شخصيات إنسانية خلدهم التاريخ

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6453 - 2020 / 1 / 2 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن التاريخ يزخر ويفتخر بالشخصيات العظيمة التي برزت وذاع صيتها من خلال ما أنجزته للإنسانية من خلال أعمالهم وتضحياتهم في حياة سعيدة ومستقرة ومطمئنة حينما تمردوا على المألوف وحلقوا في سماء الإنسانية نحو التقدم والتطور وفجروا المعرفة والعلم وتحدوا الأمر الواقع والجمود والثبات وتقدموا للإمام نحو الثورة في إنجاز الأعمال التي طرزت على جبين التاريخ تشاهدها الأجيال حينما تستعرض أمام منصة التاريخ.
- الرسول العظيم النبي محمد (ص) : كان ثائراً عندما أبى أن يماشي أهل الصحراء في عبادة الأصنام وعاداتهم الهمجية في مجتمعهم البربري فأضرمها ثورة لاهبة على بني قومه وأسيادهم وآلتهم فكفروه واضطهدوه وأضمروا له الموت وما تخلى عن النضال والعمل في نشر دعوته فصمد واستطاع أن يخرج من جاهلية الصحراء عقيدة دينية واجتماعية التف حولها وجمعت مئات الملايين من البشر من مختلف أنحاء المعمورة.
- عيسى (ع) : كان ثائراً عندما حمل على الوضع الروماني وعلى حكام المجتمع اليهودي في عصره، وكان ثائراً عندما انحاز إلى جانب الفقراء والمستضعفين ضد الأغنياء والمستغلين واختار نصرة المظلومين واختار العيش مع الطبقات المنبوذة والمسحوقة فحكم عليه بالموت وعلق على خشبة ومات في سبيل دعوته إلى الحق والعدل والمساواة.
- باستور : كان ثائراً عندما جابه علماء عصره بالطفيلية الخبيثة المسببة للأوبئة والأمراض وثار على أولئك الذين يعتبرون المرض طارئاً شيطانياً، والمرض من فعل أرواح شريرة تدخل جسم الإنسان كما شاع في القرون المظلمة وإن القدر وحده يشفيه، فأتهم بالخروج على المألوف في ذلك العصر واتهم بالزندقة والشعوذة ووصف بأنه هدام واضطهد وكفر وشنت ضده حرب شعواء.
- عبد الرحمن بن محمد بن خلدون : المؤرخ والفيلسوف العربي الكبير في القرن الرابع عشر ميلادي أول من توجه بمنظور مادي في فهم الظواهر الاجتماعية بعيون إنسانية صافية في تطور الفكر الفلسفي قبل المفكر كارل ماركس من خلال تفسير ظواهر الحياة الاجتماعية المختلفة وجوهر العملية التاريخية تفسيراً علمياً في أساسه وجوهره من خلال الممارسات الاجتماعية الشخصية التي استمرت أكثر من ربع قرن في دراسة فلسفية شاملة ومتعمقة كحصيلة لأبحاثه الفلسفية والاجتماعية التي لا تخلو من عمق فرويد وعبقرية واضحة.
- كوبرنيكوس : كان ثائراً حينما أعلن أن النظام الفلكي يقوم على حركة الأرض ودورانها، فأتهم بالزندقة وشنت عليه حرب شعواء واتهم بالكفر والإلحاد.
- روجر باكون : كان ثائراً عندما سفه وفند نظرية حتمية الأشياء والقضاء والقدر وقال يجب الاعتماد على البحث والإحصاء والاختبار واستنتاج المسببات من أسبابها وهذا العالم الانكليزي ظهر في القرن الثالث عشر الميلادي والذي اكتشف الطريقة الاختبارية للأشياء والطوارئ الطبيعية واعتبارها لظاهرة لها أسبابها ومسبباتها والبحث والاستدلال عنها وقد حورب وحرمت اكتشافاته في بريطانيا بسبب وقوف الكنيسة ضده. وقد استفاد من اكتشافاته كل من العالمين باسكال وديكارت في بحوثهم الفلسفية والفكرية كما طبقت في الحقل العلمي والاجتماعي في فرنسا في القرن السابع عشر ميلادي.
- داروين : كان ثائراً عندما أطلق نظريته الاختبارية عن التطور والارتقاء وأكد بأن الحياة تتحول وتتطور في طريق الصعود من الأسفل إلى الأعلى بفعل التطور النوعي الطبيعي، فاضطهد وكفر واتهم بالزندقة إلا أن هذا لم يمنع النظرية الداروينية من التسليم بها وبصوابيتها وصحتها حتى ألد أعدائه صدقوها وسلموا بها.
- كارل ماركس : كان ثائراً عندما طلع بالنظرية المادية التاريخية واثبتت من خلال الاستدلال والاختبار العلمي صحتها وصوابيتها وخطأ وفشل النظرية المثالية التي كانت رائجة في ذلك العصر والتي أصبحت أساساً ثابتاً لعلم التطور المادي وتطور النظام الاجتماعي والسياسي على أساس عنصر الاقتصاد المعاشي باعتباره العنصر الذي يتوقف عليه الوجود البشري في ماهيته وتطوره وتقدمه، فكفر واتهم بالزندقة والهدم واضطهد وشرد ونفي وجوع، ولكن ديناميكية الحياة واصلت مسيرتها وتطورها وتقدمها ولم يمنع الأجيال المتعاقبة من تصويب وصحة نظرية كارل ماركس والأخذ بها والاعتماد عليها من قبل ملايين البشر في جميع أنحاء المعمورة.
- غاليلو غاليلي : كان هذا الفلكي الإيطالي ثائراً حينما أعلن أن الشمس مركز الكون وليس الأرض فكفر وحورب واتهم بالزندقة وحكم عليه بالموت.
- سقراط : كان ثائراً حينما أعلى أفكاره الفلسفية واتهم بالزندقة وحكمت عليه محاكم التفتيش بالموت وسقي السم.
كانت كل كلمة كتبها فولتير وروسو ثورة في الفكر على الاستبداد والأوضاع البائسة القائمة في دولهم فألهبت الجماهير الشعبية في ثورة عارمة عام/ 1789 وهدمت سجن الباستيل الرهيب وهزت العال من أقصاه إلى أقصاه وأشاعت روح الحرية والمساواة في شعوب الأرض قاطبة. كما فعلها وفجرها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق (ابراهام لنكولن) ثورة عارمة أهلية دامت سنوات حينما شرع قانون عام/ 1863 القاضي بإطلاق الحرية والمساواة بين جميع أبناء الشعب الأمريكي الزنوج والأبيض حتى انتصرت قوى الحرية على التفرقة العنصرية والتمايز بين الإنسان وأخيه الإنسان.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات