|
نظرية جديدة للزمن ( النظرية الرابعة )
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6466 - 2020 / 1 / 16 - 10:17
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
المخطوط مع المقدمة
نظرية جديدة للزمن .... هذا الكتاب " نظرية جديدة للزمن أو النظرية الرابعة " يتمحور حول عدد من الأفكار الجديدة : 1 _ اتجاه حركة الزمن ثابت ، ووحيد من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا . 2 _ اتجاه الحياة أيضا ثابت ، ووحيد من الماضي إلى الحاضر . ( في اتجاه المستقبل ) . 3 _ اتجاه الموت أيضا ثابت ووحيد _ عكس الحياة _ من الحاضر إلى الماضي . 4 _ استمرارية الحاضر ظاهرة ، وحقيقة موضوعية ، تفسرها بشكل منطقي وتجريبي ، ويقبل الاختبار والتعميم النظرية الجديدة للزمن . 5 _ النظرية الجديدة للزمن ( الرابعة ) تتضمن ما سبقها ، والعكس غير صحيح . 6 _ النظريات الثلاث السابقة أو المواقف ، هي وبتكثيف شديد : 1 _ النظرية الكلاسيكية : اتجاه الزمن من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر . ومن أبرز أصحابها أفلاطون ونيوتن ، وغيرهم بالطبع . 2 _ النظرية الحديثة : ليس للزمن اتجاه وحيد او ثابت . من أبرز أصحابها اينشتاين وستيفن هوكينغ وغيرهم أيضا . 3 _ النظرية النقدية ( او السلبية ) : انكار وجود الماضي أو المستقبل ، ومع اعتبار أن الزمن مجرد تركيب ذهني وعقلي مثل الرياضيات أو الشطرنج وليس له وجود واقعي وموضوعي . وهي تشمل موقف التنوير الروحي ، بالإضافة إلى موقف حديث ومنتشر بين الفلاسفة وعلماء الفيزياء ، يشكك بالوجود الموضوعي للماضي أو المستقبل . ....
المخطوط الكامل
النظرية الرابعة للزمن الاهداء ( كتاب لقارئه _ ت وناشره _ ت أولا ) .... القسم الأول
الباب الأول _ مع فصوله الثلاثة نظرية جديدة للزمن الباب الأول
ملاحظة هامة حدث تغير كبير ونوعي ، وغير متوقع في فهمي للعلاقة بين الزمن والوقت والفرق الحقيقي بينهما ، عبر المناقشات والنقد الذي تخلل نشر الحلقات السابقة ، وأنا أشعر بالامتنان العميق للصديقات والأصدقاء الذين _ بفضل نقدهم الصحيح والضروري _ فهمت خطأ تصوري السابق للوقت والزمن والعلاقة المعقدة بينهما . أعتذر عن تسرعي ورعونتي سابقا في اعتبار الوقت نفسه الزمن ، وسأحاول أن لا يتكرر مثل ذلك الخطأ ( التسرع في الاستنتاج والاعلان عنه ) حيث سأحاول الانتباه أكثر _ مع أنني أعتقد أن تجنب الخطأ من المستحيل . .... الزمن يتضمن الوقت ، والعكس غير صحيح . الوقت يمثل الجانب التعاقبي للزمن ، بينما الحركة ( والسرعة ) التزامنية موجودة في الزمن فقط . وبعبارة أوضح ، الوقت محدد بشكل موضوعي ودقيق ، وهو الذي تقيسه الساعة . بينما الزمن أكثر غموضا وتعقيدا . أعتذر ثانية ، وسوف أتوسع في مناقشة الفكرة الجديدة خلال الفصول القادمة . وأتعهد للقارئ _ة أنني لن أتستر على خطأ ، في الكتابة خصوصا ، في الحياة الأمر أعقد . .... الفصل الأول والثاني _ مع التكملة .... ( النظرية الجديدة للزمن ) الحاضر بديل ثالث للمستقبل والماضي معا ( موضوع مناقشته عبر الفصل 3 )
الحاضر هو المشكلة والحل بالتزامن ؟! _ الحياة تجسد البعد الثالث للحاضر ، بالتزامن مع الزمن والمكان . .... توجد مشكلة أولية ، وهي خاصة بالزمن ومصطلحاته ومفاهيمه المختلفة ، بالإضافة إلى المشاكل المعرفية والفكرية المشتركة في الثقافة واللغة العربيتين . للأسف ، حتى اليوم لا توجد كلمات ومفردات _ مفاهيم ومصطلحات _ خاصة بالزمن ومراحله ، وتقسيماته ، بل هي استخدام ثانوي بالعموم ، أو استعارة . ومثال ذلك كلمة حاضر أو مفهوم الحاضر ( أيضا الماضي والمستقبل ) ، فهي تدل على معنى الوجود بالمقام الأول ، وعنصر المكان خاصة . بطبيعة الحال هذه مشكلة لغوية _ ثقافية مشتركة بين اللغات ، وليست خاصة بالعربية وحدها لكن ، المشكلة في اللغة العربية بارزة ومتضخمة إلى درجة الخطأ ، بسبب جمود المجتمعات والدول العربية زيادة عن غيرها من بقية الدول والثقافات المحافظة . .... للحاضر تمثيلات عديدة ومتنوعة ، لعل من أهمها مصطلح العمر . لكل شيء أو حياة عمر ( بداية ونهاية ) ، ولا يوجد استثناء . يبدأ عمر الانسان لحظة الولادة ، وينتهي لحظة الموت . لحظة الولادة مشتركة بين المستقبل والحاضر ، ينتهي المستقبل ويبدأ الحاضر _ الجديد والمتجدد بطبيعته . لحظة الموت في الجهة المقابلة ، مشتركة بين الحاضر والماضي ، ينتهي الحاضر ويبدأ الماضي المتجدد أيضا . ناقشت في نصوص سابقة مفهوم الحاضر ، والاختلاف في تفسيره بين نيوتن واينشتاين ، وحتى لا أكرر الأفكار نفسها ، سأعرض الخلاصة بتكثيف شديد : يركز نيوتن على الحركة التعاقبية للزمن ، وللحاضر بالطبع . ويعتبر أن الحاضر مدة لا متناهية في الصغر ويمكن اهمالها ، وكان يعتقد أن اتجاه الزمن من الماضي إلى المستقبل . موقف اينشتاين يختلف بشكل جذري ، حيث أن تركيزه على الحركة التزامنية أو الأفقية للحاضر وللزمن بالعموم ، ويعتبر أن الحاضر يتحدد بشكل موضوعي بين الملاحظ والحدث أو بين الذات والموضوع . وأعتقد أن كلا الموقفين يمثل نصف الحقيقة فقط . فالحاضر ما يزال غير معروف ، وغير محدد بشكل موضوعي ودقيق ، ونكتفي عادة بالتقسيم الزمني لليوم والساعة مع باقي التقويم للسنوات والقرون ونستخدمها بحكم العادة وبدون تفكير . الحاضر يمثل المرحلة الثانية من الزمن ، وهو يتوسط المستقبل والماضي وهذا ليس محل خلاف بالعموم ، لكن الاتجاه يمثل مشكلة حقيقية ، حيث ما يزال الاعتبار السائد أنه من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل . .... الزمن والوقت والزمان واحد ، لا ثلاثة ولا اثنين . هي تسميات عديدة لعملة واحدة ، تشبه إلى درجة التطابق طفل _ة لديه ا عدة أسماء . وهذا الموقف أكثر من رأي وأقل من معلومة . وأما الحاضر أو المرحلة الثانية للزمن ، من المنطقي أن نفترض ان نصفه في الماضي ونصفه المقابل في المستقبل ، وهذه الفرضية تنسجم مع الشرط الثلاثي للفكرة المنطقية : أن تكون معقولة ( يتقبلها العقل المتوسط ) ، وصحيحة ( لا تتناقض مع التجربة ) ، ومفيدة ( لها تطبيقات أو استخدامات متعددة ) . .... أعتقد أن الحاضر مزدوج بشكل متعادل ، وثنائي بين المستقبل والماضي ، وطبيعته الدينامية تتكشف بسهولة بعد تصحيح الاتجاه الحقيقي لحركة الزمن . لكن تبقى مشكلة التحديد التجريبي الموضوعي والدقيق ، على حالها . وأتصور أن فرضية الزمكان المعروفة دون المستوى العلمي للتفكير ، فهي لا تحقق الشروط الدنيا للمعقولية وللتوافق مع التجربة والمشاهدة . يكنك الآن _ وخلال القراءة _ التوقف قليلا وتأمل الظاهرة المدهشة : يتحول الجانب الزمني من الحاضر إلى الماضي ، بشكل ثابت ومستمر _ بالتزامن _ مع حركة عكسية لنمو الحياة وتطورها ....وأنت نفسك المثال الحي والموضوعي بالتزامن . وتتولد أسئلة جديدة عن مصدر المستقبل ، ومصير الماضي وغيرها !؟ آمل أن تحرض كتابتي ، وهواجسي حول الزمن خاصة ، العقول الشابة والمتفتحة على تكملة البحث والتساؤل ، فمن غير المنطقي بقاء موضوع الزمن _ والحاضر على وجه الخصوص _ خارج مجال الاهتمام الفعلي للعلم وللثقافة بالعموم . .... نظرية جديدة للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه )
مقدمة أولى بداية أعتذر عن كتابتي الجديدة ، المعاكسة ، والتي تلامس الغرور أحيانا . وأتمنى من القارئ _ة الكريم _ة الصبر وسعة الأفق ، ....ربما نصل إلى موقف جديد ! أعتقد ، وبثقة تقارب اليقين ، أنني اكتشفت الخطأ المشترك بين الدين والفلسفة والعلم في نظرتهما الموروثة لحركة الزمن ، واتجاهه المعكوس خاصة . حيث أن الموقف التقليدي ، ما يزال هو نفسه الموقف العلمي والعالمي من الزمن ، والذي يعتبر أن اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل _ مرورا بالحاضر . وهذه المغالطة _ سوف أناقشها بشكل تفصيلي وموسع خلال الفصول القادمة _ مصدرها الخلط بين اتجاه حركة الزمن وبين اتجاه حركة الحياة وتطورها ( وهي بالفعل من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر ، وتقبل الملاحظة المباشرة ) . حركة الزمن وحركة الحياة جدلية عكسية ، يمكن ملاحظتها واختبارها أيضا ، عبر التبصر والتركيز : حيث كل لحظة ينقسم الحاضر إلى اتجاهين متعاكسين 1 _ الأحياء ( الانسان والحيوان والنبات ) يبقون في الحاضر الجديد _ والمتجدد باستمرار 2 _ الأحداث ( والأفعال المختلفة بما فيها الولادة والموت ) تتجه إلى الوراء ، في الماضي الأبعد ، فالأبعد . ومن جانب آخر بالمقابل ، في كل لحظة يتجدد الحاضر عبر التقاء الماضي القادم من الحياة مع الزمن القادم من المستقبل ( حيث الحاضر ثلاثي البعد 1 مكان 2 زمن 3 حياة ( وعي ) . وهذا يفسر ظاهرة استمرارية الحاضر ، بشكل منطقي ومفهوم ، كما أنه التفسير الذي يحقق شروط الفكرة العلمية ( ان تكون معقولة وصحيحة ومفيدة ) . وهذه الفكرة الجديدة " تفسير استمرارية الحاضر " سوف أتوسع في مناقشتها لاحقا . .... هذا التصور الجديد للزمن ، والذي سأعرضه خلال الفصول القادمة ، بشكل تفصيلي وموسع هو حصيلة اهتمام قديم وتراكمي بموضوع الزمن _ وبالحاضر على وجه الخصوص . سابقا كنت أكتفي بالتحديد الثنائي للحاضر الآن _ هنا ! لكن بعد إضافة البعد الثالث للحاضر ، وهو الحياة أو الوعي ، يتغير المشهد بالفعل . وهذه أحد وجوه المغالطة ( ومصدرها ) في الفهم العلمي والمنطقي للزمن ، كما أعتقد . بكلمات أخرى ، نمط التفكير الثنائي والمستمر في حياتنا ، بالإضافة إلى تعذر اختبار حركة الزمن بشكل تجريبي ومباشر ، هما سبب بقاء الفهم المعكوس لحركة الزمن إلى اليوم . تقسم الفلسفة الكلاسيكية الوجود إلى مستويين فقط : الوجود بالقوة والوجود بالفعل . حيث الوجود بالقوة يمثل المستقبل والاحتمال ، بينما الوجود بالفعل يمثل الحاضر والتحقق . ويهمل البعد الثالث _ للزمن وللوجود معا _ وهو الماضي ، وهنا سبب آخر للمغالطة . بعد تحقيق الانتقال بالفعل ، من المنطق الثنائي ( الجدلي ) إلى المنطق التعددي ( العلمي ) يسهل فهم الفكرة السابقة ، ويمكن التعبير عنها بشكل جديد ، الوجود ثلاثي البعد والمراحل : 1 _ الوجود بالقوة ، او المستقبل . وهو احتمال ، ومجهول بطبيعته . 2 _ الوجود بالفعل ، أو الحاضر . وهو ثنائي بالحد الأدنى ، ويشمل السبب والصدفة معا . بعبارة ثانية : الحاضر = سبب + صدفة . 3 _ الوجود بالأثر ، أو الماضي . وهو ثابت ، وتكرار بلا نهاية . .... هذا التصور الجديد للزمن ، يفسر التناقض المنطقي في الموقف الإنساني من الوجود : 1 _ المنطق الجدلي : يتمثل بتعبيرات عديدة ومتنوعة مع أنها بمضمون واحد ... لا جديد تحت الشمس ، العود الأبدي ، الاجبار على التكرار . وهي مقبولة وتعتبر من المسلمات في حياتنا الحالية أيضا ، كما بقيت طوال القرن العشرين . 2 _ المنطق التعددي : يتمثل بتعبيرات عديدة ومتنوعة مع أنها بمضمون واحد أيضا ... أثر الفراشة ، كل لحظة يتغير العالم ، أنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين . وهي أيضا مقبولة _ بالتزامن مع العبارات السابقة ، مع تناقضهما الصريح والمباشر ! .... إشارة أخيرة إلى منهج هذا البحث ، أو مرجعه الفكري ، هو التفكير العلمي كما أفهمه . أعتقد أن العلم يتضمن الفلسفة والدين وبقية أنماط التفكير قبل العلمي ، والعكس غير صحيح . أيضا الفلسفة تتضمن التفكير الدين وغيره من أنماط التفكير قبل العلمي ، بينما ينقص من الفلسفة التفكير العلمي . التفكير العلمي منطقي بالحد الأدنى ، وتجريبي بطبيعته . " العلم تاريخ الأخطاء المصححة " عبارة باشلار تغني عن الكلام الكثير . .... مقدمة ثانية ...طبيعة الحاضر يتعذر فصل الحاضر عن المستقبل من جهة ، ويتعذر فصله عن الماضي بالمقابل ، وذلك بالتزامن مع سهولة التمييز بدقة ووضوح بين المستقبل والماضي ؟! يتكون الحاضر من ثلاثة مراحل ، يمكن تمييزها عبر الملاحظة المتأنية : 1 _ الحاضر الموجب : مستقبل _ حاضر . 2 _ الحاضر المستمر : حاضر 1 ، حاضر 2 ، حاضر 3 ... 3 _ الحاضر السالب : حاضر _ ماض . .... حركة المرحلة الأولى ، أو الحاضر الإيجابي ، في اتجاه وحيد وثابت ، وبسرعة ثابتة أيضا : من المستقبل إلى الحاضر . حركة المرحلة الثالثة ، أو الحاضر السلبي ، لها نفس الاتجاه والسرعة . وكلتا الحركتين تقيسهما الساعة ، أو الوقت المتفق عليه ...هذا رأي وفرضية ثابتة ، حتى يثبت خطأها بالتحليل المنطقي أو بالتجربة وهي سقف البراهين العلمية بالطبع . بينما المرحلة الثانية ، او الحاضر المستمر ، تمثل حركة وسرعة التزامن ، وهي السرعة المطلقة في الكون ( عتبتها سرعة الضوء ، والأرجح أنها تتجاوزها ) . .... ظاهرة استمرارية الحاضر ، المعروفة منذ عشرات القرون ، وخاصة عبر خبرة التركيز والتأمل ، يمكن تفسيرها وتوضيحها بسهولة بعد تصحيح اتجاه حركة الزمن وبعد فهم الوضع الثلاثي للحاضر . هذه الأفكار سوف أناقشها بالتفصيل خلال الفصول القادمة . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الفصل 1 بعد الإضافة والتعديل طبيعة الزمن ( حركته واتجاهه وسرعته )
مشكلة الزمن أنه خارج مجال الحواس ، ومع ذلك لا أحد يجهله ، وبالتزامن لا يعرفه أحد بشكل علمي وتجريبي ، أو حتى بشكل منطقي وواضح _ إلى يومنا ؟! لحسن الحظ _ بفضل اينشتاين وستيفن هوكينغ خاصة _ حدث تطور هام خلال القرن الماضي في معرفتنا للزمن ، لقد تم الانتقال خطوة حقيقية بالفعل ، من اعتباره مفهوما فلسفيا إلى وضعه الحالي كمصطلح علمي _ فيزيائي ، حيث يمكن دراسته بشكل فكري ومنطقي ، تمهيدا لتحوله إلى مصطلح محدد بشكل تجريبي ودقيق ، مع قابليته إلى الاختبار والتعميم . ( 1 ) التصورات أو النظريات المختلفة حول الزمن يمكن تلخيصها وتكثيفها في أربعة : 1 _ الموقف الكلاسيكي ، وهو السائد في العلم والعالم المعاصرين ، يعتبر أن الزمن يتقدم .. من الماضي إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى المستقبل . وبكلمات أخرى ، يعتبر أن سهم الزمن يتجه من الماضي إلى المستقبل _ مرورا بالحاضر . وهو الموقف المشترك بين أفلاطون ونيوتن ، ومعهم أغلب الفلاسفة والفيزيائيين في العالم . 2 _ موقف الانكار ، وعدم الاعتراف بالماضي أو بالمستقبل سوى كتركيب وفكري عقلي ، مع اعتبار أن الحاضر يمثل الوجود الموضوعي والمطلق ( انكار الموت أيضا ) . 3 _ الموقف الحديث ، ومن أبرز ممثليه اينشتاين وستيفن هوكينغ ، وهو يعتبر ان اتجاه الزمن غير محدد في جهة معينة ، وغير ثابت أيضا ، ويمكن ان يحدث في مختلف الاتجاهات . 4 _ الموقف الجديد ، وهو محور هذا الكتاب ، ويعتبر أن اتجاه حركة الزمن عكس اتجاه نمو الحياة وتطورها : من المستقبل إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى الماضي ...وهو اتجاه ثابت ووحيد ، ويقبل التجربة والاختبار والتعميم بدون استثناء . .... موقف الفرد الحالي من الزمن ، هو أحد المواقف الأربعة أو بين اثنين منهما ومحصلتهما السلبية أو الإيجابية . كمثال مباشر ، يعتبر الكثيرون اليوم أن الزمن تركيب عقلي وثقافي ، ولا وجود حقيقي له . بعبارة ثانية ، يعتبر كثيرون الزمن مجرد نظام رمزي يشبه اللغات الحديثة كالبرمجة والرياضيات ، وليس له حركة محددة أو اتجاه وحيد او سرعة ثابتة . وهذا الموقف يتطابق مع موقف الانكار الذي يمثله التنوير الروحي عبر الاعتقاد بالحاضر المستمر . .... الموقف الجديد يتضمن المواقف السابقة ، بينما العكس غير صحيح . وهذا ما سأحاول اثباته بشكل منطقي ، عبر الفصول القادمة ، من خلال مثال بديهي : الأمس والماضي خلفنا بينما الغد والمستقبل أمامنا ، وبينهما الحاضر ( الجديد _ المتجدد ) ؟! المستقبل يقترب والماضي يبتعد ( أليست بديهية منطقية ويقبلها الحس المشترك) ؟ ويمكن الاستنتاج مباشرة ، أن ما يقترب هو البداية ، أو قادما من البداية . وبنفس الطريقة : ما يبتعد هو النهاية ، أو يتجه إلى النهاية . الفكرة تستحق التأمل والاهتمام الجديين . .... بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يتغير الموقف العقلي والواقع معا . اتجاه حركة وتطور الحياة يعاكس اتجاه الزمن ، وهذه الظاهرة تقبل الاختبار والتعميم . .... ( 2 ) حركة الزمن ؟! بصورة عامة الحركة أحد نوعين : 1 _ الحركة الذاتية ، العشوائية ، وهي خاصة بالأحياء . تتحدد من داخلها بالدرجة الأولى ، ومن خارجها بالدرجة الثانية كاستجابة لمتغيرات البيئة المحيطة . 2 _ الحركة الموضوعية ، وهي تختلف بحسب نوع المادة ، ومن أمثلتها : _ حركة السوائل ، وتتحدد بالضغط الجوي أو علاقة الأواني المستطرقة . _ حركة الغازات ، وهي تتحدد بدرجة الحرارة ونوع الغاز . _ حركة الكهرباء ، وهي تتحدد بدرجة مقاومة ( أو عدم قابلية نقل الكهرباء ) المواد ، وهي في اتجاه ثابت من التوتر المرتفع في اتجاه التوتر المنخفض . _ حركة الزمن ،... ويمكن استنتاجها فقط ، وربما يتمكن العلماء في المستقبل من ابتكار أدوات وطرق تمكن من اختبارها بشكل تجريبي ومباشر ؟! .... ( 3 ) اتجاه حركة الزمن ؟! كلمة الاتجاه ، كفكرة وخبرة ، تعتبر حتى اليوم مرادفة للمعنى . المشكلة بذلك ، أن التوجه أو الاتجاه ، ليس أقل غموضا من مصطلح المعنى ذاته ! على سبيل المثال ، بعد سنة 2012 حتى فهمت المعنى ( الجديد ) والمتداول حاليا ، واختلافه النوعي والجذري عن المعنى التقليدي . وهو موضوع ناقشته سابقا بشكل مستقل وموسع ، واكتفي هنا بتكثيفه الشديد : المعنى بالمفهوم التقليدي موجود مسبقا في مستويين ، أولا في قلب الكاتب أو المرسل ( في الوعي والنوايا ) ، وثانيا في النص ( أو الرسالة أو التعبير ) . والقراءة مع السياق ، تعتبران ، تكملة أو تحصيل حاصل . بينما المعنى بالمفهوم الحديث يتشكل عبر عدة بؤر او مراحل متسلسلة في درجة أهميتها أيضا ، وبالدرجة الأولى القارئ _ة وعملية القراءة نفسها تنتج المعنى أولا ، والسياق الثقافي ثانيا ، والرسالة أو النص ثالثا ، وفي المستوى الرابع والأخير من الأهمية والدور _ في المعنى _ للمرسل أو الكاتب ( ونواياه لا تعني غيره ، وغالبا تنفصل عن المعنى لحظة التدوين أو التعبير ، ...وتهمل وتضيع بالفعل ) . بالعودة إلى فكرة وخبرة الاتجاه ، لا يكفي معرفة البداية والنهائية لتحديد الاتجاه ... مع أن عبارة البداية والنهاية أو العكس ، تتضمن الاتجاه بالفعل . .... من خلال الملاحظة المتأنية ، يمكن اختبار ظاهرة مزدوجة ومدهشة بالفعل ، وتتكرر بشكل مستمر مع جميع الأحياء ( الانسان ، والحيوان ، والنبات ، وهي بارزة في حالة البششر ) ... حيث ينقسم الحاضر في كل لحظة ، إلى اتجاهين متعاكسين : 1 _ اتجاه نمو الحياة وتطورها : من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . 2 _ اتجاه الأحداث بالعكس : بالعكس من اتجاه الحياة ...من المستقبل إلى الماضي ومرورا بالحاضر . وهذا الاتجاه يتضمن حوادث الولادة والموت أيضا . .... بحسب النظرية الكلاسيكية ، يكون اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل ! ولكن ، بسهولة يمكن اختبار عدم صحة ذلك ، حيث العكس هو الصحيح . وبالنسبة لهذه الفكرة " اتجاه حركة الزمن " سوف استعرض عدة براهين وطرق تبين اتجاهها الحقيقي من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي ، في ملحق خاص نظرا لأهميتها البالغة . ( 4 ) سرعة حركة الزمن ؟! لكل حركة سرعة ، ثابتة أو متغيرة . بالنسبة لحركة الزمن ، فهي مركبة ومزدوجة بالتزامن ، والغريب إلى درجة يصعب فهمها ، أن النقاد العرب القدامى استنتجوا هذا الأمر منذ عشرات القرون ، وأنا مدين بالفضل والشكر للصديق جميل حلبي على هذه الفكرة والخبرة . 1 _ الحركة التعاقبية أو العامودية : من المستقبل إلى الحاضر ( أو من الحاضر إلى الماضي ) ، وهي التي تقيسها الساعة . هذا رأي وفرضية ، حتى نحصل على أفضل منها . 2 _ الحركة التزامنية أو الأفقية : من حاضر 1 إلى حاضر 2 إلى حاضر 3 ...بلا نهاية . وهي أحد احتمالين ، الأول أنها تساوي سرعة الضوء ، والثاني أنها تفوق سرعة الضوء وتجسد السرعة المطلقة في الكون ( وهذا وما أرجح احتماله ) . .... ملحق مشكلة الحاضر ؟! هل يمكن تحديد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟ الحاضر دينامي بطبيعته ، وكل لحظة يبدأ وينتهي بالتزامن . بعد تغيير الصورة التقليدية للزمن ، وإضافة البعد الثالث ( الحياة أو الوعي ) إلى ثنائية الحاضر هنا والآن ، مع تغيير اتجاه الزمن إلى : 1 _ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماض ، مع الإبقاء على اتجاه تطور الحياة المعاكس : 1 _ ماض 2 _ حاضر 3 _ مستقبل ... بعد ذلك يسهل فهم حقيقة " استمرارية الحاضر " حيث عنصر المكان ثابت ، بينما يتجدد عنصر الزمن من المستقبل ، وبالعكس منه يتجدد عنصر الحياة ( الوعي ) من الماضي . ملحق 2 التفسير بدلالة المستقبل ( كبديل عن التفسير التقليدي ) غالبا نعتمد في مختلف مجالات المعرفة على الخبرة فقط ، يعني على الماضي ، ونهمل الجديد والمجهول بالعموم _ من الضروري تغيير تلك العادة ، واستبدالها بالأفضل . التفسير بدلالة المستقبل يتضمن التفسير الذي يعتمد الخبرة ، والعكس غير صحيح . مثال مباشر ، نفسر مرض السرطان اليوم بأن أسبابه وراثية أو جينية . ويعني ذلك ، استبدال العبارة البسيطة ، والصحيحة والمفهومة " لا أعرف " بعبارة أخرى هي مضللة بالفعل وفي أكثر التعابير لطفا ، تزيد من الجهل عند القارئ _ ة والمتلقي ، فيما لو بقيت عبارة " لا أعرف فقط " . هذا الموضوع يفتح على تساؤل استنكاري : لماذا نحاول جميعا ( في بعض الأحيان ) الحصول على الحب والاحترام من شركائنا أيضا عن طريق العنف أو الخداع !؟ .... .... نظرية جديدة للزمن _ فصل 2
بعض الصديقات والأصدقاء _ بعدما فهموا الاتجاه الحقيقي لحركة الزمن ، ليس فقط بشكل فكري ومنطقي ، بل بشكل عاطفي وتجريبي أيضا _ يكررون السؤال نفسه : ماذا يتغير إذا كان اتجاه الزمن من الماضي للمستقبل أو العكس ؟! لتكون الفكرة الجديدة أو الرأي الجديد أو النظرة الجديدة ( أو النظرية ) تستحق الاهتمام الفعلي ( منح الوقت الكافي ، وبذل الجهد اللازم ، وتغيير نمط التفكير السابق ، مع بقية أشكال التكلفة المتنوعة ...) ، من المفترض أولا أن تحقق عتبة الشروط المنطقية الثلاثية : 1 _ أن تكون معقولة ( يقبلها العقل المشترك ، فوق متوسط درجتي الحساسية والذكاء ) 2 _ أن تكون صحيحة ( لا تتعارض مع التجربة أو المشاهدة ، ومع قابلية الاختبار والتعميم ) 3 _ أن تكون مفيدة ( لها استخدامات اجتماعية أو فردية أو منطقية وفكرية ) . .... يمكن التأكد من صحة الفكرة الجديدة : " اتجاه حركة الزمن من الحاضر إلى الماضي ، ومن المستقبل إلى الحاضر _ على العكس من نمو الحياة وتطورها " عبر الانتباه والتبصر الذاتي ، كما أن مختلف اشكال الاستنتاج تتفق معها . فقط يلزم الأمر ، قابلية المرء للتفكير من خارج الصندوق أو تغيير الاتجاه العقلي المسبق . بعض الأمثلة : 1 _ الأجداد والأحفاد : الأجداد ( الذين ماتوا ) هم في الماضي . قبل الآن كانوا في الحاضر . وقبل ذلك كانوا في المستقبل . الأحفاد ( الذين لم يولدا بعد ) بالعكس : هم الآن في المستقبل . بعد الولادة يصيروا في الحاضر . وبعد الموت ينتقلون إلى الماضي . 2 _ المستقبل يقترب والماضي يبتعد : ما يقترب هو البداية ، أو يأتي من البداية ( هذا بديهي ) . ما يبتعد يتجه إلى النهاية ( وهذا بديهي أيضا ) 3 _ عيد ميلادك الشخصي ، وأي حدث آخر : كل يوم يبتعد اكثر في الماضي . على العكس من المستقبل ( بعد لحظة ، او بعد مليارات السنين ..) كل يوم يقترب أكثر . ويمكن تعداد أمثلة بلا نهاية ، تثبت أن اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى اللماضي . .... بالنسبة لقابلية الفكرة للفهم للعقلي ، والتقبل ... البرهان بالتجربة أقوى من المنطق . .... وأما فائدة الفكرة الجديدة ، أو فوائدها بالأصح ، فهي كثيرة ومتنوعة كما أعتقد ... 1 _ الفكرة تشرح طبيعة الصدفة ( مصدرها ، وكيفية حدوثها ) . بالعودة إلى مستويات الوجود الثلاثة : أ _ الوجود بالقوة ( المستقبل ) ب _ الوجود بالفعل ( الحاضر ) ج _ الوجود بالأثر ( الماضي ) ، بالملاحظة المتأنية مع بعض الانتباه المركز ، يمكن فهم اتجاه التحول بحسب الترتيب أعلاه ، من المستقبل إلى الحاضر ، التحول بحسب علاقات الاحتمال : صدفة _ نتيجة . ومن الحاضر إلى الماضي ، التحول بحسب علاقات اليقين والتكرار : سبب _ نتيجة . وبكلمات أخرى ، المستقبل صدفة واحتمال . الحاضر سبب + نتيجة . الماضي تكرار ويقين . 2 _ الفكرة الجديدة تفسر التناقض بين الفيزياء الكلاسيكية ومعها فيزياء الفلك ، وبين فيزياء الكم أو الفيزياء المجهرية . فيزياء الفلك يقينية وتقبل التكرار والتعميم ، بلا استثناء ( ومعها الفيزياء الكلاسيكية ) . فيزياء الكم أو المجهرية احتمالية ، وتختلف نتائج كل تجربة عن غيرها . التفسير البسيط ، موضوع فيزياء الفلك ومعها الفيزياء الكلاسيكية هو الماضي ، والماضي بطبيعته ثابت ولا يتغير . بينما موضوع الفيزياء المجهرية هو المستقبل لحظة تحوله إلى الحاضر ، وهو احتمالي بطبيعته . مثال حجرة النرد ، قبل رميها تحمل ستة احتمالات متساوية في درجة إمكانية التحقق . لكن بعد لحظة رمي الحجر ، تتلاشى خمسة احتمالات مع تحقق أحدها . ( هذا المثال يستحق التأمل والتفكير الهادئ ) . 3 _ الفكرة الجديدة توضح الامكانية الفعلية لتغيير الماضي .... الماضي مستويين : 1 _ الماضي الموضوعي وما قبل الولادة 2 _ الماضي الشخصي . الماضي بدوره مستويين : 1 _ الماضي التام من اللحظة وما ورائها . 2 _ الماضي الجديد ، المستقبل الشخصي كله سوف يتحول إلى الماضي ( وهو يقبل التغيير بسهولة ، بعد توفر الخطة المناسبة ) . 4 _ الفكرة الجديدة توضح حقيقة الإرادة الحرة والمسؤولية الفردية ، بشكل موضوعي .... بسهولة يمكن تغيير الماضي الجديد ، مع توفر الاستعدادات اللازمة ؟ مثلا السنة القادمة 2020 .... يمكن لكل فرد ( ... ) بالغ ، ان يختار من بين عدد غير محدود من الخيارات ، الطريقة ونمط العيش الذي ينسجم مع وضعه الشخصي . ويمكن تعداد نتائج ، غير محدودة ، مترتبة على تغيير التصور العقلي السابق لحركة اتجاه الزمن . .... القارئ _ ة الكريم _ة .... أعمل كل ما بوسعي ، لكي لا يذهب وقتك _ ووقتي أيضا _ سدى مع موضوع الزمن . .... .... نظرية جديدة للزمن _ مثال تطبيقي
الدوافع والنوايا ثنائية ، جدلية ، ومزدوجة شأن القراءة والكتابة ... يتعذر فهم أحدها بمعزل عن الثاني . الدوافع مجموع القوى _ نفسية أو عقلية أو ثقافية أو اجتماعية _ مع الخبرات والممارسات والعادات التي تشكلت في الماضي ، وتظهر اليوم على المستوى الشعوري ( حيث تعود للظهور بوضوح في المستقبل وبقوة أعلى ) على شكل نوايا ورغبات ، وبطرق وأنواع مختلفة من العواطف القوية ، لكن المبهمة عادة كالحزن أو الاشتياق أو الشفقة أو القرف . النوايا تجسد الوجه الداخلي للدوافع ، والعكس صحيح غالبا ، حيث تتمثل الدوافع ( وتتقنع ) بالرغبات والمشاعر الشخصية أو الاجتماعية وغيرها . مجموعة القوى الثالثة المحركة للفرد ، تتمثل بالحوافز وهي خارجية بطبيعتها ، لكن مع العادة والتكرار تتحول إلى منعكسات عصبية لا ارادية وغير شعورية وغير واعية أيضا ، ويتعذر تمييزها عن الدوافع والنوايا . .... القراءة والكتابة بدورها جدلية مركبة ، ثنائية ، ومزدوجة ، وتجسد حقيقة المعنى وحدوده . المعنى التقليدي يتمحور حول أربع مكونات أساسية ، بالترتيب والأهمية : 1 _ الكاتب أو المرسل 2 _ الرسالة أو النص 3 _ السياق الاجتماعي والثقافي 4 _ القارئ والمتلقي . ترتيب المعنى بالمفهوم الحديث على العكس : 1 _ القارئ والقراءة والتلقي ، حيث يتشكل المعنى ويتجدد باستمرار . 2 _ السياق المركب والمتعدد ... الاجتماعي ، الثقافي ، اللغوي ، الحقوقي وغيرها . 3 _ الرسالة أو النص . 4 _ الكاتب أو المرسل ، وعملية الكتابة والتعبير . .... القراءة فعل يحدث في الحاضر ، أو في المستقبل غالبا وهو الأهم . الكتابة فعل حدث في الماضي ، وهو مهم بدون شك ، لكنه فعل سلبي بطبيعته . القراءة والكتابة وجهان لنفس العملة ، وجدلية داخلية ، لا وجود لأحدها بمعزل عن الثاني . .... .... الحاضر مشكلتنا المزمنة .... يتعذر تحديد الحاضر بشكل موضوعي ودقيق . وذلك يرجع إلى سببين : 1 _ تعذر معرفة ، أو تحديد ، الحد الكبير ( أكبر من أكبر شيء ) . 2 _ تعذر معرفة أو تحديد الحد الصغير ( أصغر من اصغر شيء ) . .... الحاضر مزدوج وثنائي بالحد الأدنى ( الأرجح أنه دينامي وتعددي بطبيعته ) . ومن غير المعروف كيف يمكن تحديده من الجانبين ، الداخلي والخارجي . وقد رأينا الاختلاف بين نيوتن واينشتاين ، ومرجعه إلى تركيز نيوتن على الحد الصغير للحاضر ( الذي يظهر بوضوح في الحركة التعاقبية ) ويمثل الوجه الداخلي للحاضر . في المقابل تركيز اينشتاين على الحركة التزامنية ( المسافة بين الملاحظ والحدث ، أو بين الذات والموضوع ) ، حيث يظهر الحد الكبير من الخارج ،...وهذا الموضوع مفتوح بطبيعته ، ويتعذر ضبطه أو تحديده بدقة وموضوعية . .... بكلمات أخرى ، المستقبل مجهول بطبيعته ، ومن غير الممكن معرفته بشكل مباشر ودقيق . بينما الماضي قد حدث سابقا ، وهو معروف من قبل _ مع وجود عطالة ثابتة ، تتمثل بالمفقود والنقص في أدوات المعرفة والكشف ، بالإضافة إلى جوانب القصور الإنساني المتعددة والمتنوعة _ ... الماضي قابل للمعرفة المتزايدة بطبيعته . ويبقى الحاضر مزيجا بينهما ، يتضمن سلسلتين متعاكستين دوما : سلسلة الأسباب والمصادر ، بالتزامن مع سلسلة المصادفات والاحتمالات المفتوحة ، والتي يتعذر معرفتها بشكل مسبق . .... وأخير ، يتكشف الجواب المباشر والبسيط والحقيقي على سؤال هايدغر وهاجسه المزمن : ما هو الأهم ، الذي لا يتقادم ولا يفقد أهميته بمرور الزمن أو بعد الاشباع أو غيرها من بقية الحلول المؤقتة والعابرة ؟! الحاضر يتكون من 3 مراحل متعاقبة : 1 _ الحاضر الإيجابي ( المستقبل _ الحاضر ) ، أو المستقبل خلال تحوله المستمر إلى حاضر ، وهو الأهم . 2 _ الحاضر المستمر ( لحظة الأبدية بالمصطلحات الكلاسيكية ) ، ويمثل الحركة التزامنية أو الامتداد الزمني والأفقي حيث مجال الحياة والوعي ، وهو يجسد الهام والضروري . 3 _ الحاضر السلبي ( الحاضر _ الماضي ) ، أو الحاضر خلال تحوله المستمر إلى ماض ، وهو يمثل المهم وغير العاجل . تقسيمي الشخصي ، بحسب تجربتي المزدوج ثقافيا واجتماعيا : نصف الأهمية للقادم ( المستقل ) ، وثلث الأهمية للحاضر ( اليوم ) ، وسدس الأهمية للأمس ( الماضي ) . وهي بالطبع تختلف بتنوع الأفراد . .... .... مثال 2 العلاقة بين الادراك والوعي بدلالة الزمن ، وليس الفكر فقط .... خلاصة بحث سابق بين الشعور والفكر بدلالة الادراك / الوعي : الادراك مرحلة مشتركة بين مختلف الأحياء ، وهي مرحلة الشعور قبل الفكر ، أو المرحلة الغريزية وما دون العقل . الوعي مرحلة ثانوية خاصة بالبشر أو مرحلة ما بعد العقل ، وتختلف بين فرد وآخر ، بحسب درجة نمو الشخصية الفردية . لكن ، أعتقد أن التمييز الموضوعي بين الوعي والادراك ، يكون بدلالة الزمن أكثر مصداقية وقربا من الحقيقة والواقع . الوعي يتجه بطبيعته إلى الحاضر ، وإلى المستقبل أكثر . ولكي يتجه إلى الماضي ، يحتاج إلى جهد وتركيز وإرادة . بالطبع المقصود بالوعي ، الاتجاه المعرفي للشخصية _ الحر والواعي والارادي _ وليس الثرثرة النفسية السلبية والمعروفة للجميع ، الانفعالية واللاشعورية وغير الارادية بطبيعتها . يتجه الادراك بالعكس ، إلى الماضي دوما ، وهو لا ينفصل عن الخبرة والعادة . الأمثلة التطبيقية بسبب طبيعة الموضوع ، ...ربما تساعد توضيح الفكرة _ الخبرة الجديدة . .... المعيار الزمني يحقق الدرجة العليا في المصداقية والموضوعية معا ، ومثاله الأوضح والأبرز ساعة الشطرنج ، وحاليا المناظرات المفتوحة بين السياسيين والاعلامين . صحيح أنه لا يكفي بمفرده لتحقيق التوازن الموضوعي والعدالة ومبدأ تكافؤ الفرص ، لكنه أفضل الممكن . ..... ..... ملحق بما سبق أيضا العلاقة بين الحفيد _ة والجد _ة .... جدلية الزمن والحياة
