ) ...أعتذر لأنني نسيت الاسم .
كيف يكون علم نفس بدون وجود نفس ؟!
اقتنعت بموقف يونغ كما أذكر ، بأن ذلك ممكن ومتحقق بالفعل ، ولا أتذكر البرهان .
هنا في هذا الكتاب الزمن هو الموضوع ، ولا أعرف عنه شيئا إلا من خلال آثاره الجانبية وغير المباشرة بمعظمها .
ومع ذلك ، يزعم الكتاب 1 _أن الزمن حركة ، 2 _ وأن لها اتجاه من المستقبل إلى الماضي ( على العكس من الموقف المشترك بين العلم والفلسفة والدين ) ، 3 _ وأن لحركته نوعين من السرعة والاتجاه بالتزامن : تعاقبية وتزامنية ، 4 _ وأن السرعة التعاقبية للزمن هي التي تقيسها الساعة ، 5 _ وأن السرعة التزامنية تتحدد بسرعة الضوء وهي غالبا تتجاوزها ( أو تساويها بالحد الأدنى ) ، والزعم النهائي أخيرا وليس آخرا ، أن الزمن يتضمن الوقت الذي بدوره يتضمن الحاضر .
....
2
أمام الفرد الإنساني خيار مر وعسير بين أحد اتجاهين :
1 _ الاتجاه النرجسي نحو ما يحبه فقط .
2 _ الاتجاه الفصامي نحو ما يخافه فقط .
ولا يوجد خيار سوى تشكيل البديل الثالث في كل موقف ، ومنعطف ، وسلوك .
الحب اتجاه نرجسي ، والصراع اتجاه فصامي .
ذلك ما أدركه بوذا والمسيح ، وما يزال فهمه يصعب على الكثيرين بيننا مطلع 2020 .
....
ما تحبيه أحبه
وما تعرفيه أعرفه
وما تخافيه أخافه
يا صديقتي أيضا
( ذراعاك أغنية الكون المدورة )
....
3
ختمت الحلقة السابقة بعبارة شكسبير وترجمة أدونيس :
" أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد "
كيف قرأت العبارة ، وفهمتها ؟
_ في البداية قرأتها بشكل نرجسي فقط ، ثمانينات أو تسعينات القرن الماضي لا أتذكر .
_ سنة 2000 أول مرة أقرأها بشكل صحيح وموضوعي .
الكاتب والكتابة بالتزامن جزءا من الماضي ( المفقود وهو يبتعد بطبيعته ) ، ويخاطب القراءة والقارئ _ة ... كاتجاه ثابت ووحيد إلى المستقبل ( القادم وهو يقترب بطبيعته ) .
....
استمرارية الحاضر ظاهرة معروفة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط .
لكنها ، لم تكن مفهومة ، ولم يكن بالإمكان فهم ظاهرة " استمرارية الحاضر " مع بقاء الافتراض السابق بأن اتجاه سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر .
اتجاه حركة الزمن بالعكس تماما ، وهذا تم توضيحه مع براهين متعددة تجريبية ومنطقية خلال الفصول السابقة ، وبشكل موسع وتفصيلي أكثر عبر نصوص منشورة في الحوار المتمدن .
والآن يسهل فهم الظاهرة " استمرارية الحاضر " ، حيث اتجاه الحياة يعاكس اتجاه الزمن ، وهما متساويان بالقوة ، وتكون النتيجة الحاضر الدائم : الجديد _ والمتجدد باستمرار .
أيضا هذه الفكرة ، ناقشتها في الفصول السابقة بشكل تفصيلي وموسع .
....
4
ثنائية الزمان والمكان خطأ .
يجب استبدالها بجدلية الزمن والحياة .
بعدها يتكشف المشهد ، عن وجه الحاضر الدينامي ، والجديد _ المتجدد بطبيعته .
....
توجد عبارات عديدة يمكن اعتبارها مقدمات لهذه الفكرة :
لا يوجد واقع بل تأويلات ، نيتشه
سيبقى الحاضر مفقودا إلى الأبد ، فرويد
يجب تحليل الحاضر وكيف يحضر الانسان في الآن _ هنا ، هايدغر
لكن للشعر حصة أيضا
ماضي الأيام الآتية ، أنسي الحاج
خطوة ويضيق الفضاء ، ياسر اسكيف
البحث عن الزمن المفقود ، مارسيل بروست
النهاية والبداية ، تشيمبورسكا
....
5
المعرفة وجهة نظر .
أتفهم وبدرجة مقبولة ، ضروب السخرية والاستعلاء والوعظ التي سوف تنهال علي أكثر وأعنف من السابق ...
وأحاول أن أتخيل الوضع بعد عشر سنوات : 2029 ؟!
عندي يقين غير مسبوق ، بأن الموقف سيتغير بشكل فجائي ودرامي ، وسأخبره إن تقدم بي العمر ، وربما تصير كتابتي هذه نوعا من الزوائد غير المرغوبة على الفكرة " النظرية الرابعة للزمن " .
....
العلاقة بين الفكر والشعور ، فهمتها بشكل أفضل خلال كتابة هذا النص _ الكتاب .
يتعذر فصلهما من جهة ، ويتعذر تحقيق التطابق بينهما بالتزامن !
التركيز والتأمل ...
التركيز أكثر سهولة من التأمل .
لماذا تصعب معرفة النفس ، وهي مؤلمة ، ومخيفة إلى هذا الحد !
....
....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 1

الفرضية المحورية في الفصول السابقة أن الزمن طاقة كونية ، وأنا أعتقد أنها ظاهرة تقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . موقفي _ فرضيتي ، أكثر من رأي وأقل من معلومة .
هذه النظرية لها مبررات عديدة ، لكنها ليست كافية بعد لتتحول إلى قانون أو حقيقة علمية .
بالمقابل هذه الفرضية ، تسمح ببناء تصور عقلي يقدم بعض التفسيرات الهامة ، لقضايا فلسفية وعلمية ، معلقة منذ قرون مثل الصدفة ، والطفرة ، وغيرها من التفسيرات المنطقية لكيفية نشوء الجديد في الحياة ، وبدون سبب أو مرجع يقبل التحديد ( القياس والاختبار ) .
بعبارة ثانية الوجود ، والحاضر الموضوعي أيضا مزدوج بطبيعته : سبب + صدفة . أو سلاسل سببية مصدرها الحياة والماضي ، بالتزامن مع سلاسل احتمالية أو صدف مصدرها الزمن والمستقبل المجهول بطبيعته .
....
مشكلة توجد ، الاثبات والتبرير التجريبي والعلمي ، في الفرضية السابقة .
ولا أعرف كيف يمكن أن تحل هذه المشكلة مستقبلا ، والتي أعتبرها صحيحة ومنطقية .
بعد قبولها ، يصير تسلسل الحل واضح ومفهوم بسهولة :
1 _ الزمن حركة .
2 _ لكل حركة اتجاه ، وسرعة .
3 _ الاتجاه والسرعة أيضا أحد نوعين ، عشوائية أو منتظمة .
يمكن تحديد السرعة المنتظمة والاتجاه المنتظم ، بعد توفر الأدوات والمقاييس المناسبة .
....
تبقى نقطة الأساس المرجعية " اتجاه حركة الزمن " ، وهي محور هذا الكتاب وغايته .
من جهة الاثباتات المنطقية ، كل شيء ( حركة أو حدث أو فعل ) ومن خلال الملاحظة المتأنية يؤكد أن اتجاه حركة الزمن ثابت ، ومصدرها المستقبل ، في اتجاه الماضي ومرورا بالحاضر .
الصعوبة التي يجدها البعض في فهم هذه الظاهرة ( الحقيقة ) ، سببها شخصي وفردي ، ويتمثل في نقص المقدرة على التخيل الموضوعي وبمعزل عن الأنا الفردية .
حركة الأيام والسنوات ( والقرون ومضاعفاتها أيضا ) ، يمكن اختبارها وتعميمها بلا شروط وبشكل مباشر :
كلنا نعرف أن المستقبل قادم ( ويقترب كل يوم ، وكل لحظة بسرعة ثابتة تقيسها الساعة ) ، بالتزامن نعرف أيضا أن الماضي ذاهب ( ويبتعد كل يوم ، وكل لحظة بنفس السرعة التي يقترب بها المستقبل ) .
بالاستنتاج المباشر ، نحصل على اتجاه وسرعة حركة الزمن ( التعاقبية ) .
وأما بالنسبة إلى الحركة الأخرى للزمن ، الحركة التزامنية ، فهي أيضا تحتاج إلى جملة مقارنة لإدراكها وفهمها ، مثال مباشر الآن سنة 2019 صارت من الماضي وهي تبتعد بسرعة ثابتة ، بينما 2020 تجسد الحاضر العالمي .
وسوف يتكرر الأمر نفسه السنة القادمة ، مع 2021 معنا أو من دوننا .
المشكلة أن بعض الأفراد لا يمكنهم التفكير من خارج الصندوق ، وتصور الوجود من دونهم ، ويفشلون في تخيل ما هو خارج الوعي .
....
أمثلة تطبيقية غ مباشرة

1
المشكلة الثنائية
أي سلوك نقوم به ، مهما صغر أو كبر ، يضعنا في موقف التناقض :
هل سيكون لمرة واحدة ، أم سنكرره لبقية حياتنا ؟!
المثال النموذجي التدخين ، أيضا العلاقة مع الجنس أو الطعام أو المال ...ومع كل شيء في الحقيقة .
....
غاية التركيز والتأمل الوصول إلى الحكمة والنضج ، عبر اختبار ثنائية الفكر والشعور ( المختلفة عن بقية الثنائيات ، الجدلية وغيرها ) .
التركيز والتأمل مهارتان مكتسبتان ، وفرديتان بطبيعتهما .
هما مرحلة في النمو الفردي للشخصية ، علامتها النجاح بتوحيد الفكر والشعور( بشكل مؤقت ومحدود بالطبع ) ، والعكس أيضا تغيير الشعور بواسطة الفكر .
2
الالتزام عتبة الصحة العقلية ، والعكس صحيح أيضا .
العجز عن التركيز ، أو تشتت الانتباه المزمن ، عرض المرض العقلي الثابت ، والمشترك والموضوعي معا .
يتجاوز الالتزام مهارة التركيز أو الصبر أو الوفاء أو الصدق ، الالتزام يتضمن الزمن ، أو البرنامج الذي يتحول إلى خطة عمل واضحة ومفصلة ( خوارزمية ).
الالتزام بديل ثالث بطبيعته .
