أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - كليات العلوم التونسية، لماذا لم تنتج لنا علماء!














المزيد.....

كليات العلوم التونسية، لماذا لم تنتج لنا علماء!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6463 - 2020 / 1 / 12 - 18:39
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


هل لتقصير من أساتذتنا وطلبتنا أم لقصور في برامجنا ومناهجنا التربوية في الابتدائي والثانوي والجامعي؟
يبدو لي أن السببين الاثنين مسئولان معاً. كيف ذلك؟
وزارتَىْ التربية والتعليم العالي:
لم توفرا الإمكانات المادية واللوجستية الضرورية للارتقاء بمستوى تعليمنا: مثلا، وسائل التعلم (Les moyens didactiques) مفقودة في جل مؤسساتنا التربوية كالحواسيب والمجاهر (Les microscopes) وآلات العرض (Les vidéoprojecteurs).

المدرّسون في الابتدائي والثانوي والجامعي على السواء:
جلهم محافظون متكاسلون وللتجديد ناكرون وفي بذل الجهد والقيمة المضافة مقصِّرون وعلى قدر المرتب الزهيد يعملون وعلى الرخص المرَضية مدمنون. جل المدرسين لم يدرسوا أكاديميا طرق التدريس القديمة والحديثة مثل:
Le constructivisme de Piaget, le socio-constructivisme de Vygotsky, la dévolution, le modèle allostérique ou construction-déconstruction de Giordan, aide-moi à faire seul de Montessori
ولم يدرسوا أيضًا تاريخ العلوم ولا الإبستمولوجيا ولا علم نفس الطفل ولا علوم التواصل ولا علم التقييم ولا البيداغوجيا ولا الديداكتيك. حوالي النصف أو أكثر من أساتذة الجامعة التونسية لا يحملون، لا ماجستير ولا دكتورا. فكيف سيعلمون طلبتهم البحث العلمي يا تُرى (رسالة الجامعة الأساسية)؟ جل الأساتذة الجامعيين لا يتقنون اللغة الأنجليزية، لغة العلم بلا منافس، حتى العلماء الفرنسيون المعاصرون ينشرون ويحاضرون في المؤتمرات العلمية العالمية بالأنجليزية. زد على هذا الخور كله: لي زميلة دكتورة في الديداكتيك تدرّس في الجامعة علم النفس السلوكي، علم لم تدرسه أكاديميا يوما واحدا وأمثالها بالآلاف.
رَفَضَ أساتذة الثانوي عن جهل تطبيق طريقة "بيداغوجيا المشروع" أو تقاطع التعلمات. طريقة تُربّي التلميذ على البحث العلمي منذ الصغر وتؤهله للاستغناء والاستقلال عن الأستاذ. المدرس لا يوفر للتلميذ فرصة تعلم الطيران بنفسه وبجناحيه. على العكس يقلّم المدرس جَناحَيْ التلميذ ظنا منه أنه يهذبهما.

التلامذة والطلبة:
هم ضحايا نظام تربوي متخلف نسبيا والضحية قد يصبح جلاد نفسه. لا يركّزون في القسم ولا يراجعون في المنزل ويغشّون في الامتحانات مع الإشارة أن للغش حلول علمية لا تأديبية كما هو معمول به اليوم. كلنا في الهواء سواء، مدرّسون وأولياء أخلينا بواجبنا، ربّينا و"أحسنّا" التربية، جنَيْنَا ما زرعت أيادينا فانقلب السحر على الساحر. جيل لا يطالع، والعلم -كما تعلمون- لا ينزل كالمطر من السماء.

البرامج:
كثيفة ومتكلسة ولا تراعي انتظارات التلميذ ولا قدراته ولا طموحاته. تخلينا على التعليم المهني واستثمرنا في التعليم الطويل فأصبحت مدرستنا مخبرا لصنع الفشل، حوالي 100 ألف منقطع سنويا. ركزنا على تدريس النظري وأهملنا التطبيقي فلم ننجح في تكوين المواطن المتخرج المتكامل علميًّا وقِيميًّا.

إمضائي (دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا La didactique، مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 21 ديسمبر 2015.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يرى الشيخ راشد الغنوشي دورَ علماء الإسلام (مثقفيه) في ال ...
- أحلى صداقة وأدومِها وأصفاها، هي الصداقة الناتجة عن الزمالة ع ...
- أزمة التعليم الخاص في تونس: علاقة المؤسسة التربوية بتلاميذها ...
- موقفان متناقضان من فكرة مأسسة الدين: الشيخ، ضد، والبرادوكسال ...
- أحداثٌ وَقعت لِي أو لبعض زملائي أثناء ممارسة مهنة التدريس
- يبدو لي -ولستُ مختصًّا في المَجالَين- أن هذا الكلام أسفله (ا ...
- الشيخ راشد الغنوشي يَكِيلُ فِكرِيًّا بِمِكيالَين: يَرفعُ حجت ...
- سؤالٌ فلسفيٌّ أطرحُه على الشيخ راشد الغنوشي الموالِي للسلطة ...
- حول التربية الجنسية في المؤسسات التعليمية التونسية؟
- مقولات في علم -تخلّق المُخ البشري- (L’épigenèse cérébrale)
- مقولات ديداكتيكية في الإصلاح المرتقَب للنظام التربوي التونسي ...
- وصفةٌ مجرّبةٌ للسعادة اللامادية قد يستفيد منها المتقاعدون من ...
- يبدو أن جل المدوّنين الفيسبوكيين (لا أستثني نفسي طبعًا)، قد ...
- جل يساريينا الماركسيين التونسيين، مثقفون بورجوازيون صغار، أع ...
- منذ نصف قرن وتونس تَشْهَدُ -جريمةً- في حقِّ الدولةِ الصلبةِ ...
- ترجمة لبعض المفاهيم الإسلامية التي صادفتها في قراءاتي بالفرن ...
- فلسفة الأخلاق؟
- المجتمع الجمني بين الأمس واليوم (1952-2019)؟
- مَن هي الفئات الاجتماعية التي انخرطت كليًا في النمط المعَوْل ...
- لا أتفق مع القوميين المتحزبين المتعصبين في المواقف التالية؟


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - كليات العلوم التونسية، لماذا لم تنتج لنا علماء!