1 السؤال عن الأسبقية أو الأقدم بينهما : الحفيد _ة أم الجد _ة ! تبدو مضحكة للوهلة الأولى .... طبعا الجد _ ة أولا ، سوف يصرخ المستعجلون فورا . بعد التساؤل والتفكير ، نعود إلى أحجية الدجاجة والبيضة ، ودورة الجدل المغلقة . تارة يكون الجد _ة أولا ، وثانية يكون العكس ؟! هل يمكن حلها بشكل عملي ومنطقي معا ؟ .... كل من هن _ هم في سن الطفولة والمراهقة الأولى ، يمثلون دليلا معاكسا لما يبدو بديهيا في نظر الكثيرين : الحفيد ة_ أولا . كيف تحل هذه القضية _ اللغز ؟ أحجية الدجاجة والبيضة يتعذر حلها حاليا ، أو بشكل عملي وتجريبي . أقصى ما يمكن التوصل إليه ، تقبل نظرية التطور الدينامي والمتكامل عبر الأجيال . لكن ، بعد إضافة الحد الثالث ( الثالث المرفوع _ أو البديل الثالث ) ، يتكشف الاتجاه بشكل مفاجئ ومدهش بالفعل ... .... تمثيل الوجود بدلالة 3 مستويات 1 _ مستوى الوجود بالقوة ( المستقبل ) 2 _ الوجود بالفعل ( الحاضر ) 3 _ الوجود بالأثر ( الماضي ) ، ينقل التفكير الجدلي _ الحلقي والمغلق بطبيعته _ إلى مستوى جديد ومختلف ، يتمثل بالتفكير التعددي والحوار . 1 _ مستوى الوجود بالقوة أو المستقبل ، يمثل مرحلة أولى للزمن ( وأخيرة في الحياة ) . 2 _ مستوى الوجود بالفعل أو الحاضر ، يمثل مرحلة ثانية للزمن ( وثانية أيضا في الحياة ) . 3 _ مستوى الوجود بالأثر أو الماضي ، يمثل مرحلة ثالثة للزمن ( واولى في الحياة ) . كيف يمكن تفسير ذلك ، بشكل منطقي وتجريبي معا ؟ 2 بعد تطبيق مستويات الوجود الثلاثة على الفرد ، تتكشف حقيقة مدهشة بالفعل ... دور الجد _ة يمثل الوجود بالقوة ( لكل فرد انساني ) . بينما دور الابن _ة يمثل الوجود بالفعل ( لكل فرد ..) . وأخيرا دور الحفيد _ة يمثل الوجود بالأثر ( لكل انسان ) . ... يمكن الآن ، وبشكل تجريبي تطبيق المعادلات السابقة ، والحصول على نتائج يقينية 3 كيف يتجه الزمن ( ويتحرك بالطبع ) : بين الجد _ة وبين الابن _ة وبين الحفيد _ة ؟ الآن ، كيفما نظرت حولك ، يوجد تناقض أو لغز ثنائي : 1 _ بالنسبة للعلاقة المباشرة بين الأحفاد والأجداد : الأجداد أولا وهم الأقدم . لكن قبل ذلك كانوا أحفادا ،... 2 _ بالنسبة للأفراد قبل الانجاب الحفيد _ة أولا ، ومعه دور الابن _ ة بالتزامن . .... أتفهم درجة الملل والتعب مع متابعة القراءة ، لكنني اعتقد أن القضية جديرة بالاهتمام ، وفهمها في النهاية مكافأة وجائزة كبرى 4 خلاصة ما سبق : " اتجاه حركة الزمن على العكس من اتجاه نمو الحياة وتطورها " . والآن يمكن اختبار ذلك بشكل عملي ، وتجريبي ، ومباشر : اتجاه حركة الزمن بين الأجيال الثلاثة ، عكس اتجاه حركة الحياة ... 1 _ حركة الزمن : الأجداد في المرحلة الأولى ( الوجود بالقوة) ، والأبناء في المرحلة الثانية ( الوجود بالفعل ) ، والأحفاد في المرحلة الثالثة ( الوجود بالأثر ) . بالتطبيق المباشر : 1 من المستقبل ( أولا ) 2 إلى الحاضر 3 إلى الماضي ( أخيرا ) . 2 _ حركة الحياة : الأحفاد في المرحلة الأولى ( الوجود بالأثر ) ، والأبناء في المرحلة الثانية ( الوجود بالفعل ) ، والأجداد في المرحلة الثالثة ( الوجود بالقوة ) . وبالتطبيق المباشر : 1 من الماضي ( البداية أولا ) 2 إلى الحاضر 3 إلى الماضي ( النهاية أخيرا ) . 5 أعتقد أنه أفضل برهان على الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، وأعتقد ، أن ما سبق يسهل فهمه على شخصية متوسطة درجتي الذكاء أو الحساسية . .... .... ملحق وهامش يتعلق بما سبق أيضا ... ضرورة الفصل بين الفكرة والكاتب _ة أو المتكلم _ة
لا أظن أحدا يجهل تلك الخبرة المؤلمة ، حيث شريكك _ت في الحديث والكلام ، لا ت _يفصل بين شخصيته وبين أفكاره وآرائه ، بالتزامن لا يميز بينك وبين أفكارك . والنتيجة حوار الطرشان ، في أحسن الأحوال . أو انحدار العلاقة من سيء إلى أسوأ ، والصراع التدميري في النهاية ....بصرف عن نوع العلاقة الثنائية ( بين الأم أو الأب والأولاد ، أو بين الاخوة ، أو الأصدقاء ، وبشكل خاص في العلاقة العاطفية بين الشريكين )... تنتهي إلى الصراع بنسبة تفوق 9 من عشرة ، بعد سنوات وأحيانا أشهر وحتى أيام من التدفق العاطفي الجامح بين الاثنين ! لماذا يحدث ذلك ؟! لكن ، أعتقد أن السؤال الأهم : أين مسؤوليتي في ذلك ، وكيف يكون الحل المناسب ؟ لا أحد يرغب في أن يكون مخطئا أو خاسرا أو أي صفة سلبية ، وهذه صفة إنسانية وعامة . ونعرف جميعا أن الخطأ طريق الصواب الوحيد ، ومع ذلك نخطئ جميعنا بالتقدير الذاتي ، ونخطئ أكثر في التقدير الموضوعي والمتبادل . كيف ولماذا يحدث ذلك ؟ .... بحسب تجربتي المزدوجة الثقافية والاجتماعية ، طريق النمو والنضح الشخصي يمر بعدة مراحل متسلسلة ، ومشتركة : 1 _ المرحلة النرجسية ، وتمثل المستوى الأولي والبدائي في التنظيم العقلي والادراكي . لكنها للأسف تكفي لوصول الفرد إلى أعلى المناصب القيادية في الدولة والمجتمع . بهذا المستوى لا يوجد فصل بين الذات والعالم ، بل رغبة كلية ومطلقة ، بالتزاامن مع الشعور والاعتقاد بحيازة القوة والمعرفة والحقيقة . في هذه المرحلة يبقى الفرد داخل فقاعته الذاتية ، المتضخمة بالطبع ، لا يسمع ولا يرى ولا يدرك سوى رغباته وأهوائه ، وكل إعاقة أو اختلاف يدمرها ( من ليس معي عدوي ) . 2 _ المرحلة الدوغمائية ، تتميز بالانتقال من التمركز الذاتي إلى الانتماء إلى شيء خارجي ( دين أو معتقد أو جماعة ) ، ويحدث استبدال أنا ب نحن . وعبارة شكسبير الشهيرة تختصرها : نكون أو لا نكون . 3 _ المرحلة الأنانية ، تشترك مع سابقتيها بالتمركز الذاتي الشديد ، لكن مع إدراك البعد الموضوعي في الواقع والمجتمع . 4 _ المرحلة النقدية ، أو التفكير المنهجي ، ...تجسيد لفكرة / خبرة البديل الثالث ، أو تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، أو قفزة الثقة ، أو حرية الإرادة . .... قبل المرحلة النقدية ، لا يوجد فصل بين الرغبة والتوقع . أو بعبارة ثانية ، قبل المرحلة النقدية يكون التوقع بدلالة الرغبة والشعور . بعد المرحلة النقدية ، يحدث الانتقال إلى التوقع على مستوى الأداء والمعايير الموضوعية . .... ....
خلاصة الفصل 3 وتكملته _ نظرية جديدة للزمن
1 الساعة تقيس السرعة التعاقبية ( التسلسلية _ التراتبية ) للزمن ، لكن ، سرعته التزامنية ( الأفقية ) تتحدد عبر سرعة الضوء وتتجاوزها كما أعتقد . .... لو كان هايدغر حيا ، لهلل وصفق طربا ، ولكان سعى إلى مقابلتي على الفور . وكنت لأفعل نفس الشيء ، مع من ت _ يكمل هواجسي حول الزمن والكون ... _ مصير الماضي ، ومصدر المستقبل ، ونظام الكون ، وطبيعة الحاضر ومكوناته !؟ .... للماضي دوره وأهميته بدون شك . لكن أهم منه الحاضر بمستوييه : الحاضر السلبي ( الحاضر _ الماضي ) ، ويبقى الأهم هو الحاضر الإيجابي ( المستقبل _ الحاضر ) . ليس المستقبل _ الحاضر بعد الموت ، ولا بعد سنة ، ولا دقيقة ، ولا حتى جزء من الثانية .... الحاضر الإيجابي ، هو الوجود المباشر الجديد _ المتجدد بطبيعته ، كان قبلنا ( مع الأجداد والأسلاف ) ويستمر عبرنا بالوعي والتفكير ، وسيكون بعدنا ( مع الأحفاد والجدد ...) . الماضي هام وموضوعي . الحاضر السلبي أكثر أهمية . بينما الحاضر الإيجابي _ المستمر بطبيعته يجسد الهام والعاجل والضروري ، ولا يفقد أهميته مطلقا وضمن أي شرط أو ظرف . 2 الحاضر ثلاثي البعد 1 ( حياة أوعي ) ، 2 ( مكان ) ، 3 ( زمن ) . 1 _ الجانب الحي للحاضر ، يتجدد من الماضي إلى الحاضر بشكل ثابت . وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم وبدون شروط . 2 _ المستوى الزمني للحاضر ، على العكس يأتي من المستقبل إلى الحاضر ، وهذه ظاهرة أيضا وتقبل الاختبار . لكن لا نعرف بعد كيف ولماذا ...، وغيرها الكثير من الأسئلة الجديدة . 3 _ المستوى المادي والمكاني للحاضر مباشر ومحسوس ومشترك ( الوعي في الآن هنا) . مع أننا لا نعرف مصدره ، كما أننا نجهل مصيره وحدوده ، خاصة الجزء الأصغر هنا _ في الداخل ، أو نقيضه هناك _ الكل الأكبر في الخارج ...! .... بسهولة يمكن اختبار الاختلاف ( التناقض ) بين اتجاهي الزمن والحياة . وأنت تقرأ _ي هذه الكلمات ، في الحاضر المستمر بينما فعل القراءة نفسه يتسرب إلى الماضي لحظة بلحظة ، وهذه الظاهرة عامة ومشتركة ، وتشمل العالم بلا استثناء . الحاضر هو المرحلة الثانية ، المشتركة بين الزمن والحياة ، وحده الحاضر ضمن مجال الحواس والادراك المباشر . بينما الماضي والمستقبل نعرفهما بالاستنتاج غير المباشر ، وبدلالة آثارهما . 3 الحاضر يشمل الجانب المباشر من الوجود ، أو المجال الذي تشغله الحياة بالتزامن مع بعدي الزمن والمكان . أعتقد أن الحياة بمجملها تحدث في الحاضر الإيجابي ، وفكرة السفر في الزمن ليست أكثر من هلوسة وأحلام يقظة غير واقعية . مشكلة تحديد الحاضر ، ربما يمكن حلها عبر مراحل متسلسلة ، بداية بالمشكلة اللغوية ، بعدها المستوى المنطقي والفكري ، وبعدما تتضح حدود المشكلة يأتي دور الفيزياء والرياضيات . وقبل ذلك ، لا أعتقد أن بالإمكان التقدم بشكل عملي وتجريبي . .... فكرة السفر في الزمن تنطوي على تناقض مزدوج ، ذاتي وموضوعي بالتبادل . وتشبه شخصا يركض داخل عربة ( آلة ) ، بهدف تجاوزها بالفعل ؟! أمر لا يصدق كم تضللنا الرغبات والأفكار اللاعقلانية . 4 بعد فهم حقيقة التناقض بين اتجاه حركة الزمن ، وبين اتجاه تطور الحياة ، يصير من السهولة بمكان فهم الواقع الموضوعي ثلاثي الأبعاد ( حياة ، وزمن ، ومكان ) .
5 الزمن حقيقة وحركة أو وهم ...؟! إذا كان الزمن مجرد وهم إنساني ( إنشاء ذهني ) ، وليس له وجود موضوعي ، يكون كل شيء وهم أيضا ، الحياة وهم _ وهو مبدأ أساسي في التنوير الروحي والتصوف وكثير من المذاهب الفلسفية أيضا . لكنني أعتقد أن للزمن وجوده الموضوعي والمستقل ( وربما المنفصل بالكامل ) عن الحياة وعن المكان ( الطبيعة بالمصطلحات القديمة ) . الزمن طاقة كونية ، يتحدد الكون ( مع جميع عناصره ومكوناته ) عبرها ، وهي طاقة حركية يمكن تشبيهها بالكهرباء . كما أن لها سرعتين تزامنية وتعاقبية ، يستحيل تجاوزهما . 6 ماذا لو كنت مخطئا ؟! أخطأت في الماضي بكل شيء تقريبا ، أعرف وأعترف . ونسبة الفخر والخجل في ماضيي الشخصي متساويتان إلى حد التطابق . مع ذلك أسعى لأعرف ونعرف ... .... الباب الثاني الباب الثاني مع الفصول 1 ، 2 ، 3 نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني
1 مقدمة الباب الثاني ، مع عرض مختزل لفصوله القادمة .... الفصل 1 مشكلة الوقت ؟! الوقت جزء من كل مطلق ومجهول ، حيث الزمن يتضمن الوقت والعكس غير صحيح . الوقت هو الزمن الشخصي والإنساني ، محدد بدقة ووضوح من خلال التقسيمات المعروفة للساعة وأجزائها ، بالتزامن مع التقسيم المقابل للسنة ومضاعفاتها ، الواضح والمحدد بدقة . الزمن مفهوم واسع وشامل ، ومجهول بطبيعته ( من الداخل ) كما أن مصدره مجهول ( من الخارج ) ، وبنفس الوقت يمثل أحد الأبعاد المحورية الثلاثة للوجود ، الزمن والمكان والحياة أو الوعي ... وربما يستمر جهلنا لحقيقة الزمن ( الموضوعية ) لعقود أو لقرون ! . سوف أؤجل مناقشة الوقت والزمن والعلاقة بينهما بشكل تفصيلي ، إلى الباب الثالث ، لأنني أتصور أن من الملائم أكثر هذا الترتيب _ حيث يكون الباب الثاني لمناقشة " الصحة العقلية والفهم الصحيح للزمن _ العلاقة بينهما " ....وآمل أن أنجح بتوضيح ذلك . .... الفصل 2 الصحة العقلية ( أو المرض ) وعلاقتها بالفهم الصحيح لحركة الزمن واتجاهه وسرعته ؟! سيتكشف بالتدريج ، خلال مراحل البحث التالية ، الترابط الحقيقي بين الصحة ( العقلية وغيرها كالصحة النفسية والعاطفية ) وبين فهم الوقت وطبيعة الحاضر خاصة . المشكلة الصحية ( العقلية أو النفسية أو الجسدية أو الاجتماعية أو الروحية أو العاطفية ) معقدة وهي ليست متسلسلة بالطبع ، لكن للترتب أهمية خاصة للفهم ، وللاستجابة المناسبة بحسب الوضع والشخصية . مثال شائع ومبتذل على التناقض الثقافي _ الفكري ( واللغوي خاصة ) العام والمشترك ، مصطلح الصحة نفسه كما يستخدم حاليا في الثقافة العالمية ، وليس في العربية وحدها ، وكيف تحول إلى نقيضه في الثقافة المعاصرة . قبل القرن العشرين كانت الصحة والمرض ثنائية عكسية وبسيطة ، مثل الكبر والصغر أو الطول والقصر ومفهومة بذاتها ، بالنسبة للفرد البالغ متوسط درجة الذكاء أو الحساسية . بدورها متلازمة المرض والجوع كانت سائدة في مختلف الدول والثقافات ، حيث كان الجوع وسوء التغذية مع التعب ، المصدر الأول للمرض الجسدي والنفسي ، والعقلي أيضا . تقابلها متلازمة الصحة والشبع والراحة ، وتناقضها بشكل فعلي وحقيقي . والنتيجة المباشرة أن الصحة كانت تتحدد بزيادة الوزن ، والعكس بالنسبة للمرض حيث يتحدد بنقص الوزن . على النقيض من الوضع الحالي السائد والمعمم ، حيث زيادة الوزن مشكلة صحية أولى عالمية ومشتركة . وحالات الاستثناء خاصة بالدول التي تتعرض للكوارث والحروب وما ينتج عنها من مجاعات ، ويمكن اهمالها بالمقارنة . تغير المدلول إلى نقيضه ، وبقي الدال نفسه كلمة صحة . الصحة قبل القرن العشرين كانت تتحدد بزيادة الوزن ، وهي تتحدد اليوم بنقصه . مع بقاء اللغة السابقة والمصطلحات نفسها . ( يوضح هذا المثال مشكلة اللغة بشكل خاص ، وعطالتها التي تؤدي إلى تحريف المعنى وتزييفه أحيانا ) . المشكلة نفسها تتكرر في موضوع الزمن ، من حيث الازدواج في مفاهيمه ومصطلحاته . كلمة حاضر : لها معنى زمني ، لكن أولا معنى وجودي ( هنا ) ، لها أيضا معنى مكاني . وتتكرر المشكلة مع بقية الكلمات الزمنية كالماضي والمستقبل وغيرها . وتتضاعف المشكلة بين الوقت والزمن ، وهذا ما سأحاول مناقشته لاحقا . .... الفصل 3 عتبة الألم كمعيار للصحة العقلية وراحة البال أيضا ... الفرد الإنساني ( المتوسط ) يدمج هنا وهناك بالفعل ، وينجح بذلك غالبا . كل فرد يفعل ذلك طوال حياته ، والاختلاف يقتصر على نسبة ودرجة النجاح ( أو الفشل ) بين فرد وآخر . والمشكلة أننا لا نعرف التفسير الحقيقي لذلك ، مع كل التقدم العلمي والتكنولوجي الحاليين . والمشكلة استبدال ذلك الجهل الموضوعي ، بالرطانة العلمية ونظريات المؤامرة المبتذلة . حقيقة الحاضر المزدوج السلبي والايجابي معا ( الحاضر الإيجابي " مستقبل _ حاضر " ، على عكس الحاضر السلبي " حاضر _ ماض " ) ، تقربنا خطوة بالفعل من فهم الحقيقة الموضوعية والواقع كما هو وليس كما نريده أن يكون . .... يمكن تغيير عتبة الألم ، ولا يمكن محوها وإزالتها ( بالمعنى الإيجابي طبعا ) . من يرغب بالألم والشقاء ! بدورها حرية الإرادة أو الإرادة الحرة حقيقة ، ومعروفة منذ عشرات القرون وفي مختلف الثقافات . هي ليست معطى بديهي وموروث بالطبع ، بل انجاز فردي أصيل وحقيقي . مع أن الوصول إليها ليس سهلا ، لكنها مهارة إنسانية مشتركة بين مختلف الثقافات والمجتمعات يكتسبها بعض الأفراد ( قلة بالطبع ) وبطرق مختلفة ، وإبداعية بطبيعتها . هي أصعب من بقية المهارات ، لأنها ذروتها . .... 2 من الطبيعي أن يتساءل بعض القراء ، عن العلاقة بين موضوع الزمن ، وبين موضوعات بعيدة ومختلفة مثل ....الصحة العقلية وعتبة الألم والإرادة الحرة وغيرها من الموضوعات المتداخلة في كتابتي عموما ، وفي هذا الكتاب على وجه الخصوص . يوجد سببان ، الأول مباشر وشخصي ، حيث اكتشفت اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الماضي وليس العكس ، من خلال فكرة الإدمان وكيفية التحرر من الإدمان ، وبشكل خاص عبر تشكيل الذاكرة الجديدة . قوة الذاكرة الجديدة مثالها البارز حيوانات السيرك . يستطيع المدرب الجيد تشكيل عادة وذاكرة جديدتين للحيوان ( المسكين ) ، على عكس غريزته ، وينجح بذلك غالبا ولبقية عمره . هذا المثال يستحق الاهتمام والتفكير فيه ، فهو يناقض الموقف العقلي السائد والمشترك . من البديهي أن دماغ الانسان أكثر مرونة وسعة من دماغ الحيوان ، وبالتالي فهو أكثر قابلية لتشكيل العادات والذاكرات الجديدة . حياتي الشخصية مثال مباشر على ذلك ، وقد كتبت بالتفصيل عن تجربتي مع الإدمان ومع تشكيل الذاكرة الجديدة ، وهي تتلخص بالسهولة النسبية لتحويل العادة الانفعالية ( لا إرادية وغير شعورية ولا واعية ) إلى عادة إيجابية ( واعية وشعورية وإرادية ) ، مع توفر الخطة المناسبة ورغبة الفرد المعني بالتغيير . .... مثال تطبيقي على اكتساب الإرادة الحرة ؟ يجادل الكثيرون من علماء النفس ضد فكرة الإرادة الحرة ، وهذا ما يدعو للأسف باعتقادي . تشبه حرية الإرادة الرصيد المالي المزدوج ، السلبي والايجابي ، وعلاقتهما المتبادلة والثابتة . بنفس درجة السهولة المتوفرة لغالبية الأفراد ، يمكن خفض الرصيد أو رفعه بطرق مختلفة وعديدة جدا . بالطبع الرصيد السلبي غير قابل للسحب ، وهو عبء مزمن على صاحبه _ ت . لكن الرصيد الإيجابي ، تتزايد سرعة وسهولة تفعليه مع التقدم التكنولوجي والعلمي _ أيضا مع التقدم في العمر تتزايد المقدرة على تشكيل ذاكرات جديدة وليس العكس . بعبارة ثانية ، بعد تشكيل الرصيد الإيجابي تتغير الشخصية والعالم معا . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني ، فصل 1
الحاضر المزدوج مشكلتنا المشتركة ، والمزمنة 1 الصحة العقلية وعلاقتها بالفهم الصحيح لحركة الزمن واتجاهه ؟! المرض العقلي بالتعريف ، هو تخلف العمر العقلي للفرد عن عمره البيولوجي . والصحة العقلية بالمقابل ، يمكن أن تتعرف بالتطابق بين العمر الحقيقي للفرد وبين عمره العقلي ، أو درجة النمو والنضج التي يبلغها الفرد الإنساني ( امرأة أو رجل ) خلال حياته . تختلف الصحة العقلية عن الصحة النفسية _ الجسدية ، بكونها خلل فكري وعقلي فقط ، بدون أي عيوب فيزيولوجية وجسدية ، ولو وجدت لن تكون هي المشكلة . وبالتالي معالجة المرض العقلي تقتصر على الجانب المعرفي والفكري على وجه الخصوص . توجد فكرة خاطئة ، وتشبه وجود لمبة محروقة في البيت تحتاج إلى تبديل . بالمثل توجد أفكار صحيحة وأفكار خاطئة ، والأفكار الخاطئة لابد من استبدالها أو يفسد الفرد ( طفل _ة أو امرأة او رجل ) حياته بالكامل . مثال الأرض المسطحة والثابتة ؟ بالله عليك هل تقبل _ي صداقة ( أو أي نوع من الشراكة ) مع شخص بالغ عقله بهذه الحدود ، وبصرف النظر عن بقية مزاياه ولو كان اينشتاين أو غاندي أو تشمبورسكا أو تشيخوف ! .... سلاسل المعنى والقيمة هي المشكلة والحل بالتزامن ، أو التراتبية الشخصية مثال على ذلك ، العلاقة بين السلطة والقدرة والمعرفة والحرية والمسؤولية والسعادة وغيرها ؟ يعتقد الكثيرون أن السلطة والمال واحد . وهي بالفعل في الدول والثقافات المتخلفة غالبا متلازمة ، وهذا مصدر الفساد والشر المطلق . بعدها يتحول المال إلى القيمة الأساسية في الحياة ( نماذج قطر والسعودية وإيران وتركيا ) ، بالطبع بقية دول العالمين العربي والإسلامي أسوأ ، وليست أفضل بالتأكيد ( باستثناء تونس وربما مصر ، وربما ماليزيا ...ليس عندي معلومات ولا رأي ثابت بهذا المجال ) . كيف ترتب _ين الكلمات بحسب تسلسلها وأهميتها برأيك : السعادة ، السلطة ( أو المال ) ، المسؤولية ، المهارة ، المعرفة ، الحرية ؟! جوابك يمثل المستوى المعرفي _ الأخلاقي الذي تعيش وفقه ، أو هويتك الاجتماعية الحالية . .... أعتقد أن الجواب المنطقي ( والفضل بهذه الفقرة لكتاب فن اللامبالاة ، الذي ذكرته سابقا وفي مرات عديدة ) يتجسد عبر الترتيب : 1 _ المعرفة . 2 _ المسؤولية . 3 _ السلطة . 4 _ المهارة والمقدرة . 5 _ الحرية . 6 _ السعادة والحب وراحة البال وقفزة الثقة ...وغيرها ، وهي نتيجة طبيعية ومباشرة . .... لحسن الحظ ، يتزايد التجانس بين التكلفة والجودة ، وبين الغاية والوسيلة ، وبين الشكل والمضمون ، وبين الكيف والكم وغيرها من بقية الجدليات الكلاسيكية مع التقدم التكنولوجي بالتزامن مع التقدم في العمر على المستوى الفردي . مثال غير مباشر على ذلك ، لكنه شديد الأهمية وهو عامل حاسم في المستقبل : الصدق والكذب ، .... حيث تضيق إمكانية الكذب بالنسبة للزعماء والسياسيين في العالم بدون استثناء مع التطور التكنولوجي ، والدليل المباشر هو العداء الجوهري بين نظم الاستبداد وحرية الرأي والاعلام وغيرها من الحقوق الحديثة والفردية خاصة . مثال مباشر على ذلك الجزائر والسودان ، وبالطبع في المستقبل القريب لبنان والعراق ، وسوريا واليمن وغيرها ، هي ليست في مجرة أخرى . 2 ما علاقة ذلك بالفهم الصحيح لحركة الزمن واتجاهه وسرعته ؟! أعتذر من القارئ _ة الجديد_ ة ، يتعذر فهم هذا الباب والفصل ، بدون قراءة وفهم السابق . مع ذلك سوف أحاول تبسيط الأفكار الواردة ، بشكل مكثف . .... المستقبل والماضي واضحين ومباشرين ، المستقبل أمامنا والماضي خلفنا . أما بالنسبة للحاضر فالأمر ، مع أنه هو نفسه ولكنه ، ليس على نفس الدرجة من الوضوح . الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) هو أمامنا دوما ، يشبه الأمر قيادة الدراجة ، يتقدم الحاضر الإيجابي أمامك وبنفس سرعتك . وعلى العكس تماما من الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ، هو يبتعد ( في الماضي طبعا ) بنفس درجة السرعة التي يقترب فيها الحاضر الإيجابي . فهم ذلك ، يجسد الحركة الأولى _ الخطوة الأولى _ وهي المعرفة . والخطوة التالية والمباشرة هي المسؤولية . تحمل الفرد ( البالغ طبعا ) مسؤولية حياته وقراراته الإيجابية أو السلبية ( وهي عادة الأخطر ) ، أو التجنب . بينما الخطوة الثالثة والتي تعقب المسؤولية ( وليس العكس مطلقا ) فهي السلطة والمال . بالطبع يحدث خلال فترات عابرة ، ومؤقتة ، النكوص ...كالنازية في المانيا والفاشية في إيطاليا ، واليمين المتطرف في العالم اليوم ، والإرهاب ( الإسلامي للأسف ) ، حيث تكون السلطة منفصلة عن المسؤولية بالفعل . لكن ، مهما طال الزمن ، سوف يستعاد التوازن والوضع الطبيعي ، حيث الحياة متوازنة بطبيعتها ( لكنها ليست عادلة ) . .... ملحق 1 سلاسل القيمة والمعنى والاتجاه _ بين السبب والمصادفة بالتزامن 1 _ النوع الأول سلاسل القيمة ، وهي موجودة في حياة كل فرد أو مجتمع . والاختلاف فقط في الترتيب والأولوية ، بين فرد وآخر أو بين مجتمع وآخر . 2 _ النوع الثاني سلاسل المعنى ، وهي جدلية بطبيعتها ، وتتحدد عبر الاتجاه لاحقا . مثال القارئ _ة وتزايد أهميته في انتاج المعنى وتوليده ، على حساب الكاتب _ ة . حدث تبادل في الأدوار بدرجة الأهمية . 3 _ النوع الثالث سلاسل الاتجاه ، وهي الأصعب ، نموذجها الزمن والحاضر خاصة . هذه السلاسل الثلاثة سأعود إلى مناقشتها بتفصيل أكبر ، لكن خارج هذا الكتاب ، تجنبا للخروج والابتعاد عن الموضوع ، بالطبع إن حالفني الحظ ... صرت راغبا بطول العمر بالفعل ! وهذا ما لم يخطر لي على بال قبل الخمسين . .... ملحق 2 مثال تطبيقي على الحاضر المزدوج المشترك ، والمزمن علاقة الرجل بأمه والفتاة بأبيها ، تفسير فرويد معروف ، وهو يعتبر أن الدافع الجنسي هو ما يربط بين الأبوين والأولاد طبعا بشكل لا شعوري . يخالفه إلى درجة النقيض أريك فروم أبرز الفرويديين الجدد ، حيث يعتبر أن الدافع الجنسي هو القوة التي تباعد بين الطفل _ة وبين الأبوين ، والعكس حالة نادرة وشاذة . بدون شك فكرة فرويد خاطئة ، وفكرة فروم صحيحة . وربما يأتي قارئ _ ة مستقبلا ، ويوضح جانبا غير مرئي الآن في العلاقة الأساسية بين الآباء والأبناء ، أيضا بين الأحباب ! مثالي الشخصي على ذلك المقامرة ، أو الموقف الفردي من المقامرة : يوجد نقيضان ، هوس إيجابي أو هوس سلبي . المقامر_ ة يمثل الهوس الإيجابي ، ورهاب المقامرة يمثل الهوس السلبي . الالتزام يمثل البديل الثالث .... غدا أجمل ... بالنسبة للإنسان أكيد . بالنسبة للفرد احتمال . سعادتك مسؤوليتك . .... .... ملحق خاص بالباب الثاني سلاسل القيمة والمعنى والاتجاه بدلالة السبب والصدفة
1 يبدو القرن العشرين من خارجه ، قرن المتناقضات والسحر ، لقد تحققت خلاله أسوأ كوابيس الانسان ( الحرب العالمية ) بالتزامن مع تحقق أحلام _ وما فوق الأحلام بعبارة أكثر واقعية . لنتخيل ندوة بين أعلام ذلك القرن في العلم والمعرفة والفنون وغيرها من المهارات العليا ، خلال نصفه الأول ، والحديث يدور حول وسائل النقل والاتصال المستقبلية ؟ لم يكن طموح _ وحتى أحلام _ أحد ليصل إلى تخيل شبكة الأنترنيت الحالية مع وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة ، على سبيل المثال . من الصعب اختزال القرن العشرين بفكرة واحدة أو صفة أو غيرها ، ... ولكن ، يمكن التأكيد أنه ( من ) أهم منجزات القرن العشرين المعرفة الجديدة ، لقد نجح كثيرون بالخروج من الصندوق والتفكير الحر _ هو _ أهم صفة لذلك القرن . ويبقى التحليل النفسي والفلسفة الوجودية علامتان مضيئتان إلى اليوم 7 / 12 / 2019 ، بينما انطفأت تيارات كانت أكثر شهرة منهما مثل البنيوية والتفكيكية وغيرها مما لم أسمع بها أصلا . المفارقة التي دفعتني إلى هذا الكلام ، أن ما بقي من التحليل النفسي في القرن الجديد جانبه الثقافي ، بينما وظيفته المحورية " العلاج النفسي " تجاوزها الزمن بالفعل . وبالعكس حدث مع الوجودية ، حيث انحسرت الأفكار والممارسات الوجودية إلى بعض التقنيات العلاجية " المهمة " في هذا القرن ، وتتزايد أهميتها كما يبدو ! .... المنجز الآخر _ والأكثر أهمية _ للقرن العشرين موضوع الزمن . لقد نجح بعض الفلاسفة وعلماء الفيزياء خاصة في نقل موضوع الزمن ، من مصطلح فلسفي غامض ومشوش ، إلى مصطلح علمي يمكن تحديد ( بعض ) مكوناته الأساسية ، مثل الحركة والاتجاه والسرعة ، وهو ما أعمل عليه بجد وشغف ...ما تبقى لي من العمر . 2 علاقة البداية والنهاية ، من أكثر الموضوعات المبتذلة في عالمنا الحالي . والمفارقة ، تتجسد من خلال الفرضية السائدة ( الغبية ) في العلم والعالم معا " أن البداية تتضمن النهاية " بالفعل ، طبعا عبر الرطانة المعروفة بثنائيات : المقدمة والخاتمة أو السبب والنتيجة أو الجودة والتكلفة أو الشكل والمضمون وغيرها . يمكن اختصار خلاصة بحثي السابق في هذا الموضوع ، بعبارتين : النهاية تتضمن البداية بالفعل . البداية تتضمن النهاية بالقوة . والعلاقة بين الحفيد _ة وبين الجد _ة مثال نموذجي على ذلك ... الحفيد _ة وجود بالأثر ، وهو يتلازم مع الوجود بالفعل ، والمفارقة أن الوجود بالفعل نتيجة الوجود بالأثر وليس العكس كما يخطر على البال لأول وهلة . ( الموضوع جدير بالتأمل ) . الجد _ة وجود بالأثر ، وهو احتمال أو صدفة . الأبن _ ة وجود بالفعل ، وهو حقيقة مباشرة . الحفيد _ة وجود بالقوة ، احتمال وصدفة . لكن المفارقة يمكن ، وضع المعادلات الثلاثة بشكل مختلف تماما ، وتبقى صحيحة : الجد _ة وجود بالقوة ، احتمال وصدفة . الأب _ الأم وجود بالفعل ، حقيقة مباشرة . الحفيد _ ة وجود بالأثر ، تكرار . تفسير اللغز بسيط للغاية : اتجاه الزمن عكس اتجاه الحياة . المجموعة الأولى هي في اتجاه الحياة ، بينما المجموعة الثانية في اتجاه الزمن . ( هذا الموضوع الشيق والهام ناقشته بشكل تفصيلي وموسع ، ومنشور على الحوار المتمدن ) .... علاقة السبب والصدفة _ مع كثير غيرها من الثنائيات الكلاسيكية ( الألغاز الشبيهة بالدجاجة والبيضة ) _ يتعذر فهمها ضمن المنطق الثنائي ( الجدلي ) . بعد الانتقال إلى المنطق التعددي ( العلمي ) ، يتكشف المشهد ... الواقع والوجود الموضوعي 3 مستويات مختلفة ، ومنفصلة تماما : 1 _ الوجود بالقوة ( المستقبل ) . 2 _ الوجود بالفعل ( الحاضر ) . 3 _ الوجود بالأثر ( الماضي ) . الآن يمكن تفسير اللغز بسهولة : اتجاه الحياة ، من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل بالطبع . على العكس تماما اتجاه الزمن ، من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي بالطبع . .... المستقبل صدفة ، احتمال مفتوح . الماضي تكرار ، سلاسل سببية . الحاضر = سبب + صدفة . 3 صار بإمكاننا الآن الانتقال السلس ، كما أعتقد ، إلى مناقشة سلاسل القيمة والمعنى والاتجاه . 1 _ تتمحور سلاسل القيمة حول الجدلية الكلاسيكية : الغاية _ الوسيلة . 2 _ تتمحور سلاسل المعنى حول جدلية : القراءة _ الكتابة ( القارئ _ة و الكاتب _ة ) . 3 _ تتمحور سلاسل الاتجاه حول جدلية : النهاية _ البداية . .... بدون نقل الجدلية ، والانتقال معها بالتزامن ، من المنطق الثنائي إلى التعددي ، يتعذر فهم سلاسل المعنى والقيمة والاتجاه ، ويتعذر بالطبع حل تلك المسائل ( القابلة للحل بالفعل ) . 4 مثال تطبيقي على سلاسل القيمة : " الغاية والوسيلة " ، كيف يمكن التمييز بينهما ؟! المال مثلا ، نحن جميعا نستخدمه كوسيلة للعيش والحصول على حاجاتنا وتحقيق رغباتنا عبر صرفه وانفاقه ، بالتزامن ، نحن جميعا نعمل للحصول عليه كغاية وهدف . لكن بعضنا يعتبر المال وسيلة في العمل السياسي أو الثقافي ( مثلا ) . وبعضنا الآخر يعتبره غاية لنشاطه السياسي أو الثقافي . مثال 2 الدين والسياسة أيهما الغاية أو الوسيلة ؟ بدلالة الوقت ( حيث الوقت يتضمن قيمتين بالقوة : سلطة ومال ) يسهل القياس الموضوعي لتعامل فرد ما مع الدين والسياسة . من يقضي معظم وقته في أماكن العبادة ، يعتبر الدين غاية وغيره وسائل . والعكس صحيح أيضا من يقضي معظم وقته في التخطيط والتحكم ، يعتبر الدين وسيلة كغيرها من بقية الوسائل . مثال 3 أنت قارئ _ ة هذه الكتابة ... هل غايتك المتعة أم المعرفة ؟! يتعذر تحديد القيمة والمعنى والاتجاه ، بشكل مجرد ومسبق ، نحتاج للوسائل التطبيقية . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 2