الالتزام السلبي ، ومعه كل أشكال الخضوع أو التنمر ، نقيض حقيقي للالتزام الإيجابي ، والذي يتضمن الصدق والشجاعة والتواضع والاهتمام مسبقا .
من أبسط اشكال الالتزام ، الصدق وتنفيذ الوعود .
الصوم مرحلة متقدمة في اكتساب مهارة الالتزام ، بشرط أن يكون إيجابيا وبلا ضغوط أو مؤثرات خارجية .
3
القراءة أحد نوعين ( كل الأشياء والعلاقات يمكن تصنيفها في الجانب السلبي أو الإيجابي _ أو الاتجاه ) :
1 _ القراءة السلبية ، تتمحور حول الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ، التلذذ بما نعرفه مسبقا والبحث عنه باستمرار أو القراءة كنوع من تزجية الوقت ، ( لا أعرف معنى كلمة تزجية ) .
2 _ القراءة الإيجابية وتتمحور حول الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، تتجه إلى ما نجهله وتعلم كيفية تقبل وجوده ، أيضا تقبل ما نخافه أو نكرهه ونرفضه .
4
في البداية يتعذر فهم _ عداك عن تقبل أن " أسوأ ما حصل في الماضي صار الأفضل ، والعكس صحيح غالبا ، أفضل ما حصل في الماضي يصير الأسوأ " .
5
الإرادة الحرة والقوية ليست أسطورة ، أو نوعا من الوهم وأحلام اليقظة ، بل خلاصة ونتيجة لنمط عيش ملائم ، دينامي ومرن ومتواضع بالتزامن .
بعبارة ثانية ،
الإرادة الحرة بحسب تجربتي الثلاثية ( الثقافية والاجتماعية والشخصية ) مرحلة رابعة :
1 _ المعرفة ، وتصحيح الموقف العقلي التقليدي ( الموروث ) وغير المناسب من الوجود والواقع والزمن على وجه الخصوص ، بالتزامن مع تعلم مهارة التقدير الذاتي المناسب .
2 _ المسؤولية الشخصية ، عملية الفهم والتفهم للعيوب والنواقص الشخصية المزمنة ، مع تقبل المسؤولية الشخصية عن الفشل والخسارة والمشاعر السلبية ، أيضا تحمل المسؤولية عن الضمير المذنب وعدم الكفاية .
3 _ الالتزام الإيجابي ، وضع خطط ومشاريع عملية ومنطقية معا ، محددة ويمكن تحقيقها بالفعل ، وأن تكون على درجة معقولة من السهولة / الصعوبة ، بشكل دوري ومتصاعد .
4 _ السلطة العقلانية ، وتحقيق التناغم بين العقل والضمير ( بين الفكر والشعور ) .
السلطة العقلانية _ على المستويين الفردي والاجتماعي _ السياسي ، عتبة الايمان العقلاني والثقة المناسبة والموضوعية بالنفس والعالم .
بعبارة ثانية الايمان العقلاني عتبة الإرادة الحرة والالتزام يمثل تتابع أطووراها ومراحلها المتعاقبة .
....
الفكرة نفسها بكلمات أخرى ، وهي مشتركة بين الدين والعلم والفلسفة والتنوير الروحي ، حيث القيم الأخلاقية للإنسان مستويين ، يتحددان بنمط العيش الشخصي بالتزامن مع المستوى المعرفي والأخلاقي للفرد ( ...)
المثال النموذجي على الثنائية الأخلاقية السلبية ، حيث القلق والغضب والجوع المزمن أو نقيضها الإيجابية ، حيث الحب والاهتمام والتواضع ...
الصدق السلبي ونقيضه الكذب الإيجابي .
الصدق السلبي أدنى من الكذب على سلم القيم الإنسانية ، ومن أمثلته النميمة والوشاية .
الكذب الإيجابي ذروة القيم الإنسانية ، ومن أمثلته إنكار الفضل الذاتي والتواضع .
6
العادة قرار مسبق وتكرار ، نتيجتها التعصب والميكانيكية والغضب المزمن .
نقيض العادة الارتجال والنزوة ، نتيجتها الحماقة وتبكيت الضمير .
ما الحل ؟!
البديل الثالث حل فلسفي ونظري معروف قبل أرسطو ،
وتبقى المشكلة كيف ومتى ؟!
" كل يوم جديد "
عام جديد ... عام سعيد .
7
صحيح لا يمكن لإنسان أن يمحو الألم النفسي من حياته .
مع أن بمقدور الفرد بعد البلوغ والنضج ، التحكم ( نسبيا ) بفترة الألم النفسي وشدته وسرعة تكراره .
الالتزام الإيجابي هو الحل وعتبة الصحة العقلية ، بينما الالتزام السلبي خضوع ومرض .
....
الالتزام الإيجابي محور الأمل ، له هدف ومعنى واتجاه ، والأهم من ذلك أنه قرار وسلوك فردي وشخصي بالكامل ( إرادي وشعوري وواع ) .
وفق تجربتي الثلاثية ( الذاتية والاجتماعية والثقافية ) ، يتحدد الالتزام الإيجابي بعملية تطور الضمير الفردي ونموه المتكامل ....من مستوى الضمير المذنب ( تبكيت الضمير بالتزامن مع القلق المزمن وعدم الكفاية ) ، نحو مستويات أعلى ...حيث الضمير الإنساني ( ومتلازماته الاهتمام والتعاطف والمرونة والتواضع ) .
8
الإرادة الحرة عتبة السعادة .
مع أن اغلب علماء النفس الذين قرأت لهم أو سمعت بهم ، يعتبرون حرية الإرادة وهم .
أعتقد أن هذه الفكرة ( السامة ) تمثل فعل عدوان وعنف حقيقي على القارئ أو المتلقي أو المستمع ، وليست من حرية الرأي ...وتكاد ترقى إلى جريمة ثقافية . وسوف تتفهم الأجيال القادمة مدى سوء وضرر بعض الأفكار الخاطئة ، وحجم السوء الذي تلحقه بالحياة والانسان.
بالطبع ليست الإرادة الحرة ( والقوية ) مهارة بسيطة ، وممهدة اجتماعيا وثقافيا كالنجاح في مهنة الطب أو القانون أو رئاسة شركة أو دولة أو تحقيق ثروة ، بل هي نوع خاص من المهارة الإنسانية حققها بعض الأفراد ( نساء ورجالا ) منذ عشرات القرون . وهذه الفكرة يعود الفضل فيها إلى أريك فروم وأكملتها بطريقتي الخاصة .
9
وأنا في عمر 60 أفكر بتعلم الصوم .
بالنسبة للصلاة لا تنفصل عن الشعر والفنون ، كما نعرف جميعا لكل منا صلاته الخاصة والمميزة مثل الاسم والشخصية .
وسأحاول بكل طاقتي أن أجد الحب مع امرأة تفهمني وتقبلني وتحبني كما أنا ،
وأعتقد أنني ألتزم بالمثل .
....
فهمي للحب في الستين ، ...
الحب علاقة ، وكل علاقة بين اثنين ( طرفين _ أطراف ) .
الفرد ثنائي بطبيعته 1 _ موقع 2 _ شخصية .
الشخصية هي أنت وأنا ، ( إرادتنا الحرة أو المقيدة وتتلخص بكلمة قرار ) .
وأما الموقع فهو يشمل كل ما تبقى ( الجسد ، والثقافة ، والمجتمع ) .
تفشل العلاقات كلها تقريبا ، بسبب الخلط القاتل بين الشخصية والموقع .
آمل أن لا يكون الأوان قد فات ...
يا صديقتي أيضا .
10 _ 11
في حياتي أربعة شواغر
1 _ الصديقة الأولى أو الشريكة
2 _ الصديقة الحقيقية
3 _ الصديقة العادية
4 _ الصديقة المسكينة
أغلبنا السوريات _ يون ، نحشر أنفسنا في الصندوق الرابع ونبدد أعمارنا
في انتظار غودو ...وعيش يا كديش
....
....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 2

الغرور والثقة نقيضان .
الثقة بالنفس والثقة بالآخر وجهان لعملة واحدة .
بالمقابل الغرور وعقدة النقص وجهان لنفس العملة ، لكن بالمقلوب .
الثقة والتواضع متلازمة وجودية مثل الغيم والمطر ، ومثل النار والدخان ، لا ينفصلان .
الغرور مقلوب عقدة النقص لا نقيضها .
....
كلنا نعرف قوة العادة .
وكلنا نجهل طبيعة تلك القوة _ أنت وأنا ...وبافلوف وفرويد وغيرهما .
تتحدد قوة العادة بشكل موضوعي وتجريبي ، بأنها المنطقة الوسطى ، بين مرحلتين متلازمتين بطبيعتهما العادة الانفعالية والمنعكس العصبي :
للأسف في الثقافة العامة يعتبران واحدا فقط وليسا اثنين ، ذلك خطأ ، يقع فيه بعض الأخصائيين في طب الأعصاب وعلم النفس أحيانا .
العادة الانفعالية محور سلوك الانسان ، المعاصر خاصة .
المنعكس العصبي محور سلوك الحيوان ، ونسبة كبيرة من البشر المعاصرين لنا اليوم ... أعتقد أنهم الأغلبية ( وأتمنى أن أكون مخطئا في التقدير وفي الموقف العقلي أيضا ) .
....
المنعكس العصبي سلوك عام وموضوعي ، وقد يكون مشتركا بين جميع البشر مثل الحركات اللاإرادية ، أو عادة انفعالية شخصية تحولت إلى منعكس عصبي بفعل العادة والتكرار الدائم ، ومن أمثلتها الشائعة الإدمان ، فهو يبدأ بعادة واعية وشبه إرادية ، يتطور إلى عادة انفعالية ومتكررة ( لاشعورية ولا إرادية وغير واعية ) ، ويتفاقم الأمر مع التكرار ، وتتحول إلى منعكس عصبي بعد سنوات من الادمان .
بعبارة ثانية ، المنعكس العصبي أحد نوعين :
1 _ الأول مصدره بيولوجي ووراثي ، وهو مشترك ، وخارج وعي الفرد وإرادته ومسؤوليته بالطبع ، ومثاله النموذجي الحركات غير الارادية .
2 _ الثاني مصدره نمط العيش الشخصي ، أو العادة التي تتحول إلى منعكس عصبي مع الزمن ، وهنا تبرز مسؤولية الفرد بوضوح .
الإرادة الحرة أو المقيدة ، هي نتيجة مباشرة للموقف العقلي للفرد مع سلوكه ، وقراراته الإيجابية أو السلبية ( أنت وأنا والجميع ) .
يمكن رفع درجة الإرادة الحرة ، ويمكن خفضها ، بحسب الموقف العقلي ونمط العيش .
