أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - حل إشكالية التردى بمناهضة الإسلام السياسى المؤدلج




حل إشكالية التردى بمناهضة الإسلام السياسى المؤدلج


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6451 - 2019 / 12 / 30 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا نحن متخلفون (74) .

- شاع التنوير فى الثلاثين سنه الفائتة على أثر إنتشار وشيوع الإنترنت الذى شكل ثورة حقيقية هزت وزلزلت الأفكار والأيدلوجيات القديمة العتيدة لتقع على مذبح النقد والتحليل مما أنتج حالة تنويرية وجدت حضوراً من خلال نقد الأديان عموماً والإسلام خاصة لتزال هالات وحصانات المقدس التى كانت بعيدة عن المنال والإقتراب .

- أرى أن حركة التنوير التى تواكبت مع الثلاثين سنه الفائتة كانت مُقصرة إلى حدما فى معاركها , فقد إعتنت بفضح الأديان ونهجها البدوى المتخلف بمنظور بحثى وأهملت فى الوقت نفسه سبب البلاء الحقيقى , فالإسلام كان متواجداً لأجيال عديدة دون أن يشكل أزمة فى الخطاب العلمانى التنويرى أو فى تحديث الشعوب .

- ظهر الإسلام الرجعي المتخلف مع ظهور حركات الإسلام السياسى المؤدلج وتأثيرها المدمر فى المجتمعات , لنلحظ أن الشعوب الإسلامية لم تعرف التطرف والتزمت حتى ستينيات القرن الماضى حينما نهجت طريق المدنية والحداثة , ولكن الأمور تغيرت مع إنتشار حركات وتيارات الإسلام السياسى المؤدلج ليشاع ما يطلق عليه المظاهر الإسلامية وتنحاز الجماهير لها ولشعاراتها يأساً من الأنظمة الوطنية والقومية وإنخداعاً فى أنها تحمل الخلاص والحرية .

- المثقفون والتنويريون العرب لم يعرفوا خطورة حضور الإسلام المؤدلج إلا عندما رفع الإسلاميون شعاراتهم وراياتهم وتعظيمهم للتراث والسلف أى أن معركة التنوير بدأت بحضور ثقافة الإسلام السياسى المؤدلج وليس قبلها , لينكب التنويرين على نقد التراث وفضحه وليهملوا سبب كل هذا البلاء بل فى أوقات مُتردية متخبطة كان هناك تحالف وتنسيق سياسي مع تلك القوى الإسلامية الرجعية .

- إستغل الإسلاميون ثقافة التجييش والتحذير والتمييز لتعبئة الجماهير فى صفهم , فالإسلام هو الحل لنهضة الأمة ومواجهة أعدائها من الكفار والملحدين واليهود والنصارى حيث هذه الأمم فى حالة تحفز للنيل من الإسلام , وهذا ما نطلق عليه تجييش الجماهير للتعبئة والمواجهة كأفضل نهج لتعبئة وقولبة المسلمين فى المشروع الإسلامى السياسى .. كذلك يكون الحجاب الإسلامى وسيلة لتعبئة المسلمين فى داخل مشروع النهضة الإسلامية وكوسيلة للتميز عن بأقى الشعوب , فهكذا بدأ الحجاب وإستمر .

- كان موقف التنويرين هو مناهضة التراث وما يتكأ عليه الإسلاميون فى أطروحاتهم وبالرغم من أهمية هذا فى التنوير إلا أن التنويريون أغفلوا المواجهة مع مشروع الإسلام السياسى المؤدلج , فأصحاب هذا المشروع هم من روجوا وإستحضروا التراث المسكوت عنه .

- أرى أن المواجهات التى شنها التنويريين فى الثلاثين سنه الفائتة تجاه نصوص وتراث الإسلام وإهمالهم مواجهة قوى الفاشية الجديدة قد أدت لنتائج عكسية فقد وجد الإسلاميون مبرراً لوجودهم وأطروحاتهم فهاهم العلمانيون أعداء الإسلام ورموزه وتراثه وهانحن المدافعين عن الإسلام الرافعين لراياته .

- لا يكون مواجهة أصحاب الإسلام السياسى المؤدلج من باب إنهم يجرون الشعوب لغياهب الظلام والتخلف والوحشية فحسب بل لكونهم مرتزقة مروجين لمشاريع رجعية خادمة لمخططات ورؤى إستعمارية وقومية , فنشوء الإسلام السياسى لم يأتى لنصرة الإسلام وإعلاء شأنه كما يروجون بل من أجل محاصرة ومناهضة القوى الوطنية والتقدمية خدمة للمستعمر , ليتم دعم وتصعيد دور هذه الجماعات بواسطة الغرب بعد ذلك لمجابهة حركات اليسار والقوى التقدمية .

