أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي العامري - الشعب العراقي كشف المستور ، من فساد الإسلام السياسي وقبائح الأمور














المزيد.....

الشعب العراقي كشف المستور ، من فساد الإسلام السياسي وقبائح الأمور


محمد علي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2019 / 12 / 31 - 04:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وعاصفة شباب التحرير نفضت الغبار إنتفاضة المتراكم على الدولة العراقية منذ سنين طويلة وبان كل شيء بعد إن تعرّت القوى الإسلامية وكتلها وأحزابها وما بينها من تسميات دينية ومذهبية وطائفية وعشائرية .
حزب الدعوة وبقية الأحزاب الإسلامية الأخرى التي جيء بها الى كراسي الحكم في العراق ،لم تهتم كثيراً بكيفية إدارة الدولة العراقية ، أو بالأحرى هي غير كفوءة ولا مؤهلة لإستلام السلطة ، فأصبح جُـلّ إهتمامها بالسرقات وتكديس الأموال في البنوك الخارجية ، كعصابات أو مافيات مستقوية بميليشيات مسلحة زرعوها بين الأحياء السكنية تحسباً لأي طارئ .
وإستقوت أيضاً وبشكل خطير باللعبة الطائفية ، ونجحت الى حد كبير في كسب الناس البسطاء بدغدعة عواطفهم وتحريك مشاعرهم طائفياً ، لأن وتر الطائفية أشد فاعلية لتفكيك المجتمع وسهولة السيطرة عليه والتحكم بمقدراته .
وإستقوت هذه الأحزاب الإسلامية الطائفية بالعامل الخارجي كإيران والسعودية وتركيا وغيرها الى أن وصل هذا الإستقواء الى مديات بعيدة وخطيرة تمس وحدة العراق ونسيجه الإجتماعي ينذر بخطورة نشوب صراعات وإحترابات أهلية لا تحمد عقباها .
لكن الشعب العراقي إنتبه - ولو بشكل متأخر - الى خطورة نهج ومشروع هذه الأحزاب الطائفية على مستقبله ومستقبل أبنائه ، فأخذ بالعد التنازلي لولائه لها ولرموزها التي إستعملت العمائم والتدين الزائف للمكر والخداع والشعوذة ، وشرعنة النهب والقتل والخراب والفقر .
والطامة الكبرى " أنهم نظروا للحكم كمكسب وليس كمسؤولية ، وأندفعوا نحو كراسي الحكم كما تندفع عصابات من السارقين نحو أحد البنوك لنهبه وسرقة ما فيه من أموال " وفسّروا هذا السلوك الشائن تفسيراً دينياً شرعياً ، بأن " أموال الدولة لا مالك لها " و " ملكيتها هي ملكية آلهية " حسب تحليل الشهيد محمد باقر الصدر في كتابه ( إقتصادنا ) . وعليه ، فأحزاب السلطة الإسلامية تعتبر نفسها هي من يستحقها وهم الأولى بها من غيرهم ، بخديعة كبرى بأنهم سيسلمّون هذه الأموال الى ( الإمام الغائب المهدي المنتظر ) أثناء ظهوره الى الدنيا بعد إنتهاء فترة غيبته .
فكشفت إنتفاضة التحرير زيف إدّعاء القوى الإسلامية الطائفية ووضعتها في عزلة وقطيعة تامة مع الشعب العراقي وخاصة مع أبناء الطوائف الذين كانوا يراهنون عليهم منذ سنين ، وأصبحت مكروهة ومرفوضة إجتماعياً ، ممّا أدى بها الى تغيير أسمائها من الدينية الى أسماء مدنية ، ظنّـاً منها أن تنطلي هذه اللعبة على العراقيين ، ولكن دون جدوى لم يجنوا منها سوى الخيبة والفشل ومزيداً من العزلة .
والمفاجأة الكبرى التي صُـدِمت بها الأحزاب الإسلامية هي إنتفاضة الشعب العراقي وثورته ضدها ، ولكن الصدمة أو الصفعة الأقوى قد وُجّـهت الى ولاية الفقيه في إيران الإسلامية التي تعتبر العراق إمتداداً لها وعمقها السياسي والإقتصادي ، فشعرت بالخطر الجدي بأن الأمور في العراق ستخرج عن سيطرتها في حال نجح الشعب العراقي بتغيير جذري وإلغاء نظام المحاصصة الطائفية ، وكنس كل الأحزاب الإسلامية الطائفية وتوابعها التي حكمت العراق منذ 16 عاماً ، والإتيان بالبديل المدني الديمقراطي العلماني .
ولهذا شعرت أيران بأن مصالحها الإستراتيجية في العراق لا تتضرر فحسب بل ستنتهي بالكالمل ، فجاءت الأوامر سريعة من الولي الفقيه بسحق إنتفاضة الشعب العراقي بالقوة وبوحشية لا مثيل لها ، لكن صمود ووعي الجماهير المنتفضة وخاصة الشباب قد قوّض كل المخططات والأساليب القمعية الإجرامية ، وأفشل كل المؤامرات التي حيكت لإجهاض ووأد ثورته المتنصرة حتماً .
وبما أن الجماهير العراقية ترفض أي مبادرة تقوم بها السلطة وأحزابها الطائفية لحلحلة الأمور التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم ، وضغط الشارع المنتفض يشد الخناق عليها بقوة ، وبما أن هذه الأحزاب قد إقتنعت بأنها أحزاب فاشلة سياسياً وإجتماعياً ومعرفتها برفض الشارع العراقي لها والذي يلح ويضغط عليها أن تترك السلطة وأن تمتثل للقضاء والمحاكم ، بدأت بالتراجع ولكن بغباء مطلق وتخبط ملحوظ بمحاولتها وإصرارها على إعادة الفشل وتدوير الوجوه الكالحة الفاسدة بطريقة مضحكة ومخجلة .



#محمد_علي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقاضي المحكمة الإتحادية العليا ؟؟
- أبناء الآلهة
- لماذا تخلّف المسلمون -- الحلقة السادسة
- زيارة مفاجئة لشيطان حزين
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الخامسة
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الرابعة
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الثالثة
- لماذا تخلّف المسلمون -- الحلقة الثانية
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الأولى
- إستهتار أبناء المسؤولين ، هل هو سلوك شخصي أم مكتسب من آبائهم ...
- لماذا ينتخب العراقيون من يسرقهم
- هل الحجر الأسود مازال في مسجد الكوفة - الحلقة الثانية
- هل الحجر الأسود مازال في مسجد الكوفة
- كلهم يدّعون الوصل بالله
- نظام الحكم الحالي ، غير شرعي وغير دستوري
- تهمة الإلحاد بالشيوعيين والعلمانيين
- إعادة إنتاج التخلف
- التآمر ، و ( نظرية المؤامرة )
- إلى أين ، أزمة اليسار العرابي ؟
- الإسلام ليس هو الحل


المزيد.....




- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
- بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟ ...
- ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2 ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو ...
- مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت ...
- أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد ...
- غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
- أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو ...
- عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة ...
- كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي العامري - الشعب العراقي كشف المستور ، من فساد الإسلام السياسي وقبائح الأمور