....
اقترح عليك ، وضع عبارة " الإرادة الحرة والمنعكس العصبي على غوغل " ...
والقراءة لخمس دقائق كحد أدنى ، قبل متابعة القراءة ،
....
2
كتبت عدة رسائل مفتوحة لأشخاص مثلنا ( أنت وأنا ) ، وتلقيت بالمقابل رسائل مفتوحة أيضا ، من قبل أشخاص مثلنا جميعا .
أنا أعتقد أن ، كل سلوك يقوم به الفرد البالغ يعكس شخصيته الحقيقية وبنسبة تتجاوز الستين بالمئة في الحد الأدنى . والاستثناء الوحيد ، يتمثل بالسياسيين والممثلين البارعين ، حيث لا يجاريهم أحد أو يتفوق عليهم بدرجة التمثيل أو الفجوة بين القول والفعل إلى حد التناقض ، باستثناء الشخصية الفصامية بالطبع .
....
3
الانسان تشابه .
والفرد اختلاف .
هذه الحقيقة يصعب فهمها إلى اليوم .
مرة نميل إلى تأكيد التشابه ، ونبالغ في ذلك ، بحسب الحاجة والرغبة وننسى الاختلاف تماما .
أو العكس نميل للاختلاف وننسى التشابه .
التشابه أيديولوجيا الاستعمار .
والاختلاف أيديولوجيا الفصل والتمييز العنصري .
وكل انسان اليوم ( أنت وأنا والجميع ) نحمل المعيار المتناقض ، بدون وعي وانتباه غالبا ، وهو الأسوأ .
....
4
كيف يتلقى ، أو يقرأ شخص ( امرأة أو رجل ) رسالة مفتوحة وموجهة له شخصيا ، من قبل شخص آخر باسمه الصريح وبدون سابق معرفة ؟!
سوف أؤجل معالجة هذا السؤال إلى خاتمة الكتاب ، لأسباب تخص الكتاب نفسه .
....
5
مشكلة المعيار ، في الثقافة وفي الحياة أيضا ؟!
بعد وضع سلسلة منطقية يتكشف قسم كبير من الغموض ، في أغلب القضايا ، كمثال :
حركات الانسان بحسب تنوعها بين العام والخاص :
1 _ حركات لا إرادية ، مشتركة بين الجميع كالتنفس وضربات القلب وغيرها .
2 _ المنعكسات العصبية .
وهي مزدوجة بطبيعتها ، مع أنها تميل إلى المشترك والموضوعي .
لكن بعض المنعكسات العصبية فردية وشخصية تماما ، مثل مدمني المخدرات وغيرها .
3 _ العادة الانفعالية .
وهي أيضا مزدوجة ، ولكن تميل بالعكس إلى الجانب الشخصي والفردي .
لا توجد حاجة للأمثلة ، كيفما نظرت حولك أو داخلك ، كلا النوعين على مد النظر .
4 _ الطقوس والأعراف الاجتماعية .
5 _ الهوايات الفردية بطبيعتها .
....
6
يوجد فرق نوعي بين الصديقة الأولى وبين الصديقة المسكينة ، وهو نفس الفرق بين الصديق الأول وبين الصديق المسكين .
الصديق _ ة الأول _ ى : علاقتهما بالحياة عادة ( عطاء _ أخذ ) ..يتزاحم الناس لصداقتهما .
الصديق _ ة المسكين _ ة : علاقتهما بالحياة ( أخذ _ عطاء ) ...يرغب الناس بمغادرتهما .
....
نادرا ما كنت الصديق الأول ، مع أنني اختبرتها مرارا ، وكنت أجهل هذا التصنيف بالطبع .
أيضا كنت الصديق المسكين ، أكثر من الأولى بصراحة وخاصة مع النساء الجميلات ...
....
وأما الحب يا عيني عليه ....
7
من تستحق الحب يجدها وتجده .
من يستحق الحب يجده ويجده .
8
ما علاقة هذا النص بالزمن ؟!
_ الحياة ، والانسان أكثر من البقية ، لعبة الزمن بين السبب والصدفة .
9
أغلب الناس يتعاملون مع الزمن ، والأيام أو الساعات ، كوحدات منفصلة عن بعضها .
الزمن استمرارية ، صحيح نجهل طبيعته ومصدره ، لكن صرنا نعرف اتجاهه وسرعته .
ويمكن لكل فرد تغيير حياته ، أو تحديد مصيره وبدرجة عالية نسبيا .
( الحياة والحاضر = سبب + صدفة ) ، الصدفة خارج دائرة الوعي والتأثير ، لكن السبب مسؤولية الانسان المباشرة والمستمرة .
10
بعد فهم استمرارية الحاضر وازدواجيته ، حيث الحاضر السلبي عكس الحاضر الإيجابي ، يتكشف المأزق الوجودي للفرد !
الحاضر الايجابي أمامنا بشكل دائم ، والحاضر السلبي خلفنا بشكل دائم أيضا ، يتعذر الجمع بينهما وبنفس الوقت لا يمكن الاستغناء عن أحدهما .
طرق حل المعضلة محدودة بالفعل ، حيث غالبا ما يقوم الفرد باعتبار الأيام منفصلة ، على طريقة ( يوم جيد وآخر سيء ) ، أو محاولة دمج الأشكال الثلاثة للزمن ، الغد واليوم والأمس ، من خلال أحلام اليقظة .
11
لماذا لا يعيش الفرد الإنساني بسعادة ؟
_ لأنه لا يعرف ما الذي يجعله سعيدا .
ولماذا لا يعرف ما الذي يسعده أو يشقيه ؟
لأنه لا يهتم بنفسه بشكل حقيقي .
ولماذا لا يهتم بنفسه ؟
لأنه يعتقد أن الحقيقة ( والقيمة ) خارجه _ هناك .
تلك باختصار شديد ، كانت نتيجة بحث مطول ومنشور على الحوار المتمدن " السعادة " .
....
....

نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 3

فكرة جريئة ...
القانون العكسي ويترجمه البعض بالقانون التراجعي ، الفرق بين موقفي النجاح والفشل ؟
موقف النجاح يتضمن موقف الفشل ، بالإضافة إلى تقبل الجانب السلبي في الحياة بمجملها ، ومن ضمنها جوانب القصور والنقص الذاتي _ الغيري ، وبشكل تبادلي وتزامني باستمرار.
تفسره بشكل علمي وتجريبي جدلية الزمن والحياة ، العكسية .
موقف الفشل على خلاف ذلك ، هو حالة أولية وبدائية ، مشتركة بين جميع البشر .
بشكل تطبيقي ومباشر :
الشخصية الفاشلة حالة خاصة ، وهي موجودة بالأثر عند جميع الأفراد .
لكن الكثيرين ، لا يعرفون غيرها خلال حياتهم ، مهما تقدم بهم العمر .
على خلاف ذلك الشخصية الناجحة ( أو الناضجة أو السليمة عقليا ) ، فهي تمثل المرحلة الإنسانية الثانوية ( الجديدة ) ، والتي تتضمن مختلف الأطوار والمراحل التي سبقتها .
1
حياتنا ، أنت وأنا والجميع ، في أحد الاتجاهين :
1 _ الغالبية من سيء إلى أسوأ .
2 _ القلة من سيء إلى أقل سوءا .
هذه الفقرة شديدة الكثافة ، ومليئة بالثغرات والفجوات الكبرى ، وسأعمل خلال هذا النص على تفكيكها وإضاءتها بحسب مقدرتي ، وآمل ألا تكون النتيجة عكس رغبتي .
وأتمنى لك قراءة شيقة ، وفي الاتجاه الصحيح ، الآخر بالطبع ، ....
....
طبيعة حياة الانسان تختلف جذريا عن باقي الأحياء .
حياة بقية الكائنات دورانية أو دائرية ، ولا يشكل الفرد خلالها أكثر من عنصر ودور جزئي في حياة النوع ، القطيع أو السرب أو الجماعة . بالإضافة إلى أنها محددة بالغريزة والماضي سلفا ، والخروج عنها مرض في حده الأقصى واختيار الموت على الحياة .
حياتنا بالعكس تماما .
الماضي مشكلة الانسان ، وليس ميزة سوى في الحدود الدنيا ، فهو عطالة حقيقية ودائمة ، بالنسبة للفرد بعد مرحلة البلوغ والرشد .
وليت الأمر يتوقف عند ذلك الحد !
أفضل عمل وسلوك نقوم به اليوم ( حتى أدوار البطولة ) ، بعدما يتكرر يتحول إلى سلوك عادي وممل ، ثم إلى عادة سيئة ، وينتهي أخيرا إلى مهزلة وكارثة محققة .
....
أغلبنا ، يتأخر الأمر معهم طويلا قبل الصحو ، ولنفهم غالبا بعد فوات الأوان ، أن بؤس حياتنا سببها قراراتنا وخياراتنا الشخصية _الإيجابية الخاطئة أو السلبية ومواقف التجنب _ حين كان يجب علينا الفعل والقرار وتخاذلنا لسبب أو لآخر . ذكرت أريك فروم مرارا في هذا الكتاب ، وله عبارة حزينة ومؤلمة ومخيفة أكثر ، وهو على فراش الموت ( في الثمانين ) بين طلابه وزملائه : لا نستطيع أن نفهم الحياة إلا ونحن ونغادرها .
....
بالنسبة لي ، في الأربعين أكملت " نحن لا نتبادل الكلام " ، وتبتدأ ب...
احتجت أربعين سنة لأدرك
أنني أعيش في جهل تام .
وبعده في منتصف الأربعينات والعمر " بيتنا " ...
رجل يشبهني
وضع قدمه في المكان المناسب ،
ومشى خلف الخطوة الأولى ...
دار حول نفسه
ولم يجد الأعداء
لم يجد الأصدقاء أيضا .
شاركت في عذابه كغيري ،
وكان الطواف رتيبا معادا ...
مرت الأيام الأولى ببطء ،
لكن الشهور ثم السنين مرت بسرعة
لو أن الزمن يستعاد
كنت سأكلمه
وأصغي إليه
وكان سيفعل بجدية أكبر
لو وضع نفسه مكاني
وكنت أنا الرجل الذي يشبهه .
....
في 1 / 1 / 2012 وأن بعمر 52 سنة لأول مرة في حياتي أشعر براحة البال .
وعرفت حجم أخطائي السابقة ( قد تكون القادمة أسوأ ) ، بشكل تقريبي طبعا ، لا أحد فينا يخلو من النرجسية والغرور ، ولا أعتقد أن بإمكان أحد التحرر منها بشكل نهائي مهما تقدم به العمر وكانت ظروفه مواتية .