1 مشكلة الوقت ؟! العلاقة بين الوقت والزمن _ وتتعقد أكثر بعد إدخال الحاضر ، تشبه قصة داخل قصة ، أو علبة داخل علبة ، ...وهكذا تتعقد الصورة كثيرا بعد إضافة أجزاء الساعة أو مضاعفات السنة _ هي علاقة الجزء والكل النموذجية . لكن الوقت يمثل الجزء الخاص ( الذي يحوي جميع عناصر الكل ومكوناته ) والفرق بينهما كمي ، في النسبة والدرجة فقط لا في النوع . ومن جانب آخر ، الوقت يمثل هنا ، بينما الزمن يشمل هناك وهنا بالتزامن . كما أعتقد أن الموضوعية عامل مشترك بين الوقت والزمن ، ولهذا السبب يتزايد اعتبار الوقت يمثل المعيار الجديد _ الموضوعي والمشترك _ بين مختلف المعايير الحديثة . أو في المقاييس الحديثة يكون الزمن بعد رئيسي وثابت ، مثال ساعة الشطرنج حيث النتيجة تعتمد على المهارة أولا وعلى الزمن ثانيا ، فقط بحالة التعادل يفوز من كان أسرع ( أو زمنه أقل ) . .... " الوقت مال " عبارة كانت شهيرة طوال القرن العشرين ، وتزامنت مع انتقال الاعتماد الإنساني بصورة عامة من الساعة البيولوجية ( الحدس والشعور ) إلى الساعة الموضوعية والحديثة ، أو الإلكترونية بنسختها الحالية ( المعايير الموضوعية ) ، بعدما حدث تحول نوعي في صناعة الساعات ودقتها _ حيث مقدار التأخير أو التقديم في الساعة الحالية أقل من ثانية كل 33 ألف سنة . بينما في المقابل الساعة البيولوجية أو الحدس والتقدير الذاتي يكون على خطأ غالبا ودقته معدومة . .... المشكلة الأكثر تعقيدا تكمن في ازدواج الحاضر : 1 _ الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) وهو الأكثر مباشرة وقربا للحواس ، يبتعد في الماضي كل لحظة ، وبسرعة ثابتة هي نفس السرعة التي يقترب فيها الحاضر الإيجابي . 2 _ الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) له نفس سرعة الحاضر السلبي ويعاكسه في الاتجاه ، حيث يقترب كل لحظة بنفس سرعة تباعد الحاضر السلبي ومعه الماضي كله . .... 2 الزمن والوقت والحاضر ؟! .... ما نوع العلاقة التي تربط بين الزمن والوقت والحاضر ؟ يمكن تطبيق التصنيف الثنائي _ أيضا المنطق الثنائي _ على معظم القضايا المعاصرة ، وتلك أحد أهم تطبيقات البرمجيات الحديثة بالاستفادة المباشرة من الخوارزمية . الخوارزمية كما أفهمها ، نوع خاص من المنطق يتضمن ما سبقه ، كما أنها تمثل الحل المنطقي والعملي بالتزامن لقضية الجدل ، من خلال المنهج الثلاثي لحل قضية معقدة : 1_ الاختيار 2 _ التسلسل 3 _ التكرار ( ناقشت الخوارزمية في بحث خاص ، ومنشور على الحوار المتمدن ) . بعبارة مختصرة ، تتضمن الخوارزمية المنهج الجدلي والتعددي معا ، ويمكن استخدامها بكلا الحالتين بحسب الحاجة ونوع القضية ( المشكلة ) . للمنهج الثنائي ، ( أو التصنيف الثنائي ) ميزة أساسية ، لكن تتلازم معها سلبية أساسية بالتزامن ، خسارة الدقة والتحديد مقابل تحقيق الوضوح ( السهولة والبساطة ) . الحاضر جزء من الوقت ، بدوره الوقت جزء من الزمن ( هذه فرضية ثابتة ، إذا حدث تغيير في فهمي لها سأعلن ذلك مباشرة مع توضيح السبب المنطقي أو التجريبي الذي دفعني إلى تغيير الموقف الحالي ) . الحاضر أحد احتمالين أو اتجاهين _ يتعذر دمجهما أو جمعهما _ متناقضين بطبيعتهما : السلبي والايجابي ، وهو المصدر الموضوعي للمفارقة الإنسانية . 3 المفارقة الإنسانية نمط العيش الادماني ( وفق العادات والتقاليد والتكرار ) ، وهو الأعلى تكلفة على الفرد والمجتمع ، كما أنه الأصعب أيضا_ من جانب الجهد والطاقة _ من أي شكل آخر للعيش على المدى البعيد ، حيث يكاد يتساوى مع حالات العدمية والفوضى التي تنتشر خلال الكوارث والأوبئة في أجزاء عديدة من العالم الحالي . والسؤال المثير للدهشة والاستنكار معا ، لماذا يفسد الكثير من البشر حياتهم في العادات الادمانية ، عادة قبل الأربعين وفي معظم الثقافات ، مع أنهم على درجة من الوعي والذكاء في بقية مجالات الحياة المختلفة ؟! حياتي وتجربتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا تتلخص بفكرتين : 1 _ الاختلاف الحقيقي بين المصلحة المباشرة للفرد ، وبين مصلحته المتكاملة والروحية . بعبارة ثانية ، لا يستطيع الانسان الجمع بين الحاضر ( هذا الأسبوع أو السنة ) والقادم ( بعد خمس سنوات وأكثر ) بنفس درجة الاهتمام ، ستكون الأولوية لأحدها على حساب الثانية . 2 _ مشكلة الحاضر المزدوج ، والمتناقض بطبيعته ؟! وهذه الفكرة تنطوي على تناقض حقيقي وليس مغالطة شكلية أو منطقية فقط ( ازدواج الحاضر واستمراريته بنفس الوقت ) . توجد حقيقة موضوعية ، يمكن ملاحظتها بشكل دائم وبلا استثناء ، محيرة ومدهشة بالفعل : الحاضر السلبي والايجابي متناقضان في الاتجاه ، مع أنهما استمرارية ثابتة ومتكررة ! الحاضر الموجب يقترب دوما ، بالتزامن وعلى نقيضه ، الحاضر السلبي يبتعد ... بنفس السرعة لكن باتجاهين متعاكسين . وسواء أكان الفرد ( ...) يعتمد في حياته ، وفي منطقه العقلي ، على المبدأ الالهي أو العلمي أو الطبيعي أو غيرها _ تبقى النتيجة نفسها _ لا يمكن أن يكسب الانسان في الحاضر السلبي والايجابي معا . تتوضح الفكرة أكثر ، من خلال الحاضر والمستقبل ، حيث مصلحة الفرد غالبا ما تنطوي على تناقض ثابت ( المصلحة المباشرة تتناقض مع المصلحة البعيدة ) . وهذا الموضوع ناقشته بشكل تفصيلي وموسع في نصوص سابقة ومنشورة أيضا . قلة نادرة من البشر يدركون ذلك باكرا . شخصيا لست منهم ، أعرف وأعترف . بعد الخمسين أدركت هذه الفكرة / الخبرة ، التي أحاول التعبير عنها وفق تجربتي الشخصية ، بقدر ما استطيع من الوضوح والمصداقية . لقد تعلمت من الثقافة ، وبفضل العديد من المعلمات والمعلمين ، أكثر من الحياة الاجتماعية . .... الحاضر المزدوج والمدهش والمحير بطبيعته : نصفه أمامنا يقترب دوما ولا يصل ، ونصفه خلفنا بالتزامن يبتعد دوما ولا ينفصل ؟! وهذه حركة الزمن والوقت ، التي تشكل المحور الأول في الحاضر ، حيث الحركة الثابتة والمزدوجة ( من المستقبل إلى الحاضر الإيجابي ، بالتزامن مع تسرب النصف الثاني من الحاضر السلبي إلى الماضي بنفس السرعة ) ، .... وتعاكس حركة الزمن بالاتجاه ، حركة الحياة _ والتي تشكل المحور الثاني في الحاضر ( من الماضي إلى الحاضر ، بالتزامن مع تدفق الحياة المزدوج عبر الحاضر إلى المستقبل ) . ما تزال الصورة غير واضحة تماما في ذهني ، وللأسف لا وجود لمراجع أو أي مصدر مساعدة ، عدا الحوار من خلال هذه الكتابة مع التفكير المركز ، والملتزم بالموضوع ! في حقيقة الأمر ، هذه الفكرة هي أقرب إلى التفكير بصوت عال ، ودعوة مفتوحة للمهتمين بالموضوع ، ....ربما ننجح بالتقدم ولو خطوة في الفهم والكشف ، وعلى الأقل يستفيد من يأتون بعدنا من العثرات ، للبحث تتمة . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ المفارقة الإنسانية
1 الفكرة نفسها " لكن بصيغة الوحدة الإنسانية " تتكرر عند أكثر من كاتب وباحث ، وقد صادفتها مرارا من خلال قراءتي فقط ، والاختلاف يكاد ينحصر في اللغة والمصطلحات ؟! خلاصة بحث سابق وهو منشور أيضا : الانسان تشابه : كل انسان يشبه البشرية . الفرد اختلاف : كل فرد يختلف عن كل ما عداه . بينما المجتمع يمثل البديل الثالث المزدوج ، السلبي والايجابي بالتزامن . .... يوجد ميل عام إلى اعتبار الإنسانية وحدة وتشابه ، أكثر من اعتبارها اختلافا وتنوعا . أريك فروم يعيد مصدر إلى إلى أفلاطون ، بالمقارنة مع فرويد مع السخرية من نظرته إلى الحب ، حيث يعتبر أن الحب ( أو نقيضه الفشل في الحب أو العجز عن الحب ) اتجاه انساني ، موضوعي وشامل ، ومشترك بالطبع . والخلاصة موقف الفرد الإنساني من الحب واحد ، سواء تجاه نفسه أو تجاه غيره . نفس الفكرة والخبرة عند مارك مانسون في كتاب عن الأمل " الجزء الثاني لفن اللامبالاة " ، لكنه يعيدها إلى الفيلسوف كانت " المعادلة البشرية " . والمفارقة أن ، الفكرة نفسها تنسب اليوم إلى أريك فروم ، وليس إلى أفلاطون ولا كانت . الانسان في أحد الاتجاهين فقط 1 _ موقف الحب 2 _ موقف العجز عن الحب . من يفشل في احترام نفسه ومحبتها ، لا يستطيع أن يحب أحدا . تلك خلاصتها المختزلة إلى حد العنف ، والفكرة يكررها أريك فروم عبر أكثر من كتاب وخصوصا " فن الحب " . .... بصرف النظر عن مرجعية الفكرة / الخبرة أو الموضوع " الحب " ، لا أعتقد ان بالإمكان تحديد تاريخ ولادة حقيقي لأي كلمة ( اسم أو مفهوم أو مصطلح ) ، فكيف يكون الوضع مع كلمة حب ! كل ما في الأمر ، قد ينجح أحدنا في إضافة معنى جديد ( أو كشف وهم وخطأ ) . والقصة الجميلة لبورخيس تغني عن الكلام الكثير : جلس س ، ينسخ رواية صادرة عن دار نشر معروفة ، ومؤلفها _ ت معروف _ ة أيضا . وعندما انتهى من نسخها بخط يده ، كلمة بكلمة وحرفا بحرف ، وضع اسمه وتوقيعه . وصارت رواية جديدة ، منفصلة ومستقلة تماما عن الأولى . .... المفارقة الإنسانية التي أقصدها هنا ، فشل الانسان ( الفرد : أنت وأنا ) في حب نفسه ؟! بينما يتحقق ذلك ، وبشكل غريزي ، لدى جميع الكائنات الحية وبدون استثناء ! ( الانتحار فعل انساني حصرا ، مثله الثأر أو التسامح أو الاكتئاب ..وغيرها ) لا ازعم معرفة الجواب بالطبع ، لكن تجربتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا _ أعتقد أنها تستحق الاهتمام _ وخصوصا علاقتي وتجربتي مع الإدمان ( التدخين والكحول ) ، وخبرتي الجديدة في موضوع الزمن والوقت . المشكلة الإنسانية المشتركة ، هي بين الشعور والفكر ؟ يتعذر جمعهما ، ويتعذر فصلهما بشكل إرادي وواعي ، لا ينفصلان بالفعل سوى في حالة الفصام الصريح . .... 2 الفكر والشعور ظاهرتان مختلفتان نوعيا ، الفكر ظاهرة ثقافية (لغوية واجتماعية ) خاصة بالإنسان وحده ، بينما الشعور نظام بيولوجي ( فيزيولوجي وغريزي ) مشترك بين جميع الأحياء . فرق آخر زمني بينهما ، الفكر بطبيعته بعيد وحركة _ هناك في الماضي أو في المستقبل ، بينما الشعور ( الجانب الحسي منه خاصة ) على العكس موضعي _ هنا دوما . وحول هذه الثنائية تقوم مدارس وفنون " التركيز والتأمل " بمختلف أنواعها وأشكالها ، وتاجها اليوغا . ليس التعقيد في اللغة وأسلوب التعبير ، الفكرة ( الخبرة ) بطبيعتها معقدة ومدهشة بالفعل ! ثنائية الفكر والشعور ؟ بالمقارنة يسهل حل جانب كبير من المشكلة معرفيا ، حيث أن الشعور جزء من نظام الطبيعة ، وهو مشترك بين الأحياء . بينما الفكر محور نظام الثقافة ، وهو خاص بالإنسان ، بل هو نخبوي ...إلى اليوم _ وربما يكون بطبيعته نخبوي ( نظام الثقافة ) أو أنه نوع من الخبرة الفردية الخاصة والمكتسبة بالضرورة ! .... ولا يتوقف التعقيد عند هذا الحد فقط ، بل يوجد جانب آخر يخص اتجاه الحياة ؟! اتجاه الحياة يخالف اتجاه الزمن ، وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . والأمر لا يتوقف عند هذا الحد أيضا ، ليست العلاقة بين اتجاه الزمن واتجاه الحياة بسيطة وواضحة أو مباشرة . بالنسبة لحركة الزمن ، واتجاهه ، وسرعته ، ناقشتها بشكل واضح وتفصيلي ( كما اعتقد في الباب السابق ) وهي بالمختصر : اتجاه حركة الزمن ثابت ، وسرعته ثابتة أيضا ، وهذا ما يمكن ملاحظته وتعميمه واختباره بلا استثناء . وتبقى المشكلة في حركة الحياة ؟! 1 _ الحياة حركة بدون شك ، وهذا ما يمكن اختباره عبر الملاحظة المباشرة . 2 _ لكل حركة اتجاه ، وسرعة أيضا . بالنسبة لاتجاه الحياة ، فهي من الماضي إلى الحاضر ، وهذه ظاهرة وحقيقة مشتركة . لكن مشكلة السرعة ، غير واضحة ( لم أفكر فيها من قبل ) . وليس بحوزتي أي مرجع لهذا الأمر ، لذلك سأكتفي بالملاحظة العامة وهي تشير إلى أن سرعة الحياة غير منتظمة ، أو بصراحة وصدق لا أعرف . .... 3 يوم أمس ( 24 ساعة ) يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح . بالتزامن يوم غد ( 24 ساعة ) يتضمن المستقبل كله أيضا . والعكس غير صحيح . الموضوع ملتبس ومحير بطبيعته ( نصف واضح ونصف غامض بالتزامن ) !؟ نحن جميعا نعرف حاضرنا ووقتنا الشخصي ، الجانب المباشر من الزمن والقريب _ هنا . ونجهل بالمقابل ، الجانب البعيد وغير المباشر من الزمن _ هناك . هذه الفكرة _ الخبرة ، بالنظر إلى أهميتها الكبيرة لفهم ما سبق ( والقادم أكثر ) ، سوف تكون موضوع الحلقة التالية وخاتمة الباب الثاني . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 3
1 يوم أمس ( 24 ساعة ) يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح ؟ كنت أعتقد أنها بديهية ، وأن الفكرة واضحة وشفافة . .... لا توجد مشكلة الماضي ، أو مشكلة في الماضي أو مع الماضي ، سوى عند الانسان . وهذه إحدى خبرات التنوير الروحي ، الكثيرة بدون شك _ لكن أيضا المختلطة بالكثير جدا من الأوهام والأخطاء الفكرية منها الموقف من الزمن _ وهنا تكمن المفارقة . بعبارة ثانية ، مشكلة الماضي ترافق الانسان منذ نشأته الأولى ( الغامضة والمجهولة إلى اليوم ) ، وما تزال المصدر الرئيسي للمرض العقلي ، ولمختلف الصراعات والحروب بالطبع مع أسباب أخرى عديدة ومتنوعة . ما هو الماضي ؟ يوجد اختلاف نوعي بين الماضي والحاضر والمستقبل _ على المستوى الزمني _ حيث المستقبل ثلاثي البعد ويتضمن الحاضر والماضي بالقوة . بدوره الحاضر ثنائي البعد ويتضمن الماضي بالفعل . بينما ماضي الزمن وجود بالأثر فقط . تتكشف الصورة مباشرة ، بعد فهم الاتجاه الصحيح لحركة الزمن 1 _ من المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ إلى الماضي 4 _ الماضي الأبعد ،....فالأبعد . أما على مستوى الحياة ، فالأمر يختلف إلى درجة التناقض أحيانا ! الماضي مصدر الحياة . وهذه حقيقة لا خلاف عليها أو حولها . لكن طبيعة الماضي ، ومكوناته ، واتجاهه ، والاختلاف على تفسيره ومعناه ...بلا جواب . ما هو مصدر الحياة ! لا يوجد لدينا تفسير علمي إلى اليوم ( 12 / 12 / 2019 ) ، أو موقف منطقي ومتفق عليه . .... بالنسبة إلى الفرد ، الأمر واضح مع قابلية الاختبار والتعميم بلا استثناء . الفضل في هذه الفكرة يعود للمفكر الفرنسي ( تزفتيان تودوروف ) ، في أحد كتبه وبحسب ذاكرتي كتاب " حياتنا المشتركة " ، يكتب بما معناه : يختلف الفلاسفة إلى اليوم حول أصل الانسان ، وبعضهم مثل هيجل يتخيل أنه وجد على حلبة مصارعة ، ويهملون أصل الفرد ...وهو يتكرر أمامنا جميعا كل يوم . .... الفرد بالتعريف الحديث ثلاثي البعد ( والمكونات ) : 1 _ البرنامج الجيني الموروث ، وهو ثابت ، ومجهول المصدر البعيد ( مصدره القريب من الأبوين مباشرة ) . 2 _ المناخ ، والبيئة الاجتماعية والثقافية ، وهي جانب نصف ثابت ونصف متغير بالتزامن . 3 _ الشخصية الفردية ...أنت وأنا ، وهي متغيرة بطبيعتها وفي كل لحظة ... من الولادة إلى الموت . بعد فهم الجانب الفردي من الطبيعة البشرية ، تتكشف العديد من الأجوبة التي كانت أقرب إلى الطلاسم والسحر في الماضي ...ومنها على سبيل المثال الإرادة الحرة ؟! الإرادة الحرة نتيجة ، وهي مرحلة رابعة : 1 _ المعرفة الصحيحة ، مثال كروية الأرض ودورانها حول الشمس تجسيد للمعرفة الصحيحة حاليا 2 _ المسؤولية الشخصية ، يعلق بعض البشر في موقف الضحية والانكار ، وهو نقيض المسؤولية 3 _ السلطة ( الحدود والقوانين والاتجاه ) ، السلطة العقلانية والمنطقية نتيجة المسؤولية الشخصية ، وهي بالتزامن ... تنتج الإرادة الحرة أو حرية الإرادة 4 _ راحة البال وغبطة الوجود . لا بد من الإشارة إلى أن ، غبطة الوجود أو راحة البال ، تمثيل للموقف العقلي الذي يتلازم مع النشاط الإبداعي المتسامح والمتواضع بطبيعته ، وهو نقيض الكسل والبلادة والروحية ( موقف التجنب ) وليس من مرادفاتها بالطبع . .... 2 الغد ( خلال 24 ساعة ) يتضمن المستقبل كله ، والعكس غير صحيح . حياة الفرد تختلف عن حياة الجماعة والنوع بالنسبة للإنسان فقط ، بقية الكائنات الحية محكومة بالبرنامج الجيني والمتوارث للجميع وبلا استثناء . وما هو ميزة بالنسبة لبقية الأحياء هو مشكلة الانسان : الفرد اختلاف بطبيعته . والسؤال المزدوج والعسير على كل فرد : تحقيق التشابه والاختلاف بالتزامن ! ليس عندي جواب على هذا السؤال ، وعلى كثير غيره . مع موت الفرد ( أنت وأنا ) ينتهي الحاضر والوقت ، ويبقى الزمن الموضوعي وحده . .... 3 الغد ( 24 ساعة...المتكررة إلى الأبد ) جزء صغير فقط من المستقبل ( الموضوعي ) . " مت قبل أن تموت " تمرين أساسي في التنوير الروحي : دعوة الفرد إلى حيازة الوعي بموته الشخصي . هو مخيف ومدهش ومحرر بالفعل .... اتجاه الحياة ...من الأزل إلى الأبد . اتجاه الزمن ...من الأبد إلى الأزل . .... 4 يمكن تصنيف الماضي عبر 3 مستويات ، من الأقرب والأهم إلى الأبعد ، فالأبعد . 1 _ الماضي الجديد ( الحاضر السلبي : حاضر _ ماضي ) . 2 _ الماضي السابق . 3 _ الماضي الأسبق . بالطبع ، يمكن تجزئتها بلا نهاية . الماضي الجديد يتضمن جميع المستويات ، والعكس غير صحيح . .... بنفس الطريقة يمكن تقسيم المستقبل ، من الأقرب والأهم إلى الأبعد ، فالأبعد . 1 _ المستقبل الجديد ( الحاضر الإيجابي : مستقبل _ حاضر ) . 2 _ المستقبل القادم . 3 _ المستقبل بعد القادم . المستقبل الجديد بوابة أو جسر ، وهو تسمية ثانية للحاضر . .... الحاضر هو المشكلة وحلها بالتزامن .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع الفصول 1 ، 2 ، 3
على هامش الباب الثالث
يتشابه الأعداء والخصوم أكثر من الأصحاب والأحباب ، أضعاف المرات . ويدور الوسط حول نفسه في عطالة أبدية ، لا يشبعها سوى الحاضر ... الحاضر وسط الزمن وجوهر الحياة . .... الاتساع على حساب العمق والعكس صحيح دوما الاتساع سطحية وتسطح والعمق ضيق ومحدودية ، والبديل الثالث تواضع . .... المعرفة مشكلتنا والمشكلة في نظريات المعرفة الكلاسيكية ، أنها غالبا تتجاهل وجود المجهول وما هو خارج ساحة الوعي ، أو خارج مجال الخبرة الفردية والمباشرة ، بل يبلغ الأمر عند الكثيرين موقف الانكار ، ورفض كل ما هو خارج مجال الحواس وإنكار وجوده أيضا . الصورة الكلية والتفاصيل ، أو أصغر من أصغر شيء ( الذرة قديما ، ومكونات نواة الذرة حديثا ) أو الجانب المقابل أكبر من أكبر شيء ( المطلق الجديد _ المتجدد ) ، ...مع أنه يتعذر تخيل ذلك ، ونزعم أننا نعرف كل شيء ! العقل محدود بخبرته الذاتية ، وهذه فكرة مشتركة بين الفلسفة والدين ولا يرفضها العلم . لا أحد لديه أي فكرة أو تصور عن شكل الكون ؟! هل هو نظام مغلق ، والسؤال الذي يصيب بالدوخة حينها عن خارجه ؟! أم هو نظام مفتوح ، وينتقل السؤال المستحيل إلى حدوده وتعذر إمكانية تخيلها ؟! أم أنه نظام مختلف ومن غير الممكن تصوره من الداخل فقط !!! أنا لا أعرف . ومشكلتي أنني أعرف أنني لا أعرف ، وأعرف أنك لا تعرف أيضا ، ولا أحد يعرف . .... ما هو الكون ؟ أفترض أنه ثلاثي البعد 1 _ زمن ( طاقة وحركة ) 2 _ مكان ( طبيعة ومادة ) 3 _ حياة ( وعي وتطور ) . أعرف أنها فرضية أولية وساذجة ، بل مضحكة . الضحك اتجاه . .... المشكلة في الحب ، وليست في الكراهية والخوف . حب المعرفة ، حب الحياة ، حب الانسان ، حب النفس .... ما نزال نخلط بين نوعين متناقضين من الحب : السلبي والايجابي . الحاجة محور الحب السلبي ، ومعها الجاذبية والتوق والشره العاطفي أو غيره . في هذا المستوى ، يكون الدافع _ هناك ومصدره الماضي . أمثلة الحب السلبي كثيرة ومتنوعة ، حب الطعام والتملك وقضاء الحاجات ... الحب السلبي ينقلب إلى نقيضه بسرعة ، الخوف والغيظ والعدوانية ، وينطفئ مع الاشباع . الثقة محور الحب الإيجابي ، وعتبتها الاحترام المتبادل _ احترام النفس والآخر . لا تنفصل الثقة عن التواضع والمعرفة والصدق والشجاعة والعطاء ، وغيرها من القيم المشتركة بين جميع الثقافات والمجتمعات . لا يمكن أن تجد رجلا يفخر بثرثرة أحبته ( أولاده أو شركائه ) ، أو أن تجد امرأة تفخر بغباء جارتها أو ابنتها أو حبيبها ، أو تجد ثقافة تدعو علانية إلى الغش والخداع ....الموضوع معقد للغاية ، لكن الفكرة التي أعتقد بأنها صحيحة ومشتركة ، تختصر بأن القيم الإنسانية الصحيحة والحقيقية مشتركة بيننا جميعا وتتضمنها مبادئ حقوق الانسان ، أكثر من جميع الأديان والفلسفات وعلوم النفس والاجتماع وغيرها . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع ملحق بالإضافة إلى الفصول 1 و 2 و 3
يمكن أن يتلخص التاريخ الإنساني كله بجملة واحدة : السعي الدائم الفردي والمشترك ، مع الفشل المتكرر ، لنقل الفردوس من هناك إلى هنا . بعبارة ثانية ، الوصول إلى راحة البال والكفاية _ الشعور الحقيقي بالإشباع والرضا ، أو تحقيق المطابقة بين الشعور والفكر بهذه اللحظة وللتو ، وليس في الغد ولا بالأمس طبعا . .... مقدمة الباب الثالث 1 نظرا لاختلاف الموضوع عن السائد والمألوف ، وعن التوقع أيضا " طبيعة الزمن والوقت ، والحاضر خصوصا " ، أجد نفسي مضطرا مرات وبشكل دوري ومتجدد ، لفتح أبواب جديدة _ وبدون أن أتمكن من إغلاق السابقة غالبا_ وهذا يربك النص ويتسبب بالتشويش والركاكة مع التكرار الدائم لبعض الأفكار : الشفافية هي الكلمة التي تجمع بين الغاية والوسيلة ، وأعتقد أنها الحل السحري ، الجميل والمفيد بالتزامن للقارئ _ة / الكاتب _ ة ...الشفافية هي وعدي لنفسي أولا بالتزامن مع رسالتي لك قارئ _تي في الحاضر الإيجابي دوما . والاستراتيجية التي أتبعها بشكل مقصود غالبا ، لحل هذه المشكلة المتكررة في هذا الكتاب على نحو خاص " النظرية الرابعة " ، هي الهروب إلى الأمام بصراحة . بهدف أن تتحول المشكلة نفسها إلى حافز جديد ، أو إلى نوع من التغذية العكسية للاهتمام الذاتي أولا . وأما التكتيك الخاص بهذا النص ، فهو يتلخص بكلمة " الشفافية " عبر القراءة / الكتابة الجديدة والمتجددة باستمرار . وسوف يستمر هذا الأسلوب ( التكتيكي ) حتى نهاية المخطوط بشكل عملي ونظري بالتزامن ، وفي حال التغيير الواعي والمقصود سوف أوضح ذلك بشفافية . .... المشكلة الإنسانية مؤقتة بطبيعتها ، وحلولها الحقيقية والمنطقية تشبهها ، ومؤقتة أيضا . هذه هي فكرة التنوير الروحي ، وموقفه " الأصيل " ، وهو أول مراجع هذا النص . المشكلة الإنسانية استمرارية بطبيعتها ، وحلولها الصحيحة من جنسها _ منطقية ومشتركة _ وهي اجتماعية وثقافية ، وتتجاوز الفرد بطبيعتها . هذه هي فكرة الفلسفة الكلاسيكية ، وموقفها " الأصيل " ، وهو ثاني مراجع هذا النص . المشكلة الإنسانية فكرة فلسفية ، وغيبية وموروثة ، وهي خارج مجال البحث العلمي المحدد والدقيق بطبيعته . ويضيف البعض ، الانسان فكرة غيرة علمية !؟ هذه فكرة الموقف العلمي الكلاسيكي _ والمتجدد ، ... العلم يجسد حاضر المعرفة ، ويتضمن الفلسفة والدين والتنوير الروحي وغيرها من الأنشطة المختلفة للحياة _ وليس للإنسان فقط . المناهج العلمية المتنوعة ، والحديثة أكثر ، هي المرجع الدائم لكتابتي ولحياتي أيضا . 2 موقف الحب يتضمن كل ما عداه ، والعكس غير صحيح . موقف الحب يمثل المرحلة النهائية والأعلى في التطور ، عكسه ونقيضه الفشل أو العجز عن الحب ، وليس الخوف أو الكراهية وغيرها ، هي مراحل أدنى في تطور الحياة لا أكثر . .... الحب أحد مستويين ، واتجاهين وفق التصنيف الثنائي : 1 _ الحب السلبي 2 _ الحب الإيجابي . اتجاه الحب ثنائي أيضا ، ويمكن تحديده وفق معيار موضوعي : الحب الإيجابي : اليوم أفضل من الأمس . الحب السلبي : اليوم أسوأ من الأمس . الحب السلبي ، حب الحاجة والجاذبية ( الجمال ) . جميع الكائنات الحية تبدأ من هذا المستوى . وحده الانسان ، ينتقل إلى الحب الإيجابي : اليوم أفضل من الأمس . الحب الإيجابي عتبته الاحترام ، وذروته الثقة والايمان العقلاني . .... مثال تطبيقي " النزوة العاطفية ، واختلافها عن الحب الحقيقي " ؟! النزوة العاطفية انفجارية بطبيعتها ، ومؤقتة . بسرعة تتحول إلى نقيضها ، أو لامبالاة تجاه موضوع الحب السابق . الحب الحقيقي استمرارية ، لا يقبل العكس بطبيعته . يوجد فرق موضوعي ، وهو مشترك البشر . النزوة تتضمن عناصر الحب " حب الموضوع " الأربعة : الحاجة ، والجاذبية ، والاحترام ، والثقة . وهذه في الحياة الحقيقية نادرا ما تحدث ( شخصيا لا أعرفها إلا نظريا وفكريا ) . الحب الحقيقي ، يختلف عن النزوة بالقيم ، أو بترتيب القيم بعبارة أوضح : الثقة أولا . الحب الحقيقي يتمحور حول الثقة ، وقد تنقصه الحاجة أو الجاذبية قليلا . النزوة تتضمن الغفلة بالضرورة . هذه المرأة التي كنت أحبها ! ويستر المراهق وجهه دلالة على الحرج والخجل . وبالعكس أيضا ، تقول المراهقة أو المتقدمة بالسن أيضا : هذا _ هو _ حبيبي السابق !! الحب مرحلة عليا في التطور ، الفردي أو المشترك . النزوة مرحلة منخفضة على سلم التطور ، الفردي فقط . 3 ثنائية الجسد والعقل ، أو الشعور والفكر ، أو القيم والأخلاق ، ... تتضح بدرجة من السهولة ، بعد نقلها إلى المستوى التعددي ( العلمي ) ، هذا أكثر من رأي وأقل من معلومة . يعيش الفرد الإنساني حياته ، ضمن أحد المجالات ( المعرفية _ الأخلاقية ) الأربعة ، من الأدنى إلى الأعلى : 1 _ الصدق النرجسي ، أو الصدق الأسود . نموذجه النميمة والوشاية . 2 _ الكذب الموضوعي ، لا يجهله أحد . قبل فهمه ، وتفهمه ، يتعذر تجاوز هذه المرحلة _ المستوى . 3 _ الصدق الطبيعي ، لا أحد يجهله أيضا . لكن المفارقة ، يتعذر فهمه قبل اختبار المرحلة العليا في القيم الإنسانية " الكذب الأبيض " . 4 _ الكذب الأبيض ، أو الصدق كنمط عيش . نموذجه التواضع الحقيقي . التواضع يتضمن الصدق والشجاعة ، والعكس غير صحيح غالبا . .... .... ملحق
خلاصة القسم الأول
1 _ الزمن حركة . 2 _ لكل حركة سرعة واتجاه . 3 _ اتجاه حركة الزمن ثابت ، من المستقبل إلى الماضي مرورا بالحاضر . 4 _ سرعة حركة الزمن مزدوجة ( ثنائية ) : _ السرعة التعاقبية : من المستقبل إلى الحاضر ثم الماضي ( هي التي تقيسها الساعة ) . _ السرعة التزامنية : من الحاضر1 إلى الحاضر2 ...إلى الحاضر3 ، إلى الحاضر س . ( السرعة التزامنية عتبتها سرعة الضوء ، وتتجاوزها غالبا ) . .... الحياة والزمن جدلية عكسية ، لكنها غير مفهومة بشكل دقيق وواضح . حركة الحياة بالقيمة المطلقة تساوي حركة الزمن ، وتعاكسها بالاتجاه . ( نفس السرعة وعكس الاتجاه ) . هذه نتيجة وخلاصة منطقية ، وقد تكون غير صحيحة . .... مثال مباشر ( عيد ميلادك الشخصي ) : لحظة الولادة يكون الزمن والحياة بنفس النقطة ، أو في حالة تطابق . كل لحظة يبتعد يوم الميلاد نحو الماضي ، الأبعد ، فالأبعد ... ( هذه حقيقة وظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ) . يوجد أحد الاحتمالين فقط : إما الزمن ثابت والحياة حركة أو العكس . الاحتمال الثالث يمكن تأجيله ( وربما اهماله ) . حركة انفصال الأحداث عن الكائنات الحية ( الفاعلات _ الفاعلون ) ، مصدرها حركة الزمن من الحاضر إلى الماضي بشكل دائم ومستمر . ( وهذا ما اعتقد أنه الصحيح ، والحقيقي ) . أو العكس ، مصدرها حركة الزمن ( ضمن الحياة ) من الماضي إلى الحاضر ، المستمرة . .... أعتقد _ وبدون شك أن اتجاه حركة الزمن ثابتة ، واستمرارية من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر . بينما حركة الحياة تكمن في عملية التدفق الدوري في الحاضر ، من الماضي ، وهي عكس حركة واتجاه الزمن . استمرارية الحاضر ، تتكشف بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . هذه الخلاصة المكثفة ، جرت مناقشتها بشكل تفصيلي وموسع عبر القسم الأول . كماا توجد إضافة في الشروح والأفكار عبر نصوص سابقة ، منشورة على صفحتي بالحوار المتمدن . أتمنى لك قراءة ...ممتعة ، وربما تكون مجهدة ، في البداية .... أجمل التاريخ كان غدا ... أغنية فيروز وكلمات الشاعر الرائي .... .... نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الثالث فصل 1
مقدمة غ متواضعة الوقت معيار موضوعي وشامل ، وسوف يتحول إلى قيمة أولى للإنسان في المستقبل . رغبتي أن يتحقق ذلك خلال حياتي . توقعي أنه سوف يتحقق بعد النصف الثاني لهذا القرن . لا ينبغي مطلقا أن يتطابق التوقع مع الرغبة ، ذلك علامة المرض العقلي وعرضه الثابت . يوجد تمرين بسيط ، ونتائجه تفوق الوصف والتوقع معا ؟ عندما ترغب _ين بمعرفة الوقت : حاول _ ي التمييز بوضوح بين رغبتك وتوقعك ، مع التكرار يتحول التمرين إلى لعبة مثيرة ومسلية بالتزامن . .... اتجاه الحياة يعاكس اتجاه الزمن ، ولكن لا أعرف كيف ، ولا أعلم إن كان البحث العلمي قد وجد الحل لهذه المشكلة ! آمل أن تحرض كتابتي صاحبات وأصحاب العقول المتفتحة على التفكير الحر ، والابداعي . 1 الحياة حركة مستمرة . وهذه حقيقة ظاهرة وتقبل الاختبار والتعميم ، وبدون استثناء . توجد حقيقة ملازمة أيضا ، وهي بديهية كما أعتقد ، لكل حركة اتجاه وسرعة . اتجاه الحياة الثابت والتجريبي بالتزامن ، من الماضي إلى الحاضر . هذه حدود المعرفة العلمية الحالية ؟! لكن كيف يحدث ذلك ، وماذا يحصل ولماذا ، ...وغيرها كثير من الأسئلة المفتوحة . لا يختلف عاقل مع القول : اتجاه الحياة من الماضي إلى الحاضر . ومن البديهي تكملة الفكرة ، ومن الحاضر إلى المستقبل . هل يمكن عكس الاتجاه : عودة الحياة من الحاضر إلى الماضي ؟ والسؤال الأكثر جموحا في الخيال ، عودة الحياة من المستقبل إلى الحاضر ! ( فكرة السفر في الزمن ، أعتقد أنها غير منطقية ) 2 سرعة حركة الحياة ، يمكن تحديدها في جانب واحد موضوعي ، وتجريبي معا : أنها تعاكس حركة الزمن بشكل ثابت . عدا ذلك ، حركة الحياة معقدة ومركبة بطبيعتها ، حيث أنها تتحدد من مصدرين منفصلين تماما ، الأول موضوعي ويشمل الواقع بلا استثناء ، والثاني ذاتي _ وهو بدروه شديد التنوع والتعقيد . بعبارة ثانية ، اتجاه حركة الحياة وسرعتها أيضا ، تتحدد بعلاقتها مع الزمن ومن خلاله . 3 بالعودة إلى مثال " حدث الولادة " : لحظة الولادة مزدوجة تتضمن الحياة والزمن معا . اتجاه الزمن ( عمر المولود _ ة ) يبدأ في الابتعاد إلى الماضي ...الأبعد ، فالأبعد . وهذه حقيقة ظاهرة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . بينما الحياة تبقى في الحاضر ( أنت وأنا وجميع الأحياء نتواجد الآن في الحاضر ) . نحن جميع الأحياء في الكون الآن بوضع التزامن الشامل . الحياة تبقى في الحاضر ، والأحداث تبتعد في الماضي بسرعة ثابتة هي التي تقيسها الساعة . ويمكن الاستنتاج المنطقي والمباشر ، أن حركة الحياة تحدث كلها في الحاضر فقط . 4 ما سبق يتضمن فجوات هائلة ، مجهولة تماما ، لكننا لا ننتبه لها عادة . لنتخيل الآن ، الوضع نفسه أمام الأسئلة السابقة في حالتين : 1 _ قبل مئة سنة ...1919 كيف كان ليقرأ ويفهم الجد _ة ( شبيهنا _ ت ) ، واستجابته ؟! 2 _ بعد مئة سنة ...2119 كيف ليقرأ ويفهم الحفيد _ة ...شبيهنا _ ت أيضا !! 5 ( أجمل الأيام كان غدا ) الشعر أهم مراجع النظرية الجديدة للزمن ( الرابعة ) ، وبعده الفلسفة ثم الفيزياء . 6 ما الذي يحرك الأحداث من الحاضر إلى الماضي ؟! الحدث هو إحداثية ، بعد تحميلها على الزمن . الاحداثية ثلاثة أرقام ، بينما الحدث ستة أبعاد بالحد الأدنى . 7 من المنطقي افتراض أن الزمن ينقل الحدث من الحاضر إلى الماضي ؟ .... ....
مثال تطبيقي ومزدوج _ نظرية جديدة للزمن فنون السخرية ، والتركيز والتأمل 1 ما هو التركيز ؟ نعرف نقيض التركيز ، التشتت الذهني المزمن ، أو تفكك الشخصية في الحالة القصوى . لكن ، لا يكفي التعريف السلبي ، سوى كتقريب أولي ودغمائي بطبيعته . التركيز بحسب فهمي الحالي ، حالة الانسجام بين الفكر والشعور ، حيث أنهما من طبيعتين مختلفتين ويتعذر دمجهما بشكل ثابت ، ودائم . بعبارة ثانية ، حالة انشغال البال المزمن نقيض وضع التركيز ، وهي نتيجة فقدان الاهتمام . الفضل يعود إلى أريك فروم في هذه الفكرة أيضا . .... التركيز والاهتمام ، اعتقد أنها اكثر ملاءمة من " التركيز والتأمل " . الاهتمام بداية ومدخل ، أو مرحلة أولى لا يمكن القفز فوقها . التأمل نتيجة ومهارة فردية ومكتسبة بالضرورة . شخصيا ، أمارس التركيز والتأمل منذ ربع قرن ...ولا أستطيع تمييز التأمل عن حالة الهدوء والاسترخاء بالتزامن مع التنفس الطبيعي بسهولة ويسر . .... ربما يصح تعريف التركيز بأنه : أن تستمع _ي ( أو تقرأ _ي ) عندما تستمع وتقرأ . وأن تتكلم _ي عندما تتكلم _ين . وأن تصمت _ي بالفعل عندما تصمت _ ين . هذه خلاصة تجربتي المزدوجة ، الاجتماعية والثقافية ، مع التركيز والتأمل . وأفضل العبارة الثلاثية " الاهتمام والتركيز والتأمل " . الاهتمام عتبة الصحة العقلية . .... ما دخل الوقت أو الزمن بذلك ؟! بعد فهم الحاضر الجديد _ المتجدد بطبيعته ، تتكشف الصورة المباشرة ، أو الجانب المباشر من الواقع الموضوعي والمشترك . 2 كل استعلاء نرجسي . الاستعلاء هو ممارسة الغرور بدون وعي . .... لا شيء اسمه زيادة ثقة بالنفس . بعبارة أوضح لا يستطيع الفرد ( أنت وأنا ) أن يتجاوز عقدة النقص بشكل كامل . والسبب في ذلك هو الوضع الإنساني نفسه ، حالة الطفولة الطويلة مع العجز والنقص ، اللذان يتلازمان معها بالضرورة . الغرور هو مقلوب عقدة النقص ، وليس نقيضها . التواضع نقيض الغرور . .... 3 الثقة بالنفس فضيلة . لا يمكن أن يتنمر فرد ( طفل _ة او رجل أو امرأة ) يثق بنفسه على آخر . بعبارة ثانية ، السلوك السلبي يكون مندمجا مع الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) وعبره . بالمقابل ، السلوك الإيجابي ، يشترط تصحيح الموقف العقلي من الحاضر ( والتوافق مع الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) . .... الوقت موضوعي ومجاني ومطلق ، هو الجانب المباشر والشخصي للزمن . نحن نقوم بتحديده لغايات عملية ومباشرة ، ولا مشكلة في ذلك بالطبع . لكن المشكلة في الفهم الخاطئ ، أو في نسيان ذلك . " نسيان الوجود " عبارة هايدغر الشهيرة تغني عن الكلام الكثير . .... أوضحت سابقا ، وفي نصوص عديدة أن كتابات الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر ( المشتبه بمعاداة السامية ) ، أحد مراجع هذا النص " النظرية الرابعة " ، وخصوصا هاجسه المزمن حول الوقت والحاضر وسؤاله الشهير " ما الذي تقيسه الساعة ! " . .... لكن بصدق وموضوعية ، الشعر هو المصدر الأول للفكرة مع التنوير الروحي ، وبالدرجة الثانية الفلسفة والفيزياء بالتزامن . 4 غدا أجمل ؟! هل تنطوي العبارة على تناقض منطقي وموضوعي ؟ إذا كانت النهاية هي الموت والفناء ، كيف تكون الأجمل ! مع صعوبة تلخيص موقفي الحالي ، كونه ينسجم بالفعل مع التنوير الروحي والفلسفة والعلم بالتزامن ، بالإضافة إلى احترام مختلف عقائد البشر ( وبدون تمييز أو تفضيل بينها ) . سوف أحاول ، كنوع من التفكير بصوت عال : بالتزامن مع التناقض الوجودي الموضوعي ، بين اتجاهي الزمن والحياة ، تنطوي حياة الفرد على تناقض أو جدلية عكسية ، وهي حقيقة ظاهرة وتقبل الاختبار والتعميم ... حياة الفرد جدلية عكسية من لحظة الولادة حتى الموت ، حيث خط المأساة يتلازم مع خط الكوميديا عبر كل لحظة ويتعذر فصلهما بشكل تام وثابت ؟ _ خط المأساة يتوافق مع اتجاه الزمن ( من الحاضر إلى الماضي ) : الموت نهاية الفرد ، انحدار من الحياة ومستوى الطاقة الأعلى نحو التفكك الفناء والطاقة الأدنى . _ خط الكوميديا يتوافق مع اتجاه الحياة ( من الماضي إلى الحاضر ) : حياة الفرد نمو متكامل ، من مستوى طاقة أدنى إلى مستوى أعلى ...هذا الفرد الآن ( المرأة أو الرجل ، كان _ت دودة ) ، وهي تنمو وتتطور إلى هذه الشخصية المثيرة للدهشة بالفعل . .... .... التفكير من خارج الصندوق _ مثال تطبيقي " فن السخرية " ... من لا يحب السخرية ؟ من يحب السخرية ! الكل يحب السخرية من الآخر ( الخصوم وحتى من الشركاء والأحباب أحيانا ) ، ولكن هل يوجد بيننا من يحب أن يكون هو نفسه ( أو أهله ) موضوع السخرية من آخر ، وخصم ! هذا السؤال جدير بالاهتمام ، وأيضا بمحاولة الإجابة الحقيقية ( بصدق وشجاعة وتواضع ) . .... القاعدة والاستثناء في ممارسة السخرية أو درجة تقبلها ( أو رفضها ) : 1 _ الصغير يسخر من الصغير . 2 _ الصغير يسخر من الكبير أيضا . 3 _ الكبير يسخر من الكبير . 4 _ لا يسخر الكبير من الصغير ( لا أعرف خلال حياتي المزدوجة ، ثقافيا واجتماعيا ، مثالا واحدا على ذلك ) . وهذا رأي وموقف ، قد يتغير ، في حال خطأه أو وجود العكس . .... الفرق بين الصغير _ة والكبير _ ة بكلمة " الاحترام " . الصغير لا يعرف الاحترام ، كان يتعرض لسوء المعاملة المزمن ( والتنمر غالبا من أحد الأبوين _ هذه خبرة يؤكدها التحليل النفسي ) . وفي الحالات الاستثنائية ، يظن ذلك التعامل سخرية وليس حقيقيا . الكبر أو الانتقال إلى مرحلة الشخصية الناضجة ، يحتاج إلى شروط لازمة يتعذر تجاوزها . .... السخرية فعل عدواني بطبيعته ، لكنه محول ومستتر ( مزيف ) بالبلاغة والمبالغة . السخرية سلوك اجتماعي ، موروث ومشترك بين مختلف الثقافات . الاحترام فعل ابداعي وحر ، ومهارة فردية ومكتسبة بالضرورة . الاحترام عتبة الحب ، والسخرية دون الاحترام بطبيعتها . غدا أجمل ؟! الموقف الوجودي للإنسان : أمامه الحاضر الإيجابي وخلفه الحاضر السلبي . كل لحظة يتسرب الزمن من الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) إلى الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ....بنفس السرعة والايقاع . وامام الفرد احد خيارين ( أو محاولة جمعهما ) : 1 _ التوجه مع حركة الزمن نحو الأمس ، والنتيجة اليوم أسوأ من الأمس . 2 _ التوجه مع حركة الحياة نحو الغد ن والنتيجة اليوم أفضل من الأمس . محاولة جمعهما وهم ، وحالة عصابية مزمنة . الموقف الوجودي للإنسان مزدوج بدوره : ولادة _ موت . هذا الاتجاه الحتمي ( الولادة في الماضي والموت في المستقبل ، حسب اتجاه الحياة ، بينما اتجاه الزمن بالعكس ) لحياة الفرد . الطفولة والنضج والشيخوخة مراحل الحياة الموضوعية ، وهي خارج الوعي والإرادة . يستطيع الفرد ( ...) تحقيق طفولة صحية ونشيطة ، ونضج متكامل ومثمر ، وشيخوخة حكيمة وراضية . لكن الأسهل ، طفولة مجنونة ، ونضج ناقص مع خليط دائم من الحماقة ، وشيخوخة رزيلة بالفعل ( عجوز شمطاء أو عجوز خرف ) . هذا رأي ، أقرب إلى الوعظ منه إلى المعرفة والحياة الحقيقية ...ربما . .... ملحق ترددت في محو هذه الحلقة . يحدث هذا بعض المرات ، ويتكرر ، حيث مع القراءة التالية أشعر بالقلق وعدم الرضا ... غالبا ما أفعها ( سلوك التجنب التقليدي ، أمحو الكتابة التي اشعر أنها ناقصة أو غير مترابطة أو ركيكة بشكل ما ) ، وأريح رأسي كما يقال . لا أعرف لماذا صعب علي محو هذه ( الخلطة من الأفكار ) ، ... " لا أعرف " لطالما أحببت العبارة ، وحاولت تعلمها ، لكنني أفشل باستمرار القراءة والكتابة وجهان لعملة واحدة ، هل كنت سأتقبلها لو كنت في وضع القارئ ! .... ملحق ثانوي " أصغر مشكلة يلزمها أحمقان " " مشاعرك مسؤوليتك " " النجاح مشترك والفشل مشترك أكثر " " المشكلة أكبر عند الطرف الذي يعتقد أنه محق تماما ، والآخر ( خصم أو شريك ) مخطئ " سواء أكان الطرف فردا أم جماعة أم دينا أم حزبا ... العبارات السابقة هي خلاصات بحوث مزدوجة ، ثقافية واجتماعية ، وهي منشورة جميعا على الحوار المتمدن . أتفهم الصعوبة في قراءتها بهدوء وروية ، والتفكير المحايد فيها ، وليست غايتي أن يتفق ( او يختلف ) معها القارئ _ة بالطبع . هي نوع من التفكير بصوت عال . أو طريقتي الشخصية وسعيي المستمر لجعل اليوم أفضل من الأمس . .... واضيف إليها خلاصة جديدة ، ربما أكثر خشونة : 1 _ النرجسية مرحلة أولى موروثة ، ومشتركة ، ولا يخلو منها فرد . 2 _ الانتقال من المرحلة الأولية ( النرجسية ) إلى الثانوية ( الدوغمائية ) عسير وشاق ، وهو يجسد فائدة الحروب والصراعات الوحيدة . 3 _ الانتقال من الدوغمائية إلى المرحلة الأنانية ، وليس إلى الموضوعية مباشرة . ذلك وهم واستحالة كما أعتقد . المرحلة الأنانية ، تمثل المنجز الأساسي والجوهري للحداثة والعلم . يخلط الكثيرون _ إلى اليوم _ دوما بين الأنانية والنرجسية ؟! النرجسية مرض والأنانية اختيار . 4 _ الموضوعية حلم ، واتجاه ، ولا يمكن تحقيقها بشكل دائم وثابت .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث الفصل 2
يمكن أن يكون الغد أفضل ، وأجمل الأمر يعود لك وحدك . .... لا أجد ضررا ، أو تنافيا مع الذوق والجمال ، في تكرار بعض العبارات وبصرف النظر عن كاتبها _ ت ... وأحيانا تتكرر في النص الواحد ! أيها الأعزاء عودوا ، لقد وصل الغد _ أنسي الحاج . .... لنتذكر أن معنى الخوارزمية ( الأكثر تداولا اليوم ) يتمثل بالخطة الثلاثية لحل مشكلة : 1 _ الاختيار . 2 _ التسلسل . 3 _ التكرار . ولنتذكر أيضا أن التكرار ، هو المشترك الوحيد ربما بين نيتشه وفرويد والمسيح . .... طبيعة الزمن ، أو طبيعة المادة أو طبيعة الكون ، أو طبيعة المطلق ...عبارات متناقضة ذاتيا ويتعذر تكملتها بشكل منطقي ، ومتسلسل . أول من يدرك ذلك هم الشعراء . عندما ينتهي الشعر ، يصاب العالم بالصمم والعمى والبكم . ويصير الموت أرحم وأجمل منها . ذلك ما فهمه الفلاسفة ، ويحاولون إلى اليوم شرح الفائدة من ذلك المسعى البروموثيثي ، الذي يدحرج الصخرة للأعلى بلا جدوى . العلم الحالي ورث الفلسفة ويعترف بذلك ، لكنه ينكر فضل الشعر ! أنت وأنا لا يمكننا أن نوافق على هذا الفعل الخسيس . لكننا ، أيضا لا ننكر فضل العلم ، حيث لأول مرة تصير الوسيلة بأهمية الغاية وبفضل العلم . .... ما هو الزمن ؟ 1 _ الزمن حركة ، هذه بديهية أو بحكم البديهية بين العقلاء . 2 _ الحركة طاقة ، هذا استنتاج منطقي ويمثل القانون الأساسي للعلوم الحديثة . 3 _ الطاقة علاقة بين قطبين ، من الجهد الأعلى إلى الأدنى . 4 _ الطاقة لا تفنى ولا تخلق من عدم ( هذا القانون الأول للترموديناميكا ) . بكلمات أخرى الطاقة بلا بداية أو نهاية . هنا يتوقف عقلي ( وعقلك كما أفترض ) عن العمل ، ويتوه تماما . .... يوجد خلط مأساوي بين حالتين متناقضتين للعقل والشعور : 1 _ حالة فقدان الشعور ، وهي حالة مرضية وفي اتجاه الموت والفناء . 2 _ حالة تركيز الشعور ، وهي ذروة المهارة الفردية ، والمكتسبة بالضرورة . هنا يجدر الانتباه الأقصى ، من يتألم يسعى لتوقيف الألم فورا _ بلا شرط أو استثناء . وفي هذا المستوى لا وجود للقيم ، ولا للأخلاق ( الضرورات تبيح المحظورات ) . " لا توجد قيم ولا أخلاق تحت خط الحاجة " وهذه أجمل ، أحبها أكثر . هذا هو المستوى الأولي ، البدائي والمشترك ، الذي اشتغل عليه التحليل النفسي وفرويد أكثر من غيره . كل فرد لديه وسيلتين أو طريقتين للعيش ، وهما متناقضتان تماما مع أنهما تتلازمان عادة : 1 _ طريق الإدمان ، أو الاجبار على التكرار ( او العود الأبدي ، ولا جديد تحت الشمس ) . 2 _ طريق الابداع ، والحرية والحب ، و( كل لحظة يتغير العالم ، وعدم السباحة في النهر مرتين ) . حاول فرويد أن يمسك بالعصا من المنتصف ، ونجح بشكل مدهش . حاول اينشتاين ، أن يمسك بالعصا من المنتصف ، ونجح أكثر من غيره . كلنا ننسى أن بوذا والمسيح يمسكان بالعصا من المنتصف منذ مئات القرون ! .... يختلف الفلاسفة إلى اليوم حول أصل الانسان . ويتجاهلون أصل الفرد ( مع أنه يتكرر مرارا كل لحظة ) ! وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ، بل يعتبرون بغالبيتهم المطلقة أن الصراع هو الأصل . ويتجاهلون أن أصل الفرد علاقة حب ووئام ، أو متعة ولذة في الحد الأدنى . هذه الفكرة الجديدة ل تزفتيان تودوروف . الكتاب عنوانه " حياتنا المشتركة " كما أتذكر ، وأعتذر من المترجم _ ة ، مع الشكر . .... أصغر مشكلة يلزمها أحمقان .... ملحق وهامش علاقة الآباء والأبناء بين التقليد والصراع والتكرار ؟! يرد الأبناء التحية بأضعافها دوما ، ولو بعد حين ، سلبا أو إيجابا . لحسن الحظ ، الاتجاه الإيجابي هو الغالب ، ولم يحدث أن تراجعت الحياة إلى مرحلة سابقة . تطور الحياة أو قانون التطور ثابت ، وفي اتجاه واحد ، من مرحلة دنيا ( بسيطة وأولية ) إلى مرحلة عليا ( معقدة وثانوية ) ، على العكس من اتجاه حركة الزمن ، الثابت أيضا من جهد أعلى ( مستقبل ) إلى جهد أدنى ( ماض ) مرورا بالحاضر أو الجهد صفر ( صدفة وسبب ) . بعبارة ثانية الجدلية العكسية بين الحياة والزمن تفسر ذلك بشكل منطقي ، وتجريبي بالتزامن . في مرحلة الطفولة يشكل الأبوان والعائلة والجماعة ( أو من يمثلهما ) قدوة الطفل _ ة أو السقف ، بينما يمثل الغريب _ة والعالم العتبة . ويحدث ذلك بالتزامن مع نمط العيش الطفولي ، ومعادلته الثابتة : أخذ _ عطاء . بعد النضج يحدث تغير دراماتيكي ، حيث يتراجع دور الأهل والأقرباء والجماعة وأهميتهم إلى العتبة والحد الأدنى ، بينما يحتل دور الغريب _ة ( الشريك العاطفي خاصة ) والعالم السقف والغاية . هذه الفكرة تحتاج إلى التوضيح ، والفضل يعود إلى أريك فروم أيضا : يفسر فرويد حب الصبي لأمه والفتاة لأبيها بالدافع الجنسي ، واستمر بذلك الموقف طوال حياته ( اعتبار أن الحب دافع جنسي مكفوف ، وذلك يذكر بتفسير داروين للجمال بأنه نوع من الاغراء الجنسي وغايته خدمة التكاثر ) . لكن غير المفهوم ، هو العناد الطفولي عبر التشبث بفكرة غير منطقية بشكل صريح ، وقد تكرر الأمر مع غالبية الشخصيات الشهيرة العلمية أو الثقافية أيضا لا السياسية فقط ! يحل المشكلة أريك فروم ببراعة ، مع برهان قابل للفهم بالنسبة لمراهق _ة متوسط الذكاء . الدافع الجنسي يبدل موضوعه بسهولة ، وهذه حقيقة مباشرة ويمكن ملاحظتها ، وهو قوة غريزية هائلة بدون شك . وعلى العكس من تفسير فرويد ، الدافع الجنسي هو القوة الرئيسية التي تدفع الفرد الإنساني ، في اتجاه حب آخر ( غريب في البداية ) أكثر من الأبوين والأخوة . بعبارة ثانية ، الدافع الجنسي هو القوة الأساسية التي تدفع بالمراهق _ة خارج بيت العائلة ، ومعها دوافع مختلفة ، اقتصادية وغيرها . .... يتمثل النضج الفردي بتجاوز الأبوين والجماعة الأم ، إلى العالم والآخر ( الغريب ) . بالتزامن مع عكس نمط العيش ومعادلته القديمة إلى نقيضها : عطاء _ أخذ . الفرد الذي ، يتقدم به العمر دون أن يغير محور الاتجاه والاهتمام _ بالتزامن مع رفع المعايير والقيم الطفولية إلى مستوى المعايير الموضوعية والقيم الإنسانية _ يخرب حياته كل يوم جديد ، وفق معادلة المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس . بينما اتجاه الصحة والحب ؛ اليوم أفضل من الأمس . .... المشكلة الموضوعية تتجسد عبر التناقض الفعلي بين جانبي الحاضر ، يتعذر جمعهما . من المستحيل أن تكسب اليوم والغد . وهذه الفكرة ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع ، بدلالة مستويات المصلحة المتعددة ، من الأدنى إلى الأعلى 1 _ المصلحة المباشرة ( نرجسية وأنانية ) 2 _ المصلحة المتوسطة اجتماعية وثقافية ، تمثلها الخطط الخمسية للشركات والمؤسسات ، أيضا يوضحها الاختلاف بين الاستراتيجية والتكتيك 3 _ المصلحة الروحية ، وهي تمثل المنجز الحقيقي أو الأثر الذي يتركه الفرد بعد موته . وهذه الفكرة مشتركة بين مختلف الاتجاهات الثقافية الحديثة ، في العلم والفلسفة والدين . وربما يكون اتفاقها الوحيد الإيجابي والصحيح كما أعتقد ، ويقابل الاتفاق الشامل على الاتجاه الخاطئ للزمن من الماضي إلى المستقبل . غدا يوم جديد شكرا لثقتك .... الفصل الثالث _ الباب الثالث
ليس خيارا يمكن تأجيله بل هو ضرورة ملحة ، نقل محور الاهتمام والتركيز ، من الماضي إلى المستقبل _ وعلى كافة المستويات الفردية والاجتماعية والدولية والثقافية خاصة . تحويل محور الاهتمام الإنساني ، من الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) إلى الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، مع الانتباه أنهما وجهان لعملة واحدة يتعذر فصلهما ، والفرق بينهما في الاتجاه فقط : الحاضر الإيجابي وجود بالقوة + الفعل ، بينما الحاضر السلبي وجود بالفعل والأثر ، لكن ينقصه الوجود بالقوة أو البعد المستقبلي وهو منفصل تماما عن مجال التأثير وخارج إمكانية التحويل أو التغيير . الحاضر الإيجابي هو المصدر الدائم والبداية المتجددة ( سبب + صدفة ) ، بينما الحاضر السلبي هو النتيجة والتكرار . .... مثال تطبيقي ومباشر ( أنت وأنا ) ... لندع خلافاتنا جانبا ، ولو بشكل مؤقت ، ولنحدد مجال اتفاقنا الحقيقي بوضوح . حتى نهاية السنة الحالية 2019 ، ولنحاول تحقيق ذلك بالفعل . ولتكن السنة الجديدة ( القادمة ) معنا أو من دوننا ، مخصصة لتحديد الاختلاف وكيفية التعامل المناسب معه _ حيث الطرفان يكسبان . لكن بعد تحديد مجال الاتفاق وليس قبله ، ذلك خطأ قاتل . .... مع بداية هذا القرن ، تغير العالم والوجود وانتهت معه العلاقات من نوع : رابح _ خاسر . العلاقات الإنسانية الحالية والقادمة ( كما أعتقد واتوقع ) ، هي أحد اتجاهين فقط : 1 _ علاقة خسارة _خسارة ، حيث الاتجاه المحوري : اليوم أسوأ من الأمس . والأفضل في هذه الحالة الانفصال ، أو البديل الثالث ، وأي بديل عن العنف أو يخففه . 2 _ علاقة ربح _ربح ، حيث الاتجاه المحوري : اليوم أفضل من الأمس . .... ما تزال الأيدي تصلح للمصافحة . .... الحاضر أهم من الماضي ، واليوم أهم من الأمس . على الأقل يمكننا البداية ، من هذه الحقيقة الموضوعية والمتبادلة . ما هي مشكلة الفرد ( أنت وأنا ) الأولى والمباشرة والمستمرة ؟! غالبا تكون الرغبة القهرية بالجمع بين هناك وهنا . وهذه الرغبة أولية ، ومشتركة ولاشعورية بطبيعتها ، لكن بسهولة يمكننا وعيها وفهمها . الشعور هنا ، موضعي ومحدد بطبيعته . يتعذر نقل الشعور أو قذفه إلى هناك . لكن وعلى نقيض ذلك ، الفكر هناك ، وهو رمزي وغير محدد بطبيعته ، ويتعذر تركيزه وتثبيته في الآن هنا . .... تلك هي فجوة الألم . جسدك هنا وعقلك هناك . غاية التركيز والتأمل حل هذه المشكلة بشكل لائق ، وحقيقي . التركيز والتأمل ، قبل الصلاة والصوم ، مع أنهما يتشابهان أضعاف اختلافهما . لندع المستوى الديني ( المغلق ) جانبا في المرحلة الأولى . الصلاة عادة والصيام طقس . من ينظر إليهما من الخارج يرى : صعوبة الصيام وسهولة الصلاة . لكن من تنظر إليهما من الداخل ترى العكس تماما ... سهولة الصيام وصعوبة الصلاة . يتعذر الدمج بين هنا وهناك ، هذا وهم نرجسي . .... الشعور والفكر من طبيعتين مختلفتين تماما ؟! الشعور ظاهرة بيولوجية وفيزيولوجية ، موروثة ، ومشتركة بين الأحياء . الفكر ظاهرة ثقافية واجتماعية ، مكتسبة ، وتختلف بين فرد وآخر . بالإضافة إلى ذلك ، حركة الفكر أفقية ، بين القرب والبعد ، اتجاهها إلى _ هناك دوما ... وتتوافق مع الحركة التزامنية للوقت والزمن . بينما حركة الشعور عمودية ، بين العمق والارتفاع ( أو القوة والضعف ) ، واتجاهها موضعي وداخلي هنا دوما ... وتتوافق مع الحركة التعاقبية للزمن والوقت . غاية التركيز والتأمل ، تحقيق الانسجام بين الشعور والفكر ، وتجسير فجوة الألم . الانفصال الوجودي بين الكلمات والأشياء ، أو بين الدال والمدلول مصدر فجوة الألم . وتلك كانت إحدى القضايا المحورية في ثقافة القرن الماضي . هذه الفكرة تحتاج إلى تفكير عميق وهادئ ، وتستحق اهتمامك ... .... خلال نصف القرن الماضي ، الثاني وخاصة السبعينات ، كانت السلوكية أشهر مدارس العلاج النفسي والعقلي وما تزال أهميتها ( وسوف تبقى كما أعتقد ) . تركز السلوكية على النتيجة . النتيجة هي الأهم ، ويبالغ البعض بأنها وحدها المهمة أو التي تستحق الاهتمام . لا ينكر أهمية النتيجة عاقل _ ة . وذلك منجز السلوكية الرئيسي ، نقل محور الاهتمام من الماضي إلى المستقبل . .... المدهش في الفكرة الجديدة ( أي فكرة جديدة صحيحة ) ، أنها تتضمن كل ما سبقها ، والعكس غير صحيح بالقطع . النظرية الجديدة للزمن ( أو النظرية الرابعة ) ، تطبيق مباشر على الفكرة ، وهي تتضمن النظريات الثلاث السابقة والعكس غير صحيح . 1 _ النظرية التقليدية : اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر ، وهي تحتاج إلى عكس الاتجاه ، مع إضافة الحركتين التعاقبية والتزامنية لتتوضح الفكرة . من خلال الانتباه والتركيز ، يمكن ادراك الخطأ في الاتجاه ، حيث أن اتجاه سهم الزمن : من الحاضر إلى الماضي دوما ، وبشكل ثابت وغير قابل للعكس . لو كان الاتجاه من الماضي إلى الحاضر ، لكان عيد الميلاد الشخصي في الأمام . أتفهم المغالطة في هذه الفكرة ، وسببها الخلط بين اتجاه الحياة واتجاه الزمن ( متعاكسان ) . وهذه الفكرة ( اتجاه حركة الزمن ) ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع في الفصول السابقة . 2 _ موقف التنوير الروحي ، أو الحاضر الدائم والوحيد ، يتعذر قبوله منطقيا . نحن جميعا اختبرنا الماضي غير الموجود ( والمفقود دائما ) ، ونعرف أن المستقبل قادم معنا أو دوننا . 3 _ النظرية الحديثة ، اينشتاين وهوكينغ وغيرهما كثر ، ليس لحركة الزمن اتجاه واحد . لو كان ذلك صحيحا ، فهو يلغي التزامن الذي نختبره كل يوم وكل لحظة . 4 _ النظرية الرابعة تتضمنها جميعا ، وهي نتيجتها المنطقية . .... .... القسم الثاني ( الأبواب 4 و 5 و 6 )
النظرية الرابعة للزمن _ الباب 4
مقدمة الباب الرابع هل سيبقى الحاضر لغزا إلى الأبد ! هل سيبقى الموقف العلمي من الزمن والوقت والحاضر خصوصا على غموضه ، وتشوشه ، وتناقضاته التي تثير الشفقة قبل الاستنكار ؟ هذا ما لا أريده ولن أقبل به ، وسوف أفعل كل ما بوسعي لتحريك المياه الراكدة ... أعتقد أن هذا الكتاب يجسد خطوة حقيقية في اتجاه معرفة الحاضر _ بالتزامن مع تحديد اتجاه الزمن والوقت بشكل يقارب الموضوعي والتجريبي _ أما تحقيق ذلك بالفعل ... تلك هي غاية لن تدرك خلال حياتنا ...أنت وأنا للأسف . لكن لجهة تحقيق المعرفة المنطقية للحاضر ؟! بين رغبتي وتوقعي ومقدرتي فجوات ... رغبتي أن يصلح هذا الكتاب كمقدمة ( متواضعة بالطبع ) لعلم الزمن . وتوقعي أن يبقى بدون اهتمام علمي وثقافي ، حتى النصف الثاني لهذا القرن ، حيث أعتقد أن ثورة معرفية محورها الحاضر والوقت والزمن ، ستنشأ قبل مئويتي الأولى 2060 . .... ذكرت مراجع ثلاثة للكتاب أكثر من مرة ، وذكرت في نصوص غير موجودة في الكتاب لكنها منشورة على الحوار المتمدن ، أن الفضل في فهمي للزمن ( حركته واتجاهه ) يعود إلى مصادر عديدة ومتنوعة ، لكن أهمها على الاطلاق موقف النقاد العرب القدامى _ كالجرجاني ووابن سينا وقدامة بن جعفر وسيبويه والمعري أيضا ، وغيرهم بالطبع _ والفضل المباشر في ذلك للصديق جميل حلبي ، وبالتحديد فكرة الحركة المزدوجة للزمن التعاقبية والتزامنية معا ودفعة واحدة . أتفهم الصعوبة في فهم الفكرة ، عداك عن تقبلها ! .... بعض الوسائل تساعد على فهم الفكرة " حركة الزمن واتجاهه " ، وخاصة الحركة التعاقبية ، 1 _ من الغد 2 _ إلى اليوم 3 _ إلى الأمس . ثم الحركة التزامنية من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 إلى الحاضر 3 ....إلى ما لا نهاية . الحركتان تشبهان التفكير بنوعيه : التفكير العمودي وهو يتوافق مع الحركة التعاقبية ، والتفكير الأفقي وهو يتوافق مع الحركة التزامنية . وما أزال أجد صعوبة كبرى في كيفية فهم ذلك ، ومنذ عشرات القرون ! تطبيقات الفكرة ربما تقربها إلى الفهم أكثر : الكلام بنوعيه الشعر والنثر ، أو السرد وكيفية احتوائه للمعنى وللبلاغة بالتزامن . الشرح والبرهان محور النثر ، بينما التشبيه والايحاء محور الشعر . " كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة " وقبلها " إن الكلمات الكثيرة لا تقول شيئا " والأجمل " الفرح فضيلة " أيضا " ما أسهل الهروب لولا الأبواب المفتوحة " في العبارات السابقة ، حدث دمج سحري ويتعذر شرحه ، بين حركتي الزمن التعاقبية والتزامنية ، وذلك ما أدركه النقاد العرب القدامى ...بطريقة تقارب المعجزة . .... تتوضح الفكرة أيضا ، بعد فهم الجدلية العكسية بين حركتي الزمن والحياة . المستقبل يقترب بشكل كامل ومطلق ، والماضي يبتعد بنفس السرعة والاتجاه أيضا . لكن يتعذر فهم ذلك ، بدون الخروج من الصندوق ( الالفة والعادة ) والنظر من هناك . .... الحاضر الإيجابي يقترب ، والحاضر السلبي يبتعد ... الحياة والوعي ...وأنت وأنا الثالث المرفوع بالفعل .... ....
