أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - الى اين يسير العراق ؟!















المزيد.....

الى اين يسير العراق ؟!


محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)


الحوار المتمدن-العدد: 6458 - 2020 / 1 / 7 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العراق فوضى أمنية وسياسية ، وحرباً عالمية كبرى تقودها القوى الإقليمية والدولية والتي حصدت وتحصد عشرات الأرواح يومياً ولدوافع طائفية وسياسية ، وصراع الاجندات التي لم تخلف سوى الأزمات لتعيش البلاد في طاحونة الاحتقان والاقتتال اليومي ، والذي يأتي بالاتساق مع الأهداف الامريكية السرية منها او المعلنة وهي تقسيم العراق وتركه يلاقي مصيره المجهول .
سعى الأميركان ومنذ زمن طويل الى إعداد خارطة جديدة للشرق الأوسط والتي جزء من هذه الخريطة هو العراق ، حيث تمت عملية التهيئة والاعداد من خلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق بذريعة تحقيق الديمقراطية وتخليص الشعب العراقي من الديكتاتورية التي حكمت لاربع قرون بالحديد والنار ، بيد ان النظام البعثي كان احد اسباب هذا الغزو حيث سهّل ومهّد لغزو العراق وتسليمه أرضاً محترقة ، لا يملك اي مقومات الدولة .
بعد سقوط النظام سعت القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الى تنفيذ مخطط سايكس بيكو جديد على الوطن العربي من خلال ثورة وهمية أسموها فيما بعد "الربيع العربي" في محاولة منهم في مقل المعركة الى ارض المسلمين لتكون بين "الاسلام والمسلمين " ، وهذا ما حصل بالفعل في مصر من صعود الاخوان المسلمين الى الحكم ، ومحاولة تمكين القوى المتطرفة من السيطرة على مقاليد الحكم في بلاد النيل ، وغيرها من الدول العربية محاولة في ايجاد صراعات داخلية تدخل البلاد في نفق مظلم ونهاية مجهولة ، وبالفعل تغيّرت المعادلة وتحولت المعركة الى ارض المسلمين انفسهم وهي الخطوة الاولى نحو تغيير خارطة المنطقة العربية الى "الشرق الأوسط الجديد " .
العراق الذي هو جزء مهم من المنظومة العربية ، وحلقة وصل ضمن معادلة التوازن الإقليمي والدولي كونه يمثل بوابة الشرق الأوسط ومدخل الوطن العربي الشرقي لهذا يتوجب على المخطط الاستراتيجي عند وضعه خطة تقسيم العراق ضرورة قراءة الوضع العراقي قراءة موضوعية وبمعزل عن تركه منطقة رخوة تؤدي الى انفلات أمني خطير ينعكس بالسلب على مجمل الوضع الامني العربي وبالتالي تهديد مصالح القوى الغربية والأمريكية بالخصوص في المنطقة .
الشيء المهم ان اي محاولة لتقسيم العراق ستؤثر على الحركة الديمغرافية للمنطقة برمتها من خلق فوضى أمنية وذات ابعاد عرقية وطائفية قد تصل مدياتها ابعد ما يمكن تصوره ، كما ان يتجه الى غالبية البلدان العربية والتي ترتبط مع الولايات المتحدة بمصالح ستراتيجية حيوية ، الامر الذي يؤدي الى فوضى شاملة لا يمكن توقفها او ايقافها ، والذي يجعل عموم المنطقة ساحة حرب مفتوحة مع الجميع وبين الجميع ووقودها أمريكي الصنع .
كما ان العراق بلد نفطي واحد مصادر الطاقة في العالم ، لهذا ليس من الممكن للغرب الا ان يكون أرضاً صلبة مستقرة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ، كما يجب ان يكون دولة قوية موحدة لان اي مخطط لتجزئته سيكون كارثة على مجمل الوضع في المنطقة ، خصوصاً ان الشعب العراقي منقسم ومتنوع الطوائف والإثنيات ، مع وجود الترابط في العلاقات الاجتماعية بين مختلف المكونات لهذا من الصعب تفكيكه او تقسيمه ، كما ان الشعب العراقي يتميز بكونه شعباً يحمل حساً عاطفي عندما يشعر انه مهدد فان ردة فعله ستكون مفاجاة للخصوم وتكون شرسة ، ولايمكن تحديد مدى وقوفها او توقفها .
لهذا مهما تحاول القوى الغربية او الدوائر المغلقة في الولايات المتحدة فرض الامر الواقع على الشعب العراقي فانه ليس من الممكن ذلك ، لذلك تسعى هذه القوى الى تنفيذ الخطة (ب) وهي تغذية الانقسامات والصراعات السياسية وتغذية النعرات الطائفية بين المكونات خصوصاً ( الشيعية -السنية) واشعالها وجعلها مستعرة دائماً ، بل جعل الامر فيه شرخ لا يمكن إهماله او نسيانه وما حصل في مجازر مروعة (سبايكر ، سجن باروش ، والصقلاوية ) وغيرها خلفت حقداً وشرخاً لايمكن بسهولة نسيانه خصوصاً وان مرتكبي هذه المجازر هم أشخاص معلومين ولم يكونوا طارئين او قادمين من خارج البلاد ، وبالتالي دفع المجتمع العراقي نحو التخندق الطائفي والعراقي الذي بات يهدد الشعب العراقي وجوداً ومستقبلاً .