باختصار ، فهمت أن المشكلة كانت في عقلي وطريقة تفكيري بالفعل .
ومن وقتها ، أعرف قيمة كل لحظة من الحياة ، لي أو لغيري ، ... أو هكذا أرغب .
بدأت السلسلة ( هذا الكتاب بؤرتها بدون شك ) بعد 2012 ، وهي منشورة بالكامل على صفحتي في الحوار المتمدن ، الموقع الذي أحمل له ولأصحابه كل الاحترام والتقدير .
.....
2
كل يوم جديد ، بل كل حدث أو خطوة ، مفترق بين اتجاهين متناقضين تماما : التكرار على منوال الأمس والماضي أم قفزة إلى الجديد والمجهول ؟!
اتجاه الاثارة أم اتجاه الأمان ؟!
....
الثنائيات الجدلية تحكم حياة الانسان منذ بداية التاريخ المعروف ، وسوف يستمر الوضع خلال هذا القرن على الأقل . البديل الثالث معروف أيضا منذ عشرات القرون ، وما يزال نخبويا ، ويتعذر تطبيقه في الحياة اليومية والاعتيادية بسبب صعوبته وتكلفته العليا في البداية .
....
3
القانون العكسي ( أو التراجعي ) باختصار شديد ، تحقيق التجانس بين العدو والحبيب !
الموقف الإنساني واحد ، أو وحدة عضوية ، وليس أجزاء مفككة .
( نحن جميعا نحمل اتجاهات عقلية متناقضة تماما ، مثلا التسامح والانتقام نحن جميعا نطلب الاثنين معا ، ونعجز عن التخلي أو تجاوز أحدها ) .
الموقف من النفس يشبه الموقف من الآخر ، ويتوافقان بالاتجاه دوما .
الموقف من الآخر واحد ، وثابت . وهو سلبي أو إيجابي .
المدهش في الأمر ، أنه موقف مشترك بين جميع الأديان الكبرى ، وهو الأيديولوجيا السائدة في مختلف الجماعات البشرية . لكن مع وجود اتجاه معاكس ( ثانوي بحقيقته ) يدعو إلى القتل والتدمير والإرهاب .
هذه الفقرة تجسد تجربتي الثقافية أولا ، والاجتماعية بالدرجة الثانية ، والشخصية للأسف يختلف القول عن الفعل إلى درجة التناقض أحيانا .
لا أتردد في رد الإهانة ، وغيرها من ضروب العنف والانتقام.... أشبهك إلى درجة التطابق .
الفرد اختلاف .
الانسان تشابه .
بينهما المجتمع المحلي أو العالمي ، المجتمع دغمائي بطبيعته ومحصلته صفرية دوما .
....
الحيوان الداخلي موجود ، بالفعل والقوة والأثر ، لدى الفرد الإنساني .
المشكلة أننا لا نرى غيره في العدو .
بالمقابل في أنفسنا وأحبابنا وأهلنا إلى بعد خراب مالطة ( في حروب الأخوة الأعداء ) .
....
مثال تطبيقي الصداقة بين المرأة والرجل ، من يعرف صداقة ناجحة ؟!
لماذا تفشل الصداقة بين الجنسين بنسبة تفوق 99 بالمئة الشهيرة والمقززة ؟
لا أزعم بمعرفة الحواب الصحيح .
لكن بحسب تجربتي الشخصية أولا والاجتماعية ثانيا والثقافية أخيرا ، الجواب بسبب العلاقة بين التكلفة والجودة .
لنجاح أي علاقة إنسانية على المدى الطويل ، يجب تحقيق المعادلة الصعبة للطرفين :
الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا .
هل يمكن تحقيقها ؟
جوابي الشخصي نعم بالتأكيد ممكن ، وبطريقة سهلة ( نسبيا ) أيضا :
علاقات الثقة والاحترام والحب .
....
النظرية الرابعة للزمن
النظرية الرابعة _ الباب السادس
نظرية جديدة للزمن الباب السادس
....
المشترك الوحيد بين العتبة والسقف فقدان الأمل .
....
قانون الحياة الحل الأسهل هو الأسوأ .
قانون الزمن الحل الأسهل هو الأفضل .
...
بداية الزمن نهاية الحياة
والعكس صحيح
بداية الحياة نهاية الزمن
....
البداية والنهاية واحدة ، هذه خلاصة والأسئلة كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ بعهدة المستقبل .
خلاصة الكتاب الصادمة للكاتب / القارئ .... التفكير بصوت عال .
....
يتزايد التجانس بين الجودة والتكلفة في حياة الانسان ، بسرعة تفوق الوصف .
بينما هما نقيضان في الزمن والطبيعة ، كيف ستكون حلول المشكلة ؟!
....
المال والوقت هما العملة الموحدة ، واللغة المشتركة ، بين التكلفة والجودة .
.....
.....
الباب السادس مع الفصول 1 و 2 و 3 والملحقات

تحديد المشكلة ، بشكل دقيق وموضوعي ، نصف الحل الصحيح والمناسب بالتزامن .
وهذا ينطبق على الفلسفة أو الفيزياء أو قضايا المجتمع والثقافة والوضع الانساني بصورة عامة .
المنطق ( العقل والتجربة ) بوابة الحقيقة ، والمدخل المباشر والوحيد للمعرفة العلمية الجديدة .
1
ما الذي نعرفه بداية الأسبوع الأول من سنة 2020 ، بشكل علمي وموضوعي ؟!
أعتقد أن الأفضل للمعرفة الفردية ، أن يحدد المرء ما يجهله أولا ، وبشكل دوري وسنوي على الأقل ، أعتقد من المناسب دورة نصف السنة ، الشهر قصير جدا والسنة بعيدة بالمقابل .
" المجهول " أو ما هو خارج الوعي والتفكير والادراك والشعور تماما ؟!
خلال القرن الماضي وحده ، تحققت تغيرات في العالم والحياة بالتزامن مع قفزات معرفية جديدة ونوعية ، كانت ضربا من الخيال ( والوهم ) بالنسبة لجميع الأسلاف .
ومع ذلك الجهل وغير المفكر فيه ، ربما يكون أكبر في الجانب المقابل الذاتي .
ما الذي نعرفه ( أنا وأنت ، ...) أكثر من ما كان يعرفه بوذا والمسيح وسقراط والمعري ؟!
بالطبع بعدما نستثني التكنولوجيا الحديثة ، مع العلوم التطبيقية بما فيها الطب النفسي أيضا .
....
اليوم 5 / 1 / 2020 ، ما يزال الموقف العلمي والثقافي ، يعتبر أن اتجاه سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل !
أو ، وهو الأسوأ موقف الانكار ، اعتبار الزمن مجرد فكرة ذهنية ، ولا وجود حقيقي له .
أو اعتبار حركة الزمن عشوائية ، وليست منتظمة أو ثابتة .
ذلك هو مضمون النظريات الثلاثة ( السابقة ) للزمن .
بينما النظرية الجديدة للزمن " النظرية الرابعة " تتضمن ما سبقها بالقوة والفعل .
....
1
لماذا النظرية الرابعة للزمن ، أو الجديدة ؟
توجد نظرية تقليدية ، وهي مشتركة بين العلم والفلسفة والأديان ، تمثل التصور العام للزمن بالتوافق مع الحواس المباشرة وتتمحور حول اتجاه الزمن : من الماضي إلى المستقبل .
الخطأ المحوري في هذا الموقف ، يتمثل خلال الافتراض الضمني بأن الزمن جزء من الحياة ، أو أنهما " الحياة والزمن متلازمة " في الحركة والاتجاه ، والحقيقة غير ذلك .
الواقع الموضوعي دينامي بطبيعته ! حيث الزمن والحياة بينهما علاقة جدلية ( عكسية ) ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بدون شروط .
اتجاه الحياة هو بالفعل من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر .
اتجاه الحياة ثابت ووحيد : من الماضي إلى المستقبل .
لكن حركة الحياة ( ما تزال ) غير معروفة بشكل دقيق وموضوعي ، وقد تكون عشوائية أو هكذا تبدو للحواس المباشرة ؟! هذا الموضوع مفتوح وهو في عهدة العلم والمستقبل ....
لكن اتجاه الزمن على العكس تماما ، من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر .
اتجاه الزمن ثابت ، ولا يوجد أي دليل على العكس . بالمقابل جميع الدلائل والملاحظات المتأنية تؤكد أن اتجاه حركة الزمن 1 _ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماض .
( والعكس هو اتجاه الحياة الثابت والوحيد أيضا ، كما تؤكد الملاحظات المختلفة ) .
سرعة حركة الزمن أيضا ثابتة ، وهي نوعين :
1 _ الحركة التعاقبية ، من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي أخيرا .
وهي السرعة التي تقيسها الساعة .
2 _ الحركة التزامنية ، من الحاضر1 إلى الحاضر2 إلى الحاضر3 ...بلا نهاية .
وهذه السرعة عتبتها سرعة الضوء ، وربما تكون نفسها !
وهي تمثل فرق التوقيت ، أو التزامن المتدرج على مروحة 24 ساعة في العالم .
....
النظرية الحديثة ، والتي تتمثل بموقف اينشتاين ، وفرضيته الجريئة أن الزمن بعد رابع للمادة وتكملة ذلك ، بأن الزمن ليس له اتجاه محدد أو ثابت .
المشاهدة اليومية تخالف ذلك الموقف ، وقد عالجت هذه الفكرة بشكل موسع ومنشور على الحوار المتمدن .
وأما النظرية النقدية مع موقف التنوير الروحي ، حيث يجمعهما موقف الانكار ، أو اعتبار الزمن مجرد تركيب ذهني وعقلي مثل اللغة والرياضيات وبدون مقابل موضوعي .
أعتقد أن إلغاء الماضي والمستقبل يتناقض مع العقل والمنطق ، ومع التجربة الإنسانية عامة .
....
2
في الستين الأولى ، لا يستطيع الانسان تحقيق رغباته .
لكن يمكنه تغييرها ، واستبدالها بالأفضل ، وبسهولة تتزايد مع النمو والنضج .
التصنيف الرباعي للقيم الحالية ، في عالم اليوم 2020 من الأدنى إلى الأرقى :
1 _ الصدق السلبي ، ويتمثل بالنميمة والوشاية ، أيضا الوقاحة ومختلف أنواع النصب والغش والاحتيال تقع في هذا المستوى الوضيع " القاع الإنساني " .
2 _ الكذب العادي والمبتذل خلال الثرثرة ، لا أحد يجهله .