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني
هامش القسم الأول ، مع الباب الرابع وفصوله 1 و 2 و 3
1 _ الزمن حركة ، والحركة شكل أو نوع خاص من الطاقة . ( الطاقة ، أو فرق الجهد بين القطبين ، تتضمن الحركة وتسبقها بالتقدير المنطقي والتجريبي ) 2 _ لكل حركة سرعة واتجاه . ( هذه بديهية ، ولا أعرف كيف يمكن برهان ذلك ) . 3 _ حركة الزمن تختلف عن بقية الحركات المعروفة ، فهي مزدوجة تعاقبية وتزامنية معا . _ الحركة التعاقبية تقيسها الساعة . _ الحركة التزامنية تتحدد بسرعة الضوء وتتجاوزها غالبا ، أيضا توضحها عملية التواقت أو التوقيت المتعدد على مستوى الكرة الأرضية والعالم . اتجاه حركة الزمن ثابتة ، ومستمرة من الحاضر إلى الماضي . ويمكن الاستنتاج بشكل منطقي ، ان المستقبل مصدرها وبدايتها ، وليس وجهتها وغايتها . لكن اتجاه حركة الحياة وتطورها بالعكس ، من الماضي إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى المستقبل . بالنسبة لحركة الحياة فهي ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . ( حتى اليوم لا توجد تجربة واحدة في اتجاه العكس : أن تنكص الحياة وتعود من الحاضر إلى الماضي ، وبالطبع عودة المستقبل إلى الحاضر أكثر تناقضا مع المنطق والعلم ) . وأما سرعة حركة الحياة فهي المشكلة ! ومع ذلك ، وبالملاحظة المباشرة يمكن التأكد أن الحياة في اتجاه واحد 1 _ من الماضي إلى 2 _ المستقبل 3 _ مرورا بالحاضر . لكن هذه العبارة المكثفة تتضمن فجوات هائلة من المجاهيل ، والتي تستحق اهتمام العلم ، وحسبي أنني أعمل ما بوسعي لفتح الطريق المجهول حتى الآن !؟ .... ملحق 1 الخوارزمية الحديثة بعد الانتقال من ثنائية أولى 1 إلى ثانية 2 ،...بالتسلسل 3 ، 4 ... 1 _ العلم _ الجهل 2 الوضوح _ الغموض 3 الشفافية _ الضبابية 4 الصدق _ الكذب ... يتكشف المشهد نفسه المعتاد ، والمألوف إلى حد التكرار ، عن تفاصيل جديدة أولا ( غير المفكر فيه ) ، وعن حدود منفرة ( المسكوت عنه ) ، وعن اختلافات مزعجة ( غير المرغوب فيه ) ، وعن تناقضات أخلاقية ( شر لابد منه ) ، وعن الصدمة وتعذر الاحترام المتبادل ، الموضوعي والذاتي بالتزامن ( الممنوع ) في الدول الحديثة والمحرم في الدول الفاشلة . هل الانتقال هو من نوع الاستمرارية ، أم من نوع القفز في المجهول ؟ ما هو الأنسب ؟! هل الجديد أم المتجدد ؟ هل الشكل أم المضمون ؟ مثال تطبيقي ومبتذل : الأخوة الأعداء ، أو الحروب الأهلية ... عندما نقول ( أو نسمع ) عن فلان عبارة : ( س ) طمع على أهله ( أو طمعت ) ، بشكل غريزي وبدون تفكير بالطبع ندين.. ونطلق أسوأ النعوت وأقسى الأحكام ، الأخلاقية وغيرها . لكن عندما تستبدل العبارة نفسها ب : فلان يحب أولاده أكثر من كل العالم ، ردة الفعل تكون على النقيض تماما ( وعلى المستويين الفردي والاجتماعي ، أيضا السياسي والديني ) .... لماذا يحدث ذلك مع كل إنسان ! إذا اعتقدت أنك خارج التناقض المذكور فعليك السلام ومنك السلام وأنصحك بترك الدنيا لأهلها ، وعد لملكوتك فأنت نبي _ة أو مجنون _ة هذا رأي . .... لسوء الحظ ما تزال المشكلة الوجودية بلا حل . وجميع ما يمكن أن يقال حولها ، تعميمات ذاتية فقط لا أكثر . لكن بصبغات أيدييولوجية متعددة دينية أو سياسية أو ثقافية وغيرها . وهي دوغمائية بلا استثناء ، لا تتعدى حدي الغفلة أو الخداع . أعتقد أن الحل الموضوعي لتلك المعضلة ، يوضحه الحاضر المزدوج . الحاضر السلبي = الحاضر الإيجابي وهما متكافئان وبدون أية إمكانية لتفضيل أحدها : 1 _ اختيار الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، هو تسمية البخل أو الشح الكريهة . 2 _ اختيار الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ، هو تسمية الشره والجشع الكريهة أيضا . .... هل البديل الثالث ممكن بالفعل ؟ محور هذا الكتاب وغايته واتجاهه ، ....محاولة الإجابة بأكبر قدر من الشفافية والانتباه . أعتقد أن الحاضر يمثل الثالث المرفوع الحقيقي بين الماضي والمستقبل . وحقيقة استمرارية الحاضر تثبت ذلك وتفسره بالتزامن . كيف يستمر الحاضر ؟ أعتقد _ وبدرجة تقارب اليقين _ أنه وبعد فهم طبيعة الحاضر وأبعاده ومكوناته ، بالتزامن مع تصحيح الموقف العقلي من اتجاه حركة الزمن ، الذي يعاكس اتجاه تطور الحياة ، يتكشف المشهد بوضوح مدهش وآسر . .... ما حدث معي يفوق الوصف بالفعل ؟! لقد كذبت الكذبة وصدقتها تماما . وبل وأؤمن بها . .... ملحق 2 خوارزمية ما بعد الحداثة
التأمل والتركيز عبارة ناقصة . وقد تكون خطأ في الترجمة ، تحول إلى حقيقة بقوة العادة والتكرار . الاهتمام في البداية كل شيء . لا أحد يمكنه التركيز أو التأمل في شيء أو موضوع أو علاقة ، لا تهمه . لا أحد . كلنا نعرف التركيز السلبي ، أو الفكرة الثابتة وخاصة خلال الفقد أو الخوف . التأمل نتيجة ، واتجاه الوعي إلى مرحلة أعلى قادمة ، وجديدة بطبيعتها . التركيز عتبة التأمل ، والاهتمام عتبة التركيز ومفتاحه . الراحة بعد التعب والتركيز بعد الاهتمام ، والتأمل بعد التركيز ، بالتزامن مع المعرفة . .... لو توجهت إلى أي سوري _ة بهذا السؤال البسيط : هل السوريون يكذبون عادة ، أم يصدقون أكثر ؟ وبتوضيح أكثر ، كيف تصف _ين السوريين _ ات بكلمة واحدة : صادق _ة أم كاذب _ة ؟؟ ستكون الإجابة وبنسبة تفوق التسعين بالمئة كاذب _ة طبعا . ولكن ، لو أردفت بسؤال ثان وتكملة مباشرة للأول : وأنت ؟ أقل من واحد بالعشرة سيفكر بالجواب ، حتى مجرد تفكير ... الأغلبية المطلقة سوف يحاولون تدميرك مباشرة . ( كل عائلة يستطيع أحد أفرادها أن يوجه السؤال ، بشكل متبادل وطبيعي ويتلقاه طبعا أو تتلقاه هي أسرة نموذجية وجديرة بالاحترام ، وأعتقد أن نسبتها من عدد بيوتنا أقل من 1 من ألف ). .... الحاضر صورة مصغرة عن الوقت ، بدوره الوقت صورة مصغرة عن الزمن . يمكن تشبيه العلاقة الثلاثية بينها بالبحيرة والبحر والمحيط . .... يكره السوريون _ ات حقوق الانسان عن جهل وبنسبة تفوق 99 ، 99 بالمئة . ( أعداؤها الحقيقيين : الجهل والماضوية والاستبداد والتعصب ) غالبية السوريين _ ات في أحد المواقع ( الحفر العقلية والنفسية ) الثلاثة 1 موقف الانكار 2 موقع وموقف الضحية 3 موقف الحاجة ( القهرية ) إلى عدو ... هذه خبرتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا ، آمل وأرجو أن أكون مخطئا في توقعاتي جميعها . بالطبع السوريين _ ات ومن بحكمهن _ م . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 1
1 العيش والحياة بمجملها تحدث في الحاضر المستمر فقط ، لماذا وكيف ؟! سؤال الحاضر ، يجسد مشكلة الوجود الإنساني منذ بداية التاريخ المعروف . ومع تعدد الأجوبة وتنوعها الشكلي _ اللانهائي ظاهريا ، لكنها محدودة في حقيقتها ويمكن تكثيفها عبر جوابين فقط : 1 _ الجواب الغيبي ( المتعالي ) ، وتمثله الأديان التقليدية عبر طقوسها المشتركة ، والمتشابهة في خطوطها العريضة إلى درجة كبيرة جدا ، كالصلاة والصيام ، حيث يتوجب على الفرد الخضوع للتقاليد الموروثة وتكرارها جيلا بعد آخر وتحت طائلة النبذ والنفي . 2 _ الجواب المقابل ( الإنساني ) ، الذي تمثله الفلسفة والعلم الحديث خصوصا ، حيث الخلاص والمسؤولية عن الشقاء والسعادة على الفرد والمجتمع بالتزامن . لكن السؤال الذي يتجنبه الغالبية إلى اليوم : ما هو الحاضر ؟ لأهمية موقف نيوتن واينشتاين من الحاضر ، أذكر وباختصار شديد بكلا الموقفين . حيث تركيز نيوتن على الحركة التعاقبية للزمن عبر تجاهله للحركة التزامنية ، دفعه لاعتبار الحاضر مدة لا متناهية في الصغر ، ويمكن إهماله . على خلاف موقف اينشتاين ، حيث يركز بالمقابل على الحركة التزامنية ( بشكل ضمني فقط ) للوقت أو الزمن ، ويعتبر أن الحاضر له وجود موضوعي يتحدد بالمسافة بين الملاحظ والحدث ( أو بين الذات والموضوع بحسب مصطلحات الفلسفة الكلاسيكية ) ، ويتعذر اهماله . أعتقد ، وقد ناقشت ذلك بتفصيل أكبر في الفصول السابقة ، أن الفهم الصحيح للحاضر ، يتضمن كلا الموقفين السابقين كنوع من البديل الثالث ...وهو ما أحاول التوصل إليه . 2 الحاضر مزدوج في الحد الأدنى ، جدلية عكسية بين الزمن والحياة . كما أنه ثلاثي البعد ، لجهة مكوناته الأساسية 1 _ زمن أو وقت 2 _ حياة أو وعي 3 _ مكان أو مادة أو طبيعة . بالإضافة إلى ذلك ، الحاضر ثنائي أيضا ، سلبي وايجابي بالتزامن . 3 الحاضر السلبي ، ويمثل المهم في حياة الانسان الفرد أو الجماعة ، بينما الحاضر الإيجابي وهو الأهم ، كما أنه بطبيعته جديد _ متجدد باستمرار . الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) هو الحاضر الإيجابي ، لكن في المرحلة الثانية ، بعد تحوله إلى ماض مكتمل بالتزامن مع فقدانه للبعد المستقبلي . هذا هو الجانب الزمني من الحاضر ، أما الجانب الحي والواعي للحاضر فهو على النقيض : حيث اتجاه الحياة عكس اتجاه الزمن . كما يوجد فارق نوعي آخر بين بين الحياة والزمن ، ويتوضح في الحركة : حيث حركة الزمن مزدوجة تعاقبية وتزامنية معا ، بينما حركة الحياة تعاقبية فقط ( أو هذا ما نعرفه منها حتى اليوم ) . وبعد فهم هذه الظاهرة التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، يتضح الحاضر الموضوعي ، أو الجانب المباشر من الواقع . 4 أتفهم ( وسأحاول أن أتفهم ) المقاومة التي تلاقيها هذه الأفكار الجديدة ، والصادمة ؟! لكن المستقبل وحده سوف يقرر الصواب والاتجاه ، ومن يعش سيعرف الحقيقة وحكم الزمن . وأنا بصورة عامة ، أتوجه إلى قارئ _ة المستقبل ، وافترض أن السنوات العشر القادمة ، سوف تشهد قراءة موضوعية ومنصفة لهذه الأفكار " النظرية الرابعة للزمن " . 5 الجدلية الثابتة بين حركة واتجاه الزمن والحياة ، تتضمن الكثير من الأجوبة الجديدة ، وأكثر مما يمكن يخطر على البال الآن . ومن غير المفهوم ، عدم الاهتمام العلمي والثقافي بها ! أعتقد أنه ، وبعد فهمها ، يمكن أن يتكشف جانب من الواقع الموضوعي ( المباشر ) ، وخاصة العلاقة المعقدة بين حركتي الزمن التعاقبية والتزامنية ، اللتان يتعذر تخيلهما بسبب الشرط الإنساني نفسه . الانسان داخل الزمن ، واستعارة السمك تقرب الفكرة قليلا ، إذا أن السمك وحده لا يمكنه أن يدرك وجود الماء ( أعتقد أنها تشبه علاقة الانسان والزمن ) . يشبه الأمر أيضا ، تعذر تصور اللغة والكلام من خارجهما ، وهذه فكرة هايدغر " اللغة مسكن الوجود " ، ولهايدغر الفضل في السؤال الشهير : ما الذي تقيسه الساعة ؟ ... هكذا كنت سابقا أفهم الحاضر ( أو الجانب المباشر من الوقت ) . اليوم وبفضل هذه الكتابة والحوار _الغني _ مع الصديقات والأصدقاء ( عبر العلاقة التبادلية : القراءة _ الكتابة ) الذي يتخللها ، تتكشف الصورة بشكل تدرجي حيث الحاضر ثلاثي البعد بالحد الأدنى : 1 _ الزمن ( الوقت ) . 2 _ الحياة ( الوعي ) . 3 _ المكان ( المادة ) . بالنسبة للمكان أو المادة الطبيعية والأولية للكون ، هي موضوع العلوم الحديثة المتنوعة ، وهو مجال تخصصي بدرجة عالية ولا يدخله الهواة . أما بالنسبة إلى الزمن والحياة فالحاضر مزدوج ، بشكل تبادلي ( مصدر الحياة الماضي واتجاهها إلى المستقبل ، على النقيض تماما من الزمن ) . بعبارة ثانية ، الحاضر مزدوج ، ويمكن النظر إليه أو تخيله بشكل تبادلي وعكسي دوما ، حيث حاضر الحياة يتحول إلى المستقبل بشكل مستمر _ على العكس تماما من حاضر الزمن الذي يتحول إلى الماضي بشكل مستمر أيضا ولكن في الاتجاه المعاكس . استمرارية الحاضر ، عملية ظاهرة وهي تصلح كبرهان على أن سرعة الحياة هي نفسها سرعة الزمن التعاقبية ، لكن بشكل عكسي . وأما السرعة التزامنية للزمن أو الوقت ، لا أتصور أن بالإمكان قياسها أو تحديدها بالوسائل المتاحة في عالم اليوم ، ربما غدا وفي المستقبل المنظور ؟! ... أتفهم المشقة بقراءة هذه الأفكار وتقبلها أكثر . وأتمنى من القارئ _ ة القيام بالمثل ، تفهم الصعوبة في صياغة هذه الأفكار والتعبير عنها بشكل واضح وسلس ( ومشوق أيضا ! ) ، هذا يفوق طاقتي حاليا . .... الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) هو المصدر والبداية ويمكن تغييره دوما ، وبدرجة عالية نسبيا من السهولة ، بينما الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) نتيجة واثر فقط ، وهو خارج مجال التأثير ومحاولة تغييره وهم ، أو انحراف نحو الخداع أو الغفلة . .... المشكلة والحل ثنائية بالتبادل ... المشكلة أحد نوعين : إما حلها عندك ومسؤوليتك المباشرة ، أو حلها ليس عندك وعليك اهمالها وصرف النظر عنها . والحل بدوره أحد اتجاهين ، إما أن يكون على حساب المستقبل ( نموذجه الاقتراض بفوائد مرتفعة ) وهو غير صحيح بالعموم وخاسر في المستقبل ، وينبغي أن يقتصر على حالة الصدمة الكبرى والكوارث ، أو الحل الصحيح والمناسب من رصيد الماضي ، لكن المشكلة أنه غير مباشر ويتطلب الجهد والاهتمام بصورة مستمرة . بعبارة ثانية ، الحاضر السلبي هو المهم ، والحاضر الإيجابي هو الأهم باستمرار . .... .... ملحق
مثال تطبيقي ، العلاقة المزدوجة بين المال والوقت ، وبين المال والجنس لاحقا ؟! للتذكر فقط ، أحد اكتشافات التحليل النفسي الباكرة " المال رمز قضيبي " . .... هل الوقت مال أم العكس هو الصحيح ؟! بمكن اعتبار المال لغة عالمية ومشتركة بين البشر بدون استثناء ، وهي تعكس الواقع الإنساني ( الموضوعي ) بأوضح وأدق من أية وسيلة أو طريقة أخرى مثل الدين أو الكلام أو الجنس أو الأخلاق وغيرها . والملفت أن من يفهم ذلك أكثر من سواهم الأطفال والعباقرة . أيضا يمكن اعتبار المال كبديل ثالث ، وحقيقي لجدلية الوسيلة والغاية ، فالمال بالفعل هو أبعد من الغاية ومن الوسيلة معا ، ويتضمنهما عبر مختلف العلاقات الإنسانية . وذلك ما فهمه ماركس وأنجلز أكثر من أي شخص آخر . المال وقت صحيح ، بالإضافة إلى أنه يتضمن العديد من العناصر الأخرى ، لعل من أهمها المعرفة والسلطة والجهد ...وكل شيء تقريبا . لكن هل يصح اعتبار الوقت مالا !؟ في الحالة الخاصة نعم ، وبدون شك . لكن في الحالة العامة والمشتركة الوقت حفرة ، مليئة بكل ما هو موجود في الحياة ولكن . .... وأما علاقة المال والجنس ، فهي معروفة أكثر من اسمائنا . وعلاقة الجنس والوقت أعتقد أنها تستحق كتابا لوحدها ، مع ذلك سوف كنوع من التفكير الأولي والجديد بالنسبة لي . تغيرت علاقتي مع الجنس وفهمي له ، أكثر من أي شيء آخر . فهمي للوقت بدوره يشبه حديقة قرود . .... الجنس والزواج والحب ، علاقة جديرة بالاهتمام والتفكير الهادئ والعميق ..لك ولي . .... غيمة على الأرض ....أنت وأنا يا صديقتي أيضا . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، الباب الرابع ف 2
مثال تطبيقي _ على أهمية فهم الاتجاه الصحيح لحركة الزمن عتبة الألم بدلالة الوقت والحاضر بصورة خاصة
أنصح بقراءة هذا النص خاصة ، كنوع من التفكير بصوت عال ...هو كذلك بالفعل . 1 عتبة الألم حلقة مشتركة بين الحاضر والوقت _ زمن الانسان
بداية يلزم التفريق بين فجوة الألم وعتبة الألم ، المصطلحان الشهيران في الثقافة والمجتمع . فجوة الألم مصدرها الاختلاف النوعي بين الشعور والفكر . أنت هنا بجسدك وأحاسيسك المباشرة وموقعك الفيزيائي ، لكن عقلك وذاكرتك وتخيلاتك هناك في الماضي أو في المستقبل . ناقشت فجوة الألم بشكل تفصيلي وموسع في نصوص منشورة على الحوار المتمدن ، وفي الفصول السابقة عرضت خلاصة كافية عن ذلك . عتبة الألم مصدرها الطبيعة المزدوجة للحاضر . الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) يمثل الوجود الشامل للزمن ( الوجود بالقوة ، مع الوجود بالفعل كل لحظة جديدة _ ومتجددة أيضا ) . الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) مع انه يساوي الحاضر الإيجابي بالقوة المطلقة ، لكنه يتخلف عنه بدرجة الأهمية بسبب فقدانه للبعد المستقبلي ، وانزياحه المستمر للماضي ، من خلال ابتعاده في كل لحظة إلى الماضي السحيق أبعد فأبعد . .... لكن من الجهة المقابلة يبدو العكس تماما ، حيث الحاضر السلبي يتغير شكله ومضمونه إلى ( ماض _ حاضر ) وهو يمثل الوجود الشامل للحياة ، ويقابله الحاضر الإيجابي لجهة الزمن ، والذي يتغير شكله ومضمونه أيضا إلى ( حاضر _ مستقبل ) . هذه الفكرة جديدة ، وهي مثل أي فكرة جديدة تحتاج إلى إعادة صياغة وتفكير ، ... ومن قبل القارئ _ة والكاتب _ ة بالتزامن أيضا . وسوف أقوم بالدور المزدوج القارئ _ الكاتب والمتبادل ، بشكل دوري ومستمر . .... الوقت أو الزمن الإنساني ، عبارة عن ثلاث وحدات مختلفة بشكل واضح ، مع أنها تشكل استمرارية وليس من السهل التمييز بينها . وقد أوضحت تعذر تحديد الحاضر بشكل موضوعي ودقيق في الفصول السابقة ، ومع سهولة التمييز الواضح بين الماضي والمستقبل : الماضي خلفنا بطبيعته ، بينما المستقبل أمامنا بطبيعته المعاكسة ، وبينهما نحن والحاضر ، ومع ذلك يتعذر تحديد الحاضر على وجه الخصوص . لكن ولحسن الحظ ، التقسيم الثلاثي المعروف : 1 الغد 2 اليوم 3 الأمس ، يكفي لتوضيح عتبة الألم كفكرة ، وكخبرة إنسانية ومشتركة أيضا . .... بعد فهم اتجاه الوحدات الزمنية الثلاثة : 1 _ المستقبل يقترب ، 2 _ الماضي يبتعد وبينهما الحاضر المزدوج ، نصفه أمامنا الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) يأتي من المستقبل وهو يتوافق معه بالاتجاه ، ونصفه الثاني خلفنا الحاضر السلبي ( حاضر _ ماضي ) وهو يتحول إلى الماضي كل لحظة ويتوافق معه بالاتجاه طبعا ....بعد فهم الاتجاه العام والموضوعي لحركة الزمن ، وضمنه الوقت أيضا ، يتضح المصدر الموضوعي للقلق أو انشغال البال المزمن والمعروف من أيام بوذا . يتعذر الجمع بين اتجاهي الحاضر ، هما متناقضان بطبيعتهما . وعلى كل انسان الاختيار العسير والشاق بالفعل ؟! توجد ثلاثة اتجاهات فقط : 1 _ اتجاه المرض العقلي ومعاكسة تطور الحياة ، وتغيرها الدائم والمستمر ( وبصرف النظر عن نوع الايمان الفردي عقلاني أو غ عقلاني ، غيبي أم مادي ...) ، وهو يتوافق مع الاتجاه ضد الحياة بالتوافق مع الزمن ( الاتجاه الماضوي أو السلفي ) . 2 _ اتجاه الصحة العقلية ومعاكسة الزمن ، وهو يقتضي من الفرد تقبل الخسارة المباشرة والمؤقتة . وتوجد تعبيرات عديدة ومتنوعة عن هذه الخبرة النوعية أو موقف الحكمة والنضج ، التضحية بالجيد لأجل الأفضل ، أو تفضيل الغد على اليوم والأمثلة التطبيقية على ذلك لا تحصى وهي مشتركة في جميع الثقافات والمجتمعات المعروفة ، ونموذجها حياة الطالب _ة بمستوياتها الثلاثة : 1 _ المستوى المتوسط ، وهو يحاول كسب الحاضر والقادم ، وبالنتيجة لا ينجح تماما ولا يفشل بوضوح أيضا ( ونحن بغالبيتنا نتخذ هذا الموقف ) . 2 _ الموقف تحت الوسط ، التضحية بالغد والمستقبل لأجل اللحظة ، ونموذجه المقامرة والمخدرات وغيرها من أساليب وطرق الربح السريع ...ونتيجته واحدة ومؤكدة . 3 _ الموقف فوق الوسط ، ومحوره الالتزام والانضباط العقلاني والمدروس ، ولحسن الحظ لا توجد عائلة تخلو من فرد بهذه الصفات حتى في سوريا وجوارها . .... .... 2 عتبة الألم بدلالة العمر الفردي ( طفولة _ كهولة ) ... غالبية الأطفال وبنسبة ساحقة ، يولدون بصحة جيدة وعلى درجة مرتفعة من المرونة والمقدرة على التكيف مع الظروف المختلفة ، مع درجة مقاومة للألم أو مقدرة على تحمله أضعاف الفرد البالغ . لكن وفي سن مبكرة تبدأ رحلة الخسارة لتلك الإمكانيات الطبيعية بدءا من الأسرة مرورا بالمدرسة والشارع والمجتمع ، وبقية المؤسسات الاجتماعية _ الثقافية ، والتي تستهلك رصيد الفرد من المناعة والصحة النفسية بدل تغذيتها . أغلبية البالغين لا يحتملون الضغط والتوتر النفسي الذي يحتمله معظم الأطفال دون العاشرة بسهولة ( لنتذكر طفولتنا غ السعيدة ). .... لماذا يحدث ذلك وكيف ؟! بالملاحظة المباشرة ، وخاصة المثال الشهير طفل _ة خلال تعلم المشي ... لا يمنعه شيء عن تعلم المشي والركض واللعب سوى المرض أو الإصابة المبرحة أو رقابة وقوانين الكبار خاصة ، وهنا جوهر المشكلة . المجتمع أو المستوى الاجتماعي عدمي غالبا ، يتوازن بشكل ثابت ومتكرر حول الصفر ، في القيم والأخلاق والعادات الاجتماعية المتنوعة . ولا يسمح بتجاوزها ، سوى بطرق ملتوية وسرية ، وذلك نوع من الحكم المسبق على الفرد ، لكي يبقى بالمستوى المتوسط خلال حياته . ومن غير المسموح به النزول تحت الوسط أو المتوسط الاجتماعي ، وغير مسموح تجاوزه أيضا ، وتتزايد شدة العقوبة أكثر من سابقتها لدى تجاوز الفرد لمجتمعه معرفيا وأخلاقيا . .... ما هي عتبة الألم : طبيعتها وحدودها ؟! بصراحة ، أول مرة أفكر فيها بالجانب الداخلي لعتبة الألم المشتركة ، ونوعها ومكوناتها ، ولم أقم ببحث من قبل على غوغل عن كيفية تعريفها في وقتنا الحاضر ، وهو ما سأقوم به بعد الانتهاء من التحديد الأولي والتقريبي لها ، كنوع من الاختبار الذاتي الثقافي... أتصور عتبة الألم مستوى محدد ، لدرجة الضغط والتوتر النفسي التي يحتملها الفرد بالحالة الطبيعة ، وبدون أن يشعر بالانزعاج أو يسعى لتهدئة المشاعر السلبية عن طريق الطعام أو التدخين أو مشاهدة التلفزيون وغيرها . لكني سابقا فكرت بالحالة العامة والمشتركة ، التي تقصدها فكرة وخبرة عتبة الألم بالمعنى الثقافي والعام ، والنتيجة باختصار : أن الوضع العادي ( المقبول وغير المزعج ) للفرد ، يتحدد من خلال الروتين اليومي الوظيفي والعائلي ، وهو بين قطبين للتوتر أو الانزعاج ، يمثلهما السجن من جانب والمنفى من الجانب المقابل . حيث يمثل السجن إثارة منخفضة ، ويقابلها المنفى والاثارة المرتفعة _ وكلاهما يثيران ذعر الانسان في العصور الحديثة ( الحبس الانفرادي خصوصا ، أو العيش بين غرباء ) . سوف أؤجل عملية البحث عبر غوغل عن معنى " عتبة الألم " ، إلى الخاتمة . .... .... 3 عتبة الألم بدلالة الاشباع أو نقيضه الجشع ( حالة انشغال البال المزمن وعدم الكفاية ) ؟! كلنا نعرف حالات الجوع والشبع والشهوة والتذوق ، بالحدود المتوسطة والطبيعية . كما نعرف حالات النهم والشره ، أيضا القرف وصد النفس لأسباب عديدة بالجهتين . وكلنا أيضا نعرف حالة ضبط النفس والصوم الشخصي والحر ، أو النزوة وانفلات الضوابط وما يعقبها من تبكيت الضمير ، والشعور بالخزي والعار مع تقدم العمر ، وهو يتزايد غالبا . لماذا يفشل أغلب البشر _ وبلا استثناء _ في مجال الذكاء الجسدي ؟! الذكاء الجسدي يتحدد بالعلاقة مع الضروريات الأساسية 1 _ الهواء 2 _ الماء 3 _ الطعام 4 _ الحركة والسكون 5 _ الصوم الارادي والحر 6 ...ويمكن الإضافة بلا حدود . والموضوع هنا يقتصر العلاقة بالطعام فقط ، مع أني أعتقد أن الذكاء الجسدي مهارة فردية ومكتسبة ، وتتضمن متلازمة العلاقة مع الطعام والشراب والتنفس والرياضة والصوم . .... حب الطعام ، أو تحديد درجة حب الطعام لدى الفرد ( ...) ، تشبه إلى درجة كبيرة عتبة الألم الشخصية ، وبحسب تجربتي الثلاثية ( الشخصية _ الاجتماعية _ الثقافية ) يمكن الاستفادة من الأدوات والخبرات للجهتين وبشكل متبادل . العلاقة مع الطعام جوهرية ، ومحورية ، وملحة في شخصية الفرد ، أكثر من الجنس والمال مثلا . كيف نحدد درجة حب شخص محدد للطعام ؟ بسهولة يمكن تحديد ذلك عبر التصنيف الثلاثي : 1 _ الهوس بالطعام ( سلبا أو إيجابا ) 2 _ العلاقة الطبيعية مع الطعام ( وتشمل الغالبية لحسن الحظ ، وتصلح كمعيار للتعلم أو للمقارنة وغيرها ) 3 _ العلاقة الذكية مع الطعام ( الشخصية التي تمتلك مهارة الصوم الحر ) . بالنسبة للعلاقة الذكية أو الطبيعية لا توجد مشكلة ، وبالمقارنة عتبة الألم بالحدود الطبيعية . وتنحصر المشكلة في حالة الهوس بالطعام الإيجابي أو السلبي . أعتقد أن كلا الحالتين ، مشكلتهما نقص حب الطعام وليس العكس كما يتم التعامل غالبا . الحب علاقة وموقف إيجابي بطبيعته ، ويتضمن الجانبين موضوع الحب ( الحبيب ) وشخص الحب ( المحب ) ، الحب من طرف واحد تعبير ناقص وغير صحيح ، الحب تبادلي أيضا . .... مشكلة الهوس بالطعام أو غيره ، هي مشكلة هوس أولا ( الاعتماد النفسي المنحرف على شيء أو شخص ، بدل الاعتماد على النفس ( العقل والضمير ) ، والطعام هو مجرد وسيلة رخيصة وغير مهمة بذاتها بالنسبة للشخصية المهووسة ، ولكن السؤال لماذا يفعل أحدنا ذلك ( الاعتماد النفسي المنحرف بدلا الاعتماد على الذات ) ؟ الهوس دفاع أولي ، عام ومشترك ضد القلق أو الضجر . لا يوجد فرد يخلو من الهوس ، الهواجس مثلا ، هوس صريح وواضح ... تتحول إلى مرض اجتماعي في حالات المبالغة أو النوع ، والعكس أيضا . مثال شخصي ومباشر ، كاتب هذا الكلام مهووس بقضية الزمن ( وربما القارئ _ة أيضا ) . إذا نجحت الفكرة اجتماعيا وانسانيا ، يعتبر هوسنا من النوع الذي يكافئه المجتمع والعالم ، واذا فشلت نتحول إلى موضوع للسخرية والتسلية . .... .... ملحق 1 تكاد عتبة الألم تمثل الشخصية الحقيقية للإنسان ، خاصة بعد البلوغ والنضج ، وأكثر من المعتقد أو الاعتماد النفسي أو الوظيفة أو الهواية وغيرها من المحددات الأساسية لشخصية الفرد البشري ( طفل _ة أو امرأة أو رجل ) . أكثرنا ينتبه خلال المراهقة ، وأقلية نادرة يتنبهون قبل ذلك _ والبقية يتأخرون كثيرا في الملاحظة والانتباه والاهتمام _ للتناقض بين القول والفعل عند غالبية الكبار ، وللتناقض الاجتماعي والأخلاقي خاصة . في الثلاثينات حتى بدأت أتفهم التناقض الاجتماعي والثقافي السائد والمشترك ، أو الدوغما ( الوطنية )..و نحن مقابل هم ، التي توحد وتسم مختلف الجماعات والتجمعات البشرية بلا استثناء . والمفارقة أن البوذية في بعض مذاهبها وخاصة بوذية الزن ، فهمت ذلك منذ عشرات القرون ، ومعها بعض مدارس الفلسفة الكلاسيكية كالرواقية وإخوان الصفا مثلا . .... " ترى القشة في عيني أخيك ولا ترى الخشبة في عينيك " هذه مفارقة الوضع الإنساني ، حيث لا يستطيع الانسان رؤية نفسه إلا بواسطة شيء أو أحدا آخر وبعد الاستنتاج والتفسير غالبا ، وبنفس الوقت يلاحظ كل ما عداه ( شخصيا ) بشكل مباشر ، وخاصة الأشياء عير المعتادة أو المتناقضة . لحسن الحظ ، يفهم غالبيتنا التناقض بين القول والفعل ، وهو مصدر الخجل الرئيسي في مرحلة المراهقة والطفولة الثانية ، أقصد عدم المقدرة على توحيد المعيار الأخلاقي أو تحقيق التجانس بين القول والفعل ( أو العيش بصدق ) . وأعتقد أن التفسير الاجتماعي لظاهرة الخجل بالعموم ، أو للخجل عند الأطفال مخطئ إلى درجة كبيرة ، أو انه لم يأخذ ما يستحقه من الاهتمام ، أغلب الكبار الذين تعاملت معهم ، بين الرجال أكثر من النساء ، كانوا دون مرحلة الخجل ( الطفلية ) ، وقد شكلت تلك الخبرة صدمة حقيقية لي ، وما تزال . .... ملحق 2 عتبة الألم طبيعتها ومكوناتها وكيفية تحديدها ؟ ليس أفضل من الاشباع والرضا ( أو الحرمان والغيظ ) ، كمقياس لعتبة الألم بحسب تجربتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا . مفارقة عتبة الألم ، أنها تنخفض مع تقدم العمر ( على النقيض من التصور السائد ) ، وهذه المسؤولية المحورية للفرد ، والمعيار الأفضل لحياته الشخصية بالتزامن . .... عتبة الألم بمساعدة غوغل . . ما هي عتبة الألم ؟! أتمنى لوكان جواب غوغل " لا أعرف " ، ولو لمرة واحدة . .... يمكنك قراءة جواب غوغل وفهمها بمفردك ، ذلك أفضل وأصدق من مساعدتي ... ووساطتي .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 3