- لم يكتفى دور الإسلام السياسى على خدمة المخططات الغربية لتتطلع القوى الإقليمية القومية للإستفادة من تصاعد الهوس الدينى الطائفى لخدمة مصالحها وتطلعاتها الإقليمية , فنجد الإسلام الشيعى وتطلعاته لخدمة فكرة القومية الفارسية , كذا الإسلام السنى المتأرجح بين القوى التقليدية الكلاسيكية المتمثلة فى المملكة السعودية وتطلعها للريادة فى المنطقة , وبين الدور التركى المتوسم فى إسترجاع المجد التركى العثمانى لتخدم كل تيارات الإسلام السنى هذا المنحى أو ذاك ولا مكان لفكرة نصرة الإسلام .

- يمكن القول أن كل تيارات الإسلام السياسى يعمل ويخدم المصالح الغربية حتى ما نتصوره مناهضاً للغرب , فكافة المشاهد تتم من تحت ذقن الغرب , لنكتشف الدور التخريبى للإسلام السياسى مابين التطرف والتزمت والتخلف والرجعية والإرهاب بإستحضار النصوص القديمة , وبين عمالته لمشاريع قومية وغربية ستجلب الخراب والدمار على المنطقة .

- من الخطأ أن يكتفى التنويرين بنقد الدين بتراثه وتاريخه فقط فهنا سيكون النقد أكاديمى يدخل فى إطار البحث الميثولوجى التاريخى , بل يكون النقد والمعركة مع قوى الإسلام السياسى المؤدلج فهم من إستحضروا وأحيوا التراث بعد أن كان نسياً منسياً , فحتى منتصف القرن العشرين كان أغلبية المسلمين يجهلون تراثهم ودهاليزه وسراديبه ليكتفوا ببعض الآيات التى تروق لنهجهم المسالم , ليأتى هؤلاء الإسلاميون ليسمموا الأجواء بنهجهم العنيف الإقصائى .

- من السهولة بمكان مواجهة الإسلاميين ليس بهدم الإسلام بل بالإعتماد على نهج الإسلام نفسه فى أنه إعتنى بالحدث فى زمانه وفق لرؤية أصحابه ويؤكد هذا فقه أسباب التنزيل , وأنتم الأعلم بشئون دنياكم , ومثال الصحابى عمر بن الخطاب الذى عطل حد السرقة وسهم المؤلفة قلوبهم بالرغم أنها موثقة بأيات فى الشريعة .

- إن معركة النهضة والتنوير لن تأتى بتسخييف التراث الإسلامى فحسب بل بفضح ومناهضة قوى الإسلام السياسى المؤدلج فهم من جلبوا التراث لنا وروجوا له وأنتجوا ثقافة إسلامية تستمد مفرداتها من الثقافة القديمة , وأتصور أن هذا من السهولة بمكان فالشعوب الإسلامية والإسلاميون أنفسهم يتوارون خجلا من أداء قوى الإسلام السياسى كداعش والقاعدة وبوكو حرام ألخ , كذا هناك خجل من الفتاوى الشاذة المتخلفة .. فليكن من هنا فضح التأثير المُدمر بإستحضار التراث وليس بسرد القصص عن نبى الإسلام ونهجه فشرائح عريضة من المسلمين ترفض نهج القوى الإسلامية .

- لم يعد نقد الدين من الترف الفكرى ولا يجب أن يقتصر على النقد الأكاديمى بل يجب أن ينهج نهج المناهضة والمقاومة وهذا لن يتأتى إلا بمقاومة قوى الإسلام اسياسى فهى من إستدعت كل تراث الرجعية والتخلف والنبذ والإقصاء , لأرى أن نقد الدين يأتى من نقد قوى الإسلام السياسى المؤدلج فهم لا يمتلكون الحصانة التى يمتلكها النص ليكون الإختلاف معهم هو تقويض للنص القديم بدون أن يؤدى هذا للتصادم الفج .

دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع.



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب بين فعل كيمياء الهرمونات ووهم الوجدان
- تأملات فى الحب والجنس - جزء أول
- فوقوا بقى..الأديان بشرية الفكر والخيال والتهافت
- تأملات وخواطر فى الحالة الفكرية والثقافية والنفسية لمجتمعاتن ...
- إشكاليات الإنتفاضات العربية..العلمانية واليسار هما الحل
- تتمة 400 حجة تُفند وجود إله - وهم المنطق
- فكر فيها -400 حجة تُفند وجود إله -من369إلى390
- الدين عندما يُفقدنا المصداقية والمعنى والإنسانية
- فوقوا بقى – الشذوذ والسذاجة والتهافت فى النص الدينى
- تأملاتى وخواطرى ووجدانى .
- العزف على خيبة شعب..ماذا يحدث فى مصر
- المختصر المفيد فى أسباب التخلف العتيد
- ألف باء نقد .. تأملات وأسئلة شكوكية
- ثقافة قالوا وقاللولي - لماذا نحن متخلفون
- الإله والإباحية
- تأملات فى أوهام الإنسان العتيدة
- -الهول- وثقافة القهر والكراهية .. مفيش فايدة
- تأملات فى أنا فهمت الآن
- أنا فهمت الآن الخلل الذى أنتج الخرافة والميتافزيقا
- أنا فهمت الآن ماهية العشوائية والجمال والنظام


المزيد.....






المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - حل إشكالية التردى بمناهضة الإسلام السياسى المؤدلج