كلنا نكذب ، وغالبا لمبررات تافهة للغاية .
من لا يدركون الجانب السلبي في شخصياتهم ، هم في مستوى خطر من المرض العقلي .
3 _ الصدق ، للأسف ما يزال نادرا في الثقافة والحياة العربيتين والاسلاميتين .
بعد الخمسين ، فهمت ماذا يعني الصدق ، بشكل نسبي طبعا وقياسا بتجربتي السابقة ، فقد كنت أمارس الكذب الذي ورثته تماما ( المجاملة والنفاق ) .
تكلفة الصدق عالية ، لكن جودته أعلى دوما .
السعادة وراحة البال تبدأ بعد هذا المستوى ، وليس قبله مطلقا .
والأهم من ذلك هذا المستوى يمثل عتبة الصحة العقلية ، وبشكل واضح ويسهل تحديدها ، وقياسها أيضا بشكل موضوعي وتجريبي .
4 _ الكذب الأبيض ( التواضع وإنكار الفضل ) ، مستوى يشترط النضج الشخصي بالفعل .
أتدرب عليه ، لم أنجح ، ... هو حلم وأمل .
وسوف أكتب تجربتي آخر السنة الجميلة " الجديدة " ...
2020 السنة البشرى
....
وصلت إلى وضع وموقف الجنون ، والانفصال عن الواقع .
أعتبر أن الموقف العلمي والثقافي _ من الزمن والواقع والوجود الموضوعي _ خطأ .
ونسبة الشك عندي لا تتعدى 1 بالمئة .
أنا على يقين ، أن اتجاه الزمن وحيد وثابت ، من المستقبل إلى الماضي .
وكنت أعتقد أن فترة التجاهل ، من قبل الهيئات العلمية والثقافية ، للنتيجة التي توصلت إليها لن تتعدى الأشهر !
الآن ، أفهم وبوضوح درجة الخدر وغياب الوعي في عالمنا الحالي ، وبين العلماء أيضا .
وأدرب نفسي على التكيف مع هذا الوضع ، المخيف بالفعل .
وهذا يفسر _ لي ولغيري _ التعويل على الذكاء الاصطناعي ، لأن الانسان ( كيف أقولها وأكتبها ) ما يزال في طور المراهقة وقد يدمر نفسه وما حوله ، إن لم تستبدل مراكز السيطرة والتحكم بقوى موضوعية ، ولو كانت محايدة ولا تقيم أهمية للإنسان وحياته ، لن تكون إدارتها أسوأ من تركة أسلافنا في العالم وبلا استثناء .
....
....
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف 1

العلم تاريخ الأخطاء المصححة ( غاستون باشلار ) .
أفهم العلم أنه متلازمة ... تجربة واختبار وتفسير وتراكم ، مع أنه موضعي ومحدود .
وأفهم الفلسفة أنها رؤية الصورة الكاملة بشكل نقدي ، وهي موقف جديد _ متجدد بطبيعته .
بينما الأديان والتنوير الروحي متلازمة ...أخلاقية ، داخلية بطبيعتها ومحورها التواضع .
ليست العلاقة بين الثلاثة بسيطة وتكاملية بالطبع ، كما أنها ليست علاقة اختلاف وصراع بالضرورة .
المعرفة الفردية كما أفهمها ، علاقة دينامية _ تطورية ، تشمل مختلف جوانب الحياة ، ولا تقتصر على الجانب العقلي والفكري .
1
ما هو الواقع أو الطبيعة ؟
البعض لا يميزون بين مشاعرهم وأفكارهم المسبقة وبين الواقع الموضوعي ، وهذا الموقف قديم ومشترك وموروث ، مثل اللغة ولون البشرة وزمرة الدم .
لكن ومع بداية المراهقة يتحول الواقع إلى مشكلة مزمنة ، ومتجددة وتتطلب الحل ....
سأكتفي بالعبارات الثلاثة ، التي ذكرتها سابقا :
لا يوجد واقع ، بل تأويلات ( نيتشه) .
سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد ( فرويد ) .
يجب تحليل الحاضر ، وكيف يحضر الانسان في الآن _ هنا ( هايدغر ) .
لكل منا تصوره الخاص عن الواقع ، والشخصي جدا ، وأحيانا يختلف موقف الشخص نفسه بحسب تغيرات الأوضاع والظروف .
....
" الحاجات المشبعة لا تتحول إلى دوافع " ، أحد أهم مكتشفات التحليل النفسي .
أنت وأنا والجميع ، لا ننتبه عادة لوجود الهواء ( الأكسجين ) .
فقط مرضى الجهاز التنفسي ، من يعرفون قيمة الأكسجين الحقيقية ولا يغفلون عنها .
نفس الشيء يحدث في حياة الفرد بشكل مستمر ، تتغير الحاجات والرغبات والأفكار بشكل عشوائي معظم الوقت ، ثم تبرز مشكلة فتتطلب الحل :
1 _ الطفل _ة والمراهق _ ة يعتقد أنها خاصة به وحده ، وهو لا يشبه أحدا ولا أحد يشبهه .
وكلنا نعرف الحلول التي يسلكها المراهق _ ة والطفل _ ة ، لأننا نكررها دوما في لحظات الانفعال ، أو في الأحوال الحرجة أو الجديدة .
" الفرد اختلاف " ، كل فرد يختلف عن كل فرد آخر .
هذه الحقيقة الأولى التي نصطدم بها جميعا ، لكن بعضنا ينكرها ، ويفضل أن يدور حول نفسه لبقية عمره .
2 _ الشخصية البالغة والراشدة ، تعرف أن مشكلتها اجتماعية ( وثقافية ) أولا ، لكن الحل والمسؤولية تقع على عاتقها فقط ، والأهم من ذلك نوع الحل وشكله .
التجانس بين التكلفة والجودة حقيقة إنسانية ، ولحسن الحظ تتضاعف درجة التجانس مع التطور... الإنساني أو التكنولوجي .
الانسان تشابه ، كل فرد يشبه كل فرد آخر ، هذه خبرة النصف الثاني من العمر .
....
2
لنتخيل المشهد قبل خمسمئة سنة وكل التاريخ الإنساني ، قبل غاليلي وكوبرنيكوس ؟
الأرض ثابتة ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم .
كان ذلك هو الواقع والطبيعة والحقيقة ، والوجود الموضوعي ، ويتطابق مع الحواس .
....
الأرض هي التي تدور حول الشمس ، والانسان كائن تطوري ، والسماء أو الأرض أو فوق أو تحت ... مصطلحات فارغة ، والحقيقة بالنسبة لك هي غيرها بالنسبة لي أو لها .
ما تزال النسبية عصية على الفهم عند الكثيرين .
الشخصية النرجسية عاجزة عن إدراك النسبية والموضوعية ، عداك عن فهمهما .
الشخصية الدوغمائية تدرك الموضوعية : نحن _ ضد _ هم ، لكنها تفشل بفهم النسبية والاختلافات الحقيقية بين البشر .
الشخصية الأنانية ، تدرك النسبية والموضوعية ، ولكن في الاطار المباشر والمنفعة الضيقة والمحدودة .
الشخصية الموضوعية ما تزال في طور التشكل ، مع العقد الثالث للألفية الثالثة .
وإلا كيف يمكن تفسير العنصرية ، والتعصب ، والعنف وبقية الأمراض الاجتماعية _ الثقافية الموروثة والمشتركة !
....
3
التجربة والمعرفة متلازمة ، أو اثنان في واحد ، هذا موقف العلم الحديث وماهيته .
وهذا الموقف خطأ صريح ، ويمكن التأكد منه بالملاحظة المباشرة في أي جامعة بالعالم .
وهنا تبرز أهمية الفلسفة ، والأديان أيضا ، السماوية أو غير التأليهية كالبوذية مثلا .
المعرفة العقلية والمعرفة التجريبية جدلية ، ثابتة ومتكررة .
لا يولد الانسان ، وعقله صفحة بيضاء .
أيضا لا يولد بغرائز مكتملة مثل بقية الأحياء .
المجتمع يتوسط الفرد والانسان ، وهو بديل ثالث بالفعل والقوة معا .
لكن أحيانا يكون البديل الثالث السلبي ، حيث المجتمع المريض والدولة الفاسدة .
أو البديل الثالث الإيجابي ، حيث القيم الإنسانية المشتركة .
للأسف ما يزال العالم الحالي في المرحلة الثنائية _ الدوغمائية : نحن _ ضد _ هم .
لكن ، ولحسن الحظ توجد قيم إنسانية مشتركة بين جميع الثقافات والمجتمعات .. يندر أن تجد أحدا يفتخر بكذب أهله وأحبائه ، أو بغبائهم أو بطمعهم أو....
أعتقد أن لائحة حقوق الانسان الحالية تمثل القيم الإنسانية المشتركة ، وتتضمن قيم غيرها من الأديان والثقافات ، بينما العكس غير صحيح .
....
الاثنان أصل الواحد ، وأصل الاثنان أربعة ....وتستمر السلسلة .
هذه خبرة عامة وتتكرر في كل لحظة ، ومع ذلك هي مهملة بالعموم .
جدلية الانسان والفرد أصل المشكلة .
الانسان مفهوم ميتافيزيقي ، يتعذر تحديده .
الفرد مصطلح علمي ، محدد بدقة ووضوح .
مع ذلك يبقى الغموض في الوضع الإنساني هو القاعدة ، والمعرفة حل مؤقت .
....
4
مع بدايات القرن الماضي ، واكتشاف مكونات الذرة ، اصطدمت المعرفة الحديثة والفيزياء خاصة بحقيقة جديدة " عدم اليقين " ، أو المصادفة .
هي ليست جديدة على الفكر ، لكن جديدة في العلم ، ظاهرة تتكرر في المخابر .
بعبارة ثانية ، وضع الفيزياء الحديثة ( منذ أكثر من قرن ) بحالة فصام :
1 _ الفيزياء الفلكية ومعها الفيزياء الكلاسيكية يقينية ، وموضوعية ، ونتائجج التجربة منفصلة عن الانسان ورغباته وأفكاره . التجارب التي أجراها نيوتن ، أو غيره ، يمكن تكرارها في أي مختبر في العالم والنتيجة واحدة .
2 _ الفيزياء المجهرية احتمالية وغير يقينية ، وتختلف نتيجة كل تجربة عن ما سبقها ، أيضا تختلف عن كل ما سيأتي لاحقا .
نفسه عالم الفيزياء المجهرية ، الذي يراقب حركة الالكترون ، تتغير نتيجة تجربته كل مرة !
لهذه الفقرة عودة متكررة ...
....
ما هو الزمن ؟!