خلاصة الفصل السابق " عتبة الألم " ... هذا الموضوع ، عتبة الألم ، جديد بالمقارنة مع الموضوعات المتكررة في الفصول السابقة كالسعادة والحب والصحة العقلية على سبيل المثال ، فهي كانت مواضيع لأبحاث منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، وأخذت وقتها الكافي في الحوار والتفكير والتعبير أيضا . بينما عتبة الألم ، كنت أتصور أنها قضية فردية ، ولا توجد معايير موضوعية لتحديدها . ومن خلال بحث الزمن تبين لي ، بفضل الحوارات والمشادات الحادة أيضا ، أن الحاضر المزدوج مصدر ثابت للألم النفسي ( التوتر وعدم الرضا ) . أو بعبارة أخرى ، من المتعذر رفع عتبة الألم فوق سوية معينة ، بسبب طبيعة الحاضر المزدوج ، والتناقض الموضوعي بين وجهتيه . .... الرغبة بالعيش في الدرجة صفر من القلق والضجر والتعب مشكلة عقلية ، وتحتاج إلى حل . تلك الرغبة تنطوي على فكرة خاطئة ويجب تغييرها أولا ، لرفع عتبة الألم قليلا ، وليس لمحو الألم النفسي وإزالته من حياتنا ! ذلك وهم ليس إلا . أمام الفرد الإنساني أحد استراتيجيتين ، بالطبع بعد تجاوز نمط الحياة الادماني والغرق في اجترار الماضي والموت ، اختيار وتفضيل أحد الاتجاهين الحاضر السلبي أو الإيجابي ؟ _ اختيار الحاضر الإيجابي ، يتجسد عبر تفضيل النتيجة على الاحساس واليوم على الأمس . _ اختيار الحاضر السلبي ، يتجسد عبر تفضيل اليوم على الغد ... بالطبع اختيار الماضي نوع من الجنون الفعلي ، ولا يستحق النقاش . اختيار الحاضر الإيجابي ينطوي على خسارة المباشر ، مع القبول والرضا بالتكلفة العليا ، واستبدال الطرق ( والعادات ) السهلة والمألوفة واللذيذة غالبا بأخرى جديدة ، صعبة ومجهولة ومقلقة ، لكنه يفضي إلى نتائج مفاجئة وتفوق الوصف . المثال المباشر على ذلك الإقلاع عن العادات الانفعالية مثل القمار والكحول والتدخين ، هي خبرات يتعذر وصفها بالكلمات فقط . بينما اختيار الحاضر السلبي ، يتجسد بموقف التجنب المزدوج ( السعي إلى اللذة وتجنب الألم بشكل مستمر ومباشر ) ، والنتيجة الثابتة والمتكررة : اليوم أسوأ من الأمس ، وغدا الأسوأ . .... ملحق 1 حول مراجع هذا الكتاب _ النص
ذكرت سابقا أن مرجع هذا الكتاب ثلاثة بالتزامن : 1 _ موقف التنوير الروحي _ النقدي بطبيعته _ والذي يتمثل برفض الفصل بين الذات والموضوع ، ويعتبر أن الأنا سبب معاناة الانسان على المستويين الفردي والاجتماعي ، وهذه حلقة مشتركة بين البوذية والتصوف والفلسفة الإنسانية . 2 _ الموقف الفلسفي الكلاسيكي ، الذي يتضمن المنطق الجدلي ( تكافؤ الضدين ) ويؤكد على بطلان وخطأ أي تفضيل لأحدها على الثاني . 3 _ علم النفس الحديث ، في اعتباره أن الفرد ينتج المجتمع أيضا ، بالتزامن مع الموقف الكلاسيكي أحادي الاتجاه " المجتمع ينتج الفرد " . وبكلمات أخرى ، أعتقد أن الحقيقة الموضوعية أو المعرفة الحالية بتحديد أكثر تواضعا ، تتوزع على الأقطاب الثلاثة 1 _ علم النفس الحديث 2 _ الفلسفة الكلاسيكية 3 _ التنوير الروحي . والمشكلة الأساسية في المعنى ، أنه نسبي وتقريبي بطبيعته ، ويتعذر تعيينه بشكل مسبق . وأكثر ما يمكن تحقيقه ، معرفة الاتجاه والميل مع بؤر الاستقطاب لحدث أو سلوك أو قضية أو موضوع . .... التنوير أو الاستنارة " نهاية الألم " ، أكثر التعاريف الأصيلة للتنوير الروحي . متواضع وجميل وبسيط بالتزامن . وفي قول آخر ينسب لبوذا ، كجواب على سؤال عن إثبات وجود الله ، هذا آخر ما يهم ، عندما تنتهي مشاكلك المباشرة والملحة ، تعال ثانية . وثمة قول بليغ ، عند أغلب المعلمين البوذيين وهو ينسب لبوذا نفسه ، يوضح ويكفي : إذا صادفت البوذا اقتله . يتكشف المعنى السلبي لعتبة الألم ، من خلال موقف الفلسفة الكلاسيكية " تكافؤ الضدين " : على خلاف خبرة الحواس المباشرة ، كلا القطبين يتضمن الثاني بالتزامن ، مطابقة عكسية . لكن العلم من الاتجاه المقابل ، يعتبر الصدفة والاحتمال حقائق موضوعية . كيف يمكن التوفيق بين الثلاثة ، كمرجع لنظرية جديدة للزمن ؟! ..... معنى الوجود أو الحياة لا يقتصر على أحد أبعاد الواقع الموضوعية ، مثل المادة أو الوعي أو اللغة أو الثقافة بل يتضمنها جميعا ، ونقصان أحد الأبعاد في عملية البحث عن المعنى والمصداقية والجدوى خطأ . بعبارة ثانية ، المعنى الحقيقي لكل كلمة في اللغة ، يتصل مع بقية مكونات اللغة بلا استثناء . العلم يركز على المباشر والمحسوس والفردي ، على حساب الجوانب المتعددة للموضوع . الفلسفة تكتفي بالتقسيم الثنائي عادة ، لكنها تبرز قيمة النقيض ودوره الأساسي . التنوير الروحي يمثل التذكير الدائم بالمجهول والنقص ، عبر دعوته المستمرة للتواضع . .... المشكلة الوجودية للإنسان بحسب الثقافة والعلوم الحديثة ، تتجسد بالموت الشخصي والشيخوخة والمرض مع المفاجئات والكوارث ، وعدم معرفة الغد والمصير بشكل خاص . أيضا الموقف من الزمن ، على اعتباره مجموعة عشوائية من الأيام والأحداث المنفصلة . على النقيض من ذلك موقف التنوير الروحي ، إذ يعتبر الموت هدية وغاية الحياة ، وأعتقد أن كارل غوستاف يونغ المحلل النفسي الشهير ، يمثل موقف التنوير الروحي ( الحالي ) أكثر من إيكهارت تول وبوذا نفسه . والموقف من الزمن هو الانكار ، واعتبار الحاضر والمطلق والمجهول واحد لا ثلاثة . بينما تمسك الفلسفة العصا من المنتصف ، وبشكل يدعو إلى الدهشة وربما التشكيك . خلال القرن العشرين التحقت الفلسفة بالعلم ، لكن خلال العقدين الماضيين أعيدت قراءة نيتشة وهايدغر وكانت وسبينوزا وغيرهم بالطبع ، ربما أكثر من أي وقت مضى . .... الخلاصة الثرثرة والوعظ ( الديني ، أو الأخلاقي ، أو العلمي ، أو الوطني ...) قاع الوجود الإنساني ، وسقط الكلام ، وفي هذا المستوى لا وجود لقيمة أو معنى أو اتجاه . لكن لسبب ما ، لا أعرف ما هو ، نحن جميعا وبلا استثناء على حد خبرتي الثلاثية ( الشخصية والاجتماعية والثقافية ) نتلذذ بالثرثرة والوعظ المبطن وغير الصريح ، وهو الأسوأ كما أعتقد ... لكن ولحسن الحظ ، توجد علامات بارزة ، ومضيئة على مر العصور ، على ازدياد التجانس بين الجودة والتكلفة ( وليس العكس مطلقا كما يروج العدميون هنا وهناك ) ، بدورها الجودة والتكلفة ترتفعان معا إلى القيمة كمعيار موضوعي ، وبديل ثالث واقعي ومتحقق بالفعل . القيمة تتحدد بالسعر والمال ، وتكتمل الدائرة بالوقت مصدر الحياة والقيمة والوجود . أعتذر شردت قليلا عن الموضوع ، العتبة بين الثرثرة والوعظ ، وبين الجدل المنطقي والحوار ، تحددت مع سقراط وارتباط الكلام بالتجربة . حيث المصداقية تسبق القول ولا تتبعه . بينما العلم والموقف العلمي ، خلال القرن العشرين ولاحقا ، يلحق المعرفة والقيمة بالتجربة والدليل الموضوعي ( المادي أو المنطقي عندما يتعذر الأول ) . يشبه الأمر العلاقة بين الوحدات الزمنية الثلاثة : المستقبل والماضي وبينهما الحاضر : بديهية ومكشوفة تماما ، وهي مشكلتنا جميعا تحديد الحاضر ؟ ما هو الحاضر ، طبيعته وحدوده ! بالتزامن ، ما هو المعنى ، مصدره واتجاهه ؟! .... لن أسمح لنفسي بالقول لا أعرف فقط . ولن أحاول التجنب ، خداع النفس أو الآخر ، سوف أحاول ، فيما تبقى من هذا الكتاب التفكير الحر ، وسوف أغامر ببعض الافتراضات التي ربما تكون غبية ومضحكة بالفعل ، لكن لا أجد أمامي خيارا أفضل ... وعدي لك قارئ _ ت _ ي العزيز _ة ... سوف يكون القادم رحلة في المجهول ، وبالطبع ستتزايد درجة الصعوبة والغموض والركاكة ، مع أنني أرغب بالعكس تماما . سأعبر عنها بكلمات أوضح : الصدق واللطف نقيضان في الحياة والمجتمع ، وفي الثقافة أكثر كما أعتقد ، ولا مجال عن التضحية بأحدهما عند كل منعطف _ هذا بالمصطلحات الأخلاقية وبدلالة القيم ، ومع العودة إلى المجال الأدبي نصطدم مباشرة بجدلية الشكل والمضمون ! سأختار المضمون على حساب الشكل . مع أني ورغبتي وهواي في الاتجاه الآخر ، بصدق ... " ليكن الله بعوننا " .... ملحق 2 ليس الماضي قليل الأهمية بالتأكيد ، لكنه أدنى من الحاضر ، وبدوره أقل أهمية من القادم المجهول ... أهلا بك هناك . .... ملحق 3 جاءت الحياة من الماضي ، وجاء الزمن من المستقبل ... يأتي الزمن من المستقبل ، وتأتي الحياة من الماضي ... هذه حقيقة ظاهرة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . هذه هي الحكاية الحقيقية ، وأما كيف ولماذا ... هنا ينتهي دوري ، ويبدأ دورك " أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد " ..... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس مع فصوله الثلاثة خلاصة الباب الخامس ( النظرية الرابعة للزمن )
تحقيق معادلة " جودة عليا بتكلفة دنيا " لمختلف اطراف العلاقة ؟! هل ذلك ممكن ، أم وهم وخدعة ... 1 " لا إفراط ولا تفريط " اللغة العربية ومعها أغلب اللغات القديمة ، مليئة بالعبارات المزدوجة " المتناقضة ذاتيا " ، والتي تضلل وتشوش عادة ، بدل أن تدل وتوضح . ماذا تعني العبارة خلال الاستخدام اليومي ، في المنزل وفي المدرسة والشارع ، وفي مختلف العلاقات ؟ الجواب بسيط وميكانيكي ومتكرر منذ أجيال وأجيال في المجتمعات المغلقة أو ذات التراتبية الوراثية ، بالرغم من تغير كل شيء ( الزمن والحياة والأفراد ) ، يتكرر ثبات الموقع وتبعية الشخصية له ( ومعها الانسان والحياة ) ، الجمود أكثر فأكثر _ ويتزايد _ جيلا بعد جيل ولحظة بعد لحظة . نعم بالضبط : هذا هو المعنى الحقيقي والوحيد ، والذي يفهمه الجميع . .... وبعد ذلك ... تتحول الحياة من هبة ، ونعمة كبرى ، إلى لعنة وعبء لا يطاق . وهذا هو الجانب الثقافي واللغوي في المشكلة ، حيث ما يزال ضمن المسكوت عنه . وفي هذا المستوى لا يوجد مذنب أو بريء . إنه وباء شامل ، أعتقد أن مثاله الأقرب للمطابقة : ألمانيا وإيطاليا ( وغيرهما طبعا ) في النصف الأول للقرن الماضي ، حيث كان أشخاص مثل هتلر وموسوليني شبه آلهة بالنسبة لشعوبهم التي تشبه كثيرا " بلاد الربيع العربي الأول والثاني ... وحتى ينتهي العد ) . .... الحاجة إلى جودة عليا بتكلفة دنيا ضرورة إنسانية ، عامة ومشتركة ، وعقلانية ، ولا تنجح علاقة دون تحقيقها بشكل فعلي ، وعبر الممارسة اليومية والاعتيادية . يوجد تناقض منطقي في العبارة ، مثل سابقتها . هذا صحيح ، لكن للوهلة الأولى فقط . يكتفي غالبية البشر بالحصول على جودة ( ...) بتكلفة أقل ، ويشعرون بالرضا والامتنان . وهذه معلومة ، وليست مجرد فكرة ، بل هي تمثل خبرتي الثلاثية الشخصية والاجتماعية والثقافية . وقد ناقشت هذه القضية المعقدة بالفعل ، عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن بشكل تفصيلي وموسع ...مثل " التفكير النقدي " و " قفزة الثقة " و " الحرية " وغيرها . وسأكتفي كالعادة في هذا النص ، بتكثيف الفكرة وباختصار شديد . .... عندما أكون عطشا وتقدم لي كأس ماء بلا مقابل " هدية " ، ربما أتحفظ في المرة الأولى وافترض أنها فخ ومصيدة ، وبعدما يتكرر لطفك وكرمك معي ، سوف يتنشط الجانب الأرقى والأحدث في شخصيتي ، عبر مناطق السعادة والسرور في المخ ، ومع تكرار هذا السلوك اللذيذ والجميل ، غالبا سوف تنشأ بيننا علاقة من نمط : رابح _ رابح ، وبشكل تصاعدي . بعدما أتلقى هذه المعاملة منك ، الاحتمال الأكبر أن أكررها مع شخص جديد ألتقيه . وعندما يحدث العكس ، سوف يحدث العكس أيضا . الأشخاص الذين يتلقون الاحترام والحب ، سوف يكونوا ميالين عادة إلى تبادله مع غيرهم ( غرباء أو أقرباء ومعارف ) . سلوك الانسان هو في اتجاه واحد غالبا ، ومعظم وقته وحالاته ، والاستثناء أقل من ا بالمئة . يتعامل الانسان مع نفسه ومع غيره ( خصوم أو احباب أو غرباء ) بنفس القيم والمعايير . وهذه الفكرة أيضا من كتب أريك فروم ، وهو يرجعها إلى افلاطون وبحث الصداقة . .... 2 الاختلاف النوعي بين الانسان وغيره من بقية الأحياء ، أنه انتقل من نظام الطبيعة إلى نظام الثقافة بالفعل ، ومنذ عشرات القرون . نظام الطبيعة مغلق ، وراثي ، ودائري . وهو محدد بشكل مسبق على مستوى العتبة والسقف . نظام الثقافة يختلف بشكل نوعي عن نظام الطبيعة ، حيث لا وجود لسقف أو عتبة . كيف حدث ذلك الانتقال ، ومتى ، وضمن أية شروط ؟! أسئلة في عهدة المستقبل . لكن بسهولة يمكن التأكد وبشكل تجريبي ومنطقي بالتزامن ، من تفوق نظام الثقافة في الدماغ على نظام الطبيعة ، والنتائج التي تترتب على ذلك مفتوحة على المجهول . حيوانات السيرك أمثلة تطبيقية ، وتجريبية على ذلك ، وتقبل التعميم بلا استثناء . .... مع دخول العقد الثالث للقرن الجديد ، يتضاعف تأثير الذكاء الاصطناعي على العالم المعاصر ، وقريبا جدا سيكون الذكاء الاصطناعي في موقف وموقع السيطرة والتحكم على الحياة والطبيعة والكون . لا شيء ولا قوة ولا أحد ، يمكنه إيقاف حركة بعدما تتجاوز النقطة الحرجة . وهذا ما حدث في عالمنا الحالي ، خرج القرار من سيطرة الانسان بالفعل . ومن العبث مقاومة ذلك أو التهليل له ، هو حدث موضوعي خارج وعي الانسان . 3 مع عصر الانترنيت وغوغل وغيرها من وسائل التواصل الحديثة ، انتقل الانسان إلى مستوى جديد في الوعي والعلاقات . قبل تسعينات القرن الماضي كانت العلاقة من نمط رابح _ خاسر أو ربح _ خسارة هي السائدة والعامة بين البشر على المستويين الفردي والدولي والاجتماعي ، تغير الوضع مع بداية هذا القرن ، وانتهى تماما ذلك النوع من العلاقة بين البشر . يوجد نوعين فقط من العلاقة سلبي أو إيجابي : 1 _ النوعي السلبي يخسر الطرفان ، أو الأطراف المختلفة في العلاقة . أمثلتها علاقات الحب والتعاون . 2 _ النوع الإيجابي يكسب الطرفان ، أو الأطراف المختلفة في العلاقة . مثالها الحروب والصراعات . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ( المقدمة والفصول 1 و 2 و 3
1 لأعترف بداية ، بدأت أشعر بالمسؤولية الفعلية وأدرك بوضوح فداحة الادعاء في هذا الكتاب . لكن ، لم يعد ينفع الهرب ، أو التذرع بأي عذر لتجنب المسؤولية ، كما كنت لأفعل سابقا . نعم الأدب والكلام عموما حمال أوجه ، الشعر أكثر من غيره ، لكن هنا علم ومنطق وأدلة موضوعية وتجريبية _ أو منطقية بالحد الأدنى _ مع المصداقية قبل ، وخلال الكتابة والتزام عدم التناقض ، والجزء الأصعب تحقيق ذلك ، أو يتبهدل الكاتب ويرمى بكتابته معه في سلة النسيان الهائلة . هكذا هو الأمر ، يمكنني رؤية حياتي من خارجها بشكل أوضح وأجمل أيضا من داخلها . لا أحد يمكنه الخروج من سلة الماضي . لا أحد ينجو من مزبلة التاريخ . لا شيء يعود . لا أحد يعود . .... قبل سنتين ، وبالتحديد قبل سنة 2018 ، وأنا في عمر 58 سنة لم يخطر ببالي لحظة واحدة أنني سأكتب في العلم ، أو حتى سأهتم وأفكر ! وفي الفيزياء !! وفي علم الزمن !!! إذا كنت أنا نفسي غير مصدق لما حدث بالفعل " هذا الكتاب " ، كيف يقرأه آخر ( صديق _ة أو غريب _ ة ) ، ويكمله بروية وهدوء وتبصر ، كما كنت لأفعل بالضبط ، لو تبادلنا المواقع الآن ...أنت وأنا يا قارئ _ت _ي العزيز _ ة بصراحة لا أعرف . معظم ما أردت قوله حين بدأت بالكتابة ، صار موجودا داخل الأبواب والفصول السابقة ، لكن أشعر بأن شيئا ما يزال ينقصه _ بوضوح شديد . بل أكثر من ذلك ، أشعر أنني في ورطة وموقف محرج ؟! في الكتابة الأدبية ، الشعرية خاصة ، تفسير ذلك بسيط وسهل ، حيث أن الخاتمة في العمل الأدبي تكافئ ما سبقها خلال النص المكتوب _ بل وتفوقه أهمية ، وأغلبية من تحادثنا في هذه الفكرة تقبلوها ، ومعظمهم تبنوها ونسبوها لأنفسهم عن حسن نية . .... ليكن هذا الباب إذن لنقد الفكرة ، بل لانتقادها وليس نقدها الموضوعي والمتوازن . فقط التركيز على نواقصها وفجواتها وتناقضاتها . وبهذه الحالة يتحقق نوع من المصداقية أو الانسجام ، بتفضيل الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) على الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) قولا وكتابة ( وفعلا ) . لكن ، هل يستطيع كاتب أن يرى العيوب والتناقضات في نصوصه وأفكاره ، بالسهولة التي يراها _ هناك _ في حياة وكتابات الآخرين وأفكارهم ؟! ليس تحقيق ذلك سهلا بالطبع ، لكن من يزعم أن لديه رؤية جديدة للزمن ( حركته واتجاهه وسرعته ) وتفسيرا لاستمرارية الحاضر ! وتختلف بشكل نوعي عن كل ما سبقها ، عليه دونا عن غيره ، أن يحقق الموضوعية في كتابته وقبل سلوكه . .... أجمل نقد قرأته لموقف علم النفس الكلاسيكي ، هو لعالم نفسي كلاسيكي كبير يونغ " علم نفس بدون نفس " ، العبارة كما قرأتها مترجمة وأعتذر من المترجم _ة ، ليس عندي كتب ولا مكتبة ولا مراجع ( ليس عندي بيت ولا طاولة للكتابة حتى ) ...أعتذر لأنني نسيت الاسم . كيف يكون علم نفس بدون وجود نفس ؟! اقتنعت بموقف يونغ كما أذكر ، بأن ذلك ممكن ومتحقق بالفعل ، ولا أتذكر البرهان . هنا في هذا الكتاب الزمن هو الموضوع ، ولا أعرف عنه شيئا إلا من خلال آثاره الجانبية وغير المباشرة بمعظمها . ومع ذلك ، يزعم الكتاب 1 _أن الزمن حركة ، 2 _ وأن لها اتجاه من المستقبل إلى الماضي ( على العكس من الموقف المشترك بين العلم والفلسفة والدين ) ، 3 _ وأن لحركته نوعين من السرعة والاتجاه بالتزامن : تعاقبية وتزامنية ، 4 _ وأن السرعة التعاقبية للزمن هي التي تقيسها الساعة ، 5 _ وأن السرعة التزامنية تتحدد بسرعة الضوء وهي غالبا تتجاوزها ( أو تساويها بالحد الأدنى ) ، والزعم النهائي أخيرا وليس آخرا ، أن الزمن يتضمن الوقت الذي بدوره يتضمن الحاضر . .... 2 أمام الفرد الإنساني خيار مر وعسير بين أحد اتجاهين : 1 _ الاتجاه النرجسي نحو ما يحبه فقط . 2 _ الاتجاه الفصامي نحو ما يخافه فقط . ولا يوجد خيار سوى تشكيل البديل الثالث في كل موقف ، ومنعطف ، وسلوك . الحب اتجاه نرجسي ، والصراع اتجاه فصامي . ذلك ما أدركه بوذا والمسيح ، وما يزال فهمه يصعب على الكثيرين بيننا مطلع 2020 . .... ما تحبيه أحبه وما تعرفيه أعرفه وما تخافيه أخافه يا صديقتي أيضا ( ذراعاك أغنية الكون المدورة ) .... 3 ختمت الحلقة السابقة بعبارة شكسبير وترجمة أدونيس : " أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد " كيف قرأت العبارة ، وفهمتها ؟ _ في البداية قرأتها بشكل نرجسي فقط ، ثمانينات أو تسعينات القرن الماضي لا أتذكر . _ سنة 2000 أول مرة أقرأها بشكل صحيح وموضوعي . الكاتب والكتابة بالتزامن جزءا من الماضي ( المفقود وهو يبتعد بطبيعته ) ، ويخاطب القراءة والقارئ _ة ... كاتجاه ثابت ووحيد إلى المستقبل ( القادم وهو يقترب بطبيعته ) . .... استمرارية الحاضر ظاهرة معروفة ، وتقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . لكنها ، لم تكن مفهومة ، ولم يكن بالإمكان فهم ظاهرة " استمرارية الحاضر " مع بقاء الافتراض السابق بأن اتجاه سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر . اتجاه حركة الزمن بالعكس تماما ، وهذا تم توضيحه مع براهين متعددة تجريبية ومنطقية خلال الفصول السابقة ، وبشكل موسع وتفصيلي أكثر عبر نصوص منشورة في الحوار المتمدن . والآن يسهل فهم الظاهرة " استمرارية الحاضر " ، حيث اتجاه الحياة يعاكس اتجاه الزمن ، وهما متساويان بالقوة ، وتكون النتيجة الحاضر الدائم : الجديد _ والمتجدد باستمرار . أيضا هذه الفكرة ، ناقشتها في الفصول السابقة بشكل تفصيلي وموسع . .... 4 ثنائية الزمان والمكان خطأ . يجب استبدالها بجدلية الزمن والحياة . بعدها يتكشف المشهد ، عن وجه الحاضر الدينامي ، والجديد _ المتجدد بطبيعته . .... توجد عبارات عديدة يمكن اعتبارها مقدمات لهذه الفكرة : لا يوجد واقع بل تأويلات ، نيتشه سيبقى الحاضر مفقودا إلى الأبد ، فرويد يجب تحليل الحاضر وكيف يحضر الانسان في الآن _ هنا ، هايدغر لكن للشعر حصة أيضا ماضي الأيام الآتية ، أنسي الحاج خطوة ويضيق الفضاء ، ياسر اسكيف البحث عن الزمن المفقود ، مارسيل بروست النهاية والبداية ، تشيمبورسكا .... 5 المعرفة وجهة نظر . أتفهم وبدرجة مقبولة ، ضروب السخرية والاستعلاء والوعظ التي سوف تنهال علي أكثر وأعنف من السابق ... وأحاول أن أتخيل الوضع بعد عشر سنوات : 2029 ؟! عندي يقين غير مسبوق ، بأن الموقف سيتغير بشكل فجائي ودرامي ، وسأخبره إن تقدم بي العمر ، وربما تصير كتابتي هذه نوعا من الزوائد غير المرغوبة على الفكرة " النظرية الرابعة للزمن " . .... العلاقة بين الفكر والشعور ، فهمتها بشكل أفضل خلال كتابة هذا النص _ الكتاب . يتعذر فصلهما من جهة ، ويتعذر تحقيق التطابق بينهما بالتزامن ! التركيز والتأمل ... التركيز أكثر سهولة من التأمل . لماذا تصعب معرفة النفس ، وهي مؤلمة ، ومخيفة إلى هذا الحد ! .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 1
الفرضية المحورية في الفصول السابقة أن الزمن طاقة كونية ، وأنا أعتقد أنها ظاهرة تقبل الاختبار والتعميم بلا شروط . موقفي _ فرضيتي ، أكثر من رأي وأقل من معلومة . هذه النظرية لها مبررات عديدة ، لكنها ليست كافية بعد لتتحول إلى قانون أو حقيقة علمية . بالمقابل هذه الفرضية ، تسمح ببناء تصور عقلي يقدم بعض التفسيرات الهامة ، لقضايا فلسفية وعلمية ، معلقة منذ قرون مثل الصدفة ، والطفرة ، وغيرها من التفسيرات المنطقية لكيفية نشوء الجديد في الحياة ، وبدون سبب أو مرجع يقبل التحديد ( القياس والاختبار ) . بعبارة ثانية الوجود ، والحاضر الموضوعي أيضا مزدوج بطبيعته : سبب + صدفة . أو سلاسل سببية مصدرها الحياة والماضي ، بالتزامن مع سلاسل احتمالية أو صدف مصدرها الزمن والمستقبل المجهول بطبيعته . .... مشكلة توجد ، الاثبات والتبرير التجريبي والعلمي ، في الفرضية السابقة . ولا أعرف كيف يمكن أن تحل هذه المشكلة مستقبلا ، والتي أعتبرها صحيحة ومنطقية . بعد قبولها ، يصير تسلسل الحل واضح ومفهوم بسهولة : 1 _ الزمن حركة . 2 _ لكل حركة اتجاه ، وسرعة . 3 _ الاتجاه والسرعة أيضا أحد نوعين ، عشوائية أو منتظمة . يمكن تحديد السرعة المنتظمة والاتجاه المنتظم ، بعد توفر الأدوات والمقاييس المناسبة . .... تبقى نقطة الأساس المرجعية " اتجاه حركة الزمن " ، وهي محور هذا الكتاب وغايته . من جهة الاثباتات المنطقية ، كل شيء ( حركة أو حدث أو فعل ) ومن خلال الملاحظة المتأنية يؤكد أن اتجاه حركة الزمن ثابت ، ومصدرها المستقبل ، في اتجاه الماضي ومرورا بالحاضر . الصعوبة التي يجدها البعض في فهم هذه الظاهرة ( الحقيقة ) ، سببها شخصي وفردي ، ويتمثل في نقص المقدرة على التخيل الموضوعي وبمعزل عن الأنا الفردية . حركة الأيام والسنوات ( والقرون ومضاعفاتها أيضا ) ، يمكن اختبارها وتعميمها بلا شروط وبشكل مباشر : كلنا نعرف أن المستقبل قادم ( ويقترب كل يوم ، وكل لحظة بسرعة ثابتة تقيسها الساعة ) ، بالتزامن نعرف أيضا أن الماضي ذاهب ( ويبتعد كل يوم ، وكل لحظة بنفس السرعة التي يقترب بها المستقبل ) . بالاستنتاج المباشر ، نحصل على اتجاه وسرعة حركة الزمن ( التعاقبية ) . وأما بالنسبة إلى الحركة الأخرى للزمن ، الحركة التزامنية ، فهي أيضا تحتاج إلى جملة مقارنة لإدراكها وفهمها ، مثال مباشر الآن سنة 2019 صارت من الماضي وهي تبتعد بسرعة ثابتة ، بينما 2020 تجسد الحاضر العالمي . وسوف يتكرر الأمر نفسه السنة القادمة ، مع 2021 معنا أو من دوننا . المشكلة أن بعض الأفراد لا يمكنهم التفكير من خارج الصندوق ، وتصور الوجود من دونهم ، ويفشلون في تخيل ما هو خارج الوعي . .... أمثلة تطبيقية غ مباشرة
1 المشكلة الثنائية أي سلوك نقوم به ، مهما صغر أو كبر ، يضعنا في موقف التناقض : هل سيكون لمرة واحدة ، أم سنكرره لبقية حياتنا ؟! المثال النموذجي التدخين ، أيضا العلاقة مع الجنس أو الطعام أو المال ...ومع كل شيء في الحقيقة . .... غاية التركيز والتأمل الوصول إلى الحكمة والنضج ، عبر اختبار ثنائية الفكر والشعور ( المختلفة عن بقية الثنائيات ، الجدلية وغيرها ) . التركيز والتأمل مهارتان مكتسبتان ، وفرديتان بطبيعتهما . هما مرحلة في النمو الفردي للشخصية ، علامتها النجاح بتوحيد الفكر والشعور( بشكل مؤقت ومحدود بالطبع ) ، والعكس أيضا تغيير الشعور بواسطة الفكر . 2 الالتزام عتبة الصحة العقلية ، والعكس صحيح أيضا . العجز عن التركيز ، أو تشتت الانتباه المزمن ، عرض المرض العقلي الثابت ، والمشترك والموضوعي معا . يتجاوز الالتزام مهارة التركيز أو الصبر أو الوفاء أو الصدق ، الالتزام يتضمن الزمن ، أو البرنامج الذي يتحول إلى خطة عمل واضحة ومفصلة ( خوارزمية ). الالتزام بديل ثالث بطبيعته . الالتزام السلبي ، ومعه كل أشكال الخضوع أو التنمر ، نقيض حقيقي للالتزام الإيجابي ، والذي يتضمن الصدق والشجاعة والتواضع والاهتمام مسبقا . من أبسط اشكال الالتزام ، الصدق وتنفيذ الوعود . الصوم مرحلة متقدمة في اكتساب مهارة الالتزام ، بشرط أن يكون إيجابيا وبلا ضغوط أو مؤثرات خارجية . 3 القراءة أحد نوعين ( كل الأشياء والعلاقات يمكن تصنيفها في الجانب السلبي أو الإيجابي _ أو الاتجاه ) : 1 _ القراءة السلبية ، تتمحور حول الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) ، التلذذ بما نعرفه مسبقا والبحث عنه باستمرار أو القراءة كنوع من تزجية الوقت ، ( لا أعرف معنى كلمة تزجية ) . 2 _ القراءة الإيجابية وتتمحور حول الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) ، تتجه إلى ما نجهله وتعلم كيفية تقبل وجوده ، أيضا تقبل ما نخافه أو نكرهه ونرفضه . 4 في البداية يتعذر فهم _ عداك عن تقبل أن " أسوأ ما حصل في الماضي صار الأفضل ، والعكس صحيح غالبا ، أفضل ما حصل في الماضي يصير الأسوأ " . 5 الإرادة الحرة والقوية ليست أسطورة ، أو نوعا من الوهم وأحلام اليقظة ، بل خلاصة ونتيجة لنمط عيش ملائم ، دينامي ومرن ومتواضع بالتزامن . بعبارة ثانية ، الإرادة الحرة بحسب تجربتي الثلاثية ( الثقافية والاجتماعية والشخصية ) مرحلة رابعة : 1 _ المعرفة ، وتصحيح الموقف العقلي التقليدي ( الموروث ) وغير المناسب من الوجود والواقع والزمن على وجه الخصوص ، بالتزامن مع تعلم مهارة التقدير الذاتي المناسب . 2 _ المسؤولية الشخصية ، عملية الفهم والتفهم للعيوب والنواقص الشخصية المزمنة ، مع تقبل المسؤولية الشخصية عن الفشل والخسارة والمشاعر السلبية ، أيضا تحمل المسؤولية عن الضمير المذنب وعدم الكفاية . 3 _ الالتزام الإيجابي ، وضع خطط ومشاريع عملية ومنطقية معا ، محددة ويمكن تحقيقها بالفعل ، وأن تكون على درجة معقولة من السهولة / الصعوبة ، بشكل دوري ومتصاعد . 4 _ السلطة العقلانية ، وتحقيق التناغم بين العقل والضمير ( بين الفكر والشعور ) . السلطة العقلانية _ على المستويين الفردي والاجتماعي _ السياسي ، عتبة الايمان العقلاني والثقة المناسبة والموضوعية بالنفس والعالم . بعبارة ثانية الايمان العقلاني عتبة الإرادة الحرة والالتزام يمثل تتابع أطووراها ومراحلها المتعاقبة . .... الفكرة نفسها بكلمات أخرى ، وهي مشتركة بين الدين والعلم والفلسفة والتنوير الروحي ، حيث القيم الأخلاقية للإنسان مستويين ، يتحددان بنمط العيش الشخصي بالتزامن مع المستوى المعرفي والأخلاقي للفرد ( ...) المثال النموذجي على الثنائية الأخلاقية السلبية ، حيث القلق والغضب والجوع المزمن أو نقيضها الإيجابية ، حيث الحب والاهتمام والتواضع ... الصدق السلبي ونقيضه الكذب الإيجابي . الصدق السلبي أدنى من الكذب على سلم القيم الإنسانية ، ومن أمثلته النميمة والوشاية . الكذب الإيجابي ذروة القيم الإنسانية ، ومن أمثلته إنكار الفضل الذاتي والتواضع . 6 العادة قرار مسبق وتكرار ، نتيجتها التعصب والميكانيكية والغضب المزمن . نقيض العادة الارتجال والنزوة ، نتيجتها الحماقة وتبكيت الضمير . ما الحل ؟! البديل الثالث حل فلسفي ونظري معروف قبل أرسطو ، وتبقى المشكلة كيف ومتى ؟! " كل يوم جديد " عام جديد ... عام سعيد . 7 صحيح لا يمكن لإنسان أن يمحو الألم النفسي من حياته . مع أن بمقدور الفرد بعد البلوغ والنضج ، التحكم ( نسبيا ) بفترة الألم النفسي وشدته وسرعة تكراره . الالتزام الإيجابي هو الحل وعتبة الصحة العقلية ، بينما الالتزام السلبي خضوع ومرض . .... الالتزام الإيجابي محور الأمل ، له هدف ومعنى واتجاه ، والأهم من ذلك أنه قرار وسلوك فردي وشخصي بالكامل ( إرادي وشعوري وواع ) . وفق تجربتي الثلاثية ( الذاتية والاجتماعية والثقافية ) ، يتحدد الالتزام الإيجابي بعملية تطور الضمير الفردي ونموه المتكامل ....من مستوى الضمير المذنب ( تبكيت الضمير بالتزامن مع القلق المزمن وعدم الكفاية ) ، نحو مستويات أعلى ...حيث الضمير الإنساني ( ومتلازماته الاهتمام والتعاطف والمرونة والتواضع ) . 8 الإرادة الحرة عتبة السعادة . مع أن اغلب علماء النفس الذين قرأت لهم أو سمعت بهم ، يعتبرون حرية الإرادة وهم . أعتقد أن هذه الفكرة ( السامة ) تمثل فعل عدوان وعنف حقيقي على القارئ أو المتلقي أو المستمع ، وليست من حرية الرأي ...وتكاد ترقى إلى جريمة ثقافية . وسوف تتفهم الأجيال القادمة مدى سوء وضرر بعض الأفكار الخاطئة ، وحجم السوء الذي تلحقه بالحياة والانسان. بالطبع ليست الإرادة الحرة ( والقوية ) مهارة بسيطة ، وممهدة اجتماعيا وثقافيا كالنجاح في مهنة الطب أو القانون أو رئاسة شركة أو دولة أو تحقيق ثروة ، بل هي نوع خاص من المهارة الإنسانية حققها بعض الأفراد ( نساء ورجالا ) منذ عشرات القرون . وهذه الفكرة يعود الفضل فيها إلى أريك فروم وأكملتها بطريقتي الخاصة . 9 وأنا في عمر 60 أفكر بتعلم الصوم . بالنسبة للصلاة لا تنفصل عن الشعر والفنون ، كما نعرف جميعا لكل منا صلاته الخاصة والمميزة مثل الاسم والشخصية . وسأحاول بكل طاقتي أن أجد الحب مع امرأة تفهمني وتقبلني وتحبني كما أنا ، وأعتقد أنني ألتزم بالمثل . .... فهمي للحب في الستين ، ... الحب علاقة ، وكل علاقة بين اثنين ( طرفين _ أطراف ) . الفرد ثنائي بطبيعته 1 _ موقع 2 _ شخصية . الشخصية هي أنت وأنا ، ( إرادتنا الحرة أو المقيدة وتتلخص بكلمة قرار ) . وأما الموقع فهو يشمل كل ما تبقى ( الجسد ، والثقافة ، والمجتمع ) . تفشل العلاقات كلها تقريبا ، بسبب الخلط القاتل بين الشخصية والموقع . آمل أن لا يكون الأوان قد فات ... يا صديقتي أيضا . 10 _ 11 في حياتي أربعة شواغر 1 _ الصديقة الأولى أو الشريكة 2 _ الصديقة الحقيقية 3 _ الصديقة العادية 4 _ الصديقة المسكينة أغلبنا السوريات _ يون ، نحشر أنفسنا في الصندوق الرابع ونبدد أعمارنا في انتظار غودو ...وعيش يا كديش .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 2
