|
حين تسود الأمية والجهالة والعصبيات تتراجع الكلمة
إبراهيم الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:01
المحور:
مقابلات و حوارات
الشاعر إبراهيم الخياط الناطق الإعلامي لإتحاد أدباء العراق معروف بصراحته وشاعريته أيضا " نداء المستقبل " حاورته دون مقدمات لان الحوار أفصح من المقدمات التي قد تحسب من باب الانحياز وباب النقاش مفتوح للجميع .
حاوره :رعد كريم عزيز
• ما علاقة إتحاد أدباء العراق بوزارة الثقافة ؟ ـ بعد أن فرضت المحاصصة الطائفية نفسها على التشكيلة الوزارية للدكتور الجعفري ، صارت وزارة الثقافة على علاقة بالفلاحين والدروشة والعشائر والمشايخ والأهازيج الشعبية والردات وبكل شيء لا يمت بالثقافة ، ومن هنا ترى اتحادنا العريق ليس في متن الوزارة ولا شغلها بل حتى ليس في هامشها ، فحين تسود الأمية والجهالة والعصبيات تتراجع الكلمة وربما تنحسر لأنها تتغرب وان كانت في موطنها . ان وزارة الثقافة تحس بالتراجع تجاه الاتحاد وذلك لثقله الابداعي والاجتماعي والمهني ، وعليه حتى لا تستنسخ الحكومة القادمة أخطاء هذه فإن عليها ان ترمي بحقيبة الثقافة الى مثقف وطني كفء نزيه وأكرر يجب ان يجمع الوزير القادم الوطنية والكفاءة والنزاهة وان يكون من الوسط الثقافي حصراً ثم اننا في اتحاد أدباء العراق نرى ان تكون عائديتنا الى لجنة الثقافة في مجلس النواب دون وزارة الثقافة. • الرواتب هل هي مكرمة أم استحقاق ثقافي أنساني ؟ ـ لا بأس أن ترعى الدولة مبدعيها، وتكرمهم، وتمنحهم ، لكن ما يسيء للمثقف والاديب أن يتحول استحقاقه الثقافي الإنساني الى منة أو عطية تجيّر بسم هذه الحكومة وربما بسم وزارة مخفقة كالثقافة وربما تسبقها إهانة وشتيمة من مدير عام في وزارة الثقافة كما حصل في المربد ولكن الادباء الأباة ردوها ضعفاً ، وأجبروه أن يعتذر جهارا نهارا ، لان ادباءنا ليسوا ابواق صدام المهزومين حتى يرتضوا الامتهان ، بل هم صفوة جليلة من الصامتين والرافضين والثائرين ضد النظام السابق وضد كل من يحاول أن يعيد أساليب النظام السابق . ومن هنا نجد لزاما أن يبادر مجلس النواب الى تشكيل مفوضية لدعم الثقافة والمثقفين وتتأسس بالتعاون مع إتحاد أدباء العراق وان تستبعد منها وزارة الثقافة كي لا يكون تدخل للوزير أو حتى رئيس الوزراء بها وبنا ، لأن مديراً عاماً في وزارة الثقافة اقترح ( تملقاً )على السيد وزير الثقافة ان يودع 5% من المليارين اللذين خصصا رواتبا في حساب مكتب الوزير لمساعدة المحتاجين والمساكين والأرامل وعابري السبيل وقس على ذلك . • لماذا وضعت وزارة الثقافة كآخر وزارة في توزيع الوزارات ؟ ـ هذا السؤال يذكرني بما قاله أحد أعيان الطائفة التي آلت اليها وزارة الثقافة عند تشكيل حكومة الدكتور الجعفري ، حيث قال : لو لم تكن وزارة الثقافة ( تافهة ) لما خصصوها لنا ، ويقصد حصصوها . ان ساستنا هم عين البلاء في العراق ، فتراهم يتكلمون بعربية كسيحة ولا يقرأون الصفحات الثقافية في جرائدنا ولا يعرفون أسماء مبدعينا وحتى تصور أن مسؤولاً ( مرموقاً) أتى على ذكر د.