هل هذا السؤال منطقي وصحيح ؟
هل هو سؤال العلم والفيزياء خاصة ؟ أم سؤال الفلسفة ؟ أم سؤال الدين والتنوير الروحي ؟
بصرف النظر عن الأجوبة المتنوعة ، ومدى صحتها أو اقترابها من الحقيقة والواقع ، وربما لا نتمكن من الإجابة عليها خلال هذا القرن ، وحتى الذي يليه أيضا !
ومع ذلك ، وهنا المفارقة نعرف اتجاه حركة الزمن ونوعها وسرعتها ، وهذه كلها ظواهر فيزيائية تقبل الملاحظة والاختبار ، لكن بشكل منطقي وغير مباشر .
_ حركة الزمن ثابتة : 1 _ من المستقبل 2 _ إلى الحاضر 3 _ إلى الماضي .
_ نوع الحركة ثابتة ، وهي نفس السرعة التي يقترب بها المستقبل ، يبتعد بها الماضي .
مثال مباشر ، سنة 2010 تبتعد بنفس السرعة التي تقترب بها سنة 2030 .
_ لحركة الزمن سرعتين مختلفتين :
1 _ تعاقبية هي التي تقيسها الساعة .
2 _ تزامنية ، عتبتها سرعة الضوء ( وعلى الأرجح تتجاوز سرعة الضوء ) .
....
....

نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف 2

لماذا تختلف الفيزياء الكلاسيكية ( ومعها الفلكية دوما ) مع الفيزياء المجهرية أو فيزياء الكم إلى درجة التناقض الصريح ، والدائم ربما ؟!
هذا السؤال ، وكثير غيره ، يتعذر الإجابة عليه بدون تغيير الموقف العقلي من الزمن .
وبعد تصحيح اتجاه حركة الزمن ، من المستقبل إلى الماضي وليس العكس ، تتضح الصورة الكبرى والكلية ...هذا موقفي وخلاصة خبرتي الثلاثية ( الشخصية والاجتماعية والثقافية ) .
عندما ننظر حولنا ، باتجاه الأرض أو إلى الفضاء خاصة ...نحن نرى الماضي فقط . والماضي بطبيعته ثابت وصور تتكرر ، على خلاف الحاضر والمستقبل أكثر .
1 _ الماضي ( وجود بالأثر فقط ) ، سلاسل سببية تتكرر بلا زيادة أو نقصان _ سوى التشويه نتيجة الإضافة أو الحذف .
2 _ الحاضر أو النتيجة أو الواقع المباشر ( وجود بالفعل ) = سبب + صدفة .
3 _ المستقبل مصادفات واحتمال ( وجود بالقوة فقط ) .
يسهل فهم التناقض بين نتائج الفيزياء المجهرية والفيزياء الفلكية :
1 _ الفيزياء الفلكية ومعها الفيزياء الكلاسيكية موضوعها الماضي ، وهو ثابت لا يتغير .
2 _ الفيزياء المجهرية موضوعها المستقبل لحظة تحوله إلى الحاضر ، فالماضي أخيرا ، وهو احتمال وعدم يقين بطبيعته .
الماضي أحادي البعد ، والحاضر ثنائي البعد ( صدفة وسبب ) ، بينما المستقبل ثلاثي البعد بطبيعته ويتضمن الحاضر والماضي بالقوة . ( هذه الفكرة مكثفة ومختزلة ، لأنني ناقشتها بشكل موسع وتفصيلي في نصوص سابقة ومنشورة أيضا على صفحتي بالحوار المتمدن ) .
....
" كل آت قريب ، وكل ماض بعيد "
وأما بالنسبة لاتجاه حركة الزمن ، فيمكننا استنتاجها بطرق عديدة وقد ، عرضتها في النصوص السابقة ، ويمكن اثبات ذلك بشكل منطقي أيضا عبر الاستعانة بالهندسة الفراغية :
لنقسم المسار بين المستقبل والماضي إلى خمس أجزاء ( وحدات ) :
لدينا وحدة 1 تمثل المستقبل البعيد ، ووحدة 2 مقابلة تمثل الماضي البعيد... وبينهما المستقبل والحاضر والماضي ، ...
لا خلاف على أن المستقبل يقترب وأن الماضي يبتعد ( والسرعة نفسها ) وهذه ظاهرة تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء ( عيد ميلادك يبتعد ويوم وفاتك يقترب ، وبنفس السرعة ، ... يسهل فهمها عند تخيل حياة شخص آخر ، يوم مولده ويوم وفاته ) .
اتجاه الحركة من البداية إلى النهاية ، من الوحدة 1 ، المستقبل ، الحاضر ، الماضي ، وأخيرا الوحدة 2 ( يساعد تخيل مجرى نهر يمثل حركة الزمن ، المستقبل يقترب والماضي يبتعد )
بمجرد أن يتمكن الانسان من تخيل المشهد الموضوعي ، تتكشف حركة الزمن مع الاتجاه .
....
تفسير استمرارية الحاضر ، نتيجة مباشرة لفهم اتجاه حركة الزمن :
الواقع الموضوعي في جانبه المباشر أو الحاضر ، يشبه الأسطوانة ...
حيث المستقبل يمثل وجهها العلوي ، والماضي وجهها السفلي ، وهي معبئة بسائل ( الماء مثلا ) إلى منتصفها .
يبقى الحاضر ( السائل ) بمستوى ثابت حول منتصف الأسطوانة ، وتفسير ذلك سهل ، بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
الواقع ( الأسطوانة ) ثلاثي البعد : 1 _ مكان 2 _ زمن 3 _ حياة ووعي .
المكان أو الأسطوانة ثابت ، والزمن والحياة متعاكسان ، ومتساويان بالقيمة المطلقة .
.....
مثال تطبيقي ( ومكرر في نصوص سابقة )
العلاقة التي تحقق جودة عليا بتكلفة دنيا ، هل هي ممكنة واقعيا ؟!
.....
حاجة الفرد إلى الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا من شريكه _ ت العاطفي خاصة ، يتعذر تجاوزها ، كما أن تحقيقها ليس سهلا ، بل هو متوسط درجة الصعوبة أو السهولة .
يحصل الفرد خلال حياته على تلك العلاقة ( جودة عليا مقابل تكلفة دنيا ) _ وهي تحقق الاشباع والارضاء بالفعل _ من مصدرين الأول والدائم من الأبوين أو أحدهما أو البديل ، والثاني من الطبيعة مباشرة ، حيث الهواء مجاني مع أنه الأغلى والأرفع قيمة يليه الماء وهو شبه مجاني ، أيضا الجمال .
بعد الرشد ، لا تتحقق تلك العلاقة _ جودة عليا بتكلفة دنيا _ المرضية والمشبعة سوى في علاقات الحب ، والتي تتمحور حول الثقة وعتبتها الاحترام .
ما أفقر حياة الفرد ( امرأة أو رجل ) الذي لم يعرف ذلك المستوى والنوع من العلاقة ، ولو ملك كنوز العالم .... هو _ هي يستحقان الشفقة .
.....
يمكن تصنيف مختلف العلاقات الإنسانية ، وفق أربع مستويات :
1 _ علاقات الحاجة .
2 _ علاقات الجاذبية .
3 _ علاقات الاحترام .
4 _ علاقات الثقة .
وبالإضافة إلى ذلك المصطلح الغامض " مصلحة الانسان " متناقض ذاتيا ...
وهذه الفكرة أيضا ناقشتها ، بشكل تفصيلي وموسع ، في نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن ، وهي تتلخص باختصار :
للفرد الإنساني ثلاثة أنواع من المصالح ، وهي متناقضة بطبيعتها :
1 _ المصلحة المباشرة ، وتتضمن الرغبات الأنانية والنرجسية ، وعندها يقتصر اهتمام الفرد على اشباع حاجاته المباشرة ويكون ذلك بالضرورة على حساب نضجه ومصلحته المتكاملة .
2 _ المصلحة المتوسطة ، وتمثلها الخطط الخمسية للشركات والمؤسسات ، وهي تتطلب التضحية نسبيا بالمصالح الأنانية والمباشرة ( أو بالكامل مع الأهداف الكبيرة ) .
3 _ المصلحة البعيدة ، ونموذجها المصلحة الروحية وإدراك الانسان لحياته من خارجها .
....
مختلف العلاقات الإنسانية أحد نوعين : سلبية أو إيجابية ...
العلاقة السلبية تتضمن 1 و 2 ، وتنتهي بعد انتهاء الحاجة ، أو تغير الجاذبية .
توجد أمثلة لا تحصى على هذا النوع من العلاقات ، والعواطف أيضا .
بينما العلاقات الإيجابية ، هي بالضرورة تتضمن الاحترام ، والثقة هي الذروة .
وحدها علاقات الثقة ، تحقق للطرفين ( أو الأطراف ) جودة عليا بتكلفة دنيا .
وهذا النوع والمستوى من العلاقات ، يحقق النجاح الزمني والتوازن بالضرورة :
1 _ بالنسبة للأمس والماضي ، مشاعر الثقة والرضا .
2 _ بالنسبة للحاضر ، يتوفر الحد الأدنى من الأمان والاثارة دوما .
3 _ بالنسبة للغد والمستقبل ، توجد غايات واتجاهات وأمل .
....
المفارقة المحزنة ، والتي تثير السخرية أيضا ، أن أكثر الناس حاجة للثقة هم أكثر من يبدد ثقة الآخر _ ين بهم بسرعة وخفة .
السؤال الذي ينبغي أن يتحول إلى هاجس ، وتساؤل يومي أو شبه يومي :
هل أنا شخصية جديرة بالثقة ؟!
لا يوجد شخص أهل للثقة مع أحد أصدقائه ( أو صديقاته ) ، وخائن لغيره أو لغيرها .
خلال المراهقة يفهم الشخص المتوسط ، بدرجة الذكاء أو الحساسية ، معادلة الثقة .
تتزايد معدلات الذكاء لدى الشخصية المتوسطة في العالم كله ، بشكل ملحوظ وتجريبي ، وهو الأمر الذي يتزامن مع تزايد التقارب بين الجودة والتكلفة بمختلف المجالات ، وهي تقارب التجانس في المجالات العلمية والأدبية والفنية على سبيل المثال .
يوضح الأمر ، التجانس شبه المؤكد بين الشهرة والجدارة في العلم والموسيقا والغناء وغيرها.
بداية العقد 3 للقرن 21 .
ولو أجرينا مقارنة بسيطة للقرنين 19 و20 مع الحالي ، تتضح طبيعة العلاقة بين الجدارة والشهرة ، واقترابها المتزايد من التجانس مع الحركة والتطور .