الغرور والثقة نقيضان . الثقة بالنفس والثقة بالآخر وجهان لعملة واحدة . بالمقابل الغرور وعقدة النقص وجهان لنفس العملة ، لكن بالمقلوب . الثقة والتواضع متلازمة وجودية مثل الغيم والمطر ، ومثل النار والدخان ، لا ينفصلان . الغرور مقلوب عقدة النقص لا نقيضها . .... كلنا نعرف قوة العادة . وكلنا نجهل طبيعة تلك القوة _ أنت وأنا ...وبافلوف وفرويد وغيرهما . تتحدد قوة العادة بشكل موضوعي وتجريبي ، بأنها المنطقة الوسطى ، بين مرحلتين متلازمتين بطبيعتهما العادة الانفعالية والمنعكس العصبي : للأسف في الثقافة العامة يعتبران واحدا فقط وليسا اثنين ، ذلك خطأ ، يقع فيه بعض الأخصائيين في طب الأعصاب وعلم النفس أحيانا . العادة الانفعالية محور سلوك الانسان ، المعاصر خاصة . المنعكس العصبي محور سلوك الحيوان ، ونسبة كبيرة من البشر المعاصرين لنا اليوم ... أعتقد أنهم الأغلبية ( وأتمنى أن أكون مخطئا في التقدير وفي الموقف العقلي أيضا ) . .... المنعكس العصبي سلوك عام وموضوعي ، وقد يكون مشتركا بين جميع البشر مثل الحركات اللاإرادية ، أو عادة انفعالية شخصية تحولت إلى منعكس عصبي بفعل العادة والتكرار الدائم ، ومن أمثلتها الشائعة الإدمان ، فهو يبدأ بعادة واعية وشبه إرادية ، يتطور إلى عادة انفعالية ومتكررة ( لاشعورية ولا إرادية وغير واعية ) ، ويتفاقم الأمر مع التكرار ، وتتحول إلى منعكس عصبي بعد سنوات من الادمان . بعبارة ثانية ، المنعكس العصبي أحد نوعين : 1 _ الأول مصدره بيولوجي ووراثي ، وهو مشترك ، وخارج وعي الفرد وإرادته ومسؤوليته بالطبع ، ومثاله النموذجي الحركات غير الارادية . 2 _ الثاني مصدره نمط العيش الشخصي ، أو العادة التي تتحول إلى منعكس عصبي مع الزمن ، وهنا تبرز مسؤولية الفرد بوضوح . الإرادة الحرة أو المقيدة ، هي نتيجة مباشرة للموقف العقلي للفرد مع سلوكه ، وقراراته الإيجابية أو السلبية ( أنت وأنا والجميع ) . يمكن رفع درجة الإرادة الحرة ، ويمكن خفضها ، بحسب الموقف العقلي ونمط العيش . .... اقترح عليك ، وضع عبارة " الإرادة الحرة والمنعكس العصبي على غوغل " ... والقراءة لخمس دقائق كحد أدنى ، قبل متابعة القراءة ، .... 2 كتبت عدة رسائل مفتوحة لأشخاص مثلنا ( أنت وأنا ) ، وتلقيت بالمقابل رسائل مفتوحة أيضا ، من قبل أشخاص مثلنا جميعا . أنا أعتقد أن ، كل سلوك يقوم به الفرد البالغ يعكس شخصيته الحقيقية وبنسبة تتجاوز الستين بالمئة في الحد الأدنى . والاستثناء الوحيد ، يتمثل بالسياسيين والممثلين البارعين ، حيث لا يجاريهم أحد أو يتفوق عليهم بدرجة التمثيل أو الفجوة بين القول والفعل إلى حد التناقض ، باستثناء الشخصية الفصامية بالطبع . .... 3 الانسان تشابه . والفرد اختلاف . هذه الحقيقة يصعب فهمها إلى اليوم . مرة نميل إلى تأكيد التشابه ، ونبالغ في ذلك ، بحسب الحاجة والرغبة وننسى الاختلاف تماما . أو العكس نميل للاختلاف وننسى التشابه . التشابه أيديولوجيا الاستعمار . والاختلاف أيديولوجيا الفصل والتمييز العنصري . وكل انسان اليوم ( أنت وأنا والجميع ) نحمل المعيار المتناقض ، بدون وعي وانتباه غالبا ، وهو الأسوأ . .... 4 كيف يتلقى ، أو يقرأ شخص ( امرأة أو رجل ) رسالة مفتوحة وموجهة له شخصيا ، من قبل شخص آخر باسمه الصريح وبدون سابق معرفة ؟! سوف أؤجل معالجة هذا السؤال إلى خاتمة الكتاب ، لأسباب تخص الكتاب نفسه . .... 5 مشكلة المعيار ، في الثقافة وفي الحياة أيضا ؟! بعد وضع سلسلة منطقية يتكشف قسم كبير من الغموض ، في أغلب القضايا ، كمثال : حركات الانسان بحسب تنوعها بين العام والخاص : 1 _ حركات لا إرادية ، مشتركة بين الجميع كالتنفس وضربات القلب وغيرها . 2 _ المنعكسات العصبية . وهي مزدوجة بطبيعتها ، مع أنها تميل إلى المشترك والموضوعي . لكن بعض المنعكسات العصبية فردية وشخصية تماما ، مثل مدمني المخدرات وغيرها . 3 _ العادة الانفعالية . وهي أيضا مزدوجة ، ولكن تميل بالعكس إلى الجانب الشخصي والفردي . لا توجد حاجة للأمثلة ، كيفما نظرت حولك أو داخلك ، كلا النوعين على مد النظر . 4 _ الطقوس والأعراف الاجتماعية . 5 _ الهوايات الفردية بطبيعتها . .... 6 يوجد فرق نوعي بين الصديقة الأولى وبين الصديقة المسكينة ، وهو نفس الفرق بين الصديق الأول وبين الصديق المسكين . الصديق _ ة الأول _ ى : علاقتهما بالحياة عادة ( عطاء _ أخذ ) ..يتزاحم الناس لصداقتهما . الصديق _ ة المسكين _ ة : علاقتهما بالحياة ( أخذ _ عطاء ) ...يرغب الناس بمغادرتهما . .... نادرا ما كنت الصديق الأول ، مع أنني اختبرتها مرارا ، وكنت أجهل هذا التصنيف بالطبع . أيضا كنت الصديق المسكين ، أكثر من الأولى بصراحة وخاصة مع النساء الجميلات ... .... وأما الحب يا عيني عليه .... 7 من تستحق الحب يجدها وتجده . من يستحق الحب يجده ويجده . 8 ما علاقة هذا النص بالزمن ؟! _ الحياة ، والانسان أكثر من البقية ، لعبة الزمن بين السبب والصدفة . 9 أغلب الناس يتعاملون مع الزمن ، والأيام أو الساعات ، كوحدات منفصلة عن بعضها . الزمن استمرارية ، صحيح نجهل طبيعته ومصدره ، لكن صرنا نعرف اتجاهه وسرعته . ويمكن لكل فرد تغيير حياته ، أو تحديد مصيره وبدرجة عالية نسبيا . ( الحياة والحاضر = سبب + صدفة ) ، الصدفة خارج دائرة الوعي والتأثير ، لكن السبب مسؤولية الانسان المباشرة والمستمرة . 10 بعد فهم استمرارية الحاضر وازدواجيته ، حيث الحاضر السلبي عكس الحاضر الإيجابي ، يتكشف المأزق الوجودي للفرد ! الحاضر الايجابي أمامنا بشكل دائم ، والحاضر السلبي خلفنا بشكل دائم أيضا ، يتعذر الجمع بينهما وبنفس الوقت لا يمكن الاستغناء عن أحدهما . طرق حل المعضلة محدودة بالفعل ، حيث غالبا ما يقوم الفرد باعتبار الأيام منفصلة ، على طريقة ( يوم جيد وآخر سيء ) ، أو محاولة دمج الأشكال الثلاثة للزمن ، الغد واليوم والأمس ، من خلال أحلام اليقظة . 11 لماذا لا يعيش الفرد الإنساني بسعادة ؟ _ لأنه لا يعرف ما الذي يجعله سعيدا . ولماذا لا يعرف ما الذي يسعده أو يشقيه ؟ لأنه لا يهتم بنفسه بشكل حقيقي . ولماذا لا يهتم بنفسه ؟ لأنه يعتقد أن الحقيقة ( والقيمة ) خارجه _ هناك . تلك باختصار شديد ، كانت نتيجة بحث مطول ومنشور على الحوار المتمدن " السعادة " . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 3
فكرة جريئة ... القانون العكسي ويترجمه البعض بالقانون التراجعي ، الفرق بين موقفي النجاح والفشل ؟ موقف النجاح يتضمن موقف الفشل ، بالإضافة إلى تقبل الجانب السلبي في الحياة بمجملها ، ومن ضمنها جوانب القصور والنقص الذاتي _ الغيري ، وبشكل تبادلي وتزامني باستمرار. تفسره بشكل علمي وتجريبي جدلية الزمن والحياة ، العكسية . موقف الفشل على خلاف ذلك ، هو حالة أولية وبدائية ، مشتركة بين جميع البشر . بشكل تطبيقي ومباشر : الشخصية الفاشلة حالة خاصة ، وهي موجودة بالأثر عند جميع الأفراد . لكن الكثيرين ، لا يعرفون غيرها خلال حياتهم ، مهما تقدم بهم العمر . على خلاف ذلك الشخصية الناجحة ( أو الناضجة أو السليمة عقليا ) ، فهي تمثل المرحلة الإنسانية الثانوية ( الجديدة ) ، والتي تتضمن مختلف الأطوار والمراحل التي سبقتها . 1 حياتنا ، أنت وأنا والجميع ، في أحد الاتجاهين : 1 _ الغالبية من سيء إلى أسوأ . 2 _ القلة من سيء إلى أقل سوءا . هذه الفقرة شديدة الكثافة ، ومليئة بالثغرات والفجوات الكبرى ، وسأعمل خلال هذا النص على تفكيكها وإضاءتها بحسب مقدرتي ، وآمل ألا تكون النتيجة عكس رغبتي . وأتمنى لك قراءة شيقة ، وفي الاتجاه الصحيح ، الآخر بالطبع ، .... .... طبيعة حياة الانسان تختلف جذريا عن باقي الأحياء . حياة بقية الكائنات دورانية أو دائرية ، ولا يشكل الفرد خلالها أكثر من عنصر ودور جزئي في حياة النوع ، القطيع أو السرب أو الجماعة . بالإضافة إلى أنها محددة بالغريزة والماضي سلفا ، والخروج عنها مرض في حده الأقصى واختيار الموت على الحياة . حياتنا بالعكس تماما . الماضي مشكلة الانسان ، وليس ميزة سوى في الحدود الدنيا ، فهو عطالة حقيقية ودائمة ، بالنسبة للفرد بعد مرحلة البلوغ والرشد . وليت الأمر يتوقف عند ذلك الحد ! أفضل عمل وسلوك نقوم به اليوم ( حتى أدوار البطولة ) ، بعدما يتكرر يتحول إلى سلوك عادي وممل ، ثم إلى عادة سيئة ، وينتهي أخيرا إلى مهزلة وكارثة محققة . .... أغلبنا ، يتأخر الأمر معهم طويلا قبل الصحو ، ولنفهم غالبا بعد فوات الأوان ، أن بؤس حياتنا سببها قراراتنا وخياراتنا الشخصية _الإيجابية الخاطئة أو السلبية ومواقف التجنب _ حين كان يجب علينا الفعل والقرار وتخاذلنا لسبب أو لآخر . ذكرت أريك فروم مرارا في هذا الكتاب ، وله عبارة حزينة ومؤلمة ومخيفة أكثر ، وهو على فراش الموت ( في الثمانين ) بين طلابه وزملائه : لا نستطيع أن نفهم الحياة إلا ونحن ونغادرها . .... بالنسبة لي ، في الأربعين أكملت " نحن لا نتبادل الكلام " ، وتبتدأ ب... احتجت أربعين سنة لأدرك أنني أعيش في جهل تام . وبعده في منتصف الأربعينات والعمر " بيتنا " ... رجل يشبهني وضع قدمه في المكان المناسب ، ومشى خلف الخطوة الأولى ... دار حول نفسه ولم يجد الأعداء لم يجد الأصدقاء أيضا . شاركت في عذابه كغيري ، وكان الطواف رتيبا معادا ... مرت الأيام الأولى ببطء ، لكن الشهور ثم السنين مرت بسرعة لو أن الزمن يستعاد كنت سأكلمه وأصغي إليه وكان سيفعل بجدية أكبر لو وضع نفسه مكاني وكنت أنا الرجل الذي يشبهه . .... في 1 / 1 / 2012 وأن بعمر 52 سنة لأول مرة في حياتي أشعر براحة البال . وعرفت حجم أخطائي السابقة ( قد تكون القادمة أسوأ ) ، بشكل تقريبي طبعا ، لا أحد فينا يخلو من النرجسية والغرور ، ولا أعتقد أن بإمكان أحد التحرر منها بشكل نهائي مهما تقدم به العمر وكانت ظروفه مواتية . باختصار ، فهمت أن المشكلة كانت في عقلي وطريقة تفكيري بالفعل . ومن وقتها ، أعرف قيمة كل لحظة من الحياة ، لي أو لغيري ، ... أو هكذا أرغب . بدأت السلسلة ( هذا الكتاب بؤرتها بدون شك ) بعد 2012 ، وهي منشورة بالكامل على صفحتي في الحوار المتمدن ، الموقع الذي أحمل له ولأصحابه كل الاحترام والتقدير . ..... 2 كل يوم جديد ، بل كل حدث أو خطوة ، مفترق بين اتجاهين متناقضين تماما : التكرار على منوال الأمس والماضي أم قفزة إلى الجديد والمجهول ؟! اتجاه الاثارة أم اتجاه الأمان ؟! .... الثنائيات الجدلية تحكم حياة الانسان منذ بداية التاريخ المعروف ، وسوف يستمر الوضع خلال هذا القرن على الأقل . البديل الثالث معروف أيضا منذ عشرات القرون ، وما يزال نخبويا ، ويتعذر تطبيقه في الحياة اليومية والاعتيادية بسبب صعوبته وتكلفته العليا في البداية . .... 3 القانون العكسي ( أو التراجعي ) باختصار شديد ، تحقيق التجانس بين العدو والحبيب ! الموقف الإنساني واحد ، أو وحدة عضوية ، وليس أجزاء مفككة . ( نحن جميعا نحمل اتجاهات عقلية متناقضة تماما ، مثلا التسامح والانتقام نحن جميعا نطلب الاثنين معا ، ونعجز عن التخلي أو تجاوز أحدها ) . الموقف من النفس يشبه الموقف من الآخر ، ويتوافقان بالاتجاه دوما . الموقف من الآخر واحد ، وثابت . وهو سلبي أو إيجابي . المدهش في الأمر ، أنه موقف مشترك بين جميع الأديان الكبرى ، وهو الأيديولوجيا السائدة في مختلف الجماعات البشرية . لكن مع وجود اتجاه معاكس ( ثانوي بحقيقته ) يدعو إلى القتل والتدمير والإرهاب . هذه الفقرة تجسد تجربتي الثقافية أولا ، والاجتماعية بالدرجة الثانية ، والشخصية للأسف يختلف القول عن الفعل إلى درجة التناقض أحيانا . لا أتردد في رد الإهانة ، وغيرها من ضروب العنف والانتقام.... أشبهك إلى درجة التطابق . الفرد اختلاف . الانسان تشابه . بينهما المجتمع المحلي أو العالمي ، المجتمع دغمائي بطبيعته ومحصلته صفرية دوما . .... الحيوان الداخلي موجود ، بالفعل والقوة والأثر ، لدى الفرد الإنساني . المشكلة أننا لا نرى غيره في العدو . بالمقابل في أنفسنا وأحبابنا وأهلنا إلى بعد خراب مالطة ( في حروب الأخوة الأعداء ) . .... مثال تطبيقي الصداقة بين المرأة والرجل ، من يعرف صداقة ناجحة ؟! لماذا تفشل الصداقة بين الجنسين بنسبة تفوق 99 بالمئة الشهيرة والمقززة ؟ لا أزعم بمعرفة الحواب الصحيح . لكن بحسب تجربتي الشخصية أولا والاجتماعية ثانيا والثقافية أخيرا ، الجواب بسبب العلاقة بين التكلفة والجودة . لنجاح أي علاقة إنسانية على المدى الطويل ، يجب تحقيق المعادلة الصعبة للطرفين : الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا . هل يمكن تحقيقها ؟ جوابي الشخصي نعم بالتأكيد ممكن ، وبطريقة سهلة ( نسبيا ) أيضا : علاقات الثقة والاحترام والحب . .... النظرية الرابعة للزمن النظرية الرابعة _ الباب السادس نظرية جديدة للزمن الباب السادس .... المشترك الوحيد بين العتبة والسقف فقدان الأمل . .... قانون الحياة الحل الأسهل هو الأسوأ . قانون الزمن الحل الأسهل هو الأفضل . ... بداية الزمن نهاية الحياة والعكس صحيح بداية الحياة نهاية الزمن .... البداية والنهاية واحدة ، هذه خلاصة والأسئلة كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ بعهدة المستقبل . خلاصة الكتاب الصادمة للكاتب / القارئ .... التفكير بصوت عال . .... يتزايد التجانس بين الجودة والتكلفة في حياة الانسان ، بسرعة تفوق الوصف . بينما هما نقيضان في الزمن والطبيعة ، كيف ستكون حلول المشكلة ؟! .... المال والوقت هما العملة الموحدة ، واللغة المشتركة ، بين التكلفة والجودة . ..... ..... الباب السادس مع الفصول 1 و 2 و 3 والملحقات
تحديد المشكلة ، بشكل دقيق وموضوعي ، نصف الحل الصحيح والمناسب بالتزامن . وهذا ينطبق على الفلسفة أو الفيزياء أو قضايا المجتمع والثقافة والوضع الانساني بصورة عامة . المنطق ( العقل والتجربة ) بوابة الحقيقة ، والمدخل المباشر والوحيد للمعرفة العلمية الجديدة . 1 ما الذي نعرفه بداية الأسبوع الأول من سنة 2020 ، بشكل علمي وموضوعي ؟! أعتقد أن الأفضل للمعرفة الفردية ، أن يحدد المرء ما يجهله أولا ، وبشكل دوري وسنوي على الأقل ، أعتقد من المناسب دورة نصف السنة ، الشهر قصير جدا والسنة بعيدة بالمقابل . " المجهول " أو ما هو خارج الوعي والتفكير والادراك والشعور تماما ؟! خلال القرن الماضي وحده ، تحققت تغيرات في العالم والحياة بالتزامن مع قفزات معرفية جديدة ونوعية ، كانت ضربا من الخيال ( والوهم ) بالنسبة لجميع الأسلاف . ومع ذلك الجهل وغير المفكر فيه ، ربما يكون أكبر في الجانب المقابل الذاتي . ما الذي نعرفه ( أنا وأنت ، ...) أكثر من ما كان يعرفه بوذا والمسيح وسقراط والمعري ؟! بالطبع بعدما نستثني التكنولوجيا الحديثة ، مع العلوم التطبيقية بما فيها الطب النفسي أيضا . .... اليوم 5 / 1 / 2020 ، ما يزال الموقف العلمي والثقافي ، يعتبر أن اتجاه سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ! أو ، وهو الأسوأ موقف الانكار ، اعتبار الزمن مجرد فكرة ذهنية ، ولا وجود حقيقي له . أو اعتبار حركة الزمن عشوائية ، وليست منتظمة أو ثابتة . ذلك هو مضمون النظريات الثلاثة ( السابقة ) للزمن . بينما النظرية الجديدة للزمن " النظرية الرابعة " تتضمن ما سبقها بالقوة والفعل . .... 1 لماذا النظرية الرابعة للزمن ، أو الجديدة ؟ توجد نظرية تقليدية ، وهي مشتركة بين العلم والفلسفة والأديان ، تمثل التصور العام للزمن بالتوافق مع الحواس المباشرة وتتمحور حول اتجاه الزمن : من الماضي إلى المستقبل . الخطأ المحوري في هذا الموقف ، يتمثل خلال الافتراض الضمني بأن الزمن جزء من الحياة ، أو أنهما " الحياة والزمن متلازمة " في الحركة والاتجاه ، والحقيقة غير ذلك . الواقع الموضوعي دينامي بطبيعته ! حيث الزمن والحياة بينهما علاقة جدلية ( عكسية ) ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بدون شروط . اتجاه الحياة هو بالفعل من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر . اتجاه الحياة ثابت ووحيد : من الماضي إلى المستقبل . لكن حركة الحياة ( ما تزال ) غير معروفة بشكل دقيق وموضوعي ، وقد تكون عشوائية أو هكذا تبدو للحواس المباشرة ؟! هذا الموضوع مفتوح وهو في عهدة العلم والمستقبل .... لكن اتجاه الزمن على العكس تماما ، من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر . اتجاه الزمن ثابت ، ولا يوجد أي دليل على العكس . بالمقابل جميع الدلائل والملاحظات المتأنية تؤكد أن اتجاه حركة الزمن 1 _ مستقبل 2 _ حاضر 3 _ ماض . ( والعكس هو اتجاه الحياة الثابت والوحيد أيضا ، كما تؤكد الملاحظات المختلفة ) . سرعة حركة الزمن أيضا ثابتة ، وهي نوعين : 1 _ الحركة التعاقبية ، من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي أخيرا . وهي السرعة التي تقيسها الساعة . 2 _ الحركة التزامنية ، من الحاضر1 إلى الحاضر2 إلى الحاضر3 ...بلا نهاية . وهذه السرعة عتبتها سرعة الضوء ، وربما تكون نفسها ! وهي تمثل فرق التوقيت ، أو التزامن المتدرج على مروحة 24 ساعة في العالم . .... النظرية الحديثة ، والتي تتمثل بموقف اينشتاين ، وفرضيته الجريئة أن الزمن بعد رابع للمادة وتكملة ذلك ، بأن الزمن ليس له اتجاه محدد أو ثابت . المشاهدة اليومية تخالف ذلك الموقف ، وقد عالجت هذه الفكرة بشكل موسع ومنشور على الحوار المتمدن . وأما النظرية النقدية مع موقف التنوير الروحي ، حيث يجمعهما موقف الانكار ، أو اعتبار الزمن مجرد تركيب ذهني وعقلي مثل اللغة والرياضيات وبدون مقابل موضوعي . أعتقد أن إلغاء الماضي والمستقبل يتناقض مع العقل والمنطق ، ومع التجربة الإنسانية عامة . .... 2 في الستين الأولى ، لا يستطيع الانسان تحقيق رغباته . لكن يمكنه تغييرها ، واستبدالها بالأفضل ، وبسهولة تتزايد مع النمو والنضج . التصنيف الرباعي للقيم الحالية ، في عالم اليوم 2020 من الأدنى إلى الأرقى : 1 _ الصدق السلبي ، ويتمثل بالنميمة والوشاية ، أيضا الوقاحة ومختلف أنواع النصب والغش والاحتيال تقع في هذا المستوى الوضيع " القاع الإنساني " . 2 _ الكذب العادي والمبتذل خلال الثرثرة ، لا أحد يجهله . كلنا نكذب ، وغالبا لمبررات تافهة للغاية . من لا يدركون الجانب السلبي في شخصياتهم ، هم في مستوى خطر من المرض العقلي . 3 _ الصدق ، للأسف ما يزال نادرا في الثقافة والحياة العربيتين والاسلاميتين . بعد الخمسين ، فهمت ماذا يعني الصدق ، بشكل نسبي طبعا وقياسا بتجربتي السابقة ، فقد كنت أمارس الكذب الذي ورثته تماما ( المجاملة والنفاق ) . تكلفة الصدق عالية ، لكن جودته أعلى دوما . السعادة وراحة البال تبدأ بعد هذا المستوى ، وليس قبله مطلقا . والأهم من ذلك هذا المستوى يمثل عتبة الصحة العقلية ، وبشكل واضح ويسهل تحديدها ، وقياسها أيضا بشكل موضوعي وتجريبي . 4 _ الكذب الأبيض ( التواضع وإنكار الفضل ) ، مستوى يشترط النضج الشخصي بالفعل . أتدرب عليه ، لم أنجح ، ... هو حلم وأمل . وسوف أكتب تجربتي آخر السنة الجميلة " الجديدة " ... 2020 السنة البشرى .... وصلت إلى وضع وموقف الجنون ، والانفصال عن الواقع . أعتبر أن الموقف العلمي والثقافي _ من الزمن والواقع والوجود الموضوعي _ خطأ . ونسبة الشك عندي لا تتعدى 1 بالمئة . أنا على يقين ، أن اتجاه الزمن وحيد وثابت ، من المستقبل إلى الماضي . وكنت أعتقد أن فترة التجاهل ، من قبل الهيئات العلمية والثقافية ، للنتيجة التي توصلت إليها لن تتعدى الأشهر ! الآن ، أفهم وبوضوح درجة الخدر وغياب الوعي في عالمنا الحالي ، وبين العلماء أيضا . وأدرب نفسي على التكيف مع هذا الوضع ، المخيف بالفعل . وهذا يفسر _ لي ولغيري _ التعويل على الذكاء الاصطناعي ، لأن الانسان ( كيف أقولها وأكتبها ) ما يزال في طور المراهقة وقد يدمر نفسه وما حوله ، إن لم تستبدل مراكز السيطرة والتحكم بقوى موضوعية ، ولو كانت محايدة ولا تقيم أهمية للإنسان وحياته ، لن تكون إدارتها أسوأ من تركة أسلافنا في العالم وبلا استثناء . .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف 1
العلم تاريخ الأخطاء المصححة ( غاستون باشلار ) . أفهم العلم أنه متلازمة ... تجربة واختبار وتفسير وتراكم ، مع أنه موضعي ومحدود . وأفهم الفلسفة أنها رؤية الصورة الكاملة بشكل نقدي ، وهي موقف جديد _ متجدد بطبيعته . بينما الأديان والتنوير الروحي متلازمة ...أخلاقية ، داخلية بطبيعتها ومحورها التواضع . ليست العلاقة بين الثلاثة بسيطة وتكاملية بالطبع ، كما أنها ليست علاقة اختلاف وصراع بالضرورة . المعرفة الفردية كما أفهمها ، علاقة دينامية _ تطورية ، تشمل مختلف جوانب الحياة ، ولا تقتصر على الجانب العقلي والفكري . 1 ما هو الواقع أو الطبيعة ؟ البعض لا يميزون بين مشاعرهم وأفكارهم المسبقة وبين الواقع الموضوعي ، وهذا الموقف قديم ومشترك وموروث ، مثل اللغة ولون البشرة وزمرة الدم . لكن ومع بداية المراهقة يتحول الواقع إلى مشكلة مزمنة ، ومتجددة وتتطلب الحل .... سأكتفي بالعبارات الثلاثة ، التي ذكرتها سابقا : لا يوجد واقع ، بل تأويلات ( نيتشه) . سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد ( فرويد ) . يجب تحليل الحاضر ، وكيف يحضر الانسان في الآن _ هنا ( هايدغر ) . لكل منا تصوره الخاص عن الواقع ، والشخصي جدا ، وأحيانا يختلف موقف الشخص نفسه بحسب تغيرات الأوضاع والظروف . .... " الحاجات المشبعة لا تتحول إلى دوافع " ، أحد أهم مكتشفات التحليل النفسي . أنت وأنا والجميع ، لا ننتبه عادة لوجود الهواء ( الأكسجين ) . فقط مرضى الجهاز التنفسي ، من يعرفون قيمة الأكسجين الحقيقية ولا يغفلون عنها . نفس الشيء يحدث في حياة الفرد بشكل مستمر ، تتغير الحاجات والرغبات والأفكار بشكل عشوائي معظم الوقت ، ثم تبرز مشكلة فتتطلب الحل : 1 _ الطفل _ة والمراهق _ ة يعتقد أنها خاصة به وحده ، وهو لا يشبه أحدا ولا أحد يشبهه . وكلنا نعرف الحلول التي يسلكها المراهق _ ة والطفل _ ة ، لأننا نكررها دوما في لحظات الانفعال ، أو في الأحوال الحرجة أو الجديدة . " الفرد اختلاف " ، كل فرد يختلف عن كل فرد آخر . هذه الحقيقة الأولى التي نصطدم بها جميعا ، لكن بعضنا ينكرها ، ويفضل أن يدور حول نفسه لبقية عمره . 2 _ الشخصية البالغة والراشدة ، تعرف أن مشكلتها اجتماعية ( وثقافية ) أولا ، لكن الحل والمسؤولية تقع على عاتقها فقط ، والأهم من ذلك نوع الحل وشكله . التجانس بين التكلفة والجودة حقيقة إنسانية ، ولحسن الحظ تتضاعف درجة التجانس مع التطور... الإنساني أو التكنولوجي . الانسان تشابه ، كل فرد يشبه كل فرد آخر ، هذه خبرة النصف الثاني من العمر . .... 2 لنتخيل المشهد قبل خمسمئة سنة وكل التاريخ الإنساني ، قبل غاليلي وكوبرنيكوس ؟ الأرض ثابتة ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . كان ذلك هو الواقع والطبيعة والحقيقة ، والوجود الموضوعي ، ويتطابق مع الحواس . .... الأرض هي التي تدور حول الشمس ، والانسان كائن تطوري ، والسماء أو الأرض أو فوق أو تحت ... مصطلحات فارغة ، والحقيقة بالنسبة لك هي غيرها بالنسبة لي أو لها . ما تزال النسبية عصية على الفهم عند الكثيرين . الشخصية النرجسية عاجزة عن إدراك النسبية والموضوعية ، عداك عن فهمهما . الشخصية الدوغمائية تدرك الموضوعية : نحن _ ضد _ هم ، لكنها تفشل بفهم النسبية والاختلافات الحقيقية بين البشر . الشخصية الأنانية ، تدرك النسبية والموضوعية ، ولكن في الاطار المباشر والمنفعة الضيقة والمحدودة . الشخصية الموضوعية ما تزال في طور التشكل ، مع العقد الثالث للألفية الثالثة . وإلا كيف يمكن تفسير العنصرية ، والتعصب ، والعنف وبقية الأمراض الاجتماعية _ الثقافية الموروثة والمشتركة ! .... 3 التجربة والمعرفة متلازمة ، أو اثنان في واحد ، هذا موقف العلم الحديث وماهيته . وهذا الموقف خطأ صريح ، ويمكن التأكد منه بالملاحظة المباشرة في أي جامعة بالعالم . وهنا تبرز أهمية الفلسفة ، والأديان أيضا ، السماوية أو غير التأليهية كالبوذية مثلا . المعرفة العقلية والمعرفة التجريبية جدلية ، ثابتة ومتكررة . لا يولد الانسان ، وعقله صفحة بيضاء . أيضا لا يولد بغرائز مكتملة مثل بقية الأحياء . المجتمع يتوسط الفرد والانسان ، وهو بديل ثالث بالفعل والقوة معا . لكن أحيانا يكون البديل الثالث السلبي ، حيث المجتمع المريض والدولة الفاسدة . أو البديل الثالث الإيجابي ، حيث القيم الإنسانية المشتركة . للأسف ما يزال العالم الحالي في المرحلة الثنائية _ الدوغمائية : نحن _ ضد _ هم . لكن ، ولحسن الحظ توجد قيم إنسانية مشتركة بين جميع الثقافات والمجتمعات .. يندر أن تجد أحدا يفتخر بكذب أهله وأحبائه ، أو بغبائهم أو بطمعهم أو.... أعتقد أن لائحة حقوق الانسان الحالية تمثل القيم الإنسانية المشتركة ، وتتضمن قيم غيرها من الأديان والثقافات ، بينما العكس غير صحيح . .... الاثنان أصل الواحد ، وأصل الاثنان أربعة ....وتستمر السلسلة . هذه خبرة عامة وتتكرر في كل لحظة ، ومع ذلك هي مهملة بالعموم . جدلية الانسان والفرد أصل المشكلة . الانسان مفهوم ميتافيزيقي ، يتعذر تحديده . الفرد مصطلح علمي ، محدد بدقة ووضوح . مع ذلك يبقى الغموض في الوضع الإنساني هو القاعدة ، والمعرفة حل مؤقت . .... 4 مع بدايات القرن الماضي ، واكتشاف مكونات الذرة ، اصطدمت المعرفة الحديثة والفيزياء خاصة بحقيقة جديدة " عدم اليقين " ، أو المصادفة . هي ليست جديدة على الفكر ، لكن جديدة في العلم ، ظاهرة تتكرر في المخابر . بعبارة ثانية ، وضع الفيزياء الحديثة ( منذ أكثر من قرن ) بحالة فصام : 1 _ الفيزياء الفلكية ومعها الفيزياء الكلاسيكية يقينية ، وموضوعية ، ونتائجج التجربة منفصلة عن الانسان ورغباته وأفكاره . التجارب التي أجراها نيوتن ، أو غيره ، يمكن تكرارها في أي مختبر في العالم والنتيجة واحدة . 2 _ الفيزياء المجهرية احتمالية وغير يقينية ، وتختلف نتيجة كل تجربة عن ما سبقها ، أيضا تختلف عن كل ما سيأتي لاحقا . نفسه عالم الفيزياء المجهرية ، الذي يراقب حركة الالكترون ، تتغير نتيجة تجربته كل مرة ! لهذه الفقرة عودة متكررة ... .... ما هو الزمن ؟! هل هذا السؤال منطقي وصحيح ؟ هل هو سؤال العلم والفيزياء خاصة ؟ أم سؤال الفلسفة ؟ أم سؤال الدين والتنوير الروحي ؟ بصرف النظر عن الأجوبة المتنوعة ، ومدى صحتها أو اقترابها من الحقيقة والواقع ، وربما لا نتمكن من الإجابة عليها خلال هذا القرن ، وحتى الذي يليه أيضا ! ومع ذلك ، وهنا المفارقة نعرف اتجاه حركة الزمن ونوعها وسرعتها ، وهذه كلها ظواهر فيزيائية تقبل الملاحظة والاختبار ، لكن بشكل منطقي وغير مباشر . _ حركة الزمن ثابتة : 1 _ من المستقبل 2 _ إلى الحاضر 3 _ إلى الماضي . _ نوع الحركة ثابتة ، وهي نفس السرعة التي يقترب بها المستقبل ، يبتعد بها الماضي . مثال مباشر ، سنة 2010 تبتعد بنفس السرعة التي تقترب بها سنة 2030 . _ لحركة الزمن سرعتين مختلفتين : 1 _ تعاقبية هي التي تقيسها الساعة . 2 _ تزامنية ، عتبتها سرعة الضوء ( وعلى الأرجح تتجاوز سرعة الضوء ) . .... ....