اعتقد ان شعار التقسيم ليس الا اداة ضغط سياسية على التحالف الشيعي وحكومة السيدالعبادي لإيجاد توازن مقبول في داخل الدولة ، وتهيأة الارضيّة امام عقد موتمر للمصالحة الوطنية المزمع انعقادها بحضور جميع الأطراف السياسية في الداخل والخارج ، كما هي وسيلة لتخفيف الضغط على العصابات الإرهابية البعثية وهي تمسك الارض في المحافظات الثلاث الساقطة بيد الدواعش ، لان المعلن انهم دواعش ، ولكن الواقع يتحدث ان المقاتلين الدواعش هم ليسوا الا ابناء
العشائر السنية في تلك المناطق ، ومن تحالف معهم من ازلام النظام البائد والبعث الصدامي المجرم ، والذي صُبغ هو الاخر بصبغة الطائفية لتتحول المعركة بين داعش السنية وبين الحشد الشعبي الشيعي ، لهذا تسعى الولايات المتحدة الى تخفيف هذا الضغط على هولاء من خلال الضغط على ورقة التقسيم والذي بالتأكيد سترفضه القوى الوطنية سوى الشيعية فقط ، والتي امست هذه الورقة ورقة قوة لداعش بل مجمل القوى السنية والكردية ، بيد ان زيارة البارزاني الاخيرة للولايات المتحدة بددت تلك الامال خصوصاً بعد الرفض القاطع من المرجعية الدينية التي رفضت رفضاً قاطعاً اي دعوات لتقسيم البلاد واعتبرته تهديدا مباشراً يهدد السلم الامني والاجتماعي للعراق وعموم المنطقة العربية ، اذا جاء الرد الامريكي البارزاني ان اي حديث عن التقسيم هو سابق لأوانه ، ولا يمكن في الوقت الحالي اعلان الدولة الكردية المزعومة على حساب الاراضي المغتصبة في كركوك وديالى والموصل ، الامر الذي يجعل جميع المخططات الرامية للتقسيم تذهب ادراج الرياح .
ختاماً يبقى على الجانب الشيعي ان يستثمر دعوات المرجعية الدينية في رفض التقسيم من خلال تهدئة الأوضاع الداخلية ، وابعاد المبررات التي من شانها سعي الآخرين للتقسيم وفق مصالح خاصة ضيقة ، وبدل السعي خلف البيت الأبيض ،ليكن التحالف الشيعي هو بيت العراقيين جميعاً والسعي الجاد من اجل انتخاب رئيسه وممارسته دوره السياسي في معالجة الأزمات وحل المشاكل العالقة والنهوض بالواقع المؤلم للعراق وشعبه ،لان الخطر ما زال يتحرك واذا لم تكن هناك خطوات جادة فان العراق يسير نحو الهاوية .



#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)       Mohammed_hussan_alsadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعية الدينية ...آفاق وطموح .
- أين العراق من صراع القوى العظمى ؟!!
- السياسيون الشيعة يحفرون قبروهم بأيديهم ؟!
- التظاهرات بين الأهداف والاستهداف ؟!!
- من هي النخبة السياسية الجديدة التي ستقود البلاد ؟!!
- السيستاني يرسم خارطة الطريق
- لنبكي على العراق دما
- من يتحمل فشل حكومة عبد المهدي ؟!
- المرجعية الدينية تطلق رصاصة الرحمة على القوى السياسية ؟!
- مابين بغداد وبيروت انتفاضة أم تظاهر ؟!
- من ردفان إلى نجران ... اليمنيون أسياد الميدان
- طائرة الاصلاح تغادر بغداد ؟!
- بهمة ابن الزبير ... الكوفة تنهض من جديد
- البغدادي..نهاية محتومة لخلافة مزعومة .
- الحكومة والمعارضة..ديمقراطية الرسائل .
- نهاية داعش الحقيقية
- الحكيم يعتزل السياسة ؟!
- مستشفى التويثة وإرهاصات السياسة ؟!
- جسر الطابقين يتمدد ؟!
- ماذا بعد حل الحشد الشعبي؟!


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - الى اين يسير العراق ؟!