عواطف نعيم فقال : الفنانة نعيمة عاكف ، وعندما كتب لاحظت في دفتر كتبها بأخت الصاد وهلمجرا . ان سياسيينا يشعرون بنقص إن لم يكن مركبه تجاه المثقفين ، وانبيك ان كل الرموز الحزبية والوزارية والدولتية زاروا الجوامع والحسينيات والفنادق والإذاعات والدول المجاورة والبعيدة والملاهي ، ولم يفكر أحدهم أن يزور إتحاد الأدباء في أحد أربعاءاته العريقة ،اللّهم الاّ مفيد الجزائري وجلال الماشطة وهذان هما حصتنا وليسا حصة الساسة . نحن لا نريد لوزارتنا العتيدة هذا التهميش واللامبالاة وعدم الانتباه لمن يستوزرها ، اننا نريدها وزارة مهيبة وحتى سيادية وليتعارك عليها الساسة لانها تبني الانسان الجديد في العراق الحر الجديد . • الاتحاد هل يستطيع ان يخلق للأديب مطبوعاً وإيفاداً وحماية كافية ؟ ـ ان الاتحاد بعد أن جردته الحكومة من امواله المنقولة وغير المنقولة بات أعزلاً مقيد اليدين ، وبالكاد هو قادر على اصدار مجلته الفصلية ثم ان الاتحاد مع حصار الحكومة عليه فهو مجمد العضوية عربيا ، وكل الاتحادات الادبية العربية تخاف من حكوماتها فلذا استمرأت القطيعة ، اننا في اتحاد الأدباء أوقفنا سلسة ( الكتاب الاول ) التي تعنى بالمغيبين والشباب على حد سواء بسبب الحجر المالي ، اما الإيفاد فاننا اصبحنا مثل أولاد المكروهة فلا وزارة الثقافة ولا الحكومة ولا الوسط العربي هم على وفاق معنا فمن اين والى اين نذهب ؟ واما الحماية ، فنحن الان في وضع أصبحت الشرطة فيه بحاجة الى شرطة فكيف بنا نحن ؟ ان دماء ادبائنا مستباحة مثل بقية أهلينا ، وقدمنا قافلة من الشهداء الأبرار فلا يغيب عنك قاسم عبد الامير عجام وأحمد آدم ومؤيد سامي وأطوار بهجت ، تصور ان أيّ مسؤول حكومي لم يكلف نفسه بكتابة برقية عزاء إلينا ، ومع ذلك فإن اصواتنا عالية ومؤثرة ضد الارهاب وضد العنف وضد القتل المجاني ، ومع العملية السلمية الديمقراطية الفتية ، ومع التداول الشفاف للسلطة ، ومع الدستور ، كل هذا وصدورنا مكشوفة أمام العدو وعلى قول مظفرالنواب لا نملك غير قمصاننا وقلوبنا خلف القمصان تلوح . • ما هي علاقة المركز بالمحافظات وفق المتغيرات الجديدة ؟ ـ سأتحدث اليك عن الواقع الحالي وعما نطمح اليه ان المركزية قائمة وهي متأتية من النظام الداخلي نفسه الذي وضعه قانونجية النظام السابق بما يجعل المكتب المهني المقبور يتحكم في آلية الانتخابات وأسماء الفائزين ، وطوال سنتين ماضيتين لم نتحرك خطوة واحدة باتجاه التغيير وحتى اسم الاتحاد لم نتجرأ على إعادته الى اصله ( اتحاد الأدباء العراقيين ) ، وذلك لأن الدولة العراقية الحالية تريدنا هكذا ،فلو اجترحنا التغيير نكون خاسرين وهذا ما لا نريد ان نحاوله ، وأملنا كبير بالتطبيقات الدستورية علها تنظر بعين إجلال لهذه الشريحة المثقفة المقموعة . نحن منظمة غير حكومية ولهذا السبب البسيط نريد من الحكومة ان لا تحشر انفها المزكوم في عملنا ، ونحن لا نملك سوى اقلامنا ، فلو كان للأتحاد ميليشيا أو قطع سلاح ولو صدئة لكانت الوزارة والحكومة والسفارتان الأميركية والبريطانية وكل المنطقة الخضراء تحسب لنا ألف حساب . ان بعضاً من فروع الاتحاد لها امكانيات مالية وبسبب دعم محلي خاص بما يفوق امكانية المركز وحتى ان احد فروعنا تبرع لنا بمليون دينار لتمشية امورنا اليومية من رواتب وقرطاسية وسواخن للضيوف . نحن نريد من كل فرع ان يكون إتحاداً لذاته وهذا ما نطمح له ، فالوزن المؤثر للأدباء في تنام تام حيث هم المحررون لكل جرائد البلد والمحافظات وهم نواة مجلس الثقافة والفنون وفروعه وهم القوامون على العمل الإعلامي الحكومي في الوزارات ومجالس المحافظات وعموم الدوائر ،ومع ذلك تراهم يخرجون من كل موالد الوطن بلا حمص ولا طحينة . • المربد أصبح حداً فاصلاً بين ثقافة العنف وثقافة الانحياز للوطن ،كيف ترى ذلك ؟ ـبعد سقوط النظام السابق آثر إتحاد أدباء البصرة أن يزيل عن المربد سمعته السيئة باعتباره منبراً للأبواق المدائحية في تأليه الدكتاتور ، وفي محاولة لإرجاعه الى مجراه الشعري الوطني ، فكان لنا مربدان عامي 2004 و 2005 وبامكانيات لم تتجاوز العشرين او الثلاثين مليون دينار لكل دورة وبحضور ادبائنا من الداخل والمنفى وبرعاية من الوزارة ومحافظة البصرة ، وتسلق الشعراء منصتهم من مغيبين ومنفيين وصامتين وشبيبة في أول تفتح لاوراقهم الشعرية. ولكن ما أن جاء مربد هذا العام 2006 في دورته الثالثة فاذا بوزارة الثقافة تحشر نفسها حشراً سيئاَ وتحاول سرقة المهرجان الذي هو خالصاً لإتحاد الأدباء سواء المركز العام أم البصرة . وأول ما فعلته هو ان استحوذت على المائتي مليون دينار ، هذا المبلغ الذي خصصه مجلس الوزراء للمربد وأجرت طائرة لنقل المربديين الى البصرة بخمسة وأربعين مليون دينار ولكن عوض ان يصعدها الادباء والشعراء فقد امتلأت بالمدراء العامين والموظفين الكسالى وجوقة من السكرتيرات وارتال من الحمايات المدججين وحتى "جايجي " الوزارة وهؤلاء جلسوا في مقدمة الطائرة ووسطها فيما سمح لعدد قليل من الادباء وجلهم في الهيأة الاستشارية لمجلس الوزارة بالجلوس في مؤخرة الطائرة اسقاطاً للحجة . بينما تحرك الوفد الأدبي الجليل بثلاث حافلات رديئات بطيئات وهن يمخرن شوارع الجنوب الطويلة . وفي البصرة سكن المحظوظون اياهم في فندق راق فاره بينما دفع المربديون الى فندقين احدهما في منتهى السوء بخدماته وأسرته " وزنازينه" والسؤال هو أين ذهب المبلغ المرصود ؟ ان المهرجان قد فشل فشلاً ذريعا لأن وزارة الثقافة حشرت نفسها واستحوذت عليه . ولكن تبقى حسنة واحدة للمربد اثلجت الأفئدة وهي ان الأدباء ولأول مرة في تاريخهم أخذوا المبادرة وانتفضوا ضد اهانة وجهت اليهم فرفضوها وقاموا ولم يقعدوا الأّ وقد ردت اليهم كرامتهم وحافظوا على كبريائهم وعلو كعبهم ، فكانت انتفاضة المربد درساً جميلاً وأتمنى ان تظل نتعلم منه ، وان تتعلم منها الدولة العراقية الجديدة ، فالأدباء قادمون وللكلمات فعل الميليشيا، وللقلم سطوة السلاح وأبقى .
#إبراهيم_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
-
لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
-
-بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- -
...
-
قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة
...
-
هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
-
مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور +
...
-
-حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
-
مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف
...
-
مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول
...
-
لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|