....
مثال تطبيقي ومباشر على الفكرة ، هذا الكتاب نفسه ؟
إذا تبين خلال السنوات القليلة القادمة ، ما يؤكد صحة ( أو خطأ ) فرضية اتجاه الزمن الثابت والوحيد من المستقبل إلى الماضي ، ومروا بالحاضر ، سوف يحصل على الاهتمام والتقدير وفي حال ثبوت العكس ، ... يرمى في أقرب سلة مهملات .
بينما كان الأمر ليتطلب مرور عدة أجيال ، قبل تحقق الحكم العادل والصحيح .
أمثلة السكك الحديدية والطائرات وحقيقة دوران الأرض حول الشمس .
لنتخيل قبل غاليلي وكوبرنيكوس ، كانت الأرض مسطحة وثابتة وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم ، ولم يكن ليخطر على بال الوضع الحقيقي للنظام الشمسي ، والذي يعرفه كل طفل _ة قبل العاشرة ، ويفهمه أيضا .
....
الوضع الإنساني مأساوي بطبيعته ، الموت نهايته الحتمية .
والأكثر مدعاة للقلق الصدفة ، أو الاحتمالات المفتوحة دوما على المفاجئات غير السارة ، بل والمخيفة في حقيقة الأمر .
كل يوم جديد ، والحاضر بطبيعته سبب + صدفة .
السلاسل السببية مسؤوليتنا ( نحن البشر ) ، بينما سلاسل الاحتمالات خارج وعينا وإرادتنا ورغباتنا ، ولها وجودها الموضوعي والمنفصل عن الحياة والانسان .
بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يتكشف واقع جديد ، ولكن يبقى الكثير من الأسئلة المفتوحة عن مصدر المستقبل الزمني ، وعن مصير الماضي ، وغيرها بلا أجوبة .
....
ما يخسره الحاضر ( بنتيجة تحول الحاضر إلى الماضي ، يتجدد آليا وبشكل دوري ومستمر من المصدر أو المستقبل ) ، بالتزامن مع حركة معاكسة من الماضي ( حيث حركة الحياة عكس حركة الزمن من الماضي إلى الحاضر ، فالمستقبل أخيرا ) .
....
ملحق
شكرا بوذا
بعد 25 قرنا تصلح الأيدي للمصافحة
....
الجزء الأحدث من الدماغ هو المشكلة والحل بالتزامن .
يطالب محور الدوغما الأول ( الاعتدال ) بعبادته ، ويطالب محور الدوغما المقابل ( الممانع ) بإبادته واستئصاله .
حيوانات السيرك توضح المشكلة ، وتفسرها أيضا ،
الهوية الفردية حقيقة اجتماعية وثقافية ، وهي بداية طريق التحقق والنمو المتكامل .
" السعادة هناك _ هنا والشقاء أيضا هنا _ هناك "
....
....
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس مثال تطبيقي

شعور المظلومية مع الانكار وموقف الضحية ، بدلالة الزمن
1
" لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم ، فقد خلقوا لزمان غير زمنكم "
" أولادكم ليسوا لكم
أولادكم أبناء الحياة
والحياة لا تقيم في منازل الأمس "
العبارة الأولى تنسب لعلي بن أبي طالب الخليفة الرابع ،
والعبارة الثانية لجبران ، ويعرفها الجميع بفضل الرحابنة وفيروز .
....
اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا .
يسهل فهم الفكرة ( والخبرة ) بالنسبة لصغار السن ، قبل أن تيبس الرأس ويجف العقل وتتعطل الحواس والتفكير .
والمفارقة اللطيفة والمحزنة معا ، أنها معروفة كما تدل العبارتان منذ عشرات القرون .
....
لماذا ترفض الفكرة ، وبدون وعي وتفكير ، من قبل الغالبية والأكاديميين خصوصا ؟!
التفسير بسيط وصادم : المقاومة .
المقاومة مصلح مركزي في التحليل النفسي ، وهو أكثر أهمية من اللاشعور والكبت وغيرها من المصطلحات المعروفة .
المقاومة لاشعورية بطبيعتها ، ويصطدم بها كلا طرفي العلاقة العاطفية ، وهي المحدد الأساسي لنجاح العلاقة أو فشلها .
( أي علاقة لا على التعيين ، المقابلة النفسية أو الصداقة أو العشق أو الخصومة أو الشراكة )
....
2
الزمن جديد قادم من المستقبل .
والحياة جديدة قادمة من الماضي .
والمكان أو المادة إناء فارغ يحتوى الوجود .
هذا هو الواقع الثلاثي البعد بطبيعته ، والذي يسهل فهمه .
هو ظاهرة حقيقية ، وتقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء .
....
هذه الفكرة مشتركة بين الفلسفة الوجودية ، وبين الفلسفة الصينية القديمة ، وهي خلاصة حوارات طويلة وشيقة مع صديقات وأصدقاء في مغارب الأرض ومشارقها .
بالتحديد الفلسفة الوجودية ، كان الفضل لجميل حلبي بمعرفتي لها .
وحكمة الشرق القديمة ، يرجع الفضل لأحمد جان عثمان فيها .
هكذا هو الأمر يا قارئ _ت _ي العزيز _ ة ....
هذه الكتابة ( والأفكار ) بالفعل ليست لي ، فـأنا مثلك وأشبهك ... قارئ أولا وكاتب ثانيا .
....
3
" الفرح فضيلة "
العبارة الأكثر سحرا من بين كل ما قرأت .
الشكل والمضمون ، الايجاز والتكثيف والايحاء والشرح والسرد بكلمتين فقط .
هو سبينوزا معلمنا جميعا .
" إن ما يقوله بولس عن بطرس ، يخبرنا عن بولس أكثر مما يخبرنا عن بطرس "
لنتذكر أن سبينوزا ، كان من جيل الجد العاشر لنا ( أنت وأنا ) ...
لنتأمل المشهد قليلا ،
وكيف عاش المعلمون القدامى ، وسط التعصب والجهل والعنف ، وأبدعوا ...
ونحن نجد صعوبة ، ومشقة بالغة ، في قراءة ما كتبوه بأعصابهم !
....
4
هل أنت شخصية جديرة بالثقة ؟!
مع الإدمان يتحول الكذب إلى هوية شخصية .
....
الكذب ، شهادة الزور ، الخيانة ...متلازمة .
ما هي الخيانة ؟
في الثقافة السورية ( وجوارها ) ، يفخر الرجال عموما بخياناتهم الزوجية والعاطفية .
والمفارقة أن الكثير من النساء ، يشاركن حفلة العربدة وفقدان العقل والرشد تلك .
....
الفصام ظاهرة طبيعية في ثقافتنا وأخلاقنا المشتركة ، يكذب الزعماء كما يتنفسون ( القادة والآباء والأمهات ورجال الدين والعلماء ... عادي ) .
والنتيجة العلاقات المسمومة في كل بيت ، الاحترام مفقود بالكامل في بلادنا .
احترام النفس واحترام الآخر وجهان لعملة واحدة ، لا ينفصلان مطلقا .
وعندما أتحدث عن السوريات _ ين لا أميز بين الداخل والخارج ، ولا بين المعارضة والموالاة ( كلمة ثورة صارت قميص عثمان ) .
....
5
ضيعتني الطرق السهلة .
كتبت العبارة مرات لا تحصى ولا تعد .
....
تسعة من عشرة بين جميع من التقيهم ، لا يرغبون بالكلام ولا بالاستماع ولا يحتملون الصمت أيضا لدقائق ، بالتزامن ومع بعض ؟
يريدون الثرثرة والنميمة فقط .
الثرثرة شكوى أو تفاخر .
....
6
شعور المظلومية حقيقي ومشترك وسائد ، ولا تستثنى منه جماعة سورية أو عربية أو إسلامية ( بحسب خبرتي الثلاثية الشخصية والاجتماعية والثقافية ) .
بالطبع لا يوجد سبب واحد أو أول ، لذلك الشعور المزمن والمشترك ، بل حزم من الأسباب المباشرة وغ المباشرة .
ومع ذلك أعتقد أن السبب الموضوعي أو العقلي بتعبير أوضح ، يفسره الفهم الخاطئ للزمن والوقت بوضوح .
الماضي مصدر الحياة وبدايتها هذا صحيح ، لو كان الزمن أيضا مصدره من الماضي يكون الموقف السلفي " وعبادة الأسلاف " منطقي ومتوقع ، لكن بعد فهم الواقع والحاضر خاصة يختلف الأمر بالفعل .
على الأقل يختلف الموقف العقلي والفهم ، ثم توزيع المسؤولية .
....
شعور المظلومية نتيجة مباشرة لموقف التجنب المزدوج : موقف الانكار وعقلية الضحية .
مشاعرك مسؤوليتك ، من يجد صعوبة ومشقة في فهم العبارة ، مشكلته بعقله .
لتفترض أحدهم سرقك أو أهانك أو قام بأي عمل عدواني ضدك ، تبقى مشاعرك مسؤوليتك ، وهي منفصلة عن محاسبته أو جريمته .
ليس ما يحدث لنا سبب كآبتنا وشقائنا ، بل تفسيرنا لما يحدث هو الأهم دوما .
تفسيرنا لحياتنا ، وما يحدث ، مصدر أول للشقاء أو السعادة .
ما يحدث بشكل حقيقي ، وواقعي وموضوعي ، درجة ثانية من الأهمية .
توجد أمثلة ودلائل تجريبية لا تحصى على ذلك ...
مثالها ، نسبة الانتحار في البلدان الغنية والمتقدمة أعلى من مثيلاتها في البلاد الفقيرة .
والمثال الأهم أنت قارئ _ ت _ي الآن ،...
تكفيك خمس دقائق تأمل يوميا " شرط أن تتكرر يوميا " ، طوال هذه السنة ،
لتنقلك إلى مستوى عاطفي وعقلي ، أنت نفسك لن تصدقه _ ي نهاية العام .
هذا رهاني لك ....أن تعطي لنفسك 5 دقائق في اليوم فقط .
كيف تزعم أنك تحترم_ ي ( وتحب ) نفسك !
....
7
بيت القصيد وقصارى القول " استمرارية الحاضر " تفسر الكثير من غموض الحياة ...
لا تنفصل الصدفة عن السبب والعكس صحيح أيضا ، لا يوجد سبب بدون صدفة ، ولا توجد مصادفات بدون أسباب .
المسؤولية واللوم أمران مختلفان :
اللوم من الماضي ، وأحداثه وقعت في الماضي .
بينما المسؤولية عن الحاضر والمستقبل .