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف 2
لماذا تختلف الفيزياء الكلاسيكية ( ومعها الفلكية دوما ) مع الفيزياء المجهرية أو فيزياء الكم إلى درجة التناقض الصريح ، والدائم ربما ؟! هذا السؤال ، وكثير غيره ، يتعذر الإجابة عليه بدون تغيير الموقف العقلي من الزمن . وبعد تصحيح اتجاه حركة الزمن ، من المستقبل إلى الماضي وليس العكس ، تتضح الصورة الكبرى والكلية ...هذا موقفي وخلاصة خبرتي الثلاثية ( الشخصية والاجتماعية والثقافية ) . عندما ننظر حولنا ، باتجاه الأرض أو إلى الفضاء خاصة ...نحن نرى الماضي فقط . والماضي بطبيعته ثابت وصور تتكرر ، على خلاف الحاضر والمستقبل أكثر . 1 _ الماضي ( وجود بالأثر فقط ) ، سلاسل سببية تتكرر بلا زيادة أو نقصان _ سوى التشويه نتيجة الإضافة أو الحذف . 2 _ الحاضر أو النتيجة أو الواقع المباشر ( وجود بالفعل ) = سبب + صدفة . 3 _ المستقبل مصادفات واحتمال ( وجود بالقوة فقط ) . يسهل فهم التناقض بين نتائج الفيزياء المجهرية والفيزياء الفلكية : 1 _ الفيزياء الفلكية ومعها الفيزياء الكلاسيكية موضوعها الماضي ، وهو ثابت لا يتغير . 2 _ الفيزياء المجهرية موضوعها المستقبل لحظة تحوله إلى الحاضر ، فالماضي أخيرا ، وهو احتمال وعدم يقين بطبيعته . الماضي أحادي البعد ، والحاضر ثنائي البعد ( صدفة وسبب ) ، بينما المستقبل ثلاثي البعد بطبيعته ويتضمن الحاضر والماضي بالقوة . ( هذه الفكرة مكثفة ومختزلة ، لأنني ناقشتها بشكل موسع وتفصيلي في نصوص سابقة ومنشورة أيضا على صفحتي بالحوار المتمدن ) . .... " كل آت قريب ، وكل ماض بعيد " وأما بالنسبة لاتجاه حركة الزمن ، فيمكننا استنتاجها بطرق عديدة وقد ، عرضتها في النصوص السابقة ، ويمكن اثبات ذلك بشكل منطقي أيضا عبر الاستعانة بالهندسة الفراغية : لنقسم المسار بين المستقبل والماضي إلى خمس أجزاء ( وحدات ) : لدينا وحدة 1 تمثل المستقبل البعيد ، ووحدة 2 مقابلة تمثل الماضي البعيد... وبينهما المستقبل والحاضر والماضي ، ... لا خلاف على أن المستقبل يقترب وأن الماضي يبتعد ( والسرعة نفسها ) وهذه ظاهرة تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء ( عيد ميلادك يبتعد ويوم وفاتك يقترب ، وبنفس السرعة ، ... يسهل فهمها عند تخيل حياة شخص آخر ، يوم مولده ويوم وفاته ) . اتجاه الحركة من البداية إلى النهاية ، من الوحدة 1 ، المستقبل ، الحاضر ، الماضي ، وأخيرا الوحدة 2 ( يساعد تخيل مجرى نهر يمثل حركة الزمن ، المستقبل يقترب والماضي يبتعد ) بمجرد أن يتمكن الانسان من تخيل المشهد الموضوعي ، تتكشف حركة الزمن مع الاتجاه . .... تفسير استمرارية الحاضر ، نتيجة مباشرة لفهم اتجاه حركة الزمن : الواقع الموضوعي في جانبه المباشر أو الحاضر ، يشبه الأسطوانة ... حيث المستقبل يمثل وجهها العلوي ، والماضي وجهها السفلي ، وهي معبئة بسائل ( الماء مثلا ) إلى منتصفها . يبقى الحاضر ( السائل ) بمستوى ثابت حول منتصف الأسطوانة ، وتفسير ذلك سهل ، بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . الواقع ( الأسطوانة ) ثلاثي البعد : 1 _ مكان 2 _ زمن 3 _ حياة ووعي . المكان أو الأسطوانة ثابت ، والزمن والحياة متعاكسان ، ومتساويان بالقيمة المطلقة . ..... مثال تطبيقي ( ومكرر في نصوص سابقة ) العلاقة التي تحقق جودة عليا بتكلفة دنيا ، هل هي ممكنة واقعيا ؟! ..... حاجة الفرد إلى الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا من شريكه _ ت العاطفي خاصة ، يتعذر تجاوزها ، كما أن تحقيقها ليس سهلا ، بل هو متوسط درجة الصعوبة أو السهولة . يحصل الفرد خلال حياته على تلك العلاقة ( جودة عليا مقابل تكلفة دنيا ) _ وهي تحقق الاشباع والارضاء بالفعل _ من مصدرين الأول والدائم من الأبوين أو أحدهما أو البديل ، والثاني من الطبيعة مباشرة ، حيث الهواء مجاني مع أنه الأغلى والأرفع قيمة يليه الماء وهو شبه مجاني ، أيضا الجمال . بعد الرشد ، لا تتحقق تلك العلاقة _ جودة عليا بتكلفة دنيا _ المرضية والمشبعة سوى في علاقات الحب ، والتي تتمحور حول الثقة وعتبتها الاحترام . ما أفقر حياة الفرد ( امرأة أو رجل ) الذي لم يعرف ذلك المستوى والنوع من العلاقة ، ولو ملك كنوز العالم .... هو _ هي يستحقان الشفقة . ..... يمكن تصنيف مختلف العلاقات الإنسانية ، وفق أربع مستويات : 1 _ علاقات الحاجة . 2 _ علاقات الجاذبية . 3 _ علاقات الاحترام . 4 _ علاقات الثقة . وبالإضافة إلى ذلك المصطلح الغامض " مصلحة الانسان " متناقض ذاتيا ... وهذه الفكرة أيضا ناقشتها ، بشكل تفصيلي وموسع ، في نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن ، وهي تتلخص باختصار : للفرد الإنساني ثلاثة أنواع من المصالح ، وهي متناقضة بطبيعتها : 1 _ المصلحة المباشرة ، وتتضمن الرغبات الأنانية والنرجسية ، وعندها يقتصر اهتمام الفرد على اشباع حاجاته المباشرة ويكون ذلك بالضرورة على حساب نضجه ومصلحته المتكاملة . 2 _ المصلحة المتوسطة ، وتمثلها الخطط الخمسية للشركات والمؤسسات ، وهي تتطلب التضحية نسبيا بالمصالح الأنانية والمباشرة ( أو بالكامل مع الأهداف الكبيرة ) . 3 _ المصلحة البعيدة ، ونموذجها المصلحة الروحية وإدراك الانسان لحياته من خارجها . .... مختلف العلاقات الإنسانية أحد نوعين : سلبية أو إيجابية ... العلاقة السلبية تتضمن 1 و 2 ، وتنتهي بعد انتهاء الحاجة ، أو تغير الجاذبية . توجد أمثلة لا تحصى على هذا النوع من العلاقات ، والعواطف أيضا . بينما العلاقات الإيجابية ، هي بالضرورة تتضمن الاحترام ، والثقة هي الذروة . وحدها علاقات الثقة ، تحقق للطرفين ( أو الأطراف ) جودة عليا بتكلفة دنيا . وهذا النوع والمستوى من العلاقات ، يحقق النجاح الزمني والتوازن بالضرورة : 1 _ بالنسبة للأمس والماضي ، مشاعر الثقة والرضا . 2 _ بالنسبة للحاضر ، يتوفر الحد الأدنى من الأمان والاثارة دوما . 3 _ بالنسبة للغد والمستقبل ، توجد غايات واتجاهات وأمل . .... المفارقة المحزنة ، والتي تثير السخرية أيضا ، أن أكثر الناس حاجة للثقة هم أكثر من يبدد ثقة الآخر _ ين بهم بسرعة وخفة . السؤال الذي ينبغي أن يتحول إلى هاجس ، وتساؤل يومي أو شبه يومي : هل أنا شخصية جديرة بالثقة ؟! لا يوجد شخص أهل للثقة مع أحد أصدقائه ( أو صديقاته ) ، وخائن لغيره أو لغيرها . خلال المراهقة يفهم الشخص المتوسط ، بدرجة الذكاء أو الحساسية ، معادلة الثقة . تتزايد معدلات الذكاء لدى الشخصية المتوسطة في العالم كله ، بشكل ملحوظ وتجريبي ، وهو الأمر الذي يتزامن مع تزايد التقارب بين الجودة والتكلفة بمختلف المجالات ، وهي تقارب التجانس في المجالات العلمية والأدبية والفنية على سبيل المثال . يوضح الأمر ، التجانس شبه المؤكد بين الشهرة والجدارة في العلم والموسيقا والغناء وغيرها. بداية العقد 3 للقرن 21 . ولو أجرينا مقارنة بسيطة للقرنين 19 و20 مع الحالي ، تتضح طبيعة العلاقة بين الجدارة والشهرة ، واقترابها المتزايد من التجانس مع الحركة والتطور . .... مثال تطبيقي ومباشر على الفكرة ، هذا الكتاب نفسه ؟ إذا تبين خلال السنوات القليلة القادمة ، ما يؤكد صحة ( أو خطأ ) فرضية اتجاه الزمن الثابت والوحيد من المستقبل إلى الماضي ، ومروا بالحاضر ، سوف يحصل على الاهتمام والتقدير وفي حال ثبوت العكس ، ... يرمى في أقرب سلة مهملات . بينما كان الأمر ليتطلب مرور عدة أجيال ، قبل تحقق الحكم العادل والصحيح . أمثلة السكك الحديدية والطائرات وحقيقة دوران الأرض حول الشمس . لنتخيل قبل غاليلي وكوبرنيكوس ، كانت الأرض مسطحة وثابتة وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم ، ولم يكن ليخطر على بال الوضع الحقيقي للنظام الشمسي ، والذي يعرفه كل طفل _ة قبل العاشرة ، ويفهمه أيضا . .... الوضع الإنساني مأساوي بطبيعته ، الموت نهايته الحتمية . والأكثر مدعاة للقلق الصدفة ، أو الاحتمالات المفتوحة دوما على المفاجئات غير السارة ، بل والمخيفة في حقيقة الأمر . كل يوم جديد ، والحاضر بطبيعته سبب + صدفة . السلاسل السببية مسؤوليتنا ( نحن البشر ) ، بينما سلاسل الاحتمالات خارج وعينا وإرادتنا ورغباتنا ، ولها وجودها الموضوعي والمنفصل عن الحياة والانسان . بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يتكشف واقع جديد ، ولكن يبقى الكثير من الأسئلة المفتوحة عن مصدر المستقبل الزمني ، وعن مصير الماضي ، وغيرها بلا أجوبة . .... ما يخسره الحاضر ( بنتيجة تحول الحاضر إلى الماضي ، يتجدد آليا وبشكل دوري ومستمر من المصدر أو المستقبل ) ، بالتزامن مع حركة معاكسة من الماضي ( حيث حركة الحياة عكس حركة الزمن من الماضي إلى الحاضر ، فالمستقبل أخيرا ) . .... ملحق شكرا بوذا بعد 25 قرنا تصلح الأيدي للمصافحة .... الجزء الأحدث من الدماغ هو المشكلة والحل بالتزامن . يطالب محور الدوغما الأول ( الاعتدال ) بعبادته ، ويطالب محور الدوغما المقابل ( الممانع ) بإبادته واستئصاله . حيوانات السيرك توضح المشكلة ، وتفسرها أيضا ، الهوية الفردية حقيقة اجتماعية وثقافية ، وهي بداية طريق التحقق والنمو المتكامل . " السعادة هناك _ هنا والشقاء أيضا هنا _ هناك " .... .... نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس مثال تطبيقي
شعور المظلومية مع الانكار وموقف الضحية ، بدلالة الزمن 1 " لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم ، فقد خلقوا لزمان غير زمنكم " " أولادكم ليسوا لكم أولادكم أبناء الحياة والحياة لا تقيم في منازل الأمس " العبارة الأولى تنسب لعلي بن أبي طالب الخليفة الرابع ، والعبارة الثانية لجبران ، ويعرفها الجميع بفضل الرحابنة وفيروز . .... اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا . يسهل فهم الفكرة ( والخبرة ) بالنسبة لصغار السن ، قبل أن تيبس الرأس ويجف العقل وتتعطل الحواس والتفكير . والمفارقة اللطيفة والمحزنة معا ، أنها معروفة كما تدل العبارتان منذ عشرات القرون . .... لماذا ترفض الفكرة ، وبدون وعي وتفكير ، من قبل الغالبية والأكاديميين خصوصا ؟! التفسير بسيط وصادم : المقاومة . المقاومة مصلح مركزي في التحليل النفسي ، وهو أكثر أهمية من اللاشعور والكبت وغيرها من المصطلحات المعروفة . المقاومة لاشعورية بطبيعتها ، ويصطدم بها كلا طرفي العلاقة العاطفية ، وهي المحدد الأساسي لنجاح العلاقة أو فشلها . ( أي علاقة لا على التعيين ، المقابلة النفسية أو الصداقة أو العشق أو الخصومة أو الشراكة ) .... 2 الزمن جديد قادم من المستقبل . والحياة جديدة قادمة من الماضي . والمكان أو المادة إناء فارغ يحتوى الوجود . هذا هو الواقع الثلاثي البعد بطبيعته ، والذي يسهل فهمه . هو ظاهرة حقيقية ، وتقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء . .... هذه الفكرة مشتركة بين الفلسفة الوجودية ، وبين الفلسفة الصينية القديمة ، وهي خلاصة حوارات طويلة وشيقة مع صديقات وأصدقاء في مغارب الأرض ومشارقها . بالتحديد الفلسفة الوجودية ، كان الفضل لجميل حلبي بمعرفتي لها . وحكمة الشرق القديمة ، يرجع الفضل لأحمد جان عثمان فيها . هكذا هو الأمر يا قارئ _ت _ي العزيز _ ة .... هذه الكتابة ( والأفكار ) بالفعل ليست لي ، فـأنا مثلك وأشبهك ... قارئ أولا وكاتب ثانيا . .... 3 " الفرح فضيلة " العبارة الأكثر سحرا من بين كل ما قرأت . الشكل والمضمون ، الايجاز والتكثيف والايحاء والشرح والسرد بكلمتين فقط . هو سبينوزا معلمنا جميعا . " إن ما يقوله بولس عن بطرس ، يخبرنا عن بولس أكثر مما يخبرنا عن بطرس " لنتذكر أن سبينوزا ، كان من جيل الجد العاشر لنا ( أنت وأنا ) ... لنتأمل المشهد قليلا ، وكيف عاش المعلمون القدامى ، وسط التعصب والجهل والعنف ، وأبدعوا ... ونحن نجد صعوبة ، ومشقة بالغة ، في قراءة ما كتبوه بأعصابهم ! .... 4 هل أنت شخصية جديرة بالثقة ؟! مع الإدمان يتحول الكذب إلى هوية شخصية . .... الكذب ، شهادة الزور ، الخيانة ...متلازمة . ما هي الخيانة ؟ في الثقافة السورية ( وجوارها ) ، يفخر الرجال عموما بخياناتهم الزوجية والعاطفية . والمفارقة أن الكثير من النساء ، يشاركن حفلة العربدة وفقدان العقل والرشد تلك . .... الفصام ظاهرة طبيعية في ثقافتنا وأخلاقنا المشتركة ، يكذب الزعماء كما يتنفسون ( القادة والآباء والأمهات ورجال الدين والعلماء ... عادي ) . والنتيجة العلاقات المسمومة في كل بيت ، الاحترام مفقود بالكامل في بلادنا . احترام النفس واحترام الآخر وجهان لعملة واحدة ، لا ينفصلان مطلقا . وعندما أتحدث عن السوريات _ ين لا أميز بين الداخل والخارج ، ولا بين المعارضة والموالاة ( كلمة ثورة صارت قميص عثمان ) . .... 5 ضيعتني الطرق السهلة . كتبت العبارة مرات لا تحصى ولا تعد . .... تسعة من عشرة بين جميع من التقيهم ، لا يرغبون بالكلام ولا بالاستماع ولا يحتملون الصمت أيضا لدقائق ، بالتزامن ومع بعض ؟ يريدون الثرثرة والنميمة فقط . الثرثرة شكوى أو تفاخر . .... 6 شعور المظلومية حقيقي ومشترك وسائد ، ولا تستثنى منه جماعة سورية أو عربية أو إسلامية ( بحسب خبرتي الثلاثية الشخصية والاجتماعية والثقافية ) . بالطبع لا يوجد سبب واحد أو أول ، لذلك الشعور المزمن والمشترك ، بل حزم من الأسباب المباشرة وغ المباشرة . ومع ذلك أعتقد أن السبب الموضوعي أو العقلي بتعبير أوضح ، يفسره الفهم الخاطئ للزمن والوقت بوضوح . الماضي مصدر الحياة وبدايتها هذا صحيح ، لو كان الزمن أيضا مصدره من الماضي يكون الموقف السلفي " وعبادة الأسلاف " منطقي ومتوقع ، لكن بعد فهم الواقع والحاضر خاصة يختلف الأمر بالفعل . على الأقل يختلف الموقف العقلي والفهم ، ثم توزيع المسؤولية . .... شعور المظلومية نتيجة مباشرة لموقف التجنب المزدوج : موقف الانكار وعقلية الضحية . مشاعرك مسؤوليتك ، من يجد صعوبة ومشقة في فهم العبارة ، مشكلته بعقله . لتفترض أحدهم سرقك أو أهانك أو قام بأي عمل عدواني ضدك ، تبقى مشاعرك مسؤوليتك ، وهي منفصلة عن محاسبته أو جريمته . ليس ما يحدث لنا سبب كآبتنا وشقائنا ، بل تفسيرنا لما يحدث هو الأهم دوما . تفسيرنا لحياتنا ، وما يحدث ، مصدر أول للشقاء أو السعادة . ما يحدث بشكل حقيقي ، وواقعي وموضوعي ، درجة ثانية من الأهمية . توجد أمثلة ودلائل تجريبية لا تحصى على ذلك ... مثالها ، نسبة الانتحار في البلدان الغنية والمتقدمة أعلى من مثيلاتها في البلاد الفقيرة . والمثال الأهم أنت قارئ _ ت _ي الآن ،... تكفيك خمس دقائق تأمل يوميا " شرط أن تتكرر يوميا " ، طوال هذه السنة ، لتنقلك إلى مستوى عاطفي وعقلي ، أنت نفسك لن تصدقه _ ي نهاية العام . هذا رهاني لك ....أن تعطي لنفسك 5 دقائق في اليوم فقط . كيف تزعم أنك تحترم_ ي ( وتحب ) نفسك ! .... 7 بيت القصيد وقصارى القول " استمرارية الحاضر " تفسر الكثير من غموض الحياة ... لا تنفصل الصدفة عن السبب والعكس صحيح أيضا ، لا يوجد سبب بدون صدفة ، ولا توجد مصادفات بدون أسباب . المسؤولية واللوم أمران مختلفان : اللوم من الماضي ، وأحداثه وقعت في الماضي . بينما المسؤولية عن الحاضر والمستقبل . هذه الفكرة موضحة بشكل موسع وجميل ، مع الأمثلة التوضيحة في كتاب " فن اللامبالاة " مارك مانسون وترجمة الحارث النبهان . .... الشعوب والدول والجماعات تشبه الأفراد ، والعكس صحيح أيضا . توجد جماعات أو دول او مؤسسات وشركات مريضة ، كما يوجد ما يقابلها من الصحة والسلامة شبه طبق الأصل بالفرد . شعور المظلومية الشعبي والوطني ، يشبه موقف الضحية الفردي إلى درجة التطابق . كلاهما يسلب الانسان حرية الإرادة والفعل والتفكير ، بصرف النظر عن الحقيقة . المسؤولية تنتج الحرية . ..... .....
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف 3 علاقات التفسير والتأويل بدلالة الزمن والحياة
.... ضيعتني _نا الطرق السهلة وما تزال 1 التفسير والتأويل ! البعض يعتبرهما مترادفتين ، والبعض يوصل الاختلاف بينهما إلى درجة التناقض أو القطيعة ، والأكثرية لا تكترث لهذا الجدل ( المنطقي أو البيزنطي ! ) ... التفسير نشاط متواضع ومباشر يشبه الترجمة ، ويتمثل في عملية إيجاد الترابط والصلات بين المعلوم1 والمعلوم2 والمعلوم3 ... من داخل النص أو التعبير ، أيضا تتقبل الانتقال إلى نوع آخر من سلاسل الارتباط بين المجهول1 والمجهول2 والمهول3 ...الخ . التأويل ، عميلة إيجاد الارتباط بين المعلوم والمجهول أو علاقات خارج النص مع داخله . تتصل العمليتان ( التفسير والتأويل ) بماهية المنطق ( الاستنتاج والاستقراء ) .... كلنا نعرف الاستنتاج ، وهو أقرب إلى البديهي . ببساطة لأن عملية التعميم ، كفكرة وخبرة جديدة ، محور الانتقال من الطفولة إلى المراهقة . من يعرف الاستقراء ؟! وقد ترددت بوضع إشارة الاستفهام صراحة . قرأت السنة الماضية أكثر من مئة ساعة في المنطق وفلسفة العلم فقط بهدف محدد سلفا وبوضوح : معرفة وفهم معنى كلمتين " منطق " و " استقراء " .... وبدون جدوى . بصراحة ، ما فهتمه وأعتقد أنني قرأت بجهد وحماس طالب _ ة متفوق _ ة مع إعداد رسالة دكتوراه في الفلسفة حول معنى الكلمتين : المنطق تسمية ثانية للعلم ، لكنها القديمة والتي بطل استعمالها . مع أن كلمة علم أوضح وأبسط ، وصحيحة . كلمة منطق حذلقة في تسعة من عشرة ، بحالات استخدامها المتنوعة . ( الفيلسوف الحكيم ، يترك دائما ثغرة للاستثناء ) بينما كلمة استقراء ، هي التسمية القديمة للتخصيص ، وغموضها يرجع جزئيا إلى غموض عملية التخصيص بالمقارنة مع التعميم والتي لا يجهلها أحد . الاستنتاج والاستقراء أو التعميم والتخصيص العلم والمنطق أو الجهل والعشوائية أعتذر ، بصراحة كنت أحاول التفكير بصوت عال فقط . .... العلاقة بين المعلوم والمجهول ، زمنية أولا وفكرية ثانية ولغوية ثالثا ...ورابعا لا يهم . بعد فهم العلاقة الحقيقية ( الصحيحة ) بين الحياة والزمن يتغير الواقع والعقل ، والكون أيضا . .... 2 الحياة معلومة بطبيعتها . الزمن مجهول بطبيعته . .... الحياة محور الدين والعلم . الزمن محور الفلسفة . .... رجل العلم جبان يشبه رجل الأعمال ، الماضي موضوعه المفضل ( والثابت ) . رجل الدين مقامر يشبه السائح ، الجديد موضوعه الحقيقي ( والمتجدد ) . الفيلسوف يمسك العصا من المنتصف ....منذ ثلاثة آلاف سنة . أنت وأنا نمثل الجمهور الضجر ، والجشع ، والوحيد في هذه الحفلة ( المبتذلة ) . .... 3 الحياة حركة ثنائية واضحة تماما : من الماضي إلى الحاضر . لكن الحركة الثالثة استنتاج فقط ، ....إلى المستقبل . بالمقابل الزمن حركة ثنائية واضحة أيضا : من المستقبل إلى الحاضر . والحركة الثالثة استنتاج أيضا ، الماضي أخيرا . .... ماضي الزمن مشكلة مزمنة ، مجهولة بطبيعتها . مستقبل الحياة مشكلة مقابلة ، ومجهولة بطبيعتها . .... 4 الماضي مصدر الحياة ، هذه ظاهرة حقيقية وتقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء . أما كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ ...وغيرها : لا أعرف ، ولا أحد يعرف إلى اليوم ! .... المستقبل مصدر الزمن ، هذه ظاهرة حقيقية وتقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء . أما كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ ...وغيرها : لا أعرف ، ولا أحد يعرف إلى اليوم ! .... 5 التفسير عملية إيجاد السلاسل والترابطات بين جوانب الحياة ، ومراحلها المختلفة . التأويل عملية إيجاد السلاسل والترابطات بين جوانب الزمن ، ومراحله وتقسيماته . هذا رأي وليس اعتقاد . .... الاستنتاج عملية الانتقال من الخاص إلى العام ، ومن الجزء إلى الكل ... لكن الأهم في عملية الاستنتاج الانتقال من المجهول إلى المعلوم " قفزة الثقة _ إلى هناك " . الاستقراء عملية الانتقال من العام إلى الخاص ، ومن الكل إلى الجزء " قفزة الثقة _ إلى هنا في الداخل الأعمق " . ويبقى الأهم في عملية الاستقراء ، الحركة والانتقال من المجهول إلى المعلوم . .... 6 هل فهمت شيئا ؟! ولا أنا . .... 7 الترابطات والتشابكات العصبية الجديدة ، في عقلك وفي عقلي ، أقوى من القديمة ، وتتضمنها. والعكس غير صحيح ( النتيجة تتضمن المقدمة ، والعكس غير صحيح ) . المثال المباشر والتطبيقي : التطبع يغلب الطبع ، والعكس غير صحيح وحالة خاصة فقط . حيوانات السيرك كلها تثبت هذه الفكرة ، والخبرة ، المشتركة والجديدة _ المتجددة . ( جميع الحيوانات العليا وبدون استثناء ، يمكن ترويضها وتغيير شخصيتها الجوهرية ، سلوكها وعاداتها الغذائية وغيرها ، مدى الحياة بوجود البرنامج والتدريب المناسبين ) . منطقيا ، يكون الأمر بالنسبة للإنسان أسهل وأسرع . ويمكن الاستنتاج أن الحياة أقوى من الزمن . الحياة ترفع الحاضر دوما فوق الماضي ، بينما الزمن يدفع الحياة إلى الماضي باستمرار . .... الحياة تدفع بالماضي إلى المستقبل عبر الحاضر ، بشكل ثابت ، لكن بطرق متنوعة ويتعذر حصرها . الزمن يدفع المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، بشكل ثابت ، وبطريقة لا نعرف عنها أي شيء ( لا أنت ولا أنا ولا أحد )...إلى اليوم 10 / 1 / 2020 . 8 الطرق السهلة تتجه إلى القاع . 9 عتبة الألم تجسد الهوية الفردية العاطفية أو العالم الداخلي للفرد . عتبة الألم ودرجة السعادة / الشقاء وجهان لعملة واحدة . الشقاء يمثل قاع الأسطوانة الفردية ، أو وجهها العلوي . السعادة تمثل سطح الأسطوانة ، ووجهها السفلي . الخبر السيء : لا يمكن محو عتبة الألم . الخبر الجيد : يمكن تخفيضها إلى العتبة المشتركة . 10 الألم الجسدي بمختلف ، أشكاله ومستوياته تحت عتبة الألم المشتركة . .... المشترك الوحيد بين العتبة والسقف فقدان الأمل ، والطرق السهلة تتجه إلى القاع بطبيعتها . .... .... الخاتمة والخلاصة هذا الكتاب " نظرية جديدة للزمن أو الرابعة " .... ملحق 1 الواقع الموضوعي ثلاثي البعد في الحد الأدنى ، 1_ مكان 2 _ زمن 3 _ حياة أو وعي . الوجود الحي دينامي _ تطوري بطبيعته ، ويعاكس اتجاه الزمن الثابت ...في اتجاه الماضي . الحاضر يجسد الجانب المباشر من الواقع . أيضا الحاضر ثلاثي البعد ( حياة أو وعي ، زمن ، مكان ) . حيث المكان ثابت ومتوازن ، والزمن متحرك في اتجاه ثابت ووحيد نحو الماضي ، بينما الوعي والحياة جدلية تعاكس الزمن ( سباحة عكس التيار . ملحق 2 " استمرارية الحاضر " مع أنها ظاهرة موضوعية ، وتقبل الملاحظة والتعميم والاختبار ، ما تزال ضمن المسكوت عنه وغير أو غير المفكر فيه . توجد مواقف عديدة من الحاضر ، لكن المشترك بينها جميعا " قابليتها للتصنيف الثنائي " : الحاضر ( أيضا الواقع ) هو إما أو : 1 _ متحرك 2 _ ثابت . وإذا كان في وضع الحركة ، هي بدورها إما أو : 1 _عشوائية 2 _ منتظمة . مصدر استمرارية الحاضر جدلية الحياة والزمن العكسية . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس مع المقدمة والفصول والهوامش
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس مثال تطبيقي
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف2
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس ف1
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب السادس
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس مع فصوله وهوامشه
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف 3
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس فصل 2
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الخامس ف1
-
نظرية جديدة للزمن _ مقدمة الباب الخامس
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع مع فصوله وهوامشه
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع فصل 3
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الرابع ف 2
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ف 1
-
نظرية جديدة للزمن _ القسم الثاني ، هامش الباب الأول
-
النظية الرابعة للزمن _ القسم الثاني
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث مع فصوله وملحقاته
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث ف 3
-
نظرية جددية للزمن _ الباب الثالث مع فصل 1 و2 ومحلق جديد
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثالث فصل 2
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|