هذه الفكرة موضحة بشكل موسع وجميل ، مع الأمثلة التوضيحة في كتاب " فن اللامبالاة " مارك مانسون وترجمة الحارث النبهان .
....
الشعوب والدول والجماعات تشبه الأفراد ، والعكس صحيح أيضا .
توجد جماعات أو دول او مؤسسات وشركات مريضة ، كما يوجد ما يقابلها من الصحة والسلامة شبه طبق الأصل بالفرد .
شعور المظلومية الشعبي والوطني ، يشبه موقف الضحية الفردي إلى درجة التطابق .
كلاهما يسلب الانسان حرية الإرادة والفعل والتفكير ، بصرف النظر عن الحقيقة .
المسؤولية تنتج الحرية .
.....
.....

نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف 3
علاقات التفسير والتأويل بدلالة الزمن والحياة

....
ضيعتني _نا الطرق السهلة
وما تزال
1
التفسير والتأويل ! البعض يعتبرهما مترادفتين ، والبعض يوصل الاختلاف بينهما إلى درجة التناقض أو القطيعة ، والأكثرية لا تكترث لهذا الجدل ( المنطقي أو البيزنطي ! ) ...
التفسير نشاط متواضع ومباشر يشبه الترجمة ، ويتمثل في عملية إيجاد الترابط والصلات بين المعلوم1 والمعلوم2 والمعلوم3 ... من داخل النص أو التعبير ، أيضا تتقبل الانتقال إلى نوع آخر من سلاسل الارتباط بين المجهول1 والمجهول2 والمهول3 ...الخ .
التأويل ، عميلة إيجاد الارتباط بين المعلوم والمجهول أو علاقات خارج النص مع داخله .
تتصل العمليتان ( التفسير والتأويل ) بماهية المنطق ( الاستنتاج والاستقراء ) ....
كلنا نعرف الاستنتاج ، وهو أقرب إلى البديهي .
ببساطة لأن عملية التعميم ، كفكرة وخبرة جديدة ، محور الانتقال من الطفولة إلى المراهقة .
من يعرف الاستقراء ؟!
وقد ترددت بوضع إشارة الاستفهام صراحة .
قرأت السنة الماضية أكثر من مئة ساعة في المنطق وفلسفة العلم فقط بهدف محدد سلفا وبوضوح : معرفة وفهم معنى كلمتين " منطق " و " استقراء " .... وبدون جدوى .
بصراحة ، ما فهتمه وأعتقد أنني قرأت بجهد وحماس طالب _ ة متفوق _ ة مع إعداد رسالة دكتوراه في الفلسفة حول معنى الكلمتين :
المنطق تسمية ثانية للعلم ، لكنها القديمة والتي بطل استعمالها .
مع أن كلمة علم أوضح وأبسط ، وصحيحة .
كلمة منطق حذلقة في تسعة من عشرة ، بحالات استخدامها المتنوعة .
( الفيلسوف الحكيم ، يترك دائما ثغرة للاستثناء )
بينما كلمة استقراء ، هي التسمية القديمة للتخصيص ، وغموضها يرجع جزئيا إلى غموض عملية التخصيص بالمقارنة مع التعميم والتي لا يجهلها أحد .
الاستنتاج والاستقراء أو التعميم والتخصيص
العلم والمنطق أو الجهل والعشوائية
أعتذر ،
بصراحة كنت أحاول التفكير بصوت عال فقط .
....
العلاقة بين المعلوم والمجهول ، زمنية أولا وفكرية ثانية ولغوية ثالثا ...ورابعا لا يهم .
بعد فهم العلاقة الحقيقية ( الصحيحة ) بين الحياة والزمن يتغير الواقع والعقل ، والكون أيضا .
....
2
الحياة معلومة بطبيعتها .
الزمن مجهول بطبيعته .
....
الحياة محور الدين والعلم .
الزمن محور الفلسفة .
....
رجل العلم جبان يشبه رجل الأعمال ، الماضي موضوعه المفضل ( والثابت ) .
رجل الدين مقامر يشبه السائح ، الجديد موضوعه الحقيقي ( والمتجدد ) .
الفيلسوف يمسك العصا من المنتصف ....منذ ثلاثة آلاف سنة .
أنت وأنا نمثل الجمهور الضجر ، والجشع ، والوحيد في هذه الحفلة ( المبتذلة ) .
....
3
الحياة حركة ثنائية واضحة تماما : من الماضي إلى الحاضر .
لكن الحركة الثالثة استنتاج فقط ، ....إلى المستقبل .
بالمقابل
الزمن حركة ثنائية واضحة أيضا : من المستقبل إلى الحاضر .
والحركة الثالثة استنتاج أيضا ، الماضي أخيرا .
....
ماضي الزمن مشكلة مزمنة ، مجهولة بطبيعتها .
مستقبل الحياة مشكلة مقابلة ، ومجهولة بطبيعتها .
....
4
الماضي مصدر الحياة ، هذه ظاهرة حقيقية وتقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء .
أما كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ ...وغيرها : لا أعرف ، ولا أحد يعرف إلى اليوم !
....
المستقبل مصدر الزمن ، هذه ظاهرة حقيقية وتقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء .
أما كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ ...وغيرها : لا أعرف ، ولا أحد يعرف إلى اليوم !
....
5
التفسير عملية إيجاد السلاسل والترابطات بين جوانب الحياة ، ومراحلها المختلفة .
التأويل عملية إيجاد السلاسل والترابطات بين جوانب الزمن ، ومراحله وتقسيماته .
هذا رأي وليس اعتقاد .
....
الاستنتاج عملية الانتقال من الخاص إلى العام ، ومن الجزء إلى الكل ...
لكن الأهم في عملية الاستنتاج الانتقال من المجهول إلى المعلوم " قفزة الثقة _ إلى هناك " .
الاستقراء عملية الانتقال من العام إلى الخاص ، ومن الكل إلى الجزء " قفزة الثقة _ إلى هنا في الداخل الأعمق " .
ويبقى الأهم في عملية الاستقراء ، الحركة والانتقال من المجهول إلى المعلوم .
....
6
هل فهمت شيئا ؟!
ولا أنا .
....
7
الترابطات والتشابكات العصبية الجديدة ، في عقلك وفي عقلي ، أقوى من القديمة ، وتتضمنها.
والعكس غير صحيح ( النتيجة تتضمن المقدمة ، والعكس غير صحيح ) .
المثال المباشر والتطبيقي : التطبع يغلب الطبع ، والعكس غير صحيح وحالة خاصة فقط .
حيوانات السيرك كلها تثبت هذه الفكرة ، والخبرة ، المشتركة والجديدة _ المتجددة .
( جميع الحيوانات العليا وبدون استثناء ، يمكن ترويضها وتغيير شخصيتها الجوهرية ، سلوكها وعاداتها الغذائية وغيرها ، مدى الحياة بوجود البرنامج والتدريب المناسبين ) .
منطقيا ، يكون الأمر بالنسبة للإنسان أسهل وأسرع .
ويمكن الاستنتاج أن الحياة أقوى من الزمن .
الحياة ترفع الحاضر دوما فوق الماضي ، بينما الزمن يدفع الحياة إلى الماضي باستمرار .
....
الحياة تدفع بالماضي إلى المستقبل عبر الحاضر ، بشكل ثابت ، لكن بطرق متنوعة ويتعذر حصرها .
الزمن يدفع المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، بشكل ثابت ، وبطريقة لا نعرف عنها أي شيء ( لا أنت ولا أنا ولا أحد )...إلى اليوم 10 / 1 / 2020 .
8
الطرق السهلة تتجه إلى القاع .
9
عتبة الألم تجسد الهوية الفردية العاطفية أو العالم الداخلي للفرد .
عتبة الألم ودرجة السعادة / الشقاء وجهان لعملة واحدة .
الشقاء يمثل قاع الأسطوانة الفردية ، أو وجهها العلوي .
السعادة تمثل سطح الأسطوانة ، ووجهها السفلي .
الخبر السيء : لا يمكن محو عتبة الألم .
الخبر الجيد : يمكن تخفيضها إلى العتبة المشتركة .
10
الألم الجسدي بمختلف ، أشكاله ومستوياته تحت عتبة الألم المشتركة .
....
المشترك الوحيد بين العتبة والسقف فقدان الأمل ،
والطرق السهلة تتجه إلى القاع بطبيعتها .
....
....
الخاتمة والخلاصة
هذا الكتاب " نظرية جديدة للزمن أو الرابعة "
....
ملحق 1
الواقع الموضوعي ثلاثي البعد في الحد الأدنى ، 1_ مكان 2 _ زمن 3 _ حياة أو وعي .
الوجود الحي دينامي _ تطوري بطبيعته ، ويعاكس اتجاه الزمن الثابت ...في اتجاه الماضي .
الحاضر يجسد الجانب المباشر من الواقع .
أيضا الحاضر ثلاثي البعد ( حياة أو وعي ، زمن ، مكان ) .
حيث المكان ثابت ومتوازن ، والزمن متحرك في اتجاه ثابت ووحيد نحو الماضي ، بينما الوعي والحياة جدلية تعاكس الزمن ( سباحة عكس التيار .
ملحق 2
" استمرارية الحاضر " مع أنها ظاهرة موضوعية ، وتقبل الملاحظة والتعميم والاختبار ، ما تزال ضمن المسكوت عنه وغير أو غير المفكر فيه .
توجد مواقف عديدة من الحاضر ، لكن المشترك بينها جميعا " قابليتها للتصنيف الثنائي " :
الحاضر ( أيضا الواقع ) هو إما أو : 1 _ متحرك 2 _ ثابت .
وإذا كان في وضع الحركة ، هي بدورها إما أو : 1 _عشوائية 2 _ منتظمة .
مصدر استمرارية الحاضر جدلية الحياة والزمن العكسية .
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس مع المقدمة والفصول والهوامش
- نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس مثال تطبيقي
- نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف2
- نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف1
- نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس
- نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس مع فصوله وهوامشه
- نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 3
- نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس فصل 2
- نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف1
- نظرية جديدة للزمن _ مقدمة الباب الخامس
- نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع مع فصوله وهوامشه
- نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع فصل 3
- نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 2
- نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ف 1
- نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، هامش الباب الأول
- النظية الرابعة للزمن _ القسم الثاني
- نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع فصوله وملحقاته
- نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث ف 3
- نظرية جددية للزمن _ الباب الثالث مع فصل 1 و2 ومحلق جديد
- نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث فصل 2


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - نظرية جديدة للزمن ( النظرية الرابعة )